"لأول مرة أعيد قراءة رواية بعد الانتهاء منها ، الفضل يعود لذاكرتي التي صارت تخونني داٸما 😅 و لكن لعله خير ، فعلی الأقل صرت أستطيع تكرار مطالعة بعض الروايات دون الوقوع في الملل ، المهم ، إعجابي بالرواية ليس بالأمر الهين ، و هذا رأيي الذي كتبته منذ مدة و شاء الله أن أنشره الآن ٠
كانت رحلة ممتعة ، رغم أني كدت أنقطع عن إتمامها عند صفحاتها الأولی ، لطبع فيا ، فلي صديق وفي ، و هو الملل ، و لا يكاد يفارقني ، لكني عزمت علی المواصلة، لن أستطرد في الحديث عن الأساليب اللغوية و التعبيرية التي استُعملت و لا علی تواتر الأحداث وارتباطها و لا علی الحبكة الدرامية إن صح التعبير فهذا مما لا شك فيه ما تُحمد الكاتبة عليه ، و لست أهلا حتی أقيم هكذا عمل ، فقط أنا سأصف الحالة الذهنية التي تعتريني كلما غصت في معاني الكلمات ، و أبحرت إلی ما وراء اللغة ، و كأني بنفسي أعيش حالة من النشوة الفكرية ، التي افتقدتها منذ سنين ، فأنا لا أقرأ الحروف فقط ، بل إني أعيش معانيها ، و أخرج اللفظ عن ظاهره و أغوص في باطنه ، أنا أغادر الواقع كلما تجلت لي معاني العشق الإلاهي ، و فككت رموز قواعده ، و أفتح نوافذ في ذهني ظننت أنها أُغلقت أبدا ، ، لطالما كنت أنزعج من فكرة الرقيب البشري أو الحارس الذي يظن تنطعا و جهلا أنه مُكلف بحماية الدين من الجَهلة بيد أنه أخطر من الكفار بعينهم ، بجهله المُركب ، فقط أغوته بعض المُتون و بعض الفقه الذي حفظه و الذي لم يفقه كُنهه ، فلم يدرك أن المقصد الأسمی من الشراٸع و القواعد العقدية و الحدود الشرعية ليست إلا سبيلا لبلوغ غاية أسمی ، ألا وهي العشق الإلاهي ، لكن الران علی قلوبهم ، و كم مُلأت منابر ديار المسلمين بهم ٠
ثم إني كان يخالجني مزيج من المشاعر و الانفعالات المتناقضة ، فإني رغم اعجابي بالرواية إلا أني كرهتها أحيانا ، كنت أتمايل مع شخصياتها ، فأسخط و أحزن و أنتشي و أضحك و أتألم ، مزيج ممتع جعلني ألتهم الصفحات إلتهام الضمآن ، حتی أني إذا مرت سويعات و لم أتزود ببعض أسطرها أشعر بشوق لشخصياتها ، و هاأنا الآن أنهيها بكل رضا، فقد علمتني هذه الرواية الكثير الكثير ، رغم غضبي و كرهي لشخصية "شمس" لسبب خاص في نفسي ، إلا أني سعيدة يأسرني إحساس جميل بالإنشراح ، كنت أبحث عن ذاتي بين ثنايا الرواية فوجدت بعضا منها ٠"