What do you think?
Rate this book
223 pages, Paperback
First published January 1, 2019
“الحيا� حبّة كرز نواتها الموت"
ان الحديث عن الحريّة في ظل نظام قمعي يشبه ممارسة الجنس على قارعة الطريق
ان تكون المرأة أمّاً في العراق فذلك يعني بأنها كائن سيئ الحظ.. هذه البلاد لا تشبع من قهر الأمهات
الأوهام تجعل الحياة قابلة للعيش
الضحك حين يختلط بالبكاء، يدلّ على ان منسوب التفاهة في الحياة قد ارتفع، وان لا حلّ لديك سوى المضيّ معها حيث تريد
وجوه الناس حكايات لا تشبه بعضها البعض، إلا العراقيين، فحكايتهم الحزن. كن عراقياً لتكون حزيناً
أَيَضحَكُ مَأسورٌ وَتَبكي طَليقَةٌلا أمل من ترديد أنني عراقي من مصر أو مصري من العراق و لا أدري ان كان العراق من العراك أم من الأعراق و ان كانت مصر من الإصرار أم من المصير.
وَيَسكُتُ مَحزونٌ وَيَندِبُ سالِ
لَقَد كُنتُ أَولى مِنكِ بِالدَمعِ مُقلَةً
وَلَكِنَّ دَمعي في الحَوادِثِ غالِ
� العراقيون يشبهون السمك إلى حد بعيد؛ حالما يخرجون من النهر يشعرون بالاختناق! لذا تراهم، أينما رحلوا، شقّوا نهراً ومارسوا فيه حياتهم السمكيّة. ليس هذا فحسب، بل هم يشبهون السمك في قصر الذاكرة أيضاً، فكلاهما ينسى الفخ سريعاً ليقع فيه من جديد. �الحكاية ليست جديدة
� كانت هويّتي تحمل الرقم سبعمائة وسبعة وسبعين، وسينادونني بعد ذلك: سبعة سبعة سبعة. لم أكن مكترثاً لما سينادونني به واقعاً، إذ ما دمتُ سأحصل على سريرٍ دافئ في وطن آمن، فلا ضير إن أمسيتُ ثلاثَ سبعات، أو تسع خمسات، أو صفراً على الشمال حتى. لقد امتلكتُ فيما مضى أسماء كثيرة، لكنّها لم تجلب لي الدفء. منحتني أمي، مثلاً، اسم سعيد، فكنت يتيماً مكسورَ الخاطر، لم أرَ السعادة يوماً في حياتي. منحتني المدينة التي اندلق فيها رأسي لقب ابن دار السلام، فنشأتُ خائفاً أترقّب الحرب متى تنتهي، لتشتعل أخرى أشدّ ضراوةً وأكثر قبحاً. منحني التاريخ ألقاباً كثيرة، كابن الرافدين، وحفيد جلجامش، وابن خالة حمورابي، لكنّي لم أجنِ من تلك الألقاب سوى الخيبة والانكسار. �أجواء كونديرا في الفكرة حيث كانت نكتة هي سبب هروب بطل الرواية من حكم مؤكد بالتشرد و الضياع
� كيف قضت نكتةٌ تافهة على حياتي وجعلت أيامي مظلمة مثل قبوٍ مهجور؟! �ثم حكمة كونديرا مرة أخرى في فلسفة التفاهة المنجية من عبثية الحياة
� لكنْ، مع الأيّام أيقنتُ بأنّ الضحك حين يختلط بالبكاء، يدلّ على أنّ منسوب التفاهة في الحياة قد ارتفع، وأنّ لا حلّ لديك سوى المضيّ معها حيث تريد.. فمضيتُ. �فيما عدا ذلك لا أثر أخر لكونديرا
� في المنتصف تقف أرجيلة بغداديّة مزخرفة باللازورد، يعتليها فنجان فخاريّ معبّأ بخليط العنب المخمّر منذ نكسة حزيران 1967م. فوق الفنجان تستريح جمرتان متوهّجتان، كأنهما حجر الزمرّد الأحمر، وقرب الأرجيلة منضدة ينتصب فوقها سَماور تفوح منه رائحة الشاي المُهيّل، وأقداح مذهّبة وأنيقة كعرائس الأناضول. �كما أن لديه قدرة على السرد ببساطة تذكرك بعظماء أمثال احسان عبدالقدوس مع اختلاف الأسلوب و ان كانا اشتركا في أنه سرد بسيط لا فذلكة فيه و لا تحاذق في استخدام اللغة او الإستعارات أو الجمل العميقة التي تغري بالإقتباس و في الوقت نفسه فهو سرد مذهل و محبب للنفس على بساطته.
لو كنت محبا لبغداد، لبقيت فيها ،تناضل لأجلها-
-ياااه يا أبي !تناضل ؟! يالها من كلمة يخرج من منخريها التراب! وماذا جنيت أنت من النضال ؟ كوم عظام في مقبرة جماعية! أتريد أن ينتهي قي الحال في مقبرة جماعية كي لا تنعتني بالجبن؟ لا يا أبي ، دعني فوق التراب، وقل عني ألف جبان
آه يا أبي !إن الظلام الذي كنت ،بصحبة رفاقك، تحاولون إيقاد شمعة لتبديده، مازال يغلف البلاد ويحيط بأكتارها. ما زال ذلك الظلام حاكما، وما زال الأوغاد يضحكون على أذقاننا. لا أريد أن أثقل عليك فما فيك يكفيك، لكني أود أن أصارحك بأنك قد فشلت مرتين ؛ مرة في حياتك ،ومرة في مماتك، واني عذرا يا أبي، لا أريد أن أكون فاشلا مثلك، لذا قررت الرحيل.
كنت أخشى أن أغدو كوم عظام في كيس أسود، أن أتناثر على الطريق، وتدهس رأسي شاحنة مسرعة. كنت خائفا من تكرار المأساة، وأن لا تمنحني بغداد قبرا أنام فيه بسلام، كما فعلت مع أبي، لذا قررت الرحيل من جديد. لكني سأرحل هذه المرة بحثا عن موت لائق، لا عن حياة لائقة . سأبحث هناك في بلاد المرضي عنهم، عن موتة رحيمة .
سأعود للنرويج من أجل النوم في حقل الكرز
المجد لمن نام في حقل الكرز