ŷ������

" تعايش الناس زمانا بالدين ، حتى ذهب الدين . وتعايشوا بالمروءة حتى ذهبت المروءة . ثم تعايشوا بالحياء ، حتى ذهب الحياء ، ثم تعايشوا بالرغبة والرهبة ، وسوف يتعايشون زمنا طولا " فابشر يا أبو عزيّز ، فهذا زمان الرهبة والرغبة ، سيف المعز وذهبه ، وما يندري وين نصل !


انتهت ؟ وهل حقا تنتهي مدن الملح !
سنين عديدة على اول مره سمعت فيها عن هذه الخماسيه التي نفت صاحبها والتي تمنع وتخبئ في الادراج المُعتِمة . لا يتعلم السلاطين مطلقا يا منيف .. لو انهم قرأوا كتابك هذا بدل منعه لربما تغير الحال قليلا ، ولربما لم يتطابق واقعنا قبل ثلاثين عاما زمن اصدار مدن الملح مع ما نعيشه اليوم .

هل حقا تنتهي رواية تغلغلت في اعماق ذاتك ؟ نقلتك من مقعدك الوثير الى ارض رملية لسعتك بحرارتها وانزويت ترتعد فرائصك من بردها ؟ رواية عرفّتك بمئات البشر الذين لم يكن لك ان تعرفهم مطلقا الا عبرها ، ، رواية لا تقرأ مرة واحده ولا يكتفى منها مطلقا .

اذن اطوي مع هذا العام الغريب صفحتي الاخيرة من هذه السلسلة التي طويلا ما اجلت جزءها الاخير ثم جاء موعده ، اطويها وانا اعجب واسخر واخاف وافكر في الزمن وما يفعله بالناس .. ومتعب الهذال لا يغيب عن البال ، وكذا شمران وعمير .. واما الحكيم فقصة تحكي قصة الحياة كلها !

كلام كثير يختزل في هذا الموضع فليس كل ما تشعر به النفس يقال ، لكن مدن الملح الان ابتدأت ..