ما نفعل؟ وماذا نقرأ؟ وكيف نقرأ؟ وكيف نستكمل نقصنا؟ وما الصفحات التي يجب أن نتصف بها؟ وما الخطوط الأساسية التي يجب أن نعمقها في حياتنا؟ وكيف نبرمج ساعات أيامنا؟ متى ننام؟ وكم ساعة ننام؟ ما أنسب الأوقات للقرءاة، والتحصيل العلمي؟ ماذا نفعل حتى نقي أنفسنا الأمراض؟ وكيف نبقى متمتعين بالسعادة والبهجة والإشراق؟ أسئلة كثيرة تدور في خلد شباب اليوم، والدكتور "صلاح الخالدي" يحاول الإجابة عليها في هذه الرسالة التي خصصها ليسجل لهم فيها النصائح والإرشادات، وليضع لهم فيها ا لبرامج والاقتراحات الفعالة التي تساعدهم في تحديد توجهاتهم الثقافية والتربوية، ومن الموضوعات التي يعرضها نذكر: سورة العصر، والتواصي بالحق، والتواصي بالنصر، الدين النصيحة ومبدأ التناصح، نماذج من اهتمام العلماء بالوقت والعلم، صحة المنطلق، خطوط رئيسية في الشخصية العلمية، النفس التواقة ذات الآمال البراقة، التخطيط والبرمجة وترتيب الأولويات، كيفية تنفيذ الخطة المبرمجة، مع صاحب العلم في ساعات يومه، مع صاحب العلم في صحته البدنية والنفسية.
صلاح عبد الفتاح الخالدي ولد في مدينة جنين في الفاتح من ديسمبر 1947م الموافق 18 محرم 1367هـ وبدأ طلب علم الشرعي بحصوله على بعثة للأزهر سنة 1965م وهناك أخذ الشيخ الثانوية الأزهرية ثم دخل الكلية الشريعة وتخرج منها سنة 1970م ثم درس الشيخ الماجستير سنة 1977م في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وكانت الرسالة التي قدمها الشيخ بعنوان: سيد قطب والتصوير الفني في القرآن وجاءت في قسمين: القسم الأول عن حياة سيد قطب والثاني عن التصوير الفني في القرآن. وتمت المناقشة سنة 1980م وتألفت اللجنة من الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات مشرفاً والأستاذ محمد قطب مناقشاً والشيخ محمد الراوي - العالم المصري المعروف - مناقشاً.
ثم حصل الشيخ على درجة الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن سنة 1984م من الجامعة نفسها وكانت الرسالة بعنوان: في ظلال القرآن � دراسة وتقويم وأشرف عليها أيضاً الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات وناقشه العالمان المشهوران هما الشيخ مناع القطان رحمه الله والأستاذ الدكتور عدنان زرزور - العالم القرآني المعروف.
من أبرز المشايخ الذين تتلمذ الشيخ على يديهم: - الشيخ موسى السيد رحمه الله � أحد علماء فلسطين - والشيخ محمد الغزالي. الشيخ وسيد - الشيخ عبدالحليم محمود. وقد تأثر الشيخ تأثراً كبيراً بالشيخ المرحوم السيد قطب وكانت صلته بالشيخ صلة محبه وتلمذة أما صلة شخصية فلم يكن بين الشيخ صلاح وبين الأستاذ سيد قطب صلة شخصية إنما تتلمذ الشيخ على كتبه بقرائتها كلها.
أَمرُّ بِمرحلةٍ مُضطربة آنيًّا في مُحاولةٍ لضبط وقتي وموازنته على كثرة انشغالاتي والتزاماتي، وكُلّ مرّة أضعُ جدولًا "برّاقًا" ذو صدىً وأثر؛ إذا ما طُبّق ونُفّذ. وكنتُ التزم يوما . . يومين وربّما اسبوعا. . أسبوعين حتّى تفلتَ الأمور مِن يدي، ويُصبِح لسانُ حالي:" " إنها أشكو فراغا في النّفس لا أعرفُ مأتاه، وقوىً فِيّ لا أجدّ لَها مصرِفا، وحنينا إلى شيء غامض لا أدري ما هو على التحقيق". فكان هذا الكتاب بين يدي، ووجدتني أقبل عليه إقبال الجائع على قصعته، حتّى فهمته واستوعبته إرشاداته، والآن أسعى لمرحلة التّنفيذ " لتلك الخطة البراقة" لِنفسي التواقة، التي أتعبني منها أنّ جسدي لا يُصاحبُ همّتها. ولي ضمير مؤنّب لا ينفكّ يعاتبني! أنْ عُمرك قصير، وزادُك قليل، ومهرُ الجنّة علمٌ وفعلٌ غزير، فأين أنتِ من طرق أبوابها! من مخالفة هوى نفسكِ، واسترشاد طريق سلفك؟!
كتاب مهم لكل مسلم محفز لاغتنام الأوقات وتحسين الإنتاجية الشخصية أعجبني جدا استشهادة بسورة العصر وكأني لأول مرة أقرأها العصر جاءت من عصر الشيء مثل أن تعصر قطعة القماش من الماء فتستخلص منها الماء
كذلك وضع خطة لحياة المسلم وكيف يقضيها صحيح أنه ذكر التخصصات الإسلامية لكن تستطيع أن تطبقها لمن هو متخصص في المجالات الأخرى كالهندسية والطبية وغيرها
لم يكن مضمون الكتاب بالشيء الذي توقّعته من عنوانه .. للإنصاف ، كتابٌ ليس بسيء لكنه بنصائح متكررة مراتٍ و مراتٍ و مراتٍ ، شعرت أنه يدور في دائرةٍ مفرغة و لم يضف لي أي معلومة إرشادية إبداعية .. جميعها أمورٌ مكررة و معلومة بديهيًا ، ربما لأنني قد قرأتُ سابقًا كتابين مشابهين له * رسائل في صبر العلماء على تحصيل العلم * و * آداب المعلم و المتعلم * . أزعجني فيه اقحامه للدين في كلٍ ، و بطبيعتي لا أُحبّذ الكتب ذات الطابع الديني ما لم تكن كتب علومٍ شرعية .
الكتاب مبنيّ على طلب طلّاب الكاتب منه أن ينصحهم في أمور قراءاتهم وعلمهم، فهو يتحدث عن شخصية طالب العلم
أظلم الكاتب إذا ادّعيت أنّ مراجعتي العجلى شاملة، فليس شاملاً إلا قراءة الكتاب أما أسلوبي هنا فهو "من كل بستان زهرة"
يقول الكاتب:
(وقد عرضتُ في هذه الرسالة للموضوعات الأساسية التالية) :
~سورة العصر والتواصي بالحق وبالصبر~ إذا كان عصرُ الشيء هو الضغط عليه لإخراج ما فيه، فإن زمان الناس وعمرهم عصر لأنه يجب عليهم أن يعصروه عصراً وفي سورة العصر كان هناك أربع صفات للرابحين: -الذين آمنوا: لأن الإيمان هو المحرك الدافع -وعملوا الصالحات: وهي ثمرة الإيمان ونتاج عصر المؤمن لعمره -وتواصوا بالحق: والحق هو الحقائق اليقينية الثابتة ، والتواصي بالحق لا يكون إلا بعد العلم به، والتواصي عملية مشتركة من طرفين. -وتواصوا بالصبر: لأن طريق الحق شاق، والالتزام به مكلف
~الدين النصيحة~ أصلُ النصحِ في اللغة : الخَلوص، يقال: نصحتُ العسل إذا خلّصته من الشمع وقال بعض أهل العلم: جماعُ تفسير النصيحة هو عناية القلب للمنصوح له، كائناً من كان
قال أبو بكر المزني: ما فاق أبو بكر رضي الله عنه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم ولا صلاة، ولكن بشيء كان في قلبه، وهو حب الله عز وجل والنصيحةُ في خلقه.
~نماذج من اهتمام العلماء بالوقت والعلم~ اقتباسات من رسالة "قيمة الزمن عند العلماء" للأستاذ عبد الفتاح أبو غدة
*كان الفتحُ بن خاقان أديباً شاعراً، حريصاً على طلب العلم، وقد اتخذه المتوكل وزيراً عنده وكان يخفي الكتاب في كمه فإذا قام من أمام المتوكل أخرج الكتاب فنظر فيه وهو يمشي
*وكان الإمام ابن الجوزي يجمع براية الأقلام التي كان يكتب بها ويحتفظ بها في مكان خاص ولما حضرته الوفاة أوصى أن يسخّن الماء الذي سيغسل به ببراية تلك الأقلام! ولما مات نفذوا وصيته، فكفت لتسخين مائه وزاد منها شيءٌ بعد ذلك!
وهناك أيضاً هذه الأبيات: *قال ابن نباتة السعدي: إذا شامَ الفتى برقَ المعالي فأهون فائت طيبُ الرقادِ
*وقال الأديب عمارةُ الميني: إذا كان رأس المال عمرك فاحترز عليه من الإنفاق في غير واجبِ
فبين اختلاف الليل والصبح معركٌ يكر علينا جيشه بالعجائبِ
*وقال الوزير يحيى بن هبيرة: والوقتُ أنفسُ ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليكَ يضيعُ
~صحة المنطلق~ تبدو صحة المنطلق في استحضار النية وتحقيق الإخلاص والتوجه بالأعمال كلها لله وطلب الأجر منه وحده وعدم الالتفات إلى الناس وعدم قصدهم بالأعمال وترك ريائهم لأن هذا محبط للأعمال ذاهب بأجرها
~أخلاق أساسية لصاحب العلم~ عدم الازدواجية بين الفكر والسلوك، بمعنى أنه ليس عنده مفارقة بين ما يقرؤه وبين ما يعيشه في واقعه وأهم هذه الأخلاق: -الإخلاص -الصدق الذي يحمل معاني القوة والثبات والشدة والوضوح، -الجدية لأنه يعلم أن الواجبات أكثر من الأوقات وهذا لا يعني الانعزال أو العبوس، -التكامل المتوازن بحيث لا تطغى صفة على غيرها ولا يبالغ في جانب ضروري على حساب جوانب أخرى ضرورية -السلوك الاجتماعي المتفوق، فهو هيّن ليّن، حليم ، شفيق، رحيم، ودود، صاحب سماحة ورأفة، واسع الصدر، طيب النفس، حسن الخلق، يحتمل الأذى،
~خطوط أساسية في الشخصية العلمية~ 1-الربانية: من الرب والتربية هي إنشاء الشيء حالاً فحال إلى حد التمام، فهي تشمل التدرج والبطء والشمول فعليه أن يربي نفسه على الربانية بتعليم الآخرين الكتاب، وبعلمه ودراسته انطلاقاً من قوله تعالى: (ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) آل عمران:79
2-السلفية: لأنه صار هناك فرق كبير بين فهم الإسلام والالتزام به عند القرون الثلاثة الأولى وفهمه والالتزام به فيما بعد
3-الحركية: بذل الجهد والعمل على النهوض ~النفس التواقة ذات الآمال البراقة~ لقد خلق الله الإنسان هماماً صاحب همة عالية وإرادة قوية وتطلعات متجددة ، وهدف صاحب العلم من حياته واضحٌ لديه،يريد دخول الجنة ونيل رضوان الله، ووسيلته لذلك هي العبادة الحقّة ، مخلصاً لله، وهي عبادة شاملة لحياته كلها، لأنه يتوجّه لله بكل أعماله وأقواله، في شعائره التعبدية، وفي حياته العملية، ويلتزم فيها بمنهج الله وهذه هي روح العبادة. ولا يجوز لصاحب العلم أن يرضى بما هو عليه وأن يكتفي بما حصّله، إنّه لا يعرف القعود أو الكسل ولا التوقف، فهو دائم السير إلى الأمام. وحتى يقطع رحلته حياته الدنيا بنفسه التواقة إلى آماله فإنه يحتاج إلى همة عظيمة، وعزيمة قوية، وإرادة جازمة، وشخصية حازمة، ومجاهدة عالية، واستعلاء على الضعف والكسل، وتغلب على العوائق والمثبطات، وزاد عظيم لضمان السير الصاعد إلى العلياء.
~التخطيط والبرمجة وترتيب الأولويات~ يجب أن يكون شعاره (الدنيا ساعة، فاجعلها طاعة) ! ويجب أن يكون له جلسات مصارحة مع نفسه ومحاسبة لها، وإن كان له إخوة صادقون فيجب أن تكون هناك جلسات في مجموعات أيضاً، وعليه أن يبحث عن إجابات صادقة لأسئلة من مثل: من أنا؟ وما هدفي؟ وما الطريق لتحقيقه؟ وما هويتي ؟ وهل أسير فعلاً فيما يرضي الله؟ وإذا متُّ الآن فهل أكون مع أصحاب الجنة أو أصحاب النار ؟ أين مظاهر ضعفي؟ كيف أتغلب على العوائق ؟ ...الخ ثم عليه أن يرتّب الأولويات في حياته وفي خططه، فيقدّم الأهمّ على المهم.
~كيفية تنفيذ الخطة المبرمجة~ ولينفذ ما خطط لحياته ولأهدافه بشكل سليم يتّبع الآتي: -المشارطة:أي يضع على نفسه الشروط ويطالبها بالالتزام. -المراقبة: فعند أداء كل أمر يستحضر صاحب العلم نيّته، ويستشعر رقابة الله عليه. -المجاهدة: لأن طبيعة النفس أنها تحب الراحة وتؤثر الكسل وتنفر من الانضباط والالتزام يقول الشاعر: والنفس كالطفل إن تُهمِله شبَّ على حُبّ الرضاع وإن تفطمه ينفطمِ -المحاسبة:فيلاحظ مواضع إحسانه ويشكر الله على ما أعانه من ذلك، ويتعرف على مواضع النقص والخطأ ويعمل على إصلاحها في الأيام التالية. -المعاتبة:وذلك لشحذ النفس وتقوية الإرادة،بدون أن تتحول إلى جلد الذات ، فالمعاتبة علاج وليست مرضاً عندما تكون بالمقدار المناسب، وتوظف لهدف مناسب. -المعاقبة:تكون أحياناً وليس دائماً، وتعطى بالمقدار المناسب باعتبارها علاجاً ولا تكون بالعبادات . ~مع صاحب العلم في ساعات يومه~ على صاحب العلم أن يحذر العدوّ اللدود الذي يٌضيّع عليه ساعاتِ يومه، إنه "الغفلة" عن نفسه، وواجباته، وحياته، وغايته. يقول تعالى : (إن الذين اتّقوا إذا مسّهم طائف من الشّيطان تذكّروا فإذا هم مبصرون) الأعراف: 201 وبالنسبة لبرمجة الساعات في اليوم، الأمر يبدأ من تحديد ساعات النوم وضبطها بدقة وهي بمعدل ست ساعات، ويجب أن تكون في الليل، فعليه أن يتوافق مع السٌّنة الربانية الكونية في النوم واليقظة (جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً) ، النشاط والعلم يبدأ عنده قبل الفجر بساعة!، يصلي فيها التهجد ويقرأ القرآن ويجعلها للتربية والتزكية (من الصعب أن يجد ساع�� مثلها في النهار المزدحم!) ، مع الانتباه إلى عدم تضييع ما بعد الفجر بالنوم، فهذا هو أفضل الأوقات وأنسبها للإبداع والإتقان. وقد قرر العلماء الفلكيون أن غاز الأوزون ينتشر على وجه الأرض عند الصباح، فإذا ما طلعت الشمس تبدد مع حرارة الشمس، فلا تحرم نفسك من فوائده بأن تكون مع النائمين! ووضوحاً فإن بعد الشروق هو للعلم وليس للنوم أيضاً ، وليحرص على صلاة الضحى، ثم ليحرص على القيلولة ولو لفترة قصيرة، حتى يتابع ما تبقّى من نهاره بنشاط. وقبل أن ينام باكراً، بعد فترة عمل معقولة بعد العشاء، يجب أن لا ينسى محاسبة نفسه على ساعات نهاره كيف أمضاها، وأن لا ينسى أنه محاسب على كل منها حساباً دقيقاً ! ~مع صاحب العلم في صحته البدنية والنفسية~ يقدّم هذا القسم معلومات طبية وصحية وبعض النصائح المستخلصة من كتب طبية، كتناول التمر والعسل وحبة البركة، والحليب وزيت الزيتون والسمك، وعدم الإكثار من اللحوم الحمراء، وعدم الإكثار من شرب القهوة والشاي، والإكثار من تناول الخضار والألياف النباتية، وكذلك الفاكهة وخاصة التفاح والجزر ، والتزام القاعدة الذهبية (لا تأكل إلا عندما تشعر بالجوع، وعندما تتناول الطعام لا تصل إلى مرحلة الشبع وقم عن الطعام وحاجتك ما زالت موجودة) ولا تأكل وأنت متوتر أبداً ، إنما باسترخاء وهدوء، واحرص على وجبة الإفطار، وتخلّص من السمنة، وداوم على الرياضة ، أكثر من شرب الماء، نم باكراً واستيقظ باكراً، لا تكثر من الملح ولا من المقليّات واحرص على إجراء الفحوصات الدّوريّة وهي معلومات معروفة في غالبها ، ولكن من باب التذكير والجمع. ثم يقدّم معلومات حول الصحة النفسية، مستمدة من كتب مثل كتب الأمريكي ديل كارينجي المتخصص في علاج الآفات والأمراض والمشكلات النفسية والاجتماعية والحياتية وهي كثيرة، لا يؤرقك الماضي ولا تقلق على المستقبل وعش في الحاضر أحسن التعامل مع المشاكل، فكر بهدوء في حلها، وتغلب عليها عليك أن تنهمك بالعلم والعمل، وأن تستمع به، عندها لا تشعر بالقلق لا تهتم بالأشياء التافهة ولا تغضب لأجلها، ولا تعط الأمور أهمية أكثر مما تستحق فكّر جيّداً قبل الإقدام على أيّ فعل، ولكن عش بمرح وبساطة، لا تكثر من الشكوى والتأوّه ، وتذكر نعم الله عليك واشكره عليها واستمتع بها. تعرف على نفسك ومواهبك وقدراتك ووظفها، ولا تقارن نفسك بغيرك، وحاول تغيير السلبيات إلى إيجابيات، وانقُد نفسك بنفسك
ثم يعرض أبيات من قصيدة إيليا أبو ماضي "فلسفة الحياة" : إن شرَّ الجناة في الأرض نفسٌ تتوقى قبل الرحيل الرحيلا
ترى الشوك في الورود وتعمى أن ترى فوقها الندى إكليلا
هو عبء على الحياة ثقيل من يظن الحياة عبئاً ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً
كتاب منهجي رائع فريد في باين ينصح به كل طالب علم يبدأ الكتاب من شرح سورة العصر التي قال فيها الامام الشافعي لو لم ينزل الله الا سورة العصر حجة على عباده لكفتهم
اقتباسات والحق هو الإسلام المتمثل في القرآن والسنة وفهم سلف الأمة، وما تفرع عن ذلك من حقول العلم وميادين الثقافة الإسلامية، كالعقيدة والتفسير والحديث والفقه والسيرة والتاريخ والتزكية واللغة والأدب وغير ذلك .
الحق هو الحقائق اليقينية الثابتة الهادية، المستمدة من الإسلام وأصوله، والتي لا يجوز الخروج عليها أو مخالفتها
التواصي بالصبر والثباتُ على الحق، نظراً لأهمية ذلك، لأنَّ طريق الحق شاق والالتزام به مُكلف، والمؤمنُ يدفع الثمن غالياً باهظاً، سواء ثمن استمرار السير المنضبط به، أو ثمن مجاهدة النفس للثبات عليه أو ثمن الارتقاء إلى آفاقه السامية، أو ثمن مواجهة أعدائه وخصومه.
يتناول مختلف جوانب الحياة الطالب العلم واضعا خطة شاملة لكل الجوانب من الاستيقاظ النوم متطرقا الجانب الصحي و العبادات و كل شيء مهم و ذي بالي
المسلمونَ بعضُهم لبعض نَصَحَة، والمنافقون بعضهم لبعض غَشَشَة، وحقُّ المسلم على المسلم أن ينصحه عندما يستنصحه، والمؤمن مرآة أخيه .
و ننهي بهذا الاقتباس الجميل
قال الفضيل بن عياض رحمه الله : ما أدركَ عندنا مَنْ أدرك بكثرة الصلاة والصيام، وإنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس، وسلامة الصدور، والنصح للأمة.
وسئل عبد الله بن المبارك رحمه الله : أي الأعمال أفضل؟ قال : النصح الله .
كتاب لا غنى عنه لأي باحث عن العلم أو لكل من سلك الطريق ثم بدأ يشعر بفتور أو بعض توهان .. عبارة الدكتور رحمه الله سلسه بليغة واقتباساته مميزة ، كتاب يقرأ بوقت قصير لكن تطبيق ما فيه يستغرق العمر كله .. كنت قد اعتدت على تطبيق بعض هذه القواعد قبل قراءة الكتاب ، مثل الاستيقاظ باكراً واستغلال البكور والحرص على عدم تفويت الوقت ولمست أثراً عظيماً لهذا في حياتي ..
يا دوب عليه نجمتين... بعدد المعلومات اللي استفدتها منه :)... أولهم فكرة استنباط قيمة الوقت و أهمية عصر العمر و الاستفادة القصوى من ساعات العمر من سورة "العصر"... . اللفتة اللطيفة دي عجبتني جدا... ثانيهم... جملة "الواجبات أكثر من الأوقات".. و لا مكان للفراغ... دي حقيقة.. و عيب أي حد يقول حاسس بملل... دايماً هناك واجبات مفروضة لملء وقتك و لكن الكسل و التراخي هو الحجة و ليس عدم وجود ما نفعل.... أما عن سبب النجمتين فقط فقد ذكرته سابقاً أثناء قراءتي للكتاب و هو ارتفاع سقف الرضا عن الكتب بشكل عام بسبب مؤلفات المقدم و الشيخ أحمد فريد في هذا المجال....
الكتاب يعطي صورة عن كيفية البدء بطلب العلم الشرعي لكل مسلم صاحب نفس تواقة له .... و يحدد معالم هذا الطريق ، و ضوابطه ، و محفزاته .... و يعطي صورة عن حياة هذا المسلم الجاد العامل ... الجميل أنه قد شمل كل الجوانب التي يجتاجها الإنسان ... سواء أكانت إيمانية ، علمية ، نفسية ، أو حتى جسدية ...
جذبنى عنوان الكتاب جدًا ، خاصةً فى مرحلة التيه التى أمرّ بها فسارعت لقراءته والحمد لله وجدت ضلالة من ضلالتى بين أسطره الثمينة ، بالرغم من أن الكتاب يتحدث عن طالب العلم الشرعى ، إلا أنّى أحسست أنه إلى طالب رضا الله عز وجل وجنانه سواء كان طالب علم ام لا ، كتاب رائع أنصح به بشدة :))
جميل و خفيف قد يعيبه تكراره لبعض الأفكار أحيانا لكنّه تطرّق لبعض النّقاط التّي لا تُطرق عادةً في كتب الحثّ على طلب العلم و إحياء الهمّة، و هذا من إيجابيّاته. و هذه تدوينة كتبتها مجمّعة من بعض الفوائد و النّقاط في الكتاب
Reading the Malay version of this book published by Karya Bestari. The quality of transliteration is average with minimal typing error but the lack side is the publisher didn’t mention who is the translator and of course reading the original version in Arabic has its own sting of enjoyment.
From the content-wise, perhaps there are two main messages that struck my mind and heart. The first one is when the author quotes from Shaykh ‘Abd al-Fattah Abu Ghuddah’s Qīmah al-Zaman ‘inda al-‘Ulamā� on how Imam al-Juwayni spend his time when he didn’t eat and sleep until he feels to do so. The other point that comes into my attention is when Shayk Solah ‘Abd al-Fattah al-Khalidi outline the three essential components for a balance journey of knowledge which is “Rabbaniyyah�, “Salafiyyah� (methodology) and “Harakiyyah� (the author highlights � not rigidly bound with Islamic movements).
كتابٌ جادّ، يضع المسلمَ على خطِّ البدايةِ في تحصيلِ العلمِ على وجهِ الصَّواب، مشيرًا إلى أهميَّةِ الوقتِ وحُسنِ استغلالِه.
ممَّا جاء فيه: "لقد خلقَ اللهُ الإنسان همَّامًا، صاحبَ همَّةٍ عالية، وإرادةٍ قويَّة، وآمالٍ وتطلّعاتٍ متجدِّدة، ونفسٍ توَّاقة، تنظرُ دائمًا إلى الأمام، وتتطلَّع إلى ما هو أعلى، وكلَّما حقَّقتْ هدفًا تاقتْ إلى هدفٍ آخر، وكلَّما قطعتْ مرحلةً تاقتْ إلى المرحلةِ التي بعدها، واستعدّتْ لقطعِها والوصولِ إلى محطَّةٍ جديدة"
من اروع الكتب التي اعادتني للسنة الاولى الجامعية باسلوبها السلس الذي يخاطب المقبلين على الحياة بحماس وجدية انصح بقرائته لكل مقبل على الحياة من البوابة الجامعية كما انصح به من انهى دراسته وخاض غمار العمل حتى يتذكر روحة التواقة التي كانت في شبابه.
من اروع الاشياء حرصه على التربية الذاتية الشاملة : الروحية والعقلية والنفسية والبدنية
لأصحاب العلم؛ الحريصين على التحصيل العلمي، الراغبين في برمجة اوقاتهم، والاستفادة من اعمارهم، التواقين الى ما هو أفصل وأَسمى وأعلى، الساءرين في طريق الفضاءل والريادة ...
مراجعة كتاب : الخطة البراقة لذي النفس التواقة: تأليف الكاتب الدكتور صلاح الخالدي بسم الله الرحمن الرحيم بالرغم من أنه تم تم تأليف هذا الكتاب سنة 1996 إلا أنه وبرأيي مفيد لكل زمان ومكان سهل وسلس، وبالمقابل تستطيع أن تستنبط منه الكثير من الأفكار المفيدة والعملية ... هو كتاب ممتاز لمن يطلب العلم وخصوصا الشرعي ..... فهو يقولب طالب العلم ويضعه برأيي كما رأي الكاتب على الطريق الصحيح ... مع أن الكاتب ذكر في المقدمة أنه سيشرح لطالب العلم كيف يقرأ وماذا يقرأ ...إلا أنه برأيي لم يستعرض هذه الأفكار كما يتوقع القارئ ... ___________________________________________________ ابتدأ الكاتب مع سورة العصر ... وبالرغم من أن هذه البداية غريبة ...إلا أنها كانت مدخل جيد إلى موضوع الكتاب ...وإلى حياة طالب العلم بشكل عام او الدهر... فقال" أن العصر : هو الزمان او الدهر... وأن عصر الشيء لغة هو ضغط الشيء حتى يحتلب ..." وعليه استنتج أن .."زمان الناس وعمرهم عصر، لأنه يجب عليهم أن يعصروه عصراً، ليحسنوا لاستفاده منه ، واستخراج فوائده." ثم أرود أن من عصر عمره ولم يخسره فهو من الرابحين ...وكما أوردت الآية أنه هنالك 4 صفات للرابحين وهذه الصفات مرتبه ترتيبا مقصود والصفات هي أنهم : مؤمنون صالحون –يعملو� الصالحات-يتواصون بالحق-يتواصون بالصبر. وبدأ بالإيمان لأنه طبعا شرط قبول الأعمال الصالحة ... ثم عمل الصالحات ولأنه ثمرة الإيمان بالله .... ثم التواصي بالحث حيث أن الحق هو الأسلام وذكر كلمة التواصي بالذات وذلك أنها عملية مشاركة بين طرفين (تواصوا فيها ألف مفاعلة تدل على اشتراك طرفين) فالتواصي بالحق يشنير إلى مدارستهما للحق ومذاكرتهما له وأي المشاركة وإحياء مجالس العلم ... ثم التواصي بالصبر ...فبعد اعلمل بالحق ودراسته والتواصي به، يأتي التواصي بالصبر والتعاهد بين المؤمنين بالصبر على الحق والثبات عليه وعلى تكاليفه مشقاته..وبما أن طريق الحق شاق، والالتزام به مكلف ، فسيكون الصبر ملازما لهذا الطريق. ثم يأتي تناسق هذه الصفات الأربعة وهي من أجمل ماورد في الكتاب مع أنها صفحة واحده ولكنها عصارة سورة العصر ! ___________________________________________________ ثم تحدث الكاتب عن النصيحة ....وهي برأيي مهمة وخاصة في زماننا الذي لم تعد تقبل فيه النصيحة أبدا، وتعتبر إهانه من الناصح للمنصوح، وذلك مهما حاول الناصح أن يلتزم بآداب النصيحة التي نص عليها الشرع الإسلامي. وأكثر ما عجبني من هذا الفصل أقوال لعلماء سابقين في النصيحة : قال الحسن، أن بعض أصحاب النبي قالوا: إن أحب عباد الله إلى الله: الذين يحببون الله إلى عباده، ويحببون عباد الله إلى الله، ويسعون في الأرض بالنصيحة. قال الفضيل بن عياض: المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعير. واقرأ قصة جريير البلجي في نصح بائع الفرس فهي من أروع القصص في النصيحة ص26 _______________________________________________ ثم تحدث في باب عن نماذج اهتمام العالماء بالوقت وكلها مأخوذه من كتاب قيمة الزمن عند العلماء ... وهو باب رائع جداً دفعني لقراءه كتاب قيمة الزمن عند العلماء كاملا ... وذكر في نهاية الباب بعضا من الشعر عن أهمية الوقت أنتقيت منها مايلي : قال الإمام السيوطي: أسرع أخا العلم في ثلاث في الأكل والمشي والكتابة وقال الإمام أحمد بن فارس الرازي: إذا كان يؤذيك حر المصيف ويبس الخريف وبرد الشتا ويلهيك حسن زمان الربيع فأخذك للعلم قل لي: متى؟؟ __________________________________________________ ثم باب صحة المنطلق .....وقال :"تبدأ صحة المنطلق في استحضار النية، وتحقيق الإخلاص " وفي أهمية الإخلاص ......"ومارواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه" "والقاعدة في هذا المقام تقرر: من صحت بدايته استقامت طريقه وصحت نهايته، ومن فسدت بدايته اعوجت طريقه وساءت نهايته." __________________________________________________ ثم باب أخلاق أساسية لصاحب العلم : "لا يعاني م انفصام بين أفكار والمثل النظرية، وبين التطبيق السلوكي الخارجي" وأن أهم الاخلاق الأساسية : الإخلاص (وقال أنه 3 خطوات:خالص مخلص مخلَص)-الصدق-الجدية-التكامل المتوازن-السلوك الاجتماعي المتفوق. ____________________________________________ ثم باب خطوط اساسية في الشخصية العلمية : وهي : 1-الربانية 2-السلفية : حيث ذكر: أولا قواعد في أصول المنهج السلفي الملخصة بما يلي : 1-الإقبال على القرآن,2-استيعاب السيرة،3-فهم السنة،4-الوقوف على حياة الصحابة،5-رفض اي مبدأ فريب يتعارض مع القرآن،6-اعتماد الكتاب والسنة وميزانا وحكما،7-جمع الأمة على الكتاب والسنة. ثانيا المعنى الشام للسلفية : أي لانعني فيها المعنى الضيق حيث يقصرها بعضهم على جماعة معينة، أو أتباع شيء محدد. 3-الحركية :"ونهني بها الجهد لخدمة هذا الدين ، وإسعاد المسلمين بعد إسعاد النفس، وأنقاذهم بعد إنقاذ النفس، وتحصينهم من الشيطان، وأخذهم إلى طريق الرحمن، بالإضافة إلى الوقوف أمام الظالمين والطواغيت،وتوحيد الأمه." وـخيرا التكامل المتوان للخطوط الثلاثة:"إن إلغاء أو إفال أي واحدةمنها، معناه تشوه في شخصية صاحب العلم." "لو كانصاحب العلم ربانيا فقط، لتحول إلى صوفية منعزلة،ولو كان سلفيا فقط،فسيبقى فقط مع مسائله العلمية السلفيه،ولو كان حركيا فقط،فسيتحول لمجرد حزبي أو سياسي." "الربانية تعني الاتصال بالله،والسلفية تعني الالتزم بالمنهج الراشد، والحركية تعني بذل الجهد لخدمة المشسلمين، والتكامل المتوازن المطلوب بين هذه الخطوط الثلاثة." _____________________________________________ النفس التواقة ذات الآمال البراقة: شمول العبادة لحياته كلها : "ويعلم صاحب لالعلم أن العبادة عامة شاملة، تشمل حياته كلها، في كافة مجالاتها وجوانبها وأـنه يمكن أن يكون عابدا لله، لمدة 24 ساعة يوميا، لأنه يتوجه بكل اعماله واقواله لله، ويلتزم فيها بمنهاج الله،وهذه هي روح العبادة" "ومتى نظر صاحب العلم إلى حياته بمنظار العابدة،ولونها بلون العابادة، يزول عنه القلق والضيق والضياع والتوتر والكسل والملل." __________________________________________________ التخطيط والبرمجة وترتيب الأولويات: ترتيب الأولويات: 1-ابدأ بالأهم فالأهم،2-البدء بالأصو لالأساسية وهي(1-العقيدة-2-التفسير-3-الحديث-4-الفقه-5-اللغة-6-التزكيه-7-الواقع المعاش)3-تقديم الواجبات على السنن والفضائل على النوافل.4-الانطلاق من القرآن والسنة5-توطين النفس على الإقلال من المباحات6-التنوع النافع في الزاد العلمي. ____________________________________________________ كيفية تنفيذ خطة مبرمجة : 1-المشارطة: أي ان يضع لنفسه الشروط 2- المراقبة 3-المجادة 4-المحاسبة 5- المعاتبة يسأل نفسه..."لو مت الآن يانفس فهل تدخلين الجنه؟" 6- المعاقبة..."ولا يجوز أن تكون بالعبادات، بل تكون بحرمان النفس من بعض المباحات" 7-المكافأة ثم يختم الفصل مع برنامج مفصل لحياة صاحب العلم ....وأنصح جدا بالاطلاع عليه ... ______________________________________________ يورد الكاتب بعدها بعض الإرشادات الصحية والنفسية وهي مجموعة من الجمل البسيطة والنصائح الغذائية والنفسية . ثم يورد في الخاتمة الواصايا العشر للشيخ حسن البنا سأورد منها : 1-قم إلى الصلاة متى سمعت النداء مهما كانت الظروف. 2-اتل القرآن،أو طالع،وا استمع،او اقرأ،ولاتصرف جزءا من وقتك من غير فائدة. 3-اجتهد ان تتكلم اللغة العرفية الفصحى،فهي من شعائر الإسلام. 4-لاتكثر الجدل في أي شيء من الأشياء ولا تتكلم إلا بخير. 5-لاترفع صوتك اكثر مما يحتاج إليه السامع، فإنه رعونه وإيذاء. 6-اجتنب غيبة الأشخاص،وتجريح الهيئات. 7-تعرف إلى من تلقاه من إخوانك، حتى ولو لم يطلب إليك، فإن أساس دعوتنا الحب والتعارف. 8-الواجبات أكثر من الأوقات،فعاون غبرك على الانتفاع بوقته،وإن كان لك مهمه فأوجز في قضائها. وكما قال الكاتب إن هذه الوصايا ليست اجتهادية، بل لكل منها أصولها الشرعية، ونصوص تدل عليها..... والحمد لله رب العالمين.
[الخطّة البرّاقة لذي النّفس التوّاقة | د. صلاح الخالدي ]
هذا العنوان الجذّاب الظّريف مرآةٌ عاكسة لمحتوى الكتاب، وهو من العناوين الصادقة في التعريف عمّا بداخلها. فمحتوى الكتاب ظريف وخفيف على القلب ونافعٌ لأصحاب النفوس التواقة.
وإن كان مؤلّفه د صلاح يوجّهه لطلبة العلوم الشرعية بعد عرض طلبته لجملة من الأسئلة عليه فأتى هذا الكتاب كأجوبة لأسئلتهم إلا أنّه يصلح أيضًا لكلّ مسلم تطلبُ نفسه المعالي وتتوق إلى الاستقامة والصلاح.
الكتاب عبارة عن منهجيّة وخطّة شاملة تدرج كاتبه فيها، منطلقًا في مطلعها بالوقوف على سورة العصر وتفسيرها، فكانت له لفتة خاصّة به لمعنى العصر وأعتبرها لطيفة من لطائف التدبّر بحيثُ خرجَ من معنى العصر من كونه زمن إلى معنى " ضغط الشيء حتّى يتحلّب " وربط بين المعنين قائلا : " عُمر الفرد هو عصره الخاص به، الذي يجب أن يَعصُره ويُحسن استغلاله ومعايشته"
ضمّ الكتاب جُملة من المحطات والوقفات لهذه " الخطّة البراقة " التي وصفها لطلبة العلم، فانطلق من ركائز التزكية من صبرٍ ونصيحة وصدقٍ وإخلاص وهنا كانت له لفتته الخاصة أيضًا فذكر الإخلاص على ثلاث مراحل قائلا : " لا بدّ لطالب العلم أن يتصف بهذه الصفات الثلاثة : فهو أوّلا خالِصٌ لله في شخصيّته وكيانه وحياته ودينه. وهو ثانيًا مُخلِصٌ لله في شخصيته وكيانه وحياته ودينه. وهُو بعد ذلك " مخلَص " يسستخلصه الله ويجعله من خلاصة عباده" وهو قبل ذلك ذكر الفرق بين " خَلَص "و " مخلِصٌ " و" مخلَص " .
يتضمن الكتاب أيضًا أخلاق أساسية لطالب العلم وسلوكيات عليه إمتثالها .. ومنهجيّة لاستقامة السلوك وتحضيرًا نفسيا وعمليا للتحصيل. فحتّى لا أطيل الكلام، الكتاب عبارة عن خريطة لمن تاه عن سبيله وتعطّلت بوصلته، يجد القارئ فيه ضالته، ربّما قد يراهُ غيري بسيطًا ومكرّر ولكن أرى فيه فائدة ومنفعةٌ ترجى وبودّي اقتناءُه ورقيًا وضمّه لمكتتبتي.
يتحدث الكاتب في ما يُقارب 11 فَصل ، عن كيفية صناعة النّفس ، من خلال خُطة برّاقة لأصحاب النّفوس التوّاقة لِكُلِّ ما هو أسمى وأعلى وأفضل ، السائرين في درب العزّة و الفضيلة و الحقّ ، الذين رفضوا بإنَّ يكونوا مُجرد هوامش ، بل أرادوا أنّ يكونوا رقماً صعباً في هذه الحياة ..
يتحدث الكاتب في الفصل الأوّل عن سورة العصر والتواصي بالصبر والتواصي بالحقّ ، فقال" أن العصر : هو الزمان أو الدهر... وأنَّ عَصَرَ الشيء لُغة هو ضغط الشيء حتى يَحتلب ..." وعليه استنتج أن .."زمان النّاسِ وعُمرهم عصر، لأنه يجب عليهم أن يعصروه عصراً، ليحسنوا لاستفاده منه ، واستخراج فوائده."
ثم أوردَ أن من عَصَرَ عُمره ولم يخسره فهو من الرابحين ...وكما أوردت الآية أنه هنالك 4 صفات للرابحين وهذه الصفات مُرتبه ترتيبا مقصود والصفات هي أنهم : مؤمنون صالحون –يعملو� الصالحات - يتواصون بالحق - يتواصون بالصبر . ويتحدث أيضاً في هذا الفصل عن الإيمان الذي هو أساس قبول العمل . وينتقل بعدها الكاتب في الفصل الثاني إلى النصيحة وأهميتها وآدابِها في الإسلام في شرح دقيق و جميل ..
ثّمَّ تَحدثَ الكاتب في الفصل الثالث عن شيء مُهم جداً وهو الوقت .. فَتحدث عن همساتِ في همم الاوقات ذاكِراً نماذج من اهتمام العُلماء بالوقت .. في وصف جميل جداً
أمّا الفصل الرابع فهو : صِحة المُنطلَق .. فَفي رحلة المرء في استغلال عمره ، لا بدّ له من أساس متين يرتكز إليه حتّى يسلم في طريقه و لا يضلّ، ذلك أنّ من صحّت بدايته، صحّت نهايته. و جِماع صحّة البداية في إخلاص النّيّة للّه وحده و التّوجه بعمله و كلّيّة أمره إلى مولاه و وكيل نفسه. و هو في ذلك يترقّى بين مدارج الخَلوص من الشّوائب و العلائق، فالإخلاص في عين عمله، فإستخلاصٌ من اللّه له و اصطفاء و توفيق، و هي سنّة اللّه مع عباده الصّالحين . أمّا الفصل الخامس : يتحدث فيه عن أخلاق أساسية لِصاحب العلم .. وعن التوازن الذي يجب أنّ يجمعه المرء في حياته ، بين القول والعمل .. وعلى أهمية التوافق السلوك والفكر .. في إشارةٍ منه إلى عِظَمِ وأهمية التّحلّي بخصلتين تحملاه على الثّبات في طريقه، و و تؤزرانه على ما يلقى فيه من شدائد أو ملهيات ، هُما : الصّدق و الجّدّيّة، و كفى بهما لمن علم قدرهما و اكتسى بهما في حليته و طبعه.
أما الفصل السادس فهو : خطوط أساسية في الشخصية العلمية
وقصد الكاتب في الخطوط الثلاثة : " الربانية والسلفية والحركية، " أمّا الربانية تعني الاتصال بالله، والسلفية تعني الالتزام بالمنهج الراشد، والحركية تعني بذل الجهد لخدمة المسلمين " وتحدث عن التوازن والتكامل المطلوب بين هذه الخطوط ..
الفصل السابع : النّفس التوّاقة ذات الآمال البرّاقة .. ويتحدث فيه عن فقه الأولويات .. وعن أنّ النفس الإنسانية همّامةُ وتوّاقة لِكلّ تقدم .. وتحدث عن أنّ صاحب النّفس التوّاقة مُنكَبًّ على المهمّات و عوالي الأمور و تارِكُ للصّوارف و توافه الأمور. أمّا عن الفصلين الثامن والتاسع فيتحدث عن : التخطيط والبرمجة وترتيب الأولويات وعن كيفية تنفيذ الخطة المبرمجة . ويذكر القواعد الضرورية لتنفيذ هذه الخطة : المشارطة ، المراقبة ، المجاهدة ، المحاسبة ، المعاتبة، المعاقبة، المكافأة . و في الفصل العاشر يتحدث عن صاحب العلم في ساعات يومه .. وعن كيفية إهتمامه بالوقت وتقسميه بِما يتناسب مع الأوضاع والأعمال ، ويذكر في نهايته جدول عمليّاً يُساعد على تقسيم الوقت . و في الخِتام في الفصل الحادي عشر : يتحدث عن صاحب العلم و اهتمامه بِصحته البدنية والنفسية ، ويذكر أسماء كُتب تُساعد على تحقيق ذلك . التقييم : ⭐️⭐️⭐️⭐️⭐️ الكتاب بديع جداً ، يحتوي منهجاً سلوكياً للمسلم السوي ذي النفس التواقة .. أنصح بقراءته بشدة