الهدف من الكتاب: تبسيط الخطاب الثقافي والنخبوي وتوصيله للمتلقي الشاب بطريقة عصرية وبشكل سلسل ومشوق ، لأحداث التغيير الإيجابي المطلوب والذي يتمثل في رفع المستوى الثقافي للفئة الشبابية والتي تعتبر الشريحة الأكبر في مجتمعنا اليوم. ذلك لن يتم إلا بإيجاد المناخ الصحي من خلال رفع سقف التفاؤل وزيادة جرعة الأمل ، والتخلص من ثقافة الإحباط
"وقوفنا عند زاوية وحيدة من الصورة لا تعني أننا نملك كل الحقيقة..."
للراحل مصطفى أمين : "البعض يصل إلى القمة ليس لأنه الأذكى، و لكن لأنه وجد في طريقه أعناقاً حملته عالياً و سارت به على دروب الشوك". ومن المؤكد أن تلك الأعناق لم تفعل ما فعلت خوفاً من صفعة قفا طائشة، أو طمعاً في راتب شهري سخي أو منحة فجائية، بل هو الحب الذي يجعلنا نقف دوماً خلف من نحب، ندفعه إلى الأمام بجنون. الحب الصادق الذي يرتدي دوماً زياً ساحراً يسمى العطاء.
"لا حياة بلا حب، و لا إنسانية بلا رحمة".
"الثقة هي إحساس طفل تقذفه في الهواء و يبتسم، و الخوف هو إحساس شيخ يتوقع السقوط و قدمه لم تبرح الأرض".
"لا نشعر بقيمة الإنسان الذي نحب الا بعد أن يرحل عنعالمنا، أو يغيب عن أعيننا. وهذه طبيعة البشر نعتاد الأمان، و الحب معاً، فنظن أننا ملكناهما دهراً، فلا نبالي بتقلبات الطقس و حرارة الأرض، لنفاجأ أننا وفي خضم الزحام، نفقد تلك القلوب، و كل شيء دفعةً واحدة، لنتجمد في صقيعٍ مزعج طويل، لا نهاية له!!"
"لماذا لا نبادر بذكر محاسن أحيائنا قبل أن يصبحوا أمواتاً تحت التراب؟ لماذا دوماً نرى نصف الكأس الخالي، متجاهلين نصفه المليء بالإشراق و النجاح، و عطاء من أمامنا".
"أتراه يأتي اليوم الذي نسمع فيه كلمات الإطراء و الثناء تتجاوز حدود مقاعد العزاء، بعد أن يكون الفقيد العزيز في مكان أكثر دفئاً من أحضاننا؟ قلها بصوتٍ عالي قبل فوات الأوان... أحبك و أحبك و أحبك!!".
"لا تيأس إن مضى من العمر عامٌ حزينُ آخر، فالحياة فيها الكثير الذي يستدعي أن نبتسم من أجله، و كما يقول المثل، العمر ليس عدد السنين، و إنما ماذا صنعت فيها و ماذا صنعت هي بك!!"
"كلنا بوسعه أن يغضب فهذا سهل، لكن أن تغضب مع الشخص الصحيح للسبب الصحيح، بالدرجة المطلوبة، في الوقت المناسب و بالطريقة المثلى، لهو الصعب بعينه".
"إن لم تستيقظ كل صباح وأنت تشعر أنك تسابق الزمن سعيداً ببداية يوم جديد، فهناك خلل!!".
"اليوم قرر أن تمتلك حلماً، وعش من أجله... تذكر المقولة الشهيرة... لن تحقق حلماً لا تملكه!!".
"كم كان معبراً تصريح خالد الفيصل الأخير حين قال إن ثقافة الإحباط يجب أن تموت، وإن الحلم يجب أن يعيش لأنه لا إنجاز بلا حلم يداعب الجفون...".
"اختر من تكون منذ البداية، ثم عش وأدر قرارك هذا كل يوم، وستصل حتماً لمبتغاك، فهلاّ قررنا منذ اليوم، ما مريد أن نكون وما هي أدوارنا التي نريدها لأنفسنا، الضحية أم البطل... أم الكومبارس؟!".
"الوالد هو الشاطىء الذي ترتمي عليه مهما طال الزمن أو قصر. المرسى الذي تلجأ إليه حين تُتعبك الدنيا وتنهك قواك فتجري الى هناك وتبحث عن عناق عينيه الكفيلة بأن تُطبب جراحاً غائرة. حتى وإن لم يكن هو هناك، فيكفي أن تُجالس ذكراه علّك تشم رائحته وتلامس طيف الماضي بيديك... لا مدٌ ولا جزر أو أمواجٌ عاتية أو حياة أو موت... لا شيء يصنع فرقاً، يبقى هو الميناء والساحل والمقصد... يبقى هو معنى الصدق ومصدر الثقة الذي لا ينضب. لذلك فإن خطفه الموت ذات ليلة شتاء مزعج، فقد سُلبت شيئاً ثميناً، ليبقى في القلب غصة... فتعيش شعوراً خفياً أنك قابلت الموت قبل ذلك وعانقته وقبّلته وعشت معه أياماً وليالٍ طويلة، في حبن أننا لا نقابل الموت في العمر إلا مرة!! لذا فراق الأب هو الموت الأول الذي تعيش تفاصيله وتعرف مرارته وألمه. هو سيناريو الرحيل الأول الذي تتمنى أن لا تشارك في البطولة. هي البروفة القاتلة التي لا تريدها أن تتحول لحقيقة بعد أن رافقت بطلها إلى مثواه الأخير. قُبلة بل ألف قُبلة على جبين أبي وعلى وجنتيه الجميلتين وعلى يديه... إنه عناق الأرواح الذي لا يموت ولا ينتهي... العناق الذي كسر حاجز المسافات... وأذاب حدود الزمن".
"اختر النهاية إمّا أن تسكن ذيل صفحة مهمشة، وإمّا أن تكون الكتاب كله!!".
"حاول... فإن من بدأ المأساة يُنهيها، وإن من فتح الأبواب يُغلقها... وإن من أشعل النيران يُطفئها!".
"ذاكرة الإحساس لا تموت، في حين أن ذاكرة العقل تذبل مع الأيام وتنتهي!!".
كتاب جميل يضم مجموعة كبيرة من مقالات الكاتب الشاب ثامر شاكر. المواضيع المطروحة تتشابه فيما بينها الى حد ما او بتعبير ادق يطغى عليها محور معين مما قد يسبب شيء من التكرار وبالتالي الملل احيانا
اعجبتني كثيرا "روح" الكتاب ! روح حماسية شبابية من الدرجة الاولى تعكس روح صاحبها المميز . ما احببته كثيرا في الكتاب (او الكاتب حيث ان كتابته على درجه عالية من الشفافية!!) هو تشبثه وعكسه لهويته ، على الرغم من انه عاش فتره طويلة في الخارج وهذا يظهر كثيرا في كتابته
بالاضافة الى ذلك تطغى على كتابات ثامر شاكر روح وطنية رائعه . فهى احد اهدافه و محاوره الاساسية في كل مقاله يكتبها من اكثر المقالات التي اعجبتني "على روح الفقيد" "زواج التيكاوي" "طلع اسد"
كانت هناك لفتات صغيره جدا (قد تكون تافه بالنسبه للبعض) ذكرها الكاتب بين الحين و الاخر احببتها كثيرا ! لانه طالما اعتقدت انني الوحيده التي افكر فيها او اتنبه لها !
تسنت لي الفرصة يوما بان اقابل هذا الكاتب الرائع ، فكان اروع الامثلة لتجسيد الهوية ، الوطنية ، الحماسه ، التجديد
لم اُعجب قط بالكتب التي تُعّلم البشر كيف يعيشون !! لكن غفر للكاتب لغته الجميله وسلاسة كتابته وجمالها وايصاله للمعنى المطلوب بالظبط بحصيلة مفرداته العربية ..