Norhan wants to read جوهر الإنسان

"

"ثلاث ظواهر تشكّل أساس أشد اشكال التوجيه البشري خطرًا وفسادًا: حب الموت، النرجسية الخبيثة، التثبيت السفاحي التعايشي. وتشكل هذه التوجهات الثلاثة عند اجتماعها "متلازمة انحلال" تدفع الانسان للتدمير من اجل التدمير والكره من اجل الكراهية."

عبر مقدمة وستة فصول، يحاول إيريك فروم البحث في جوهر الإنسان، فيطرح السؤال -المتعارف عليه- هل الإنسان ذئب او خروف؟ ثم يحلل أشكال العنف المختلفة ويعقد مقارنة ما بين النكروفيليا والبيوفيليا اي حب الحياة وحب الموت مستعينًا بالكثير من الأمثلة (هتلر وستالين على صعيد المثال) ثم يغوص في النرجسية الفردية والنرجسية الجماعية وكيف تتحول الأولى الى الثانية والأوهام التي ينسجها الفرد لتبرير هذه النرجسية او لممارستها. الفصل الخامس ستحدث عن القيود السفاحية ليختم اخيرًا عن الحرية والحتمية والاختيارية بتحليل لثلاثة رموز في مجالهم: اسبينوزا، ماركس وفرويد.

"النكروفيلي النقي مجنون، والبيوفيلي النقي قديس. ومعظم الناس هم خليط من الاثنين، وما يهمنا هو اي الميلين سائد لدى الشخص."

"يقيم النكروفيليون (محبي الموت) في الماضي، وليس أبدًا في المستقبل. مشاعرهم غالبًا ما تكون وجدانية، أي انهم يغذون ذاكرة الأحاسيس التي كانت لديهم البارحة، او التي يعتقدون أنها كانت لديهم. هم باردون شاردون مكرسون "للقانون والنظام". قيمهم هي تمامًا عكس القيم التي تربطنا بالحياة الطبيعية: ليس الحياة بل الموت هو ما يثيرهم ويرضيهم"

أعتقد ان الكتاب-البحث يخلص الى هذه النتيجة: " ان طبيعة او جوهر الانسان ليس "حقيقة" معينة، مثل الخير او الشر، بل تناقضًا متجذرًا في شروط الوجود البشري ذاته. ويحتاج هذا الصراع بحد ذاته الى حل، وليس هناك من حيث الاساس سوى الحلول النكوصية او التقدمية." وأظن ان هذه النتيجة قد سبق الوصول اليها خصوصًا في "التاوية". كما ان فروم يزيد: " الناس يفشلون في فن الحياة، ليس بسبب سوء متأصل فيهم، ولا لأنه بدون ارادة لا يمكن عيش حياة افضل، بل لأنهم لا يستيقظون ويرون أين يقفون عند مفترق طرق يتوجب عليهم اتخاذ قرار فيه." وهنا نتكلم عن الخيارات الخاطئة التي تنتج مسارًا سيعجّ بالأخطاء لاحقًا.

الكتاب ليس سهلًا بطبيعة الحال لكنه مفهوم لغير المتخصصين والترجمة جيدة جدًا. يمكن لنا ونحن نقرأ ان نلقى أجوبة كثيرة عن أسئلة تخصنا في هذا الجزء من العالم، أجوبة عن الفكر والإبداع والحرية وغيرها على صعيد المثال المقصود: "ان هدف السادية هو تحويل إنسان ما الى شيء ما، او تحويل شيء حي الى غير حي، إذ بالتحكم الكامل والمطلق يفقد الكائن الحي صفة الحياة الجوهرية: الحرية.""

Rawnak Ferhati wants to read الحرافيش