"دي أول مرة أقرأ للكاتب، ومن خلال هذا العمل، وجدت كاتبًا مفضلًا جديدًا، ليس فقط بسبب الحكاية المتقنة، بل لأنه منحني تجربة غنية ومتماسكة، حيث تشابكت الأجيال والتاريخ والسياسة والإنسان في نسيج واحد. شكرًا على هذه الرحلة الأدبية.."

"إن النعم التي تهبها القراءة للإنسان، لا تكمن في المعرفة وحدها، بل في النضج الذي يرافق الفهم، وفي القدرة على النفاذ إلى أعماق النصوص بعد سنين من التراكم المعرفي والتأمل في عقل الآخر. إننا لا نقرأ الرواية ذاتها مرتين بنفس العين؛ بل نقرأها من جديد بعين أكثر وعيًا، أكثر اتساعًا، وأكثر قدرة على التقاط ما تخفيه القصة من رموز ودلالات.

رواية كرواية الصيادون لو قرأتها في بداياتي، لربما رأيتها مجرد قصة عن أسرة تقودها الخرافات إلى التفكك، أو عن إخوة سقطوا في هوّة الخوف من المجهول، فانتهى بهم الحال إلى الضياع...لكن اليوم، وبعد سنوات،

فالإخوة الأربعة بالنسبة لي يمثلون رمزًا لفصائل الشعب النيجيري المتنازعة في ظل الغياب، أما الأب، الذي غادر لأجل العمل، غير آبه بدموع أمٍّ تستغيث به قائلة إنها لن تقوى على تربية ستة أطفال وحدها، فهو يُمثّل السلطة الحاكمة التي هجرت شعبها وتخلت عن مسؤوليتها.
والأم.. تلك التي ظلّت تبكي وتحتضن أبناءها في خوف محاولة الإصلاح بينهم، هي صورة الوطن الموجوع، الممزق بين أبنائه.

الخوف الذي تسلل إلى الإخوة، وأفسد ما بينهم من روابط لم يكن إلا انعكاسًا لما تحمله الشعوب من ضغائن داخلية وصراعات تُغذيها الأوهام وسوء الظن، حتى يتآكل الوطن من الداخل.

إن الفهم الرمزي للروايات لا يُمنح دفعة واحدة، بل يتشكّل تدريجيًا مع الزمن، وحين تهدينا المعنى عندما نكون مستعدين لفهمه... ومن الجميل أيضًا أن الرواية وإن بدت واضحة في دلالاتها، فهي تظل تحتمل التأويل. حتى لو قصد الكاتب بصورة مباشرة ما عبرت عنه في السطور السابقة، فإن قارىء آخر قد يراها من زاوية مختلفة تمامًا.."

"رواية مؤلمة ،محزنة ، و واقعية !"