هذا الكتابُ هو قراءةٌ تاريخيّة شجاعة للنصّ القرآني ومسائلِ قراءاته المتعدّدة، ونظرٌ في أثر الثقافة الجاهلية عليه زمنَ النبوة، مروراً بتاريخِ المصاحف وجمعِها، وموقفِ الصحابة والتابعين ومؤسسي المذاهب الإسلامية من هذا التعدد، وصولاً إلى الرسم العثماني وحجيته، وظهورِ القراءات السبع وعلمِ القراءات الجزري، ومدى ارتباط ذلك كله بالإيمان بالكتب، ومسألةِ الحفظ الإلهي للقرآن، وإشكالاتِ المدونة الحديثيّة. إنّها رحلة فكرية في عالم تحيط به القداسة التي خشى الكثير من خوضها أو الاقتراب منها، رحلةٌ في قلب أهم النصوص في عالم اليوم على الإطلاق.
القراء الأعزاء هذا الكتاب كان رحلتي في فهم حكاية النص القرآني منذ نشأته وحتى الزمن الحديث دون مجاملات... ذكرت فيه ما كان ذا أثر مباشر فقط في مسائل دقة نص القرآن وقراءاته وتتبعت في آخره أهم القراءات القوية التي تحدث فارقا في المعنى الديني، وأكثرها لم تعتد ثقافتنا على الاعتراف بنسبيتها وهي قليلة جدا نسبة إلى حجم النص القرآني كله... مسائل الكتاب علمية بحتة ضمنتها مسائل إيمانية تحل الإشكال العلمي، آمل أن يضيف لكم ويحظى بوقتكم الثمين وأقدر مشاركتكم تجاربكم معه