"العاقل:تاريخ مختصر للجنس البشري ..الكتاب الذي ترجم لأكثر من ٤٥ لغة منذ صدوره عام ٢٠١١ وبيع منه أكثر من مليون نسخة و هو من تأليف المؤرخ الإسرائيلي و الأستاذ الجامعي يوفال هراري..
يُقال عن الكتاب إنه سيغير نظرتك إلي العالم وينصح بيل غيتس بقراءته لكل من هو مهتم بمعرفة تاريخ جنسنا البشري ومستقبله...

الكتاب بيبدأ بالثورة الذهنية وبيتكلم كيف إستطاع الإنسان العاقل التخلص من كل الكائنات البشرية الأخري مثل الناتيدرال وغيرهم وكيف كان السبب في إنقراض الكثير من الحيوانات والكاتب وصف الإنسان علي إنه قاتل بيئي متمرس..
بياخدنا الكتاب بعد كدة للثورة الزراعية واختراع الكتابة وكيف تم توحيد البشرية من خلال المال والامبراطوريات والأديان ثم إلي الثورة العلمية وتطور الصناعة و أخيراً في أخر فصل بيتكلم عن ما هي طبيعة السعادة ومستقبل النوع البشري..

الكتاب يعتبر كتاب علمي وفلسفي شوية والصراحة يعني أنا بكره الكتب دي..بتزهقني جداً في قرايتها ومع ذلك مقتنعة إني لازم من وقت للتاني أقرأ كتب من هذه النوعية..

الجزء الأول في الكتاب كان من أمتع الأجزاء بالنسبة لي خصوصا وجهة نظره عن الثورة الزراعية وإنها كانت أكبر خديعة في التاريخ و أستدل علي ذلك بالعديد من المبررات اللي أقنعتني وجداً كمان..

لم تعجبني وجهة نظره في الأديان ولم أقتنع برأيه إن الديانات المتعددة الألهة فيها مميزات عن الديانات التوحيدية!! دة غير إنه مقتنع إن الديانات التوحيدية فيها بشكل أو بأخر تعدد الهة ودة في رأيي كلام فارغ ملوش أي أساس من الصحة..
تشبيهه للشيوعية بالديانة كلام غير منطقي ..و أيضاً كون 'معالي الباشا' إسرائيلي فهو تطرق لحروب مثل العراق وايران وحرب الخليج و مجابش سيرة المجازر والإنتهاكات اليومية التي تقوم بها بلده!!

الكتاب فيه تكرار شوية ولكن طبعاً هو فيه معلومات علمية كثيرة ..مكتوبة بطريقة ممتعة في بعض الأجزاء وبطريقة مملة في معظم الأجزاء..ترجمة الكتاب كانت ممتازة في رأيي و لكني أشعر إن الكتاب ده أخد حجم أكبر من حجمه بكتير وميستهالش كل هذه الضجة!

وأخيراً نتفق أو نختلف مع الكاتب ولكن تظل التساؤلات التي طرحها في نهاية الكتاب مهمة جداً إننا نفكر فيها..
بعد كل هذه الإختراعات والأشياء المدهشة التي يستطيع البشر أن يفعلوها هل إحنا فعلاً سعداء؟هل إحنا فعلاً راضيين؟ وأهم سؤال فيهم بقي هل إحنا فعلاً عارفين إحنا عاوزين إيه؟
عموماً أنا عن نفسي عارفة..مش عاوزة أقرأ كتب علمية تاني السنة دي..خلصت كدة:)

"السعادة تبدأ من الداخل ومفتاح السعادة هو أن تفهم من أنت أو ما أنت...""

"إنَّ وصف المؤلف بأنه « مؤرخ استثنائي » وبأن الكتاب هو « أفضل كتاب ستقرأه في حياتك » هو من قبيل المبالغة الهوليوودية، ومن أسباب نكد العيش، لأنه ينمّ انعدام الحساسية في التلقي أمام كثير من الأفكار الاختزالية والمسطّحة، إن لم نقل الخاطئة، التي جاء الكتاب ملغومًا بها حتى لامَس أحيانًا تخوم الادعاء، منذ بيل غيتس وحتى باراك أوباما.

مثال صغير؛ الزَّعم بأن الدين الإسلامي دين لا يدعو للتعلّم بحجة أن النبي لقّب بـ « خاتم الأنبياء »، وعليه فكل ما لم تورده النصوص الإسلامية غير ضروري، ضاربًا بعرض الحائط - أو جاهلًا وهو الأسوأ - مقولته الشهيرة؛ « أنتم أعلم بأمور دنياكم » ومآلاتها في متوالية من الفتوحات العلمية التي جرت طوال القرون الست للحضارة الإسلامية.

الحقيقة أن الفصول التي أفردها هاراري عن الدور الذي لعبه الدين في تاريخ الإنسان يشبه وجبة بائتة ورديئة بالمقارنة مع ما يمكن أن تقرأه مع فراس السواح وخزعل الماجدي مثلًا. كما أنه همَّش إلى حد بعيد الدور الذي لعبه علم النفس وعلم الدماغ في عملية تطور المجتمعات وتحضرها.

التحفظ الآخر كان القول بأن كل ما هو موجود وقابل للحدوث فهو طبيعي، وعليه تحييد دور الثقافة في المفاضلة بين فكرة وأخرى، بين قيمة وأخرى، إلى درجة الوصول إلى حالة من النسبية المطلقة التي لا تقل كسلًا عن الثنائية المريحة. إن استخدام الطبيعة كمرجع وحيد لتقييم مواقفنا يعني القبول حتى بفكرة القتل لأنه طبيعي وممكن. ونعم، الثقافات هي ابنة الإنسان، ومع ذلك ما زال بالإمكان المفاضلة بين ثقافة وأخرى، لكنَّ ربما يفضل بعضنا ألا يفعل ذلك، فالأمر هكذا أسهل.

لقد ناقض المؤلف حتى تعريفه الخاص للدين بالقول بأنه يدعي أنه آت من مصدر فوق بشري، عندما وصم الشيوعية بأنها دين وأن إلهه هو ماركس. لقد منح نفسه حق المبالغة في التأويل أحيانًا، وشعرت كثيرًا بأن ثمة قسر وإصرار على تفسير الأمور بطريقة تبسيطية واحدة.
"