الشريف حاتم العوني
Born
in الطائف, Saudi Arabia
January 01, 1965
Website
Genre
Influences
![]() |
تكوين ملكة التفسير
2 editions
—
published
2010
—
|
|
![]() |
المحكمات
—
published
2011
|
|
![]() |
تكفير أهل الشهادتين
—
published
2015
|
|
![]() |
اختلاف المفتين
|
|
![]() |
اليقيني والظني من الأخبار
|
|
![]() |
الولاء و البراء
2 editions
—
published
2008
—
|
|
![]() |
فهم كلام أهل العلم نحو ضوابط منهجية
—
published
2014
|
|
![]() |
المنهج المقترح لفهم المصطلح
|
|
![]() |
التعامل مع المبتدع
|
|
![]() |
نصائح منهجية لطالب علم السنة النبوية
—
published
2011
|
|
“كل كتاب عندي قصة ومشاعر ، وإن تباينت قصص الكتب التي لدي : من رواية أو مسرحية بفصولها الطويلة ، إلى أقصوصة قصيرة جدا . وإن تنوعت فيها المشاعر :
- من مشاعر تبلغ حدا من الحميمية عرفها أهلي فصاروا يضربون بها المثال ، إلى ما دون ذلك !
- ومن عشق إلى بغض ! نعم بغض ، والكتاب الذي أبغضه أخفيه عن ناظري ، فلا أراه إلا إذا طلبته ، ولا أسمح له بأن تراه عيني دون قصد !
ومن الكتب التي عشت عشقها زمانا طويلا ( تهذيب التهذيب ) و(لسان الميزان) و(تعجيل المنفعة) لابن حجر ، وكلها في تراجم الرواة ! لقد كنت أسافر وهذه الكتب تملأ حقيبة وحدها !! تصاحبني حتى في سفري . وقد بلغ انشغالي بها درجة أنها ربما خرجت للنزهة عصرا ، فلا تحلو لي نزهتي إلا إذا أخرجتها معي . فالنزهة في الحقيقة معها ، لا في البراري ولا الحدائق .
ونسختي من ( التهذيب) خاصة تحفة من التحف : في اهتراء جلودها ، وبلاء ورقها ، وتلف منظرها ! ومع ذلك ليس هناك أقرب إلي منه في مكتبي حتى اليوم . ولا يكاد يمر يوم أو يومان إلا وأسحب منه مجلدا وأعيد مجلدا مستفيدا ومراجعا .
ما أحب وأطهر ذكرياتي مع الكتب : من حين ترقب شرائها ، وانتظار صدورها ، إلى ليلة شرائها ، إلى سهري عليها يوم شرائها ، والتي تكون ليلة مشهودة ، لا يقطع خلوتي معها أحد .
لقد كنت أخجل من مواكسة (مكاسرة) تجار الكتب ، وربما واكست على خجل ، وأنا أقول في نفسي : لو علم البائع ما لها في نفسي ما نقص من سعرها شيئا ، ولو كان في خير ما طلبت رخص غلوها ولما حطمت كبرياء عزتها بهذه المماكسة الخجولة !!
لقد مرت علي فترة أستدين لأشتري ، ومرت فترة كانت فيه زوجي أم محمد تبيع من ذهبها الذي تلبسه لأشتري الكتب ، ومرت فترة كنت أنزع من يد بنياتي الصغيرات أساورهن لأشتري ، وقلب أمهن يتفطر حزنا من ذلك ، لكنها تعرف أن قلبها سينفطر أكثر بحالتي لو عجزتُ عن شراء ما أحتاج من الكتب .
ومما اشتريته بذهب أم محمد ( البيان والتحصيل ) لابن رشد ، في الفقه المالكي ، من حين طُبع ونزل الأسواق .
ومن آخر ما أهدتني إياه لإدخال السعادة علي ( تاريخ الإسلام) للذهبي بتحقيق بشار معروف . وكانت عندي طبعة التدمري ، ولكنها علمت مني أني متشوق إليه ، وما كان الكتاب وصل مكة ، فأوصت من اقتناه لي ، وقدمته لي ، وعليه إهداؤها ، وهذا لفظه (( بسم الله : إهداء : إلى نور عيني ، ورفيق حياتي ، أهدي لك ، وأقول : كل عام وأنت بخير ، وعيد فطر مبارك . نفعك الله بما فيه ، ونفع بك الإسلام والمسلمين . محبتك في ١٠/ ٩ / ١٤٢٤هـ) .
وأما أذية أولادي للكتب يوم كانوا أطفالا ، رغم قلتها ، من شدة تحريصي وتحريص أمهم بعدم مساسها . فهي قصة أخرى ، وفي بعض الكتب صفحة منزوعة هنا ، وقلم يعبث هناك ، فيخط خطوطا طولية وعرضية فوق أسطر الكتاب . فأقبض على ولدي بالجرم المشهود : فأكتب على الصفحة نفسها : أن ولدي فلان ، في يوم كذا ( التاريخ) ، قام بعملية تخريبية ، وهو يعلم أنه يقوم بمغامرة خطيرة .
ولا زلت إلى اليوم أفاجأ أثناء البحث والقراءة بتلك الصفحات ، التي نسيت خبرها . فتعود لي ذكريات تلك النظرة الطفولية لأحد أولادي ، والذين صاروا شبابا وفتيات ، فتصبح من أحلى الذكريات ، وتعلوني ابتسامة خفيفة ، لكنها أعمق سعادةً من قهقهات كثير من الضحك”
―
- من مشاعر تبلغ حدا من الحميمية عرفها أهلي فصاروا يضربون بها المثال ، إلى ما دون ذلك !
- ومن عشق إلى بغض ! نعم بغض ، والكتاب الذي أبغضه أخفيه عن ناظري ، فلا أراه إلا إذا طلبته ، ولا أسمح له بأن تراه عيني دون قصد !
ومن الكتب التي عشت عشقها زمانا طويلا ( تهذيب التهذيب ) و(لسان الميزان) و(تعجيل المنفعة) لابن حجر ، وكلها في تراجم الرواة ! لقد كنت أسافر وهذه الكتب تملأ حقيبة وحدها !! تصاحبني حتى في سفري . وقد بلغ انشغالي بها درجة أنها ربما خرجت للنزهة عصرا ، فلا تحلو لي نزهتي إلا إذا أخرجتها معي . فالنزهة في الحقيقة معها ، لا في البراري ولا الحدائق .
ونسختي من ( التهذيب) خاصة تحفة من التحف : في اهتراء جلودها ، وبلاء ورقها ، وتلف منظرها ! ومع ذلك ليس هناك أقرب إلي منه في مكتبي حتى اليوم . ولا يكاد يمر يوم أو يومان إلا وأسحب منه مجلدا وأعيد مجلدا مستفيدا ومراجعا .
ما أحب وأطهر ذكرياتي مع الكتب : من حين ترقب شرائها ، وانتظار صدورها ، إلى ليلة شرائها ، إلى سهري عليها يوم شرائها ، والتي تكون ليلة مشهودة ، لا يقطع خلوتي معها أحد .
لقد كنت أخجل من مواكسة (مكاسرة) تجار الكتب ، وربما واكست على خجل ، وأنا أقول في نفسي : لو علم البائع ما لها في نفسي ما نقص من سعرها شيئا ، ولو كان في خير ما طلبت رخص غلوها ولما حطمت كبرياء عزتها بهذه المماكسة الخجولة !!
لقد مرت علي فترة أستدين لأشتري ، ومرت فترة كانت فيه زوجي أم محمد تبيع من ذهبها الذي تلبسه لأشتري الكتب ، ومرت فترة كنت أنزع من يد بنياتي الصغيرات أساورهن لأشتري ، وقلب أمهن يتفطر حزنا من ذلك ، لكنها تعرف أن قلبها سينفطر أكثر بحالتي لو عجزتُ عن شراء ما أحتاج من الكتب .
ومما اشتريته بذهب أم محمد ( البيان والتحصيل ) لابن رشد ، في الفقه المالكي ، من حين طُبع ونزل الأسواق .
ومن آخر ما أهدتني إياه لإدخال السعادة علي ( تاريخ الإسلام) للذهبي بتحقيق بشار معروف . وكانت عندي طبعة التدمري ، ولكنها علمت مني أني متشوق إليه ، وما كان الكتاب وصل مكة ، فأوصت من اقتناه لي ، وقدمته لي ، وعليه إهداؤها ، وهذا لفظه (( بسم الله : إهداء : إلى نور عيني ، ورفيق حياتي ، أهدي لك ، وأقول : كل عام وأنت بخير ، وعيد فطر مبارك . نفعك الله بما فيه ، ونفع بك الإسلام والمسلمين . محبتك في ١٠/ ٩ / ١٤٢٤هـ) .
وأما أذية أولادي للكتب يوم كانوا أطفالا ، رغم قلتها ، من شدة تحريصي وتحريص أمهم بعدم مساسها . فهي قصة أخرى ، وفي بعض الكتب صفحة منزوعة هنا ، وقلم يعبث هناك ، فيخط خطوطا طولية وعرضية فوق أسطر الكتاب . فأقبض على ولدي بالجرم المشهود : فأكتب على الصفحة نفسها : أن ولدي فلان ، في يوم كذا ( التاريخ) ، قام بعملية تخريبية ، وهو يعلم أنه يقوم بمغامرة خطيرة .
ولا زلت إلى اليوم أفاجأ أثناء البحث والقراءة بتلك الصفحات ، التي نسيت خبرها . فتعود لي ذكريات تلك النظرة الطفولية لأحد أولادي ، والذين صاروا شبابا وفتيات ، فتصبح من أحلى الذكريات ، وتعلوني ابتسامة خفيفة ، لكنها أعمق سعادةً من قهقهات كثير من الضحك”
―
Is this you? Let us know. If not, help out and invite الشريف to ŷ.