ديوان المتنبي كان المعري أول من جمعه في كتابه معجز أحمد فيه ما صح أنه للمتنبي، أفضل شعراء العرب قولا، و أجودهم معنى يحتوى ديوانه على أرقى المدحيات و أعنف الفخريات التي قيلت في تاريخ الشعر العربي
أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية. فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء. وهو شاعرحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. و تدور معظم قصائده حول مدح الملوك. ترك تراثاً عظيماً من الشعر، يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير. قال الشعر صبياً. فنظم أول اشعاره وعمره 9 سنوات. اشتهر بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية باكراً.
صاحب كبرياء وشجاع طموح محب للمغامرات. في شعره اعتزاز بالعروبة، وتشاؤم وافتخار بنفسه، أفضل شعره في الحكمة وفلسفة الحياة ووصف المعارك، إذ جاء بصياغة قوية محكمة. إنه شاعر مبدع عملاق غزير الإنتاج يعد بحق مفخرة للأدب العربي، فهو صاحب الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. وجد الطريق أمامه أثناء تنقله مهيئاً لموهبته الشعرية الفائقة لدى الأمراء والحكام، إذ تدور معظم قصائده حول مدحهم. لكن شعره لا يقوم على التكلف والصنعة، لتفجر أحاسيسه وامتلاكه ناصية اللغة والبيان، مما أضفى عليه لوناً من الجمال والعذوبة. ترك تراثاً عظيماً من الشعر القوي الواضح، يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير، ويستدل منها كيف جرت الحكمة على لسانه، لاسيما في قصائده الأخيرة التي بدأ فيها وكأنه يودعه الدنيا عندما قال: أبلى الهوى بدني.
أنا أؤمن أن المتنبي كان معاه جني- يخرب بيته شو حبيته! "ومثلك يؤتى من بلاد بعيدة .. ليُضحك ربات البيوت البواكيا" ا
(انظر كيف يفخر بنفسه):
وللسر مني موضع لا يناله .. نديم ولا يفضي إليه شراب
ُمانال أهل الجاهلية كلهم مني .. وماسمعت بسحري بابل وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ.. فهي الشهادة لي بأني كاملُ
أمِط عنك تشبيهي: بما وكأنه.. فما أحدٌ فوقي ولا أحدٌ مثلي !
أيَّ محلٍ أرتقي؟ أيَّ عظيم أتَّقي؟ وكل ما قد خلق الله وما لم يخلقِ محتقرٌ في همتي كشعرةٍ في مفرقي
وما الدهرُ إلا من رواة قصائدي إذا قلتُ شعراً: رَدَّد الدهرُ مُنشِدا
وإني لنجم تهتدي صُحبتي به.. إذا حال من دون النجوم سحاب
أنا في أمة تداركها الله .. غريب كصالح في ثمود
لا بقومي شرفتُ بل شُرُفوا بي.. وبنفسي فخرتُ لا بجدودي
ومن يبغِ ما أبغي من المجد والعلى.. تساو المحايي عنده والمقاتل
سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا.. بأنني خير من تسعى إليه قدم
ومن يبغِ ما أبغي من المجد والعلى.. تساو المحايي عنده والمقاتل (أي تتساوى الحياة والموت لديه)
فما لي وللدنيا! طِلابي نجومها!.. ومسعاي منها في شدوق الأراقم
(أما أعجب ماقرأت في مدحه وافتخاره بنفسه فكان هذا البيت: ) إني وإن لمتُ حاسديّ فما.. أنكرُ أني عقوبة لهمُ (!!)
(واقرأ بعضاً من حكمه):
إذا صديقٌ نكرتُ جانبهُ.. لم تُعيني في فراقه الحيلُ
تصفو الحياة لجاهل أو غافل.. عما مضى منها وما يتوقع
فإن قليل الحب بالعقل صالح.. وإن كثير الحب بالجهل فاسدُ
ولما صار ود الناس خبّا.. جزيت على ابتسام بابتسام (خباً يعني كذباً)
ما كل من طلب المعالي نافذا.. فيها ولا كل الرجال فحولاً
ولا تشك إلى خلق فتُشمته.. شكوى الجريح إلى الغربان والرخم وكن على حذر للناس تستره.. ولا يغرّك منهم ثغر مبتسم (صدق.. الشكوى لغير الله مذلة)
أصادق نفس المرء من قبل جسمه.. وأعرفها في فعله والتكلم
من يهن يسهل الهوان عليه.. ما لجرح بميّت إيلامُ
ولا تطمعن من حاسد في مودة.. وإن كنت تبديها له وتنيل يهون علينا أن تُصاب جسومنا.. وتسلم أعراض لنا وعقولُ
ومن يك ذا فم مريض.. يجد مُرّا به الماء الزُلالا
كفى بك داءا أن ترى الموت شافيا.. وحسب المنايا أن يكن أمانيا
بذا قضت الأيام مابين أهلها.. مصائب قوم عند قوم فوائدُ
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى.. عدواً له ما من صداقته بدُ
كدعواكِ: كلٌّ يدعي صحة العقلِ ..ومن ذا الذي يدري: بما فيه من جهلِ؟
ومن جَهِلت نفسه قدره ..رأى غيره منه، ما لا يُرى
إذا ترحَّلتَ عن قوم وقد قدروا .. أن لا تفارقهم، فالراحلون هُمُ
إني لأعلمُ ، واللبيب خبيرٌ.. أن الحياة وإن حرصتَ غرورٌ
وهبني قلتُ: هذا الصبح ليلٌ.. أيعمى العالمون عن الضياء؟
إذا أعتاد الفتى خوض المنايا .. فأيسر مايمر به الوحول
إنما الناس بالملوك وما .. تصلح عرب ملوكها عجم
لولا العقول لكان أدني ضغيم .. أدنى الى شرف من الانسان
ومن ينفق الساعات في جمع ماله.. مخافة فقر فالذي فعل الفقرُ
إذا غامرت في شرف مروم.. فلا تقنع بما دون النجوم فطعم الموت في أمر حقير.. كطعم الموت في أمر عظيم
فقلت لكل حي يوم سوء.. وإن حرص النفوس على الفلاح
إذا اعتاد الفتى خوض المنايا.. فأيسر ما يمر به الوحول ومن أمرَ الحصون فما عصته.. أطاعته الحزونة والسهول
نصيبك في حياتك من حبيب.. نصيبك في منامك من خيال
خذ ماتراه ودع شيئاً سمعت به.. في طلعة البدر ما يُغنيك عن زحلِ (هذا البيت كثيراً ما أردّده)
وليس يصح في الأذهان شيء.. إذا احتاج النهار إلى دليل
وإطراق طرف العين ليس بنافع.. إذا كان طرف القلب ليس بمطرق
(وابكِ معه):
ما كنتُ أحسب قبل دفنك في الثرى.. أن الكواكب في التراب تغورُ
ولابد من شكوى إلى ذي قرابة.. يواسيك أو يسليك أو يتوجعُ
قد كنت أشفق من دمعي على بصري.. فاليوم كل عزيز بعدكم هانا�
أبعين مفتقر إليك نظرتني فأهنتني ورميتني من حالق لست الملوم أنا الملوم لأنني علقت آمالي بغير الخالق
نبكي على الدنيا وما من معشر جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا أين الأكاسرة الجبابرة الأُلى كنزوا الكنوز فما بقين ولا بقوا
أظمتني الدنيا فلما جئتها مستسقيا مطرت علي مصائبا
وحيد من الخلان في كل بلدة إذا عظم المطلوب قل المساعد
طوى الجزيرة حتى جاءني خبر فزعت فيه بآمالي إلى الكذب فلما لم يدع لي صدقه أملا شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي
مصائب شتى جُمعت في مصيبة.. ولم يكفها حتى قفّتها مصائبُ ((المصائب لا تأتي فُرادى))
(وابتسم مع غزله وكلامه في العشق والشوق)
وما كنتُ ممن يدخلُ العشقُ قلبه ولكن من يبصر جفونكَ، يَعشقِ
نحنُ أدرى، وقد سألنا بِنَجْدٍ : أطويلٌ طريقنا؟ أم يطولُ؟ وكثيرٌ من السؤال إشتياقٌ وكثيرٌ من رَدّه: تعليلُ
يامن يعز علينا فراقكمُ.. وجداننا كل شيء بعدكم عدمُ
وما صبابة مشتاق على أمل.. من اللقاء كالمشتاق بلا أمل
والهجر أقتل لي مما أراقبه.. أنا الغريق فما خوفي من البلل؟
واستقبلت قمر السماء بوجهها فأرتني القمرين في وقت معاً
لولا مفارقة الأحباب ما وجدت.. لها المنايا إلى أرواحنا سبيلاً
وقد فارق الناس الأحبة قبلنا .. وأعيا دواء الموت كل طبيب أرق على أرق ومثلي يأرق.. وجوًى يزيدُ وعبرة تترقرقُ وعذلت أهل العشق حتى ذقته.. فعجبتً كيف يموتُ من لا يعشقُ
خف الله، واستر ذا الجمال ببرقعٍ.. فإن لُحتَ ذابت في الخدور العواتق
لقد حازني وجد بمن حازه بعد فيا ليتني بعد ويا ليته وجد
أتراها لكثرة العشاق .. تحسب الدمع خلقة في المآقي؟
لا تعذل المشتاق في أشواقه.. حتى يكون حشاك في أحشائه إن القتيل مضرّجا بدموعه.. مثل القتيل مضرّجا بدمائه
(أما المديح فهو السبب الأساسي لشعره، كان من أكبر النصابين، لكن نصبه كان سحراً) :
ترك مديحكَ كالهجاء لنفسي.. وقليلٌ لك المديح الكثيرُ
مثلك يابدر لا يكون , ولا .. تصلح إلا لمثلك الدولُ
قد شرف الله أرضا أنت ساكنها وشرف الناس إذ سواك انسانا
بأدنى ابتسام منك تحيا القرائح.. وتقوى من الجسم الضعيف الجوارحُ
حق الكواكب أن تعوّدك من عل.. وتعوّدك الآساد من غاباتها والجن من ستراتها والوحش من .. فلواتها والطير من وكناتها
من كان فوق محل الشمس موضعه.. فليس يرفعه شيء ولا يضعُ
فلو خُلق الناس من دهرهم.. لكانوا الظلام وكنتَ النهارا
الصوم والفطر والأعياد والعصر .. منيرة بك حتى الشمس والقمر
إذا كان ما تنويه فعلا مضارعا.. مضى قبل أن تُلقي عليه الجوازمُ
لا أدري هل تستطيع مثلي أن تكتب وتتحدث عن شاعر فذ متمكن قادر كالمتنبي ليس نقصان من نفسي ولكني أمام شخصية عظيمة تاهت العقول بشعرها وعجب الشعراء لمفرداتها أمام هرم من الأهرامات اللغوية الأدبية التي لاتطاول ..وما سأقوله ماهو إلا غيض من فيض لبحر لجي واسع عميق المتنبي ..... هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكندي الكوفي أعظم الشعراء وأكثرهم تمكنا باللغة وأوفرهم بمفرادتها وقواعدها .. صاحب الكبرياء والشجاعة ، طموح ، محب للمغامرات شعره اعتزازا بالعروبة وافتخارا بنفسه تعدد بين الحكمة والمدح فلسفة الحياة ووصف المعارك وغيرها من الموضوعات التي ابدع فيها .. شاعر مبدع عملاق وفير الانتاج الشعري مفخرة للغة والادب العربي بحق صاحب الحكم البالغة والامثال السائرة والمعاني المبتكرة .. اخذ ديوانه الحيز الاكبر من قصائد المدح لكنه لايقوم على التكلف ليفجر احاسيسه ويمتلك ناصية اللغة والبيان ممازاد في ذلك لونا من الجمال وترك اثرا واضحا عظيما ، قصائد قوية لطيفة تجمع بين الحكمة والبلاغة وجمال الصور ودقة التعبير اتسم شعره بالقوة والمتانة نظرا الى بروز شخصيته وانقسم الى اقسام /شعر الفتوة / وقسم قيل عندسيف الدولة /وقسم قيل في مصر / وقسم قيل في فارس والعراق / .... ابرز المواضيع التي مال لها المتنبي في قصائده وشعره كانت بفنون مختلفة ابرزها كانت :: المدح وقد شغل القسم الاكبر من ديوانه وقد مدح مايقارب خمسين شخصا أبرزهم سيف الدولة الحمداني أمير حلب خصه بما يقارب ثلث ديوانه وبدر بن عماد وكارفور وغيرهم بتصوير رائع وعلو نفس وشدة جرس موسيقي وتحسينات بديعية متمكنة ، اتخذ من اسلوبه وسيلة للعيش وبلوغ المجد يستمر في الثناء والمدح كلما استمر العطاء فإن قل راح يضرب في البلاد نافعا واجمل ماقال في المدح : أنام ملأ جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جرَّاها ويختصمُ وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ فهي الشهادة لي بأنيَ كاملُ وايضا ....: وقال يمدح كافوراً سنة ست وأربعين وثلاثمائة ومنها: ترعرعَ المَلِكُ الأستاذُ مُكتهِلاً قبل اكتِهالٍ أديباً قبلَ تأديبِ مُجرَّباً فَهَماً مِنْ قَبْلِ تَجرِبَةٍ مُهذَّباً كرَماً مِنْ غيرِ تهذيبِ حتى أصابَ منَ الدنيا نهايتها وهمُّهُ في ابتداءاتٍ وتشبيبِ يُدَبِّرُ المُلْكَ من مصرٍ إلى عدَنٍ إلى العراقِ فأرضِ الرُّومِ فالنُّوبِ وقال يمدحه، وأنشده إياها في شوال سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وهي آخر ما أنشده، ولم يلقه بعدها ومنها: لياليَ عندَ البيضِ فَوْدَايَ فِتنَةٌ وفخرٌ، وذاكَ الفخرُ عنديَ عابُ فكيف أَذُمُّ اليومَ ما كُنتُ أشتهي وأدعو بما أشكوه حِينَ أُجابُ جلا اللونُ عن لونٍ هدَى كلَّ مسلَكٍ كما انجابَ عن ضوءِ النَّهارِ ضبابُ
_العتاب : عتاب المتنبي شبيه بمحاسبة امتزجت بالروعة وقدرة الشاعر الواضحة على ايصال مافي قلبه وتجلى ذلك في عدة قصائد اجملها : وَاحَرّ قَلْباهُ ممّنْ قَلْبُهُ شَبِمُ وَمَنْ بجِسْمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ ما لي أُكَتِّمُ حُبّاً قَدْ بَرَى جَسَدي وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلةِ الأُمَمُ إنْ كَانَ يَجْمَعُنَا حُبٌّ لِغُرّتِهِ فَلَيْتَ أنّا بِقَدْرِ الحُبّ نَقْتَسِمُ قد زُرْتُهُ وَسُيُوفُ الهِنْدِ مُغْمَدَةٌ وَقد نَظَرْتُ إلَيْهِ وَالسّيُوفُ دَمُ فكانَ أحْسَنَ خَلقِ الله كُلّهِمِ وَكانَ أحسنَ ما في الأحسَنِ الشّيَمُ فَوْتُ العَدُوّ الذي يَمّمْتَهُ ظَفَرٌ في طَيّهِ أسَفٌ في طَيّهِ نِعَمُ قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ لَكَ المَهابَةُ ما لا تَصْنَعُ البُهَمُ أَلزَمتَ نَفسَكَ شَيئاً لَيسَ يَلزَمُها أَن لا يُوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَمُ أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشاً فانْثَنَى هَرَباً تَصَرّفَتْ بِكَ في آثَارِهِ الهِمَمُ عَلَيْكَ هَزْمُهُمُ في كلّ مُعْتَرَكٍ وَمَا عَلَيْكَ بهِمْ عارٌ إذا انهَزَمُوا
_الرثاء: كان يلجأ في رثائه الى ضرب الحكم وبسط فلسفة متشائمة ولكن في رثاء من يحبهم كان يشتعل عاطفة ويتقد اشواقا لاحدود لها وأهم مرثية :/ جدته وام سيف الدولة وابنه واختاه الكبرى والصغرى ومحمد بن اسحاق وعمة عضد الدولة بحزن عميق جبار يزعزع كيانه فينفث ابياتا يمزجها بألم نفسي متجهم كما قال في جدته : ألا لا أُري الأحداثَ مَدحاً ولا ذَمّا فَما بَطشُها جَهلاً ولا كفُّها حِلمَا إلى مثلِ ما كانَ الفتى مرْجعُ الفتى يَعُودُ كمَا أُبْدي ويُكرِي كما أرْمَى لَكِ الله مِنْ مَفْجُوعَةٍ بحَبيبِها قَتيلَة ِ شَوْقٍ غَيرِ مُلحِقِها وَصْمَا أحِنّ إلى الكأسِ التي شرِبَتْ بها وأهوى لمَثواها التّرابَ وما ضَمّا بَكَيْتُ عَلَيها خِيفَةً في حَياتِها وذاقَ كِلانا ثُكْلَ صاحِبِهِ قِدْمَا ولوْ قَتَلَ الهَجْرُ المُحبّينَ كُلَّهُمْ مضَى بَلَدٌ باقٍ أجَدّتْ لَهُ صَرْمَا عرَفْتُ اللّيالي قَبلَ ما صَنَعَتْ بنا فلَمَا دَهَتْني لم تَزِدْني بها عِلْمَا مَنافِعُها ما ضَرّ في نَفْعِ غَيرِها تغذّى وتَرْوَى أن تجوعَ وأن تَظْمَا أتاها كِتابي بَعدَ يأسٍ وتَرْحَةٍ فَماتَتْ سُرُوراً بي فَمُتُّ بها غَمّا حَرامٌ على قَلبي السّرُورُ فإنّني أعُدّ الذي ماتَتْ بهِ بَعْدَها سُمّا تَعَجَّبُ مِنْ لَفْظي وخَطّي كأنّما ترَى بحُرُوفِ السّطرِ أغرِبةً عُصْمَا وتَلْثِمُهُ حتى أصارَ مِدادُهُ مَحاجِرَ عَيْنَيْها وأنْيابَها سُحْمَا رَقَا دَمْعُها الجاري وجَفّتْ جفونها وفارَقَ حُبّي قَلبَها بَعدمَا أدمَى ولم يُسْلِها إلاّ المَنَايا وإنّمَا أشَدُّ منَ السُّقمِ الذي أذهَبَ السُّقْما طَلَبْتُ لها حَظّاً فَفاتَتْ وفاتَني وقد رَضِيَتْ بي لو رَضيتُ بها قِسْمَا فأصْبَحتُ أسْتَسقي الغَمامَ لقَبرِها وقد كنْتُ أستَسقي الوَغى والقنا الصُّمّا وكنتُ قُبَيلَ الموْتِ أستَعظِمُ النّوَى فقد صارَتِ الصّغَرى التي كانتِ العظمى هَبيني أخذتُ الثأرَ فيكِ منَ العِدَى فكيفَ بأخذِ الثّأرِ فيكِ من الحُمّى وما انسَدّتِ الدّنْيا عليّ لضِيقِهَا ولكنَّ طَرْفاً لا أراكِ بهِ أعمَى فَوَا أسَفا ألاّ أُكِبَّ مُقَبِّلاً لرَأسِكِ والصّدْرِ اللّذَيْ مُلِئا حزْمَا وألاّ أُلاقي روحَكِ الطّيّبَ الذي كأنّ ذكيّ المِسكِ كانَ له جسمَا ولَوْ لمْ تَكُوني بِنْتَ أكْرَمِ والِدٍ لَكانَ أباكِ الضّخْمَ كونُكِ لي أُمّا لَئِنْ لَذّ يَوْمُ الشّامِتِينَ بيَوْمِهَا لَقَدْ وَلَدَتْ مني لأنْفِهِمِ رَغْمَا تَغَرّبَ لا مُسْتَعْظِماً غَيرَ نَفْسِهِ ولا قابِلاً إلاّ لخالِقِهِ حُكْمَا ولا سالِكاً إلاّ فُؤادَ عَجاجَةٍ ولا واجِداً إلاّ لمَكْرُمَةٍ طَعْمَا يَقُولونَ لي ما أنتَ في كلّ بَلدَةٍ وما تَبتَغي؟ ما أبتَغي جَلّ أن يُسْمى كأنّ بَنيهِمْ عالِمُونَ بِأنَّنِي جَلُوبٌ إلَيهِمْ منْ مَعادِنه اليُتْمَا وما الجَمْعُ بَينَ الماءِ والنّارِ في يدي بأصعَبَ من أنْ أجمَعَ الجَدّ والفَهمَا ولكِنّني مُسْتَنْصِرٌ بذُبَابِهِ ومُرْتكِبٌ في كلّ حالٍ به الغَشمَا وجاعِلُهُ يَوْمَ اللّقاءِ تَحِيّتي وإلاّ فلَسْتُ السيّدَ البَطَلَ القَرْمَا إذا فَلّ عَزْمي عن مدًى خوْفُ بُعده فأبْعَدُ شيءٍ ممكنٌ لم يَجِدْ عزْمَا وإنّي لَمِنْ قَوْمٍ كأنّ نُفُوسَهُمْ بها أنَفٌ أن تسكنَ اللّحمَ والعَظمَا كذا أنَا يا دُنْيا إذا شِئْتِ فاذْهَبي ويا نَفسِ زيدي في كرائهِها قُدْمَا
_الغزل : غزل المتنبي على الرغم من قلته الا انه ازدان بدقة المعنى وجمال الاسلوب ولطف المبنى ورقة الحس كالروضة الناظرة .. وقال يصف مشاعره لحبيبته ( يقصد بها خولة أخت سيف الدولة) والتي لا يستطيع أن يبوح بها ,ولم نري في شعرالمتنبي الغزلي أرق منها كَتَمتُ حُبُّكِ حَتّى مِنكِ تَكرِمَةً *** ثُمَّ اِستَوى فيكِ إِسراري وَإِعلاني كَأَنَّهُ زادَ حَتّى فاضَ مِن جَسَدي *** فَصارَ سُقمي بِهِ في جِسمِ كِتماني واخيرا : المتنبي ذو عقل قوي زادت التجارب من قوته قال اكثر شعره وهو يتقلب بين الالم والامل مشغف بالمجد واعجابه بنفسه .. في الفترة الاخيرة ازاد عدد الشعراء المقلدون للمتنبي ولكن للحفاظ على هذا الكنز الادبي يجب الابتعاد عن تقليده بالصبغة الخارجية وظهر ذلك في اغراق شعره ببحر من الطبقات والتكلفات البديعية والغموض واستخدام الالفاظ التقليدية الجوفاء بل يجب التحلي بعبقريته فهو نموذج رائع ونادر لايتكرر من خلال التجديد والتحرر من التقاليد المصطنعة وادخال نفسا شعريا قويا في القصائد الادبية من قوة وفخامة وعروبة للمحافظة على متانة الشعر العربي وحيويته النابضة ..... لايكتمل الادب العربي الا بمثلك ولايكتمل الاتقان الادبي دون المرور بمثل هذا الكنز الثمين .....
أعشق الشعر ، لكن شعر المتنبي له رونق خاص، متعة خالصة لا مثيل لها ، قدرته على تطويع اللغة العربية و استعمال مفرداتها بمهارة مثيرة للدهشة، براعته في النسج قادته لأن يجمّل أبشع المشاعر الإنسانية، بل ربما كان الإنسان الوحيد الذي أجبرنا على أن نحبّ غروره ، انظر مبلغ الجمال في قوله :
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي.. و أسمعت كلماتي من به صمم أنام ملء جفوني عن شواردها ... و يسهر الخلق جرّاها و يختصم
في الحقيقة الديوان كان بمثابة رفيق حقيقي لي طيلة الفترة الماضية، أنصحكم به ، متّعوا أنفسكم بشعر حقيقي و بيانٍ ذو طلاوة .
هذه القراءة اعادت إلي ذكريات جميلة ... فقد كان أبو الطيب المتنبي أول من فتحت عيناي على قصائده ومن حبب إلى قلبي المضي قدماً في قراءة الشعر والتوسع فيه ، إنه قدوة بالنسبة إلي في الشموخ وعزة النفس والبلاغة الشعرية ، فنحن لم نأخذ من اللغة العربية في وقتنا هذا إلا ما تيسر منها ، فاللغة العربية في تدهور مستمر منذ القدم ، وهنا استشهد بقصيدة لنزار قباني حينما قال عن المتنبي :
"تستطيع بئر النفط... أن تضخ عشرة ملايين برميل يومياً ولكنها، لا تستطيع أن تضخ... متنبياً واحداً"
و من خلال هذا التشبيه يتضح جليا وزن المتنبي على الساحة الأدبية حيث إعتبره الكثيرون الأفضل على الساحة خلال كل العصور ، وخصائص نفسية في قصائده كانت تدرس في كبرى الجامعات العالمية ،هو فعلا عملاق ومبدع ومن بين أكثر الأبيات التي أعجبتني وظلت راسخة في ذهني : _ خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل والهجر أقتل لي مما اراقبه أنا الغريق فما خوفي من البلل
هذا قرآن الشعر العربي. يروي هذا الديوان قصة رجل متشبع بالعروبة، متعطش إلى بطولاتها و أمجادها القديمة في عصر تفككت فيه الدولة، و بات للفرس كلمتهم و سلطتهم و جبروتهم... يدعو المتنبي من خلال سيفيّاته و حتى من خلال فخرياته و حكمه، إلى العودة إلى المنظومة الأخلاقية الجاهلية التي كانت تمجّد الكريم و صاحب القرى و الذائد بسيفه و المعتد بأفعاله لا بدمائه.. بل و يؤسس صورة الرجل السوبرمان الذي كان ينشده في شبابه قبل أن يعكس ذلك على سيف الدولة..
كان المتنبي أصيلا في شعره، فلم يشأ أن يحدث كما فعله سابقوه من بني عصره، و لم يشأ أن يبتدع فنا جديدا أو لغة جديدة، بل نبش الماضي و استخرج منه معجما شديدا قويا سلسا كأنما يتدفق دونما عناء في مخيلته. أنام ملء جفوني عن شواردها و يسهر الخلق جرّاها و يختصمُ
و الحقيقة أنه من بين كل فخرياته، فهذا البيت هو الوحيد الذي يمكن الاستئناس إلى حقيقته و الاطمئنان إلى صدقه.
ولقد عقدت هُدنة للتفرّغ مع أبو محسّد للتعرّف عليه عن قُرب، كان قادر على الإتيان بأغراض شعرية متنوعة في قصيدة واحدة! وأزعم أن هذا ما كان يميّزه بين شعراء عصره.
:أحمد إن كان سرّكم ما قال حاسدنا // فما لجرج إذا أرضاكم ألم
:شوقي جحدتها وكتمت السهم في كبدي ** جرح الأحبة عندي غير ذي ألم
:شوقي يا لائمي في هواه والهوى قدر** لو شفك الوجد لم تعذل ولم تلم
:أحمد وعذلت أهل العشق حتى ذقته // فعجبت كيف يموت من لا يعشق وعذَرتهُم وعَرَفتُ ذَنبي أنّني//عَيّرتُهم فَلَقيتُ فيه ما لَقُوا
.... وبيننا لو رعيتم ذاك معرفة // إن المعارف في أهل النهى ذمم إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا // ألا تفارقهم فالراحلون هم شر البلاد مكان لا صديق به// وشر ما يكسب الإنسان وما يصم
الكثير يذكرون المتنبي عندما يُذكر الفخر او المدح ولكني ارى ابياته الغزلية لا تدانيها ابيات اي شاعر غزلي اخر. ديوانه كان رفيقي في امتحانات المد والفاينل !
# سؤال يتبادر الى ذهني دائماً , يا ترى لو استطاع المتنبي الحصول على امارة او ولاية منذ بادئ الامر وحكمها هل سيكون شعره بهذه الجودة ؟ ,, أو هل كان سيتفرغ للشعر أصلاً ؟
# أمر آخر : مدح المتنبي كل من هب ودب , وهذه نقطة سوداء في تاريخه , افبعد رفقة سيف الدولة ومدحه تذهب الى كافور العبد الآبق الخائن وتقيم عنده وتمدحه,, يا رجل !!!!!
# بالرغم من كثرة المدائح " المزعجة جداً " في هذا الديوان إلا أنه مليء بالحكمة والفخر والأنفة والأسى على ما آل إليه حال العرب في تلك الفترة من تردٍ وفرقة ومصائب .
# سأنتقي لكم أكثر الابيات التي أعجبتني في ديوان المتنبي :
أين فضلي إذا قنعت من الدهر *** بعيش معجل التنكيد ضاق صدري وطال طلب الرزق *** قيامي وقل عنه قعودي أبدا أقطع البلاد ونجمي *** في نحوس وهمتي في سعود عش عزيزا أو مت وأنت كريم بين طعن القنا وخفق البنود
تَغَرّبَ لا مُسْتَعْظِماً غَيرَ نَفْسِهِ *** ولا قابِلاً إلاّ لخالِقِهِ حُكْمَا ولا سالِكاً إلاّ فُؤادَ عَجاجَةٍ *** ولا واجِداً إلاّ لمَكْرُمَةٍ طَعْمَا يَقُولونَ لي ما أنتَ في كلّ بَلدَةٍ *** وما تَبتَغي؟ ما أبتَغي جَلّ أن يُسْمى
ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ *** وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ منَ الأذى *** حتى يُرَاقَ عَلى جَوَانِبِهِ الدّمُ
أماتَكُمُ من قَبلِ مَوْتِكُمُ الجَهْلُ *** وجَرّكُمُ من خِفّةٍ بكُمُ النّمْلُ وُلَيْدَ أُبيِّ الطّيّبِ الكَلْبِ ما لَكُم *** فطَنتُمْ إلى الدعوَى وما لكُمُ عَقلُ
بنا منكَ فوْقَ الرّملِ ما بك في الرّملِ *** وهذا الذي يُضْني كذاكَ الذي يُبلي فإنْ تَكُ في قَبرٍ فإنّكَ في الحَشَا *** وإنْ تَكُ طفلاً فالأسَى ليسَ بالطفلِ
في أحد الأيام ، ذهب " أبن جني " عالم اللغة العربية الشهير ، إلى المُتنبئ و قال له : - وَيحك يا مُتنبئ ، ألا تَكتُب على قواعد و أصول عَلم العروض ؟؟ فأجابه المُتنبئ : - يا أبن جَني ، قواعد العَروض هي مَن تُكتب عَلى شَعري
الديوان عظيم لشاعر عظيم بل وأعظم شعراء حقبة التسعمائة للميلاد اشتهر بشعره خاصة فيما تعلّق بمدحه للأمير سيف الدولة بن حمدان والذي بدوره أغدق عليه الكثير من الجوائز والمال والهدايا
وهكذا تنقّل بين دمشق فمصر وبغداد وبلاد فارس بارجان فشيراز ومدح عضد الدولة بن بويه فأجزل عطيّته ثمّ انصرف من عنده راجعاً إلى بغداد فالكوفة فتعرّض له فاتك ابن أبي جهل الأسدي في الطريق فاقتتلوا حتى قُتل المتنبّي مع ولده وغلامه في الجانب الغربي من بغداد وقيل أنّ سبب قتله هو القصيدة التي هجا بها ضبة بن يزيد وكانت والدة ضبة شقيقة فاتك المذكور
_ أغلب الأبيات جاءت مديح، هجاء ورثاء _ اللغة صعبة جداً في الغالب لمن ليس ذو باع في الفصحى ومفرداتها _ الأفكار والمعاني حتماً عميقة وضخمة وهذا شيء بديهي عندما يكون محور حديثنا حول المتنبي _ الديوان يبعث على بعض الملّل لبعض التكرار العام في الأفكار _ رغم وجود ماهو أشبه بمعاجم وشروحات كثيرة لأغلب الأبيات لكن لاتزال العمليّة مُضنية في النظر المتواصل للأسفل والبحث عن المعاني
اقتباسات: _ قد شغلَ النّاس كثرةُ الأمل وأنتَ بالمَكرُمات في شغل تمثّلوا حاتماً ولو عقلوا لكنتَ في الجود غاية المثل
_ كتمتُ حُبّكِ حتى منكِ تكرمةً ثمّ استوى فيه إسراري وإعلاني كأنّه زادَ حتى فاض عن جسدي فصار سُقمي به في جسمِ كتماني
_ إذا غامرتَ في شرفٍ مروم فلا تقنَع بما دونَ النّجوم فطعمُ الموتِ في أمرٍ حقير كطعمِ الموتِ في أمرٍ عظيم
هذه الأبيات عجيبة :_ وما تركوكَ مَعصيةً ولكن يُعافُ الوِردُ والموتُ الشّرابُ طلبتهم على الأمواهِ حتى تخوّفَ أن تُفتّشه السّحابُ فبتّ ليالياً لا نومَ فيها تخبّ بكَ المُسوّمةُ العِرابُ
وكذلك هذه الأبيات الشهيرة:_ على قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ وتأتي على قدرِ الكِرام المكارمُ وتعظُمُ في عينِ الصغيرِ صغارها وتصغرُ في عينِ العظيم العظائمُ
عنوان الكتاب: ديوان المتنبّي "شعر" اسم المؤلف: أبو الطيب أحمد بن الحسين الجعفي"المتنبّي" سنة النشر: ١٩٨٣ الناشر:دار بيروت عدد الصفحات: ٥٨٣
هذا الديوان هو اكثر من مجرد أبيات شعر كتبها شاعر ملهم؛ بل هو بحسن تنظيمه وترتيبه للقصائد: سيرة ذاتية لأبي الطيب أحمد بن الحسين الجعفي الملقب بالمتنبي. هو قصة الأمل والطموح والأنفة، واليأس والخيبة والذل، وتنتهي كغيرها من قصص الخيال بموت البطل مقتولا. إلا أن المتنبي حقيقة! يدلنا عليه شعره الذي يصور ذاته، فهو إن مدح من مدح يمدح نفسه ضمنيا، وإن هجى من هجى يهجو نفسه؛ لمخالطته أمثال المهجو، وإن تغزل يتغزل بطيف لا يلمسه. لم يحب المتنبي أحدا سواه ولم يكره أحدا سواه، أو على الأقل لم يحب أو يكره أحدا بقدر ما أحب وكره نفسه؛ وبذلك وصل إلى المرحلة من الجنون التي تكفل له الإبداع الشعري بحق. بداية من نسبه الضائع و حلمه المستحيل وسعيه إلى المجد، من ثم يأسه من نفسه وبحثه عن وعاء ملائم لأحلامه وجده في سيف الدولة الحمداني، إلى رحيله عنه وإضطراره إلى التملق لمن يراه مجرد عبد، نهاية برحلته الأخيرة إلى الموت قتلا، كان المتنبي أسطورة خالدة لم تمت إلى الآن ولا أراها تموت. من لم يقرأ للمتنبي فماذا قرأ من شعر العرب! ومن لم ير الإبداع في كلامه فأين يراه!
الحديث عن جودة الشعر هو حديث عن قابلية الشعر للجري مجرى المثل فيصير سهلا و مترددا في ألسن الناس و ابو الطيب قد حاز السبق في ذلك فأغلب الاشعار المتعارف عليها بين الناس من كلامه و هنا تبرز الجودة التي لم يسبقه عليها احد اكاد اجزم ان العرب لم تكتب شعرا كشعر ابي الطيب لا قبله و لا بعده
كلامه كالموسيقى يسري بلا تعبٍ يجعلك تردده بلا وعي كأمثال العرب
فقول
و ما انتفاع اخي الدنيا بناظره اذا استوت عنده الانوار و الظلم
و قوله
اذا ترحلت عن قوم و قد قدروا ان لا تفارقهم فالراحلون همُ شر البلاد مكان لا صديق به و شر ما يكسب الانسان ما يصمُ
امثلة قليلة من بحر شعره الماتع
و اني لاعيب على شاعر فذ كالمتنبي ضياع اغلب شعره الجيد في مدح الاعيان و الملوك فهو من اكثر الشعر مدحًا و ذلك هدر كبير للموهبة
و هو سيد شعراء المديح بلا منازع، و هو في ذلك بليغ متمكن فصيح ممسكُ بزمام الحروف ، و في ديوانه لم أجد مدحا لمحمد صلى الله عليه وسلم فكأنه مدح كل الملوك و الأعيان راغبًا في الدنيا و نسى خير الخلق و سيدهم محمد
كتاب متميز جمع بيد شاعر متميز ليتحدث الكتاب عن شاعر متميز اخر عاصر جامع الكتاب , ابي علاء المعري رجل غني عن التعريف وكذاك المتنبي وان كان للمتنبي سيطا و شهرة عن المعري من افضل كتب الشعر العربي التي جمعت في راي المتواضع وصور الكتاب المتنبي رجلا كما تصفه ابياته مغورا قويا شجاعا . كثير من الكتب التي قرأتها عن سيرة المتنبي ولا انكر انه احد الاشخاص الذين يثيرون فضولي حتي الان هل هو مغرور ام متواضع حكيم او اهوج نبيل ام سفيه شجاع ام احمق ولكن لا شك ان موهبته الشعر تطغي علي تلك الاسئلة وترسم له مكانة مميزه في قلوب محبيه ومكانة وتقديرا في قلبي انا.