"سيرة مُلهمة لواحدة من أعظم النساء اللواتي عرفهنّ التاريخ.. ماري كوري. التي لا يكاد يخفى على أحد إنجازاتها العلميّة، واكتشافها مع زوجها عنصر الراديوم، وجائزة نوبل التي أحرزتها مرّتين. إلّا أنَّني لمستُ في هذه السيرة الجانب الإنسانيّ الرقيق لهذه المرأة، وتفانيها في العمل والاجتهاد والعلاقات، ورحلة حياتها التي تكلّلت بالصعوبات منذ الصّغر.
إنَّ الاسم الخالد لهذه التلميذة الخالدة الذي حُفر في تاريخ العلم، سيظلّ محفورًا في نفسي كذلك ليذكّرني دائمًا أنَّه يمكن للمرء أنّ يتغلَّب على الصعوبات ويستمرّ في الكفاح ما دام فيه هذا الفضول الكبير والرّغبة الملحّة في الاكتشاف وسبر أغوار العالم من حوله.
-

"ما ينبغي لنا هو ألّا نفسد الحياة على أنفسنا، وأن نستطيع أن نقول: «لقد عملنا ما استطعنا عمله» وهذا كلّ ما يمكن أن نطالب به، وهو أيضًا الشيء الوحيد الخليق بأن يحمل إلينا بعض الهناء" "

"لا شيء يعبِّر عن مدي إعجابي بهذه المجموعة الشّعريّة سوى أنّني حين عدتُ لأرى القصائد التي وضعتُ عندها إشارات أو خطّطت عليها، وجدتُها معظم القصائد..

-

"بالأمسِ قال البحرُ:
إنّ الموجَ -في الميدانِ- هادرْ
اسأل��:
كيفَ تدفَّقَ الزلزالُ من غضبِ الحناجر؟
ارحلْ لموتكَ مرَّتين
ولا تقفْ في وجه ثائر"
"

"لا أظنّ أنّه هناك سبب أقوى من الفضول دفعني لقراءة هذه الرّسائل، وكما توقّعت قبل أن أبدأ، لم تهدم هذه الرّسائل شيئًا من صورة غسَّان كنفاني في رأسي، ليس لأنّها صورة مكتملة بل لأنّها أصلًا كانت مُشبعة بجوانب العاشق ذي العواطف الجيّاشة حتّى ولو لم يصرِّح بها مباشرةً في كتبه ورواياته وقصصه.. وأعتقد أنّني لن أورّط نفسي -ابتداءً من اليوم- في الحديث عن شرعيّة نشر هذه الرّسائل لأنّه موضوع خاض فيه الكثيرون وخُصّص له آخر الكتاب حيّز كبير، حتّى أصبح مستهلكًا ومزعجًا.
رحمَ الله غسَّان كنفاني، تشبَّع بالأشياء وعاشها بكلّ جوارحه، بدءًا من الكتابة والرّمزيّة والثوريّة وانتقالًا للحبّ والتعلّق.. والخيانة.😏

-
"كان دائمًا يعوزني الانتساب الحقيقيّ، ذلك الانتساب الذي يهتف بنا حين نصحو في الصّباح «لك شيء في هذا العالم فقم» أعرفته؟ وكان الاحتيال يتهاوى، فقد كنتُ أريد أرضًا ثابتة أقف فوقها، ونحن نستطيع أن نخدع كلّ شيء ما عدا أقدامنا، إنّنا لا نستطيع أن نقنعها بالوقوف على رقائق جليد هشّة معلّقة بالهواء..""