What do you think?
Rate this book
584 pages, Paperback
First published January 1, 1989
وضحك السلطان بثقة، وهو ينهي حديثه:
-وحنا ، وبتوفيق من الله ، نصلي ورا علي وناكل مع معاوية ، بالسياسة مع الانكريز وبالمصلحة والشغل مع الأمريكان
“وتقو� مدن الملح ،ترتفع وتكبر ، اذا جاها الماء : فشّ ، ولا كأنها كانت !�
“يضح� يصخب، يأكل مثل وحش، يحب النساء كما يحب الهواء، وينام في النهاية كما تنام الحية�
"الذاكرة� لعنة الإنسان المشتهاة و لعبته الخطرة، إذ بمقدار ما تتيح له سفرا دائما نحو الحرية، فإنها تصبح سجنه. و في هذا السفر الدائم يعيد تشكيل العالم و الرغبات و الأوهام.
و إذا كانت في حياة كل إنسان لحظات و مواقف تأبى أن تغادر الذاكرة، فليس لأنها الأهم، أو لأنها أعطت لحياته مسارا و معنى، إذ ربما لم تقع بنفس الدقة أو بالتفاصيل التي يتخيلها أو يفترضها، و إنما لفرط ما إستعادها في ذاكرته، بشكل معين، ربما الذي يتمناه، يوما بعد آخر، فقد أصبحت وحدها الحقيقة، أو وهم الحقيقة. "
"مثلما تبدّد الجزء الأكبر من ثروة النفط، تبدّد الجزء الأكبر من الزمن الذهبي الذي كان بمقدوره أن يجعلنا على صلة بالعصر، وعلينا الآن أن نواجه رهانات ما تبقى من عصر النفط، وما بقي من الزمن الذي كان ذهبياً و واعداً.
ولأن البادية بالغة السعة، والظلمات تزداد وتتكاثف، فإن العقل وحده هو الذي يبني أوطاناً قوية، ويترك إمكانية لأجيال المستقبل أن تواصل العيش، وأن تتدارك ما قصّرت عنه الأجيال التي سبقتها، وإلا... فإن الفناء المادي ما ينتظر أوطاناً وشعوباً، واللعنات ستكون النشيد الأخير قبل أن يعم الصمت، وتمتلىء الصحراء بالوحشة مرة أخرى!"
...