الأداء الصوتى الرائع للشاعر محمد الشموتى و مشروع صبا الصوت للقصائد و الكتب الصوتية http://www.sebasound.com/
أو
قصيدة لا تصــالح - بصوت أمل دنقل: http://www.youtube.com/watch?v=E1F0Hc...
(1) لا تصالحْ! ولو منحوك الذهبْ أترى حين أفقأ عينيكَ ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى..؟ هي أشياء لا تشترى..: ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك، حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ، هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ، الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما.. وكأنكما ما تزالان طفلين! تلك الطمأنينة الأبدية بينكما: أنَّ سيفانِ سيفَكَ.. صوتانِ صوتَكَ أنك إن متَّ: للبيت ربٌّ وللطفل أبْ هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟ أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء.. تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟ إنها الحربُ! قد تثقل القلبَ.. لكن خلفك عار العرب لا تصالحْ.. ولا تتوخَّ الهرب!
(2) لا تصالح على الدم.. حتى بدم! لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟ أقلب الغريب كقلب أخيك؟! أعيناه عينا أخيك؟! وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك بيدٍ سيفها أثْكَلك؟ سيقولون: جئناك كي تحقن الدم.. جئناك. كن -يا أمير- الحكم سيقولون: ها نحن أبناء عم. قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك واغرس السيفَ في جبهة الصحراء إلى أن يجيب العدم إنني كنت لك فارسًا، وأخًا، وأبًا، ومَلك!
(3) لا تصالح .. ولو حرمتك الرقاد صرخاتُ الندامة وتذكَّر.. (إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة) أن بنتَ أخيك "اليمامة" زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا- بثياب الحداد كنتُ، إن عدتُ: تعدو على دَرَجِ القصر، تمسك ساقيَّ عند نزولي.. فأرفعها -وهي ضاحكةٌ- فوق ظهر الجواد ها هي الآن.. صامتةٌ حرمتها يدُ الغدر: من كلمات أبيها، ارتداءِ الثياب الجديدةِ من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ! من أبٍ يتبسَّم في عرسها.. وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها.. وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه، لينالوا الهدايا.. ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ) ويشدُّوا العمامة.. لا تصالح! فما ذنب تلك اليمامة لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً، وهي تجلس فوق الرماد؟!
(4) لا تصالح ولو توَّجوك بتاج الإمارة كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟ وكيف تصير المليكَ.. على أوجهِ البهجة المستعارة؟ كيف تنظر في يد من صافحوك.. فلا تبصر الدم.. في كل كف؟ إن سهمًا أتاني من الخلف.. سوف يجيئك من ألف خلف فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة لا تصالح، ولو توَّجوك بتاج الإمارة إن عرشَك: سيفٌ وسيفك: زيفٌ إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف واستطبت الترف
(5) لا تصالح ولو قال من مال عند الصدامْ ".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.." عندما يملأ الحق قلبك: تندلع النار إن تتنفَّسْ ولسانُ الخيانة يخرس لا تصالح ولو قيل ما قيل من كلمات السلام كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟ كيف تنظر في عيني امرأة.. أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟ كيف تصبح فارسها في الغرام؟ كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام -كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟ لا تصالح ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام وارْوِ قلبك بالدم.. واروِ التراب المقدَّس.. واروِ أسلافَكَ الراقدين.. إلى أن تردَّ عليك العظام!
(6) لا تصالح ولو ناشدتك القبيلة باسم حزن "الجليلة" أن تسوق الدهاءَ وتُبدي -لمن قصدوك- القبول سيقولون: ها أنت تطلب ثأرًا يطول فخذ -الآن- ما تستطيع: قليلاً من الحق.. في هذه السنوات القليلة إنه ليس ثأرك وحدك، لكنه ثأر جيلٍ فجيل وغدًا.. سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً، يوقد النار شاملةً، يطلب الثأرَ، يستولد الحقَّ، من أَضْلُع المستحيل لا تصالح ولو قيل إن التصالح حيلة إنه الثأرُ تبهتُ شعلته في الضلوع.. إذا ما توالت عليها الفصول.. ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس) فوق الجباهِ الذليلة!
(7) لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم ورمى لك كهَّانُها بالنبأ.. كنت أغفر لو أنني متُّ.. ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ. لم أكن غازيًا، لم أكن أتسلل قرب مضاربهم أو أحوم وراء التخوم لم أمد يدًا لثمار الكروم أرض بستانِهم لم أطأ لم يصح قاتلي بي: "انتبه"! كان يمشي معي.. ثم صافحني.. ثم سار قليلاً ولكنه في الغصون اختبأ! فجأةً: ثقبتني قشعريرة بين ضعلين.. واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ! وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ فرأيتُ: ابن عمي الزنيم واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم لم يكن في يدي حربةٌ أو سلاح قديم، لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ
(8) لا تصالحُ.. إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة: النجوم.. لميقاتها والطيور.. لأصواتها والرمال.. لذراتها والقتيل لطفلته الناظرة كل شيء تحطم في لحظة عابرة: الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة والذي اغتالني: ليس ربًا.. ليقتلني بمشيئته ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة لا تصالحْ فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ.. (في شرف القلب) لا تُنتقَصْ والذي اغتالني مَحضُ لصْ سرق الأرض من بين عينيَّ والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!
(9) لا تصالحْ
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخْ
والرجال التي ملأتها الشروخْ
هؤلاء الذين يحبون طعم الثريدْ
وامتطاء العبيدْ
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخْ
لا تصالحْ
فليس سوى أن تريدْ أنت فارسُ هذا الزمان الوحيدْ وسواك.. المسوخْ!
ولد أمل دنقل بقرية القلعه مركز قفط على مسافه قريبه من مدينة قنا في صعيد مصر وقد كان والده عالما من علماء الأزهر الشريف مما اثر في شخصية أمل دنقل وقصائده بشكل واضح. سمي أمل دنقل بهذا الاسم لانه ولد بنفس السنه التي حصل فيها والده على اجازة العالميه فسماه بإسم أمل تيمنا بالنجاح الذي حققه واسم أمل شائع بالنسبه للبنات في مصر. كان والده عالما بالأزهر الشريف وكان هو من ورث عنه أمل دنقل موهبة الشعر فقد كان يكتب الشعر العمودي وأيضا كان يمتلك مكتبه ضخمه تضم كتب الفقه والشريعه والتفسير وذخائر التراث العربي مما أثر كثيرا في أمل دنقل وساهم في تكوين اللبنه الأولى للأديب أمل دنقل. فقد أمل دنقل والده وهو في العاشره من عمره مما أثر عليه كثيرا واكسبه مسحه من الحزن تجدها في كل أشعاره.
رحل امل دنقل إلى القاهرة بعد ان أنهى دراسته الثانوية في قنا وفي القاهره ألتحق بكلية الآداب ولكنه أنقطع عن الدراسة منذ العام الاول لكي يعمل. عمل أمل دنقل موظفا بمحكمة قنا وجمارك السويس والإسكندرية ثم بعد ذلك موظفا بمنظمة التضامن الافروآسيوي، ولكنه كان دائما ما يترك العمل وينصرف إلى كتابة الاشعار كمعظم أهل الصعيد، شعر أمل دنقل بالصدمه عند نزوله إلى القاهرة في أول مره، وأثر هذا عليه كثيرا في أشعاره ويظهر هذا واضحا في اشعاره الاولى. مخالفا لمعظم المدارس الشعرية في الخمسينيات استوحى أمل دنقل قصائده من رموز التراث العربي، وكان السائد في هذا الوقت التأثر بالميثولوجيا الغربية عامة واليونانيه خاصة.
عاصر امل دنقل عصر أحلام العروبه والثورة المصرية مما ساهم في تشكيل نفسيته وقد صدم ككل المصريين بانكسار مصر في 1967 وعبر عن صدمته في رائعته البكاء بين يدي زرقاء اليمامه ومجموعته تعليق على ما حدث. شاهد أمل دنقل بعينيه النصر وضياعه وصرخ مع كل من صرخوا ضد معاهدة السلام، ووقتها أطلق رائعته لا تصالح والتي عبر فيها عن كل ما جال بخاطر كل المصريين، ونجد أيضا تأثير تلك المعاهدة وأحداث يناير 1977م واضحا في مجموعته العهد الآتي. كان موقف امل دنقل من عملية السلام سببا في اصطدامه في الكثير من المرات بالسلطات المصريه وخاصة ان اشعاره كانت تقال في المظاهرات على آلسن الآلاف. عبر أمل دنقل عن مصر وصعيدها وناسه ، ونجد هذا واضحا في قصيدته "الجنوبي" في آخر مجموعه شعريه له "اوراق الغرفه 8" ، عرف القارىء العربي شعره من خلال ديوانه الأول "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" 1969 الذي جسد فيه إحساس الإنسان العربي بنكسة 1967 وأكد ارتباطه العميق بوعي القارىء ووجدانه.
ترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت مكانهما جوهرتين ثمينتين هل ترى هى أشياء لا تشترى
لا تصالح ولو توَّجوك بتاج الإمارة كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟ وكيف تصير المليكَ.. على أوجهِ البهجة المستعارة؟ كيف تنظر في يد من صافحوك.. فلا تبصر الدم.. في كل كف؟ إن سهمًا أتاني من الخلف.. سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة لا تصالح. ولو توَّجوك بتاج الإمارة إن عرشَك: سيفٌ وسيفك: زيفٌ إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف واستطبت- الترف
(1) لا تصالح! ولو منحوك الذهبْ أترى حين أفقأ عينيكَ ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى..؟ هي أشياء لا تشترى..: ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك، حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ، هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ، الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما.. وكأنكما ما تزالان طفلين! تلك الطمأنينة الأبدية بينكما: أنَّ سيفانِ سيفَكَ.. صوتانِ صوتَكَ أنك إن متَّ: للبيت ربٌّ وللطفل أبْ هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟ أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء.. تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟ إنها الحربُ! قد تثقل القلبَ.. لكن خلفك عار العرب لا تصالحْ.. ولا تتوخَّ الهرب!
(2) لا تصالح على الدم.. حتى بدم! لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟ أقلب الغريب كقلب أخيك؟! أعيناه عينا أخيك؟! وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك بيدٍ سيفها أثْكَلك؟ سيقولون: جئناك كي تحقن الدم.. جئناك. كن -يا أمير- الحكم سيقولون: ها نحن أبناء عم. قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك واغرس السيفَ في جبهة الصحراء إلى أن يجيب العدم إنني كنت لك فارسًا، وأخًا، وأبًا، ومَلك!
(3) لا تصالح .. ولو حرمتك الرقاد صرخاتُ الندامة وتذكَّر.. (إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة) أن بنتَ أخيك "اليمامة" زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا- بثياب الحداد كنتُ، إن عدتُ: تعدو على دَرَجِ القصر، تمسك ساقيَّ عند نزولي.. فأرفعها -وهي ضاحكةٌ- فوق ظهر الجواد ها هي الآن.. صامتةٌ حرمتها يدُ الغدر: من كلمات أبيها، ارتداءِ الثياب الجديدةِ من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ! من أبٍ يتبسَّم في عرسها.. وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها.. وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه، لينالوا الهدايا.. ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ) ويشدُّوا العمامة.. لا تصالح! فما ذنب تلك اليمامة لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً، وهي تجلس فوق الرماد؟!
(4) لا تصالح ولو توَّجوك بتاج الإمارة كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟ وكيف تصير المليكَ.. على أوجهِ البهجة المستعارة؟ كيف تنظر في يد من صافحوك.. فلا تبصر الدم.. في كل كف؟ إن سهمًا أتاني من الخلف.. سوف يجيئك من ألف خلف فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة لا تصالح، ولو توَّجوك بتاج الإمارة إن عرشَك: سيفٌ وسيفك: زيفٌ إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف واستطبت- الترف
(5) لا تصالح ولو قال من مال عند الصدامْ ".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.." عندما يملأ الحق قلبك: تندلع النار إن تتنفَّسْ ولسانُ الخيانة يخرس لا تصالح ولو قيل ما قيل من كلمات السلام كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟ كيف تنظر في عيني امرأة.. أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟ كيف تصبح فارسها في الغرام؟ كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام -كيف تحلم أو تتغنى بمست??بلٍ لغلام وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟ لا تصالح ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام وارْوِ قلبك بالدم.. واروِ التراب المقدَّس.. واروِ أسلافَكَ الراقدين.. إلى أن تردَّ عليك العظام!
(6) لا تصالح ولو ناشدتك القبيلة باسم حزن "الجليلة" أن تسوق الدهاءَ وتُبدي -لمن قصدوك- القبول سيقولون: ها أنت تطلب ثأرًا يطول فخذ -الآن- ما تستطيع: قليلاً من الحق.. في هذه السنوات القليلة إنه ليس ثأرك وحدك، لكنه ثأر جيلٍ فجيل وغدًا.. سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً، يوقد النار شاملةً، يطلب الثأرَ، يستولد الحقَّ، من أَضْلُع المستحيل لا تصالح ولو قيل إن التصالح حيلة إنه الثأرُ تبهتُ شعلته في الضلوع.. إذا ما توالت عليها الفصول.. ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس) فوق الجباهِ الذليلة!
(7) لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم ورمى لك كهَّانُها بالنبأ.. كنت أغفر لو أنني متُّ.. ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ. لم أكن غازيًا، لم أكن أتسلل قرب مضاربهم أو أحوم وراء التخوم لم أمد يدًا لثمار الكروم أرض بستانِهم لم أطأ لم يصح قاتلي بي: "انتبه"! كان يمشي معي.. ثم صافحني.. ثم سار قليلاً ولكنه في الغصون اختبأ! فجأةً: ثقبتني قشعريرة بين ضعلين.. واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ! وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ فرأيتُ: ابن عمي الزنيم واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم لم يكن في يدي حربةٌ أو سلاح قديم، لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ
(8) لا تصالحُ.. إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة: النجوم.. لميقاتها والطيور.. لأصواتها والرمال.. لذراتها والقتيل لطفلته الناظرة كل شيء تحطم في لحظة عابرة: الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة والذي اغتالني: ليس ربًا.. ليقتلني بمشيئته ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة لا تصالحْ فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ.. (في شرف القلب) لا تُنتقَصْ والذي اغتالني مَحضُ لصْ سرق الأرض من بين عينيَّ والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!
(9) لا تصالحْ
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخْ
والرجال التي ملأتها الشروخْ
هؤلاء الذين يحبون طعم الثريدْ
وامتطاء العبيدْ
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخْ
لا تصالح فليس سوى أن تريدْ أنت فارسُ هذا الزمان الوحيدْ وسواك.. المسوخْ!
لا تصالحْ ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخْ والرجال التي ملأتها الشروخْ هؤلاء الذين يحبون طعم الثريدْ وامتطاء العبيدْ هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخْ لا تصالحْ فليس سوى أن تريدْ أنت فارسُ هذا الزمان الوحيدْ وسواك.. المسوخْ
-من افضل كتابات "امل دنقل" على الإطلاق... مستلهمة من مقتل (كليب) ووصاياه لأخيه ، ويقوم امل بإسقاطها على الحاضر في وجه المستكينين، الذين يسعون للصلح مع ألعدو.
--------- لا تصالح على الدم.. حتى بدم! لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟ أقلب الغريب كقلب أخيك؟! أعيناه عينا أخيك؟! وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
لا تصالح ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخْ والرجال التي ملأتها الشروخْ
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ أَكلُّ الرؤوس سواءٌ؟ًََ أقلب الغريب كقلب أخيك؟ أعيناه عينا أخيك؟! وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
لا تصالح .. ولو حرمتك الرقاد صرخاتُ الندامة
لا تصالح ولو توجوك بتاج الإمارة كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟ وكيف تصير المليكَ.. على أوجهِ البهجة المستعارة؟ كيف تنظر في يد من صافحوك.. فلا تبصر الدم؟
لا تصالح ولو قال من مال عند الصدامْ ".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام
لا تصالح ولو ناشدتك القبيلة باسم حزن "الجليلة" أن تسوق الدهاءَ
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم ورمى لك كهَّانُها بالنبأ.. كنت أغفر لو أنني متُّ.. ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ
لا تصالحُ.. إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة النجوم.. لميقاتها
لا تصالحْ! ولو منحوك الذهبْ أترى حين أفقأ عينيكَ ثم أثبت جوهرتين مكانهما؟
الكل تصالح للأسف ..بس مش مصالحة لو حد ميعرفش حاجة عن العداء اللي بينا وبينهم واتفرج علي الصور كأنه يتفرج علي اصدقاء وحبايب وعملاء مش اعداء عملوا معاهدة سلام
إنها الحرب قد تثقل القلب لكن خلفك عار العرب لا تصالح ولا تتوخ الهرب لا تصالح ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ والرجال التي ملأتها الشروخ هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ لا تصالح فليس سوى أن تريد أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد وسواك.. المسوخ لا تصالح لا تصالح لا تصالح
القصيدة دى لازم تدرس ف المدارس ولازم كل رئيس يقولها وهو بيحلف اليمين الدستورى _____________________________________________________________________________
1) لا تصالحْ! ولو منحوك الذهبْ أترى حين أفقأ عينيكَ ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى..؟ هي أشياء لا تشترى..: ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك، حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ، هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ، الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما.. وكأنكما ما تزالان طفلين! تلك الطمأنينة الأبدية بينكما: أنَّ سيفانِ سيفَكَ.. صوتانِ صوتَكَ أنك إن متَّ: للبيت ربٌّ وللطفل أبْ هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟ أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء.. تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟ إنها الحربُ! قد تثقل القلبَ.. لكن خلفك عار العرب لا تصالحْ.. ولا تتوخَّ الهرب!
(2) لا تصالح على الدم.. حتى بدم! لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟ أقلب الغريب كقلب أخيك؟! أعيناه عينا أخيك؟! وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك بيدٍ سيفها أثْكَلك؟ سيقولون: جئناك كي تحقن الدم.. جئناك. كن -يا أمير- الحكم سيقولون: ها نحن أبناء عم. قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك واغرس السيفَ في جبهة الصحراء إلى أن يجيب العدم إنني كنت لك فارسًا، وأخًا، وأبًا، ومَلك!
(3) لا تصالح .. ولو حرمتك الرقاد صرخاتُ الندامة وتذكَّر.. (إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة) أن بنتَ أخيك "اليمامة" زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا- بثياب الحداد كنتُ، إن عدتُ: تعدو على دَرَجِ القصر، تمسك ساقيَّ عند نزولي.. فأرفعها -وهي ضاحكةٌ- فوق ظهر الجواد ها هي الآن.. صامتةٌ حرمتها يدُ الغدر: من كلمات أبيها، ارتداءِ الثياب الجديدةِ من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ! من أبٍ يتبسَّم في عرسها.. وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها.. وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه، لينالوا الهدايا.. ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ) ويشدُّوا العمامة.. لا تصالح! فما ذنب تلك اليمامة لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً، وهي تجلس فوق الرماد؟!
(4) لا تصالح ولو توَّجوك بتاج الإمارة كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟ وكيف تصير المليكَ.. على أوجهِ البهجة المستعارة؟ كيف تنظر في يد من صافحوك.. فلا تبصر الدم.. في كل كف؟ إن سهمًا أتاني من الخلف.. سوف يجيئك من ألف خلف فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة لا تصالح، ولو توَّجوك بتاج الإمارة إن عرشَك: سيفٌ وسيفك: زيفٌ إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف واستطبت- الترف
(5) لا تصالح ولو قال من مال عند الصدامْ ".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.." عندما يملأ الحق قلبك: تندلع النار إن تتنفَّسْ ولسانُ الخيانة يخرس لا تصالح ولو قيل ما قيل من كلمات السلام كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟ كيف تنظر في عيني امرأة.. أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟ كيف تصبح فارسها في الغرام؟ كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام -كيف تحلم أو تتغنى بمست??بلٍ لغلام وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟ لا تصالح ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام وارْوِ قلبك بالدم.. واروِ التراب المقدَّس.. واروِ أسلافَكَ الراقدين.. إلى أن تردَّ عليك العظام!
(6) لا تصالح ولو ناشدتك القبيلة باسم حزن "الجليلة" أن تسوق الدهاءَ وتُبدي -لمن قصدوك- القبول سيقولون: ها أنت تطلب ثأرًا يطول فخذ -الآن- ما تستطيع: قليلاً من الحق.. في هذه السنوات القليلة إنه ليس ثأرك وحدك، لكنه ثأر جيلٍ فجيل وغدًا.. سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً، يوقد النار شاملةً، يطلب الثأرَ، يستولد الحقَّ، من أَضْلُع المستحيل لا تصالح ولو قيل إن التصالح حيلة إنه الثأرُ تبهتُ شعلته في الضلوع.. إذا ما توالت عليها الفصول.. ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس) فوق الجباهِ الذليلة!
(7) لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم ورمى لك كهَّانُها بالنبأ.. كنت أغفر لو أنني متُّ.. ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ. لم أكن غازيًا، لم أكن أتسلل قرب مضاربهم أو أحوم وراء التخوم لم أمد يدًا لثمار الكروم أرض بستانِهم لم أطأ لم يصح قاتلي بي: "انتبه"! كان يمشي معي.. ثم صافحني.. ثم سار قليلاً ولكنه في الغصون اختبأ! فجأةً: ثقبتني قشعريرة بين ضعلين.. واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ! وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ فرأيتُ: ابن عمي الزنيم واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم لم يكن في يدي حربةٌ أو سلاح قديم، لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ
(8) لا تصالحُ.. إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة: النجوم.. لميقاتها والطيور.. لأصواتها والرمال.. لذراتها والقتيل لطفلته الناظرة كل شيء تحطم في لحظة عابرة: الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة والذي اغتالني: ليس ربًا.. ليقتلني بمشيئته ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة لا تصالحْ فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ.. (في شرف القلب) لا تُنتقَصْ والذي اغتالني مَحضُ لصْ سرق الأرض من بين عينيَّ والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!
(9) لا تصالحْ
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخْ
والرجال التي ملأتها الشروخْ
هؤلاء الذين يحبون طعم الثريدْ
وامتطاء العبيدْ
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخْ
لا تصالحْ
فليس سوى أن تريدْ أنت فارسُ هذا الزمان الوحيدْ وسواك.. المسوخْ!
كُن حٌراً، لا آمناً بالذُل.. كن حُراً و لا تٌصالح..
ألا تستحق مثل هذه القصيدة أن تُدّرس؟
لا لن تٌدّرس..ليس من مصلحة من يقررون ماذا يُدّرس أن يسقي أولادنا العزة و التمرد بشكلٍ كهذا..
لا تُصالح..لا تٌصالح و لو منحوك الذهب..
لا تصالح على الدم.. حتى بدم! لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟ أقلب الغريب كقلب أخيك؟! أعيناه عينا أخيك؟! وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك بيدٍ سيفها أثْكَلك؟ سيقولون: جئناك كي تحقن الدم.. جئناك. كن -يا أمير- الحكم سيقولون: ها نحن أبناء عم. قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك واغرس السيفَ في جبهة الصحراء إلى أن يجيب العدم إنني كنت لك فارسًا، وأخًا، وأبًا، ومَلك!
النموذج الحي على صدق موشى ديان حين قال : 'إن العرب لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يستوعبون، وإذا استوعبوا لا يطبقون، وإذا طبقوا لا يأخذون حذرهم'
كل من يقرأها لن يتصالحْ ع :الدم - الظلم -.... إلخ - لا تصالحْ! و لو منحوك الذهبْ أترى حين أفقأ عينيكَ ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى..؟ (هي أشياء لا تشترى) ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك، حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ، هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ، الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما.. وكأنكما ما تزالان طفلين! تلك الطمأنينة الأبدية بينكما: أنَّ سيفانِ سيفَكَ.. صوتانِ صوتَكَ أنك إن متَّ: للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟ أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء.. تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟ إنها الحربُ! قد تثقل القلبَ.. لكن خلفك عار العرب لا تصالحْ.. ولا تتوخَّ الهرب! ĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶ "إنه ليس ثأرك وحدك، لكنه ثأر جيلٍ فجيل" ستُطبع فـِ ذاكرتي :)
أتذكر جيدًا فى صغرى عندما قال لى أستاذى عن معاهدة السلام وأنها قامت بعدما هزمنا إسرائيل فى حرب 73 إستغربت وكان ردى " ليه يا أستاذ مع ان احنا اللى كسبناهم " وكان رده " كنا هنفضل فى حرب على طول والمهم إن إحنا اللى هزمناهم واحنا اللى بدأنا بالسلام , فهمت ؟ " حقيقة لم أفهم ولم اقتنع بهذا الرد وأستغربت أنّى لنا أن نبدأ بالسلام رغم اننا هزمناهم ؟ ألم نك فى موضع قوة ؟ لكن بمرور الوقت آمنت بأنهم على الصواب وانا على خطأ
لكن الامور تغيرت وكما يقولون - الصغير بيكبر
قصيدة غاية فى الروعة لشاعر الرفض سمعتها من سنين والان قرأتها وسمعتها وتظل من القصائد المقربة الى قلبى
-------------------- لا تصالحْ! ولو منحوك الذهبْ أترى حين أفقأ عينيكَ ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى..؟ -------- هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟ أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء.. تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟ إنها الحربُ! قد تثقل القلبَ.. لكن خلفك عار العرب لا تصالحْ.. ولا تتوخَّ الهرب! ------------ كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟ وكيف تصير المليكَ.. على أوجهِ البهجة المستعارة؟ كيف تنظر في يد من صافحوك.. فلا تبصر الدم.. في كل كف؟ ---------- إنه ليس ثأرك وحدك، لكنه ثأر جيلٍ فجيل وغدًا.. سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً، يوقد النار شاملةً، يطلب الثأرَ، يستولد الحقَّ، من أَضْلُع المستحيل لا تصالح
"لا تصالح ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ والرجال التي ملأتها الشروخ هؤلاء الذين تدلّت عمائمهم فوق أعينهم وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ لا تصالح فليس سوى أن تريد أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد وسواك.. المسوخ!"
من القصائد القلائل جداً التي تقشعرّ لها الأبدان.. رحمك الله يا أمل دنقل، وأحمد الله على أنك لم تعش لترى حالنا اليوم..
صالح السادات إسرائيل وصفّى معارضيه من المثقفين فكتب دنقل قصيدته عن الصلح، مختبئًا خلف مجاز البسوس السادات هو المهلهل، الذي صافح جسّاس، عدوّه وقاتِل أخيه كليب كلّ كلمة في القصيدة عن فلسطين، دون أن تقول "فلسطين" مرّة واحدة حوّل ممدوح عدوان القصيدة لمسلسل الزير، وضمّنه قصيدة بنفس العنوان كل مشهد في المسلسل عن فلسطين، دون أن يقول "فلسطين" مرّة واحدة من حفظ القصيدة وشاهد المسلسل، لن تتردد نفسه لحظةً في قضية فلسطين . ضمّن دنقل في القصيدة أهمّ حجج فريق السادات وردّ عليها واحدةً واحدةً . مطلع القصيدة الخالد عن المعاني السامية والقيم العليا والأخلاق المطلقة والقدسية والكرامة والحب والوفاء والنسل والدين والعرض والعقل، قيم فوق الحسابات المادية ثمّ يشير إلى التفاصيل متناهية الصغر والمستودعة مع الضحايا في عالم ما قبل العدوان ثمّ يشير لكون الضحيّة هو أنت! أنتما مصنوعان من نفس المعاني والقيم والدم والذكريات التي تصل أرواحكم ببعضها، تشكلون امتدادًا لبعضكم، شريك قيمك وامتدادك وبديلك وهو أمينك، الذي يضحي بنفسه لأجل وجودك وأمنك، لا تخاف على أبنائك إذا كان موجودا في المقطع الثاني يطرح حجتهم بأن الصلح مقابل دماء قتلى الطرفين ويسفّلها بعظمة الشعر، لأنها نسيانٌ للأرض، ومساواة للقاتل بالمقتول ويكثّف المجازات أرجاء القصيدة، التي هي الحقيقة، المختزنة للحقائق فأنت تقرؤها فترى الدم في يد من صافحوا السادات والسهم في أيديهم تقرؤها فترى السادات يمشي على جثث الفلسطينيين إلى قاتليهم مبتسمًا ويختم المقطع الرابع بضرورة ملاحظة الفرق بين الوسيلة والغاية الإمارة والعرش وسيلة مثل السيف، والشرف غاية لا يعرفها أهل الترف تندلع معاني المقطع الخامس في القلب بغتة، كالنار، كما يقول بخيت تقرؤه فتتذكر: إذا امتلأ الزمان بنا، بالمعنى والشرف، تلاشت فتنة الأسماء ثم يعرض مقابلها، حين تستسلم تصبح سافلا وضيعا تخضع للكلمات المزيفة وتملأ بها جوفك حتى لا تملأ عين نفسك في المرآة فضلًا عن ملئ نفس غيرك ثمّ يذكرك بأن الغرام مثل الفن، فيضان من وجدانك على وجودك وحواسّك كلّها فكيف يقع لك ذلك إذا كان وجدانك هشًّا مستنقعًا خاضعًا لخنازير إرادات أعدائك -يستبق -كعادة الشعر والفلسفة- أطروحة حلول إرادة إسرائيل في النفوس لطه- ثمّ يبيّن بأنّ خطورة الاستسلام في تغييره للحقائق، وتوريثها للجيل قادم ليكون جيلًا بلا مستقبل مستقل وأصيل وحقوق، بل عبودية تبدأ من الولادة يبرهن في بداية المقطع 6 على منع التنازل عما ليس لك، ولا لك صلاحية التنازل عنه هذي أمانة، على الأجيال أداءها، فكيف تعتقد بأنك تملك صلاحية بيعها نيابةً عنهم؟ اتركها لمن يحملها كاملةً، والذي إذا لم يجئ اليوم جاء غدًا واستولد الحقّ من المستحيل ويرفض فكرة "تمسكن حتى تتمكن"، لأن الشعلة تبهت وتنطفئ، ويبقى رماد العار عليك وفي المقطع 7 يحاجج بعظمة وشاعريّة على صفاء وعدالة القضية من أطرافها ملخّصًا تاريخ القضية الفلسطينية، من الضيافة، للغدر المفاجئ شديد البجاحة والخسّة في المقطع 8 الحزين يصوّر تدمير بطش العدوّ لشبكة التفاصيل المعنويّة الصغيرة الغزيرة التي تمزقت كشجرة أفاتار، أو تداعت كثراء مجتمع أشياء تتداعى وزمن الخيول البيضاء لم يتفوق العدوّ بالحق أو النبل أو المهارة، ولو أظهر الثقة والسكينة، لكنه المكر والكذب ويختم المقطع 8 بأنها ليست "مصالحة" أصلا بين ندّين! بل "استسلام" اللص للسارق وتسليمٌ للمال، والأرض، والعرض، والمعنى، والتاريخ، والدين، والذات لنجس قذر ويصارحك في المقطع التاسع بأنك لن تجد فقط المتخاذلين، بل أشدّ المخذلين سيكونون من ذوي المظاهر والوجاهة، لأنها حرب طبقية كعادة حروب الحقّ ولأنهم استطابوا الترف، فصاروا المسوخ. وأنت؟ ما بقي لك إلا فقط أن تريد . حفّظوها أبناءكم وأحبابكم، وكافئوهم عليها، لعل معانيها تبلّل أرواحهم . وطبعًا، لا أعرف من يلقيها أجمل من عبدالله العنزي أبو أصيل في اليوتيوب
لا تصالح! ولو منحوك الذهبْ أترى حين أفقأ عينيكَ ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى..؟ هي أشياء لا تشترى..: ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك، حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ، هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ، الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما.. وكأنكما ما تزالان طفلين! تلك الطمأنينة الأبدية بينكما: أنَّ سيفانِ سيفَكَ.. صوتانِ صوتَكَ أنك إن متَّ: للبيت ربٌّ وللطفل أبْ هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟ أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء.. تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟ إنها الحربُ! قد تثقل القلبَ.. لكن خلفك عار العرب لا تصالحْ.. ولا تتوخَّ الهرب!
(2) لا تصالح على الدم.. حتى بدم! لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟ أقلب الغريب كقلب أخيك؟! أعيناه عينا أخيك؟! وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك بيدٍ سيفها أثْكَلك؟ سيقولون: جئناك كي تحقن الدم.. جئناك. كن -يا أمير- الحكم سيقولون: ها نحن أبناء عم. قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك واغرس السيفَ في جبهة الصحراء إلى أن يجيب العدم إنني كنت لك فارسًا، وأخًا، وأبًا، ومَلك!
(3) لا تصالح ولو توَّجوك بتاج الإمارة كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟ وكيف تصير المليكَ.. على أوجهِ البهجة المستعارة؟ كيف تنظر في يد من صافحوك.. فلا تبصر الدم.. في كل كف؟ إن سهمًا أتاني من الخلف.. سوف يجيئك من ألف خلف فالدم الآن صار وسامًا وشارة لا تصالح، ولو توَّجوك بتاج الإمارة إن عرشَك: سيفٌ وسيفك: زيفٌ إذا لم تزنْ بذؤابته لحظاتِ الشرف واستطبت الترف
لا تصالح ولو قيل ما قيل من كلمات السلام كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟ كيف تنظر في عيني امرأة.. أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
لا تصالح ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام وارْوِ قلبك بالدم.. واروِ الت��اب المقدَّس.. واروِ أسلافَكَ الراقدين.. إلى أن تردَّ عليك العظام
لا تصالح! فما ذنب تلك اليمامة لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً، وهي تجلس فوق الرماد؟!
وغدا سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً ، يوقد النار شاملةً ، يطلب الثأر ، يستولد الحق ، من أضلع المستحيل. لا تصالح.. 🇵🇸
مش مهم تقرأ الكلام ده المهم تسمعها بصوت دنقل اللينك أهو :
فيه لغط بخصوص إنها كُتبَت بعد معاهدة السلام مع إسرائيل ، الكلام ده غير حقيقي بالمرة ، القصيدة نُشرت في نوفمبر 1976 و أظن إن أمل كتبها أو وضع فكرتها سنين قبل هذا التاريخ ، و معاهدة السلام كانت في سبتمبر 1978، القصيدة عن كُليب يكتب وصيته لأخيه " الزير سالم " و ينهيه عن الصلح " لا تصالح " بعد مقتله غدرًا.
الإسقاطات للقصيدة و ما فيها تصلح لكل شيء، معاهدة السلام ، تخاذل الحكام ، ضعف النخوة في الشعوب، القصيدة هي ميثاق للشرف ، جمال للصراع للنهاية ، عن اليقين بالصواب، عن رفض الصلح و أنت صاحب حق ، القصيدة دي سمعتها ما يزيد عن خمسين مرة ، و لم أقرأها إلا منذ ساعتين، ملأت عليّ أوقات فراغي، زادتني ثقة في خطواتي ، شحنتني تجاه من يدّعون السلام ، كل مرة أسمعها فيها بصوت أمل يتجدد جمالها ، و ينساب برشاقة في شراييني، لو لم يكتب غيرها لكفى ، أحببتُك يا أمل من جمال كلماتك ، و فرط إحساسك في إلقائك شعرك، و أتمنّى أن ألقاك يوم الدين
وغدًا.. سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً، يوقد النار شاملةً، يطلب الثأرَ، يستولد الحقَّ، من أَضْلُع المستحيل.
لا أدري كيف كتبت هذه القصيدة قبل معاهدة "كامب ديفيد" عكس ما كنت أعتقد بأنها كتبت بعدها!!؟
القصيدة يصرخ كل شيء فيها برفض هذه المعاهدة
هذه القصيدة لها في قلبي معزة خاصة لقيمتها الشعرية بالطبع.. ولأنها أظهرت لي بشكل سافر متبجح:
الفرق بين أحلام الشعراء و واقعية السياسيين، بين صدق الشعراء وعنفوانهم، وبين اصطناع السياسيين وابتساماتهم الرسمية، بين ثورية الشعراء ونبل أهدافهم وبرود الساسة وسحقهم كل شيء في مقابل الوصول لغاياتهم
القصيدة تضع المثالية بمثابة خصم شريف في مقابل الواقع.. ماذا قد يفعل الشعر الحالم في الواقع الكابوسي!؟
لا تصالح إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة: النجوم ... لميقاتها والطيور ... لأصواتها والرمال ... لذراتها والقتيل لطفلته الناظرة كل شىء تحطم فى لحظة عابرة : بهجة الامل-صوت الحصان-التعرفُ بالضيف-همهمة القلب حين يرى برعماً فى الحديقة يزوى-الصلاة لكى ينزل المطر الموسمى-مراوغة القلب حين يرى طائر الموت وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة كل شىء تحطم فى نزوة فاجرة
هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟ أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء.. تلبس فوق دمائي ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟ إنها الحربُ! قد تثقل القلبَ.. لكن خلفك عار العرب لا تصالحْ.. ولا تتوخَّ الهرب!
كمجتمع كامل، وعلى مدى سنين كثيرة، نحارب بقصيدة "لا تصالح" من ديوان "أقوال جديدة عن حرب البسوس"، ولكننا مازلنا في صُلحٍ مع هذا الكيان الصهيوني. تدلّت ألسنتنا من أفواهنا بكلمات القصيدة في المظاهرات، ولكننا نقدم التنازل بعد التنازل بعد التنازل. لا تصالح، وفي الوقت نفسه يموتُ جنودنا على الحدود من عهد المخلوع "مبارك"، أو المعزول الذي بعده، ولم نأخذ بثأرهم ولا بالقصاص، بل تُصدّر لهم الحكومة الغاز كمكافأة ونحنُ نتعاركُ عليه هنا.
لماذا لم يفهم أحد المغزى من السطور في قصيدة "لا تصالح"! ولماذا لم يقف أحد عند هذه الأسئلة! ولم يفهم معنى رفض التعويض أو الديّة، أو رفض الصُلح من أصله حتى على القصاص نفسه الذي تحول إلى دائرة عبثية ندورُ فيها كجيل "25 يناير"!
ولماذا لم يسأل أحدٌ نفسه عن نظرة "أمل دنقل"، وهي السخرية من الواقع العربي، والحروب الخائبة
"أمل دنقل" حاول أن يسأل أسئلته كذخائر المدافع ذات الأصوات المرعبة، ولكنهم لم يبالوا، حتى نحنُ هذا الجيل، أخذنا كل الكلمات بشكل سطحي فقط ولم نعرف مغزاه أبداً.
اكتفينا فقط بالترديد. دائماً "أمل" يتنبأ بكل الأحداث قبل وقوعها، حتى تنبأ في هذا الديوان بحالنا الهزيل قبل 37 سنة من نشره.
ـ ١ ـ ل�� تُصالح ولو منحوك الذهبْ أتُرى حين أفقأ عينيكَ، ثم أثبِّتُ جوهرتيْن مكانهمَا.. هل تَرَى..؟ هي أشياءٌ لا تُشترى: ذكرياتُ الطفولة بين أخيكَ وبينكَ، حسُّكما -فجأة- بالرجولةْ.. هذا الحياءُ الذي يكبتُ الشوقَ.. حين تعانقهُ، الصمتُ -مبتسمين- لتأنيب أمكما وكأنكما ما تزالان طفلين! تلك الطمأنينةُ الأبديةُ بينكما: أنّ سيفانِ سيفَكَ... صوتانِ صوتَكَ.. أنك إن مِتَّ: للبيت ربٌّ وللطفل أبْ! هل يصيرُ دمي -بين عينيكَ- ماء؟ أتنسى ردائي الملطخَ.. تلبسُ -فوق دمائي- ثيابًا مطرزَةً بالقصبْ؟ إنها الحربُ! قد تثقلُ القلبَ.. لكن خلفك عارَ العرب. لا تُصالح.. ولا تتوخ الهرب!
ـ ٢ ـ لا تصالح على الدم.. حتى بدمْ! لا تصالحْ! ولو قيل رأسٌ برأس، أكُلُ الرؤوسِ سواء؟! أقلب الغريبِ كقلبِ أخيكَ؟! أعيناه عينا أخيك؟! هل تتساوى يدٌ... سيفُها كان لكْ بِيَدٍ سيفُها أثكَلَكْ؟ سيقولونَ: جئناك كي تحقنَ الدمَ.. جئناكَ -كنْ يا أميرُ- الحكمْ سيقولون: ها نحن أبناء عمْ قل لهم إنهم لم يُراعوا العمومةَ فيمن هلكْ واغرس السيفَ في جبهة الصحراءِ.. إلى أن يُجيبَ العدمْ إنني كنتُ لكْ فارسًا وأخًا وأبًا ومَلكْ!
ـ ٣ ـ لا تُصالح ولو حَرَمَتْك الرقادْ صرخاتُ الندامة وتذكّر.. (إذا لان قلبُك للنسوةِ اللابساتِ السوادْ ولأطفالهنَّ الذين تخاصمهم الابتسامة) أن بنتَ أخيكَ ”اليمامة� زهرةٌ تتسربل في سنوات الصبا- بثياب الحداد.. كنتُ إن عدتُ: تعدو على درج القصر تمسكُ ساقيَّ عند نزولي... فأرفعها -وهي ضاحكة- فوق ظهر الجوادْ. ها هي الآن.. صامتةٌ حرمتها يدُ الغدرِ: من كلمات أبيها.. ارتداء الثياب الجديدة من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ! من أب يتبسَّمُ في عرسها.. وتعودُ إليه إذا الزوجُ أغضبها.. وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانهْ، لينالوا الهدايا.. ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ) ويشدّوا العمامة.. لا تُصالح! فما ذنب تلك اليمامة لترى العُشَّ محترقًا.. فجأةً، وهي تجلس فوق الرماد؟!
ـ ٤ ـ لا تُصالح ولو توَّجوك بتاج الإمارة كيف تخطو على جثةِ ابنِ أبيكَ..؟ وكيف تصيرُ المليك.. على أوجه البهجة المستعارة؟ كيف تنظر في يدِ من صافحوكَ.. فلا تبصُر الدمَ.. في كل كَفْ؟ إن سهمًا أتاني من الخلفْ... سوف يجيئُكَ من ألفِ خلفْ فالدم -الآن- صار وسامًا و شارة. لا تُصالح.. ولو توَّجوكَ بتاج الإمارة إن عرشكَ: سيفٌ وسيفكَ: زيف إذا لم تَزِنْ -بذؤابته- لحظات الشرف واستطبت الترف.
ـ ٥ ـ لا تُصالح ولو قال مَن مال عند الصدامْ «ما بنا طاقةٌ لامتشاقِ الحسامْ...» عندما يملأ الحقُّ قلبك: تندلع النار إن تتنفَّسْ ولسان الخيانة يخرسْ لا تصالح.. ولو قيل ما قيل من كلمات السلامْ كيف تستنشق الرئتان النسيم المُدنس؟ كيف تنظرُ في عيني امرأةٍ.. أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟ كيف تصبح فارسَها في الغرام؟ كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام كيف تحلم أو تتغنى بمستقبل لغلام وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّسْ؟ لا تُصالحْ ولا تقتسمْ مع من قتلوكَ الطعام وارْوِ قلبك بالدمْ.. واروِ التراب المقدسْ. واروِ أسلافك الراقدين إلى أن تردَّ عليكَ العظام!
ـ ٦ ـ لا تُصالح ولو ناشَدَتْك القبيلة باسم حزن”الجليلة� أن تسوق الدهاءَ وتُبْديَ -لمن قصدوكَ- القبول. سيقولون: ها أنت تطلبُ ثأرًا يطولْ فخذ -الآن- ما تستطيعُ: قليلًا من الحقِّ.. في هذه السنواتِ القليلة إنه ليس ثأركَ وحدَك، لكنه ثار جيلٍ فجيل وغدا.. سوف يولدُ من يلبسُ الدرعَ كاملةً.. يُوقدُ النارَ شاملة.. يطلب الثأرَ يستولد الحقَّ.. من أضلع المستحيل.. لا تُصالح.. ولو قيل إن التصالح حيلة إنه الثأرُ! تَبْهَت شعلتهُ في الضلوع.. إذا ما تَوَالت عليها الفصول.. ثم تبقى يدُ العار مرسومة (بأصابعها الخمس) فوق الجباه الذليلة!
ـ ٧ ـ لا تُصالح ولو حذرتك النجوم ورمى لك كهانها بالنبأ.. كنت أغفر لو أنني مِتُ.. ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ لم أكن غازيا.. لم أكن أتسللُ قرب مضاربهم أو أحومُ وراء التخوم لم أمدّ يدًا لثمار الكروم أرضَ بستانهم لم أطأ لم يصِحْ قاتلي بي: «انْتبه»! كان يمشي معي.. ثم صافحني.. ثم سار قليلا ولكنه في الغصون اختبأ! فجأة: ثقبتني قشعريرةٌ بين ضلعين.. واهتزّ قلبيَ -كفقَّاعةٍ- وانْفَثَأ وتحاملتُ.. حتى احتملتُ على ساعدي فرأيت: ابنَ عمي الزنيم واقفا يتشفى بوجهٍ لئيم لم يكن في يدي حربةٌ.. أو سلاح قديم.. لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ
ـ ٨ ـ لا تُصالح.. إلى أن يعود الوجودُ لدورته الدائرة: النجومُ.. لميقاتها والطيورُ.. لأصواتها والرمالُ.. لذراتها والقتيلُ لطفلته الناظرة كل شيءٍ تَحطَّم في لحظة عابرة: الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلبِ حين يرى برعمًا في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزلَ المطرُ الموسمي - مراوغةُ القلبِ حين يرى طائرَ الموت وهو يرفرفُ فوق المبارزةِ الكاسرة كل شيءٍ تحطم في نزوة فاجرة والذي اغتالني: ليس ربًّا ليقتلني بمشيئته ليس أنبلَ مني.. ليقتلني بسكِّينته.. ليس أمهرَ مني.. ليقتلني باستدارته الماكرة لا تُصالح فما الصلح إلّا معاهدة بين ندَّينْ.. (في شرف القلب) لا تنتقصْ والذي اغتالني محضُ لصْ سَرقَ الأرضَ من بين عينيَّ والصمتُ يُطلق ضحكته الساخرة!
ـ ٩ ـ لا تُصالح.. ولو وقفت ضد سيفكَ كلُّ الشيوخْ والرجالُ التي ملأتها الشروخْ.. هؤلاء الذين يحبُّون طعم الثّريدْ.. وامتطاءَ العبيدْ.. هؤلاء الذين تدلَّت عمائمهم فوق أعينهم.. وسيوفُهُم العربيّةُ قد نسيتْ سنواتِ الشموخْ لا تُصالح.. فليس سوى أن تريد أنت فارسُ هذا الزمان الوحيدْ وسواكَ.. المسوخْ!
لا تصالحْ! ولو منحوك الذهبْ أترى حين أفقأ عينيكَ ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى..؟ هي أشياء لا تشترى
لا تصالحْ
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخْ والرجال التي ملأتها الشروخْ هؤلاء الذين يحبون طعم الثريدْ وامتطاء العبيدْ هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخْ لا تصالحْ فليس سوى أن تريدْ أنت فارسُ هذا الزمان الوحيدْ وسواك.. المسوخْ