"كتاب نفسي يناقش حال النرجسي في علاقاته وآثارها الناجمة على من جنى على نفسه واقترب منه.
تناول الكاتب الكثير من القضايا التي تناقش العلاقات المؤذية سواء أن المؤذي في العلاقة هو الرجل أو المرأة على اختلاف صورهم فالمؤذي أحيانًا يكون الأب أو الأخ أو الصديق ولا يقتصر الكتاب على نقاش العلاقات بين الأزواج وما قبل ذلك وإنما تشمل دراسة نفسية شاملة لأنماط جميع من حولك.
الكتاب أرهقني نفسيًا.. ولا يُقرأ جرعة واحدة وإن كان صغير الحجم فعدد صفحاته (٢٥٥ صفحة) إلا أنه دسم ويستهلك كل طاقتك فيجعلها تتمحور حوله.
في أثناء القراءة ربما تجد صديقك أو قريبك أو ربما تجد نفسك..
إلا أن تُصارح نفسك وتُحدّثها هي أسرع وأنجح طرق التعافي وتطبيق ما قرأت.
إن وجدت نفسك هنا فأنت محظوظ بوجود هذا الكتاب في حوزتك لتقرأه فتُروّض نفسك وتعيد هيكلتها..
وإن وجدت أحدًا بصفاته في هذا الكتاب إما أن تنصحه لو كان قريبًا منك كصديق أو قريب أو أن تنجو بنفسك وترحل سريعًا. فالحياة تكفي بما فيها ليس عليك أن تحتمل ما يزيدها ثِقلاً عليك..
أنصح بقراءته بشدة..
ربما كان مأخذي الوحيد على الكتاب هو اسمه لأن داخله لم يناقش أن المرأة دومًا هي الضحية وإن كانت في الأغلب ولم يتناول العلاقات العاطفية فقط كما يُوحي لك العنوان الخارجي وإن غلبت فيه.
هو عنوان لجذب طبقة كبيرة فقط ممن يلفت نظرهم العنوان دون معرفة مسبقة بالكاتب أو بقراءة مختصر عن الكتاب.
وهذا هو سبب تقييمي ب ٤ نجوم.

اقتباسات:

-"التعافي يبدأ عبر التلامس مع الألم، والخروج من الإنكار ووضوح الرؤية".

-" المؤذي هو من يجعلك تمنحه ما يريد، ثم يجعلك تشكره على قبوله تلك المنحة.. حين يوهمك هنا ببراعة أنه صاحب العطاء هنا لا المتلقي".

- "أوليس من الحب أن تُضحي بسعادتك من أجل من تحب؟!
=بل من الحماقة أن تظن أنه لا مُتّسح في الحياة يكفي لكليكما معًا.."

-"ليس علينا أن نظن أن التعافي يتطلب فقط الرحيل عن هذه العلاقة، فالرحيل دون تلقي الدرس والسماح بتغيُّر يمنع المزيد لن يكون إلا امتناع مؤقت يرجج الوجع، أو محض توقف عابر لندخل لعلاقة مؤذية جديدة تُغيّر فيها صورة المؤذي واسمه ولكن كل شيء يبقى كما هو".

-" ولكننا للأسف نذوب في العلاقات حتى ننسى أن نعتني بذاتنا.. ننسى في الحب أين تنتهي ذواتنا وأين يبدأ الآخرون..
حماقتنا أننا لا نعرف مفهوم ( وضع الحدود ) داخل العلاقات، ونتغافل عن مفهوم ( الضمانات )، ولا نفطر لحقيقة أن ( الإعتناء بالذات ليست أنانية ).

-" الأسماء الحقيقة قد تكون مؤلمة وتبعث على الغضب والاستياء، والواقع قد يكون مرهقًا وغير موافق لتمنياتنا وأهوائنا؛ ولكن الحقيقة بمرارتها خيرٌ من وهم يأسرنا زيفه!".

-" ربما يأتون ويرحلون.. فيعرفوننا على أنفسنا أكثر مما يعرفوننا على أنفسهم!"..

-" اكتب وأنت متوجع، اكتب في لحظات تذّكر الألم و ( نقّح ) الوجع، اكتب حين يملأك الغيظ ويحتلك الشعور بالخذلان، اكتب ما مررت به لئلا تعود يومًا اليه".

تمت بحمد الله 🙂
٢٣ يناير ٢٠٢٠"

"* "
كتب دوستويفسكي هذه القصة اثناء الأشهر الثمانية التي قضاها في سجن منفرد بقلعة بتروبافلوسكايا
و ها هو يكتب الي أخيه ميشيل في 18 يوليو 1848 قائلا:
إنني لا أضيع وقتي، فلقد تخيلت ثلاث قصص و روايتين، و انا عاكف الان علي كتابة احداهما. و لكنني أخشي الاسراف في العمل، ذلك ان العمل، لاسيما إذا قمت به في حماسة و نشاط (و انا لم اعمل يوما كما اعمل الان) يهدم صحتي دائما بتأثيره في أعصابي.
و بعد ذلك بزمن طويل قال دوستويفسكي للاستاذ سولوفييف المختص باللغات الرومانية: حين وجدتني في السجن قدرت ان هذه هي النهاية، و انني لن أستطيع الاحتمال اكثر من ثلاثة ايام، و لكنني لم البث ان هدأت هدوءا تاما علي حين فجأة. فماذا فعلت؟ كتبت قصة “البط�� الصغير��. اقرأ هذه القصة هل تجد فيها شيئا من غضب او حنق او ألم؟ و كنت و انا في سجني احلم احلاما هادئة طيبة حلوة عذبة، و كلما طال بقائي في السجن، ازداد حالي تحسنا. إن هذا التناقض بين الزنزانة الرطبة مع الانتظار الطويل لصدور الحكم و بين الأحلام الهادئة و الذكريات المضيئة المشرقة لهو ظاهرة نفسية نادرة، و قد علل دوستويفسكي هذه الظاهرة في تلك الرسالة نفسها قائلا: ان طبيعة الانسان حيوية مدهشة! حقا ما كان لي ان اصدق ان الانسان يملك مثل هذه الحيوية و لكنني اعرف الان ذلك بالتجربة " "