نبذة الناشر: يوضح الأسباب التي تدفع للاعتقاد بمصدر القرآن العلوي الإلهي ويسلط الأضواء عليها وعلى خصائصه التي تجاوزت طاقة البشر، فتأمل المؤلف فيه بنضج الاتصال بالعقل والتراث، والعلم والعقيدة، ودعم الأساس العقلاني للإيمان
مالك بن نبي (1905-1973م) الموافق ل(1323 هـ-1393 هـ) من أعلام الفكر الإسلامي العربي في القرن العشرين يُعدّ المفكر الجزائرى مالك بن نبي أحد رُوّاد النهضة الفكرية الإسلامية في القرن العشرين ويُمكن اعتباره امتدَادًا لابن خلدون، ويعد من أكثر المفكرين المعاصرين الذين نبّهوا إلى ضرورة العناية بمشكلات الحضارة كانت جهود مالك بن نبي في بناء الفكر الإسلامي الحديث وفي دراسة المشكلات الحضارية عموما متميزة، سواء من حيث المواضيع التي تناولها أو من حيث المناهج التي اعتمدها في ذلك. وكان ابن نبي أول باحث يُحاول أن يُحدّد أبعاد المشكلة، ويحدد العناصر الأساسية في الإصلاح، ويبعد في البحث عن العوارض، وكان كذلك أول من أودع منهجًا مُحدّدا في بحث مشكلة المسلمين على أساس من علم النفس والاجتماع وسنة التاريخ"
أول قراءاتي لمالك بن نبي وان جاءت مخالفة للتوقعات الا ان الكاتب متميز من حيث الفكر وأسلوب الطرح وتقسيم المواضيع وتبويبها بما لا يسمح للقارئ بالملل أو (التوهان) أثناء القراءة رغم صعوبة الموضوع. موضوع الظاهرة القرآنية ليس جديدا على ولكن هذا الكتاب هو أيسرها فهما مقارنة بنولدكه ونصر أبو زيد وغيرهم. قد يكون هذا التقييم هو الأطول لي على الإطلاق لما استفزني في الكتاب من تسطيح لبعض المواضيع وعبقرية في بعضها الأخر.
ندخل في الموضوع
الكتاب محاولة مبكرة عربيا وان كانت متأخرة جدا بالنسبة للمستشرقين لرصد كيفية نزول الوحي على النبي واثبات معجزة القرآن بطريقة علمية ديكارتيه حديثة ليبرهن لشباب هذا الجيل (عام 1940) أن القرآن معجزة الإسلام وبه نستدل على وجود الله.
مقدمة العلامة محمود شاكر تطرقت الى موضوعين أساسيين اختلف معهما تماما
أما الأول فهو ان جهود المستشرقين هي في مجملها حرب على الإسلام وهدم للقرآن وأما الاخر فهو أن الشعر الجاهلي كما نعرفه صحيح وان القضية التي اثارها طه حسين عن أن أكثره منحول بعد الإسلام و في العصور المتأخرة فهو ينفيه ويعتبره من تأثر طه حسين بأساتذته من المستشرقين بل و بتوجيهات منهم في إطار المؤامرة.
رغم ذلك فإن العلامة شاكر وضح نقطة في منتهى الأهمية وهي أن الأسلوب القرآني مفارق تماما لإسلوب النبي صلى الله عليه وسلم بل ويختلف تماما عن أسلوب أي بشر و هي نقطة محورية استند اليها الكاتب فيما بعد.
يبدأ الكتاب بعد ذلك بسرد تاريخي عن قضية المادة والخلق تعقبه مقارنة ساذجة جدا لا هي علمية ولا دينية بين نظرية الخلق ونظرية المادة التي تتمثل في الانفجار العظيم ثم النشوء والارتقاء ينتصر فيها الكاتب لنظرية الخلق ثم يبدأ بالبناء عليها في باقي الفصول. ثم يبحث الكاتب مسألة النبوة من حيث ماهيتها وتاريخها دارسا لنبوة أرمياء كمثال للتفريق بين النبوة وادعاء النبوة مستخلصا في النهاية حقيقة أن صفات النبوة موجودة في النبي صلى الله عليه وسلم طبقا لبحثه. وحقيقة لم أقتنع بالبحث تماما ولا بتسلسل الفرضيات والاستنتاجات فقد سار الكاتب في المسار التقليدي فأثبت وجود الله ثم النبوة لكي يثبت الوحي ومن ثم القرآن وذلك عندي خلط لا يجوز لمفكر بهذا الحجم.
فالمعجزة في الإسلام هي القرآن وهي أول الخيط فمن يؤمن بالمعجزة يؤمن بمن أجريت المعجزة على يديه وبالتالي يؤمن بالنبي وبمن أرسله ولا سبيل عندي للإيمان بالله ورسوله ودينه الا بالتسليم بالمعجزة القرآنية أولا.
أراني أطلت وتحاملت على الكاتب والكتاب وما زال لدى الكثير لأقوله ولكن أكتفى بهذا القدر
ترددت كثيرا قبل أن أكتب في الظاهرة القرآنية، وزاد ترددي بعد أن قرأت آراء الأصدقاء التي تمايزت بين شدة الإعجاب وشدة النقد ، لكن حسبي أن أدون ما وجدته في نفسي .
نقد بعضهم الكتاب ولام على ابن نبي إلغاءه لقداسة الذات المحمدية، وذهابه في تفسير شخصية الرسول الكريم و صحة وحيه مذهب المتشككين ، و هو أمر لم أجد في نفسي حرجا منه وذلك لسابق اعتقادي بأن أثبت الإيمان ما ولد من رحم الشك .
بينما ارتأى آخرون أنه فتحٌ وكشفٌ جديد لم يأته أحد من قبل . إذ أن الكتاب يناقش حقيقة نزول الوحي ، و هل القرآن هو حقا كلام الله أو أنه كما يسميه الغرب (دين محمدي ) .
تميز الكتاب بأسلوبه العلمي المعتمد على النظريات النفسية ، فابتعد عن إثارة العواطف الدينية - الطريقة التقليدية المنفرة - من جهة ، وابتعد من جهة أخرى عن المنهج الديكارتي الذي يعمد إلى مطابقة الأرقام والحقائق العلمية ،والذي - برأيي - يضع القرآن موضع التشكيك أكثر مما يبرهن على صحته . فكان الأستاذ مالك بين الطريقين يشق طريقا جديدة .
بحث بدايةً الخصائص النفسية للأنبياء عبر الزمن، و قارنها مع الخصائص النفسية التي تمتع بها الرسول الكريم منذ ولادته و مرورا بكافة مراحل حياته حتى نزول الوحي . ثم درس خصائص الوحي عموما ،ومن ثم خصائص الوحي الإسلامي ، و موقع الذات المحمدية من كلام الوحي المنزل عليه . وأخيرا قارن بين الوحيين ، وحي القرآن الكريم و وحي الكتاب المقدس ، بمقارنة أسلوب طرح قصة تاريخية مشتركة ألا وهي قصة سيدنا يوسف .
مشكلتي الحقيقية مع الكتاب هي أنني، وبعد قراءة المقدمتين العميقتين الواضحتين ، وجدت نفسي تائهة في دراسة فلسفية دينية تاريخية ، بدت سريعة موجزة مقارنة بالمقدمات الطويلة وبأهمية الموضوع المطروح . ربما يعود السبب لكونه أول كتاب أقرؤه يناقش مثل هذه البديهيات ، وربما للسبب نفسه ، فإن الأفكار النهائية التي استقرت في ذهني ليست واضحة بما يكفي لاستحضارها فيما بعد . أو أن الحريق الذي أصاب المخطوطة الأصلية - المذكور في المقدمة- قد أضاع أجزاء مهمة منها أدت إلى حدوث هذا الخلل .
لكن ذلك لا ينفي عن الكتاب تفرده وتميزه ،و أعتقد أنه يحتاج قراءة ثانية ، في وقت لاحق بعد أن أكتسب خبرة أكبر بكتب من هذا النوع . وحتى ذلك الحين سأتقفى آثار مدرسة ابن نبي ، عسى أن أمهد الطريق لنفسي في المرة القادمة .
اول لقاء بيني وبين مالك بن نبي رحمه الله , وربما سنلتقي مجددا عن قريب . بسم الله الرحمن الرحيم في السنتين الماضيتين , تسنت لي كثير من المرات الحديث مع العديد من رجال الدين المسيحين في بلدي رومانيا , وكانوا من الطائفتين البروتستانية والاورثودوكسية , لا شك ان تلك الاحاديث معظمها كانت بنّاءة ووصلت الى بعض من التفهم . على الرغم ان الذين ناقشتهم كانوا اناسا محترمين وعلى مستوى عال من اللباقة والتهذيب , الا أن اسوأ احاديثنا كانت التي تتحدث عن القرآن الكريم , للاسف . لطالما انزعجت من وجهة نظر المسيحيين المعاصرين والمبشرين بشكل عام للقرآن الكريم , ولا ادري بأي عين ينظرون الى هذا الكتاب , ولكن اجزم بأنها مليئة بالتحيز , عدم الفهم , والكثير من مغالطة "الرجل القش" . يذكر المستشرق المعاصر روبرت هويلاند بعضا من الاقوال التي وردت عن معاصرين للخلافة الاموية من المسيحيين واليهود حديثهم عن نظرياتهم حول تعلم الرسول � لديهم في فلسطين او ما قالوا , فهنا نعرف للاسف ان الفكرة كانت موجودة في القدم , وسرت في عروق العلماء والقسيسين . وهذه السطحية في التعامل مع كتاب كبير كالقرآن الكريم , هي التي جعلت من مسألة القرآن مسألة سهلة الكذب والحديث لدى الكثير من الناس "الجهّل" بالقرآن وعلومه . وهذا الذي يدعونا , كمفكرين , ان ندرس القرآن الكريم ك "ظاهرة" انسانية , ادعت للقرآن بألوهية الوحي , وأعطت عدة دلائل على ذلك . وللاسف فإن دراسة الدلائل هي التي كانت غائبة لدى المعارضين للقرآن الكريم , وهو الذي ادى الى "لزوجة" الرد والنقد . هنا تبدأ وظيفة الكاتب بالتعامل مع هذه الظاهرة ووضعها تحت التمحيص . وكل ما يدور حولها . لا شك أن هذا الكتاب اتى بدراسة واعية للقرآن الكريم , تستعمل تفكير فلسفي ومنطقي مع دراسات حول طبيعة المُرسِل قبل المرسَل , والتعامل مع الذات النبوية كطريق لفهم الظاهرة القرآنية , هذا التعامل كان جيدا لا شك , وذكاء من الكاتب وضع المقارنة مع "ارمياء" نبي العهد القديم . الا أن من اكبر الهفوات التي جاء بها الكاتب هي استعماله لمصادر غير موثوقة لمحاولة اعطاء صورة محيطة لحياة النبي � . وخاصة استعماله لل "سيرة الحلبية" كمصدر اساسي له , فهذا الكتاب للاسف مليء بالكلام وقليل بل ربما عديم المصادر , وقال عنه مؤرخ السنة النبوية , الدكتور اكرم ضياء العمري : " فيه حشو وقصص اسرائيلي" . ولكن هذا فقط في الفترة المكية . أعجبني كل الاعجاب ثقافة المؤلف وعلو فكره , وخاصة في المقارنات التي يصنعها وهذا الشيء هو نفسه الذي احبه في الدكتور دراز رحمه الله , وخاصة اعتماد الاثنين مباشرة على المصادر الفرنسية , اقوى واوثق المصادر حين يتعلق الامر بالفلسفة والعلم بشكل عام . لا أظن بحكم اني قارئ لعدة كتب ومقالات من نفس الموضوع , ان الكتاب جاء بأي شي جديد مستحق للاهمية الا مقارنته لسورة يوسف من القرآن الكريم وقصة يوسف من العهد القديم في الكتاب المقدس , وهنا فعلا أبرز الكاتب عضلاته الفكرية واشكره جدا على الكلام الموازي بين الاثنيين والنتائج ايضا بشكل موازي , ثم النقد الشخصي للكاتب , كان هذا جد ذكي من قبله ومفيد جدا للباحث , وربما سيفيدنا جدا هذا في التعامل مع باقي القصص القرآني . الفصول الاخيرة كانت جميلة جدا , ومقدمة دراز كانت جيدة ايضا , ولكن جاذبية الكاتب لا يمكن ان تكون الا في المقدمة التاريخية لمحمود شاكر رحمه الله , شيخ العربية . الذي أرخ لنا باختصار معركة القرن الماضي في مسألة الاستشراق ومسألة الجاهلية . الترجمة لا بأس بها , وان لم تعجبني صراحة , الكتاب يحتاج مني قراءة اخرى بلا شك , فلا اظن اني فهمته ككل , ربما غابت عني بعض الافكار , ولكن هو تجربة مميزة , يستحق القراءة بتأني . تم .
مقدمتان طويلتان أكلت من الكتاب ٥٠ صفحة، أجمل مافيها - وهو ماجعلني أغير جلستي حماسا للكتاب - : حسن أن أزيل لبسا قد يقع فيه الدارس لكتاب الظاهرة القرآنية ففي مدخل الدراسة وبعض فصول الكتاب نما يوهم ان مقاصده تثبيت قواعد في (علم اعجاز القرآن) من الوجه الذي يسمى به االقرآن معجزا. وهو خطأ. فإن منهج مالك في تأليفه دال أوضح الدلالة على أنه إنما عني باثبات صحة دليل النبوة وبصدق دليل الوحي، وان القرآن تنزيل من عند الله. وانه كلام الله لا كلام البشر.
لربما هذا المقطع في التقديم زاد حماسي، لأني لا أريد أن أقرا اعجازا علميا في القرآن ولقد تشبعت من ذلك، لكني واجهت في حياتي المحدودة أناس كثير لديهم شكوك في هذه النقطة ، الزمر الذي جعلني أبدي جماس جديد تجاه ما أقرأه لعلني أستفيد شيئا أمرره لهم، أيضا فهذه مشكلة يواجهها الغرب كثيرا في أنهم يسمون ديننا الدين المحمدي، وكأنه من تأليف شخص لا كلام و وحي منزه. فلربما أن الموضوع الذي تطرق له ليس بذات الانتشار أو الدراسة التي تخلو من التقليدية التي تعودنا عليها هو ماجعلني أبدي اهتام سرعان ما زال مع مرور فصول الكتاب.
أيضا التقييمات هنا والحديث عن أنه كتاب عظيم ولربما أسطورة جعلني لا شعوريا أكون أفكار مسبقة عن الكتاب، الأمر الذي جعله أقل من ما أتوقع كثيرا.. أعجبني فيه تناوله لهذا المووضع بالذات ، وهو مووضع حساس خصوصا من الناحية الغربية والتي على وقته كان الاسلام يقدم على انه دين محمدي لا أكثر ولا يعترف بكتاباتهم بزنه دين وأن القرآن كتاب مقدس.
أيضا أعجبني بعض التأملات ومنهجيته في البحث وإخلاصه
لكني أرى بنظري الشخصي أني لم أخرج بالكتاب بشيء نسبة إلى المضوع الذي يتناوله. وكأنه لم يخرج من نتيجة البحث بشيء يشبه الذي يوحيه موضوع الكتاب أو فكرته، لم أشعر أنه وفق تماما في إيصال مايريده، كنت أنهي فصولا كثيرا بنفسمادخلت بها، غير عارفة تماما م الفكرة أو ما النتيجة التي قد تصب الفكرة التي يريد أن يثبتها..
ولعل أكثر ما شتتني هو حديثه عن أرمياء وحنانيا المدعي، لم أعرف صراحة أن أخرج منه بالشيء الذي كان يريد هو أن يثبته.
لربما قرأ هذا البحث عقل شاك وتفاعل معه أفضل من تفاعلي، أو لربما قرأ شخص آخر وأحدث فيه أكثر مما أحدث فيني. لكنها تبقى وجهة نظري الشخصية تجاه الكتاب.
الخلاصة، لم أستفد من الكتاب إلا نزرا يسيرا، ولربما في ضياع واحتراق النسخة الأولى التامة من البحث دور كبير في ضياع كثير مما كان قد قاله.
سأطبع علي جبهتي: إلي متى يا نوال الحماس لكتاب وتوقع الأفضل من كلام الاخرين الذين قد يشكل رأيهم أشياء لم تتكون فيك بعد أو تكونت وانتهت ومضت ! صفري عداد الأحكام المسبقة لأي كتاب، ولا ينفع كتابا حديث ثناء و كما لايضره حديث انتقاد
;)
المقطع الذي حصل على انتباه شديد مني ولعله هو فائدتي الكبرى من هذا الكتاب:
إن مشكلة التفسير القرآني على أية حال، هي مشكلة العقيدة الدينية لدى المتعلم.. كما أنها مشكلة الأفكار الدارجة لدى رجل الشارع.. ومن هاتين الوجهتين ينبغي أن يعدل منهج التفسير في ضوء التجربة التاريخية التي مر بها العالم الإسلامي.
فعلا! يستحيل أن لا تتدخل البيئة وإطاراتها الفكرية حتى في التفسير، ولنا في ذلك المقارنة بين تفسير بعض المفسرين في أوائل القرن الهجري مع بعض المفسرين في فترات الانحطاط !
دراسة فريدة للأفكار القرآنية بالنسبة للذات المحمديّة الشريفة من الزاوية النفسيّة والتاريخيّة
أولا: مقدمة محمد عبدالله دراز
يشير فيها لمنهج مالك بن نبي في محاولته لاثبات مصدريّة القرآن العلوية وصعوبة إدراك ذلك عن طريق الاسلوب الأدبي وتلمس بيان القرآن وأن الاسلوب المتبع هو التحليل النفسي. اشار لخطأ فرضية اعتكاف النبي فترة قبل الوحي لما تفتقده هذه الفرضية من سند تاريخي .
فصل في إعجاز القرآن للعلّامة محمود شاكر
أهم ما جاء فيه هو كلامه عن الشعر الجاهلي وفرض المستشرق مرجليوث الذي تلقفه من بعده طه حسين، وعلاقة الشعر الجاهلي بمسألة إعجاز القرآن من حيث هو بيان مفارق لبيان البشر. وما تطرّق له مالك ليس له علاقة بإعجاز القرآن بل هو داخل في باب إثبات النبوّة .
مالك بن نبي
مدخل لدراسة الظاهرة القرآنية
عرض لمفهوم الظاهرة الدينيّة وعمقها في تاريخ البشر ومقارنة بين مذهبين فلسفيين في تناول الظاهرة الدينية كظاهرة إنسانية اساسية أو كحدث إجتماعي. ويعد مالك دراسة موازنة للمذهبيين هما المذهب المادي والمذهب الغيبي ومن ثم يأخذ المذهب الغيبي كأساس له يستكمل به باقي دراسته.
الحركة النبويّة
يتحدث مالك عن مبدأ النبوّة ووجوده وعن ظاهرة إدعاء النبوّة...عن النبي من حيث هو ذات تمثل الكمال الإنساني في اسمى حالاته ويقول مثلا: لا يوجد ما يدعنا لتصديق أن هؤلاء كانوا معتوهين بأصل خلقتهم أو أنهم مؤمنون مدفوعون بإيمانهم الأعمي، بل هم على العكس يمثلون الإنسان في اسمى حالاته.
يأخذ مالك من النبي أرمياء نموذج لدراسة النبوّة واختار هذا ارمياء خصوصا لما موضوعية تاريخية كما اشار مونتيه في كتاب تاريخ الكتاب المقدس.
أصول الإسلام - البحث عن المصادر
يتبع مالك منهج تحليلي في التعرف على الرسول وعصر ما قبل البعثة، طفولته وزواجه وعزلته. بعد ذلك يتناول ما اسماه العصر القرآني بمراحله المكيّة والمدنية، يدرس كيفية الوحي وخصائصه المميزة.
يتطرق لنقطه مهمة جدا وهي اقتناع النبي الشخصي بظاهرة الوحي ومقام الذات المحمدية بالنسبة للوحي والرسالة.
الخصائص الظاهرية للوحي
تنقسم دراسة مالك لخصائص الوحي الظاهرية في تناوله: للتنجيم -تفرق القرآن-، الوحدة الكمية -آية_، ويعطي أمثلة على وحدة التشريع والوحدة التاريخية للوحي.
العلاقة بين القرآن والكتاب المقدس يتّخذ من قصة يوسف عليه السلام نموذج لدراسة العلاقة بين الكتاب المقدس والقرآن والفرق بينها ويتناول الموضوع بصورة ممتازة ويخلص لهذه النتيجة:
ينهي مالك كتابه بـ موضوعات ومواقف قرآانية
مثل إرهاص القرآن فواتح السور، ومن المواضيع المميزة "المجاز القرآني" وعلاقته ببيئته الخاصه، وايضا القيمة الإجتماعية لأفكار القرآن وأخذ "الخمر " كمثال لبيان أثر التشريع القرآني وأقام مقارنة بسيطة مع محاولة الولايات المتحدة لمنع الخمر.
قرأت نصف الكتاب في صيف ٢٠١٧ ثم توقفت و أتممت ما بقي لي في صيف ٢٠١٨ . لم أفهم معظم الكلام الذي ورد في النصف الأول ، على العكس من ذلك فقد كان النصف الثاني مهضوما بالنسبة لي و لكن قراءتي المفككة تلك لم تساعدني على فهم كل أفكار الكتاب لذلك أنا مضطرة للعودة إليه مع قراءة أكثر تعمقا . على أن هنالك بعض الملاحظات التي سجلتها .. أهمها كان حول أسلوب الكاتب ، لم أشعر بوجود مالك الذي أبهرني طرحه و طريقة عرضه للأفكار و الحجج في شروط النهضة .. أحسست الأسلوب مفككا بعض الشيء كما أن بعض حججه كانت ضعيفة ، فكيف يثبت أن القرآن من تنزيل الرحمن لا يخضع لللاشعور و ليس من وحي الرسول _ صلى الله عليه و سلم _ بآيات قرآنية ؟!! ربما لأن هذا كان أول كتاب أخرجه مالك _ رحمة الله عليه _ فجاء أضعف من الكتب التي تلته .
يحاول مالك بن نبي من خلال الكتاب إثبات إستقلالية الذات المحمدية عن الفكرة القرآنية، وذلك عن طريق التحليل النفسي للذات المحمدية، وبعض مظاهرالوحي عليه صلى الله عليه وسلم الكتاب صعب ومرهق نوعا ما، وهو يأتي رداعلى ما أظن على بعض المستشرقين الذين ذهبوا في هذا الإتجاه...
وقع هذا الكتاب بين يدي بالصدفة المحضة - إن كان هناك شيء اسمه صدفة أصلاً!
فقد كنت أتصفح كتب مكتبة الجامعة كي أنتقي منها كتاباً أقرؤه. وكنت للأمانة أبحث عن رواية. ولكنني سحبت هذا الكتاب خطأً بدلاً من آخذ الرواية! هل هذه مصادفة؟ يبدو أنه القدر.
استسلمت للقدر ورضيت به! الحمد لله رب العالمين :)
هذا كتاب لا يُنسى حقيقةً.
يتنقل فيه الكاتب الفيلسوف مالك بن نبي في رحاب الظاهرة القرآنية كالذي يتنقل بين غرف قصر مشيد لم تَرَ عينٌ مثله.
أسلوبه آسر وطريقته في الاستدلال منظمة وجميلة ومفعمة بالروحانية.
أجابني هذا الكتاب عن عدة تساؤلات كانت تدور في خَلَدي.
حسنا.. لنتحدث بصراحة^^، تصوري عن كتب مالك بن نبي أنها كتب قديمة وأن الزخم الذي تكتسبه لأنها تحتوي أفكارا سبقت زمانها ولكنها غير صالحة الآن، لا أدرى من أين أتيت بهذا التصور! .. ولكن هذا ما حصل، وكنت أستثني من هذا التصور هذا الكتاب، وللأسف كنت أتوقع منه الشيء الكثير ولعل تقييم الناس له هنا وكذلك مقدمة الشيخ محمود شاكر الطويلة ساهمت في هذا، وأظن أن الكاتب لم ينجح في تناول الموضوع بالشكل المطلوب ولا أظنه كذلك نجح في تحقيق هدف الكتاب الذي أعلن عنه في (ص67)، وأعتقد أن الطريقة التقليدية في إثبات أن القرآن ليس من اختراع محمد -صلى الله عليه وسلم- وأنه من الله تعالى أكثر جدوى و اقناعا من بعض الطرق المتكلفة التى أتى بها، ولعل سبب هذا أن الكاتب قد ألف الكتاب للغرب، بقي أن أشير إلي نقطتين :
1- أن الكاتب اعتمد في عدد من المواضع بعض الآثار الغير صحيحة سواء في السيرة أو في تفسير القرآن، وهذا أمر متوقع لكتاب قديم نشأ قبل الحركة العلمية الضخمة التي نشأت لتنقيح السنة وبيان أهمية التحقق من الأحاديث.
2- في عدد من المواضع في الكتاب شعرت أن الكاتب أراد تعزيز فكرة أن القرآن من الله تعالى ولكنه في المقابل قد يوحي بأن السنة التشريعية هي من اختراع محمد صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أن السنة التشريعية هي وحي من الله تعالى كذلك، فأحببت أن أنبه القارئ لهذه النقطة :) .
أعتقد أني ساعطي الكتاب 2.5 من 5 علما بأني قرأت الكتاب على فترات متقطعة وهذا قد يكون مؤثرا على تقييمي
مالك بن نبي في الظاهرة القرآنية ، استخدم منهج التحليل النفسي للذات النبوية في اثبات المصدر الإلهي للقرآن ، وُفِق كثيراً فيه ، ولكن بسبب فقدانه للعديد من الكتابات الأصلية لهذه الدراسة بسبب حريق - كما أشار في مقدمته - فإننا فقدنا الكثير من القيّم الذي كان سيؤ��س و بمُعق للمنهج و لتطبيقاته .
قال مالك في مُقدمته أنه يهدف من هذا الكِتاب إلى :جعل الدين يُنظَر إليه بِنُضج من قبل الشباب ، و إيجاد منهج جديد لتفسير القرآن .. والمفترض بعد قرآءة الكتاب أن نجد هذا الهدف قد تحقق .. ولكن بسبب السبب الذي ذكرته سابقاً فإن معالم فكرته لم تتضح بالمعنى الذي كان يُريده مالك - حسب اعتقادي - إلاّ أنه من الممكن القول بأن الكتاب هو تأسيس لمنهج و تطبيق له في آنٍ واحد ، وبحسب معرفتي البسيطة عن التأسيس المنهجي فإن هذا الأمر يحتاج لمجهود كبير جداً حتى يتضح المنهج من حيث التأسيس ، وتتضح تطبيقاته و تنضج من الناحية الأُخرى .
هذه هي القرآءة الثانية للكتاب - بعد الأولى التي لم تكتمل منذ عام - استفتدت منه كثيراً ، فتح لي أفاقاً جديدة للتفكير في موضوع مُهم ، الذي يُعتبر موضع عرض و نقد باستمرار .. سأقوم بمناقشته مع أحد الأصدقآء ، وربما بعدها أُضيف لهذا الكلام تفاصيل حوله أكثر :)
بعد أن تفرغ من كتاب كهذا، ستشعر بحب بالغ للقرآن، واللغة العربية. ستعرف قيمة هذا الكتاب الكريم، وستقدر علي تحديد أي مكان يجب أن يوضع فيه هذا الكتاب المعجز. ستشعر حتما بفرق واضح وأنت تتلو القرآن بعدها. وهذا لم يحصل لي إلا مرة واحدة من قبل، بعد أن فرغت من قراءة التصوير الفني في القرآن لسيد رحمه الله..
أعجبتني طريقة بن نبي في البحث/ الكلام عن القرآن: طريقة عقلية تاريخية، بحتة. وهي طريقة تتناسب أكثر مع الملحدين، ومدعي الالحاد. أو علي الأقل مع أصحاب الديانات الأخري..
ممتاز ورائع، دراسة من أقوى ما قرأت لإثبات علوية القرآن الكريم بصورة موضوعية علمية شائقة، وهي في حد ذاتها منهج يُتبع لتأليف دراسات مشابهة. لي عودة لكتابة مراجعة تليق به.
انتهيت قبل قليل من قراءة كتاب الظاهرة القرآنية لمالك ابن نبي وهو كتابي الاول له ، الكتاب رغم سلاسته الا انه عميق احتجت ل انهائه وقت اكثر ما تصورت احتوى الكتاب على مقدمتين في غايه الجمال ، ثم اشرع مالك في توضيح نظريته لاثبات ان القرآن هو كتاب الله المنزل لا كما يشيع الظالين ان القرآن كتاب دنيوي حاله حال التوراه والانجيل بعد التحريف
تكلم بن نبي عن صفات القرآن وتطرق ل لغته العربيه التي لا يمكن ل اي كان ان يقوم بتقليدها وهو اعجاز تايم يختص ويتفرد به القرآن الكريم لا سيم انه نزل في بيئه كانت اللغه الجزله لديهم شيء اساسي فهم معروفين باتقان الشعر الجاهلي لكن اي منهم لم يستطع ان يأتي بآيه واحده
تعرض بعد ذلك للحاله النفسيه للنبي وذكر مراحل حياته وكيف ان النبي ص لم يستق القرآن من مصادر خارجيه عن منطقه عيشه الاول مكه فهو منذ صغره لم يغادرها الا بعد عمر يناهز ال 17 عام عندما ذهب للمره الاولى بغرض التجاره مع ابو طالب وبعد عوده تزوج من خديجه عاش معها حياة طبيعية بعيد فهو لم يكن كباقي شباب عصره مما يهمه اللهو او اظهار الذات كنا الباقي انما كان يتصرف كما يجب عليه من رب اسره مسوؤل
وكان النبي ص قبل نزول الوحي عليه حنيفا موحدا على دين ابراهيم لم يتاثر بالشرك المنتشر كما قارن مالك في ظاهره ادعاء النبوه بين ارميا والنبي وفرق كيف انه في حاله ارميا كان يبشر الظالين بالعذاب عكس النبي محمد ص الذي كان رحمه وخير للبشريه جمعااء
تعرض ايضا ابن نبي لظاهره اسلام ابو طالب من عدمه ولا اعلم لماذا لغايه الان المصادر السنيه تصر على كفره خصوصا ان عم النبي ابو لهب جاهر بكفره بل ووصل لدرجه انه اذى النبي ص فلو كان ابو طالب كافرا فلماذا لم يكن طريقه وسلوكه مشابه ل ابو لهب كما ان ابو طالب لو كان كما يزعم البعض بل ان هناك العديد من الاشعار التي كانت ل ابو طالب توضح موقفه من الاسلام
فمن المشهور عنه : والله لن يصلوا اليك بجمعهم فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة ودعوتني وعلمت أنك صادق ولقد علمت بأن دين محمد حتى أوسد في التراب دفينا وابشر بذاك وقر منك عيونا ولقد صدقت وكنت ثَمَّ أمينا من خير أديان البرية دينا
وهذه الأبيات ذكرها القرطبي في (( تفسيره )) (6/406)(11) .
ولو فرضا جدلا انه حماه فقط فلماذا الزم ابناءه باتباع النبي ص !
تتطرق ايضا ابن نبي للمقارنه بين قصه يوسف في القرآن الكريم والكتاب المقدس بين الاختلافات بينهما من حيث عدد الروئ موقف يعقوب من هذه الروئ طريقته في التعامل مع اخوته بعد لقاءهم والكثير من ذلك
الكتاب اجمالا زاخر بالمعلومات وان كانت هناك تفسيرات غريبه عقليه الا انه يستحق النظر اليه بعين الاعتبار. ثلاث نجوم
دراسة غير نمطية للقرآن الكريم من ناحية أنه وحي، يتناول فيها المفكر الجزائري مالك بن نبي حالات الأنبياء النفسية عند تلقي القرآن، ثم يعود بها إلى نفسية النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويبحث حالات تلقيه الوحي بفكر ديكارتي بحت، ثم يتناول القرآن الكريم ليثبت بالأدلة العقلية أنه وحي لا يستطيعه البشر.
ظاهرا این اولین کتاب مالک بن نبی است و این موضوع کمی از خشم من میکاه�. اما کتاب، یک کتاب شبه کلامی بود. نه حتی کلامی. خیلی ضعیف. لبریز از پرت و پلا. تلاشی برای دادن نفس مصنوعی به ذهنیتها� رایج مسلمانان در مقابل نقادی وحشی غربی در آغاز قرن بیستم. بدون اشراف به سنت، بدون اشراف به دین، بدون اشراف به غرب و بدون اشراف به روش. افتضاح.
كتاب الظاهرة القرآنية لمالك بن نبي و هو كتاب ضخم نسبيا لحجم مؤلفات مالك بن نبي المعتادة. الحقيقة انني بعد قراءة بضعة كتب لمالك بن نبي لم أكن اعتقد أنه يستطيع أن يفاجئني بالمزيد لكن هذا الكتاب أثبت لي أني كنت مخطئا تماما. الكتاب ينطلق من فرضية أنه طالما كان استدلال الكفار على صدق القرآن من خلال إعجازه البلاغي فإننا و نتيجة لظروف عديدة مرت بنا لا نستطيع أن نتمتع بذات الذوق و ذات الرؤية التي تمتعوا بها نتيجة التردي و الاستعمار الثقافي الذي عانيناه و من ثم و لأن معجزة القرآن خالدة فلا بد لها من أوجه غعجاز اخرى تستطيع أن تقيم الحجة على شتى المجتمعات و هنا اختار مالك بن نبي التحليل النفسي دليلا على صدق معجزة القرآن و قد رد بها على عدة شبهات أثارها المستشرقون حول ماهية صد نبوة محمد (ص):
1-الحديث عن أن الوحي كان نتيجة لللاشعور عنده و هو فرض يدحضه مالك بأن النبي (ص) لم يكن يعاني من حيرة أو قلق نفسي قبل فترة النبوة و ان كان اعتاد على فكرة التأمل بعض الوقت مثله مثل باقي الحنفاء إلا انه تمتع بحياة سليمة مستقرة لم يعرف عنه فيها أي تصرف غير طبيعي ، كما انه في بداية الوحي لم يعمد إلى ان يكبت أفكاره و آراؤه بل كان يحدث بها زوجته خديجة و يجتهد و يفكر بكل طاقته في ماهية هذا النداء الغريب الذي سمعه في غار حراء.أضف إلى هذا أن القرآن احتوى على قصص و تشبيهات لا علاقة لها ببيئة النبي (ص) و لا تجاربه مما يثبت استحالة تعرضه لها و من ثم اختزانها لتفيض على مخيلته من اللاشعور فمن وصف الموج الذي فوقه موج و تغشاه الظلمات الذي يناسب بيئة بحار الشمال الأوروبي إلى قصص الأنبياء و السابقين مع عدم وجود ترجمة عربية واحدة للكتاب المقدس بجزئيه أو حتى تواجد معنوي لثقافته في مكة ينفي تماما فكرة تعرض النبي(ص) لهذه المعلومات من قبل.
2-فكرة انفصال وحدته النفسية إلى ذاتين واحدة هي الوحي و الأخرى هي النبي و هو أمر عسير التصديق لأنه في قصة الغار نرى التعارض الصارخ بين الذاتين ذات آمرة واثقة من نفسها تقول اقرأ و ذات مرتجفة خائفة لا تعرف شيئا تقول ما انا بقارئ في فاصل زمني لا يكاد يذكر. كما اننا نلاحظ تلاشي الذات الأخرى المتسائلة المعترضة فيما بعد و اقتصار رد فعل النبي (ص) على حفظ و تلقي ما ينزل عليه مما يجعلنا نتساءل لو أن هناك ذاتين فأين ذهبت الأخرى؟
أمر آخر فنحن نلاحظ أن القرآن لم يتحدث عن المآسي و المسرات العظمى في حياة النبي (ص) باستطراد كما ان حادثة مثلا كحادثة الإفك تأخر فيها الوحي شهرا عن النبي (ص) فلو كان الأمر متعلقا باللاشعور لأدى مشقة الموقف إلى فيض العديد من الأفكار على مخيلة النبي(ص) و عقله لكنه لم يقل شيئا لأنه كان يتلقى فحسب كما أن تصرفه المحايد تجاه الأزمة انتظارا للوحي لا يتناسب غطلاقا مع صرامة الآيات التي نزلت في هذه الحادثة من تقرير حد الزنى و حد قذف المحصنات و إقرار الحقيقة أن الزاني لا يتزوج غلا زانية مما يدل على أن الذات التي صدرت منها هذه الآيات غير تلك الذات النبوية التي تتلقى.
أمر آخر فالآية الأولى في سورة المنافقون يمكننا تقسيمها إلى أربعة أجزاء : 1-إذا جاءك المنافقون 2-قالوا نشهد إنك لرسول الله 3-والله يعلم إنك لرسوله 4-والله يشهد إن المنافقين لكاذبون
فلو حذفنا الجزء الثالث لكان هذا إنكارا لنبوة النبي(ص) لكن وجوده يبين لنا أن المنافقين كاذبين فحسب باعتقادهم فيما يقولون ، فهذا الترتيب المنطقي الخرافي لا يتسق مع الارتجال الشفهي الذي يمكن أن يُتهم به النبي (ص)
إلى جانب ما كتبه مالك بن نبي عن اعجاز القرآن م�� الناحية العلمية و الكتاب عمره خمسون عاما تقريبا فيعد من أوائل ما تم تأليفه في هذا المجال.
يتناول الكتاب ظاهرة الوحي من منطلق متجرد , رمى الكاتب كل مالديه من بديهيات و بدأ من الصفر , هل يمكننا إثبات صدق الوحي بطريقة علمية تعتمد على المنطق و العقل و بما لدينا من معلومات تاريخية عن محمد عليه الصلاة و السلام كشخصية تاريخية ؟
هل يمكننا اثبات الإنفصال التام للقرآن ككلام لله عن الذات المحمدية ؟ هل يمكننا اثبات تفرد القرآن و تمايزه عن كلام البشر ؟
مشكلتي مع الكتاب تتلخص في ثلاث نقاط , الأولى أن اسلوب مالك بن نبي صعب يحتاج الكثير من التركيز و الهدوء لفهم الفكرة التي يرمي اليها , يحاول ايصالها بطريقة ملتوية ما يجعلها غائمة و غير واضحة بشكل قاطع في ذهني . الثانية , و هي الأهم, لو أنني لو كنت متشككة لما أقنعني الكاتب و لا النظريات التي أتى بها نهائياً , لأنه يبني على فرضيات تتضمن اعترافاً ضمنياً بالرسول عليه الصلاة و السلام و هو ما ينافي هدف الكتاب كبحث علمي في الأساس . الثالثة أن بحث كهذا يفتح أفق لم يسبقه أحد إليه و يسوق نظرية جديدة يتطلب الكثير من التفصيل و المزيد من ترتيب الأفكار و التنظيم و التدقيق و الإيضاح .
هناك فصول في الكتاب أثارت دهشتي و أثرت معلوماتي و غذت فضولي , كالفصل الذي يتناول العلاقة بين القرآن والكتاب المقدس و الذي يقارن فيه بين قصة يوسف كما طرحت في القرأن و كما طرحت في الكتاب المقدس , و يوضح الفرق بينهما .. كذلك الفصل الذي يبحث في مصادر الإسلام و الذي يتناول شخصية الرسول عليه الصلاة و السلام بالتحليل بحيث يسلط الضوء على تصرفاته , القصص كلها معروفة لدينا لا جديد فيها , لكن الجديد في الكتاب هو كيف صور محمد عليه الصلاة و السلام كانسان قريب , شرّح خلجات نفسه قبل الوحي و بعده , هذا الجزء بالذات قرب الرسول لقلبي كما لم يفعل أي كتاب سيرة قرأته مسبقاً ( أقصد بها الكتب التقليدية التي تعتمد على إثارة العواطف ) عشت معه لحظة بلحظة , و تحسست عظمة محمد كشخصية و كانسان .
لا يسعني إلا الإعجاب بالطريق الذي حاول مالك بن نبي أن يشقه في هذاالبحث , بمنهجيته و اسلوبه العقلي . و أتمنى أن يتابع غيره من المفكريين المنهج الذي رسمه .
يهدف مالك الى اثبات ان القرآن كتاب منزل من عند الله وان الاسلام من عند الله من خلال اثبات استقلاله عن الذات المحمديه وبتوضيح ان دور الرسول فيه اقتصر على التبيلغ والبيان وانا ناقل لا قائل ومأمور لا آمر من خلال توضيح العوامل النفسيه للرسول والعوامل التاريخيه وبعض مظاهر الوحى ومفهوم النبوه والخصائص الظاهريه للوحى واعجاز القرآن الذى اشار فى مقدمه كتابه ان االقرآن معجز فى نظه وبيانه المفارق لبيان البشر
الكتاب صعب شويه ومحتاج تركيز وهدوء لفهم منهج مالك وتسلسله فى البحث للوصول للفكره اللى عاوز يوصلها للقارئ
إذا كان الإيمان بالله يقع في أغلب الأحوال أولا، ثم يكون من مقتضياته التسليم بأن القرآن هو كلمة الله المطلقة، وأنه لكل البشر في كل زمان ومكان .. فإن الكاتب هنا يحاول أن يجد الأساس العقلي الموضوعي لتلك المقتضيات، ومنها ينطلق إلى وجوب الإيمان والتسليم بأن هذا الدين من عند الله .. ومن هنا فهي دراسة جديدة تستحق القراءة، على ما فيها من الاقتصار وتداخل بعض الأفكار ... يسعي الكتاب إلى الإثبات العقلي لفكرتين رئيسيتين: الأولى: إثبات الانفصال التام للقرآن عن الذات المحمدية، بما يثيره من أفكار وتحليلات تنتهي إلي استحالة أن تكون أفكار القرآن نابعة عن ذات محمد صلى الله عليه وسلم سواء بوعي او بدون وعي.. (بدون وعي مقصود بها هنا أن يكون تحت تأثير حالة مرضية مثلا أو تخيلات) الثانية: اثبات تفرد القرآن عن باقي كلام البشر من جهة دلالة معانيه ومطلقيتها.. أفكار كبيرة هي، ولذا فقد أراد الكاتب أن يصوغ لنفسه في الجزء الأول من الكتاب (نظرية تحليلية) تكون بحجم تلك الأفكار الكبيرة... ولكن نظريته التي صاغها في الجزء الأول من الكتاب تحت عناوين مثل: الظاهرة الدينية، المذهب الغيبي، المذهب المادي، النبوة، ادعاء النبوة ..... الخ خرجت غامضة مفككة مبهمة، حتى إنك لتنتهي من بعض الفصول ولا تدري ماذا كان يريد أن يقول! ثم إنه لما جاء ليطبق تلك النظرية على الحالة موضع الدراسة (الظاهرة القرآنية) بدت دراسته للحالة أبسط مما بدا عليه تعقيد النظرية (يذكرني هذا بتعقد وتركيبية وعبقرية نظرية ابن خلدون في مقدمته، ثم إن تاريخه لا يعدو إلا أن يكون سردا للأحداث بنفس الطريقة التي كان عليها سابقوه!) فيما يخص دراسة الظاهرة القرآنية، أثارالمؤلف نقاطا مهمة منها: اقتناع محمد عليه السلام الشخصي بصدق الوحي كان اقتناعا عقليا بدأ بعدم الفهم ثم بالشك وانتهى باليقين القوى (الذي استمر طوال عمر الدعوة وقد كان هذا اليقين البشري هو روح قوة الإسلام و مصدر وحي لليقين في باقي النفوس التي آمنت)... وهذا التحول في موقف محمد عليه السلام (من الشك والتردد في البداية ، ثم اليقين والتصميم في كل الاحوال وعلى ما فيها من أهوال) دليل عقلي واضح على صدق النبي في دعوته وأنه لا يصح عقلا أن يقال إن محمد كان يدعي النبوة.. وفي نفس الوقت فيها دليل على أن القرآن ليس نتيجة حالة نفسية غير سوية أو تخيلات في الحلم أو اليقظة، فإن مثل هذه الحالات لا تأخذ الإنسان في طريق عقلي للفهم يبدأ من الشك وينتهي إلى اليقين.. طبعا هذه مسائل تحتاج تفصيل وتدقيق أكثر مما عرض به المؤلف فكرته! تمايز الافكار القرآنية عن ما يوجد من أفكار ومشاعر في الذات الإنسانية للنبي صلى الله عليه وسلم .. هذا يتضح في اكثر من نقطة تاريخية يثيرها المؤلف ولعل أهمها: أن مواقف كانت صعبة الوقع على النبي صلي الله عليه وسلم كإنسان مثل عام الحزن مثلا، لم يتعرض إليها القرآن (وقد تكون تعرضت لها السيرة باهتمام، فالسيرة تروى تاريخا بشريا أما القرآن فهو الحقيقة المطلقة لكل البشر غير متقيد بزمن)..... وكذلك فإن بعض الآيات كان فيها توجيه للنفي للكف عن أو إتيان فعل ما مثل قوله تعالى ((ولا تجعل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه)) فهذه الأية مخالفة لشعور وفعل النبي تماما وفيها توجيه للكف والامتناع... كذلك فالمجازات في القرآن جاءت متخطية البيئة الصحراوية الجافة، بما لا يجعلها ترجمة لأفكار النبي او لأي شخص نشأ في تلك البيئة ولم ير غيرها وتعود أن يستخرج من طبيعتها فقط خيالاته! الإسلام لم يكن أبدا ترجمة للرؤية الكتابية للأفكار الدينية، فكان هناك عملية تنقية للأفكار مثل التوحيد في مقابل الإله القومي والنبوة في مقابل الملك وخيرية الأمة في مقابل شعب الله المختار ....الخ. وكذلك القرآن كانت كلماته وألفاظه ليست مجرد ترجمة وتحويل للجملة الكتابية إلى جملة عربية، بل إن كثيرا من الألفاظ القرآنية هي ألفاظ جديدة تماما ولا تدل على المدلولات إياها في الأديان السابقة ولكن بعد تنقيتها مما شابها (مثال: روح القدس، أيام الله) كذلك التأمل في الطريقة القرآنية في قصة يوسف، والقصة نفسها في الكتاب المقدس يشير في نفسك إلى مواطن الاختلاف بين رواية هي كلمة الله، والأخرى هي حكاية للتاريخ بكل ماديته! كان هناك جزء عن فواتح السور لم أفهم منه شيئا... وجزء آخر عن موافقات القرآن للعلم الحديث وجدت أغلبه متكلفا.. تحيرت في هذا الكتاب بين ثلاث نجوم واربع ، والسبب هو الإبهام الذي بدت به نظريته عند صياغتها..
فقرة مهمة صاغها المؤلف في فصل (مضمون الرسالة) وقد أجاد المترجم في صياغتها للمرة الثانية أراها تلخص هذا العمل وما يفترض أن يخْلُص إليه: إن عبقرية الإنسان تحمل بالضرورة طابع الأرض، ليخضع كل شيء لقانون الزمان والمكان ، بينما يتخطي القرآن دائما نطاق هذا القانون، وما كان لكتاب بهذا السمو أن يتصور في حدود الأبعاد الضيقة للعبقرية الإنسانية؛ ومن المقطوع به أنه لو أتيح لأحد أن يقرآ قراءة واعية يدرك خلالها رحابة موضوعه فلن يمكنه أن يتصور الذات المحمدية إلا مجرد واسطة لعلم غيبي مطلق
كتاب "عظيم" وقيّم جداً. هذه أول قراءة لي لمالك بن نبي وبالطبع لن تكون الأخيرة إن شاء الله. الكتاب فتح عقلي و وسّع مداركي في أمور كثيرة وفي بعض الصفحات كنت أعيد قراءة النَص أكثر من مرة لأفهم الفكرة جيداً -خاصة عندما أكون في المدرسة-.. وهو أيضاً من الكتب التي اجتذبتني لعالم آخر إلى درجة جعلتني لا شعورياً أقول بصوتٍ عالِ في مكان عام: صح صح صحححح عليك :]
الكتاب يبدأ بأكثر من مقدمة -قفزت بعضها-، ولا تبدأ مقدمة المؤلف إلا في صفحة ٥٧ ومن بداية ما يكتب مالك بن نبي ستنشد له خاصة بعد أن تعرف قصة الكتاب. يبدأ أولاً بالحديث عن الظاهرة الدينية ويوازن فيها بين المذهبين: المذهب المادي والمذهب الغيبي ثم يناقش الحركة النبوية ويتحدث عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ويأخذ "أرمياء" كمثال من الحركة النبوية الإسرائيلية ليدرس حالته ويستخلص منه خصائص النبوّة -وفي الحقيقة شعرت ببعض الارتباك عندما بدأ بالكتابة عن الأنبياء بتجرد تام- ثم في الفصل الثالث "أصول الإسلام بحث المصادر" يسهب في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم من عصر ما قبل البعثة ثم العصر القرآني وكيفية الوحي واقتناعه -صلى الله عليه وسلم- الشخصي ومقياسيه الظاهري والعقلي والرسالة.. ويتحدث بعدها عن الخصائص الظاهرية للوحي والتنجيم ويأخذ مثال على الوحدة التشريعية ومثال آخر على الوحدة التاريخية ويتكلم عن الصورة الأدبية في القرآن. في الفصل الذي يليه "العلاقة بين القرآن والكتاب المقدس" وبعد أن يتحدث عن العلاقة بينهما وتاريخ الوحدانية يأخذ مثالاً وهي سورة يوسف من القرآن وما يقابلها من الكتاب المقدّس ويضع الروايتين كاملة ثم يقارن ويوازن بين الروايتين وبين الكتابين ويبحث نقدياً في المسألة. أخيراً.. "موضوعات ومواقف قرآنية" ويتحدث فيه عن إرهاص القرآن وما لا مجال للعقل فيه وعن فواتح السور والمناقشات والموافقات والمجاز القرآني والقيمة الاجتماعية لأفكار القرآن.
نجمتان ونصف بالنسبة لي هي أضعف كتب مالك التي قرأتها له على الإطلاق. الكتاب عنوانه كبير حقا ورؤوس موضوعاته هامة جدا لكن حجيّة الفكرة والدلالات عليها تطفح بالضعف من جانب مالك، وليس عندي تبرير لذلك إلا لضعف فاعلية القرآن في نفس مالك وقلة إطلاعه على تركيب اللغة العربية بشدة وحتى وإن أوحى الكتاب بأنه لا يكتب مطلقا عن الإعجاز البلاغي التركيبي للغة القرآن. في النهاية لن يفهم هذا الكتاب بشدة إلا من اقترب للغته بشدة ولن يقيم أفكاره على سيقان سليمة إلا من دفع نفسه بكل ما فيها لمعايشة حية مع المصحف الشريف، وأجلى بيان على ذلك هو كتاب "النبأ العظيم" للعلامة دراز وكتاب "مدخل إلى القرآن الكريم" له أيضا والذي كتب بالفنرسية في نفس وقت كتابة مالك لهذا الكتاب تقريبا. لكن انظر لحجة دراز في الكتابين؟ ضربة قاضية لأي قاريء مهما اتسعت ثقافته أو قلت؛ ففي الأولى يقول دراز لك، هاه انظر، يؤتي الحكمة من يشاء وقد آتاني الله بعضها وأنت لست على شيء !! وفي الثانية يقول انظر أمامك كتاب عظيم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك !! ففي حجة دراز على موضوعاته قمة الطمأنينة لهذا لنبوة هذا النبي الأمي ! ثم لصحة كتابه الذي ابتُعث به. ولا تخرج بعشر هذا من كتاب مالك بن نبي الذي تعرض لنفس القضية وإن كان فيه ومضات جيدة جدا. وبالمناسبة نقد دراز لهذا الكتاب قد ضربه في مقتل في مفتتح هذا الكتاب ومن يعايش دراز ويعلم أدبه الجم في النقد وذكائه الشديد في توجيه سهامه يتيقن تماما أنه كتب المقدمة اطراءً لمالك لا أكثر ومقدمة العلامة أبي فهر في غير ذات موضوع الكتاب ! وفي رأيي هي أهم شيء جاء في الكتاب وهذا من المضحكات ! أن أهم إضاءة في الكتاب هي لغير المؤلف !
عموما مالك بن نبي يكتب في الاجتماع بذكاء شديد وكتابه شروط النهضة ومشكلة الأفكار من أهم الكتب التي كتبت في الفكر الإسلامي الحديث. ورحم الله علمائنا الأجلاء.
يدرس مالك بن نبي في هذا الكتاب الأفكار القرآنية كظاهرة بالنسبة للذات المحمدية ، فيثبت من خلال سلسلة منهجية من الأفكار الرصينة استقلال هذه الظاهرة وموضوعيتها و فرادتها وقانونها الخاص بالفكر وموضوعيتها وعدم تأثرها بالذات المحمدية بشكل خاص ، بحيث شُكّلَن كظاهرة بناء على المنظومة التامة التي رفدت بها هذا الكون مستقاة من ذي الجلال و الإكرام ، عالم الغيب و الشهادة ،والتي كما وصفها في خاتمته تطوف في مدارات مختلفة -من النظرة التوحيدية للكون إلى أدق التشريعات و القوانين -حول مركز واحد سيبقى حافلا بالأسرار إلى الأبد .
الكتاب فريد فعلا في طريقة تناوله لكمّ الأفكار هذا ،ساعيا بنظمه الرصين -والذي لم يتناوله أحد مثله بهذه الطريقة- إلى إحياء هذه الظاهرة بكل جوانبها في حياة الأمة تصديقا وتثبيتاً لقول مالك بن أنس : لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها"
الكتاب متميز..يتبع المؤلف فيه الأسلوب الديكارتى (العقلى) فى مناقشة قضية الظاهره القرآنيه. يبدأ فى مقدمه المبحث بالاشاره إلى حقيقة أن القرآن بذاته مُعجِز فى النَظْم والبيان، وأنه مفارق لكلام البشر...تلك هى الحقيقة الناصعه التى أعجزت قريش حين سمعت آيات القرآن تتلى عليهم، وتتحداهم بأن يأتوا بمثله / "أم يقولون افتراه؟! قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون" ~ سورة هود فإن هذا الرجل القُرَشىّ المُتقِن للشِعر،الذى يمتلك حِس فطرى للتذوق اللغوى الإبداعى قد وقف عاجزاً مشدوهاً أمام روعة إحكام آيات القرآن فآمن عُمر بن الخطاب لسماعه، ووقف الوليد بن المغيره متحيراً متعجباً من بديع بيانه..وما لبث القوم بعد ذلك أن دخلوا فى دين الله أفواجاً
مر بعد ذلك قرون..ضعفت فيها اللغه وأصبح التذوق الفطرى لحُسن البيان وجميلِ النَظْم أمر مُتعَسِر..وطرأ على الفكر الإنسانى الكثير مما يجعل العقول تنهج طرقاً جديده فى التفكير..ولما كان القرآن وحده هو معجزة الإسلام، وكان الناس مطالبين بالايمان بالله بمجرد قرائتهم لنصه...فكان لزاماً علي مفكرى الاسلام أن ينحوا مَنحى جديداً فى دراسه معجزة القرآن / ذلك ما دفع الأستاذ مالك بن نبىّ (رحمه الله) لتقديم هذه الدراسه متبعاً فيها المنهج الديكارتى فى دراسه التاريخ، والعوامل النفسيه للرسول (ص) التى تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا القرآن ما كان له أن يُفتَرى..وأن هناك بَوْن واسع بين الذات المحمديّه وبين ذات الوحى المتمثل فى القرآن..وأنه أنزِلَ من لَدُن حكيم عليم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
تقييم كتاب كهذا يدعو إلى الخوف .. فهو أحد مشاهير بن نبي .!
أريد الدخول في الموضوع مباشرةً .. و لكنني لم أستطيع تحديد الموضوع تماماً فنحن نتحدث عن كتاب تاريخي - ديني - فلسفي في وقت واحد و بعدد صفحات قليل نسبياً إذا ما أزحنا الكم الهائل من المقدمات الموضوعة و الجداول المرسومة في الكتاب
يتناول الكتاب عدة أمور منها سيرة المصطفى عليه الصلاة و السلام ولكن من الناحية النفسية و النظرة الذاتية للحبيب ، كما ( يحاول ) الرد على بعض الدراسات الغربية لمستشرقين أو غيرهم ، ولكنها لم تكن بالمحاولة الموفقة.
حيث أن عصرنا يهتم بالعلم أكثر من اهتمامه بالأدب و اللغة على عكس العصر الذي تنزل فيه القرآن ، يحاول مالك أن يتناول موضوع نزول الوحي بطريقة تحليلية فلسفية مع البراهين العلمية التي باتت أهميتها أكبر في عصر العلم. كما تطرق الى أوجه من التشابه بين القرآن الكريم و الكتب السماوية بعهديها القديم و الجديد ، وأخذ مثالاً عليها قصة سيدنا يوسف عليه السلام.
لا أنكر أنني شعرت بضياع أثناء القراءة ، خاصةً بسبب تقطع أوقات القراءة و الظروف السياسية الصعبة التي نمر بها ، و لكن هذا لا يلغي الحاجة الى التزود من بعض علم الفلسفة قبل الدخول في كتاب كهذا..
و في النهاية أرسل تحية كبيرة للمترجم الذي بدت ثقافته و استيعابه للموضع متجلية بين السطور ، و في أسفل الصفحات !
ليس سهلاً شمل كتاب كهذا بمراجعة الأحرى أن تكون قصيرة نسبياً ليتم الاستفادة منها. لا شك أن الكتاب يستحق الإعجاب الشديد في العديد من مواضيعه، ولن أذكر الكثير منها طلباً لعدم الإطالة؛ ومن تلك المواضيع، طرحه للظاهرة القرآنية من وجهة نظر الرسول محمد كبشري، كذات بشرية واجهت هكذا حدث عظيم فريد، كيف تعاملت معه، كيف كانت ردة فعلها كذات بشرية، كيف وصلت للاقتناع بالظاهرة والاطمئنان لها كي تقدر أن تقنع الأمم وتضع في قلبها الاطمئنان. ولم يغفل الكاتب جانب أن النبي محمد كان قد هُيِّأ لرسالته منذ البدء، منذ الصغر، وأن الأمر روحيٌّ ومعجزة من معجزات الله لكنه أكّد وناقش ردة الفعل البشرية للذات المحمدية اتجاه هكذا معجزة. جانب آخر شد انتباهي هو تحديد وظيفة القرآن الأولية بالإعجاز ببيانه وبلاغته، قبل أن يتتابع وتكتمل صورته بالإعجازات الأخرى العلمية والغيبية. وظيفة على حد قول الكاتب وتصديق الواقع، قد فقدنا القدرة على استيعابها. معظمنا فعل.
لا أزعم أنني استطعت إلماماً بالكتاب، بقيت بضع فقرات عصية على الفهم عندي رغم إعادة القراءة ومحاولات النظر لها استضاءة بأخرى. ولا أزعم أنه كتاب تام، لكنه استطاع أن يروي بعض أسئلتي العطشى بأجوبة بحثتُ عنها طويلاً.
إنّ المُفكّر مالك بن نبي ينجح دائمًا في تحديد منهجِ كُتُبه وطَرحِ أفكاره بتسلسلٍ يسلبُ العقول، ويُفكك المُشكلة التي يُناقِشها بطريقةٍ هندّسيةٍ رصينه، فقد استطاع في ثلاثمئة صفحة أنْ يدلل على أنّ القرآن إلهيُّ المصدرِ، ذاتُ الرسول صلى الله عليه وسلم مفصولةٌ عن أي تَدخلٍ في نظمهِ. ولكنّي لم أقرأ كِتابًا لَهُ بهذا الثّقل مِن قبل؛ فقد أفقدته التّرجمة مِن الفرنسية إلى العربية اتّساقه، وما زادَهُ ثُقْلًا تلك الأخطاء في السيرة التي لا أستطيع أن اغفرها لِمُفكري المُفَضّل مالك بن نبي! فقارئٌ حَذِقٌ للواقعِ مِثلَه يجبْ أنْ يكونَ أكثر حَذرًا في التّعامل مع سيرةِ الرسول صلى الله عليه وسلم. ولكن، " جلَّ مَنْ لا يسهو" . .
هذا ليس بالكتاب السهل .. يحتاج تؤدة في قراءته وتفهم مراميه .. تناول المفكر مالك بن نبي القرآن كظاهرة وحللها مرة من الناحية الإعجازية وأخرى بانفصالها عن "الذات المحمدية" ومرة بالموازنة مع الكتاب المقدس .. تعبت في فهم بداية الكتاب حين تناول الوحي من الناحية النفسية .. أحسست أنه مختص أكثر لغير المسلمين ليقنعهم بحججهم العقلية .. المؤلف ناقم على النقاد المحدثين وطريقة تناولهم للقرآن وهو يرد عليهم بطريقتهم .. كتاب مهم يستحق القراءة والمدارسة ..
��ذه هي قراءتي الثالثة لمالك بن نبي و قد اكتفيت بالتقييم في الأولى ( شروط النهضة ) و الثانية ( ميلاد مجتمع ) و عجزت أن اكتب أي مراجعة و وافق عجزي هذا تعليق أحد القرّاء حيث قال : مخطىء من يظنّ انه بامكانه كتابة مراجعة لكتب مالك بن نبي فهي تعبّر عن نفسها ... و قد كُتب في التقديم و بكل اختصار : هذا كتاب ( الظاهرة القرآنية )