What do you think?
Rate this book
310 pages, Paperback
First published January 1, 1991
حكي أن سليمان بن عبد الملك لما دخل المدينة حاجاً قال: هل بها رجل أدرك عدة من الصحابة؟ قالوا: نعم، أبو حازم . فأرسلوا إليه، فلما أتاه قال: يا أبا حازم ! ما لنا نكره الموت؟ قال: إنكم عمرتم الدنيا وخربتم الآخرة؛ فتكرهون الخروج من العمران إلى الخراب. قال: صدقت. ثم قال: ��يت شعري ما لنا عند الله تعالى؟ قال: اعرض عملك على كتاب الله. قال: فأين أجده؟ قال: في قوله تعالى: إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ
قال: فأين رحمة الله؟ قال: قَرِيبٌ م��نَ الْمُحْسِنِينَ قال: يا ليت شعري كيف العرض على الله غداً؟ قال: أما المحسن فكالغائب الذي يقدم على أهله، وأما المسيء فكالآبق يقدم على مولاه -أي: كالعبد الهارب عندما يقدم على مولاه-، فبكى سليمان حتى علا صوته واشتد بكاؤه، ثم قال: أوصني. قال: إياك أن يراك الله تعالى حيث نهاك أو يفقدك حيث أمرك.