What do you think?
Rate this book
اللغة والمجاز بين التوحيد ووحدة الوجود
تتناول هذه الدراسة موضوعاً جديداً بعض الشيء، وهو علاقة اللغة والمجاز برؤية الإنسان للكون وتصوره لعلاقة الخالق بالمخلوق، أي أنها تربط بين عدة مجالات من النشاط الإنساني (الدراسات اللغوية ـ الدراسات الدينية ـ الدراسات النفسية). وهي تنقسم إلى بابين، يتناول الأول منهما الصورَ المجازية باعتبارها تعبيراً متعيناً عن رؤية الإنسان للكون. حيث ترصد الدراسة الصورتين المجازيتين الأساسيتين في الحضارة الغربية الحديثة: الصورة الآلية والصورة العضوية، كما يتم فيه تطبيق منهج تحليل الصورة المجازية كمدخل لفهم النموذج الكامن المهيمن على العقل الصهيوني، سواء في علاقته بذاته أم في علاقته مع الآخر. أما الباب الثاني من الدراسة فيتعامل مع موضوع أكثر تجريداً، وهو علاقة رؤية الكون باللغة، وإشكالية علاقة الدالِّ (المصطلح ـ الإشارة ـ الاسم) بالمدلول (المفهوم ـ المشار إليه ـ المسمَّى). فتبين الدراسة أن الرؤية اللغوية التي تذهب إلى أن ثمة علاقَة اتصال وانفصال بين الدالِّ والمدلول، عادةً ما تستند إلى الرؤية التوحيدية التي تذهب إلى أن الإله هو مركز الكون، مفارقٌ له ولكنه يرعاه، فهو في علاقة تواصل بالعالم وانفصال عنه، وأن ثمة مسافةً تفصل بين الخالق والمخلوق. أما الرؤية التي ترى أن ثمة اندماجاً كاملاً بين الدال والمدلول أو انفصالاً كاملاً بينهما، فإنها تستند إلى الرؤية الحلولية، التي ترى أن الإله قد حلَّ تماماً في مخلوقاته، فأُلغيت المسافة بينهما وأصبح الخالق والكون جوهراً واحداً. ثم تتناول الدراسة نوعين من الخطاب واللغة: اللغةُ المجازية متعددةُ المستويات والأبعاد، في مقابل اللغة الأيقونية والحَرْفية، واحديَّةِ المستوى والبُعد. فاللغة المجازية تعبِّر عن الرؤية التوحيدية للإله باعتباره منفصلاً عن الكون ومتصلاً به في آنٍ واحد، أما اللغة الأيقونية والحرفية فهي نِتاج اعتقاد تجسُّد الإله في العالم وحلوله فيه وتوحده معه.
235 pages, Paperback
First published January 1, 2006
67 people are currently reading
2,208 people want to read
About the author
عبد الوهاب المسيري
113books6,693followersالأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري، مفكر عربي إسلامي وأستاذ غير متفرغ بكلية البنات جامعة عين شمس. وُلد في دمنهور 1938 وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي (مرحلة التكوين أو البذور). التحق عام 1955 بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وعُين معيدًا فيها عند تخرجه، وسافر إلى الولايات المتحدة عام 1963 حيث حصل على درجة الماجستير عام 1964 (من جامعة كولومبيا) ثم على درجة الدكتوراه عام 1969 من جامعة رَتْجَرز Rutgers (مرحلة الجذور).
وعند عودته إلى مصر قام بالتدريس في جامعة عين شمس وفي عدة جامعات عربية من أهمها جامعة الملك سعود (1983 � 1988)، كما عمل أستاذا زائرًا في أكاديمية ناصر العسكرية، وجامعة ماليزيا الإسلامية، وعضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام (1970 � 1975)، ومستشارًا ثقافيًا للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة بنيويورك (1975 � 1979). ثم عضوا بمجلس الأمناء لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية بليسبرج، بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ومستشار التحرير في عدد من الحوليات التي تصدر في ماليزيا وإيران والولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا (مرحلة الثمر).
ومن أهم أعمال الدكتور المسيري موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد (ثمانية مجلدات) وكتاب رحلتي الفكرية: سيرة غير ذاتية غير موضوعية- في البذور والجذور والثمار. وللدكتور المسيري مؤلفات أخرى في موضوعات شتى من أهمها: العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة (جزأين)، إشكالية التحيز: رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد (سبعة أجزاء). كما أن له مؤلفات أخرى في الحضارة الغربية والحضارة الأمريكية مثل: الفردوس الأرضي، و الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان، و الحداثة وما بعد الحداثة، و دراسات معرفية في الحداثة الغربية. والدكتور المسيري له أيضاً دراسات لغوية وأدبية من أهمها: اللغة والمجاز: بين التوحيد ووحدة الوجود، و دراسات في الشعر، و في الأدب والفكر، كما صدر له ديوان شعر بعنوان أغاني الخبرة والحيرة والبراءة: سيرة شعرية. وقد نشر الدكتور المسيري عدة قصص وديوان شعر للأطفال
قدم الدكتور المسيري سيرته الفكرية في كتاب بعنوان رحلتي الفكرية � في البذور والجذور والثمر: سيرة غير ذاتية غير موضوعية (2001) حيث يعطي القارئ صورة مفصلة عن كيف ولدت أفكاره وتكونت والمنهج التفسيري الذي يستخدمه، خاصة مفهوم النموذج المعرفي التفسيري. وفي نهاية "الرحلة" يعطي عرضًا لأهم أفكاره
وعند عودته إلى مصر قام بالتدريس في جامعة عين شمس وفي عدة جامعات عربية من أهمها جامعة الملك سعود (1983 � 1988)، كما عمل أستاذا زائرًا في أكاديمية ناصر العسكرية، وجامعة ماليزيا الإسلامية، وعضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام (1970 � 1975)، ومستشارًا ثقافيًا للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة بنيويورك (1975 � 1979). ثم عضوا بمجلس الأمناء لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية بليسبرج، بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ومستشار التحرير في عدد من الحوليات التي تصدر في ماليزيا وإيران والولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا (مرحلة الثمر).
ومن أهم أعمال الدكتور المسيري موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد (ثمانية مجلدات) وكتاب رحلتي الفكرية: سيرة غير ذاتية غير موضوعية- في البذور والجذور والثمار. وللدكتور المسيري مؤلفات أخرى في موضوعات شتى من أهمها: العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة (جزأين)، إشكالية التحيز: رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد (سبعة أجزاء). كما أن له مؤلفات أخرى في الحضارة الغربية والحضارة الأمريكية مثل: الفردوس الأرضي، و الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان، و الحداثة وما بعد الحداثة، و دراسات معرفية في الحداثة الغربية. والدكتور المسيري له أيضاً دراسات لغوية وأدبية من أهمها: اللغة والمجاز: بين التوحيد ووحدة الوجود، و دراسات في الشعر، و في الأدب والفكر، كما صدر له ديوان شعر بعنوان أغاني الخبرة والحيرة والبراءة: سيرة شعرية. وقد نشر الدكتور المسيري عدة قصص وديوان شعر للأطفال
قدم الدكتور المسيري سيرته الفكرية في كتاب بعنوان رحلتي الفكرية � في البذور والجذور والثمر: سيرة غير ذاتية غير موضوعية (2001) حيث يعطي القارئ صورة مفصلة عن كيف ولدت أفكاره وتكونت والمنهج التفسيري الذي يستخدمه، خاصة مفهوم النموذج المعرفي التفسيري. وفي نهاية "الرحلة" يعطي عرضًا لأهم أفكاره
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 30 of 81 reviews
December 16, 2010
تعد فكرة هذاالكتاب نظرية فلسفية جديدة.. حيث استخدم الدكتور المسيري عنصر اللغة لإثبات أن الإنسان كائن "متجاوز" ولا يمكن أن يكون كائنا ماديا.. لأنه ببساطة كائن قادر على استعمال "المجاز"، وهو نوع من الارتقاء فوق "وظيفة" اللغة "المادية" وصناعة آفاق أعمق وأوسع وأرحب للمعاني..
ربما يستحيل شرح النظرية في سطور.. لكنها حقا واحدة من أروع ما قرأت في إنتاجات المفكرين العرب في الحقبة الأخيرة
ربما يستحيل شرح النظرية في سطور.. لكنها حقا واحدة من أروع ما قرأت في إنتاجات المفكرين العرب في الحقبة الأخيرة
August 21, 2012
أعلم أن الكثير من قراء الدكتور المسيري يدينون له بالفضل في تكوينهم الثقافي والعقلي
كان هذا الرجل زخراً للإنسانية ومفكر راقي
يعرض الكتاب تجربة بحثية قد تكون جديدة أو لم يعرض لها الكثير عن علاقة الأنسان واللغة بالمجاز ويعرض الدلالات اللغوية الحتمية لأستخدام المجاز في عرض اللغة والتواصل بأسلوب علمي ولغة عقلية ممتعة للغاية
من اكثر ما قرات تشويقاً
رحم الله الدكتور المسيري رحمة واسعة
كان هذا الرجل زخراً للإنسانية ومفكر راقي
يعرض الكتاب تجربة بحثية قد تكون جديدة أو لم يعرض لها الكثير عن علاقة الأنسان واللغة بالمجاز ويعرض الدلالات اللغوية الحتمية لأستخدام المجاز في عرض اللغة والتواصل بأسلوب علمي ولغة عقلية ممتعة للغاية
من اكثر ما قرات تشويقاً
رحم الله الدكتور المسيري رحمة واسعة
June 8, 2011
من أكثر الكتب " رمانتيكية" واعلاء من شأن الإنسان التي قرأتها في حياتي
الإنسان الذي استغرب من مجرد استمراره على كوكب الأرض
الإنسان الذي استغرب من مجرد استمراره على كوكب الأرض
January 2, 2015
إن كنت لا تعرف المسيري فعالباً أنك ستشعر بالحيرة من تكرار ذكر الصهيونية واليهودية في الكتاب , ومن كثرة ربط الأفكار وشرحها من خلال الصراع العربي الصهيوني , وستتسائل ما الذي أدخل الأمور على بعضها ؟
أما إن كنت تعرفه فستعذره وتفهمه .. وتحبّه أكثر
من يعرف المسيري يعلم جيّداً كم كان تائهاً يبحث عن الأسئلة قبل الإجابات ,وكيف استطاع من خلال التساؤل عن حقيقة الصراع العربي الصهيوني والاحتلال الذي تعيشه البلاد ومحاولة فهمه من أن يجد إجابات لكل الأشياء في هذا العالم , سؤال الدين , والإيمان , والإنسان , المال, العمران , الفن .. واللغة , كلها فهمها المسيري من خلال دراسته للصهيونية وصراعنا معها
غالباً هذا ما يحدث معنا جميعاً , نفهم الأشياء والمعاني من خلال ما يحدث معنا ونعيشه
لكن الأسئلة الوجودية والأصيلة - التي كان يبحث عنها المسيري- كانت تحتاج أمراً أو حدثاً كبيراً وجامعاً كي يفهمها , حدث تتدخل فيه عدد كبير من الدول , والأيدولوجيات , الناس , الديانات , أموال , وتضحيات , والأهم كتّاب يكتبون عنه , وسياسيون يخطبون عنه , فيراقبهم هو ويفهم علاقة اللغة بالفكر والفعل الذي يراه.
فكتب عن لغتهم , ومجازهم الذي كما كتب في سطور هذا الكتاب " المجاز يصدر عن إدراك الإنسان لحدوده الأرضية , وهو تأكيد للصلة , وفي نفس الوقت تأكيد للمسافة بين الأشياء "
تحدث الكتاب عن ثنائية اللغة بمعنى النسق اللغوي , والكلام بمعنى التعبير الذاتي
كلام جميل جداً , ومهم جداً
رحم الله المسيري وجزاه خير الجزاء
أما إن كنت تعرفه فستعذره وتفهمه .. وتحبّه أكثر
من يعرف المسيري يعلم جيّداً كم كان تائهاً يبحث عن الأسئلة قبل الإجابات ,وكيف استطاع من خلال التساؤل عن حقيقة الصراع العربي الصهيوني والاحتلال الذي تعيشه البلاد ومحاولة فهمه من أن يجد إجابات لكل الأشياء في هذا العالم , سؤال الدين , والإيمان , والإنسان , المال, العمران , الفن .. واللغة , كلها فهمها المسيري من خلال دراسته للصهيونية وصراعنا معها
غالباً هذا ما يحدث معنا جميعاً , نفهم الأشياء والمعاني من خلال ما يحدث معنا ونعيشه
لكن الأسئلة الوجودية والأصيلة - التي كان يبحث عنها المسيري- كانت تحتاج أمراً أو حدثاً كبيراً وجامعاً كي يفهمها , حدث تتدخل فيه عدد كبير من الدول , والأيدولوجيات , الناس , الديانات , أموال , وتضحيات , والأهم كتّاب يكتبون عنه , وسياسيون يخطبون عنه , فيراقبهم هو ويفهم علاقة اللغة بالفكر والفعل الذي يراه.
فكتب عن لغتهم , ومجازهم الذي كما كتب في سطور هذا الكتاب " المجاز يصدر عن إدراك الإنسان لحدوده الأرضية , وهو تأكيد للصلة , وفي نفس الوقت تأكيد للمسافة بين الأشياء "
تحدث الكتاب عن ثنائية اللغة بمعنى النسق اللغوي , والكلام بمعنى التعبير الذاتي
كلام جميل جداً , ومهم جداً
رحم الله المسيري وجزاه خير الجزاء
August 25, 2023
في المسيحية واليهودية: في البدء كانت الكلمة
وفي الإسلام: في البدء كان تعليم آدم الأسماء كلها
لذا فالتهوين الحداثي من اللغة هو هجوم على الإنسان
.
لكلّ أمّةٍ لغة، تعبّر مجازاتُها عن منظورها الكونيّ
يشرح الكتاب المجاز فكريًّا وعلاقة الدال بالمدلول بتفصيل
ثمّ يبدأ في تحليل السرديّات الحياتيّة للناس من خطاباتهم
.
إسرائيل شركة عقارية خائفة تقتات على تقديم خدماتها العسكرية لأمريكا
ولأن (الثورة) انقطاع اختار الفلسطينيون (الانتفاضة) لتسمية حراكهم
لأنها عودة إلى ما سبق واسترجاع للهوية المسلوبة، لتصبح إسرائيل فلسطين
اختيارًا بإحساسهم الحضاري الفطري السليم بلحظتهم التاريخية وتراثهم
وإعراضهم النفسي والمعرفي عن النموذج الهرمي الغربي
.
الإنسان في الفنّ يتحوّل من البطولات إلى ذرّات متناثرة معزولة
وفي قصص كافكا إلى صرصار ويحاكم ويعدم لسبب لا يعرفه
ومسرح عبث تجلس شخصياته في قمامة منظرين جودو الذي لا يأتي
ويكتب أنطوان أرتو قصيدته من الأصوات الخالصة الخالية من المعنى
وتتحوّل رسوم واقع الإنسان والطبيعة إلى مكعبات ودوائر وألوان متداخلة
وفي الإسلام: في البدء كان تعليم آدم الأسماء كلها
لذا فالتهوين الحداثي من اللغة هو هجوم على الإنسان
.
لكلّ أمّةٍ لغة، تعبّر مجازاتُها عن منظورها الكونيّ
يشرح الكتاب المجاز فكريًّا وعلاقة الدال بالمدلول بتفصيل
ثمّ يبدأ في تحليل السرديّات الحياتيّة للناس من خطاباتهم
.
إسرائيل شركة عقارية خائفة تقتات على تقديم خدماتها العسكرية لأمريكا
ولأن (الثورة) انقطاع اختار الفلسطينيون (الانتفاضة) لتسمية حراكهم
لأنها عودة إلى ما سبق واسترجاع للهوية المسلوبة، لتصبح إسرائيل فلسطين
اختيارًا بإحساسهم الحضاري الفطري السليم بلحظتهم التاريخية وتراثهم
وإعراضهم النفسي والمعرفي عن النموذج الهرمي الغربي
.
الإنسان في الفنّ يتحوّل من البطولات إلى ذرّات متناثرة معزولة
وفي قصص كافكا إلى صرصار ويحاكم ويعدم لسبب لا يعرفه
ومسرح عبث تجلس شخصياته في قمامة منظرين جودو الذي لا يأتي
ويكتب أنطوان أرتو قصيدته من الأصوات الخالصة الخالية من المعنى
وتتحوّل رسوم واقع الإنسان والطبيعة إلى مكعبات ودوائر وألوان متداخلة
December 18, 2021
عندما حاولت قراءة هذا الكتاب منذ سنوات وجدته صعبا جدا ولم أتصور أنني يمكنني المضي فيه، لكني في أوائل هذا العام شعرت بحاجة إلى القراءة للمسيري أولا وفي هذا الموضوع ثانيا وقد كان
لم يكن الكتاب سهلا بالطبع ولا موضوعاته مألوفة لكنه لم يكن صعبا كما رأيته قبل ذلك، هذا يؤكد لي أن للكتب أوقات ومواعيد تقرأ فيها، فربما كان كتاب مهم لكنه لا يناسبك في هذه المرحلة من العمر والعلم
في الباب الأول يحاول الدكتور المسيري تحليل الصور المجازية في عدة مجالات حتى يصل إلى رؤية الكون الكامنة وراءها وينقسم لأربعة فصول تتناول تعريف الصورة المجازية ومنهج التحليل من خلالها ثم تتناول الصورتين المجازيتين الأساسيتين في الحضارة الغربية الحديثة وهما الصورة الآلية والصورة العضوية ثم تتناول الجسد والجنس كصورتين مجازيتين في العالم الحديث ثم تحاول تطبيق منهج تحليل الصور المجازية لفهم النموذج الكامن المهيمن على العقل الصهيوني
في الباب الثاني يتعامل مع علاقة رؤية الكون باللغة وإشكالية علاقة الدال بالمدلول وكيف تعبر أنواع اللغة والخطاب عن الرؤية الكامنة وراءها
لم يكن الكتاب سهلا بالطبع ولا موضوعاته مألوفة لكنه لم يكن صعبا كما رأيته قبل ذلك، هذا يؤكد لي أن للكتب أوقات ومواعيد تقرأ فيها، فربما كان كتاب مهم لكنه لا يناسبك في هذه المرحلة من العمر والعلم
في الباب الأول يحاول الدكتور المسيري تحليل الصور المجازية في عدة مجالات حتى يصل إلى رؤية الكون الكامنة وراءها وينقسم لأربعة فصول تتناول تعريف الصورة المجازية ومنهج التحليل من خلالها ثم تتناول الصورتين المجازيتين الأساسيتين في الحضارة الغربية الحديثة وهما الصورة الآلية والصورة العضوية ثم تتناول الجسد والجنس كصورتين مجازيتين في العالم الحديث ثم تحاول تطبيق منهج تحليل الصور المجازية لفهم النموذج الكامن المهيمن على العقل الصهيوني
في الباب الثاني يتعامل مع علاقة رؤية الكون باللغة وإشكالية علاقة الدال بالمدلول وكيف تعبر أنواع اللغة والخطاب عن الرؤية الكامنة وراءها
June 15, 2024
يشرح المسيري في هذا الكتاب كيف تستخدم اللغة (المادية) في المجاز اللغوي (الحيوي المتجاوز للمادة) في التعبير، وكيف يتم استخدام الدال والاشارة من خلاله إلى المدلول.
وعندما يتحدث عن الموضوع بطريقة نظرية بحتة فإن القارئ يقع في حيرة وعدم فهم، ويحاول سبر أغوار هذا النص وما يراد من ورائه.. ولكن عندما يبدأ بضرب الأمثلة تبدأ الغشاوة بالزوال ويبدأ الفهم نوعا ما لما يريد المسيري أن يوضحه..
وكعادته فإن تطبيقاته ترتكز على أحد موضوعين.. إما المادية والعلمانية أو الصهيونية..
و بالنسبة لإسرائيل مثلا فإن المسيري يوضح كيف استخدمت هذه الدولة (ساسة وصحافيين وغيرهم) الصور المجازية للتعبير عن الأوضاع المختلفة.. وكيف أنها تقع في كثير من الأحيان وتكشف عن كذباتها من خلال استخدامهم صورا مجازية بطريقة تسوء فيها مظهرهم.. فيقول:
"أثناء الانتفاضة الأولى عام 1987 صرح شامير بأن العملاق الإسرائيلي سيسحق القزم الفلسطيني، وهذه بطبيعة الحال صورة مجازية ولكنها عكس الصورة التي تود إسرائيل أشاعتها عن نفسها، باعتبارها داوود الصغير الذي ينازل العملاق طالوت فيهزمه بمكره ودهائه، أي أن الصورة الجديدة تقوض الصورة القديمة."
وما قام به المسيري هنا من تتبع بعض الصور المجازية التي تم استخدامها من قبل اليهود يدل على جهد كبير لا يستهان به أبدا.
اما الباب الثاني من الكتاب فيتحدث فيه المسيري عن علاقة الدال بالمدلول.. وكيف تطور الامر من ارتباط الكلمة بمعناها الى انفصالهما، وعن اللغة الحرفية والمجازية وكيف تحاول المادية أن تبتعد عن المجاز وتستخدم لغة حرفية لا يمكن تفسيرها الا بشكل واحد.. وكان هذا -كما يقول المسيري- أحد أسباب الخلاف بين البروتستانتية والكاثوليكية (التفسيرات المتعددة للكتاب المقدس واللغة المجازية فيه) "تقوم الصهيونية ذات الديباجات المسيحية بتقديم تفسير حرفي للنص المقدس يمكنها من لي عنقه وتوظيفه لصالحها".
كما يشير الدكتور أيضا إلى التحيز في تفسير الدلالات على حسب ما يريده مُنشئها، حتى وإن كان المدلول هو شيء مغاير. وقد مثل على ذلك بالعديد من الأمثلة، منها مثلا تسمية الغرب لأمريكا بالعالم الجديد.. فهو جديد بالنسبة لهم ولكن بالنسبة إلى مواطنيه فهو ليس جديدا بل هو أرضهم التي عاشوا عليها لقرون ولهم فيها تاريخ وحضارات، وكذلك تسميتهم ذلك اكتشافا، (اكتشاف أمريكا، اكتشاف رأس الرجاء الصالح، اكتشاف أفريقيا) وهي ليست اكتشافا بالنسبة لأهلها، والأسوأ أن المصطلح تم تداوله في العالم أجمع على أنه اكتشاف للجميع وهو ليس إلا اكتشاف أوروبا..
وكذلك أيضا مصطلح عصر النهضة والذي يتم استخدامه أيضا في العالم العربي وغيره مع أن هذا العصر كان عصر الاستعمار في الوطن العربي مثلا ومع ذلك نجد الباحثين يقولون عنه عصر النهضة..
"يظهر التحيز حين ننقل كلمات مختلطة الدلالة من لغاتها. وقد ظهر في اللغات العربية مصطلح Women`s Liberation Movement الذي يترجم عادة بـ"حركة تحرير المرأة والدفاع عن حقوقها"، وهذا ما يفهم من هذا المصطلح بشكل عام في اللغات الأوربية. ثم ظهر منذ عدة سنوات مصطلح آخر هو Feminism، وحل محل المصطلح الأول، وكأنهما مترادفان، أو كأن المصطلح الأخير أشمل من المصطلح الأول. ولكننا لو دققنا النظر في المصطلح الأخير لوجدنا أنه يشير في واقع الأمر إلى مدلولين مختلفين تمام الاختلاف: حركة تحرير المرأة وحركة التمركز حول الأنثى، وهما حركتان -في تصورنا- مختلفتان، بل متناقضتان."
لذلك يدعو المسيري إلى تسمية الأشياء باسمها الذي يتناسب مع مدلولاتها الحقيقية.
"لعل القاعدة الأساسية لعلاج هذا الخلل هو ألا نترجم الدوال، وإنما ننظر إلى الظاهرة ذاتها، سواء في بلادنا أم في بلادهم.. ندرس المصطلح الغربي في سياقه الأصلي دراسة جيدة، ونعرف مدلولاته حق المعرفة، ثم نحاول توليد مصطلحات من داخل المعجم العربي. والمصطلح الذي نأتي به لن يكون ترجمة حرفية أو نقلًا حرفيًا للدال الغربي، بل سنولِّد أو نسكُّ مصطلحًا (دالًا) يصف ما نراه نحن، و��ُفسره من وجهة نظرنا، أي أنه دال يتناسب والمدلول الذي نُدركه نحن، متجاوزين بذلك تسميات الآخر، وادعاءاته وأوهامه، وحدود رؤيته، ومحاولته فرض دوال لا تتناسب ومدلولاتها. وهذا لا يعني بالضرورة انغلاقًا على الذات، وإنما يعني انفتاحًا حقيقيًا على الآخر بدلًا من الخضوع له تمامًا، أو رفضه تمامًا."
الكتاب مهم وممتع وإن كان صعب الفهم للوهلة الأولى.. وكما عادة المسيري في أغلب الأحيان فهو لا يُقرأ مرة واحدة.
وعندما يتحدث عن الموضوع بطريقة نظرية بحتة فإن القارئ يقع في حيرة وعدم فهم، ويحاول سبر أغوار هذا النص وما يراد من ورائه.. ولكن عندما يبدأ بضرب الأمثلة تبدأ الغشاوة بالزوال ويبدأ الفهم نوعا ما لما يريد المسيري أن يوضحه..
وكعادته فإن تطبيقاته ترتكز على أحد موضوعين.. إما المادية والعلمانية أو الصهيونية..
و بالنسبة لإسرائيل مثلا فإن المسيري يوضح كيف استخدمت هذه الدولة (ساسة وصحافيين وغيرهم) الصور المجازية للتعبير عن الأوضاع المختلفة.. وكيف أنها تقع في كثير من الأحيان وتكشف عن كذباتها من خلال استخدامهم صورا مجازية بطريقة تسوء فيها مظهرهم.. فيقول:
"أثناء الانتفاضة الأولى عام 1987 صرح شامير بأن العملاق الإسرائيلي سيسحق القزم الفلسطيني، وهذه بطبيعة الحال صورة مجازية ولكنها عكس الصورة التي تود إسرائيل أشاعتها عن نفسها، باعتبارها داوود الصغير الذي ينازل العملاق طالوت فيهزمه بمكره ودهائه، أي أن الصورة الجديدة تقوض الصورة القديمة."
وما قام به المسيري هنا من تتبع بعض الصور المجازية التي تم استخدامها من قبل اليهود يدل على جهد كبير لا يستهان به أبدا.
اما الباب الثاني من الكتاب فيتحدث فيه المسيري عن علاقة الدال بالمدلول.. وكيف تطور الامر من ارتباط الكلمة بمعناها الى انفصالهما، وعن اللغة الحرفية والمجازية وكيف تحاول المادية أن تبتعد عن المجاز وتستخدم لغة حرفية لا يمكن تفسيرها الا بشكل واحد.. وكان هذا -كما يقول المسيري- أحد أسباب الخلاف بين البروتستانتية والكاثوليكية (التفسيرات المتعددة للكتاب المقدس واللغة المجازية فيه) "تقوم الصهيونية ذات الديباجات المسيحية بتقديم تفسير حرفي للنص المقدس يمكنها من لي عنقه وتوظيفه لصالحها".
كما يشير الدكتور أيضا إلى التحيز في تفسير الدلالات على حسب ما يريده مُنشئها، حتى وإن كان المدلول هو شيء مغاير. وقد مثل على ذلك بالعديد من الأمثلة، منها مثلا تسمية الغرب لأمريكا بالعالم الجديد.. فهو جديد بالنسبة لهم ولكن بالنسبة إلى مواطنيه فهو ليس جديدا بل هو أرضهم التي عاشوا عليها لقرون ولهم فيها تاريخ وحضارات، وكذلك تسميتهم ذلك اكتشافا، (اكتشاف أمريكا، اكتشاف رأس الرجاء الصالح، اكتشاف أفريقيا) وهي ليست اكتشافا بالنسبة لأهلها، والأسوأ أن المصطلح تم تداوله في العالم أجمع على أنه اكتشاف للجميع وهو ليس إلا اكتشاف أوروبا..
وكذلك أيضا مصطلح عصر النهضة والذي يتم استخدامه أيضا في العالم العربي وغيره مع أن هذا العصر كان عصر الاستعمار في الوطن العربي مثلا ومع ذلك نجد الباحثين يقولون عنه عصر النهضة..
"يظهر التحيز حين ننقل كلمات مختلطة الدلالة من لغاتها. وقد ظهر في اللغات العربية مصطلح Women`s Liberation Movement الذي يترجم عادة بـ"حركة تحرير المرأة والدفاع عن حقوقها"، وهذا ما يفهم من هذا المصطلح بشكل عام في اللغات الأوربية. ثم ظهر منذ عدة سنوات مصطلح آخر هو Feminism، وحل محل المصطلح الأول، وكأنهما مترادفان، أو كأن المصطلح الأخير أشمل من المصطلح الأول. ولكننا لو دققنا النظر في المصطلح الأخير لوجدنا أنه يشير في واقع الأمر إلى مدلولين مختلفين تمام الاختلاف: حركة تحرير المرأة وحركة التمركز حول الأنثى، وهما حركتان -في تصورنا- مختلفتان، بل متناقضتان."
لذلك يدعو المسيري إلى تسمية الأشياء باسمها الذي يتناسب مع مدلولاتها الحقيقية.
"لعل القاعدة الأساسية لعلاج هذا الخلل هو ألا نترجم الدوال، وإنما ننظر إلى الظاهرة ذاتها، سواء في بلادنا أم في بلادهم.. ندرس المصطلح الغربي في سياقه الأصلي دراسة جيدة، ونعرف مدلولاته حق المعرفة، ثم نحاول توليد مصطلحات من داخل المعجم العربي. والمصطلح الذي نأتي به لن يكون ترجمة حرفية أو نقلًا حرفيًا للدال الغربي، بل سنولِّد أو نسكُّ مصطلحًا (دالًا) يصف ما نراه نحن، و��ُفسره من وجهة نظرنا، أي أنه دال يتناسب والمدلول الذي نُدركه نحن، متجاوزين بذلك تسميات الآخر، وادعاءاته وأوهامه، وحدود رؤيته، ومحاولته فرض دوال لا تتناسب ومدلولاتها. وهذا لا يعني بالضرورة انغلاقًا على الذات، وإنما يعني انفتاحًا حقيقيًا على الآخر بدلًا من الخضوع له تمامًا، أو رفضه تمامًا."
الكتاب مهم وممتع وإن كان صعب الفهم للوهلة الأولى.. وكما عادة المسيري في أغلب الأحيان فهو لا يُقرأ مرة واحدة.
January 14, 2023
اللغه والمجاز : بداية يعرف المسيري المجاز و يبين اهميته لغير المهتمين بزخرفه الكلام ويدلل علي إنه عنصر فكري مهم كأهميه اللغه بل وإنه يترجم من خلاله ازدواجيه التوحيد ( كالدين الاسلامي او المرجعيه المتجاوزه عامه) و وحده الوجود ( كمثال للبساطه الغربيه و البعد المادي الواحدي)
قبل قرائتي للكتاب لم اكن تعرفت علي مصطلح "وحده الوجود" وكونه جزء اساسي من العنوان آثرت ان ابحث عنه قليلا قبل القراءه لامهد لنفسي الفهم ، بالطبع كانت اول نتائج البحث لابن عربي ثم غيره من الغربيين ، لكنني فوجئت وانا اتقدم في الصفحات ان وحده الوجود بالكاد مذكوره و فهمها من عدمه هامشي جدا لفهم وقراءه الكتاب والحمدالله لانني غير مؤمنه باهميه التعرض لبعض النظريات الفلسفية بلا طائل ولم اكن اريد ان اعلم اكثر من القشور فيما يخص مبدأ وحده الوجود.
الكتاب يوافق هوايي للغايه فهو مزيج من الادب والفكر و كنت قد قرأت كتابه"في الأدب والفكر" وهو - في نظري - لا يهم غير المتعمقين في الادب و كذلك كتابه "دراسات معرفيه في الحضارة الغربيه" وهو كتاب موغل في الفكر والنظريات الغربيه وكلاهما جميل و مفيد لكنهما صعبي الهضم قليلا اما كتاب اللغه والمجاز فاعتقد انه يدخل العناصر الأدبيه للاستدلال الفكري فتطبق ما تقرأ فتفهم و تقتنع كوجبه مشبعه متكامله الأركان.
واعتقد كون المسيري اصلا أستاذا للادب الإنجليزي قبل تبحره الفكري فلا تخلو كتبه من ملامح ادبيه عذبه يفهم بها العالم ويصف بها ما يود شرحه ولكن قمتها حتي الان - في نظري- هنا في هذا الكتاب حيث ضرب المسيري مثلا للمحسوس والمتجاوز بتفاحتين حمراوين احداهما يشير لها ببنانه وهي امام ناظره (وهي ترمي الي الفكر العقلي و الوجود البسيط) و التفاحه - في نظري- دون عن سائر الامثله لانها رمز نزول أدم من الجنه وهي رمز الاختبار والحياه الإنسانية هذه التفاحه الغربيه بلونها الفاقع وطعمها المسطح غير المركب تناقض تفاحه تخيليه اخري في وجدان ووعي المسيري أخبرتها عنه امه في يوم في بيتهم الريفي ان الله اعدها للمحسنين في الدنيا في فردوسه المخلد ، وهو يمضي يبحث عنها ويحاول ان يستدل بها علي مدلول لا يراه غيره.. متجاوز و مركب ، يؤمن بالتوحيد لا بوحده الوجود.
في نهايه الكتاب ما يقرب من 20 صفحه مخصصه لشرح المصطلحات والمفاهيم المذكوره في الكتاب و من لايريد قراءته كله فلينتفع بها فإنها والله درر ثمينه.
رحم الله المسيري ونفعنا بعلمه.
قبل قرائتي للكتاب لم اكن تعرفت علي مصطلح "وحده الوجود" وكونه جزء اساسي من العنوان آثرت ان ابحث عنه قليلا قبل القراءه لامهد لنفسي الفهم ، بالطبع كانت اول نتائج البحث لابن عربي ثم غيره من الغربيين ، لكنني فوجئت وانا اتقدم في الصفحات ان وحده الوجود بالكاد مذكوره و فهمها من عدمه هامشي جدا لفهم وقراءه الكتاب والحمدالله لانني غير مؤمنه باهميه التعرض لبعض النظريات الفلسفية بلا طائل ولم اكن اريد ان اعلم اكثر من القشور فيما يخص مبدأ وحده الوجود.
الكتاب يوافق هوايي للغايه فهو مزيج من الادب والفكر و كنت قد قرأت كتابه"في الأدب والفكر" وهو - في نظري - لا يهم غير المتعمقين في الادب و كذلك كتابه "دراسات معرفيه في الحضارة الغربيه" وهو كتاب موغل في الفكر والنظريات الغربيه وكلاهما جميل و مفيد لكنهما صعبي الهضم قليلا اما كتاب اللغه والمجاز فاعتقد انه يدخل العناصر الأدبيه للاستدلال الفكري فتطبق ما تقرأ فتفهم و تقتنع كوجبه مشبعه متكامله الأركان.
واعتقد كون المسيري اصلا أستاذا للادب الإنجليزي قبل تبحره الفكري فلا تخلو كتبه من ملامح ادبيه عذبه يفهم بها العالم ويصف بها ما يود شرحه ولكن قمتها حتي الان - في نظري- هنا في هذا الكتاب حيث ضرب المسيري مثلا للمحسوس والمتجاوز بتفاحتين حمراوين احداهما يشير لها ببنانه وهي امام ناظره (وهي ترمي الي الفكر العقلي و الوجود البسيط) و التفاحه - في نظري- دون عن سائر الامثله لانها رمز نزول أدم من الجنه وهي رمز الاختبار والحياه الإنسانية هذه التفاحه الغربيه بلونها الفاقع وطعمها المسطح غير المركب تناقض تفاحه تخيليه اخري في وجدان ووعي المسيري أخبرتها عنه امه في يوم في بيتهم الريفي ان الله اعدها للمحسنين في الدنيا في فردوسه المخلد ، وهو يمضي يبحث عنها ويحاول ان يستدل بها علي مدلول لا يراه غيره.. متجاوز و مركب ، يؤمن بالتوحيد لا بوحده الوجود.
في نهايه الكتاب ما يقرب من 20 صفحه مخصصه لشرح المصطلحات والمفاهيم المذكوره في الكتاب و من لايريد قراءته كله فلينتفع بها فإنها والله درر ثمينه.
رحم الله المسيري ونفعنا بعلمه.
May 10, 2018
كاتب و كتاب موسوعي
رغم صعوبة الموضوع و لكن المسيري تجرأ و كتب هذا الكتاب الفلسفي العميق باستشهادات سلسة و عميقة في آن واحد
رغم صعوبة الموضوع و لكن المسيري تجرأ و كتب هذا الكتاب الفلسفي العميق باستشهادات سلسة و عميقة في آن واحد
March 23, 2012
كتاب في منتهى العمق و الأهمية بالفعل.
رحم الله الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمة واسعة
و أسكنه فسيح جناته.
رحم الله الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمة واسعة
و أسكنه فسيح جناته.
November 19, 2012
هذا الكتاب أحد كتب المسيري المتميزة .
سأقتبس لكم بعض المقاطع ..
"" وحتى أوضح هذه الفكرة سأضرب مثلا": تذهب الرؤية التوحيدية إلى أن الله رحيم مفارق, منفصل عن هذا العالم, متصل به . خلقه, ولكن لم يهجره, بل يرعاه ويمنحه الهدف و الغاية و الغرض . من يؤمن بمثل هذه الرؤية يؤمن بوجود عدل في الأرض, وأن العالم له معنى, وتحكمه قوانين وسنن . وينعكس هذا على الموقف من اللغة, إذ إن مثل هذا الإنسان سيرى أن اللغة هي الأخرى تشكل نظاما" تحكمه قوانين ثابتة, ولذا يمكن التواصل من خلالها . كما سيتجلى هذا الموقف في الصور المجازية الإدراكية . فالصور المجازية الآلية لا يمكن أن تعبر عن الرؤية التوحيدية, لأنها تفترض الكون مثل الآلة التي تدور بلا هدف و لا غاية . و الصور المجازية العضوية ( العالم كنبات أو حيوان ) تصبح هي الأخرى مستحيلة, لأنها ترى العالم باعتباره كلا متماسكا"مُصمتا" لا تتخلله مسافات أو ثغرات, فهو مكتف بذاته ومرجعية ذاته .
وتذهب الرؤية الحلولية للإله إلى أنه يحل في مخلوقاته, ويلتصق بها, ويتوحد معها, إلى أن يصبح مثلها خاضعا"لقوانين الطبيعة / المادة ( أي أن (( الإله قد مات )) حسب تعبير نيتشه ) . هذا يعني أن العدل لا يمكن أن يوجد في الأرض, بل ستسود رؤية داروينية تذهب إلى أن أي مفاهيم أخلاقية إن هي إلا مؤامرة الضعفاء على الأقوياء, وأنه لا يوجد قانون في الأرض وإنما يوجد صراع . فالإنسان ذئب لأخيه الإنسان , و القيمة الأسمى هي البقاء, وآلية حسم الصراع هي القوة . و اللغة بالتالي تصبح تعبيرا" عن موازين القوى لا أداة للتواصل , و دلالة الكلمات يفرضها القوي في عالم لا معنى له ولا غاية, تسيطر عليه في الوقت نفسه القوانين الطبيعية الحتمية . كما أن الصور المجازية و العضوية الإدراكية مناسبة تماما" للتعبير عن رؤية للكون تراه باعتباره خاضعا" تماما" لقوانين الطبيعة المضطردة, لا تتخلله مسافات أو ثغرات .
ثمة ترابط إذا " بين اللغوي و الديني و النفسي, بل ثمة ترابط بين كل مجالات النشاط الإنساني, وقد حان الوقت أن ندرك هذا الترابط و أن ندرس الظواهر التي من حولنا في ترابطها و تشابكها و تركيبيتها, و ألا نسقط في التفسيرات الأحادية ( (( الواقع إن هو إلا كذا )) � (( العنصر الاقتصادي هو العامل الأساسي)) � (( غرائز الإنسان, وبخاصة الرغبة الجنسية, هي محركه الأساسي )) ... الخ ) و ألا نتصور أنه يمكن دراسة النشاط الاقتصادي بمعزل عن النشاط الديني أو الجمالي أو الأخلاقي أو النفسي . ""
"" و الحركة العامة للمجاز هي ربط العنصر المادي البسيط بعناصر معنوية مركبة, وربط ما هو معروف ومحسوس ( عالم الشهادة) بما هو غير معروف و غير محسوس ( عالم الغيب ) حتى يصبح غير المعروف و غير المحسوس أكثر قربا" منا نحن البشر الذين نعيش في عالم المادة و داخل حدوده , و إن كنا نحلم بما وراءه . و بذا تصبح الدوال اللغوية أكثر اتساعا" و تركيبا". وهو دائما" اتساع أو تركيب يجعلها أقل التصاقا"بالمادي و الطبيعي , و أكثر اقترابا"من المعنوي و الروحي و الإنساني. أي أنه يبتعد بها عن الطبيعة / المادة , و يصل بها إلى تلك الأبعاد التي لا يمكن استيعابها في النظام الطبيعي / المادي . وبذا تصبح اللغة العادية , القادرة على التعبير عن الظواهر العلمية و المادية و الحياة اليومية في جانبها المادي � أداة كافية إلى حد ما , تعبر عن بحث الإنسان عن قدر معقول من اليقين , دون الطموح إلى الوصول إلى الحقيقة النهائية, ودون السقوط في العدمية المطلقة . كما تصبح أكثر قدرة ( من خلال الاستعارات و الكنايات و المجاز ) على التعبير عن الجوانب الإنسانية غير المادية في خيرها و شرها . أي أن المجاز اللغوي هو أداة الإنسان للتعبير عن أفكار و رؤى مركبة لا يمكن التعبير عنها إلا بهذه الطريقة . ""
"" و الصورة المجازية يمكن استخدامها كوسيلة لتمرير التحيزات و فرضها بشكل خفي, فالمجاز يقوم بترتيب تفاصيل الواقع لنقل رؤية معينة . و إذا ما درسنا الخطاب السياسي الغربي وجدنا أنه يستخدم صورا" مجازية كثيرة تعبر عن الرؤية الغربية للعالم,و لكنها تبدو كما لو كانت محايدة . فحينما يشيرون إلى العالم العربي باعتباره ((الشرق الأوسط)) أو حتى(( المنطقة)) , وحينما يتحدثون عن(( الفدائيين)) باعتبارهم(( إرهابيين ))� فإنهم في واقع الأمر يفرضون صورا"مجازية تجسد مفاهيمهم . فبدلا" من(( العالم العربي)), المصطلح الذي يستدعي التاريخ و التراث و الهوية , نجد أن مصطلح(( المنطقة)) ينقل إلى وجداننا صورة أرض ممتدة بلا تاريخ أو تراث .
و لأضرب مثلا"أكثر إثارة و هو اصطلاح ((رجل أوربا المريض)) الذي كان يتواتر في الخطاب السياسي الغربي في أواخر القرن التاسع عشر . و الإشارة هنا إلى صورة رجل يحتضر, يُعالج سكرات الموت , هو الدولة العثمانية . و الصورة المجازية المستخدمة تجعلنا ننظر بكثير من الاشمئزاز على أسوأ تقدير, وبكثير من الشفقة ( دون أي احترام )على أحسنه, وننسى تماما"أن الدولة العثمانية كانت تحمي شعوبها � رغم ضعفها و استبدادها � من الهجمة الاستعمارية الغربية التي عصفت بالعالم بأسره, وننسى أن رجل أوربا لم يكن من أوربا , و إنما كان يقف على رأس الشرق الإسلامي زعيما" و قائدا"له . ومن الواضح أن صورة رجل أوربا المريض تعكس منظورا"غربيا" للقضية, ينظر إلى الدولة العثمانية باعتبارها ميراثا"سيُقسم و يُوزع بين القوى الغربية, وهي رؤية لا علاقة لها من قريب أو بعيد برؤية شعوب هذه المنطقة .
و الصورة تفترض أن هذا الرجل المريض يوجد على حدود أوربا , ولكنه ليس منها , وبالتالي تحدد لنا مجال الرؤية التاريخية المسموح لعيوننا بالتحرك فيه , الأمر الذي ينسينا صورة مجازية أخرى, صورة(( رجل أوربا النهم المفترس)) , أي الامبريالية الغربية التي كانت تبيد سكان أفريقيا آنذاك بعد أن كانت قد أبادت أعدادا" كبيرة من سكان الأمريكتين الأصليين, و بعد أن أبادت سكان استراليا و نيوزيلندا, و التي كانت تقوم في الوقت نفسه باستعباد سكان آسيا, وتخوض حربا"ضارية لتسويق الأفيون في الصين لنشر التقدم الأوربي و الغيبوبة العالمية الدائمة بين ربوعه! هذا الرجل النهم كان رابضا"على حدود العالم الإسلامي بعد أن التف حوله عدة قرون خشية ((رجل أوربا العثماني القوي)) الذي كان لا يزال بعافيته, و هو كان رابضا"يتلمظ و يمصمص شفتيه على أمل أن يحل الوهن ب ((الرجل العثماني المسلم)). وحينما بدأ المرض يدب فيه كان يقضم منه قضمة هنا وقضمة هناك, و كان يدس له السم أحيانا" في طعامه , بل فيما يقدمه له من أدوية وهمية من مساعدات و خلافه . و قد جمع(( رجل أوربا النهم )) كل قواه و قضى على(( رجل الشرق الفتي)) ( مصر محمد علي) الذي كان بوسعه أن يحقن الرجل المريض ببعض المقويات , و لعله كان من الممكن أن يُشفى ويُعافى نتيجة ذلك . كل هذه الظلال و المعاني و الدلالات اختفت تماما"بسبب عبارة(( رجل أوربا المريض ))التي رسمت أمامنا صورة ((الرجل النهم))
و استخدام الصورة المجازية قد يكون واعيا", فيحاول المتحدث أن يتحكم في الصورة المجازية, ولكن بدلا" من ذلك تهزمه الصورة , بل تفضحه , إذ إن منطقها الداخلي قد يعبر على عكس ما يرمي المتحدث إليه . ""
August 21, 2016
نحن مدينون للمسيري بالكثير ..
ومن ضمن الكثير الذي ندين به ، أننا أغفلنا حقه وانتهى ذكره إلا بين أوساط القليلين
المسيري رحلة عظيمة للإنسان المسلم العربي المصري المحاول أن يحافظ على وجوده وكينونته وكيان مجتمعه وانتاج منظومة فكرية تليق بنا وسط مجتمع وعالم حداثي ومابعد حداثي ..
الكتاب عسير .. ويصعب على من يبدأ بالقراءة للمسيري أن يبدأ به .. ربما يصبح أسهل بعد قراءة "في البذور والجذور والثمر" وقراءة حوارته "الأربعة مجلدات" ووربما بعد قراءة الفصل الأخير الذي يحمل شرح لمعظم المصطلحات التي سكها بنفسه ..
الكتاب نظرية عظيمة عن اللغة والإنسان والتواجد .. ميزته العظمى في نظري أنه لا يتوقف عن نفسه ولا ذاته -الكتاب - ولكنه يسمح بالتوالد الفكري والإنبثاق المعلوماتي الغزير ..
يسمح لك باختلاق الأمور وتواصل التفكير واستخراج الأفكار من داخلك شخصيا بعض هضم ماقرأت ..
لا يضع نهاية للفكرة بقدر ما يضعك على بداية الطريق لجني الثمار وحدك وعير سلكك للطريق والدرب
هو الوحيد الذي أعطيته الخمس نجوم هذا العام :)
ومن ضمن الكثير الذي ندين به ، أننا أغفلنا حقه وانتهى ذكره إلا بين أوساط القليلين
المسيري رحلة عظيمة للإنسان المسلم العربي المصري المحاول أن يحافظ على وجوده وكينونته وكيان مجتمعه وانتاج منظومة فكرية تليق بنا وسط مجتمع وعالم حداثي ومابعد حداثي ..
الكتاب عسير .. ويصعب على من يبدأ بالقراءة للمسيري أن يبدأ به .. ربما يصبح أسهل بعد قراءة "في البذور والجذور والثمر" وقراءة حوارته "الأربعة مجلدات" ووربما بعد قراءة الفصل الأخير الذي يحمل شرح لمعظم المصطلحات التي سكها بنفسه ..
الكتاب نظرية عظيمة عن اللغة والإنسان والتواجد .. ميزته العظمى في نظري أنه لا يتوقف عن نفسه ولا ذاته -الكتاب - ولكنه يسمح بالتوالد الفكري والإنبثاق المعلوماتي الغزير ..
يسمح لك باختلاق الأمور وتواصل التفكير واستخراج الأفكار من داخلك شخصيا بعض هضم ماقرأت ..
لا يضع نهاية للفكرة بقدر ما يضعك على بداية الطريق لجني الثمار وحدك وعير سلكك للطريق والدرب
هو الوحيد الذي أعطيته الخمس نجوم هذا العام :)
October 22, 2022
لازم تأخذ نفس عمييييييق بعدما تنتهي من القراءة للمسيري!
هذا الكتاب أعجوبة و عبقري جدًا جدًا.
الكتاب أقل من ٢٠٠ صفحة لكنه دسم ويحتاج صفاء ذهن، بعض المواضيع لم أفهمها بشكل كامل لكن لنا عودة قريبة، عسى الله أن يفتح علينا فتوح العارفين، ويمطر على قبرك شآبيب رحمته يا المسيري
هذا الكتاب أعجوبة و عبقري جدًا جدًا.
الكتاب أقل من ٢٠٠ صفحة لكنه دسم ويحتاج صفاء ذهن، بعض المواضيع لم أفهمها بشكل كامل لكن لنا عودة قريبة، عسى الله أن يفتح علينا فتوح العارفين، ويمطر على قبرك شآبيب رحمته يا المسيري
July 24, 2017
كتاب عن سطوة المجاز على العقل، عن مرماه و خباياه، عن هذا السلاح اللغوي الذي نتحامق في الغفلة عن قدرته في الإخفاء و الإظهار. كتاب ارتحل بنا بين الأمم يرينا ما نقشه المجاز في أحجار فكرها من حق و باطل. كنت أظن المجاز جمالا و متعة و تزويقا و بتّ أرى فيه سلاحا و عتادا لا لرصّ النصوص بالصّور و إنّما لرصّ العقول بالحجر، حجر الدفاع و الهجوم!
كتاب سيجعلك تدقق النظر و السمع و التفكر قبل أن تنطق أو تظن أنك تفهم. كتاب يفتح لك شاطئ اللغة لتبحر و لكن حاذر أن تغرق!
استعرت الكتاب لمن سيسألني استعارته
كتاب سيجعلك تدقق النظر و السمع و التفكر قبل أن تنطق أو تظن أنك تفهم. كتاب يفتح لك شاطئ اللغة لتبحر و لكن حاذر أن تغرق!
استعرت الكتاب لمن سيسألني استعارته
September 29, 2014
انا ليا حكاية مع الكتاب دا، بس مش دا المُهم دلوقتي.
يعني انا بفكر مثلاً إلى أي مدى نفس النموذج العضوي (المادي) اللي بيتكلم عنه د.المسيري، هو هو نفس "النموذج الإسلامي" الموجود حالياً بتنويعاته الأفقيّة؛ سُنة، شيعة، جهاديين... وتنويعه الرأسي؛ السُنة مثلاً: فيهم الأزهريين، والاخوان"كجماعة دينية بعيد عن البعد السياسي"، والسلفيين.. وهكذا.
ومدى ادعاء كل طائفة منهم الحق المطلق، واعتبار المسلم "من هو على شاكلته؛ يعني الأزهريين مثلاً" هم مركز الكون وما غيره عدم..
واعتبار المسلمين بشكل عام، فيما بينهم، أنهم أفضل أمة وخير الناس!
لدرجة توصل أحد شيوخ السلفيّة انه يقول عن طبيب ألماني يعالجه، هذا الطبيب الكافر قد سخرّه الله لخدمة وعلاج المُسلمين!
نفس الكلام تقريباً في التعامل مع النص، فمثلاً يُفسّر النص المقدس، القرآن، عند الجهادي غير تفسيره عند الأزهري غير عند السلفي.. مما يبيح تعامل مسلم مع السلاح -وان كان ممّوله غربي- في أوقات لا يبيحها مسلم آخر.
ويصل أحياناً -في رأيي- لحد السيولة تماماً لتمرير مصالح مُعيّنة، سواء لصالح الغرب الكافر! أو لصالح الدولة! كما يتعامل بعض مشايخ الأزهر! وزي م حصل في تفسير بعض الآيات انها ضد الإخوان تحديداً! زي م حصل بعد رابعة.
يعني، حاجات من دي بفكر فيها..
النقطة التانية، هل يصح التعامل مع النص الأدبي، زي نصوص كافكا اللي أشار ليها د.المسيري رحمة الله عليه، باعتبارها نص فلسفي؟ دا مش قادرة افهمه بصراحة!
يعني ومش عارفة إلى أي مدى كذلك، دا بيرجع لفكرته عن معيارية الأعمال الفنيّة والبعد الأخلاقي والانساني فيها.
لكن انا قصدي هنا على أعمال كافكا تحديداً، قادرة افهم دا في كلام نيتشة مثلاً، والفلسفة بشكل عام. لأن الفلسفة، وان تأثر كل فيلسوف بالنسق الحياتي الخاص بيه والوقت اللي كان عايش فيه، واعتبار انها فلسفات بشريّة، إلا اني قدرت أفهم -مؤخراً- ان الفلسفات دي نتج عنها رؤية معينة للكون والتعامل معاه ومبادئ ونظريات زي م نتج عنها النازيّة والشموليّة. لكن مش قادرة افهم -حتى الآن- النص الأدبي كيف يمكن أن يُفسر فلسفيّاً؟!
فيه حاجات مقدرتش أفهمها، وبالتالي محتاجة اقرأ الكتاب مرة تانية بعد فترة.
لكن في المُجمَل، لطيف..
يعني انا بفكر مثلاً إلى أي مدى نفس النموذج العضوي (المادي) اللي بيتكلم عنه د.المسيري، هو هو نفس "النموذج الإسلامي" الموجود حالياً بتنويعاته الأفقيّة؛ سُنة، شيعة، جهاديين... وتنويعه الرأسي؛ السُنة مثلاً: فيهم الأزهريين، والاخوان"كجماعة دينية بعيد عن البعد السياسي"، والسلفيين.. وهكذا.
ومدى ادعاء كل طائفة منهم الحق المطلق، واعتبار المسلم "من هو على شاكلته؛ يعني الأزهريين مثلاً" هم مركز الكون وما غيره عدم..
واعتبار المسلمين بشكل عام، فيما بينهم، أنهم أفضل أمة وخير الناس!
لدرجة توصل أحد شيوخ السلفيّة انه يقول عن طبيب ألماني يعالجه، هذا الطبيب الكافر قد سخرّه الله لخدمة وعلاج المُسلمين!
نفس الكلام تقريباً في التعامل مع النص، فمثلاً يُفسّر النص المقدس، القرآن، عند الجهادي غير تفسيره عند الأزهري غير عند السلفي.. مما يبيح تعامل مسلم مع السلاح -وان كان ممّوله غربي- في أوقات لا يبيحها مسلم آخر.
ويصل أحياناً -في رأيي- لحد السيولة تماماً لتمرير مصالح مُعيّنة، سواء لصالح الغرب الكافر! أو لصالح الدولة! كما يتعامل بعض مشايخ الأزهر! وزي م حصل في تفسير بعض الآيات انها ضد الإخوان تحديداً! زي م حصل بعد رابعة.
يعني، حاجات من دي بفكر فيها..
النقطة التانية، هل يصح التعامل مع النص الأدبي، زي نصوص كافكا اللي أشار ليها د.المسيري رحمة الله عليه، باعتبارها نص فلسفي؟ دا مش قادرة افهمه بصراحة!
يعني ومش عارفة إلى أي مدى كذلك، دا بيرجع لفكرته عن معيارية الأعمال الفنيّة والبعد الأخلاقي والانساني فيها.
لكن انا قصدي هنا على أعمال كافكا تحديداً، قادرة افهم دا في كلام نيتشة مثلاً، والفلسفة بشكل عام. لأن الفلسفة، وان تأثر كل فيلسوف بالنسق الحياتي الخاص بيه والوقت اللي كان عايش فيه، واعتبار انها فلسفات بشريّة، إلا اني قدرت أفهم -مؤخراً- ان الفلسفات دي نتج عنها رؤية معينة للكون والتعامل معاه ومبادئ ونظريات زي م نتج عنها النازيّة والشموليّة. لكن مش قادرة افهم -حتى الآن- النص الأدبي كيف يمكن أن يُفسر فلسفيّاً؟!
فيه حاجات مقدرتش أفهمها، وبالتالي محتاجة اقرأ الكتاب مرة تانية بعد فترة.
لكن في المُجمَل، لطيف..
October 23, 2012
اللغة والمجاز , بين التوحيد و وحدة الوجود
فبين عنوان كونه مثير وشيق و كونه معقد و فلسفي
تحمست لقراءة هذا الكتاب للدكتور المسيري رحمه الله وعفا عنه ,
الكتاب فريد فى موضوعه, تناول فيه المسيري بعمق شديد دور اللغة فى عكس ما رؤيتنا للعالم و الحياة و علاقتنا بالبيئة والطبيعة ودورنا فيها , و علاقات الانسان بغيره داخل المجتمع وشكل و تنظيم المجتمع , كما بين ان نقطة الفصل بين اللغة المجازية وبين اللغة الحرفية الجبرية التى لا تسمح بأي تجاوز بين المعني المكتوب و المدلول المقصود منه هي ذاتها النقطة التى تميز بين الرؤية التوحيدية للرب المفارق للكون , وبين الرؤية الواحدية التى لا تري الإلهة الا جزءا احتوته الطبيعة داخلها , او كما قال.
حاولت وانا اقرأ ان انظر حولي , فوجدت مثلا ان محاولات البعض التشبث فى كتابة الدستور ةخاصة المادة الثانية وتحويلها الى صيغة حرفية جبرية لتضيق وتحجيم حيز التشكيك فى جبرية تطبيق الشريعة بأحكامها مثالا واضحا , لبعد البعض عن استخدام اللغة التى تسمح بوجود تجاوز للفهم وبين اللغة النصية التى تشبه المعادلات الجبرية.
التى لا تسمح بأي مجال للاجتهاد او التدخل .
لاحظت ايضا كيف تم ترشيد علاقتنا باللغة العربية عن طريق تحويل درس النصوص وعملية تقييم النص عن طريق الخطوات المحفوظة التى يلقنها لنا المدرس , هادفا تسهيل عملية التعامل مع النص عن طريق استبدال العلاقة الذاتية للتفاعل بين القاريء والنص المكتوب بمجموعة خطوات اجرائية جاهزة تستخدم لتحليل النص المكتوب .
الكتاب ايضا يبين لنا الدور الذي يلعبه تفسير اللغة في فهم الديانات القديمة , وبعض الحركات الايدلوجية والفكرية , وينتقد استخدامنا لمصطلحات لا تنتمي لسياقنا الحضاري الشرقي , ولا يمكن ان نفهمها ان نعكس مفهومها السليم فى الشرق بمجرد ترجمتها او تعريبها بمفرد مقابل ,
يشرح المسيري علاقة الديانة اليهودية بالصهوينية , وكيف ان تفسير الكتابات الدينية او الديباجات الدينية , يمكن ان يعبيء شعوبا , كي تحارب !!
كما يبين من خلال المصطلحات التى تستخدم داخل اسرائيل لوصف الدولة العبرية كيف يري الصهاينة انفسهم داخل العالم , فهم لا يعدوا ان يكونوا خادمة تلبي جميع الطلبات الامريكية دون اي شرف او كرامة.
تمت
فبين عنوان كونه مثير وشيق و كونه معقد و فلسفي
تحمست لقراءة هذا الكتاب للدكتور المسيري رحمه الله وعفا عنه ,
الكتاب فريد فى موضوعه, تناول فيه المسيري بعمق شديد دور اللغة فى عكس ما رؤيتنا للعالم و الحياة و علاقتنا بالبيئة والطبيعة ودورنا فيها , و علاقات الانسان بغيره داخل المجتمع وشكل و تنظيم المجتمع , كما بين ان نقطة الفصل بين اللغة المجازية وبين اللغة الحرفية الجبرية التى لا تسمح بأي تجاوز بين المعني المكتوب و المدلول المقصود منه هي ذاتها النقطة التى تميز بين الرؤية التوحيدية للرب المفارق للكون , وبين الرؤية الواحدية التى لا تري الإلهة الا جزءا احتوته الطبيعة داخلها , او كما قال.
حاولت وانا اقرأ ان انظر حولي , فوجدت مثلا ان محاولات البعض التشبث فى كتابة الدستور ةخاصة المادة الثانية وتحويلها الى صيغة حرفية جبرية لتضيق وتحجيم حيز التشكيك فى جبرية تطبيق الشريعة بأحكامها مثالا واضحا , لبعد البعض عن استخدام اللغة التى تسمح بوجود تجاوز للفهم وبين اللغة النصية التى تشبه المعادلات الجبرية.
التى لا تسمح بأي مجال للاجتهاد او التدخل .
لاحظت ايضا كيف تم ترشيد علاقتنا باللغة العربية عن طريق تحويل درس النصوص وعملية تقييم النص عن طريق الخطوات المحفوظة التى يلقنها لنا المدرس , هادفا تسهيل عملية التعامل مع النص عن طريق استبدال العلاقة الذاتية للتفاعل بين القاريء والنص المكتوب بمجموعة خطوات اجرائية جاهزة تستخدم لتحليل النص المكتوب .
الكتاب ايضا يبين لنا الدور الذي يلعبه تفسير اللغة في فهم الديانات القديمة , وبعض الحركات الايدلوجية والفكرية , وينتقد استخدامنا لمصطلحات لا تنتمي لسياقنا الحضاري الشرقي , ولا يمكن ان نفهمها ان نعكس مفهومها السليم فى الشرق بمجرد ترجمتها او تعريبها بمفرد مقابل ,
يشرح المسيري علاقة الديانة اليهودية بالصهوينية , وكيف ان تفسير الكتابات الدينية او الديباجات الدينية , يمكن ان يعبيء شعوبا , كي تحارب !!
كما يبين من خلال المصطلحات التى تستخدم داخل اسرائيل لوصف الدولة العبرية كيف يري الصهاينة انفسهم داخل العالم , فهم لا يعدوا ان يكونوا خادمة تلبي جميع الطلبات الامريكية دون اي شرف او كرامة.
تمت
March 4, 2014
ثمة حالتان متناقضتان تستشعر بهما معًا حين تفرغ من كتابات المسيري: الحرية والعجز. حرية ما أدركت ووعيت بواقع أليم، وعجز أمام ذلك الواقع. فأنت ـ كإنسان واعي بذاتك وحولك ـ كَم مُهمل أمام تلك المنظومة الحداثية الكبري.
فِكرة الكِتاب تتلخص في أن اللغة عنصر هام لإثبات وجود الإله، بعلاقة ما يُسميه المسيري "الدال بالمدلول". فالدال هو الجزء المستقر من اللغة، والمدلول ينتمي إلي الواقع الطبيعي المتغير. فالإنسان كائن "متجاوز" للطبيعة ويسمو عليها، وما يثبت ذلك دلالته اللغوية وعباراته الإدراكية لوصفه للأشياء والطبيعة.. أي قدرته علي استعمال "المجاز".
ما فعلته الحضارة الغربية أنها أسقطت ذلك النسق اللغوي من المنظومة المعرفية والإدراكية بانتفاءها للمركز والمطلق، أي أنها فصلت الدال عن المدلول، أي أنها أيضا أحلت الإله في الطبيعة وذوابانه فيها، وبالتالي أصبح أصبح العالم بلا مركز تحكمه إرادة القوة (في المنظومة النيتشوية)، فالمعرفة من منظور ما بعد الحداثة معرفة بدون مركز.
إن المسيري أحسبه "رائد النقد" للأطروحات الغربية، وقدرته عالية علي تفكيكها وتفنيدها وهو ما يجعلك قادرا علي فهم مفاهيم ومصطلحات الصحافة والإعلام والتي ترضع بدورها من الفلسفة الغربية وعدميتها.
الكتاب موضوعه مهم، ككل مواضيع المسيري طبعا، وأسلوبه سهل وسلس فخطاب المسيري "ألين خطاب فلسفي" يمكن فهمه وإدراكه بسهولة ويُسر.
فِكرة الكِتاب تتلخص في أن اللغة عنصر هام لإثبات وجود الإله، بعلاقة ما يُسميه المسيري "الدال بالمدلول". فالدال هو الجزء المستقر من اللغة، والمدلول ينتمي إلي الواقع الطبيعي المتغير. فالإنسان كائن "متجاوز" للطبيعة ويسمو عليها، وما يثبت ذلك دلالته اللغوية وعباراته الإدراكية لوصفه للأشياء والطبيعة.. أي قدرته علي استعمال "المجاز".
ما فعلته الحضارة الغربية أنها أسقطت ذلك النسق اللغوي من المنظومة المعرفية والإدراكية بانتفاءها للمركز والمطلق، أي أنها فصلت الدال عن المدلول، أي أنها أيضا أحلت الإله في الطبيعة وذوابانه فيها، وبالتالي أصبح أصبح العالم بلا مركز تحكمه إرادة القوة (في المنظومة النيتشوية)، فالمعرفة من منظور ما بعد الحداثة معرفة بدون مركز.
إن المسيري أحسبه "رائد النقد" للأطروحات الغربية، وقدرته عالية علي تفكيكها وتفنيدها وهو ما يجعلك قادرا علي فهم مفاهيم ومصطلحات الصحافة والإعلام والتي ترضع بدورها من الفلسفة الغربية وعدميتها.
الكتاب موضوعه مهم، ككل مواضيع المسيري طبعا، وأسلوبه سهل وسلس فخطاب المسيري "ألين خطاب فلسفي" يمكن فهمه وإدراكه بسهولة ويُسر.
March 20, 2016
بحث قيم للمسيري يحاول فيه عقد ربط خاص بين اللغة و مكوناتها و بين استعمالاتها في الانماط الفكرية المختلفة التي من ضمنها التوحيد و وحدة الوجود كما يقول العنوان،مثلما يحاول نقد الفكر الغربي عموما و العلماني الحداثي أو حتى ما بعد الحداثي بناء على تفكيك خطابه اللغوي و بيان طبيعته المهيمنة على المصطلحات و الأفكار في العالم.
لعل المسيري هنا ينحى منحا دوغمائيا أخيانا حيث يشن هجوما مبالغا فيه بالتحديد على دعاة ما بعد الحداثة من جاك دريدا و ميشيل فوكو،و يستخدم أحيانا تفكيكيتهم لمناقشة أفكارهم التي يصفها في الكثير من الأحيان بالطفولية،لا ينسى المسيري عقد روابط الدال و المدلولب و المجاز و الاستعارة في اللغة لبيان نهجه الفكري و توجهه التوحيدي في مقابل محاولة دحض الأفكار العلمانية الشمولية و دور التلاعب الذي تقوم به الصهيونية مثلا في هذه الأنماط اللغوية من أجل خدمة الصهيونية عبر الدعم الغربي الذي يساعدها في هذا الأمر.
لعل المسيري هنا ينحى منحا دوغمائيا أخيانا حيث يشن هجوما مبالغا فيه بالتحديد على دعاة ما بعد الحداثة من جاك دريدا و ميشيل فوكو،و يستخدم أحيانا تفكيكيتهم لمناقشة أفكارهم التي يصفها في الكثير من الأحيان بالطفولية،لا ينسى المسيري عقد روابط الدال و المدلولب و المجاز و الاستعارة في اللغة لبيان نهجه الفكري و توجهه التوحيدي في مقابل محاولة دحض الأفكار العلمانية الشمولية و دور التلاعب الذي تقوم به الصهيونية مثلا في هذه الأنماط اللغوية من أجل خدمة الصهيونية عبر الدعم الغربي الذي يساعدها في هذا الأمر.
October 18, 2016
حين يكون الموضوع عن علاقة الأنسان باللغة و علاقة الدال بالمدلول فإنك ستجد فيه من الاختلاف ما ليس بيسير، وهذا ما يشجعني على قرآئة مباحث فكرية حساسة عن الطريق الدكتور عبد الوهاب المسيري
فاللغة هي طريقة التواصل المعتبرة بين البشر كافة
و ارتباط الدال بالمدول من اكثر المباحث اللغوية التي تم الخلاف فيها لدرجة انها تحولت من قضية لغوية الى قضيه فلسفية
و كما اقول دائماً فالدكتور المسيري له نظرة خاصة في كل ما تقع عليه عيناه ، ومن هنا ومن الصورة المجازية المستخدمة في اللغة انطلق الدكتور ليوضح اهمية الجاز و ارتباطه الوثيق بثنائية ا��خالق و المخلوق و بالنماذج الكامنة خلف المقولات المجازية من نماذج عضوية او آلية و تبني للنظرة الكونية الحلولية او المتجاوزة باساليب و وسائل تكاد لا تجد لها مثيلاً عند احد سواه ،
رَحِم الله المسيري وأعننا الله على اتباع نَهجِه
فاللغة هي طريقة التواصل المعتبرة بين البشر كافة
و ارتباط الدال بالمدول من اكثر المباحث اللغوية التي تم الخلاف فيها لدرجة انها تحولت من قضية لغوية الى قضيه فلسفية
و كما اقول دائماً فالدكتور المسيري له نظرة خاصة في كل ما تقع عليه عيناه ، ومن هنا ومن الصورة المجازية المستخدمة في اللغة انطلق الدكتور ليوضح اهمية الجاز و ارتباطه الوثيق بثنائية ا��خالق و المخلوق و بالنماذج الكامنة خلف المقولات المجازية من نماذج عضوية او آلية و تبني للنظرة الكونية الحلولية او المتجاوزة باساليب و وسائل تكاد لا تجد لها مثيلاً عند احد سواه ،
رَحِم الله المسيري وأعننا الله على اتباع نَهجِه
July 18, 2022
مُدح لي الكتاب من أكاديمي متخصص في اللغة والمجاز حتى ظننت أن من لم يقرأ الكتاب وهو مهتم بحقل اللغة والمجاز فهي خسارة معرفية لا يمكن أن يأخذها -تقريباً- من مكان آخر.
حينها كان الكتاب نافد، والدار متوقفة عن طباعته. قبل أشهر أعيد طباعة الكتاب ومباشرة بدأت في قراءته. أربكني في البداية وفي النهاية وفي المنتصف حتماً. أربكني الكتاب كاملاً؛ كيف يمكن للغة أن تكون كل ذلك؟ وكيف يمكن للإنسان أن يكون كائلاً "متجاوزاً بالمجاز".
تتساءل قبل القراءة، كيف يمكن للعنوان أن يكون هو المضمون؛ (اللغة والمجاز، بين التوحيد ووحدة الوجود) وتتفاجأ بالاجابات غير المباشرة.
كتاب يجب العودة إليه بعد أن أتعمق أكثر في الموضوع لأدركه إدراكاً كاملًا في المستقبل.
حينها كان الكتاب نافد، والدار متوقفة عن طباعته. قبل أشهر أعيد طباعة الكتاب ومباشرة بدأت في قراءته. أربكني في البداية وفي النهاية وفي المنتصف حتماً. أربكني الكتاب كاملاً؛ كيف يمكن للغة أن تكون كل ذلك؟ وكيف يمكن للإنسان أن يكون كائلاً "متجاوزاً بالمجاز".
تتساءل قبل القراءة، كيف يمكن للعنوان أن يكون هو المضمون؛ (اللغة والمجاز، بين التوحيد ووحدة الوجود) وتتفاجأ بالاجابات غير المباشرة.
كتاب يجب العودة إليه بعد أن أتعمق أكثر في الموضوع لأدركه إدراكاً كاملًا في المستقبل.
February 26, 2014
لأول مرة أثني صفحة من صفحات المُقدمة في أي كتاب, وبعد منتصف الكتاب, اكتشفت أني بحاجة لقراءته مرة ثانية..
في البداية -حينما رشحه لي أحد الأصدقاء- كنت أظنه كتاباّ يتحدث فيه عن اللغة ومدخل إلى التوحيد, لكن ما أن قرأت المقدمة إلا وفوجئت بدراسة متأنية للفلسفة الغربية ومنظورها للتوحيد من جانب, والجانب الآخر تأثير اللغة المستخدمة في الخطاب على العقل الجمعي للجماهير..
الكتاب وفّر عليّ دراسة "مجلدات" في الفلسفة الغربية, فتح باباً لمفاهيم جديدة, وكذلك فتح باباً لدقة اختيار الألفاظ لديّ..
في البداية -حينما رشحه لي أحد الأصدقاء- كنت أظنه كتاباّ يتحدث فيه عن اللغة ومدخل إلى التوحيد, لكن ما أن قرأت المقدمة إلا وفوجئت بدراسة متأنية للفلسفة الغربية ومنظورها للتوحيد من جانب, والجانب الآخر تأثير اللغة المستخدمة في الخطاب على العقل الجمعي للجماهير..
الكتاب وفّر عليّ دراسة "مجلدات" في الفلسفة الغربية, فتح باباً لمفاهيم جديدة, وكذلك فتح باباً لدقة اختيار الألفاظ لديّ..
July 31, 2013
اللغة ليست هويّة فحسب , إنما ممارسة إنسانية عميقة , واحتكارها يعني تشييء الإنسان واستخدامه , سواء وعى ذلك أم لم يعيه ..
باختصار .
باختصار .
December 19, 2019
اللغة والمجاز بين التوحيد ووحدة الوجود:
- أود التنويه أنه كتابي الأول للمسيري رحمه الله وأحمد الله أني عثرت به أولا كعنوان يشد القارئ، فقد وجدت به تأسيساً لبعض المفاهيم التي
يناقشها المسيري في كثير من محاضراته على اليوتيوب.
- ما جذبني للكتاب هو عنوانه أثناء بحثي عن وحدة الوجود عند الصوفية، ورغم أنه لا يتناول الصوفية ولا يشرح هذا المبدأ عندهم إلا عبوراً لكنه حتماً أوصلني لفهم جيد لهذا المعتقد بشكل عام وتبقى الصوفية طُرقاً متشعبة متعددة توصّل بعضها لهذا المبدأ لأسباب
مختلفة.
- سأضيف هذا الكتاب لكتابين آخرين - على رف قراءتي المتواضع - أعتبرهما مما يحدث تغيراً عميقاً في النفس والعقل ثم الرؤية فهم ثلاثتهم -حتى الآن- شكلوا منعطفات في فهمي ونظرتي للحياة بأزمنتها.
- شرحه المتعدد للثنائية والواحدية يشبه مخرج فلم يلتقط لك الصورة من كل زاوية تساعدك للغوص في هذين المبدأين حتى يخالطا أبجدية فهمك للحياة والبشر، فياله من أستاذ.
- أجمل الوقفات: شرحه لآية النور - الاجتهاد في التفسير القرآني من منظور الثنائية الوجودية - كلامه عن الانتفاضة الفلسطينية وخصوصيتها - والفصل الأخير الذي ركز على التحيز اللغوي ومشاكل الترجمة والتعريب.
- الخلاصة: الكتاب رحلة ممتعة جداً.
- ملاحظتان: ١- أنصح بقراءة المصطلحات الموجودة في آخر الكتاب واستيعابها جيداً قبل البدء فهذا سهل علي القراءة وزاد المتعة ٢- أنصح غير أهل اللغة بمراجعة سريعة للمجاز في علم البلاغة قبل البدء.
- أتمنى لكم رحلة ممتعة
- أود التنويه أنه كتابي الأول للمسيري رحمه الله وأحمد الله أني عثرت به أولا كعنوان يشد القارئ، فقد وجدت به تأسيساً لبعض المفاهيم التي
يناقشها المسيري في كثير من محاضراته على اليوتيوب.
- ما جذبني للكتاب هو عنوانه أثناء بحثي عن وحدة الوجود عند الصوفية، ورغم أنه لا يتناول الصوفية ولا يشرح هذا المبدأ عندهم إلا عبوراً لكنه حتماً أوصلني لفهم جيد لهذا المعتقد بشكل عام وتبقى الصوفية طُرقاً متشعبة متعددة توصّل بعضها لهذا المبدأ لأسباب
مختلفة.
- سأضيف هذا الكتاب لكتابين آخرين - على رف قراءتي المتواضع - أعتبرهما مما يحدث تغيراً عميقاً في النفس والعقل ثم الرؤية فهم ثلاثتهم -حتى الآن- شكلوا منعطفات في فهمي ونظرتي للحياة بأزمنتها.
- شرحه المتعدد للثنائية والواحدية يشبه مخرج فلم يلتقط لك الصورة من كل زاوية تساعدك للغوص في هذين المبدأين حتى يخالطا أبجدية فهمك للحياة والبشر، فياله من أستاذ.
- أجمل الوقفات: شرحه لآية النور - الاجتهاد في التفسير القرآني من منظور الثنائية الوجودية - كلامه عن الانتفاضة الفلسطينية وخصوصيتها - والفصل الأخير الذي ركز على التحيز اللغوي ومشاكل الترجمة والتعريب.
- الخلاصة: الكتاب رحلة ممتعة جداً.
- ملاحظتان: ١- أنصح بقراءة المصطلحات الموجودة في آخر الكتاب واستيعابها جيداً قبل البدء فهذا سهل علي القراءة وزاد المتعة ٢- أنصح غير أهل اللغة بمراجعة سريعة للمجاز في علم البلاغة قبل البدء.
- أتمنى لكم رحلة ممتعة
October 1, 2021
كتاب جميل بحق.
أن تشكل اللغة الواقع ويشكل الواقع اللغة، أفكار بديهية.
لكن ماذا لو حاول الإنسان رأب الصدع بين الكلمات والواقع؟ ماذا لو أراد الإنسان أن يطابق اللغة في عالمها الافتراضي مع الأشياء الملموسة في الواقع وتحول كل شيء إلى مادة؟
ماذا لو صار الإله والإنسان واحدا ثم صارا "شيء" في نفس الموقع من باقي الأشياء تعلو قيمتهما وتهبط حسب السوق؟
الكتاب أيضاً عن الانتماء إلى لغتك ومصطلحاتك وألا تشتت نفسك برؤية واقعك بمنظور قوم آخرين.
لكن ظني أن ما يحدث مع اللغة والواقع لا مفر منه وكل مستويات استخدام اللغة مهمة الوجود وضبطها من الأمور العسيرة.
الكتاب على أقل تقدير مسلي ولا أظن أن بالإمكان أن تبغض هذا الكتاب.
أن تشكل اللغة الواقع ويشكل الواقع اللغة، أفكار بديهية.
لكن ماذا لو حاول الإنسان رأب الصدع بين الكلمات والواقع؟ ماذا لو أراد الإنسان أن يطابق اللغة في عالمها الافتراضي مع الأشياء الملموسة في الواقع وتحول كل شيء إلى مادة؟
ماذا لو صار الإله والإنسان واحدا ثم صارا "شيء" في نفس الموقع من باقي الأشياء تعلو قيمتهما وتهبط حسب السوق؟
الكتاب أيضاً عن الانتماء إلى لغتك ومصطلحاتك وألا تشتت نفسك برؤية واقعك بمنظور قوم آخرين.
لكن ظني أن ما يحدث مع اللغة والواقع لا مفر منه وكل مستويات استخدام اللغة مهمة الوجود وضبطها من الأمور العسيرة.
الكتاب على أقل تقدير مسلي ولا أظن أن بالإمكان أن تبغض هذا الكتاب.
April 30, 2017
اللغة تدل على الانسان ونمط تفكيره لان ثمة معرفة نموذجية كاملة وراء كل قول او ظاهرة انسانبة ،والنموذج المعرفي يربط بين كل التفاصيل فتكتسب معنى ودلالة .
ملاحظة :لابد ان تبدا من اخر فصل بالكتاب لفهم مفردات المفاهيم والمصطلحات
اثناء قراءة ابواب الكتاب رجعت مرارا الى المقدمة لانها تقريبا تلخص فكرة الكتاب
كتاب دسم جدا
ملاحظة :لابد ان تبدا من اخر فصل بالكتاب لفهم مفردات المفاهيم والمصطلحات
اثناء قراءة ابواب الكتاب رجعت مرارا الى المقدمة لانها تقريبا تلخص فكرة الكتاب
كتاب دسم جدا
September 2, 2021
كتاب من اروع ما قرأت. فالكتاب يسلط الضوء على دور اللغة وقدرتها على التعبير بعمق عن الافكار والمعتقدات.
وعلاقة المجاز وهو يمثل المسافة بين الدال (في اللفظ) والمدلول (المراد من اللفظ) بالفلسفات والعقائد المختلفة في العالم وخاصة العالم الغربي.
ومن وجهة نظري كمهندس حاسبات فيمكن عقد مقارنة بين لغة الحاسب واللغة العربية مثلا. حيث ان لغة الحاسب هي لغة جبرية لا فرق و لا مسافة بين الدال والمدلول فليس هناك مجاز ولا تشبيه وبالتالي فهي مناسبة تماما للآلة وبادائها الذي لن يتغير بالزمن
واغلب الفلسفات الغربية تحاول تقليص هذه المسافة.
وقد القى الكتاب ببحث مستفيض عن علاقة المجاز بالتوحيد الالهي حيث ان المسافة بين الدال والمدلول تمثل المسافة والثنائية بين الانسان والاله ولا يمكن بحال تقليص هذه المسافة الى الصفر والا يقع الالحاد واعتبار انه لا يوجد مدلول وهذا هو الاشكال في الفلسفات الغربية الحديثة وما بعد الحداثة
وكعاد ة د. عبدالوهاب رحمه الله بربط بحثه بالصهيونية وتأثيرها على العالم العربي
الكتاب يستحق القراءة بتمعن وتركيز لانه يعيد النظر في مفهومنا للغة وينبهنا بضرورة التمسك باللغة العربية وكيف انها لغة اختارها المولى عز وجل لاستيعاب القرآن الكريم.
وعلاقة المجاز وهو يمثل المسافة بين الدال (في اللفظ) والمدلول (المراد من اللفظ) بالفلسفات والعقائد المختلفة في العالم وخاصة العالم الغربي.
ومن وجهة نظري كمهندس حاسبات فيمكن عقد مقارنة بين لغة الحاسب واللغة العربية مثلا. حيث ان لغة الحاسب هي لغة جبرية لا فرق و لا مسافة بين الدال والمدلول فليس هناك مجاز ولا تشبيه وبالتالي فهي مناسبة تماما للآلة وبادائها الذي لن يتغير بالزمن
واغلب الفلسفات الغربية تحاول تقليص هذه المسافة.
وقد القى الكتاب ببحث مستفيض عن علاقة المجاز بالتوحيد الالهي حيث ان المسافة بين الدال والمدلول تمثل المسافة والثنائية بين الانسان والاله ولا يمكن بحال تقليص هذه المسافة الى الصفر والا يقع الالحاد واعتبار انه لا يوجد مدلول وهذا هو الاشكال في الفلسفات الغربية الحديثة وما بعد الحداثة
وكعاد ة د. عبدالوهاب رحمه الله بربط بحثه بالصهيونية وتأثيرها على العالم العربي
الكتاب يستحق القراءة بتمعن وتركيز لانه يعيد النظر في مفهومنا للغة وينبهنا بضرورة التمسك باللغة العربية وكيف انها لغة اختارها المولى عز وجل لاستيعاب القرآن الكريم.
February 17, 2014
البحث -ولا شك- محطة راقية وفريدة في مشروع المسيري الإنساني.
الموضوع كان جديدا تماما بالنسبة لي، وهو دراسة الجانب اللغوي وعلاقات الدال بالمدلول والمجاز بالجانب الإنساني الروحي الرباني المتجاوز للواقع المادي، وحالة الانفصال والاتصال الوليدة والمستمرة بين الإله والإنسان في النسق التوحيدي، ونظائرها الحلولية في الأنساق الوجودية أو العلمانية.
من أهم النقاط التي أبهرتني هي تحليل النص المقدس في الإسلام وعلاقاته بالإنسان المؤمن:
"ووجود المجاز يعني أن النص المقدس ( رسالةَ الإله للإنسان) نص توليدي مركب، متعدد المعاني والمستويات، بعضها ظاهر وبعضها كامن، ولكنها في كليتها وتفاعلها تولِّد المعنى الذي يمكن الوصول إليه من خلال الاجتهاد (لا من خلال العرفان أو التفسير الحرفي). ويدرك عقل المجتهد الطبيعة المجازية للنص (فهو ليس صيغة سحرية، ولا تجسدا إلهيا)، ويحاول من خلال عملية تفسير مركبة الوصول إلى معناه المركب الظاهر والكامن. ولكن، وكما أن علاقة الإله بالإنسان، وعلاقة الإنسان بالإنسان، وعلاقة الإنسان بالطبيعة، وعلاقة الدال بالمدلول، - علاقة اتصال وانفصال، فإن الاجتهاد (مثل المجاز) يأخذ نفس الشكل: الاتصال بين عقل الإنسان والنص، يعقبه انفصال (تجريد النموذج)، ثم يعقبه اتصال (العودة إلى النص للإحتكام إليه)، فهي حركة حلزونية لا متناهية للوصول إلى المعنى. ولكن المعنى الذي يتوصل إليه المجتهد ليس معنى نهائيا، إذ تجب عليه العودة دائما للنص المقدس، أي أن الاجتهاد يأخذ شكل حركة حلزونية منفتحة."
وأيضا في تحليل لغة المحبين المجازية المركبة في مقابل لغة الجنس الأحادية البرانية واسقاطاتها
:
"فعلاقة الحب الحقيقي الذي يبعث الطمأنينة في قلوب المحبين ليست علاقة التحام عضوي أو انفصال ذري، وإنما هي علاقةاتصال وانفصال. وثمة مجال للتفسير والاجتهاد، ومعرفة الحبيب المركبة هي معرفة بعالم الحبيب الجوَّاني، وبالتالي فهي معرفة تهدف إلى تقليل المسافة دون إلغائها، وإلى الاتصال بمن نحب دون أن نلتحم به أو نلغيه، وهي معرفة تؤدي إلى فقدان التحكم الكامل قليلا، إذ أننا حينما نعرف من نحب من الداخل فإننا نزداد حبا له، ويزداد ضعفنا حياله. ولذا، فلا هيمنة كاملة ولا إذعان كاملا.
لغة المحبين المجازية المركبة هي لغة تعبر عن عالم مركب جوَّاني، وتحاول إدراك عالم الآخر الجواني دون اختزاله، وهي لغة تهدف إلى التكشُّف والفهم لا إلى الاختزال والتأطير، فهي لغة الوصال لا لغة التحكم."
أيضا من أجمل أجزاء البحث مناقشة إشكالية التحيز في الدوال والمدلولات، سواء بسبب اختلاف السياق الحضاري التاريخي والظواهر المجتمعية بين منشأ المصطلحات والنظريات والآخر، أو بسبب الجانب الذاتي ورؤية المفكر، وكلها كانت مدعومة بالأمثلة الجيدة.
لا يفوت المسيري بالطبع التعريج والإحالة على النموذج الصهيوني من جذوره في كثير من الإشكاليات التي ناقشها البحث، واستفدت كثيرا بمعلومات جديدة.
بحث فلسفي قيم استمتعت به وأفادني كثيرا
رحم الله الانسان الدكتور المسيري ..
الموضوع كان جديدا تماما بالنسبة لي، وهو دراسة الجانب اللغوي وعلاقات الدال بالمدلول والمجاز بالجانب الإنساني الروحي الرباني المتجاوز للواقع المادي، وحالة الانفصال والاتصال الوليدة والمستمرة بين الإله والإنسان في النسق التوحيدي، ونظائرها الحلولية في الأنساق الوجودية أو العلمانية.
من أهم النقاط التي أبهرتني هي تحليل النص المقدس في الإسلام وعلاقاته بالإنسان المؤمن:
"ووجود المجاز يعني أن النص المقدس ( رسالةَ الإله للإنسان) نص توليدي مركب، متعدد المعاني والمستويات، بعضها ظاهر وبعضها كامن، ولكنها في كليتها وتفاعلها تولِّد المعنى الذي يمكن الوصول إليه من خلال الاجتهاد (لا من خلال العرفان أو التفسير الحرفي). ويدرك عقل المجتهد الطبيعة المجازية للنص (فهو ليس صيغة سحرية، ولا تجسدا إلهيا)، ويحاول من خلال عملية تفسير مركبة الوصول إلى معناه المركب الظاهر والكامن. ولكن، وكما أن علاقة الإله بالإنسان، وعلاقة الإنسان بالإنسان، وعلاقة الإنسان بالطبيعة، وعلاقة الدال بالمدلول، - علاقة اتصال وانفصال، فإن الاجتهاد (مثل المجاز) يأخذ نفس الشكل: الاتصال بين عقل الإنسان والنص، يعقبه انفصال (تجريد النموذج)، ثم يعقبه اتصال (العودة إلى النص للإحتكام إليه)، فهي حركة حلزونية لا متناهية للوصول إلى المعنى. ولكن المعنى الذي يتوصل إليه المجتهد ليس معنى نهائيا، إذ تجب عليه العودة دائما للنص المقدس، أي أن الاجتهاد يأخذ شكل حركة حلزونية منفتحة."
وأيضا في تحليل لغة المحبين المجازية المركبة في مقابل لغة الجنس الأحادية البرانية واسقاطاتها
:
"فعلاقة الحب الحقيقي الذي يبعث الطمأنينة في قلوب المحبين ليست علاقة التحام عضوي أو انفصال ذري، وإنما هي علاقةاتصال وانفصال. وثمة مجال للتفسير والاجتهاد، ومعرفة الحبيب المركبة هي معرفة بعالم الحبيب الجوَّاني، وبالتالي فهي معرفة تهدف إلى تقليل المسافة دون إلغائها، وإلى الاتصال بمن نحب دون أن نلتحم به أو نلغيه، وهي معرفة تؤدي إلى فقدان التحكم الكامل قليلا، إذ أننا حينما نعرف من نحب من الداخل فإننا نزداد حبا له، ويزداد ضعفنا حياله. ولذا، فلا هيمنة كاملة ولا إذعان كاملا.
لغة المحبين المجازية المركبة هي لغة تعبر عن عالم مركب جوَّاني، وتحاول إدراك عالم الآخر الجواني دون اختزاله، وهي لغة تهدف إلى التكشُّف والفهم لا إلى الاختزال والتأطير، فهي لغة الوصال لا لغة التحكم."
أيضا من أجمل أجزاء البحث مناقشة إشكالية التحيز في الدوال والمدلولات، سواء بسبب اختلاف السياق الحضاري التاريخي والظواهر المجتمعية بين منشأ المصطلحات والنظريات والآخر، أو بسبب الجانب الذاتي ورؤية المفكر، وكلها كانت مدعومة بالأمثلة الجيدة.
لا يفوت المسيري بالطبع التعريج والإحالة على النموذج الصهيوني من جذوره في كثير من الإشكاليات التي ناقشها البحث، واستفدت كثيرا بمعلومات جديدة.
بحث فلسفي قيم استمتعت به وأفادني كثيرا
رحم الله الانسان الدكتور المسيري ..
April 15, 2023
يدهشني المسيري دائمًا وإن كنت أعرف مسبقًا أنه يطبق التحليل النقدي ذاته على "النموذج الحداثيّ وما بعده"، لكنه في كل مرة يثبت أنه لم يقل كل شيء بعد، وفي هذه المرة فكك عبثية الدال والمدلول عند نيتشه ودريدا والفن الحداثي والبنيويّة، تفكيكًا يدفعك إلى التيقن أكثر بالمعنى المتجاوزِ ذي البعد الإلهيّ، تفكيكٌ يحررك من عدمية مطرقة نيتشه ولعب دريدا اللغويّ الخاوي وينقذك من السيولة الجارفة الخانقة التي حاول النقد الحداثيّ أن يوهمنا بها.
"اللغة النثرية المحايدة لا تكفي، واللغة الجبرية أضحوكة والتواصل الجسديّ لا يعبر عن كلية الإنسان، لأن التجربة الإنسانية تجربة مركبة، ولذا لا بد من المجاز"
وإن كانت اللغة عدمية، والعلاقة بين الدال والمدلول اعتباطية _كما في نظرية دو سوسير اللسانيّة_ فالتواصل البشريّ مستحيل، لهذا يؤمن المسيري أن مقابل المجاز العدميّ في وحدة الوجود، مجازٌ قائم على التواصل والانفصال، على المسافةِ القريبة والبعيدة في الآن نفسه في الدين التوحيديّ الإلهيّ مجسدًا في القرآن.
ويشير المسيري أن استحالة التواصل يقتضي الوصول إلى نظرية هوبز في ذئبية الإنسان وتوحشه وحاجته إلى "عقد اجتماعي" لينجو،
فتظهر الدولة باعتبارها المدلول الوحيد في غابة الذئاب البشرية
على خلاف تعددية المعنى في مدلولات القرآن الذي يتمركز حول الله العظيم الذي لا تنفد كلماته "قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددًا" وهذا التعدد يقتضي مسافةً من التجاوز والتواصل الذي يقطعه الإنسان بالدلالات القطعيّة تارة، وبتأول المجاز تارةً أخرى، وهذا ما يفرض على المؤمنين فلسفةً في التواصل البشريّ قائمة على محاولة خلق لغةٍ للوصول إلى الآخر، بالمجاز تارةً، وباللفظ الصريح تارةً أخرى، وهنا يتحرر من عبودية المدلول "المركز" الواحديّ، أو كما يقول طه عبد الرحمن "من ضيق الإئتمانية" إلى سعة المعنى وسعة الإيمان
"وحين نفقد الإحساس بالمركز؛ فإننا ندرك الإله من خلال المجاز، ولكننا لا نسقط في الإحساس بأنه تمت الإحاطة به تمامًا من خلال تشبيهه بعناصر أرضيّة، إذ يظل إحساسنا بتجاوز الله عز وجل للطبيعة والتاريخ إحساسا عميقًا، فهو مثل النور ولكنه ليس بنور..فليس كمثله شيء"
"اللغة النثرية المحايدة لا تكفي، واللغة الجبرية أضحوكة والتواصل الجسديّ لا يعبر عن كلية الإنسان، لأن التجربة الإنسانية تجربة مركبة، ولذا لا بد من المجاز"
وإن كانت اللغة عدمية، والعلاقة بين الدال والمدلول اعتباطية _كما في نظرية دو سوسير اللسانيّة_ فالتواصل البشريّ مستحيل، لهذا يؤمن المسيري أن مقابل المجاز العدميّ في وحدة الوجود، مجازٌ قائم على التواصل والانفصال، على المسافةِ القريبة والبعيدة في الآن نفسه في الدين التوحيديّ الإلهيّ مجسدًا في القرآن.
ويشير المسيري أن استحالة التواصل يقتضي الوصول إلى نظرية هوبز في ذئبية الإنسان وتوحشه وحاجته إلى "عقد اجتماعي" لينجو،
فتظهر الدولة باعتبارها المدلول الوحيد في غابة الذئاب البشرية
على خلاف تعددية المعنى في مدلولات القرآن الذي يتمركز حول الله العظيم الذي لا تنفد كلماته "قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددًا" وهذا التعدد يقتضي مسافةً من التجاوز والتواصل الذي يقطعه الإنسان بالدلالات القطعيّة تارة، وبتأول المجاز تارةً أخرى، وهذا ما يفرض على المؤمنين فلسفةً في التواصل البشريّ قائمة على محاولة خلق لغةٍ للوصول إلى الآخر، بالمجاز تارةً، وباللفظ الصريح تارةً أخرى، وهنا يتحرر من عبودية المدلول "المركز" الواحديّ، أو كما يقول طه عبد الرحمن "من ضيق الإئتمانية" إلى سعة المعنى وسعة الإيمان
"وحين نفقد الإحساس بالمركز؛ فإننا ندرك الإله من خلال المجاز، ولكننا لا نسقط في الإحساس بأنه تمت الإحاطة به تمامًا من خلال تشبيهه بعناصر أرضيّة، إذ يظل إحساسنا بتجاوز الله عز وجل للطبيعة والتاريخ إحساسا عميقًا، فهو مثل النور ولكنه ليس بنور..فليس كمثله شيء"
Read
February 18, 2013مش هعرف أعمل تقييم للكتاب الحقيقة لأن في جزء كبير مش مفهوم لي بالصورة الكافية ... الجزء بتاع الصور العضوية والآلية مفهوم جزئيا إنما موضوع الجسد والجنس كصور مجازية أساسية في الحضارة الغربية تقريباً موصلنيش منه معنى واضح
بس حتى لو تخطينا الجزء " الغامض " ده، فكرة الكتاب نفسها رائعة وساحرة جداً .. كونه يربط موضوع اللغة والمجاز بنظرة الإنسان للكون خلاني طول مانا بقرا مبتسم جدا " إيموشن eureka " كدة
ضايقني جداً في الكتاب " هوا الحقيقة إسلوب المسيري كدة من قراءتي لكتاب رحلتي الفكرية " تكرار الفكرة الرئيسية يمكن للتأكيد ويمكن علشان الفكرة وصلتني فكنت حاسس بضيق للتكرار
الجزء الأخير ممتع جداً كنت قريته - مش فاكر نصاً ولّا مقتطفات - في كتاب إشكالية التحيز
الكتاب محتاج قراءة تانية بس طبعاً بعد شوية كتب كتيييييييييير قبله كده
بس حتى لو تخطينا الجزء " الغامض " ده، فكرة الكتاب نفسها رائعة وساحرة جداً .. كونه يربط موضوع اللغة والمجاز بنظرة الإنسان للكون خلاني طول مانا بقرا مبتسم جدا " إيموشن eureka " كدة
ضايقني جداً في الكتاب " هوا الحقيقة إسلوب المسيري كدة من قراءتي لكتاب رحلتي الفكرية " تكرار الفكرة الرئيسية يمكن للتأكيد ويمكن علشان الفكرة وصلتني فكنت حاسس بضيق للتكرار
الجزء الأخير ممتع جداً كنت قريته - مش فاكر نصاً ولّا مقتطفات - في كتاب إشكالية التحيز
الكتاب محتاج قراءة تانية بس طبعاً بعد شوية كتب كتيييييييييير قبله كده
May 6, 2014
اللغة عموما دليل على فكر الإنسان و من طريقة استخدامه للغة ممكن تصل لنمط تفكيره و أفكاره الكامنة في عقله التي ربما يعيها هو أو لا يعيها. لكنها على أية حال ظاهرة بادية في لغته مهما تخفى وراء ستار من التظاهر. و من هنا كانت فكرة المسيري -رحمه الله- في استخدام المجاز و تحليله حتى يصل إلى النموذج المعرفي الكامن خلف هذا العقل. فنظر إلى الحضارة الغربية الحديثة فوجدها تتطور من استخدام المادة كصورة مجازية أساسية في تفسير الوجود ثم استخدام الجسد ثم الجنس. و هذا يصدر عن الإيمان الداخلي بفكرة وحدة الوجود - المادية أو الروحية- أي أن الأله متحد بالكون لا يفارقه و هما شئ واحد. أما فكرة التوحيد فتنبي على مفراقة الخالق للمخلوقين و بالتالي على الثنائية في تفسير الكون .
Displaying 1 - 30 of 81 reviews
Can't find what you're looking for?
Get help and learn more about the design.