اندفعت وسط الجموع الصاخبة. الحرارة خانقة الشمس لأهبة. التراب يملأ الجو. العرق يسيل على وجهي وأسفل إبطي. تعثرت في نتوء وسط الطريق كونته القاذورات والعفوشات المتراكمة. توقف الكنس والرش منذ ظهر الفرنسيس على تخوم القاهرة. اوشكت على الوقوع لولا أن لحقني أحدهم وشدني من ساعدى. سقطت عمامتي فوق الأرض وانفط عقدها. التقطتها وأعدت ربطها فوق رأسي. سكك ودروب. سوق السمك. وكالة القمح. وكالة الأرز. جامع المعلق. وحالة الكتان. وكالة الزيت. وكالة الإبزارية. وكالة الملايات. درب القصاصين درب البرابرة موقف الحمير، جامع أبو العلا، سكة أبو العلا.
بالأمس ذاع خبر هزيمة مراد بك في انبابة. وخرج عمر مكرم نقيب الأشراف من القلعة حاملا بيرقا كبيرا أسماه العامة "البيرق النبوي"
كاتب و روائي مصرى يميل إلى الفكر اليسارى ومعارض لسياسات الدولة المصرية ومن الكتاب المثيرين للجدل وخصوصا بعد رفضه إستلام جائزة الرواية العربية عام 2003م والتي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة و تبلغ قيمتها 100 ألف جنية مصري. حصل صنع الله إبراهيم على جائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2004م. الأعمال الأدبية لصنع الله إبراهيم هي أعمال وثيقة التشابك مع سيرته من جهة ، ومع تاريخ مصر السياسي من جهة أخرى. ولد صنع الله إبراهيم في القاهرة سنة 1937م. سُجن أكثر من خمس سنوات من 1959 إلى 1964م ، وذلك في سياق حملة شنّها جمال عبد الناصر ضدّ اليسار. من أشهر روايات صنع الله إبراهيم رواية "اللجنة" التي نشرت عام 1981، وهي هجاء ساخر لسياسة الانفتاح التي أنتُهجت في عهد السادات. صوّر صنع الله إبراهيم أيضاً الحرب الأهلية اللبنانية في روايته "بيروت بيروت" الصادرة سنة 1984م
تستحق أكثر من 3 نجوم وأقل من 4 ولكن وجدتنى اقرب إلى أن أعطيها 3. لم يصنع (صنع الله ابراهيم) اسمه ومكانته من فراغ . بل صنعهما بموهبه فطريه متأصله فيها. (على العموم اسم المؤلف يستحق أكثر من مجلدات لنحكى عنه) أما عن الروايه فمزج لطيف بين واقع نعيشه (بالاسقاط عليه) وماضى سحيق كان له أبلغ الأثر على تاريخ المجتمع بصفه عامه. عندما تتحول أحداث التاريخ لأداة سحريه فى يد المبدع يصيغ منها شخصيات وأحداث خاصه لينتج لنا عمل روائى جيد . فاعلم أنك أمام روائى متمكن. لغة الروايه جيده وبسيطه (وإن كنت أحيانا لا أحسها فصحى لا أدرى السبب :D ) فى المجمل روايه جيده.
Sonallah Ibrahim is a well-known writer in his homeland, Egypt, but very little of his work has been translated into English. Descriptions of his writing note its overtly political nature and his use of contemporary texts—news articles and similar items. The Turban and the Hat does make use of a contemporary text, but "contemporary" in this instance means Late 18th Century Cairo, and the text he's drawing from is Abd al-Rahman al-Jabarti's record of the invasion and occupation of Cairo by the French as it occurred from 1798-1801. It's interesting to note that there are actually two different versions of the occupation written by al-Jabarti: the original version and a rewrite that was less critical of the Ottoman Turks who helped push the French out of Cairo—an example of the long history of political spin.
Ibrahim's central character is an imagined student of al-Jabarti. Early on, he travels about Cairo, observing happenings, then reporting these back to al-Jabarti. As the student observes what al-Jabarti includes and excludes from the account, he decides to write his own version of events. The narrator, who speaks some French, quickly gains a place among the French translating documents and occasional in-person interactions. As a result, he has contact with not just the French military, but also with the large corps of scholars and scientists who accompanied Napoleon's army.
One of the lessons here is about the nature of collaboration and exploitation. No matter which army controls Cairo, locals suffer through seizure of their goods, rising prices, and a brutal sort of "justice." Al-Jabarti, our narrator's teacher is one of these collaborators, though that isn't how he would depict himself. He would argue that his role on the Cairene council advising the French occupiers is one of strategic and subtle protection of the city and its residents. Near the novel's end, the narrator takes a step away from the pragmatic response of his teacher, writing and posting condemnations of the French.
Another lesson involves the brutality of war and the aggrandized reports sent from the front, depicting every skirmish,no matter how devastating, as a victory. The book notes that 40,000 troops arrived in Egypt with Napoleon; only 20,000 lived to return to France. War is only glorious in the abstract. In person, it is ugly, chaotic, and brutal as the narrator discovers.
The role of women in this novel is marginal and women are not treated as fully human. There are several brief references to honor killings. The narrator repeatedly rapes a household servant. Why? Because he can. He becomes involved with a French woman whose independence leaves him consternated. He assumes that engaging in sex essentially makes her his—and as she embraces other lovers he's at a loss to understand the logic of her world. These scenes are difficult to read, but seem true to the time period Ibrahim is exploring.
The Turban and the Hat is relatively brief at 200 pages and can make for a quick read, but it leaves the reader with a great deal to think about, particularly given the nature of armed conflict in our present world. Warfare has changed hugely and it has not changed at all. Factionalism is endless, and it is much easier to conquer than it is to lead a nation into a healthy post-war era.
I received a free electronic review copy of this title from the publisher via EdelweissPlus; the opinions are my own.
تلك الحكايات القديمة ، و ذاك العبق الآتي من ذلك الماضي السحيق ، و تلك الأمّة المهزومة ( دومًا ) و ذاك الشعب الجاهل ، القاهرة عندما كان لها أبواب ، مصر عندما كان يتصارع عليها المستعمرون ، تلقّفتنا أياديهم حتّى تكشّفت عوراتُنا و اهترأت مفاصلنا من الاستهلاك ، في خضم هذا ، بعد أن كان صبيًا يفرغ ماءه داخل جارية سيّده السمراء ، اكتشف حاوية أجمل و أكثر متعة و هي سيّدة فرنسيّة شقراء بعينيْن زرقاوين ( عود فرنساوي مثل ما يُقال على لسان العامّة ) ، و من هذه القصة اتّخذ " صنع الله " سببًا لحوار دراميّ ، و قصّة وَلَه من قِبَل هذا الصبيّ ، و استمتاع أو تسلية للوقت من جانب السيّدة ، بعض الحوارات الدائرة بينهما كانت موجعة ، و البعض الآخر كان طريفًا ، معاودة الصبي التفكير في " بولين " دومًا ، هو حنين دائم و استحضار متأصّل في نفس كل ذكر لأيّ تجربة فعليّة مباشرة مع أنثى ، في داخله يعلم أنّها ليست له وحده ، لكنّه موقن أيضًا أنّه لن يحصل و لو في أحلامه على فتاة شقراء بعينيْن زرقاويْن و قوام ممشوق ، انقلب إحساس حنقه و غيرته من مشاركته إيّاها مع رجال آخرين إلى إحساس بالفخر أنّه يشارك " نابليون " نفس المرأة ، و لنتجاوز و نقول تشاركا في حب " بولين ".
أولى قراءاتي ل" صُنع الله إبراهيم " ، و لن تكون الأخيرة بإذن الله ، أعتقد أن " أحمد مراد " استعان بهذه الرواية و ما جاء بها من ألفاظ ليكتب روايته الجديدة " 1919" ، الطبعة رديئة للغاية ، طبعة دار الثقافة الجديدة .
الرواية ضمن أعمال أدبيّة قليلة تحكي عن الحملة الفرنسيّة على مصر ،و هذا العمل الذي يمكن القول عن صاحبه أنّه كدّ و جدّ في البحث عن وصف مصر إبان تلك الفترة ، وصف الطرق و وصف اللباس و وصف الأكل و العملة النقديّة المستعملة آنذاك ، تشعر أن " صنع الله " يخلط الفُصحى بالعاميّة في كتابته ، و لكنّه خلط مقبول في ثياب خفيفة الظل .
هذه هي الرواية الثالثة التي أقرؤها لصنع الله إبراهيم هذا الشهر، كانت الرواية الأولى (وردة) والتي يمكننا تصنيفها على أنها رواية تاريخ سياسي، الثانية كانت (التلصص) والتي يمكننا اعتبارها رواية مذكرات تتعرض لتاريخ مصر الأربعينات ولو بشكل طفيف، وهذه الرواية � العمامة والقبعة - تاريخية أيضا ً ولكنها تأخذنا أبعد، حيث مصر الحملة الفرنسية، مصر الجبرتي والمماليك والفرنسيس الذين ينشرون الخراب.
كتب صنع الله إبراهيم الرواية بطريقته المفضلة، وهي طريقة تجزيئية، تفكك بنية الرواية وتنثرها على شكل وثائق أو مذكرات كما رأينا من قبل في (ذات)، (شرف) و(وردة)، هذه المرة جاءت الرواية على شكل تأريخ يومي للحملة، يقوم به شاب مجهول الهوية، لا نعرف عنه إلا أنه تلميذ للجبرتي، وأنه عمل قبل تتلمذه مع تاجر فرنسي فألم باللغة الفرنسية، وهكذا صار بين يدي الروائي وأيدينا كل ما نحتاجه للحركة داخل مصر ذلك العهد، فشباب مؤرخنا يجعله يتحرك في كل مكان، وصداقاته مع الأقباط وغيرهم، تمنحنا رؤية أوسع للحدث وتأثيراته على السياسة والمجتمع، تتلمذه على الجبرتي يمنحنا زاوية أخرى، وخاصة أن الجبرتي كان أشهر مؤرخي تلكم الفترة، إلى جانب كونه أحد أعضاء الديوان الذي كان واسطة بين العامة والفرنسيين، لا يكتفي المؤلف بهذا، بل يدفع بالراوي إلى المجمع الفرنسي، والذي ضم العلماء الفرنسيين الذي رافقوا الحملة الفرنسية، فيعمل هناك مترجما ً بحكم معرفته باللغتين العربية والإنجليزية، من هناك يمكنه أن يطلعنا على الأحداث من زاويتها الفرنسية، بل ونشهد على علاقة جسدية تربطه بفرنسية تدعى (بولين فورييه) والتي ستصبح فيما بعد عشيقة لنابليون بونابرت، وعندما يتجه نابليون وجنوده إلى الشام يرافقهم بأمر سيده الجبرتي، ويكون شاهدا ً على انكسارهم عند عكا، راويتنا ورغم كل هذا الاقتراب والتعامل مع الفرنسيين لا ينسى وطنه، حيث يعتقل في نهاية الرواية بسبب توزيعه لمنشورات تهدد الفرنسيين بلغتهم وتطالبهم بالرحيل، وهي برأيي حيلة وانعطاف غير متوقع في الأحداث لجأ إليه المؤلف لتبييض صفحة الراوي الذي دفعه إلى كل هذا الاقتراب من الفرنسيين ليكون شاهده عليهم.
الرواية لا تهدف إلى التأريخ، لا يجب على رواية أن يكون هذا هدفها، الرواية هدفها إبراز قيمة معينة باستخدام التاريخ كميدان للأحداث، هذه الرواية أبرزت الصراع بين الشرق والغرب، أبرزت مهمة المؤرخ أو بالأصح مأزقه بين أن يكون أمينا ً للحقيقة فينقل إلى جانب مخازي العدو محاسنه، وبين أن يكتب التاريخ بطريقة لا تثير الساسة، وهذا الجانب ظهر مع نهاية الرواية وخروج الفرنسيين عندما بدأ الجبرتي في إعادة كتابة تاريخه الذي كان قد سطره بحيث لا يبدو فيه متعاطفا ً أو مقتربا ً كثيرا ً من الفرنسيين، وهو ما قد يجعله يفقد رأسه من الأتراك الذين خلفوهم، الرواية تبرز أيضا ً الحالة المصرية، عسكريا ً وسياسيا ً ومجتمعيا ً، كيف كان الصراع على السلطة، وكيف كان الناس يستبدلون ظالما ً بظالم، فمن الفرنسيين إلى الأتراك والمماليك، الرواية تبرز كذلك الشرارات الأولى لوعي المصريين بهويتهم.
تتصل هذه الرواية بالرواية التي صدرت بعدها بعنوان (القانون الفرنسي)، ولكن حديثنا عن هذه الرواية سيكون في المراجعة التي تخصها.
يعتبر صنع الله ابراهيم أهم من كتب الرواية التوثيقية تلك التي تسجل وتؤرخ لفترة زمنية ما، أغلب أعماله علي هذة الشاكلة تقريباً ، هنا هذة الرواية التي كتبها صنع الله بطريقته المعهودة في السرد متبعا تقنية تفكيك الهيكل السردي للرواية، فجاء السرد في صورة يوميات متتابعة توثق وتسجل لفترة دخول الحملة الفرنسية لمصر فى الفترة ما بين 1798:1801 (ثلاث سنوات الحملة) في هذة الأثناء مصر ولاية عثمانية لكن يحكمها "ابراهيم ومراد باشا" وكلاهما مماليك شراكسة، فجاء السرد فى صورة يوميات على لسان الراوي الشاب المجهول الذي لا نعرف عنه الا انه أتي من الصعيد ودرس فى الأزهر ولزم بيت الشيخ والمؤرخ الشهير "عبد الرحمن الجبرتي " ويجيد اللغة الفرنسية وهو ما جعله يعمل فى الديوان والمجمع المكتبي الذي أنشأوه نابليون بونابرت في القاهرة من أجل تسجيل أحداث الحملة وترجمة الصحف التي ستصدر من مصر بالفرنسية،في هذا الديوان يتعرف الراوي على "بولين فورييه" الفتاة الفرنسية التي جاءت مع الحملة والتي يجمعها والراوي علاقة جسدية وأصبحت فيما بعد عشيقة لنابليون بونابرت وهي شخصية حقيقية فعلا. تعقد الرواية أيضا مقارنة بين حكم الأتراك والفرنسيين، الأتراك العثمانيين الذين يفرضون الضرائب وينهبون أملاك العامة بدعوي أنها صارت ملكا للسلطان في اسطنبول مع القتل الذي يطال نصاري القبط والشام بدعوي حماية الدين. كذلك حكم الفرنسيين الذين جعلوا من مصر مستعمرة جديدة لتعويضهم عما تكبدوه من خسائر أمام الانجليز في العالم الجديد فدخلوا شمال أفريقيا تحت ثوب التنوير ونشر الحضارة لكنهم لم يفعلوا شيئا سوي سفك الدماء والتمثيل بجثث المقاومين الذين رفضوا الاحتلال. الشيء الملاحظ هنا تركيز الكاتب علي نقطة" المأزق أو المعضلة" التي يقع فيها المؤرخ الذي يجب أن يلتزم الصدق وعدم تزييف الحقائق، لكن من يكتب التاريخ هو المنتصر بالطبع فيتم إجبار عبد الرحمن الجبرتي على إعاده تسجيل لفترة وجود الفرنسيين فى مصر بما يتناسب مع هوي العثمانيين فى إشارة نقد ضمنية من صنع الله ابراهيم لكتاب الشيخ المشهور "عجائب الآثار في التراجم والأخبار " ذكرتني الرواية برواية الجزائري عبد الوهاب عيساوي "الديوان الأسبرطي" التي نالت بوكر 2020، تقريبا نفس الأحداث التي وقعت في مصر تحت عمامة العثمانين و قبعة الفرنسيين مع بداية القرن التاسع عشر حدثت في الجزائر بعدها ب15عام ولكن بصورة أفظع. ذلك مع اختلاف الجانب الفني في الروايتين طبعا. .
كنت متردده انى اقيم الروايه بتلات نجوم او اربعه.. عايزه اديها اربعه لانها عجبيتنى جدا.. وفى نفس الوقت انا مقرتش اى حاجه عن الحمله الفرنسيه على مصر قبل كدا.. فحسيت ان اعجابى بيها راجع للموضوع دا
بس اكيد انا ليا عليها ملاحظات..انا كرهت شكل المجتمع المصري الموصوف فى الروايه.. مش عارفه دا -وصف الجبرتى ليها ولا وصف الكاتب- كرهت ضعفه وماديته وتمسكه الشكلى بالدين.. ودا خلانى اشك فى الزاويه اللى طرحها الكاتب او الجبرتى- للمجتمع المصرى
استنيت من الروايه انها تلقى الضوء على الحس الجهادى والوطنى فى المجتمع المصرى واللى كان متوقع وجوده فى الوقت دا الا انه محصلش الا على استحياء وفى لمحات قليله..حتى ذكر سليمان الحلبى مكنش فى تركيز حقيقى عليه.. وانتقده الجبراتى فى الروايه.. وحتى عقوبته واللى كانت بالنسبه لى معلومه جديده ماكنتش اعرفها.. وبالرغم قسوتها ماكنش فى اى تعاطف معاها..استغربت الموضوع دا جدا
سواء دى كانت رؤيه الكاتب للمجتمع المصرى ولا رؤيه الجبرتى.. فانا كرهت المجتمع دا.. ومش مصدقه ان المجتمع المصرى كان كدا
فكره الضرائب الفظيعه والظلم البين اللى كان يقع على المصريين سواء من العثمانيين او الفرنسيين فهو امر معروف ومفهوم
عموما وعشان محدش يفهمنى غلط فانا بعد دا كله فعلا حبيت الروايه
- وبما انى اؤمن بمبدأ الكتابه النظيفه فانا قررت انى احط الريتنج الخاص بيا لكل كتاب اقراه.. يمكن يهم حد انه يعرف - ومن الناحيه دى فانا ادى الروايه تلات نجوم
نصيحة لكل من يقرر قراءة هذا الكتاب ، أن يقرأ قبله شيئاً عن تاريخ الحملة الفرنسية على مصر ، وتحديدا الشخصيات المصرية والمملوكية البارزة التي لعبت دوراً هاماً خلال الحملة .
ليس بالضرورة قراءة كتب كاملة في التاريخ ، المهم أن تكون لدى القارئ خلفية عن هذه الشخصيات حتى لا تكون قراءة الرواية بالنسبة له مملة أو سرد لأحداث لا معنى لها ، فتبدو الأسماء بلا معنى مع انها في الحقيقة يجب أن يكون لها وقع خاص عند القراءة.. إذ تتحدث الرواية عن وقائع هامة شكلت تاريخ مصر في تلك الفترة ، وتورد ذكر الكثير من الأسماء التي قد تختلط على القارئ غير العارف بها من قبل على أهميتها الشديدة .
وأنصح هنا بشدة سلسلة المقالات التي كتبها الصحفي ياسر ثابت في مدونته "قبل الطوفان" حول أشهر الخونة في تاريخ مصر
حاولت ترميم علاقتي بأدب صنع الله من خلال هذه الرواية،لكن ه لم يرد ذلك الرواية تنتحل صفة يوميات لراو كان تلميذا للجبرتي و يقيم في داره،لكن طريقة سرده للأحداث تذهب نحو تقليد الكاميرا:وصف ما يجري ،نقل حوارات الشخصيات بدون تعليق مع اهمال تام لما يجري داخل الشخصية الرئيسية-الراوي- الذي نسي او تناسى ان اليوميات يجب ان تسبر تناقضاته،علاقته بالعالم ،تفتت و تفكك أحلامه ،آلامه.. حتى في علاقته المتوترة ببولين يبدو كمن يتحدث عن شخص آخر.الجبرتي يطل علينا بين الفينة و الاخرى كطيف ليلقي التحية و يختفي مجددا الحبكة تصاب بالوهن احيانا ،لتترك المجال لمصادفات لا تصدق بسهولة : -علاقة الراوي ببولين التي ستصبح عشيقة بونابرت -مرافقته للجيش الفرنسي في حصار عكا -تعرفه بسليمان الحلبي .... وداعا صنع الله
قد لا تكون (العمامة والقبعة) أعظم روايات (صنع الله إبراهيم)، الذي يُعد أحد أشهر الروائيين العرب وأكثرهم إثارة للجدل؛ لكنها تظل عملاًجديراً بالقراءة والتأمل لمؤلف طالما أجاد اتخاذ وجهات مغايرة وجديدة. فهذا القاص الذي ترك آثاره على المشهدين الثقافي والسياسي عبر أعمال من قبيل (شَرَف) و (اللَّجنة)، والذي برع في استنبات القيمة التاريخية من السيرة الذاتية في (التلصُّص) و (أمريكانلي/ أمريْ كانَ لِي).. وكان قبل هذا وذاك سبّاقاً في الترويج للقيمة العلمية ولأدب المغامرات في كتاباته القديمة الموجَّهة للناشئة كما القرّاء المحترفين، يعود (صنع الله إبراهيم) في روايته (العمامة والقبعة) الصادرة طبعتها الأولى في 2008 عن (دار المستقبل العربي) مازجاً كل صنوف القصّ الواردة أعلاه وأكثر.
روايتي صنع الله إبراهيم (ذات) و(شرف) من رواياتي العربية المفضلة وخاصة (ذات) التي تعتبر فريدة في عرضها للتاريخ رغم أنه كان عبارة عن قصاصات جرائد وأخبار منوعة إلا أن مزج هذا بتطور حياة ذات كان ممتازا. في باقي روايات صنع الله إبراهيم ومنها روايتنا الحالية أشعر بأنه يكتب تاريخ في قالب روائي سطحي، كأن الرواية مجرد إطار لعرض التاريخ، وزاد الطين بلة في روايتنا استخدامه لليوميات.
رواية تاريخية تتناول حقبة الاحتلال الفرنسي لمصر عام ١٧٩٨ بقيادة الجنرال نابليون بونابارت ، و اسم الرواية يرمز الى العمامة الاسلامية و القبعة الفرنسية الاستعمارية ، جاءت صيغة الرواية بشكل سردي على لسان شاب أجير عند عالم او مؤرخ اسمه الجبروتي ، وعلى شكل يوميات يواكب فترة الاحتلال .
مما لا شك فيه بذل المؤلف المصري الجنسية اليساري المذهب صنع الله ابراهيم مجهود كبير في صياغة المادة التاريخية في قالب ادبي ، استخرج اسم الأزقة و الحواري لتلك الفترة ، و المأكل و المشرب و الألبسة و عادات و تقاليد اهل مصر في فترة غابرة .
حسب رأيي ، ان الطابع التاريخي قد غلب الجمال الأدبي للرواية و لم يوفق المؤلف ، رغم الجهود المبذولة و المادة العلمية التاريخية التي امتلاكها ، في جعل الرواية ادبية اولا ً قبل ان تكون تاريخية ، اي تغليب الجانب الأدبي على حساب المادة التاريخية الجافة و الغير محببة .
بداية دعوني اعترف انني متحيز لهذا الرجل واحب كتاباته بشكل خاص منذ ان قرأت روايته الرائعة "بيروت بيروت" ثم "ذات"، "اللجنة"، "وردة" و اخيرا "العمامه و القبعه" ولا تخلو قائمة الكتب التي ارغب في قرائتها من اعماله المتبقية،
اسلوب صنع الله ابراهيم شديد التميز و الاختلاف فان كانت اعماله تتاخذ الرواية كشكل ادبي فأن الوصف الادق لها هو "الروايه التوثيقية" لان المزج الساحر بين الاحداث التاريخة والروايه هو ما يميز صنع الله عن غيره من الكتاب فهو بالفعل بارع في استخدام التاريخ كأساس متين لبناء روايته، هذا الرجل يعرف نقطة قوته ودائما ما يستخدم طريقته المفضلة في السرد حيث يقوم بتقسيم و تجزيئ البناء السردي للرواية الي اجزاء صغيرة مستخدما في ذلك عده حيل ادبية ممتعة تتيح له التحرك بحرية في التاريخ يختار منة ما يشاء ليترك في نفس القارئ الانطباع الذي يريد فعلي سبيل المثال في "بيروت بيروت" قام بتقسيم الرواية الي عدة مشاهد من فيلم وثائقي ليحكي تاريخ الحرب في لبنان، وفي "ذات" استخدم عنواين الجرائد ليوثق للتغير الذي حدث في المجتمع المصري خلال فترة من الزمن، اما في "وردة" فاستخدم طريقة اليوميات التي يسجلها بطل الرواية ليوثق فترة من تاريخ بعض دول الخليج العربي خاصة اليمن و عمان وباستخدام نفس الحيلة الادبية قام بتوثيق فترة من تاريخ مصر في "العمامه و القبعه" ،
البداية كانت مع بطل الرواية الذي لانعرف عنه الكثير ولا نعرف حتى اسمه كل مانعرفه انه كان يعمل لدي احد التجار الفرنسيين ومن خلاله اصبح ملما باللغة الفرنسية حتى تبناه المؤرخ الشهير "عبد الرحمن الجبرتي" الذي عاصر فترة الحملة الفرنسية علي مصر واصبح احد تلاميذه ثم انتدب للعمل مع الفرنسيين في تنظيم الكتب ثم السفر معهم كمترجم في احد حملاتهم علي بلاد الشام بالاضافة الى علاقتة مع الحسناء الفرنسية "بولين" عشيقة "نابليون" ، وبذلك خلق الكاتب الادوات اللازمة للتحرك بحرية في التاريخ وعرض الاحداث من خلال خليط من كتابتات الجبرتي واليوميات الذي يسجلها هذا الشاب ليوثق فترة الحملة الفرنسية علي مصر الذي استمرت 3 سنوات و 21 يوم، من الملاحظ ايضا ان التركيز هنا ليس علي الاحداث الرئيسية المعروفة فالهدف النهائي ليس التأريخ بالطبع -فتلك وظيفة المؤرخين وكتب التاريخ - وانما الا��داث الحياتية الصغيرة التي تدور بين السطور و علي الهامش لانها الاجدر هنا علي ايصال الانطباع المطلوب عن حال الشعب المصري في تلك الفترة، باسلوب سلس رشيق استعرض من خلال تلك الاحداث حالة الضغف والهشاشه الذي كان عليها المجتمع وعدم ادراك المصريون انها قادرون علي حكم بلادهم بأنفسهم وبدلا من ذلك اكتفوا فقط باستبدال محتل بمحتل اخر فاستعانوا بالفرنسيين للخلاص من ظلم المماليك و تكرر نفس الامر فاستعانوا بالاتراك و الانجليز للخلاص من ظلم الفرنسين، نري ايضا تأثير الدين في حياة المصريين و كيف استخدم المحتل الجديد هذه النقطة بمنتهى الذكاء واقنع المصريين من خلال ديوان من المشايخ والعلماء -كان الجبرتي احدهم- انهم يحترمون الاسلام وان نابليون نفسه مسلم او انه سيعتنق الاسلام وفي نفس الوقت اقنعوا الاقباط انهم جاءوا ليخلصوهم من اضطهاد المماليك وخلقوا نوع من الفتنة الطائفية ضمانا لولاء الطرفين، نقطة اخرى غاية في الاهمية عمد الكاتب الي ابرازها وهي ان التاريخ ليس بالضرورة حقائق مؤكدة وأنما يمكن ان تتغير وتتبدل مع تغير الحاكم او المحتل كما هو الحال هنا عندما قام الجبرتي بتعديل كتابة عن الحملة الفرنسية حتى لا يغضب المحتل البديل هنا وهم العثمانيون.
نقطه اخيرة يجب لفت الانتباه لها ان صنع الله ابراهيم بشكل عام كاتب معروف بتوجهه اليساري مما قد يشوب حياديتة في انتقاء الاحداث التاريخية لتناسب توجهاته.
على ما أذكر، أول معرفة ليا بـ صنع الله ابراهيم كانت من خلال ما ذيعَ عن قراءته المنتظمة لكتيبات ماوراء الطبيعة من حداشر اتناشر سنة، وارتبطت هذه المعرفة الأولى بمعلومتين عنه: الأولى هى واقعة رفضه العلنى الشهيرة لجائزة الرواية العربية التى يمنحها المجلس الأعلى للثقافة لأنها مُقدمة من نظام يدعم الاحتلال الإسرائيلى، والثانية هى أنه من أبرز وأكثر من مزجوا الروائى بالوثائقى فى رواياتهم من الأدباء العرب.. فأما الأولى والتى بدت ساعتها آية من آيات الشجاعة والبطولة وقولة حق في وجه نظام حسني مبارك، فهو يدفع ثمنها الآن -كأغلب أبناء جيله من الكُتاب أصحاب المواقف- من كرامته وسمعته بألسنة قراءه الشباب الذين انبهروا وكبروا علي موقفه، ثم صدمهم تأييده العريض والصريح لنظام السيسى الذى يرونه رمزاً مضاداً لكل ما حاربه صنع الله ابراهيم طيلة عمره من قِيَم وأولها الانفتاح على إسرائيل والموقف من المقاومة الحمساوية.. لا بأس، فير ايناف، والأڤورة كما يقال بتجيب لورا، وكان على صنع الله أن يفسر لقراءه ملابسات هذا الانقلاب على الأفكار، وأيهما يصدقون، ما قبل الألفين وحداشر أم ما بعدها؟!..
وأما الثانية، التداخل بين الروائى والتوثيقى، فهى بالفعل سمة مميزة لهذا الأديب الكبير، وقد وجد ضالته فى اسلوب المؤرخ الشهير عبد الرحمن الجبرتى ليحقق أعلى درجة من التمازج بين الروائى والوثائقى فى طرح رؤيته لواحدة من أخطر محطات التلاقى بين الشرق والغرب، وهى سنوات الحملة الفرنسية على مصر..
استعراض هذه السنوات العاصفة فى صورة يوميات مكتوبة بلغة الجبرتى على لسان أحد تلامذته كان الحيلة الفنية الذكية لنقد التاريخ المدرسى الذى صُبَ فى عقولنا عشان نجيب درجة حلوة فى أسئلة أهداف الحملة الفرنسية والدروس المستفادة وعلل، إلخ إلخ، بل ونقد تاريخ الجبرتى نفسه، إذ يقول بلسانه فى خاتمة الرواية: "هل تتصور العثمانلى يقبلون ما كتبته من امتداح للفرنسيس وذم فى الترك؟ الوزير التركى طلب أن أكتب له تاريخ فترة وجود الفرنسيس فى مصر. ثم أنى أريد أن أبرئ نفسى من تهمة التعاون مع الفرنسيس"
هل الوزير التركى فقط هو من سيرفض امتداح الفرنسيس؟ ماذا عنا نحن؟ كم نسبة من لديه مننا الاستعداد لقراءة تاريخ الحملة الفرنسية بشكل بعيد عن حشو كتب التاريخ ذات الطروح المقولبة؟.. كم واحد يقبل النظر إلى يعقوب حنا -الموسوم بالخيانة- كوطنى حقيقى وجد فى الحملة الفرنسية فرصة لخلاص مصر من أنياب الاحتلال العثمانى والمملوكى؟..
كم من قراء صنع الله ابراهيم قادر على تفهم انقلابه على مواقفه؟ هل لدى صنع الله أصلاً شجاعة إعلان المراجعة؟! كم نسبة من لديهم جرأة النظرة النقدية لمعايير الصح والغلط والخير والشر فى ضوء ما تتكشف عنه الأحداث الكبرى كالحملة الفرنسية أو الربيع العربى من اختلالات ومعضلات أخلاقية ومجتمعية وجغرافية وسياسية وحضارية بل وعقائدية عويصة لا سبيل لتفكيكها على المدى القريب أو المتوسط وربما البعيد كذلك؟..
رواية الأسئلة الكبرى، فقط لمن لديه الشجاعة على النظر بعين الشك لثوابت من صُنع البشر..
رائع رواية مفاجأة من صنع الله ابراهيم سلط فيها الضوء علي الحملة الفرنسية علي مصر تألق فيها باختياره لشخصية احد مساعدي الجبرتي كبطل للرواية و هو بذلك يلعب علي اسلوبه الشهير بربط احداث التاريخ مع الحياة الدرامية لبطل العمل. فعل ذلك ببراعة و توازن
الرواية رائعة و بها (نغزة) من صنع الله توضح كيف تدور سياسة الامة في حلقات مفرغة فنفس الكلمات تستهلك ثم يعاد استهلاكها. اللطيف تسليطه الضوء علي التلاعب بالدين من قبل الجميع. دائما عامة عديمي العقول مهتاجي العواطف يتلاعب بهم المتلاعبون في اي اتجاه يريدون.
نجح صنعالله في عمل هذا الاسقاط علي واقعنا المعاصر (او هكذا تهيأ لي) ايضا اختياره للشخصيات بارع جدا شخصية يعقوب القبطي و مثالية الصعايدة
اعجبني ايضا في الرواية دقة اللغة و التفاصيل الدقيقة لأحياء القاهرة و اسماء الشوارع ودقة الاحداث كانت حقا نافذة علي تلك الفترة و اعتقد انه بذل فيها جهد هائل حتي تخرج بتلك الجودة
مفاجأة جميلة من صنع الله ابراهيم انتهيت منه في امسية واحدة
في العمامة والقبعة ينتقل صنع الله ابراهيم بالقاري حيث الماضي تحديدا القاهرة حيث فترة الاحتلال الفرنسي علي لسان بطل الرواية آحد تلاميذ الجبرتي الذي ينقل صور حية للحياة في القاهرة لا يكتفي بنقل تفاصيل ما يحدث سياسيا من اتفاقات ومعاهدات وخلافات في تلك الفترة بل يعرض صورة متكاملة للشوارع القديمة وحتي ازياء تلك الفترة والفرق التي كانت تعيش فيها يكتفي صنع الله ابراهيم علي لسان بطل الرواية بنقل تفاصيل الأحداث كشاهد دون التدخل في تقديم قناعتة الخاصة تاركا الحكم للقاريء باسلوب شيق يضعك في تلك الفترة حتي أنك لن تستشعر ذاتك الا و أنت تصل لي نهاية الرواية
لا أعرف لماذا تذكرت ثلاثية غرناطه عند قراءتي لالعمامة و القبعه،هل لتشابه الأحداث?(مستعمر أجنبي و مجتمع مسلم يعاني من الفساد و الجهل و استغلال الدين لأغراض دنيوية)،أم لا الأحداث اليومية و الاجتماعيه تكاد تكون واحدة في مصر المملوكية و غرناطه،اسلوب الكتاب سلس و مشوق إلا أنه كتاب عادي فلم يأتي بجديد أو يضيف شي سوى شرح للحياة اليومية و أحوال النساء.
وفرح الناس كعادتهم بالقادمين ،وظنوا فيهم الخير*دي أكتر جملة عجبتني في الرواية لأني حسيتها تنطبق ع المصريين في كل العصور ,أما بالنسبة للرواية فالجزء الأخير هو اللي عجبني وفي رأيي انها كانت ممكن تكون أحسن من كده.
الرواية وكأنها عبارة عن يوميات سجلها تلميذ المؤرخ الجبرتي مؤرخا فيها للحملة الفرنسية على مصر لا يمكن اعتبار الرواية تاريخ للحملة الفرنسية ولكنه علم أدبي استفاد من الأحداث التاريخية في العمل الأدبي ، من خلال الاحداث في هذه الرواية التي اظهرت العيوب المتأصلة في النخب المصرية مؤكدة المثل العامي " من تزوج امنا يبقى عمنا " كذلك فقهاء السلطان كيف يطوعون الفتوى لمصلحة أصحاب السلطة، وكان المجتمع المصري لم يتغير حتى الآن رواية ممتعة
كم منا يتمنى لو أننا كنا شهود للأحداث العصيبة التي مرت بها مصر. أقرب ما عندنا لهذا هو تاريخ الجبرتي الذي لم يلائم كاتبو التاريخ شبه الرسمي فأبدلوه بقصة ملحمية مبنية على ما حدث و لكن مع تجاهل كل ما لا يناسب لتصورهم الملحمي. في هذه الرواية يعيد صنع الله صياغة ما كتبه الجبرتي على لسان تلميذه في صورة يوميات نجحت في نقل روح تاريخ الجبرتي اكثر من مما يُقدم في كتب المدرسة.
الكتاب شيق و لو ان بعض الشخصيات كانت في حاجة إلى توضيح اكثر.
وقعتُ في غرام صُنع الله إبراهيم منذٰ قرأتُ له التلصص الرجل له إسلوب مختلف متفرد بجمل قصيرة سريعة الإيقاع توصل المعنى من أقصر أبوابه.لكن هنا لم تكن التجربة مثل سابقتها في المتعة والجمال بسبب تاريخية النص وأعتماده على سرد الأخبار التي كانت موجودة في مصر في هذه الفترة.
بالطبع رسالة صُنع الله إبراهيم كانت واضحة في النص، حيث أيّا كان من يحكم فلا فرق سيظل هذا الشعب يدفع الثمن طوال الوقت سواء كان الحاكم فرنسي من خارج الملة أو حتى عثماني ومملوكي من نفس الملة فكلهم في الظلم سواء.
للأسف الشديد هذا النوع من الروايات ليست المفضلة لدىّ، ستجد مثلها رواية لا أحد ينام في الإسكندرية والتي كانت أقل الثلاثية جودة في رأيي الشخصي رغم الكثير من المدح والثناء عليها.
كنت بدءت قرأه هذه الروايه منذ سنتين او اكثر ولم استسغها وبع ما شغلنى موضوع الحمله الفرنسيه على مصر وبدءت القرأه عنها رجعت الى تلك الروايه من جديد كأهم ما كتب من روايات عن تلك الفتره المهمه وان لم تكن الروايه الوحيد فى هذا الموضوع فبلها قرءت الجزء الاول من تغريبة بنى حتوت لمجيد طوبيا وهى من وجهة نظرى اهم روايه على الاطلاق عن الفتره الحمله وما قبلها بقليل الا أن الجديد فى روايه صنع الله ابراهيم انه يورد فيها تفاصيل دقيقه جدا عن الحياه اليوميه فى مصر وصراعات الحكم واوضاع وأحوال المماليك واهل البلد والمشايخ وطوائف الصنايعيه والعمال والفلاحين كما يورد معلومات مهمه جدا عن بدايه ونشأه واصول معظم المماليك والامراء فى مصر وانواع الضرائب وقيمه العمله وانواع التجاره ويصف صنع الله ابراهيم بدقه وبراعه شوارع القاهره واحيأها وقلاعها وحمامتها وطرقها واسبلتها بأختصار ينقلك بكل جوارحك الى القاهره المحروسه( مصر عتيقه) وقت الحمله والروايه استخدم فيها صنع الله ابراهيم نوع جديد من الكتابه اشبه بكتابه اليوميات وان كان ذلك النوع من الكتابه يخرج بالروايه عن شكلها التقليدى وتجعل بعض القراء يملها سريعا لانها تفتقد الى الحبكه والشخصيات والاحدات المراتبطه المتشابكه التى يختار المؤلف لها النهايه الا أنه لم يكن اى نوع اخر من الكتابه يناسب تلك الروايه غير ما الذى استخدمه صنع ابراهيم مع استخدام لغه عصر الحدث ووقته فجأت اكثر صدقا وسحرا والتصاقا بالمشاعر ومرأه وخليفه للاحداث الروايه يرويها شاب تلميذ للشيخ الجبرتي مؤرخ الحمله يروى ذلك الطالب عما رأه وعيناه وشاهده من الاحداث من اول يوم الحمله الى يوم خروجها من مصر فيحكى اول دخول الحمله وما تعرضت له من مخاطر فى الطريق الى المحروسه ويصف بعض معارك المماليك مع الفرنساويه وانهزامهم فيها وهروب مراد بك الى الصعيد ويشغل هذا الطالب منصب فى المجمع العلمى يتحي له التعرف على بعض الحقائق والتعامل مع بعض الفرنساويه ويصبح مطلع على معظم الامور ولا يكف ف نفس الوقت عن مرقبه الاحداث التى تحدث وتبلغيها لشيخه الجبرتى حتى يسجلها مع اوراقه التى يدون فيها تاريخ مصر اثناء الحمله كان الشيخ الجبرتى ايضا مطلع على حقائق الامور من خلاله عضوية فى الديوان الذى شكله نابليون فى مصر ويفعل الطالب مثل شيخه فى قيامه هو الاخر بتسجيل مشاهداته وكتابه ما يغفله سيده من حوداث وفى المجمع العلمى يقيم الطالب علاقه مع بولين التى ستصبح فيما بعد عشيقة نابليون وتتنقل للاقامه معه بجوار قصره بعد أن يتخلص من زوجها ويتركها نابليون فى مصر و يسافر الى فرنسا ويرفض سفرها معه ويسجل الطالب مشاهدته لحملة نابليون على الشام والوقائع الحقيقه للحمله وخسرتها الفادحه وظلم ودموية الفرنساويه ومعاملتهم الوحشيه سواء للسكان او المحاربين ويستغرف صنع الله ابراهيم فى وصف العلاقه بين الطالب وبولين بشكل كبير ومفصل لا يستحق كل هذا الحجم وبعد رجوع هذا الطالب من حمله الشام وحضوره لمعظم الحوادث التى لايكف عن تسجلبها يوم بيوم وتبليغها للشيخ يلقى بع فى السجن فى القلعه بسبب مطبوعات قام بلصقها فى الشوارع والقى القبض عليه وحكى بعض الحوادث من القلعه الى أن انتهى الامر بالاتفاق بين الفرنساويه والاتراك على الخروج النهائى من مصر ويحرر الطالب من مسجنه بعد دخول الاتراك مصر ويبدء شيخه يملى عليه كتابا جديدا وهو مظاهر التقديس بزوال دوله الفرنسيس
رواية تاريخية تروي الاحداث اليومية لتاريخ الحملة الفرنسية على مصر, تروى الاحداث على شكل يوميات لتلميذ الشيخ عبد الرحمن الجبرتي وهذا التلميذ شخصية خيالية لكنها تروي احداثا حقيقية بالطبع فعلى الرغم من تسلسل الاحداث وحسن سردها وترابطها واحكام صياغتها الا انك لكي تحكم حكما جيدا على مثل تلك الروايات التاريخية يجب عليك امرين: اولها ان تعرف نبذة عن الكاتب وتوجهاته , وثانيهما ان تعرف نبذة تاريخية عن تلك الحقبة بغينها قبل قراءة الرواية فذلك سيجعل حكمك على الاحداث اكثر حيادية ويقينا ففي الروايات التاريخية تحديدا قد لا يكذب الكاتب او يغير ثوابت ما ولكنه يستطيع ان يضفي المزيد من التركيز على بعض الجوانب ويغفل ثمة جوانب اخرى فيوجه القارئ بشكل غير مباشر لوجة نظر يريدها هو تحديدا لا اود الخوض كثيرا في التعليق على الاحداث او الحكم على الاشخاص ولكنني لا استطيع ان اغفل ان طبيعة هذا الشعب لم تتغير كثيرا منذ تاريخ احداث الرواية الى اليوم ! فالشعب يعشق كونه شعب "زياط" يهلل لأيا من كان ولا يعنيه سوى قوته وحسب . وكيف ان "حب الاشاعات" متغلغل في هذا الشعب كتغلغل الشوك في قطعة الصوف المبللة ! سبحان الله ! تعليق اخير: هل بحثت يا صديقي القارئ من قبل عن فوائد الحملة الفرنسية على مصر للمصرين ؟!! صدقني حاول ان تبحث وستجد ما يثير فضولك واستغرابك ...
الرواية فى رأيى كان سردها ساذج لكنه وصل لحد الإبداع أنا شايف إن صنع الله إبراهيم بما له من إسلوب غريب مبهر فى السرد كان أكيد لما يكتب رواية تأريخ يومى أكيد هتطلع كده و من كان ينتظر أن يسمع حكايات الأبطال فالرواية بتكلم عن تلميذ الجبرتى الى يعتبر تمثيل للمواطن العادى لا فى بطولة ولا أى شئ لأنه مش من عادة صنع الله إنه يتكلم عن الأبطال و إن ذكرهم كتير لكن ذكرهم لتوضيح أثرهم عن شخوض رواياته " و لكل واحد ندم على قرائته للرواية أعتقد إن جملة " وفرح الناس كعادتهم بالقادمين ... وظنوا فيهم الخير تستحق قرائة الرواية أكتر من مرة
أول ما قرأت لصنع الله ابراهيم رواية شرف و هي رواية عظيمة البعض أعدها من أعظم ما كتب في الأدب العربي الحديث لذا تجدني قد بدأت العمامة و القبعة بتوقعات عالية الأسلوب السردي يتكون من قصاصات يومية لبطل بدون أسم أسلوب السرد يخلو من أي جمال أدبي في رأيي جمل خبرية متتابعة وصلت لمنتصف الرواية و توقفت هناك كتب تاريخ كتبت بأسلوب أكثر أمتاعا من تلك الرواية الكثير و الكثير من وصف الحارات و الطرق و كيف تصل من هنا لهنا مع أحترامي لقامة الأديب في النهاية أنا قارئ بسيط يبحث الإستمتاع بالقصة و جمال الكلمة و لم أجد غايتي في تلك الرواية نجمتين و ليس واحدة للمجهود البحثي الواضح الذي بذله المؤلف
هي اولى قرائاتي لــ صنع الله ابراهيم ، زود شغفي للقراءة أكثر ع الحملة الفرنسية ، عن أحوال المجتمع المصري وقتها ، أدهشني الضعف الذي كان عليه المجتمع وقتها كيف انه كان يستعين بالاخرين على حكم بلادهم بدلا من ان يحكم هو نفسه بنفسه .. في المجمل احسست الراوي مؤرخا اكثر منه راويا الي فيما اخترعه من هذه الشخصيه الوهمية التي كان يحكي على لسانها وقائع ما حدث .. كانت هذه اولى قراءاتي له و لن تكون الاخيرة ..
رواية جميلة بلا شك. يستعيد صنع الله إبراهيم قاهرة الحملة الفرنسية بجمال شديد محافظاً على كل قبح هذا الزمن. الرواية تستدعي أن يكون القارئ ملماً ببعض عناوين هذا الزمن من أسماء و أحداث سابقة لزمن الرواية.
أسلوب السرد و اليوميات المستخدم طوال الرواية كان سابقاً لزمانه بقرن أو أقل. مما يجعل الراوي يندرج تحت تصنيف الحوليون الجدد.