فهد الفهد's Reviews > العمامة والقبعة
العمامة والقبعة
by
by

العمامة والقبعة
هذه هي الرواية الثالثة التي أقرؤها لصنع الله إبراهيم هذا الشهر، كانت الرواية الأولى (وردة) والتي يمكننا تصنيفها على أنها رواية تاريخ سياسي، الثانية كانت (التلصص) والتي يمكننا اعتبارها رواية مذكرات تتعرض لتاريخ مصر الأربعينات ولو بشكل طفيف، وهذه الرواية � العمامة والقبعة - تاريخية أيضا ً ولكنها تأخذنا أبعد، حيث مصر الحملة الفرنسية، مصر الجبرتي والمماليك والفرنسيس الذين ينشرون الخراب.
كتب صنع الله إبراهيم الرواية بطريقته المفضلة، وهي طريقة تجزيئية، تفكك بنية الرواية وتنثرها على شكل وثائق أو مذكرات كما رأينا من قبل في (ذات)، (شرف) و(وردة)، هذه المرة جاءت الرواية على شكل تأريخ يومي للحملة، يقوم به شاب مجهول الهوية، لا نعرف عنه إلا أنه تلميذ للجبرتي، وأنه عمل قبل تتلمذه مع تاجر فرنسي فألم باللغة الفرنسية، وهكذا صار بين يدي الروائي وأيدينا كل ما نحتاجه للحركة داخل مصر ذلك العهد، فشباب مؤرخنا يجعله يتحرك في كل مكان، وصداقاته مع الأقباط وغيرهم، تمنحنا رؤية أوسع للحدث وتأثيراته على السياسة والمجتمع، تتلمذه على الجبرتي يمنحنا زاوية أخرى، وخاصة أن الجبرتي كان أشهر مؤرخي تلكم الفترة، إلى جانب كونه أحد أعضاء الديوان الذي كان واسطة بين العامة والفرنسيين، لا يكتفي المؤلف بهذا، بل يدفع بالراوي إلى المجمع الفرنسي، والذي ضم العلماء الفرنسيين الذي رافقوا الحملة الفرنسية، فيعمل هناك مترجما ً بحكم معرفته باللغتين العربية والإنجليزية، من هناك يمكنه أن يطلعنا على الأحداث من زاويتها الفرنسية، بل ونشهد على علاقة جسدية تربطه بفرنسية تدعى (بولين فورييه) والتي ستصبح فيما بعد عشيقة لنابليون بونابرت، وعندما يتجه نابليون وجنوده إلى الشام يرافقهم بأمر سيده الجبرتي، ويكون شاهدا ً على انكسارهم عند عكا، راويتنا ورغم كل هذا الاقتراب والتعامل مع الفرنسيين لا ينسى وطنه، حيث يعتقل في نهاية الرواية بسبب توزيعه لمنشورات تهدد الفرنسيين بلغتهم وتطالبهم بالرحيل، وهي برأيي حيلة وانعطاف غير متوقع في الأحداث لجأ إليه المؤلف لتبييض صفحة الراوي الذي دفعه إلى كل هذا الاقتراب من الفرنسيين ليكون شاهده عليهم.
الرواية لا تهدف إلى التأريخ، لا يجب على رواية أن يكون هذا هدفها، الرواية هدفها إبراز قيمة معينة باستخدام التاريخ كميدان للأحداث، هذه الرواية أبرزت الصراع بين الشرق والغرب، أبرزت مهمة المؤرخ أو بالأصح مأزقه بين أن يكون أمينا ً للحقيقة فينقل إلى جانب مخازي العدو محاسنه، وبين أن يكتب التاريخ بطريقة لا تثير الساسة، وهذا الجانب ظهر مع نهاية الرواية وخروج الفرنسيين عندما بدأ الجبرتي في إعادة كتابة تاريخه الذي كان قد سطره بحيث لا يبدو فيه متعاطفا ً أو مقتربا ً كثيرا ً من الفرنسيين، وهو ما قد يجعله يفقد رأسه من الأتراك الذين خلفوهم، الرواية تبرز أيضا ً الحالة المصرية، عسكريا ً وسياسيا ً ومجتمعيا ً، كيف كان الصراع على السلطة، وكيف كان الناس يستبدلون ظالما ً بظالم، فمن الفرنسيين إلى الأتراك والمماليك، الرواية تبرز كذلك الشرارات الأولى لوعي المصريين بهويتهم.
تتصل هذه الرواية بالرواية التي صدرت بعدها بعنوان (القانون الفرنسي)، ولكن حديثنا عن هذه الرواية سيكون في المراجعة التي تخصها.
هذه هي الرواية الثالثة التي أقرؤها لصنع الله إبراهيم هذا الشهر، كانت الرواية الأولى (وردة) والتي يمكننا تصنيفها على أنها رواية تاريخ سياسي، الثانية كانت (التلصص) والتي يمكننا اعتبارها رواية مذكرات تتعرض لتاريخ مصر الأربعينات ولو بشكل طفيف، وهذه الرواية � العمامة والقبعة - تاريخية أيضا ً ولكنها تأخذنا أبعد، حيث مصر الحملة الفرنسية، مصر الجبرتي والمماليك والفرنسيس الذين ينشرون الخراب.
كتب صنع الله إبراهيم الرواية بطريقته المفضلة، وهي طريقة تجزيئية، تفكك بنية الرواية وتنثرها على شكل وثائق أو مذكرات كما رأينا من قبل في (ذات)، (شرف) و(وردة)، هذه المرة جاءت الرواية على شكل تأريخ يومي للحملة، يقوم به شاب مجهول الهوية، لا نعرف عنه إلا أنه تلميذ للجبرتي، وأنه عمل قبل تتلمذه مع تاجر فرنسي فألم باللغة الفرنسية، وهكذا صار بين يدي الروائي وأيدينا كل ما نحتاجه للحركة داخل مصر ذلك العهد، فشباب مؤرخنا يجعله يتحرك في كل مكان، وصداقاته مع الأقباط وغيرهم، تمنحنا رؤية أوسع للحدث وتأثيراته على السياسة والمجتمع، تتلمذه على الجبرتي يمنحنا زاوية أخرى، وخاصة أن الجبرتي كان أشهر مؤرخي تلكم الفترة، إلى جانب كونه أحد أعضاء الديوان الذي كان واسطة بين العامة والفرنسيين، لا يكتفي المؤلف بهذا، بل يدفع بالراوي إلى المجمع الفرنسي، والذي ضم العلماء الفرنسيين الذي رافقوا الحملة الفرنسية، فيعمل هناك مترجما ً بحكم معرفته باللغتين العربية والإنجليزية، من هناك يمكنه أن يطلعنا على الأحداث من زاويتها الفرنسية، بل ونشهد على علاقة جسدية تربطه بفرنسية تدعى (بولين فورييه) والتي ستصبح فيما بعد عشيقة لنابليون بونابرت، وعندما يتجه نابليون وجنوده إلى الشام يرافقهم بأمر سيده الجبرتي، ويكون شاهدا ً على انكسارهم عند عكا، راويتنا ورغم كل هذا الاقتراب والتعامل مع الفرنسيين لا ينسى وطنه، حيث يعتقل في نهاية الرواية بسبب توزيعه لمنشورات تهدد الفرنسيين بلغتهم وتطالبهم بالرحيل، وهي برأيي حيلة وانعطاف غير متوقع في الأحداث لجأ إليه المؤلف لتبييض صفحة الراوي الذي دفعه إلى كل هذا الاقتراب من الفرنسيين ليكون شاهده عليهم.
الرواية لا تهدف إلى التأريخ، لا يجب على رواية أن يكون هذا هدفها، الرواية هدفها إبراز قيمة معينة باستخدام التاريخ كميدان للأحداث، هذه الرواية أبرزت الصراع بين الشرق والغرب، أبرزت مهمة المؤرخ أو بالأصح مأزقه بين أن يكون أمينا ً للحقيقة فينقل إلى جانب مخازي العدو محاسنه، وبين أن يكتب التاريخ بطريقة لا تثير الساسة، وهذا الجانب ظهر مع نهاية الرواية وخروج الفرنسيين عندما بدأ الجبرتي في إعادة كتابة تاريخه الذي كان قد سطره بحيث لا يبدو فيه متعاطفا ً أو مقتربا ً كثيرا ً من الفرنسيين، وهو ما قد يجعله يفقد رأسه من الأتراك الذين خلفوهم، الرواية تبرز أيضا ً الحالة المصرية، عسكريا ً وسياسيا ً ومجتمعيا ً، كيف كان الصراع على السلطة، وكيف كان الناس يستبدلون ظالما ً بظالم، فمن الفرنسيين إلى الأتراك والمماليك، الرواية تبرز كذلك الشرارات الأولى لوعي المصريين بهويتهم.
تتصل هذه الرواية بالرواية التي صدرت بعدها بعنوان (القانون الفرنسي)، ولكن حديثنا عن هذه الرواية سيكون في المراجعة التي تخصها.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
العمامة والقبعة.
Sign In »
Reading Progress
June 13, 2011
– Shelved
July 23, 2011
–
Started Reading
July 29, 2011
–
Finished Reading
Comments Showing 1-1 of 1 (1 new)
date
newest »

message 1:
by
Qahtan
(new)
-
rated it 2 stars
Sep 09, 2017 06:56PM

reply
|
flag