What do you think?
Rate this book
حياتي
قال طه حسين عن هذه السيرة الرائعة لواحد من أهم رموز النهضة العربية الحديثة: ".. إذا لم يكن أحمد أمين مثلاً رائعًا للجد المنتج، والنشاط الخصيب، والمثابرة التي لا تعرف كللاً ولا مللاً، والمقاومة التي لا تعرف ضعفًا ولا فتورًا، والثقة التي لا تعرف شكَّا ولا ترددًا، فلا ينبغي للمصريين أن ينتظروا مثلا رائعًا من أي مواطن آخر.
وقال عنها أحمد حسن الزيات: "يجمع بين حسن الفكرة وجمال الصورة، ويلائم بين رزانة المعنى ورصانة اللفظ. وربما كان ذلك أظهر ما يكون في كتابه "حياتي" فإن تصويره البيت والسقّاء والمحدث والكتّاب والأزهر، وفى وصفه لأبويه وأخويه، وصديقيه عبد الحكيم محمد وعلى فوزي، وأستاذيه عاطف بركات ومس بور، لنماذج من البيان المطبوع الذي يشرق بنور العقل، وينبض بروح العاطفة، ويزهو بألوان الفن.
وقال عنها أحمد حسن الزيات: "يجمع بين حسن الفكرة وجمال الصورة، ويلائم بين رزانة المعنى ورصانة اللفظ. وربما كان ذلك أظهر ما يكون في كتابه "حياتي" فإن تصويره البيت والسقّاء والمحدث والكتّاب والأزهر، وفى وصفه لأبويه وأخويه، وصديقيه عبد الحكيم محمد وعلى فوزي، وأستاذيه عاطف بركات ومس بور، لنماذج من البيان المطبوع الذي يشرق بنور العقل، وينبض بروح العاطفة، ويزهو بألوان الفن.
250 pages, Paperback
First published January 1, 1950
319 people are currently reading
5,214 people want to read
About the author
أحمد أمين
93books1,117followersواحد من أهم المثقفين الذين أرسوا قواعد الثقافة العربية الحديثة في النصف الأول من القرن العشرين. درس في الأزهر، وعمل قاضيًا، ومدرّسًا في مدرسة القضاء الشرعي، ثم أستاذًا للنقد الأدبي بآداب القاهرة، وعميدًا للكلية نفسها. كان أحمد أمين يكتب مقالًا أسبوعيًّا في مجلة "الرسالة"، كما رأس تحرير مجلة "الثقافة" التي كانت تصدر عن لجنة التأليف والترجمة والنشر والتي عمل رئيسًا لها أيضًا. اختير أحمد أمين عضوًا في مجامع اللغة العربية المصري والعراقي والسوري. صدر له عدد من المؤلفات كان أهمها "فجر الإسلام" و"ضحى الإسلام" و"ظهر الإسلام" و"هارون الرشيد
ولعل كلمته: "أريد أن أعمل لا أن أسيطر" مفتاح هام في فهم هذه الشخصية الكبيرة.
ولعل كلمته: "أريد أن أعمل لا أن أسيطر" مفتاح هام في فهم هذه الشخصية الكبيرة.
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 30 of 540 reviews
June 30, 2018
من أجمل الكتب تلك التي تفاجئك بما لا تتوقعه منها، فتعطيك متعة زائدة، أو رحلة إلى مكان لم تحلم يومًا أن تقرأ عنه، أو حديث عن زمان لم تكن تظنه بهذا الشكل، فتظل تتجول هنا وهناك حتى تكاد تنسى ما قرأت هذا الكتاب لأجله من شدة إعجابك. هذا باختصار ما فعله أحمد أمين معي خلال هذه الرحلة الادبية البديعة التي خضتها معه في رحاب سيرته الذاتية التي ستجعلني أعشق هذا اللون من الأدب.
بدأت الكتاب بلا انطباعات مسبقة سوى تقييمه المرتفع وأنه كتاب سيرة ذاتية. لم أقرأ في أدب السيرة الذاتية من قبل، ربما تصادف مرة أو بضع مرات أن قرأت رواية واكتشفت أنها جزء من سيرة كاتبها الذاتية. وبدأت الكتاب وليس لديّ أي فكرة عن أحمد أمين سوى أنه صاحب كتاب فجر الإسلام الذي سمعت عنه كثيرًا، وأتعجب الآن حين أتذكر اليوم الذي ذهبت فيه إلى إحدى المكتبات لأشتري بعض الكتب، فأجد عندهم خصمًا خاصًا عند شراء خمسة كتب، ولا أجد في المكتبة سوى أربعة كتب فقط أهتم بها، فأصاب بالحيرة وأتجول بين رفوفها حتى يقع نظري على هذا الكتاب، فأشتريه إكمالًا للعدد لا أكثر كي أستفيد بالعرض، وتدور الأيام وأقرأ الأربع كتب التي اشتريتها وأجد أنه لم يعجبني كتابٌ منهم بقدر ما أعجبني هذا الكتاب، فسبحان الله.
أما عن الكتاب، فهو سيرة ذاتية فريدة وعظيمة، وقد يستغرب البعض أني أصفها بالفريدة والعظيمة رغم كونها أول تجربة في أدب السيرة الذاتية، فأقول أن سبب تفردها ليس في كونها سيرة ذاتية، ولكن لأنها أكبر وأعظم وأكثر تنوعًا وتشعبًا من مجرد عرض لسيرة حياة شخص مهما بلغت أهميته.
وعلى رأس جوانب التفرد تأتي الحقبة التي وُلد بها أحمد أمين، فقد وُلد عام 1886، أي في بداية الاحتلال الإنجليزي لمصر الذي بدأ من عام 1882 واستمر لسبعين عامًا. وتوفي أحمد أمين عام 1954، أي بعد أربعة أعوام فقد من بداية المأساة الفلسطينية وبداية احتلال الصهاينة للمسجد الأقصى. فلك أن تتخيل ما مرّ به أحمد أمين في حياته من تقلبات وتطورات سياسية وإجتماعية وإقتصادية، تغيرات بدأت من بيت والديه مرورًا ببيت الزوجية والتنقل من عمل إلى عمل ومن بلد إلى بلد، فأجلس الآن وأستعيد شريط حياة هذا الأديب الفذ وأغبطه عليها، فكم كانت حافلة بالأحداث، وكم يمضي الواحد منا حياته يكاد لا يجد ما يحكيه لأحفاده مستقبلًا من حكايات وأمجاد الماضي العزيز.
ومن جوانب التفرد والجمال، أن السيرة لا تقتصر فقط على الجانب الشخصي لأحمد أمين، ولا على مصر وتقلباتها في تلك الفترة، ولا ترتبط بمهنة ثابتة أو أحداث قليلة يستفيض الكاتب في وصفها، بل يأخذنا الكاتب معه في رحلات عديدة، من البحيرة إلى القاهرة، ومن القاهرة إلى الواحات الخارجة، ومن الواحات الخارجة إلى الإسكندرية، ثم تمضي السنوات ويسافر خارج مصر، فرحلة إلى بلاد الشام، ورحلة إلى تركيا، ورحلة إلى سويسرا، وأخرى إلى لندن، وهو بين هذه المدينة وتلك لا يتوقف عن وصف الحياة والبشر، ويعرض بمنتهى الأمانة والدقة مقارناته الموضوعية بين بلاد العرب وعلاقات العرب ببعضهم، وبين الشرق والغرب، وبين الإسلام في تركيا والإسلام في مصر، وغيرها وغيرها من الجوانب السياسية والحضارية الممتعة.
هذا فيما يخص جوانب التفرد، أو أوجه المفاجئة التي لم أتوقعها من هكذا كتاب. أما عن سيرة أحمد أمين نفسه، فقد كان والله رجلًا عظيمًا، أمينًا في عمله، حريصًا على دينه وخُلقه، مؤمنًا بالعلم والتمدن، وراغبًا لوطنه المزيد من التقدم. أعجبني صدقه في وصف نفسه بلا مجاملة، بكل ما به من عيوب ومحاسن، فرسم صورته أمامي إنسانًا صادقًا مع نفسه، مؤمنًا برسالته في الحياة، فعاش ومات ولم ينقطع خبره بعده، وها هي السنوات تمر لأجلس بعد أكثر من ستين عامًا على وفاته أقرأ عنه وأترحّم عليه وأمني النفس ببعض خصاله الحميدة التي أحببتها.
كنت أعشق جلسات الحديث المطولة مع جدتي رحمها الله، وهي مثل كل الجدّات، لا يخلو حديثها من الحكايات والطرائف عن زمان وأيام زمان، أيام الخير والبركة، أيام الأخلاق الحميدة والأصول، أيام الإحترام وتقدير الجيران لبعضهم، وتظل تحكي وتحكي وهي بين الجد والمزاح، وأنا في غاية الاستمتاع. وكنت أسخر من جهل أهل زمانها، وكانت تتفق معي في ذلك، وتقول أن الجهل أرحم مما وصلنا إليه في هذا الزمان من انحطاط في كل شيء، وأنهم حينها لم يكن في زمانهم رفاهية العيش ولا سعة الرزق ولا تطور العلم كما الآن، أما نحن فقد توفرت لنا كل سبل الحياة الهانئة فانظر ماذا فعلنا بها يا ولدي، مسخنا أنفسنا وديننا وكل شيء، ولم يعد هناك بركة، وغضب الله علينا قادم لا محالة، فأعترف بأنها على حق
وها هي الأيام دارت يا جدتي، وقرأت عن زمانك الذي طالما حكيتي عنه، فأحببته كما أحببتيه، وأدركت أي جمالٍ خسرنا، وأي مستقبل غامض مقبلين عليه، فرحمة الله عليكِ وعلى أحمد أمين، وليتولانا رب العزة برحمته.
تمت
March 23, 2016
لم أقرأ سيرة ذاتية بهذا القدر من البساطة و الوضوح، الكاتب صادق جدًا مع ذاته، جميلٌ تذكره لأحداث حياته بهذه الدقة، جيل من الكتّاب لم يشهد التلفاز و الإنترنت و صخب الشوارع، جيل تعوّد على الاستيقاظ فجرًا و السعي هرولة إلى طلب العلم في الأزهر، جيل جدّ و صدقت نيته في العمل، فتستشعر الحكمة من أقل كلمات تخرج من فيه، جيل قرأ بتمعّن فلسفات الغرب و فقه الدين فكوّن عقلًا نابهًا يحلل الأمور و يرجّح فيها ما يراه أصوب.
الكتاب جميل، أنصح بقراءته، عودوا إلى الخلف يا شباب القراء، استنيروا بجيل نذر عمره للثقافة.
الكتاب جميل، أنصح بقراءته، عودوا إلى الخلف يا شباب القراء، استنيروا بجيل نذر عمره للثقافة.
December 1, 2012
العمامة والأفندي
يُمكن اعتبار الكاتب والمفكّر المصري أحمد أمين؛ رأس الجيل الذي مثّل آخر المؤمنين
وأوّل الهيومانيين العلمانيين (المُلحدين). مثلهُ في ذلك مثل دانتي إلليجري وتوماس مور وغيرهم. والإلحادُ بعكس ماقد شاع في أوساط المتفيقهين، ليس هو الإنكار البسيط لوجود الألوهيّة، فهذا عمليًّا مُستحيل، وقد صرَّح الرجل في نهاية مُذكّراته بإيمانه؛ والذي يغلب عليه الطابع الغنوصي للعقلانيين. لكنّ الإلحاد الذي نقصده هو إنكار الحاكميّة الكُليّة للوحي الإلهيّ على الوجود الإنسانيّ، وذلك كما استُخدم اللفظ في القرآن، فهو إنكارٌ لبعض أسمائه وصفاته سُبحانه، أو هو إنكارٌ لبعض الوحي وحُجّيته انصرافاً لغيره، أو إنكارٌ للآيات بجُملتها. وإلحاد أحمد أمين وطه حسين ومحمد حسين هيكل وتوفيق الحكيم وعباس العقاد هو من النوع الأوَّل؛ إنكارٌ لطلاقة القُدرة تأثُّراً بصورة الإله ومفهوم الألوهيّة في الفلسفات الغربيّة، وإعلاءٌ ل"العقل" على الوحي تأثُّراً بفعلة "النهضة الأوروبيّة". لكن هل كان رحمه الله واعياً بأنه ينقُضُ بعض عُرى إيمانه بغير أن يدري؟ الله وحده أعلم، وإن كُنتُ أُرجِّح أنه -وكُلّ جيله- لم يكونوا واعين بذلك، بل رُبّما قلَّد بعضُهم "أُستاذهم" لُطفي السيّد جهلاً ثم استمرأ ذلك أو استكبر الرجوع عنه أو رُبّما لم يجد بديلاً مُستساغاً في ذلك العصر المضطرب. ومن مظاهر ذلك الإلحاد -حسبما ذكر في مذكّراته- تشاؤمه المفرط وحُزنه العميق وانشغاله رُبّما بالشرّ الذي لم يقع، وهو الانشغال الذي يُظلم النفس ويؤزّمها؛ ذلك أنّهُ ما من مُصيبةٍ تقع إلا وتنطوي على لُطفٍ إلهيّ يُخفف وطأتها ويعدُ بتجاوزها، لكنّ الانشغال بالمصيبة قبل وقوعها هو انشغالٌ بلا لُطف كما قال شيخنا الشعراوي رحمه الله. المظهرُ الثاني هو عدم ثقته بنفسه وبما يعتقد، أيًّا كان، وهو الأمر الذي جعلهُ فيما يكتُب ويعتنق من أفكار؛ رهناً بآراء الآخرين ومدحهم أو قدحهم، وقد أورد حادثاً له مع عاطف بركات مُدير مدرسة القضاء الشرعي في آخر الكتاب، ليُدلل به على ذلك. الأمر الثالث نقيضٌ للأوَّل، وهو التفاؤل السطحي الساذج الذي تقتضيه المنظومة العقلانيّة الماديّة في بدايتها. فهو قد يتفاءل تفاؤلاً طفوليًّا ساذجاً لا أصل له، ليرتد به إخفاق النسق العقلاني المادّي لتشاؤمه العميق. ومثالُ ذلك نصيحته الحماسيّة لفيصل ملك العراق، آنذاك؛ بإدخال التعليم العالي وتعميمه بالعراق، فهو خيرٌ كُلّه، ولا ضير من زيادته عن الحاجة! وهو لا ينطلق من معرفة بحال العراق ولا بحال التعليم العالي في أوروبا والغرب؛ بل هي عاطفةُ من عانى ليحصُل على تعليم شبه عال في مدرسة القضاء بعد فشله في دخول دار العلوم! لقد ذكرنا إلحاد أحمد أمين شبه العقلاني، لأنَّهُ على إيمانه العميق بوجود الله ورحمته وتصديقه بأن الإنسان مفطورٌ على" الشعور بإله" إلا أنَّهُ ابن عصره؛ واحد من الجيل الذي حاول أو اعتسف المحاولة للتوفيق بين العقل المادّي والوحي، بتأثير الهزيمة النفسيّة. وقد فشل الجيل كُلَّهُ في ذلك، برغم كُلّ ما خلّفوا من كتابات "إسلاميّة"، فشلوا ليُفرِّخوا جيلاً أكثر إلحاداً، ولو بشكلٍ لا إراديّ. على الجُملة، فإن الرجُل في مُذكِّراته يبدو صادق اللهجةِ لا يتصنَّع ولا يكذب، لدرجة كشفه لبعض السذاجات التي قد يخجل غيره من ذكرها. لقد أورثته الفلسفةُ مرارةً لعجزه عن وضعها موضع التنفيذ كما أشار في غير موضع، كما أورثته حساسيّة الأديب تشاؤماً غامضاً من المستقبل؛ تشاؤماً لم يكُن يعرف أن مصدره هو نسقه الفلسفي المادّي. رحمه الله وعفا عنه.
يُمكن اعتبار الكاتب والمفكّر المصري أحمد أمين؛ رأس الجيل الذي مثّل آخر المؤمنين
وأوّل الهيومانيين العلمانيين (المُلحدين). مثلهُ في ذلك مثل دانتي إلليجري وتوماس مور وغيرهم. والإلحادُ بعكس ماقد شاع في أوساط المتفيقهين، ليس هو الإنكار البسيط لوجود الألوهيّة، فهذا عمليًّا مُستحيل، وقد صرَّح الرجل في نهاية مُذكّراته بإيمانه؛ والذي يغلب عليه الطابع الغنوصي للعقلانيين. لكنّ الإلحاد الذي نقصده هو إنكار الحاكميّة الكُليّة للوحي الإلهيّ على الوجود الإنسانيّ، وذلك كما استُخدم اللفظ في القرآن، فهو إنكارٌ لبعض أسمائه وصفاته سُبحانه، أو هو إنكارٌ لبعض الوحي وحُجّيته انصرافاً لغيره، أو إنكارٌ للآيات بجُملتها. وإلحاد أحمد أمين وطه حسين ومحمد حسين هيكل وتوفيق الحكيم وعباس العقاد هو من النوع الأوَّل؛ إنكارٌ لطلاقة القُدرة تأثُّراً بصورة الإله ومفهوم الألوهيّة في الفلسفات الغربيّة، وإعلاءٌ ل"العقل" على الوحي تأثُّراً بفعلة "النهضة الأوروبيّة". لكن هل كان رحمه الله واعياً بأنه ينقُضُ بعض عُرى إيمانه بغير أن يدري؟ الله وحده أعلم، وإن كُنتُ أُرجِّح أنه -وكُلّ جيله- لم يكونوا واعين بذلك، بل رُبّما قلَّد بعضُهم "أُستاذهم" لُطفي السيّد جهلاً ثم استمرأ ذلك أو استكبر الرجوع عنه أو رُبّما لم يجد بديلاً مُستساغاً في ذلك العصر المضطرب. ومن مظاهر ذلك الإلحاد -حسبما ذكر في مذكّراته- تشاؤمه المفرط وحُزنه العميق وانشغاله رُبّما بالشرّ الذي لم يقع، وهو الانشغال الذي يُظلم النفس ويؤزّمها؛ ذلك أنّهُ ما من مُصيبةٍ تقع إلا وتنطوي على لُطفٍ إلهيّ يُخفف وطأتها ويعدُ بتجاوزها، لكنّ الانشغال بالمصيبة قبل وقوعها هو انشغالٌ بلا لُطف كما قال شيخنا الشعراوي رحمه الله. المظهرُ الثاني هو عدم ثقته بنفسه وبما يعتقد، أيًّا كان، وهو الأمر الذي جعلهُ فيما يكتُب ويعتنق من أفكار؛ رهناً بآراء الآخرين ومدحهم أو قدحهم، وقد أورد حادثاً له مع عاطف بركات مُدير مدرسة القضاء الشرعي في آخر الكتاب، ليُدلل به على ذلك. الأمر الثالث نقيضٌ للأوَّل، وهو التفاؤل السطحي الساذج الذي تقتضيه المنظومة العقلانيّة الماديّة في بدايتها. فهو قد يتفاءل تفاؤلاً طفوليًّا ساذجاً لا أصل له، ليرتد به إخفاق النسق العقلاني المادّي لتشاؤمه العميق. ومثالُ ذلك نصيحته الحماسيّة لفيصل ملك العراق، آنذاك؛ بإدخال التعليم العالي وتعميمه بالعراق، فهو خيرٌ كُلّه، ولا ضير من زيادته عن الحاجة! وهو لا ينطلق من معرفة بحال العراق ولا بحال التعليم العالي في أوروبا والغرب؛ بل هي عاطفةُ من عانى ليحصُل على تعليم شبه عال في مدرسة القضاء بعد فشله في دخول دار العلوم! لقد ذكرنا إلحاد أحمد أمين شبه العقلاني، لأنَّهُ على إيمانه العميق بوجود الله ورحمته وتصديقه بأن الإنسان مفطورٌ على" الشعور بإله" إلا أنَّهُ ابن عصره؛ واحد من الجيل الذي حاول أو اعتسف المحاولة للتوفيق بين العقل المادّي والوحي، بتأثير الهزيمة النفسيّة. وقد فشل الجيل كُلَّهُ في ذلك، برغم كُلّ ما خلّفوا من كتابات "إسلاميّة"، فشلوا ليُفرِّخوا جيلاً أكثر إلحاداً، ولو بشكلٍ لا إراديّ. على الجُملة، فإن الرجُل في مُذكِّراته يبدو صادق اللهجةِ لا يتصنَّع ولا يكذب، لدرجة كشفه لبعض السذاجات التي قد يخجل غيره من ذكرها. لقد أورثته الفلسفةُ مرارةً لعجزه عن وضعها موضع التنفيذ كما أشار في غير موضع، كما أورثته حساسيّة الأديب تشاؤماً غامضاً من المستقبل؛ تشاؤماً لم يكُن يعرف أن مصدره هو نسقه الفلسفي المادّي. رحمه الله وعفا عنه.
February 9, 2025
قرأت كتابه الشهير "الأخلاق" وراق لي جدًا، كتاب مؤسس يُعنى بالفكر والتربية، وجدت طرحه حكيم ومعانيه قيمة. أما بعد فقد بدأت بسيرته "حياتي" حيث نرى من هو هذا الشخص الذي كان خلف كتاب الأخلاق؟ من هو أحمد أمين قبل أن يكون كاتبًا ومفكرًا وأديبًا. هي رحلة تستحق أن تخاض وبعد قراءتي لسيرته ما ازددت إلا توقًا لقراءة المزيد مما كتب خصوصًا سلاسله البحثية فجر وضحى وظهر الإسلام تلك الكتب التي عدها المفكرون من أروع ما تمت كتابته وتدوينه في تاريخ الإسلام والأدب العربي. أما الآن فسأعود لكتابه "حياتي" الذي شارك القارئ به جُل ما مرّ به في حياته منذ النشأة وحتى وصوله سن متقدمة.
حياته لمن تكن سلسلة وطريقه لم يكن مُعبّدًا ولكنني أزداد قناعة يومًا بعد يوم أن الشخص الذي يخوض معترك الحياة ويسبر أغوارها ويتقلب مع شتى أحوالها حلوها ومرها،سهلها وصعبها، حزنها وفرحها هو الذي يظفر بسجل حافل مليء بالمغامرات. ذلك الشخص سيكون متعوب نعم، ومُنهَك كذلك، فالحياة استنزفت منه الشيء الكثير ولكنها بالمقابل أعطتها الكثير لأن رضي أن يخوض غمارها وهذه هي أهم قاعدة في الحياة. لك أن تختار إما الراحة والسكون مما سيسبب لك استرخاء مؤقت سرعان ما يقودك للخمول والفشل أو العمل والجد والتعب الذي سترى ثماره على هيئة معارف وأصدقاء وأحداث ومغامرات وشهادات وذكريات.
قد تبدو أفكاري مشتتة وقد يبدو كلامي وكأنه لايمت للكتاب بصلة ولا يعطي القارئ نبذة عما في الكتاب. إنني أشارك هنا ما يجول بخاطري وأنا أقرأ الكتاب، أحاول أن أنقل القارئ لشعوري الداخلي وما تركه فكره في نفسي من حوارات. عانى أحمد أمين في حياته الشيء الكثير وقد بدأ ذلك معه منذ الطفولة والتربية ويستمر في تنقله من مدرسة فكرية إلى أخرى،من الأزهر للقضاء للجامعة وغيرها الكثير من المحطات. يصارح القارئ في عدة مواطن وتجده صادق لأبعد حد، أتخيله يصف الأمور والأحداث وهو هادئ مستكين. تشعر أنه خرج من كل هذه التجارب بفوائد قيمة ودرر ثمينة مكنته من أن يكون مربي الأجيال. لن أتطرق لأحداث حياته ومسارها بل سأترك للقارئ مساحة كي يقرأ حياته بنفسه ويستخرج منها الحكم والعبر.
April 17, 2016
من أفضل السير الذاتية اللي قرأتها في حياتي, يُنصح بها و بشدة .
December 3, 2020
حياة زاخرة بالعلم والعمل
February 9, 2024
شغوفة أنا منذ طفولتي بالسير الذاتية وأرى أن العبقرية دوما تولد من رحم المعاناة.
السيرة الذاتية لأحمد أمين نتعرف فيها على حياته الحافلة بالجد والاجتهاد والتي يشوبها مسحة من الحزن نظرا لظروف نشأته وتربيته الأولى.
يحكي فيها عن أبيه الذي كان له بالغ الأثر في تعليمه ونشأته المبكرة ، فقد كان أبوه مترددا بين اختيار التعليم العام والتعليم الأزهري فأراد أن يجمع بين الاثنين في طفولته حتى يستقر اختياره، وسار على برنامج معقد يتولى هو فيه تدريس العلوم الدينية لابنه مع ذهابه إلى المدرسة حتى استقر في نهاية الأمر على إخراجه منها في سن الرابعة عشر وإدخاله الأزهر. ومع ذلك استمر هو في التدريس لابنه لأن الدراسة في الأزهر كانت دراسة مفتوحة كما أنه كان يختصر الكثير من الحشو الذي لا يفيد في الكتب الأزهرية.
"كان واضح العبارة قادرا على الإفهام من أخصر الطرق، وكان يرى في الحواشي والتقارير مضيعة للوقت، وله مزية أخرى هي كثرة مطالعاته في كتب الأدب والتاريخ واللغة، واهتمامه بجمعها، ولم يكن ذلك معروفا عند كثير من الأزهريين".
كان أبوه يأخذهم بالشدة في هذا الزمان ولا يلتقون به إلا أثناء التعلم وفي غير ذلك كان معتزلا بين عبادته وقراءته وعمله، لم يكن يحب الهزل فنشأ البيت على طابع الجدية والصرامة.
"ورثت من أبي حمل الهم والخوف من العواقب... حتى لو عرض علي عشر حوادث تسع منها تستوجب السرور، وواحدة تستوجب الهم لغلبت الواحدة التسع".
يروى كذلك عن أمه الذي كان يتعاطف معها لسذاجتها وطيبتها ومعاملة أبيه القاسية لها.
"فإن كان لي شيء من عناد وقوة إرادة وجلد على العمل وصبر على الدرس وسرعة غضب وميل إلى الحزن فذلك كله من أبي, وإن كان في شيء من سذاجة وعدم حرص على المال وحسن ظن بالناس وندم على غضب فذلك من أمي".
بسبب هذه النشأة الصارمة التي لايوجد فيها غير الدرس والعلم نشأ أحمد أمين نشأة جادة للغاية استمرت معه باقي حياته فلم يمارس هوايات ولم يجذبه فن من الفنون ولم يسعد بمتع الحياة، حتى حياته الزوجية رضى برتابتها ومللها وعاش تقربيا في عزله وترك لزوجته رعاية شئون البيت والأبناء.
يحكي أيضا عن التحاقه بمدرسة القضاء ثم عمله بالتدريس فيها ويروى قصة تعلمه للغة الإنجليزية وقد تجاوز الثلاثين واجتهاده الشديد ومحاولة تجاوز الصعوبات التي واجهته بالإصرار والجد، ويروي عن معلمته الإنجليزية التي تعلم منها الكثير غير اللغة والتي كانت تشجعه على أن يعيش شبابه ويترك هيئة الشيوخ.
يروي أيضا عن الأصدقاء الذين أثروا فيه وكيف كان اختلافهم مصدرا مهما لينفتح على آفاق لم تتح له من قبل.
كان أحمد أمين صديقا لطه حسين وهو الذي عينه مدرسا بكلية الأداب حتى أصبح عميدا لها، كانا متقاربين في السن وربما في ظروف النشأة والمعاناة ولكن الفارق كبير بين الشخصيتين فطه حسين كان دوما تواقا للحصول على ما يبدو مستحيلا وسفره لفرنسا وزواجه من فرنسية ساهما في تطوير حياته بشكل كبير، أما أحمد أمين فكان قنوعا راضيا يرى في بعض الأحيان أنه لا يستحق ما يسند له.
كتب أحمد أمين سيرته في كتاب من مائتي صفحة وكتب ابنه جلال أمين سيرته في ثلاث كتب، والفارق كبير بينهما فأحمد أمين يكتب سيرته بتحفظ ورزانة واظن أن شخصيته كذلك فعلا ولا يتطرق إلى مواقف حياته الشخصية الحميمة، على عكس جلال أمين الذي كان يحلل ويفسر الطباع والمواقف، ويحكي عن أبيه وأمه وأخوته أحداثا طريفة وصريحة ربما لا يتصور أبوه أن تكتب عنه.
الكتاب مكتوب بلغة سلسة مؤثرة بسيطة غير معقدة .
السيرة الذاتية لأحمد أمين نتعرف فيها على حياته الحافلة بالجد والاجتهاد والتي يشوبها مسحة من الحزن نظرا لظروف نشأته وتربيته الأولى.
يحكي فيها عن أبيه الذي كان له بالغ الأثر في تعليمه ونشأته المبكرة ، فقد كان أبوه مترددا بين اختيار التعليم العام والتعليم الأزهري فأراد أن يجمع بين الاثنين في طفولته حتى يستقر اختياره، وسار على برنامج معقد يتولى هو فيه تدريس العلوم الدينية لابنه مع ذهابه إلى المدرسة حتى استقر في نهاية الأمر على إخراجه منها في سن الرابعة عشر وإدخاله الأزهر. ومع ذلك استمر هو في التدريس لابنه لأن الدراسة في الأزهر كانت دراسة مفتوحة كما أنه كان يختصر الكثير من الحشو الذي لا يفيد في الكتب الأزهرية.
"كان واضح العبارة قادرا على الإفهام من أخصر الطرق، وكان يرى في الحواشي والتقارير مضيعة للوقت، وله مزية أخرى هي كثرة مطالعاته في كتب الأدب والتاريخ واللغة، واهتمامه بجمعها، ولم يكن ذلك معروفا عند كثير من الأزهريين".
كان أبوه يأخذهم بالشدة في هذا الزمان ولا يلتقون به إلا أثناء التعلم وفي غير ذلك كان معتزلا بين عبادته وقراءته وعمله، لم يكن يحب الهزل فنشأ البيت على طابع الجدية والصرامة.
"ورثت من أبي حمل الهم والخوف من العواقب... حتى لو عرض علي عشر حوادث تسع منها تستوجب السرور، وواحدة تستوجب الهم لغلبت الواحدة التسع".
يروى كذلك عن أمه الذي كان يتعاطف معها لسذاجتها وطيبتها ومعاملة أبيه القاسية لها.
"فإن كان لي شيء من عناد وقوة إرادة وجلد على العمل وصبر على الدرس وسرعة غضب وميل إلى الحزن فذلك كله من أبي, وإن كان في شيء من سذاجة وعدم حرص على المال وحسن ظن بالناس وندم على غضب فذلك من أمي".
بسبب هذه النشأة الصارمة التي لايوجد فيها غير الدرس والعلم نشأ أحمد أمين نشأة جادة للغاية استمرت معه باقي حياته فلم يمارس هوايات ولم يجذبه فن من الفنون ولم يسعد بمتع الحياة، حتى حياته الزوجية رضى برتابتها ومللها وعاش تقربيا في عزله وترك لزوجته رعاية شئون البيت والأبناء.
يحكي أيضا عن التحاقه بمدرسة القضاء ثم عمله بالتدريس فيها ويروى قصة تعلمه للغة الإنجليزية وقد تجاوز الثلاثين واجتهاده الشديد ومحاولة تجاوز الصعوبات التي واجهته بالإصرار والجد، ويروي عن معلمته الإنجليزية التي تعلم منها الكثير غير اللغة والتي كانت تشجعه على أن يعيش شبابه ويترك هيئة الشيوخ.
يروي أيضا عن الأصدقاء الذين أثروا فيه وكيف كان اختلافهم مصدرا مهما لينفتح على آفاق لم تتح له من قبل.
كان أحمد أمين صديقا لطه حسين وهو الذي عينه مدرسا بكلية الأداب حتى أصبح عميدا لها، كانا متقاربين في السن وربما في ظروف النشأة والمعاناة ولكن الفارق كبير بين الشخصيتين فطه حسين كان دوما تواقا للحصول على ما يبدو مستحيلا وسفره لفرنسا وزواجه من فرنسية ساهما في تطوير حياته بشكل كبير، أما أحمد أمين فكان قنوعا راضيا يرى في بعض الأحيان أنه لا يستحق ما يسند له.
كتب أحمد أمين سيرته في كتاب من مائتي صفحة وكتب ابنه جلال أمين سيرته في ثلاث كتب، والفارق كبير بينهما فأحمد أمين يكتب سيرته بتحفظ ورزانة واظن أن شخصيته كذلك فعلا ولا يتطرق إلى مواقف حياته الشخصية الحميمة، على عكس جلال أمين الذي كان يحلل ويفسر الطباع والمواقف، ويحكي عن أبيه وأمه وأخوته أحداثا طريفة وصريحة ربما لا يتصور أبوه أن تكتب عنه.
الكتاب مكتوب بلغة سلسة مؤثرة بسيطة غير معقدة .
May 25, 2015
سيرة باردة..
كتبها قلم وقور متحفظ، هادئ رصين، حريص حذر متوجس.. وما هكذا ينبغي أن تكون المذكرات
إن المذكرات كجلسة المصارحة، وهي أمتع ما تكون في حال صدقها، كأنه صدق مع النفس قبل عرض النفس على القارئ.. فلئن كان ما لا بد من كتمانه فليُسكت عنه تماما.. أما عرض الحياة في إهاب حريص حذر هادئ رصين فأمر سخيف.
ولهذا كانت أمتع فصول هذه المذكرات حديثه عن طفولته، ثم لحظة وفاة والده، ثم لحظة وفاة والدته.. وصديقيه: عبد الحكيم وعاطف بركات.. ثم نصف الفصل الأخير الذي تحدث فيه عن نفسه.
على أن هذه المذكرات بها تعبيرات مبتكرة وبديعة، خصوصا ما وصف به نفسه حال مرضه.
وهي قليلة الفائدة التاريخية، لا تحصل منها كثير علم بالحال الاجتماعي والثقافي وقتها.. لم يتعرض فيها لمعاركه الأدبية أو الفكرية أو السياسية إلا في النادر الضئيل.. بل هو لم يذكر أسماء أصدقائه إلا في الحواشي أحيانا.. كأنما يكتب مقالا على طريقة ما بال أقوام لا مذكرات تكون حلاوتها في وصف كوامن النفس ولواعجها.
يحلو لي أحيانا أن أسميها "مذكرات نظيف".. فكلمة النظافة ربما تكون أكثر كلمة تكررت في هذه المذكرات، منذ أول الكتاب حتى آخره، إذا انتقد البيئة المصرية فأول ما ينتقده النظافة، فإذا أعجبه شيء في بلاد أخرى أو في قوم آخرين أو في شيء فأول ما يلفت نظره فيه النظافة.. فإذا تمنى شيئا لشيء فأول ما يتمناه النظافة.. وهكذا.
فيما عدا فصول ثلاثة وبعض الفقرات.. فإن هذه المذكرات باردة، لا طعم ولا رائحة.
كتبها قلم وقور متحفظ، هادئ رصين، حريص حذر متوجس.. وما هكذا ينبغي أن تكون المذكرات
إن المذكرات كجلسة المصارحة، وهي أمتع ما تكون في حال صدقها، كأنه صدق مع النفس قبل عرض النفس على القارئ.. فلئن كان ما لا بد من كتمانه فليُسكت عنه تماما.. أما عرض الحياة في إهاب حريص حذر هادئ رصين فأمر سخيف.
ولهذا كانت أمتع فصول هذه المذكرات حديثه عن طفولته، ثم لحظة وفاة والده، ثم لحظة وفاة والدته.. وصديقيه: عبد الحكيم وعاطف بركات.. ثم نصف الفصل الأخير الذي تحدث فيه عن نفسه.
على أن هذه المذكرات بها تعبيرات مبتكرة وبديعة، خصوصا ما وصف به نفسه حال مرضه.
وهي قليلة الفائدة التاريخية، لا تحصل منها كثير علم بالحال الاجتماعي والثقافي وقتها.. لم يتعرض فيها لمعاركه الأدبية أو الفكرية أو السياسية إلا في النادر الضئيل.. بل هو لم يذكر أسماء أصدقائه إلا في الحواشي أحيانا.. كأنما يكتب مقالا على طريقة ما بال أقوام لا مذكرات تكون حلاوتها في وصف كوامن النفس ولواعجها.
يحلو لي أحيانا أن أسميها "مذكرات نظيف".. فكلمة النظافة ربما تكون أكثر كلمة تكررت في هذه المذكرات، منذ أول الكتاب حتى آخره، إذا انتقد البيئة المصرية فأول ما ينتقده النظافة، فإذا أعجبه شيء في بلاد أخرى أو في قوم آخرين أو في شيء فأول ما يلفت نظره فيه النظافة.. فإذا تمنى شيئا لشيء فأول ما يتمناه النظافة.. وهكذا.
فيما عدا فصول ثلاثة وبعض الفقرات.. فإن هذه المذكرات باردة، لا طعم ولا رائحة.
January 1, 2016
حياتى ل احمد امين
لسبب لا ادريه كان شعورى المسيطر طوال قراءتى لحياه احمد امين هو احساس الشفقه....طول صفحات الكتاب و انا ارغب فى التربيت على كتفه و اعطيه دفعه من التعاطف....لا يلتبس عليك كلامى و تتخيل احمد امين رجل مسكين فى المال او العلم و يستحق الرثاء بل هو شعورى بانه تعيس او على الاقل ليس سعيد فى كل مراحل حياته هو ما احزننى
كنت قد قرأت كتاب "ماذا علمتنى الحياه" لجلال امين ابنه و كنت قد شعرت برغبه فى الاستزاده من حياه الاب هذا
عدم قدرته على الاستمتاع بشئ هو ما لفت انتباهى فلا اغنيه تثير شغفه ولا لوحه فنيه تعجبه و لا حتى قراءه لكتاب غير مفيد و فقط ممتع فهو يروى ان وقت حمل امه به كانت قد توفت اخته فيحكى انه عاش الحزن فى رحم الام و استقبل استقبال حزين و رضع اللبن التعيس
و ازاد الطين بله مشكلته مع نظره القصير التى عكرت عليه حياته بل و خوفه من ان يرث احد ابنائه قصر نظره..و اعترف بدمعه تحدرت على وجهى حين اصيب فى كبره بانفصال الشبكيه و قارب على العمى
كانت شده ابوه معه من حيث العلم او الحياه الشخصيه مثال على كيف تصنع طفل معقد كاره للسعاده او على اقل تقدير غير قادر على تذوقها
و حتى زواجه من زوجه -ليست بالسيئه- لكنه قليل الخبره بالنساء غير قادر على الشعور بالحب و ما اثارنى انه يعترف بافتقاده لذلك الشعور الحارق بدلا من البرود و العمليه
كل ذلك هو المستوى الشخصى لكن كل هذا لا ينفى تفوقه الادبى و العلمى لكنى فقط شعرت بانه قد فاته الكثير من متع الدنيا
لسبب لا ادريه كان شعورى المسيطر طوال قراءتى لحياه احمد امين هو احساس الشفقه....طول صفحات الكتاب و انا ارغب فى التربيت على كتفه و اعطيه دفعه من التعاطف....لا يلتبس عليك كلامى و تتخيل احمد امين رجل مسكين فى المال او العلم و يستحق الرثاء بل هو شعورى بانه تعيس او على الاقل ليس سعيد فى كل مراحل حياته هو ما احزننى
كنت قد قرأت كتاب "ماذا علمتنى الحياه" لجلال امين ابنه و كنت قد شعرت برغبه فى الاستزاده من حياه الاب هذا
عدم قدرته على الاستمتاع بشئ هو ما لفت انتباهى فلا اغنيه تثير شغفه ولا لوحه فنيه تعجبه و لا حتى قراءه لكتاب غير مفيد و فقط ممتع فهو يروى ان وقت حمل امه به كانت قد توفت اخته فيحكى انه عاش الحزن فى رحم الام و استقبل استقبال حزين و رضع اللبن التعيس
و ازاد الطين بله مشكلته مع نظره القصير التى عكرت عليه حياته بل و خوفه من ان يرث احد ابنائه قصر نظره..و اعترف بدمعه تحدرت على وجهى حين اصيب فى كبره بانفصال الشبكيه و قارب على العمى
كانت شده ابوه معه من حيث العلم او الحياه الشخصيه مثال على كيف تصنع طفل معقد كاره للسعاده او على اقل تقدير غير قادر على تذوقها
و حتى زواجه من زوجه -ليست بالسيئه- لكنه قليل الخبره بالنساء غير قادر على الشعور بالحب و ما اثارنى انه يعترف بافتقاده لذلك الشعور الحارق بدلا من البرود و العمليه
كل ذلك هو المستوى الشخصى لكن كل هذا لا ينفى تفوقه الادبى و العلمى لكنى فقط شعرت بانه قد فاته الكثير من متع الدنيا
September 18, 2020
أنهيتها وأنا أتساءل (ما ذا فعلت بي يا أحمد أمين؟) سيرة بها ما يؤنس الروح ويلطف الفؤاد ويجلي الهم، فتارة تضحك معه وتارة تذهل به وتارة تألم أعظم مما يألم!
تلتمس واقعيته بوضوح وتقرأه كدروس يومية على مهل.
تلتمس واقعيته بوضوح وتقرأه كدروس يومية على مهل.
December 11, 2020
بعد ما فرغت من سيرة أحمد أمين أحسست أن الجهد الذي بذلته طول الستة والعشرين سنة من عمري لا يقارن بالجهد الذي بذله في أولى سنون حياته
كاتب تعب على نفسه بحقٍّ
كاتب تعب على نفسه بحقٍّ
January 3, 2021
مؤثرة جدا في كثير من مواضعها، لا ينقصها إلا أنها لم تُفد شيئًا من الإحاطة بالأحداث التاريخية التي وقعت في عهد أحمد أمين وعايشها كما أفادت مذكرات ابنه، فلم أستطع أن أبني منها تصورًا شافيًا لتلك الحقبة من تاريخ مصر.
ومع ذلك فهي قيمة من الناحية النفسية والإنسانية على وجه الخصوص، وأجمل فصل فيها هو الأخير الذي يت��دث فيه أحمد أمين عن نفسه فيصفها بما فيه من ميزات وعيوب، استفدت من هذا الفصل كثيرا وساعدني على فهم كثير مما كان يخفى عليّ من صفات نفسي.
من أكثر المواضع المؤثرة في سيرته عندما أُصيب بانفصال الشبكية وفُرض عليه أن يعيش شهورًا مُغمَّى العينين، وصفه لتلك المحنة يضع القارئ في مكانه فكأنه هو الذي يعيش أعمى لا يعرف صبحًا من ليل ولا يجد ما يشغل به نفسه، وكذلك محنتا موت أخويه واحدًا تلو الآخر وما تركه ذلك في نفسي أبويه وإشفاقه عليهما من ألم الفقد، وأطراف كثيرة مما دونه عن رحلاته في دول أوروبا وما شاهد فيها.
من السير الذاتية الجميلة التي أشكر الله أن هداني لقراءتها.
ومع ذلك فهي قيمة من الناحية النفسية والإنسانية على وجه الخصوص، وأجمل فصل فيها هو الأخير الذي يت��دث فيه أحمد أمين عن نفسه فيصفها بما فيه من ميزات وعيوب، استفدت من هذا الفصل كثيرا وساعدني على فهم كثير مما كان يخفى عليّ من صفات نفسي.
من أكثر المواضع المؤثرة في سيرته عندما أُصيب بانفصال الشبكية وفُرض عليه أن يعيش شهورًا مُغمَّى العينين، وصفه لتلك المحنة يضع القارئ في مكانه فكأنه هو الذي يعيش أعمى لا يعرف صبحًا من ليل ولا يجد ما يشغل به نفسه، وكذلك محنتا موت أخويه واحدًا تلو الآخر وما تركه ذلك في نفسي أبويه وإشفاقه عليهما من ألم الفقد، وأطراف كثيرة مما دونه عن رحلاته في دول أوروبا وما شاهد فيها.
من السير الذاتية الجميلة التي أشكر الله أن هداني لقراءتها.
February 26, 2011
علي أن أعترف بدايةً أنني حين شرعت في قراءة هذا الكتاب لم أكن أعرف من هو أحمد أمين و لم يسبق لي قراءة أي شيء من كتبه، و أن الدافع الوحيد الذي دفعني لقراءة هذا الكتاب هو ما كتبه عنه إبنه د.جلال أمين في كتابيه عن سيرته الذاتية (ماذا علمتني الحياة) و (رحيق العمر) و الذي تعرض فيهما للكثير عن والده و أشار في أكثر من موضع إلى هذا الكتاب بالاقتباس حيناً و بالإيضاح و التحليل أحياناً أخرى. و لقد توجست في بداية مطالعتي للكتاب من تاريخ كتابته القديم و سمعة كاتبه الأزهرية وخلفيته الدينية فتوقعت كتاباً جافاً صعب الأسلوب مليئاً بالتقعر في اللغة و الإطناب في البيان كدأب كتاب ذلك الزمان. لكن مجرد مطالعة الصفحات الأولى كشفت لي كم كنت مخطئاً و بينت لي أنني وقعت على كنز تاريخي نادر. فالكتاب أبعد ما يكون عن الإطناب و التقعر و لغة أحمد أمين أقرب ما تكون إلى لغة عصرية سلسة و انسيابية حتى و إن بدت ثقيلة في بعض المواضع النادرة. لكن أجمل ما يميز الكتاب هو وصفه البانورامي لكل مرحلة من مراحل التغير السريع التي مر بها المجتمع المصري و عاصرها الكاتب منذ كان طفلاً و حتى تقاعده و عينه الدقيقة الحساسة في وصف أحوال الناس و حياتهم اليومية و العلاقات البشرية في الحارة و الكتاب و الأزهر و القصر و النظرة التحليلية العميقة في بعض المواضع لأحداث و تفاعلات حلت بالبلاد و ربطها بالمتغير اليومي في بيت الكاتب إبان طفولته و شبابه. ولعل وصفه لمنزلهم و حارات القاهرة و المدرسة النظامية ثم الأزهرية التي دخلها و علاقته بوالده و علاقة والده بوالدته و اخوته تعد صورة بديعة ونادرة جداً عن المجتمع المصري في تلك الفترة لا تكاد تتخيل وجودها ولم يسبق أن قرأت وصفاً لها بهذا التماسك و هذه الحميمية.
و على الرغم من أن الكتاب عن السيرة الذاتية إلا أنه حافل بإنكار الذات و غارق في النظرة الموضوعية التحليلية للأحداث و التي جعل الكاتب نفسه فيها مراقباً و محللاً و ناقداً لنفسه و للمجتمع دون انحياز للأنا و لا تضخيم للذات بل تفاجأ أنه يتعاطى مع أحداث جسام مرت به أو شارك في تكوينها بسطور قليلة تكاد تشعرك أن لا فضل له فيها على الإطلاق من شدة تجرده و أنكاره لذاته بل حتى المظالم التي تعرض لها من قبيل حرمانه من لقب الدكتوراه بسبب مواقف حزبية يذكره بتجرد هادئ و بدون انفعال صاخب او مبالغ فيه. أو ذكرة لقصة تأليفه لنتاجه العظيم فجر الإسلام و ضحى الإسلام و ظهر الإسلام فهو لم يفرد لها فصلاً منفرداً ولا حتى صفحات مستقلة بل ذكر عرضاً قصة تشكل الفكرة في ذهنة ثم في سطور قليلة منهجه الذي اتبعه في الكتابة و عرج بحياء شديد في عبارة واحدة على ( القبول الذي حظيت به السلسلة) هكذا بلا تفاخر ولا تباه رغم الضجة الكبيرة و ردود الفعل و الحفاوة الواسعة التي استقبل بها الناس تلك السلسلة من المؤلفات و النقاش الذي دار حولها.
ولعل أجمل فصول الكتاب هي فصوله الأخيرة التي أجمل فيها الكاتب رأيه في نفسه و شخضيته و حياته فكتب صفحات بديعة هي مزيج من الأدب و التحليل النفسي و درس عميق في التواضع و إنكار الذات مقترناً في نفس الوقت بالثقة بالنفس و الإعتداد بالرأي و الاستعداد للقتال في سبيله متى ما رآه حقاً. و الكتاب مليء بالحكم و العبر المنثورة في صفحاته و قصص الناس و الأحداث في تلك الفترة الزاخرة من عمر مصر. و ربما يعاب على الكتاب تشتت بعض فصوله التي تحدث عن رحلات المؤلف لخارج البلاد و وصفه لتلك البلدان و الذي جاء في بعضها قوياً و عميقاً وفي البعض الآخر سطحياً و بلا إضافة حقيقية للكتاب.
عموماً. لن تستطيع بعد قرأة كتاب(حياتي) إلا أن تطلق تنهيدة عميقة و تتحسر على رحيل جيل العمالقة الأوفياء للعلم و الإبداع في صمت و تجرد و تقول رحمك الله يا أحمد أمين
و على الرغم من أن الكتاب عن السيرة الذاتية إلا أنه حافل بإنكار الذات و غارق في النظرة الموضوعية التحليلية للأحداث و التي جعل الكاتب نفسه فيها مراقباً و محللاً و ناقداً لنفسه و للمجتمع دون انحياز للأنا و لا تضخيم للذات بل تفاجأ أنه يتعاطى مع أحداث جسام مرت به أو شارك في تكوينها بسطور قليلة تكاد تشعرك أن لا فضل له فيها على الإطلاق من شدة تجرده و أنكاره لذاته بل حتى المظالم التي تعرض لها من قبيل حرمانه من لقب الدكتوراه بسبب مواقف حزبية يذكره بتجرد هادئ و بدون انفعال صاخب او مبالغ فيه. أو ذكرة لقصة تأليفه لنتاجه العظيم فجر الإسلام و ضحى الإسلام و ظهر الإسلام فهو لم يفرد لها فصلاً منفرداً ولا حتى صفحات مستقلة بل ذكر عرضاً قصة تشكل الفكرة في ذهنة ثم في سطور قليلة منهجه الذي اتبعه في الكتابة و عرج بحياء شديد في عبارة واحدة على ( القبول الذي حظيت به السلسلة) هكذا بلا تفاخر ولا تباه رغم الضجة الكبيرة و ردود الفعل و الحفاوة الواسعة التي استقبل بها الناس تلك السلسلة من المؤلفات و النقاش الذي دار حولها.
ولعل أجمل فصول الكتاب هي فصوله الأخيرة التي أجمل فيها الكاتب رأيه في نفسه و شخضيته و حياته فكتب صفحات بديعة هي مزيج من الأدب و التحليل النفسي و درس عميق في التواضع و إنكار الذات مقترناً في نفس الوقت بالثقة بالنفس و الإعتداد بالرأي و الاستعداد للقتال في سبيله متى ما رآه حقاً. و الكتاب مليء بالحكم و العبر المنثورة في صفحاته و قصص الناس و الأحداث في تلك الفترة الزاخرة من عمر مصر. و ربما يعاب على الكتاب تشتت بعض فصوله التي تحدث عن رحلات المؤلف لخارج البلاد و وصفه لتلك البلدان و الذي جاء في بعضها قوياً و عميقاً وفي البعض الآخر سطحياً و بلا إضافة حقيقية للكتاب.
عموماً. لن تستطيع بعد قرأة كتاب(حياتي) إلا أن تطلق تنهيدة عميقة و تتحسر على رحيل جيل العمالقة الأوفياء للعلم و الإبداع في صمت و تجرد و تقول رحمك الله يا أحمد أمين
April 28, 2017
كنت قد تعرفت على أحمد أمين عن طريق كتاب سيرة حياة ابنه جلال أمين. قرأت أنه تعلم اللغة الانجليزية وهو كبير في السن وقرأت أيضا بعض الطرائف حول علاقته بأسرته. هذا أثار فضولي للتعرف على هذا الرجل الذي ولد في عام ١٨٨٦. فالهدف من قراءة هذا الكتاب هو التعرف على حياة هذا الكائن الذي نشأ في ذلك الزمن الغابر. الحقيقة أنني خرجت بهذا الكتاب بأكثر من ذلك حيث أن كتاب "حياتي" مشبّع بالحِكم والتجارب الغنيّة. بالنسبة لحياتهم في ذلك الزمن الغابر، لاحظت سوء الأحوال الصحية حيث توفي اثنين من إخوته على اثر أمراض معدية. وقد بيّن الكاتب هذا حيث كان الماء المستخدم للوضوء يتشارك به الأصحاء والمرضى على حد سواء. والكاتب نفسه كاد أن يهلك بسبب مرض قيل له أنه التيفويد. وفي مرة وقع الكاتب في بركة ماء للوضوء وهو صغيرا فأنقذه والده وإلا لكان من الهالكين. أعجبني الفصل الذي يتحدث عن الأزهر وطبيعة الدراسة فيها والفرق بينها وبين المدارس العادية. كنت أسمع بالأزهر كثيرا -بالذات في الروايات- فراقني وصفه له وطبيعة التعليم فيه. أيضا أعجبني الفصل الذي تحدث فيه عن تجربته في تعلم اللغة الانجليزية وخصيصا عندما تحدث عن مدرِّسته التي تبنته. وكانت دائما ما تذكره وتوصيه بتذوق الجمال وتذكره بأنه شاب ينبغي له أن يتصرف على هذا الأساس في مشيته وغيرها من الأمور. وقد بيّن كيف عانى في تعلمها من ترجمة الكتب وقد بيّن ابنه في سيرته أن هذا جعله حريصا على تعليم أولاده اللغات منذ الصغر كي لا يتعذبوا كما فعل. على النقيض من ذلك، أنا أخذت درس مع مدرّسة في المكسيك في الأمس وأنا في منزلي، فما أروع التكنلوجيا! يا ترى ماذا كان ليفعل هؤلاء المبدعين من السابقين في ظل هذا التقدم التكنولوجي الذي نعيش فيه اليوم؟ أعتقد أنهم كانوا ليستغلونه أشد استغلال. أكثر ما شد انتباهي هو حب هذا الرجل للعزلة حيث ذكر أنه يكره اليوم الذي لا يتاح له فيه الخلو مع نفسه للتفكر والتأمل. من الفصول المميزة أيضا ما ذكره في السفر وقد اقتبست مجموعة منها لما لإعجابي بما أسرده. من المثير للاهتمام أن الكتاب لم يحتوي على أي شيء له صبغة دينية فلم يقم الكاتب بالحديث عن الدين باستثناء صفحة كان ينتقد فيها الملحدين. وقد عجبت لهذا لما قيل لي أن هذا الرجل "إسلامي" فأنا سعيد أنني قرأت الكتاب على الرغم مما كان يقال لي عنه.
باختصار، فتحت هذا الكتاب لتفقد حياة الغابرين فعلمت أن الغابر هو أنا لما وجدت في هذا الرجل من علم وتجربة وحكمة.
باختصار، فتحت هذا الكتاب لتفقد حياة الغابرين فعلمت أن الغابر هو أنا لما وجدت في هذا الرجل من علم وتجربة وحكمة.
March 23, 2013
خلصت من سيرة (أحمد أمين) بفكرة تطن في رأسي: أنا هشة وكثيرة الشكوى!
أذهلني هذا الرجل بالمعاناة التي لقيها في طفولته وشبابه، وتربية أبيه القاسية له؛ الذي قرر أن يسيطر على ابنه بشكل كامل ويرسم له حياته بكل دقة، ويعاقبه أشد العقاب إذا حدى عنها بفعل صغر سنه! وفي المقابل قد أتذمر أنا من مشكلة تافهة، أو تعديل خارج عن إرادتي، أو كلمة توبيخ عادية، وأشعر أن عالمي ينهار فوق رأسي، في حين أنني لم ألقَ من المعاناة -حتى الآن- ذرة مما لقيه أحمد أمين!
مضت السيرة -التي أملاها أحمد أمين ولم يكتبها لضعف بصره- وفقًا لترتيب زمني في بدايتها، الذي اختل تدريجيًا بعد منتصفها؛ فقد يتذكر حادثة فيرويها، ثم يعود للسياق الأصلي، وهكذا. ركّز فيها على حياته المهنية، والمشروعات التي خاضها مع زملائه النوابغ (أصدقاء أحمد أمين استجلبوا حسدي له، فكم كان محظوظ هو إذ عاش برفقة أصدقاء ومعارف مثل عبد الرزاق السنهوري، وعاطف بركات، وأحمد لطفي السيد، وغيرهم).
اهتم بالحديث عن نشأته، وطبيعة أبويه، ومأساة فقدانه لأخويه؛ لكن في المقابل خلت سيرته من حكايا عائلته الشخصية إلى حدٍ كبير؛ فلم يحكِ الكثير عن زوجته، وذكر فقط قصة إعجابه بسيدة إنجليزية، ولم يروِ أية تفاصيل عن أولاده أو تربيته لهم على الإطلاق!
كان من الممتع لي أن أقرأ سيرتين ذاتيتين لابن وأبيه حتى يمكنني أن أرى نظرة كل منهما لبعض الأحداث المشتركة في حياتيهما.
"من شابه أباه فما ظلم"
يشترك الابن وأبيه في حب التدريس أكثر من أي شئ آخر، يشتركان كذلك في نهمهما للقراءة وتقصّي أصل الأشياء وصبرهما على ذلك، وقد كان من المضحك أن (أحمد أمين) قال أنه حاول ألا يغلظ في معاملته لأولاده كما كان أبوه يفعل معه، وقال (جلال أمين) أنه حاول أن يتقّبل اختلاف أولاده عنه أكثر، وقرر أن يعطيهم حريات أكبر، وألا يتبع نهج أبيه الصارم في التربية!
أذهلني هذا الرجل بالمعاناة التي لقيها في طفولته وشبابه، وتربية أبيه القاسية له؛ الذي قرر أن يسيطر على ابنه بشكل كامل ويرسم له حياته بكل دقة، ويعاقبه أشد العقاب إذا حدى عنها بفعل صغر سنه! وفي المقابل قد أتذمر أنا من مشكلة تافهة، أو تعديل خارج عن إرادتي، أو كلمة توبيخ عادية، وأشعر أن عالمي ينهار فوق رأسي، في حين أنني لم ألقَ من المعاناة -حتى الآن- ذرة مما لقيه أحمد أمين!
مضت السيرة -التي أملاها أحمد أمين ولم يكتبها لضعف بصره- وفقًا لترتيب زمني في بدايتها، الذي اختل تدريجيًا بعد منتصفها؛ فقد يتذكر حادثة فيرويها، ثم يعود للسياق الأصلي، وهكذا. ركّز فيها على حياته المهنية، والمشروعات التي خاضها مع زملائه النوابغ (أصدقاء أحمد أمين استجلبوا حسدي له، فكم كان محظوظ هو إذ عاش برفقة أصدقاء ومعارف مثل عبد الرزاق السنهوري، وعاطف بركات، وأحمد لطفي السيد، وغيرهم).
اهتم بالحديث عن نشأته، وطبيعة أبويه، ومأساة فقدانه لأخويه؛ لكن في المقابل خلت سيرته من حكايا عائلته الشخصية إلى حدٍ كبير؛ فلم يحكِ الكثير عن زوجته، وذكر فقط قصة إعجابه بسيدة إنجليزية، ولم يروِ أية تفاصيل عن أولاده أو تربيته لهم على الإطلاق!
كان من الممتع لي أن أقرأ سيرتين ذاتيتين لابن وأبيه حتى يمكنني أن أرى نظرة كل منهما لبعض الأحداث المشتركة في حياتيهما.
"من شابه أباه فما ظلم"
يشترك الابن وأبيه في حب التدريس أكثر من أي شئ آخر، يشتركان كذلك في نهمهما للقراءة وتقصّي أصل الأشياء وصبرهما على ذلك، وقد كان من المضحك أن (أحمد أمين) قال أنه حاول ألا يغلظ في معاملته لأولاده كما كان أبوه يفعل معه، وقال (جلال أمين) أنه حاول أن يتقّبل اختلاف أولاده عنه أكثر، وقرر أن يعطيهم حريات أكبر، وألا يتبع نهج أبيه الصارم في التربية!
August 9, 2021
من أفضل كتب السيرة الذاتية والتي يحكي فيها الكاتب والمؤلف والقاضي أحمد أمين عن حياته بمنتهي الأمانه والصدق وخفة الدم أحيانا، في فترة هامة من تاريخ مصر في بداية القرن العشرين، يحكي عن تعليمه، نشأته، تربيته، وطباع والده التي أثرت في حياته جدا، البلاد التي سافر إليها، انطباعته عنها، مخاوفه، أفكاره، ظروف تأليف أهم مؤلفاته( فجر الإسلام، ضحي الإسل
لم يذكر زوجته في الكتاب إلا من خلال جملتين عابرتين بشكل أثار اندهاشي.
لم يتحدث عن أبنائه، لم نعرف عنهم الكثير حتي عددهم أو طباعهم أو أي صفات مميزة لهم.
بصفة عامة هذا رجل عاش حياة مليئة بالجد والجدية والعمل الدوؤب، ومعظم حياته قضاها في العلم والدراسة...
رحمة الله عليه ونفعنا الله بأعماله الخالدة
لم يذكر زوجته في الكتاب إلا من خلال جملتين عابرتين بشكل أثار اندهاشي.
لم يتحدث عن أبنائه، لم نعرف عنهم الكثير حتي عددهم أو طباعهم أو أي صفات مميزة لهم.
بصفة عامة هذا رجل عاش حياة مليئة بالجد والجدية والعمل الدوؤب، ومعظم حياته قضاها في العلم والدراسة...
رحمة الله عليه ونفعنا الله بأعماله الخالدة
July 26, 2023
مفكر وكاتب وعقلاني، ستحسبه من آرائه متحرراً، لكنه في حقيقته-التي كشف بعضها في الكتاب وبعضها الآخر ابنه جلال-رجل محافظ متأثر إلى الغاية بتربية صارمة عتيقة.
قد أضيف إلى عنوان هذه السيرة"حياتي..بين العتيق والحديث" لأن أحمد أمين تأثر بما تلقاه في صغره تأثراً كبيراً، لم يزل يذكره طوال هذا الكتاب، ولأنه استغرق مرات كثيرة في الوقوف على الملامح المحافظة في تربيته وتكوينه، وربما قارنها بما صار إليه، أو بما بقي منها فيه، وقد عمم هذه النتيجة مبالغاً حين قال:"ما أنا إلا نتيجة حتمي�� لكل ما مرّ عليّ وعلى آبائي من أحداث�"
لا أشعر أن أحمد أمين كان راضياً عن حياته وسعيداً بمضيّها على ما قصّه في كتابه، لقد كان الحزن يغلبه فيها أكثر من الفرح، حتى وإن كانت دواعي الحزن أحياناً ضعيفة.
ولكنه قانع بما وصل إليه وما أنجزه، وعاش عيشة كريمة، وألّف ونشر كتباً كثيرة جليلة، لم تكثر عليه المنغصات وتعكر عليه أعماله وحياته الخاصة، عدا ما ذكر من مرضه آخر عمره وفقدان أبويه.
كان واضحاً في أسلوبه موجزاً، يتكلم عن كل شيء بقدر الحاجة، فلا يطنب حين يتكلم عن وفاة أمه مع أن هذا حادث أوحش نفسه جداً، ولكن أسلوبه في سيرته اقتضى ألا يسرف في شيء.
كان العقاد لا يعد ّ أحمد أمين أديباً، فلما نشر كتابه هذا قبل أدبيّته، ولكني لا أرى نفس رأي العقاد، ولا أشعر أن أحمد أمين كان أديباً في هذه السيرة، وعلى كل حال هو لا يعبأ بهذه المسألة، إنما هو رجل شغوف بالفكرة والمعنى، رحمه الله.
قد أضيف إلى عنوان هذه السيرة"حياتي..بين العتيق والحديث" لأن أحمد أمين تأثر بما تلقاه في صغره تأثراً كبيراً، لم يزل يذكره طوال هذا الكتاب، ولأنه استغرق مرات كثيرة في الوقوف على الملامح المحافظة في تربيته وتكوينه، وربما قارنها بما صار إليه، أو بما بقي منها فيه، وقد عمم هذه النتيجة مبالغاً حين قال:"ما أنا إلا نتيجة حتمي�� لكل ما مرّ عليّ وعلى آبائي من أحداث�"
لا أشعر أن أحمد أمين كان راضياً عن حياته وسعيداً بمضيّها على ما قصّه في كتابه، لقد كان الحزن يغلبه فيها أكثر من الفرح، حتى وإن كانت دواعي الحزن أحياناً ضعيفة.
ولكنه قانع بما وصل إليه وما أنجزه، وعاش عيشة كريمة، وألّف ونشر كتباً كثيرة جليلة، لم تكثر عليه المنغصات وتعكر عليه أعماله وحياته الخاصة، عدا ما ذكر من مرضه آخر عمره وفقدان أبويه.
كان واضحاً في أسلوبه موجزاً، يتكلم عن كل شيء بقدر الحاجة، فلا يطنب حين يتكلم عن وفاة أمه مع أن هذا حادث أوحش نفسه جداً، ولكن أسلوبه في سيرته اقتضى ألا يسرف في شيء.
كان العقاد لا يعد ّ أحمد أمين أديباً، فلما نشر كتابه هذا قبل أدبيّته، ولكني لا أرى نفس رأي العقاد، ولا أشعر أن أحمد أمين كان أديباً في هذه السيرة، وعلى كل حال هو لا يعبأ بهذه المسألة، إنما هو رجل شغوف بالفكرة والمعنى، رحمه الله.
December 18, 2018
من أجمل السير الذاتية التي قراتها من حيث سلاستها وبسطاتها وغناها في حقل التجربة والمعرفة .استمتعت بقراتها كثيرا
May 3, 2019
(ايه الناس دى )هكذا تحدثت مع نفسى بعد الانتهاء من السيره الذاتية للأستاذ احمد امين ولا اعلم سبب لشراءها من معرض الكتاب و كانت البدايه هى قراءه بسبطه بعد روايه دسمه و لكن اكتشفت انه هكذا يتم صنع الرجال و بالرجال يتم تقدم البلاد ماهذا الصبر على الحفظ و البحث و التدقيق فى كل معلومه و هذا البحث المستمر عن الجديد فى ذاته تاره فى الأزهر و تاره فى التدريس ثم القضاء ثم التدريس الجامعى و بعدها ادارتها ثم التأليف وكتابه المقالات ماهذا الثراء ماهذا البيت الذى يخرج هذا الرجل لقد تحسرت على جيل اولادى و ما بهم من كسل و انحسار احلامهم و طموحهم فى طريق واحد فإذا ضاق اسودت الدنيا أمامهم
استمتعت بهذا الكتاب عكس ما كنت أتوقع و فتح شهيتى لمزيد من قراءات السيره الذاتية لرجالات بلدنا
استمتعت بهذا الكتاب عكس ما كنت أتوقع و فتح شهيتى لمزيد من قراءات السيره الذاتية لرجالات بلدنا
July 28, 2022
أحمد أمين كما لم أتخيله من قبل.
رحلة جميلة ممتعة مع شخصية مميزة وغريبة ومليئة بالمتناقضات كما ذكر في آخر مذكراته.
رحمه الله وغفر له.
رحلة جميلة ممتعة مع شخصية مميزة وغريبة ومليئة بالمتناقضات كما ذكر في آخر مذكراته.
رحمه الله وغفر له.
December 29, 2023
سيرة جميلة وحافلة بالحكايا التي قد تشعر أنها بلا هدف ولكنك تظل مستمتع بداية من مولده ودراسته وحكايا عن أهله وأبيه ومدى تأثره به ودوره البارز جدا في حياته ورحلاته وتعلقه بالكتابة والأدب إلى آخره.� لم يقتصر الكتاب على ذكر حياة آمين فقط وإنما ذكر طبيعة الحقبة الذي كان فيها من نظام التعليم واحتلال الإنجليز لمصر والحكام وهكذا�
أحببت جدا ذكر رحلاته داخل وخارج مصر وقد استفاض فيها وذكرها بالتفصيل وقد يكون هذا مملا ولكن جعلني أشعر بالألفة وأني لا أقرأ كتاب وإنما استمع لحكايات يرويها شخص عزيز على قلبي .. ومما أمتعني أيضا وقد يكون عيبًا عدم عنونة الفصول فهذا أيضاً شعرت معه بالأنس والعشوائية المحببة للقلب �
بالنسبة لأحمد آمين فأعجبني صدقه الشديد مع نفسه ومع القراء وحرصه على ألا يمدح نفسه وإنما يذكر مساوئه في غاية الوضوح.. إنسان رقيق الإحساس يبكي لابتعاده عن أولاده وأهله شديد الرفق بهم على عكس ما كان أبوه معه…متفان� في عمله سواء في كلية الآداب أو في مدرسة القضاء رغم أنه آسفني بعد ذلك حزنه على عمله في هذه المناصب فكان يرى أنه من الأولى لو انتهز هذه الأيام في القراءة والكتابة..كان محبًا للعلم والكتب منذ صغره ويرجع هذا إلى والده الذي حرص على قراءة الكتب معه وشرحه للمتون العلمية والقراءة في الأدب�
�"وكانت حياتي كلها قراءة وكتابة، فلما حرمتهما أحاطني فراغ رهيب مخيف، والفراغ أدهى ما يمنى به الإنسان. فليس في الحياة سعادة إلا إذا ملئت بأي نوع من أنواع الامتلاء، جد أو هزل، وعمل أيا كان نوعه. فإذا طال الفراغ فالوبال كل الوبال، إن فارغي العقل معذورون في أن يملئوا فراغهم بنرد وشطرنج أو أي حديث ولو كان تافها لأنهم يشعرون بثقل الفراغ، والحياة لا تلذ إلا بنسيانها، وخير لذة ما نسي الإنسان فيها نفسه واستغرق فيها حتى نسي التلذذ بها؛ فلو فكر لاعب النرد والشطرنج في أنه يتلذذ بهما لفقد لذته، وخير أنواع اللذائذ العقلية ما استغرق فيها الإنسان بتأمله وتفكيره حتى مر عليه الوقت الطويل دون أن يشعر، ففراغي هو أهم أسباب ضيقي، وأهم أسباب أزمتي النفسية."
�"لم يكن لي من العزاء أحسن من الإيمان، فهو الركن الذي يستند إليه المرء في هذا الوقت الرهيب، ومن دونه يشعر كأن الهاوية تحت قدميه."
كتب هذا بعد إصابته بمرض في عينيه منعه القراءة والكتابة وكما ذكرت شديد الصدق مع نفسه فكان يجزع أحيانا فيرجع ويصبر نفسه بمن هو أسوأ منه حالا..
شعرت أنه به نزعة علمانية ربما لأنه كان معاصر لحركة النهضة الإصلاحية التي أثيرت في تلك الفترة لكن هذا لا يمنع أنها سيرة جمة الفوائد وتستحق القراءة📚
أحببت جدا ذكر رحلاته داخل وخارج مصر وقد استفاض فيها وذكرها بالتفصيل وقد يكون هذا مملا ولكن جعلني أشعر بالألفة وأني لا أقرأ كتاب وإنما استمع لحكايات يرويها شخص عزيز على قلبي .. ومما أمتعني أيضا وقد يكون عيبًا عدم عنونة الفصول فهذا أيضاً شعرت معه بالأنس والعشوائية المحببة للقلب �
بالنسبة لأحمد آمين فأعجبني صدقه الشديد مع نفسه ومع القراء وحرصه على ألا يمدح نفسه وإنما يذكر مساوئه في غاية الوضوح.. إنسان رقيق الإحساس يبكي لابتعاده عن أولاده وأهله شديد الرفق بهم على عكس ما كان أبوه معه…متفان� في عمله سواء في كلية الآداب أو في مدرسة القضاء رغم أنه آسفني بعد ذلك حزنه على عمله في هذه المناصب فكان يرى أنه من الأولى لو انتهز هذه الأيام في القراءة والكتابة..كان محبًا للعلم والكتب منذ صغره ويرجع هذا إلى والده الذي حرص على قراءة الكتب معه وشرحه للمتون العلمية والقراءة في الأدب�
�"وكانت حياتي كلها قراءة وكتابة، فلما حرمتهما أحاطني فراغ رهيب مخيف، والفراغ أدهى ما يمنى به الإنسان. فليس في الحياة سعادة إلا إذا ملئت بأي نوع من أنواع الامتلاء، جد أو هزل، وعمل أيا كان نوعه. فإذا طال الفراغ فالوبال كل الوبال، إن فارغي العقل معذورون في أن يملئوا فراغهم بنرد وشطرنج أو أي حديث ولو كان تافها لأنهم يشعرون بثقل الفراغ، والحياة لا تلذ إلا بنسيانها، وخير لذة ما نسي الإنسان فيها نفسه واستغرق فيها حتى نسي التلذذ بها؛ فلو فكر لاعب النرد والشطرنج في أنه يتلذذ بهما لفقد لذته، وخير أنواع اللذائذ العقلية ما استغرق فيها الإنسان بتأمله وتفكيره حتى مر عليه الوقت الطويل دون أن يشعر، ففراغي هو أهم أسباب ضيقي، وأهم أسباب أزمتي النفسية."
�"لم يكن لي من العزاء أحسن من الإيمان، فهو الركن الذي يستند إليه المرء في هذا الوقت الرهيب، ومن دونه يشعر كأن الهاوية تحت قدميه."
كتب هذا بعد إصابته بمرض في عينيه منعه القراءة والكتابة وكما ذكرت شديد الصدق مع نفسه فكان يجزع أحيانا فيرجع ويصبر نفسه بمن هو أسوأ منه حالا..
شعرت أنه به نزعة علمانية ربما لأنه كان معاصر لحركة النهضة الإصلاحية التي أثيرت في تلك الفترة لكن هذا لا يمنع أنها سيرة جمة الفوائد وتستحق القراءة📚
January 6, 2022
حيات�
أحم� أمين
كلاسيكيا�
الدا� المصرية اللبنانية
عد� الصفحات :384
تصني� الكتاب : سيرة ذاتية
التقيي� : خارج تصنيف النجوم
.
م� هو أحمد أمين؟! ولماذا الاهتمام بقراءة سيرة حياته؟! ما الرابط بين شخصية أحمد أمين ومحبين الثقافة والقراءة تحديداً؟! وكيف كان لوالده الاثر الكبير في تشكيل حياته؟! ومن هو الاب الروحي له ولماذا؟! كل ذلك تستطيع معرفته من خلال قراءتك لهذا الكتاب.
.
التقيي�
كثيرا� ما تجذبني تلك السير الذاتية التي لا تخبرك فقط عن حياته شخصيتها وانما ما عاصرته تلك الشخصية من حقبة تاريخية وثقافة سائدة آنذاك وكيف صُقلت من خلالها تلك الشخصية لتحقق ما حققته وتصبو لمبتغاها وهذا واضح جداً في كتاب حياتي لأحمد أمين والذي عرفني بشكل كبير ما شخصيته مُنذ النشاة والتناقضات التي كانت محيطة به سواءً في التربية والصقل او في منهج التعليم وتغيره او بتلك الوظائف التي شغلها وسفره لعدد من الدول وما حصل معه وهو في أواخر عمره.
.
.
كم� تمتع الكتاب بلغة عربية جميلة وبسيطة جعلت من تلك الرحلة ممتعة وشيقة.
.
أنص� بقراءة الكتاب لكل من يهوى السير الذاتية ويرغب في معرفة شخصية من تدور حوله قبل ان يقرا المزيد من أعماله وهو ما كنت عزمت عليه قبل ان اقرا له مؤلفاته الشهيرة وهي #فجر_الاسلام #ظهر_الاسلام #ضحى_الاسلام وغيرها من اصداراته.
.
ه� قرات اي من اعماله؟!
.
�#حياتي #أحمد_أمين #كلاسيكيات #الدار_المصرية_اللبنانية #سيرة_ذاتية
رابط المراجعة على الانستغرام
أحم� أمين
كلاسيكيا�
الدا� المصرية اللبنانية
عد� الصفحات :384
تصني� الكتاب : سيرة ذاتية
التقيي� : خارج تصنيف النجوم
.
م� هو أحمد أمين؟! ولماذا الاهتمام بقراءة سيرة حياته؟! ما الرابط بين شخصية أحمد أمين ومحبين الثقافة والقراءة تحديداً؟! وكيف كان لوالده الاثر الكبير في تشكيل حياته؟! ومن هو الاب الروحي له ولماذا؟! كل ذلك تستطيع معرفته من خلال قراءتك لهذا الكتاب.
.
التقيي�
كثيرا� ما تجذبني تلك السير الذاتية التي لا تخبرك فقط عن حياته شخصيتها وانما ما عاصرته تلك الشخصية من حقبة تاريخية وثقافة سائدة آنذاك وكيف صُقلت من خلالها تلك الشخصية لتحقق ما حققته وتصبو لمبتغاها وهذا واضح جداً في كتاب حياتي لأحمد أمين والذي عرفني بشكل كبير ما شخصيته مُنذ النشاة والتناقضات التي كانت محيطة به سواءً في التربية والصقل او في منهج التعليم وتغيره او بتلك الوظائف التي شغلها وسفره لعدد من الدول وما حصل معه وهو في أواخر عمره.
.
.
كم� تمتع الكتاب بلغة عربية جميلة وبسيطة جعلت من تلك الرحلة ممتعة وشيقة.
.
أنص� بقراءة الكتاب لكل من يهوى السير الذاتية ويرغب في معرفة شخصية من تدور حوله قبل ان يقرا المزيد من أعماله وهو ما كنت عزمت عليه قبل ان اقرا له مؤلفاته الشهيرة وهي #فجر_الاسلام #ظهر_الاسلام #ضحى_الاسلام وغيرها من اصداراته.
.
ه� قرات اي من اعماله؟!
.
�#حياتي #أحمد_أمين #كلاسيكيات #الدار_المصرية_اللبنانية #سيرة_ذاتية
رابط المراجعة على الانستغرام
January 1, 2012
كتاب رائع ومذكرات دوّنها صاحبها بعين بعيدة كل البعد عن مدح الذات بل على العكس كانت نظرته لنفسه نظرة يغلب عليها طابع البؤس والحزن ونقد الذات....
أعجبني مشروعه عن الجامعة الشعبية ونجاحها والتي لم أسمع عنها مطلقاً ولا أدري ما مصيرها اليوم بعد ذلك النجاح الذي لقيته !!؟
الآن أنا في شوق لقراءة مذكرات ابنه جلال أمين في كتابه (( ماذا علمتني الحياة !؟ )) والتي يسرد فيها شيئاً من حياة والده ونظرة الإبن للأب بعد أن قرأت نظرة الأب لنفسه ولأبيه من قبل ...
أعجبني مشروعه عن الجامعة الشعبية ونجاحها والتي لم أسمع عنها مطلقاً ولا أدري ما مصيرها اليوم بعد ذلك النجاح الذي لقيته !!؟
الآن أنا في شوق لقراءة مذكرات ابنه جلال أمين في كتابه (( ماذا علمتني الحياة !؟ )) والتي يسرد فيها شيئاً من حياة والده ونظرة الإبن للأب بعد أن قرأت نظرة الأب لنفسه ولأبيه من قبل ...
January 19, 2014
(( وكانت حياتي كلها قراءة وكتابة فلما حرمتها احاطني فراغ رهيب مخيف, والفراغ ادهى ما يمنى به الانسان فليس في الحياة سعادة الا اذا ملئت باي نوع من انواع الامتلاء جد او هزل وعمل أياً كان نوعه فاذا طال الفراغ فالوبال كل الوبال . ان فارغي العقل معذرون في ان يملأوا فراغهم بنرد وشطرنج او اي حديث ولو كان تافهاً لانهم يشعرون بثقل الفراغ والحياة لا تلذ الا بنسيانها وخير لذة ما نسي الانسان فيها نفسه واستغرق فيها حتى نسي التلذذ بها وخير انواع اللذائذ العقلية ما استغرق فيها الانسان بتأمله وتفكيره حتى مر عليه الوقت الطويل دون ان يشعر ففراغي هو اهم اسباب ضيقي واهم اسباب ازمتي النفسية))
(( احياناً اقول للنفس ما هذا الجزع؟ وما انت والعالم وما عينك في الدنيا؟
ان الذي يوقعك في هذا التفكير المحزن هو انطواؤك على نفسك وتقويمك لها قيمة اكبر مما تستحق وهل انت الا ذرة صغيرة على هذه الارض ماضيها وحاضرها ومستقبلها؟ وهل الارض كلها الا هنة من هنات العالم فلتتسع نفسك وليتسع تفكيرك ولتقدر نفسك قدرها ولتفكر في خارجك اكثر مما تفكر في داخلك فاذا انا استغرقت في مثل هذا التفكير هدأت واطمأننت ولكن سرعان ما تذهب هذه الصورة كما يذهب المنظر في فيلم السينما وتحل محلها صورة كئيبة حزينة جزعة ولا تزال الصور تتعاقب وكل صورة تطرد اختها والصور مختلفة الالوان مختلفة الاشكال بين هادئة وعنيفة وباسمة وباكية))
بهاتين الفقرتين نستطيع العبور في فكر احمد امين وسبر غور نفسه وان كان في كتابه قد تطرق لاغلب نواحي حياته وهو بداية موفقه لمن اراد ان يقرأ موسوعته
تمنيت ان يتوقف اكثر على بلورة تفكير وتطويره وتغييره ومع ذلك اظن ظروف حياته وسرد احواله تغطي على ذلك
(( احياناً اقول للنفس ما هذا الجزع؟ وما انت والعالم وما عينك في الدنيا؟
ان الذي يوقعك في هذا التفكير المحزن هو انطواؤك على نفسك وتقويمك لها قيمة اكبر مما تستحق وهل انت الا ذرة صغيرة على هذه الارض ماضيها وحاضرها ومستقبلها؟ وهل الارض كلها الا هنة من هنات العالم فلتتسع نفسك وليتسع تفكيرك ولتقدر نفسك قدرها ولتفكر في خارجك اكثر مما تفكر في داخلك فاذا انا استغرقت في مثل هذا التفكير هدأت واطمأننت ولكن سرعان ما تذهب هذه الصورة كما يذهب المنظر في فيلم السينما وتحل محلها صورة كئيبة حزينة جزعة ولا تزال الصور تتعاقب وكل صورة تطرد اختها والصور مختلفة الالوان مختلفة الاشكال بين هادئة وعنيفة وباسمة وباكية))
بهاتين الفقرتين نستطيع العبور في فكر احمد امين وسبر غور نفسه وان كان في كتابه قد تطرق لاغلب نواحي حياته وهو بداية موفقه لمن اراد ان يقرأ موسوعته
تمنيت ان يتوقف اكثر على بلورة تفكير وتطويره وتغييره ومع ذلك اظن ظروف حياته وسرد احواله تغطي على ذلك
March 17, 2020
من أمتع السير الذاتية التي قرأتها !
صحيح أن حياته الأولى رتيبة تخلوا من مشاعر حتى في طريقة كتابته لها إلا أنها كانت تستحق أن تُخلّد وتُكتب وتُقرأ �
متحمس لقراءة سيرة ابنه " جلال أمين " لأرى حياته من منظور أبناءِه .
صحيح أن حياته الأولى رتيبة تخلوا من مشاعر حتى في طريقة كتابته لها إلا أنها كانت تستحق أن تُخلّد وتُكتب وتُقرأ �
متحمس لقراءة سيرة ابنه " جلال أمين " لأرى حياته من منظور أبناءِه .
April 17, 2022
قصة حياة الدكتور أحمد أمين قصة مليئة بالحكمة والموعظة الحسنة والتجارب الحياتية والاجتماعية والإنسانية ...
ليست قصة حياة شخص ولكن تاريخ الفترة التي يحكي عنها الدكتور أحمد امين بما فيها من سئ وحسن وشخصيات مرموقة في العلم والأدب والثقافة العربية ...
ليست قصة حياة شخص ولكن تاريخ الفترة التي يحكي عنها الدكتور أحمد امين بما فيها من سئ وحسن وشخصيات مرموقة في العلم والأدب والثقافة العربية ...
December 24, 2022
كلما قرأت كتاب سيرة ذاتية، كلما تأكد إنه نوعي المفضل في القراءات على الإطلاق.
خير ختام لعام ٢٠٢٢.
خير ختام لعام ٢٠٢٢.
September 2, 2022
لطالما أحببت قراءة التاريخ والتراجم والسير وكُنت أجد في قراتها عبرة و متعة وسفر عبر الزمن واستكشاف أطوار الحياة الماضية وأحداثها،، ولم أعلم عن أن السير الذاتية هي رواية للتاريخ ممن عاشه كما هو بتفاصيله وأحداثه وتطوراته بمنظوره ومشاعره وأحاسيسه،، فترى في السير الذاتية تاريخ المجتمع وتطوره وحياته بشكل أدق وأعمق من كتب التاريخ العامة التي غالباً ما تؤرخ للجوانب السياسية،،
في سيرة أحمد أمين جانب من حياة مصر الاجتماعية وتطورها يعيشه أحمد أمين في بيته وحال الأسرة وحال التعليم وأنواعه.
تستلهم أيضاً من شخصية أحمد أمين وحياته كفاحه ومثابرته في طلب العلم وعشق القراءة والتعمق فيها حد الإدمان والهيام،، وتستلهم من شخصيته اتساع الأُفق وسعة الإدراك والوضوح مع النفس ومعرفة حدودها وإمكاناتها وعدم تضخيمها.
سيرة ملهمة في تفاصيلها ورائعة وعذبة في صياغتها.
في سيرة أحمد أمين جانب من حياة مصر الاجتماعية وتطورها يعيشه أحمد أمين في بيته وحال الأسرة وحال التعليم وأنواعه.
تستلهم أيضاً من شخصية أحمد أمين وحياته كفاحه ومثابرته في طلب العلم وعشق القراءة والتعمق فيها حد الإدمان والهيام،، وتستلهم من شخصيته اتساع الأُفق وسعة الإدراك والوضوح مع النفس ومعرفة حدودها وإمكاناتها وعدم تضخيمها.
سيرة ملهمة في تفاصيلها ورائعة وعذبة في صياغتها.
December 15, 2024
سيرة ذاتية تحكي حياة أحمد أمين منذ صغره بقلمه ندمت لعدم معرفتي بها مسبقاً.. كتبت بأعظم قلم وأبسط لغة فكانت الكلمات تصل إلى القلب والروح مباشرة. يا لغنى هذا الكتاب وما أعظمك يا أحمد أمين!
قرأته للمرة الثانية، ومازال انبهاري به كالمرة الأولى!
لفت انتباهي تفاصيله لمشاعره تجاه العائلة والطموح والأحلام وأيضاً ذكره لمواقف كادت تكلفه حياته وأثرها على نفسه.
اعتقد اني سأجد فائدة جديدة في كل مرة أقرأ فيها هذا الكتاب.
قرأته للمرة الثانية، ومازال انبهاري به كالمرة الأولى!
لفت انتباهي تفاصيله لمشاعره تجاه العائلة والطموح والأحلام وأيضاً ذكره لمواقف كادت تكلفه حياته وأثرها على نفسه.
اعتقد اني سأجد فائدة جديدة في كل مرة أقرأ فيها هذا الكتاب.
September 24, 2023
استمتعت به كثيرا
و كنت أشبه حياته بحياة مالك بن نبي و أرى بينهما تقاطعات كثيرة
لكن من خلال السيرتين قد تدرك الفرق الشاسع بين الإحتلال البريطاني الناعم و الإحتلال الفرنسي
حياة حافلة وسيرة جميلة تستحق القراءة
و كنت أشبه حياته بحياة مالك بن نبي و أرى بينهما تقاطعات كثيرة
لكن من خلال السيرتين قد تدرك الفرق الشاسع بين الإحتلال البريطاني الناعم و الإحتلال الفرنسي
حياة حافلة وسيرة جميلة تستحق القراءة
Displaying 1 - 30 of 540 reviews
Can't find what you're looking for?
Get help and learn more about the design.