What do you think?
Rate this book
35 pages, Hardcover
First published January 1, 1996
لما شح بصرها
و كان علي أن أعطّل طفولتي
و أسحبها
لتثرثر مع جارات قديمات
كنت أنتقم منها في الطريق
و أغرسها في الوحل
ثم أجمع الأطفال و نتسلقها
و مع أنها كانت تبكي
و تنهرنا
إلا أنها
شيئا فشيئا
صارت تتمايل مع الهواء
و في المرة الأخيرة
أخرجت ثمرات تين من جيوبها
و رشقتها لنا
في أصابعها
:::::::::::
تحبس طاجن اللبن
في غرفة المعيشة
ثم تربط المفتاح
في طرف طرحتها
وتجلس أمام الباب
ولما كنا نحن الأطفال
نلح عليها بأننا جوعى
تومنا
وهي تذرف دموعاً حقيقية
بأنه غافلها
وفرَّ من الشباك
ليشتغل قمراً في السماء![]()
:::::::::::
الآباء
الذين نشبههم تمامًا
رغمًا عنا
على أمل أن يعيشوا
مرة ثانية
..
نحن لا نفهم
إذا كانوا لم يفكروا يومًا
أن يشتغلوا عازفي ايقاع
فلماذا تدربوا
كل هذه التدريبات الشاقة
على خدودنا![]()
:::::::::::
خراف راقدة
تلحس ضوء القمر المخنوق
كلب ينبح
لا لأي شئ
إلا ليقتل الوقت
نسوة جالسات على العتبات
ينظرن بفرح
للجلابيب المشنوقة على المسامير
ويتخيلن الأزواج داخلها![]()
لم يكنّ ينخلن
كنَّ يرقصن على إيقاع المناخل
ثم يخرجن من حجرات المعيشٌة
ملائكة بيضاء
بغبار الدقيق
إلى أن يلطمهن الأزواج فجأة
فيعدن مرة ثانية
أشباحًا