إيمان's Updates en-US Sun, 06 Apr 2025 15:17:28 -0700 60 إيمان's Updates 144 41 /images/layout/goodreads_logo_144.jpg Friend1419948430 Sun, 06 Apr 2025 15:17:28 -0700 <![CDATA[<Friend user_id=12708367 friend_user_id=184397594 top_friend=false>]]> Review4933135227 Fri, 21 Feb 2025 06:26:14 -0800 <![CDATA[إيمان added 'معنى الحياة في العالم الحديث']]> /review/show/4933135227 معنى الحياة في العالم الحديث by عبدالله عبدالرحمن الوهيبي إيمان gave 5 stars to معنى الحياة في العالم الحديث (Paperback) by عبدالله عبدالرحمن الوهيبي
هذا ليس مجرد كتاب قرأته، إنه صديق لطيف ورفيق ليالٍ طويلة آنسني فيها وأسعدني، منذ كم لم أحظ بكتاب أعتبره صديقا! منذ كم لم يجتمع في قلبي فرح بكتاب وخوف من الانتهاء منه كما اجتمعا هاهنا؟!
منذ فترة قرأت بحثا موجزا للمؤلف بنفس الاسم (معنى الحياة في العالم الحديث) وكان عيبه الوحيد في نظري أنه لم يكن أطول، أذكر أني تمنيت ساعتها لو توسع المؤلف في بحثه وأفاض في الشرح، ولذلك فإن الإعلان عن صدور كتابنا هذا كان بمثابة فرح صغير بتحقق أمنية لم أبح بها

كتابة مراجعة عن مثل هذا الكتاب مغامرة صعبة، أولا لأن الكتاب ثري جدا في أفكاره ورؤيته، وثانيا لأني تأثرت للغاية بنقولات المؤلف واقتباساته وحتى هوامشه (وما أدراك ما الهوامش!) وكذلك المقتطفات التي صدر بها كل فصل من فصول الكتاب، كل ذلك كان رائعا، مما جعل صفحات الكتاب كلها تقريبا محددة بالقلم الرصاص ومحاطة بالتعليقات غريبة الأطوار :))
لكني سأحاول عرض الكتاب بإيجاز لتثبيت أفكاره الرئيسية في ذهني وللتعريف بها لمن سألني عنها من الصديقات

يبدأ الكتاب بمدخل نظري يشرح فيه المؤلف مفهوم معنى الحياة وحاجة الإنسان الفطرية لفهم هذا المعنى والاحساس به والبحث عنه إن فقد، وكيف ساهمت الحداثة في تجريد العالم من هذا المعنى، ثم يعرض المؤلف بعض المواقف الحياتية مثل الملل والألم والموت التي يشعر فيها الإنسان بحاجته إلى فهم المعنى من وراء حياته والتي تضطره بعد ذلك للإجابة عن سؤال المعنى بما يوافق تصوره عن الحياة والكون، هذه الإجابات عن سؤال المعنى هي آخر ما نجده في مدخل الكتاب النظري

الفصل الأول بعنوان (الأنا في العقود الأخيرة) وفيه يرسم المؤلف خارطة تمهيدية للظروف التي تأزم ضمنها سؤال المعنى واعتبر أن التحول الواسع نحو التمركز الذاتي، وتضخم موضع الأنا في بنية الهوية والسلوك، وهوس الإنسان المعاصر بتحقيق ذاته منقطعا عن أي روابط روحية واجتماعية هو من أهم أسباب تفجر أزمة المعنى في عالمنا الحديث

الفصل الثاني بعنوان (الذات الحديثة: الجذور والآثار) يعود المؤلف إلى الوراء محاولا استكشاف الجذور التاريخية لأزمة المعنى الحديثة خاصة فيما يتعلق بإثبات الذات وتأسيس الهوية الشخصية، فيعرض نموذجين رأى كل منهما في الباطن الفردي تميزا يمكنه من الوصول للحق سواء كان سماويا في حالة أوغسطين أو أرضيا في حالة ديكارت، ثم يتتبع مفهوم الذات وعلاقتها بالهوية والمعرفة في (بنية النظرية القانونية والسياسية الحديثة، وفي الاهتمام بدراسة الانفعال والعواطف في الفلسفات الحديثة، وفي الحركة الرومانتيكية وأثرها في ترويج فكرة الأصالة ثم كيف تجلى ذلك عبر فنون الرواية وأدب الاعتراف واليوميات وشبكات التواصل الاجتماعي) ثم يختم الفصل بملامح التكوين النفسي لفردانية تحقيق الذات وقد كانت رغم إيجازها مهمة وكاشفة حقا

الفصل الثالث بعنوان (مآزق الأصالة) وفيه يعرض المؤلف طبيعة العلاقة بين (الأنا) و(النحن) في فردانية تحقيق الذات ومخاطر حصر تحقيق القيمة والهوية في الاختيار الذاتي للفرد، ثم يعارض ذلك بشرح مدى ارتباط الفرد بالمجتمع في تكوينه من خلال تمثله لللغة وبنائه لسرديته الذاتية (قصة حياته ورحلة سعيه بتبسيط مخل)
وفي نهاية الفصل يعرض لملمحين أساسين من ملامح أزمة المعنى وهو حاجة الإنسان الحديث وجوعه للاعتراف، وفردنة مشكلات المجتمع العامة ونفسنتها أي ردها إلى أسباب فردية ومحاولة علاجها كحالات نفسية، هذا الجزء كان مهما جدا لفهم كثير من سلوكيات الناس في مجتمعاتنا المعاصرة

الفصل الرابع بعنوان (الطريق نحو الجسد) وفيه يعرض المؤلف أثر النسبوية المعرفية والأخلاقية (حيث لا حقائق دائمة وصارمة وإنما معايير مختلفة من شخص لآخر للحكم على الأشياء) وأثر النزعات العدمية (وتجلياتها في الآداب والفنون) في التركيز على الجسد كموقع أخير لتحقيق اليقين والمعنى، وفي هذا الإطار يمكن فهم الإقبال على العمليات التجميلية وشيوع الوشوم والاهتمام المحموم باللياقة البدنية ومراقبة الوزن ومحاربة الشيخوخة واللهاث وراء المغامرات الرياضية الخطرة وتحقيق الأرقام القياسية

الفصل الخامس بعنوان (اختلاق المقدس والأديان البديلة) وهو أحب فصول الكتاب إلى قلبي وأشدها تأثيرا في نظري، فكرة الفصل الرئيسية أن الإنسان بفطرته يحتاج إلى أن التدين والتأله والتقديس، وإذا كانت الفلسفات الحديثة حاربت الدين وحاولت تنحية الإله من مركز الوجود الإنساني ونفت المقدس فإنها لم تستطع قط نفي هذه الفطرة الإنسانية وبالتالي وقعت في اختراع مقدسات وأديان بديلة تلبي شوق الإنسان الغريزي لكن بلا التزامات ولا تضحيات
يعرض المؤلف لمحة عامة عن سياق اختراع المقدسات والأديان البديلة ثم يعرض أشهر نماذجها متمثلة في الأديان السياسية (الشيوعية والاشتراكية كمثال) وتقديس الانتماء الوطني وتأليه الدولة القومية وتقديس السوق والفلسفات القديمة والروحانيات البديلة والتحليل النفسي بوصفه دينا وأخيرا الملامح الدينية في بعض الرياضات المعاصرة (هذا الجزء لطيف جدا ومهم أن يقرأه المهووسون بتشجيع كرة القدم :))

الفصل السادس بعنوان (المشاعر والرومانسيات المعاصرة): إذا كان المؤلف في الفصل الخامس عرض بعض المقدسات البديلة فإنه في هذا الفصل والذي يليه يركز على مقدس بديل معين ويناقشه باستفاضة فيبدأ بشرح الحيز الكبير الذي استغرقته المشاعر والأحاسيس والوجدانيات من اهتمامات الذات المعاصرة وأثر ذلك في تحول الدين عند البعض إلى تجربة عاطفية، ثم يبين موقع الحب في الثقافة الحديثة وعلاقته بأزمة المعنى وارتباط ذلك بزواج الحب وطبيعة العلاقات العاطفية الجديدة ومن ضمنها علاقات الأبوة والأمومة، ويشير أخيرا إلى أزمات علاقات الحب وآثارها على الذات والهوية والمعنى

الفصل السابع بعنوان (الفن والمعنى المؤجل) وفيه يركز المؤلف على مقدس آخر يحاول أن يحل محل الدين في الثقافة الروحية المعاصرة ألا وهو الفن، وهو يبدأ الفصل بعرض علاقة الفن بالدين عبر التاريخ، ثم كيف استقل الفن بقيمته بعيدا عن الدين ليتحول إلى غاية ومصدر للمعنى وكيف قدسه المعاصرون لكونه يؤجل سؤال المعنى ويلهي الإنسان عن التفكر فيه والتعاسة بسببه، أبرز ما لفت نظري في هذا الفصل كان رؤية أئمة الدين المسلمين للفن ممثلا في سماع الغناء والمعازف ومقارنتهم ذلك بأثر القرآن والذكر في النفوس وانفعال الإنسان بذلك

الفصل الثامن بعنوان (المعنى والزمان) وهو فصل ماتع يشرح فيه المؤلف كيف يساهم الوعي بالزمان في إحساس الإنسان بمعنى حياته وكيف اختلف هذا الوعي بالزمان في العالم الحديث بسبب التطورات التقنية في وسائل الاتصال والمواصلات وحركة المال والأعمال، أيضا يشير المؤلف إلى محاولات الروحانية المعاصرة لحصر وعي الإنسان بالزمن في اللحظة الآنية وتجاهلها لذكريات الماضي ومخاوف وأمنيات المستقبل وأثر ذلك في فقد الإنسان للمعنى، كما يوضح أهمية البناء السردي المعتمد على تتابع الزمان واتصاله بين الماضي والحاضر والمستقبل ومساهمته في إيجاد معنى الحياة

الفصل التاسع بعنوان (من المعنى إلى التعبد): أخيرا نصل إلى إجابة شافية عن سؤال معنى الحياة، إجابة ترتكز بشكل أساسي على السردية القرآنية التي يتضح من خلالها غاية الوجود ومعنى الحياة في ظل التصورات الإسلامية عن الدين والإيمان، إجابة يلخصها المؤلف في براعة شديدة بأن معنى الحياة لا يتحقق على جهة الكمال إلا بالإذعان والاستسلام لمقتضى العبودية بتصحيح القصد والإيمان بالرسالة وضبط بوصلة القلب على جهة العلو طاعة ومحبة وإخلاصا وتوحيدا

ثم الخاتمة الأجمل على الإطلاق التي تستحق كل فقرة فيها أن تقرأ بتأمل وتمعن وتفكر وتكرر قراءتها مرة بعد مرة، تلك الخاتمة التي توافقت نهايتها مع شعوري تجاه هذا الكتاب منذ بدأت قراءته، شعور الفرح الذي لازمني طول الوقت رغم عمق المأساة الكامنة بين سطور الكتاب وأطروحاته ونظرياته وأفكاره، فرح بالفهم الصحيح لما يجري من وقائع وسلوكيات حولنا فتتسرب آثارها إلى نفوسنا وتتسلل إلى قلوبنا، فرح لأن هذا الفهم الصحيح المتبصر المترابط صادر من عقلية عربية مسلمة متشربة لمعاني الوحي ومنطلقة من مرجعيته في تصوراتها للأمور وتقييمها لها وحكمها عليها
لقد ختم هذا المزيج الهائل والمتناغم من الأفكار والنظريات والاقتباسات والمعاني والانتقادات بقول المؤلف:
(فعلى المؤمن أن يتمسك بالحق، وأن يعلل نفسه ويتصبر ويقاوم، فإن الزمان قصير، ولا مفر له من هذا الطريق، وسيصل إلى نهايته يوما ما، فليجاهد ما استطاع ليكون وصوله حينئذ في موكب الفرح)

نعم، فلنجاهد ما استطعنا ليكون وصولنا حينئذ في موكب الفرح ]]>
Review3912991480 Sun, 24 Nov 2024 05:55:52 -0800 <![CDATA[إيمان added 'علوم القرآن عند الإمام الشاطبي : شرح وتحليل "الكتاب" من الموافقات']]> /review/show/3912991480 علوم القرآن عند الإمام الشاطبي  by مساعد بن سليمان الطيار إيمان gave 5 stars to علوم القرآن عند الإمام الشاطبي : شرح وتحليل "الكتاب" من الموافقات (Hardcover) by مساعد بن سليمان الطيار
أحد أهم أحلامي هو دراسة كتاب الموافقات للإمام الشاطبي، وهو حلم لم أتبين قط منشأه أو الدافع إليه، لكني وجدت نفسي دوما محبة للإمام الشاطبي رغم عدم رسوخ معرفتي به وبكتبه، هذا الحب أردت ترجمته في قراءة كتاب الموافقات لأكتشف أنه ليس من الكتب التي تُقرأ لمجرد التثقيف إذ أنه يحتاج إلى قدر عال من التمكن في العلوم الشرعية، دفعني هذا الاكتشاف إلى قراءة كتابه الاعتصام فورا وإلى الحفاظ على دراسة كتاب الموافقات في مكتبة الأحلام الذي تشغل حيزا كبيرا في قلبي.
لقد رأيت دوما_رغم كل مظاهر سوء الحظ التي تلوح للناس علي_ أنني سعيدة الحظ للغاية بتوفيق الله لي وتيسيره تحقق أشد أحلامي خفاء وصعوبة من وجهة نظري والتي لا يكاد يعرف عنها أقرب الناس إلي شيئا، وذلك رغم تقصيري وضعفي، ومن مظاهر هذا التوفيق والتيسير أن أفاجأ بكتاب "علوم القرآن عند الإمام الشاطبي" للشيخ مساعد الطيار مقررا علينا قرب نهاية برنامج مدارسات.
الكتاب عبارة عن دروس علمية شرح فيها الشيخ مساعد الطيار قسم (الكتاب) ضمن قسم (الأدلة الشرعية) في كتاب الموافقات، وقد قام الشيخ أحمد سالم بإخراجها مكتوبة وراجعها الشيخ بعد ذلك حتى ظهرت في هذا الكتاب الماتع.
أحب أن أبدأ بتعريف مختصر بالإمام الشاطبي فهو الإمام إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي، أصله من مدينة شاطبة وولد في غرناطة قبيل عام 720 ه� ، وقد نشأ على حب العلم ومتابعة الدرس منذ صغره، كان أشعري المعتقد مالكي المذهب وقد كان له جهد عظيم في مقاومة البدع والمبتدعة توجت بكتاب الاعتصام، ومن أهم مؤلفات كتاب الموافقات، ثمة نص للإمام الشاطبي أثر في كثيرا يتحدث فيه عن حبه للعلم منذ صغره أحببت أن أنقل بعضه هنا:
"لم أزل منذ فُتق للفهم عقلي، ووجه شطر العلم طلبي، أنظر في عقلياته وشرعياته، وأصوله وفروعه، لم أقتصر منه على علم دون علم ولا أفردت عن أنواعه نوعا دون آخر حسبما اقتضاه الزمان والمكان، وأعطيته المنة المخلوقة في أصل فطرتي، بل خضت في دجة خوض المحسن السباحة، وأقدمت في ميادينه إقدام الجريء حتى كدت أتلف في بعض أعماقه، أو أنقطع في رفقتي التي بالأنس بها تجاسرت على ما قدر لي...".
أما عن صفة الكتاب وتقسيمه، فالمحرر يورد متن الكتاب أولا وهو مقسم إلى مسائل تتضمن عناوين فرعية باسم (فصل)، ثم شرح الشيخ على كل مسألة، مع هوامش واسعة ومفيدة للمحرر توضح كثيرا مما يمكن أن يشكل عليك في الكتاب وتضيف إليك معلومات قيمة.
سأحاول أن أعرض أهم المسائل التي تعرض لها الكتاب وأهم فوائده على صعوبة ذلك لثراء الكتاب بها وأهمية ما ورد فيه من موضوعات ومسائل.

** يبدأ الكتاب بتقرير غاية في الأهمية، وهو أن القرآن يتضمن كليات الشريعة ومقاصدها ولا يستطيع أحد أن يطلع على هذه الكليات ويدرك هذه المقاصد دون أن يتخذ القرآن أنيسه ويجعله جليسه نظرا وعملا، ولنركز كثيرا على أهمية جانب العمل والتطبيق في تدبر القرآن وفهمه لأن الإمام الشاطبي سيكرر هذا الأمر ويؤكد عليه طوال الكتاب.
ثم يقرر أيضا أن القرآن رغم كونه معجزا في نظمه وقد حصل به التحدي للعرب الفصحاء إلا أنه كان ميسرا للفهم وتعقل معانيه، وقد استنبط الشيخ مساعد من ذلك أنه لا يوجد في القرآن ما لا يُعلم معناه، وهي قاعدة مهمة جدا يحسن أن نستصحبها أثناء تلاوتنا لكتاب الله وتدبره وتدارسه.

** ثم إشارة إلى أهمية معرفة أسباب النزول لفهم معاني القرآن ورفع الاحتمالات والشبه والإشكالات، مع التمثيل لذلك بقصص من عصر الصحابة والتابعين، ويلحق بأسباب النزول معرفة عادات العرب في أقوالها وأفعالهم ومجاري أحوالها حالة التنزيل وكذلك قصص الآيات.

** بعد ذلك عندنا مسألة غاية في الجدة والأهمية، وهي حكم الحكاية في القرآن، والحكاية مقصود بها ما حُكي في القرآن عن الخلق أي ما ذكره الله عز وجل في كتابه منسوبا إلى غيره من خلقه، فما حُكي على لسان الخلق ثم عقب عليه بالإبطال والإنكار فهو منكر، وما حُكي دون تعقيب فهو حق بلا ريب إذ لا يجوز أن يتضمن كتاب الله باطلا مسكوتا عنه، والحقيقة أن هذه المسألة أجابت عن سؤال شغلني الفترة الماضية منذ قرأت منشورا لأحدهم يقول فيه أن وصف النساء بأن كيدهن عظيم هو وصف عزيز مصر في سورة يوسف وبالتالي فلا يجوز أن نعتبره وصفا حقيقيا، وقد دُهشت تماما بهذا الكشف المزعوم، فأنا لم يراودني شك قط في حقيقية هذا الوصف طالما ذكر في القرآن بهذه الصفة، لكني ارتبكت وأردت أن أبحث عن قول علمي فصل في هذه المسألة وليس مجرد رأي أو حدس في مواجهة رأي، فلما قرأت هذه المسألة في الكتاب كنت كمن وقع على كنز، وسعدت كثيرا باطلاعي على هذه القاعدة الجليلة وأنوي الانتباه إليها في تلاوتي لكتاب الله خاصة فيما يُحكى على لسان الخلق.
وهذه القاعدة تنطبق كذلك على الأحاديث النبوية وما يعرف بالتقرير في السنة فانتبهوا لهذا الأمر.

** ثم مسألة شيقة جدا عن اقتران الترغيب بالترهيب في آيات الكتاب الكريم، فالإمام الشاطبي يتعقب آيات الترغيب والترجية في الجنة والنعيم ويلاحظ أنها مقرونة دوما بآيات الترهيب والتخويف من عذاب النار، وإن كان ثمة تفاوت أحيانا على حسب السياق والمقصد، بل إنه يرى أن الوحدة الموضوعية لسورة البقرة كلها على كثرة ما ورد فيها من الأحكام والفرائض هي الترغيب والترهيب، وهو يتوسع في الأمثلة الدالة على رأيه، ويستنبط من ذلك فائدة عظيمة أنقل نصها: "ومن هنا يتصور للعباد أن يكونوا دائرين بين الخوف والرجاء، لأن حقيقة الإيمان دائرة بينهما، وقد دل على ذلك الكتاب العزيز على الخصوص..........................وهذا على الجملة، فإن غلب عليه طرف الانحلال والمخالفة فجانب الخوف عليه أقرب، وإن غلب عليه طرف التشديد والاحتياط، فجانب الرجاء إليه أقرب، وبهذا كان عليه الصلاة والسلام يؤدب أصحابه..........فإذا ثبت هذا من ترتيب القرآن ومعاني آياته، فعلى المكلف العمل على وفق ذلك التأديب"

** ثم مسألتان متتاليتان عن تضمن القرآن لكليات الشريعة ووجوب النظر في السنة لفهم شرحه وبيانه، وعن أن كل مسألة يراد تحصيل علمها على أكمل الوجوه لا بد أن يلتفت إلى أصلها في القرآن، وثمة فائدة مهمة أشار إليها الشيخ حفظه الله في شرحه وهي أن من أهم أنواع التدبر تثوير القرآن أي أن تكون قراءة المسلم لكتاب الله قراءة فاحصة تشتمل على أسئلة وإثارات لمكامن الاستنباط، ثم بعد ذلك يتطلع لحل هذه الأسئلة والبحث عن إجاباتها

** ثم تقسيم مهم جدا للإمام الشاطبي للعلوم المضافة إلى القرآن، حيث أن يعتبر أن بعض العلوم هي بمثابة أدوات للفهم كعلم الناسخ والمنسوخ، وأسباب النزول، والمكي والمدني، وبعضها متعلقة بكونه معجزا ومن دلائل النبوة، وبعضها مأخوذ من عادة الله تعالى في إنزاله وخطاب الخلق به وكونه تنزل لهم بالتقريب والملاطفة والتعليم، وقد أبدع الإمام الشاطبي في ضرب الأمثلة على هذا القسم.
أما ما يقصده الإمام الشاطبي فعلا بعلوم القرآن فهو مختلف عما يقصده غيره من العلماء لا سيما السيوطي والزركشي في كتابيهما في علوم القرآن، فالإمام الشاطبي يرى أن علوم القرآن ثلاثة: معرفة الله سبحانه وتعالى، ومعرفة كيفية التوجه إليه، ومعرفة مآل العبد ليخاف الله به ويرجوه، ثم يفصل في كل منها تفصيلا بديعا جديرا بالاطلاع.

** بعد ذلك نأتي إلى مسألتين متتاليتين عن ظاهر القرآن وباطنه؟ وما المقصود بكل منهما؟ فالظاهر هو بيان المعاني العربية على مقتضى الفهم الظاهر، والباطن هو بيان مراد الله من اللفظ والعمل به.
ثم يتفرع من ذلك كلام عن التفسير الإشاري وما يجوز منه وما لايجوز.

** ثم مسألة عن الاعتبارات القرآنية مرتبطة بمسألتي الظاهر والباطن، وقد فرق الإمام الشاطبي بين اعتبارين: الاعتبار القرآني وهو الذي ينطلق من القرآن لينطبق على الواقع وهو الأجدر بأن يكون اعتبارا صحيحا وإن لم يلزم ذلك بالطبع، والاعتبار الوجودي وهو الذي ينطلق من الواقع ليفرض رؤيته على القرآن وهو غالبا اعتبار خاطيء إلا فيما ندر، ومن أمثلة ذلك اعتبارات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم التي تنطلق من النظريات العلمية وتحاول أن تطبقها على آيات القرآن.

** ثم مسألة مهمة لا سيما في باب الأحكام وهي أن المدني من السور منزل في الفهم على المكي وذلك لتبيين التدرج في التشريع والنسخ، أما من ناحية التفسير والاستنباط فيمكن حمل المكي على المدني والعكس.

** ثم مسألة متعلقة بأن تفسير القرآن على التوسط والاعتدال هو منهج السلف في التفسير، وذم التفريط متمثلا بالتقصير في فهم اللسان الذي جاء به، والإفراط متمثلا في مجاوزة الحد في فهم اللسان العربي وتعيين المراد في القرآن.
وقد فصَّل الشيخ مساعد الطيار في شرح هذه المسألة تفصيلا رائعا وأشار إشارات مهمة إلى ما يهم من علوم البلاغة والنحو والصرف لفهم معاني القرآن وبيان مراد الله منه وقد خالف الإمام الشاطبي في بعض آرائه حول ذلك.

** ثم نص مدهش للغاية للإمام الشاطبي في كيف تكون السورة الواحدة كلاما واحدا باعتبار النظم وإن احتوت على أنواع من الكلام، أي أن السورة كلها قصة واحدة في شيء واحد، بعضها متوقف على البعض في الفهم وقد شرح سورة المؤمنون على هذا النحو شرحا بديعا لم أقرأ مثله من قبل.

** ثم أخيرا مسألة عن القول بالرأي في التفسير وكيف ينقسم إلى رأي محمود قائم على العلم، ورأي مذموم قائم على الجهل والهوى.
وقد عقب الشيخ بذكر مصادر التفسير في كل طبقة من طبقات السلف ومن بعدهم وضرب كثيرا من الأمثلة على التفسيرات بالرأي سواء محمودة أو مذمومة، وهو موضوع تناوله الشيخ كثيرا من قبل في كثير من كتبه.
وختاما أحب أن أوضح أن هذه المراجعة مهما طالت لا تفي أبدا بعرض كل ما حواه الكتاب من فرائد وفوائد وقواعد وأمثلة في فهم القرآن وتدبره بُثت في حناياه وانطوت ضمن مسائله الكثيرة، فلا بد من قراءته قراءة متأنية أكثر من مرة لمن رام الاطلاع على كل ذلك الإفادة منه.

وبعد،
فقد كنت أقرأ هذا القسم من كتاب الموافقات مأخوذة بأسلوب الإمام الشاطبي في الفهم والتعبير وقدرته على الإحاطة بالكليات والأساسات لكل مسألة وإشكال، ممتنة أني اطلعت على بعض من هذا الكتاب الماتع، سعيدة أن حلمي كان يستحق الشغف به والسعي وراءه ولم يكن وهما يخيب به الأمل عند بوادر التحقق، فالكتاب يستحق أن يكون من أحلامي وزيادة، وأرجو كما يسر الله لي دراسة بعضه أقسامه من غير حول لي ولا قوة أن ييسر لي دراسته كله بما أنتفع به في ديني ودنياي وبما يرضيه عني.
اللهم ارض عن الإمام الشاطبي وارض عن الشيخ مساعد الطيار وكل من شارك في هذا العمل ويسره لنا واجعلنا اللهم من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك آمين. ]]>
Comment282197613 Tue, 22 Oct 2024 04:07:26 -0700 <![CDATA[إيمان commented on إيمان's review of معنى الحياة في العالم الحديث]]> /review/show/4933135227 إيمان's review of معنى الحياة في العالم الحديث
by عبدالله عبدالرحمن الوهيبي

بارك الله فيك يا نادين ]]>
ReadStatus8384527172 Sun, 08 Sep 2024 10:44:49 -0700 <![CDATA[إيمان wants to read 'موت الأسرار: الكشف عن الذات في العصر الرقمي']]> /review/show/6830126129 موت الأسرار by عبدالله عبدالرحمن الوهيبي إيمان wants to read موت الأسرار: الكشف عن الذات في العصر الرقمي by عبدالله عبدالرحمن الوهيبي
]]>
Review3667123874 Tue, 28 Nov 2023 06:46:02 -0800 <![CDATA[إيمان added 'الأخلاق في عصر الحداثة السائلة']]> /review/show/3667123874 الأخلاق في عصر الحداثة السائلة by Zygmunt Bauman إيمان gave 4 stars to الأخلاق في عصر الحداثة السائلة (Hardcover) by Zygmunt Bauman
بعد انتهائي من قراءة سلسلة السيولة لزيجمونت باومان وقعت في حيرة ما، أود أن أستزيد من تحليلاته العميقة لكني لا أعرف له كتبا أخرى متوفرة الكترونيا، حتى عثرت على كتابنا هذا: "الأخلاق في عصر الحداثة السائلة"، في البداية توجست من الترجمة المختلفة، فترجمة د.حجاج أبو جبر المتميزة كانت عاملا مهما في استيعاب أفكار باومان الصعبة وفهم تراكيبه المعقدة، وبالفعل وجدت الترجمة غير سلسة في المقدمة والفصل الأول، لكنها تحسنت كثيرا على طول الكتاب وكانت جيدة للغاية بالفعل في الفصول الأخيرة.
الكتاب عبارة عن مقدمة وستة فصول، والمقدمة طويلة نسبيا وأراها مهمة للغاية، ليس فقط لأنها إعلان لباومان عن غايته من طرح أفكاره هنا، بل لأنها تتناول بشكل مجمل معظم التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي يراها ملازمة لحقبة الحداثة السائلة كما يسميها، أود أن أشارككم غاية باومان من كتابه هذا:
"إننا نحتاج وبشكل ملح إلى إطار جديد يمكنه استيعاب تجربتنا وتنظيمها بطريقة تسمح لنا بإدراك المنطق الذي يحكم تلك التجربة ونقرأ ما فيها من رسالة ظلت حتى الآن مخفية وغير مقروءة أو عرضة لسوء القراءة، في هذا الكتاب أعرض محاولة مبدئية للملمة هذا الإطار........طموحي ليس أكثر من أن أساعد نفسي وقرائي على شحذ أدواتنا الإدراكية المشتركة، والوصول بمنتجاتنا الإدراكية إلى الاكتمال لا بد أن يظل مشروعا نقوم به بأنفسنا. إن مما لا شك فيه أن التحسن في تفكيرنا، كبر ذلك التحسن أم صغر، فيما يتصل بعالمنا المعيش، لن يكفي لنضمن تحقيق الأمل في تحسين عالمنا أو حيواتنا فيه، إلا أنه لا شك أيضا في أنه بدون هذا التحسن لن يستمر هذا الأمل".
الآن ننتقل إلى عرض سريع للفصول المختلفة:

** الفصل الأول بعنوان: "أي فرصة للأخلاق في عالم استهلاكي معولم؟":

يباغتنا باومان في بداية الفصل بذلك التناقض الكبير بين الأخلاقيات الأساسية للحياة المتحضرة وبين العقل الذي تشجعه تلك الحضارة، فإذا كان عقل هذه الحضارة متمثلا في مصلحة الذات ونفعها الخاص فكيف يمكن إذا أن نفهم أخلاق الإيثار والحب والتضحية والبذل؟!، وعلى طول الفصل الذي رأيته أعقد فصول الكتاب يحاول باومان عبر استعراض فلسفات ونظريات اجتماعية ونفسية مختلفة شرح هذا التناقض الذي أنتجته مجتمعات ما بعد الحداثة الاستهلاكية، وهو يلخص ذلك في عبارات كاشفة: "إن مفاهيم المسئولية والاختيار المسئول التي كانت في الماضي تسكن حقل الواجب الأخلاقي، انتقلت إلى منطقة تحقيق الذات وحساب المخاطر... المسئولية تعني الآن، أولا وأخيرا، المسئولية عن الذات، بينما تتحدد الاختيارات المسئولة بأنها التحركات التي تخدم مصالح الذات وتشبع رغباتها بعيدا عن الحاجة إلى المساومة"
إن السوق الاستهلاكية في عالمنا المعاصر لا تعترف بالتعاطف والتعاون بين البشر، بل تعزز المنافسات بينهم أكثر فأكثر، ولا تفضل الذين يلتزمون بشعور بالواجب والمسئولية نحو الآخرين، إنهم تراهم مثقلين بذلك وغير قادرين على التحرك بخفة في عالمها السريع شديد التغير الذي يتطلب تشبعا تاما بقيم الفردانية والتميز والاختلاف دون التورط في علاقات طويلة الأمد ومرهقة.

** الفصل الثاني بعنوان: "القتل الباتر أو إرث القرن العشرين وكيف نتذكره":

يقرر باومان حقيقة هامة: "لقد قامت الدولة الحديثة بالفعل لإدارة الشئون الإنسانية من خلال استثناء كل شيء لا يمكن التعامل معه ليصير غير مرغوب به...كانت الدولة الحديثة نشاطا معنيا بتطهير يهدف إلى النقاء"، إنها نفس الحقيقة التي يلخصها كارل شميت بتعريف السيادي بأنه الذي يقرر حالة الاستثناء، هذا الميل إلى التطهير واستبعاد كل ما يخالف صالح النظام المستهدف هو الذي مضى إلى ذروته ليتجسد في النظام النازي وما مارسه من مذابح وإبادات ومحارق بشأن من يراه غير جدير بالانتماء إليه، إن باومان يعيد بشكل مختصر طرح فكرته المهمة عن أنه لا يمكن تصور الهولوكوست خارج إطار المجتمع الحديث، فهذا القتل المنظم، الممارس على مدى زمني طويل يتطلب إمكانات هائلة كانت مستحيلة لولا المخترعات الحديثة والبيروقراطية وتقسيمها للعمل وتحييد القناعات الشخصية والأخلاقية والطموح لإخضاع الواقع الاجتماعي لإدارة مصممة عقلانيا، إنها ببساطة كانت مستحيلة لولا نجاحات العصر الحديث المذهلة.
بنهاية هذا الفصل الذاخر بالنقاشات المتنوعة المتميزة يؤكد باومان أنه لا حلول محلية لمشاكل جذورها عالمية، وأن المشاكل العالمية ليس لها سوى حلول عالمية، وهو ما أتلقفه أنا كقاعدة مهمة يجب تأملها على مهل والتفكر فيها في مجتمعاتنا المسلمة.

** الفصل الثالث بعنوان: "الحرية في حقبة الحداثة السائلة":

حسنا دعوني أنصحكم بشيء بخصوص كتابات باومان، ركزوا جيدا على بدايات الفصول وخواتيمها، إنه غالبا يقول فيها ملخص أفكاره، لا يعني ذلك بالطبع تجاهل باقي الفصل، لأن نقاشات باومان الثرية وتداعيات أفكاره وقدرته على بسطها وتحليلها مذهلة حقا ولا يجب تفويتها بأي حال.
في بداية هذا الفصل يخبرنا باومان أنه كلما ازدادت حريتنا الفردية تناقصت أهميتها للعالم الذي نمارسها فيه، وكلما ازداد العالم تسامحا تجاه خياراتنا تضاءلت خياراتنا أصلا تجاه اللعبة ولعبنا إياها وطريقة اللعب ذاتها.
ففي مجتمعنا الاستهلاكي لن يتم إجبارك على محاكاة أسلوب العيش الذي توصي به عروض السوق، بل سيترك ذلك ليتم عبر رغبتك الشخصية، لكن لو حاولت التوقف عن تلك المحاولة أو قاطعت عروض السوق فسوف تعاقب بالطرد والنبذ خارج حلبة السباق لتصير وحيدا في مواجهة مخاوفك الاقتصادية وشعورك بتدني مكانتك الاجتماعية.

** الفصل الرابع بعنوان "حياة عجولة":

هذا الفصل هو أمتع فصول الكتاب بالنسبة لي، حكم كهذا صعب إطلاقه مع كتاب ممتع كله، لكني شعرت بأفكار هذا الفصل أكثر تماسا مع الأفكار التي تشغلني الآن وتلح علي.
إنه يبدأ الفصل بعرض لإعلان في مجلة أزياء واسعة الانتشار، ومن خلاله يحدد كل المخاوف والدوافع التي ولدتها الحياة الاستهلاكية، فتعزيز الطلب وليس تلبية الحاجات هو الهدف الرئيس لعجلة الازدهار الاستهلاكي، وبالتالي يجب أن يتجدد هذا الطلب باستمرار دون توقف، هذا التجدد يعني النسيان السريع لما نتعلمه والتخلص من الأشياء المستعملة بدلا من الاحتفاظ بها.
إن طغيان اللحظة كما يصفها توماس هيلاند إريكسن هو السمة الأكثر بروزا للمجتمع المعاصر، فالماضي والمستقبل يفقدان أهميتهما في مواجهة الحاضر المعيش بل حتى الحاضر نفسه مهدد لأن اللحظة القادمة تحل بسرعة جدا، فإنسان ما بعد الحداثة يعيش في الحاضر فقط، ولا يلقي بالا لتجارب الماضي، ولا النتائج المستقبلية لها، وهو ما يمكننا إدراكه جيدا في مجتمعاتنا التي فقدت الصلة بماضيها الذي يوصف الانتماء له بأنه رجعية، وفقدت القدرة كذلك على تصور مستقبلها الغامض وغير المسيطر عليه إلا من قبل قوى تحاول تصميمه كما تهوى ثم فرضه على الجميع.
الفصل ذاخر بالأفكار المهمة ولا يمكنني استيعابها كلها هنا، لكني أشير في عجالة إلى الفكرة المتعلقة بوفرة المعلومات في عالمنا المعاصر، والتي يعتبرها إريكسن غير مرغوبة ولا مهمة بل مشتتة في الحقيقة عن المعلومات التي نحتاجها بالفعل، إن مهارتنا الحقيقية الآن ليست في الحصول على المعلومات، بل في حماية أنفسنا من أغلب المعلومات التي لا نرغب بها.
كذلك هناك أفكار رائعة بخصوص معنى الوقت، والحياة السعيدة، والثقافة اللحظية، وتقابلات الخلود والفناء والذاكرة والنسيان، وتساؤلات حول ما إذا كان عدم الرضا هو جزء أساسي في بنية مجتمعاتنا الاستهلاكية وما يجلبه ذلك من سعادة لحظية وتعاسة أبدية، وما إذا كان روابطنا الإنسانية تصير أكثر هشاشة في عالم لم يعد يؤمن ببذل الجهد والوقت والصبر من أجل بناء تلك الروابط؟!
مرة أخرى اقرأوا هذا الفصل كله جيدا لأني علمت كل صفحاته تقريبا ولن أستطيع نقلها هنا بالطبع.

** الفصل الخامس بعنوان "بين الرمضاء والنار: أو الفنون بين الإدارة والأسواق":

في بداية الفصل يعتبر باومان أن الثقافة نشأت أساسا كنوع من الإدارة، ورغم أنه بمرور الوقت تحتم الصراع بين الثقافة والإدارة لكن _وبتعبير أدورنو_ الخصوم يحتاجون بعضهم البعض.
إن مدار أفكار هذا الفصل هو حول فكرة أساسية وهي "إن ثمن البقاء هو تحول الأفكار إلى هيمنة"، وبالتالي يركز كثيرا على علاقة الفنون بالسلطة سابقا وبالسوق الاستهلاكية حاليا، هذه العلاقة التي من أهم مظاهرها مسألة الماركات أو العلامات التجارية وصيحات الموضة وثقافة الاستعراض، تجبرنا على إعادة التأمل في معاني الجمال والإبداع والخلود والسعادة والكمال.
إن باومان كعادته متشائم وهو إذ يقرر ابتذال معاني الجمال في عالمنا المعاصر، فإنه يثير فينا قلقا جديدا بشأن إذا ما كنا حقا نتتبع آثار الجمال كما نحس بها، أم أننا مجرد أتباع صيحات موضة شديدة التخفي توحي لنا بما يجب أن نرى فيه جمالا خاصا ونثرثر بشأنه ونعتمده مقياسا للإبداع والرقي والذوق الرفيع.

**الفصل السادس بعنوان "جعل الكوكب مضيافا لأوربا":

خاتمة الكتاب، وأغرب أطروحات باومان في نظري حتى الآن، إذ يبدو أنه رجل أوربي لأول مرة بل ويأمل في مستقبل أفضل كذلك :))
لن أطيل في وصف أفكار باومان حول دور أوربا الجديد المؤمَّل في العالم، ولا في تفصيل علاقتها كامبراطورية مندثرة بالتفوق الامبراطوري العسكري للولايات المتحدة الأمريكية وانقلاب علاقات الهيمنة والتبعية بينهما، لكني سأشير إلى أمر واحد فقط تأملته طويلا، وهو تأكيد باومان في نهاية كتابه على أنه ربما لن يتسنى لأوربا مجاراة التفوق العسكري الأميركي في وقت قريب ولا السيطرة على السوق الاستهلاكية التي شملت العالم كله وتحكمت فيه تماما، لكنها يتبقى لها مع ذلك مهمة وحيدة نافعة في نظر باومان، وهي مهمة روحية وثقافية لنشر الأخلاق والقيم والمبادئ التي اكتسبتها واختبرتها على مدار تاريخها الحديث عبر العالم.
لقد عقبت على هذا التأكيد بقول واحد في نفسي: نحن أولى بذلك منكم! خلّ عنك يا رجل 😃
لا أعرف إن كانت أفكاري تتداعى دوما في ذهني لأسباب معقولة أم لا، لكني لم يمكنني التوقف عند أطروحات باومان هذه بدون التفكير في رسالة الإسلام العالمية إلى كل البشر في كل مكان وزمان، إلى طبيعتها الروحية والأخلاقية، إلى تبشيرها بعالم يُعز فيه الصالحون ويُحارَب فيه المفسدون ويُمكَّن فيه للضعفاء وينتصر لهم ويسود فيه التعاطف والمحبة بين البشر والتعاون على البر والتقوى، وفوق كل ذلك ارتكازها على الإيمان بالغيب وتوحيد الله عز وجل والاستسلام لأوامره وحده دون سواه.
وإذا كان عالم اجتماع كبير لا ديني مثل باومان يرى في النهاية أنه لا أمل إلا في مهمة روحية وثقافية لقارته العجوز، فكيف بنا نحن وهذا واجبنا الرئيس ورسالتنا التي فرطنا فيها وغُلبنا عليها طوال قرون مضت؟ نعم، لسنا في حال يسمح لنا بمواجهة تفوق عسكري واقتصادي مذهل، لكننا على الأقل يمكننا أن نعكف على تزكية أنفسنا بعبادة الله والتخلق بأوامره واتباع شرائع دينه الحنيف، وتربية أجيال جديدة وتثقيفها وتزكيتها بنفس الطريقة، لعل في يوم ما يُهيَّأ لنا موقف تمكين فنكون جديرين به.
"لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا" ]]>
Rating619804793 Sun, 11 Jun 2023 00:35:21 -0700 <![CDATA[إيمان عبد المنعم liked a review]]> /
نهاية النسيان by Kate Eichhorn
"هل النسيان نعمة ام نقمة؟
هل الأفضل ان نتشبث بذكرياتنا ام نتحرر منها؟
في هذا العصر الرقمي الذي يسجل كل شيء هل يمكننا النسيان فعلا ام أصبح شيئا صعب المنال؟؟؟
طفولتنا ومراهقتنا...
حماقاتنا وأخطائنا الصغيرة....
سذاجتنا وعيوبنا....
صور طفولتنا وأفعالنا البلهاء...
هل يسعدنا ان يراها العالم، أن تكون متاحة للجميع؟؟؟
يمكننا أن ننسى لكن كيف نتأكد من نسيان الآخرين لنا؟؟؟

"إن الأزمة الحقيقية للعصر الرقمي ليست اختفاء الطفولة، بل شبح طفولة لا يمكن نسيانها أبدا".

"هدف الكاتب ليس المجادلة بضرر الوسائط الرقمية، ولا يطرح قضية تقييد وصول الشباب إليها، بل هدفه استشكاف ما قد يكون على المحك مع دخولنا حقبة تبدو فيها القدرة على فصل أنفسنا عن مرحلتي الطفولة والمراهقة في خطر كبير".

"السؤال الحقيقي الذي يجب طرحه حاليا هو كيفية حماية الأطفال من أنفسهم ومن الذوات التي قد يرغبون في نهاية المطاف في تركها ورائهم عند بلوغهم سن الرشد".

"إن النسيان. كما رأينا عبر هذا الكتاب ليس ظاهرة سلبية بالكامل في الواقع بل هو ضرورة في بعض الأحيان. وللنسيان وظيفة على الرغم من سمعته السيئة؛ فهو يمكن أن يساعد المرء على المجازفة، واستكشاف هويات جديدة، واحتضان أفكار جديدة؛ كما يمكن أن يساعده على النمو. ويمكن أن يكون النسيان سندا مناسبا للتغلب على صراع الخجل أو دواء سحريا لصدمة شديدة. أن تنسى وأن ينساك الآخرون بهذا المعنى هما عمليتان مرادفتان للحرية إن عدم تقيد المرء بذكريات ماضيه - أو بما هو أسوأ من ذلك، بأن يُذكر انطلاقا من ذكريات شخص آخر - هو أن تتمتع بحرية إعادة تخيل الذات في الحاضر والمستقبل. ولأن النسيان والحرية مرتبطان بخاصة، فإن لنهاية النسيان نتيجة عظيمة، خاصة بالنسبة للشباب"."
]]>
Rating614221673 Sat, 20 May 2023 12:52:15 -0700 <![CDATA[إيمان عبد المنعم liked a review]]> /
The Unintended Reformation by Brad S. Gregory
"تدوينة تتناول الكتاب في ترجمته العربية:


"
]]>
Rating613686411 Thu, 18 May 2023 07:36:20 -0700 <![CDATA[إيمان عبد المنعم liked a review]]> /
فندق الثعالب by محمد المخزنجي
"كنت بقرأ منه كل يوم قصه لأولادى .. كنت بستمتع به أكتر منهم.
الرسومات أكثر من رائعة، عيونهم كانت تظل معلقة على الصورة طوال القراءة."
]]>