هل من الممكن أن ينجو أحدٌ ما بحبه في ظل سطوة هذا الواقع الذي يعبث بالإنسان في كل مكان؟ أن يخسر كل شيء سوى تلك الجذوة المتوهجة داخله، يحافظ عليها، ويبقيها على مقربة منه، مشتعلة وحارقة. بعد روايته الأولى "الصهد" في عمله الكبير "ثلاثية الجهراء" يواصل ناصر الظفيري الطرق على أسئلة الحب والوية والغفران، فيقدم لنا هنا في الرواية الثانية "كاليسكا" حكاية رائعة ومشوقة، عن عاشق يختار أن تكون حبيبته وطنًا له، ومن أجلها يقدم أغلى صنوف التضحية، داخل أقبية التعذيب وزنازين التحقيق القذرة. فهل يستطيع الحب أن يكون هوية أو وطنًا؟ هل يمكن أن نختاره ليكون هو بلدنا أو منفانا؟ أم أن أدنى التفاتة نحو الخلف، يمكن أن توقد فينا رغبة في الانتقام، تجعل من هذا الحب رمادًا لا وطنًا.
وقلتُ عنه ذات "الصهد" أنه عبدالرحمن منيف الجديد، خصوصاً في الجزء الذي عنونه بـ (الكتاب الأول) من روايته الأولى من ثلاثية الجهراء "الصهد".. في عمله الثاني من الثلاثية "كاليسكا.. القيّوط يطارد غزالاً" يواصل ناصر الظفيري مطاردته لسؤال الوية وهاجس إشكالية البدون منطلقاً من صحراء الجهراء وقيضها وصيفها وشمسها إلى ثلوج كندا وشتائها القارص، يمر في رحلته على سوريا ولندن.. إلا أن الظفيري ولكي يخطو خطوة للأمام يضيف لهواجسه السابقة سؤالاً جديداً، وهذا السؤال يتقاسمه مع الكاتب العراقي محسن الرملي، كما يتقاسم معه وجع الغربة، الذي طرحه الأخير في روايته "تمر الأصابع" وجعله عمودها الفقري: إلى أي حد يمكننا أن نتجاوز فكرة الانتقام والثأر؟
و"كاليسكا" الظفيري تعيد ترتيب السؤال على النحو التالي: إلى أي حد يمكن للسلطة أن تجردنا من إنسانيتنا وتحوّلنا إلى قتلة، تنزع من قلوبنا الطيبة والحب وتبذر فيها بذور الحقد والانتقام؟
الرواية هنا رمزية بامتياز، وأفق التأويل مفتوح وذو دلالة تقودك لتجاوز فكرة أن الرواية مجرد قصة بين عاشقين تنسد أمامهما فرص اللقاء، ونحن لسنا بحاجة لمن يقول لنا كمية العراقيل التي تشوب قصص الحب، فقبل روميو وجوليت شكسبير تغنينا بأشعار مجنون ليلى، ولكن الفكرة هنا شبيهة بفكرة "الأم الشجاعة" لبريخت، أيضاً، نحن لسنا بحاجة لمن يقول لنا أن الحرب بشعة. لكننا بحاجة لبريخت الذي يتسائل: لماذا نحن محكومين بالأشياء التي تدمرنا؟
في "كاليسكا" وعلى اعتبار أن الحب كمفهوم مطلق، لا يقتصر على حب رجل لمرأة وحسب، بل يمتد لحب قضية ما، وطن ما، فكرة ما، هل يمكن اعتبار هذا الحب صانع قتلة؟.. في هذا السياق يقول تشارلز بوكوفسكي: "لقد كنتُ سعيداً لأنني لم أكن واقعاً في الحب، لأنني لم أكن سعيداً بحالة العالم. أحب أن أكون على أطراف الاحتمالات. الذين يقعون في الحب يصبحون غالباً منفعلين، خطرين. يخسرون قدرتهم على النظر إلى الأمور من زوايا أخرى. يخسرون حس الفكاهة. ويصيبهم التوتر والاضطراب والملل. حتى أنهم يتحولون إلى قتلة". إلى أي حد كان "عوّاد" الظفيري قريباً وعلى تماس مع ما يذهب إليه بوكوفسكي، بعيداً عن سببية هذا التحول إلى القتلة. وقد يبدو هذا الملامسة منذ بداية الرواية وفي صفحتها الخامسة عشر حين يقول: اسمع أيها الحكيم: ماذا عن الإنسان الذي يبدأ حسناً وينتهي قبيحاً؟ وماذا عن الإنسان الذي يبدأ قبيحاً وينتهي حسناً؟ إلى أي شيء يتحول الأول وإلى أي شيء يتحول الثاني؟".
في الأخير أوّد أن أشيد بحبكة الرواية التي قبض عليها الظفيري كأنياب القنّوط على عنق الغزالة، لهُ ما لهُ في لعبة الزمن المصاغ بحرفية كاتب مدرك تماماً لأصول لعبته وتمريرها بشكل ذكي لقارئه.
هل تصبح الحبيبة وطناً بديلاً؟! هل تستطيع أن تسد بأصبعها ثُلم الإعاقة وهاوية الغربة؟! هل نستطيع أن نظل مثلما كنا رغم صدى الصفعة؟! إلى أيم يمضي بنا الاننقام والثأر ؟! هل يصل بنا للتجرد من إنسانيتنا؟! أسئلة شائكة الوية الوطن كعائقٍ تتشبث روحنا فيه رغم وجعه "وطني هو إعاقتي الأبدية الوحيدة التي لن أشفى منها أبداً" #الظفيري هنا وللمرة الثانية يسقط من ذاته وهواجسه وآلامه على#كاليسكا بعد #الصهد بهذه الأسئلة التي يتشارك أغلبنا معه في طرحها بحبكةٍ شهادتي فيها مجروحة من حيث تماسكها وتمكنه من حياكتها بنسيجٍ لا تجد فيه ثغرة بسيطة قائمة على الترميز يفتح أبواباً للتأويل فله ماكتب ولكم ماتأولون ، أن كانت قصة حبّ أو قضية يتجرع مرارتها أجيالاً لا حصر لها الآخر .. المختلف بنظرنا .. رغم أنه ذاتنا "جميعنا لا نريد أن نتذكر أين كان أباؤنا" الآخر .. الذي نرفضه فقط لأننا نمتلك القدرة على زعزعة هدوءه .. ننتزعه من ذاته لنجعله نسخة منا متجردة من الإنسانية .. فإلى أين توصلنا هذه العصبية؟!
كاليسكا تصدمك بالواقع الذي تدير ظهرك له تواجك وتضع عينها بعينك وتعدك بجزءٍ آخر منها ونحن ننتظر
قد يظن القارئ لهذه الرواية أنها تتناول قصة حُب بين شخصين تحول الظروف الاجتماعية عن الارتباط بينهما، لكن القصة أكبر!
في كاليسكا نواجه مرضنا المزمن، الذي لم نستطع رغم كل الشعارات الإنسانية التي ندّعيها من التخلص منه، نواجه "رفض الآخر" الآخر المختلف عنّا، وليس شرطا أن يكون مختلف في لون الجلد أو اللغة (رغم أن ذلك لا يبرر هذا الرفض أيضا) نرفض ذواتنا التي اختلفت فقط في الجهة التي ينتمي لها أحد أجدادنا الذين لا نريد أن نتذكر أين كانوا.. "جميعُنا هنا لا نريد أن نتذكر أين كان آباؤنا"
بِوعي الروائي الذي ينظر إلى مجتمعاتنا بعين الباحث والمدقق يختار ناصر الظفيري الموقف الذي تتكشّف فيه ذواتنا بِعريً فاضح. "الزواج" المحكّ الذي يركن فيه ذوي الشهادات العليا والمبادئ الإنسانية كل ما تعلموه وآمنوا به، حينها ينظرون فقط إلى انتماءه وماله وأصله غافلين بإرادتهم عن أي مميزات أخرى من الممكن التفكير بها بعد الانتهاء من مسألة الانتماء الطبقي "أنتَ رجل متعلم وخريج بريطانيا، لكنك هنا عنصري بغيض لا تختلف عن الجهلة رغم أنك تعرف من أنت!"
"رفض الآخر" ليس مرضاً محلياً فقط. نرى في الرواية حالة مشابهة في الغرب حصلت للهنود الحمر من خلال ستيفاني كاليسكا التي تحكي لبطل الرواية "العوّاد" ما حدث لهم عندما تم تشتيتهم إلى الشمال، ثم انتزاع الأطفال من أهاليهم وأخذهم إلى مكان لا يعرفه أحد.
كما تُقطف وردة من حديقة عامة ينتزع ناصر الظفيري هذه التفصيلة الاجتماعية من جدار حياتنا ويسقطها على واقعنا. البلد الذي لا ينظر للأجيال الأخيرة من البدون كمتعلمين وأصحاب شهادات يمكن الاستفادة منهم وإشراكهم في بناء الوطن.. الوطن الذي يكرّر السؤال بغباء حقيقي جيلا بعد جيل: من أين أتوا؟!
الكثير من الشخصيات في الفصول التي دارت أحداثها في الكويت وظّفت برمزية متقنة جدا، العقيد اليزّاز رمز السلطة التي ترفض الحوار وترى في العنف السبيل الوحيد لفرض سيطرتها، حتى الجزء الذي تسبب به للعواد بإعاقة دائمة كان "الأذن"، والد العقيد صالح اليزاز الإنسان السلبي الموافق على عجرفة وتخبط السلطة، الأم عواطف المعارضة لتلك السلطة المصادرة لحريتها هي وابنتها رشا، المجانين الأربعة مرهش باستسلامهم التام لكل ما يحدث حولهم ورضوخهم له أرى فيهم "البدون" بموافقتنا على كل ما يجري حولنا وتحط نتائجه علينا.
الإنسان كائن بشع عندما يتمادى في رفضك، هذا ما حصل للعوّاد (بطل الرواية) مع العقيد عبدالرحمن اليزاز أخ رشا (الفتاة التي يحبها العوّاد) رفض وَصَلَ إلى حد انتزاع جنسيته وإبعاده عن البلاد من خلال تهمة ملفّقة له، تم عرض ذلك بذكاء روائي تنقّل به من سجون الكويت إلى سجون سوريا، البلد الوحيد الذي يستقبل من هم في وضعه بتذكرة سفر. فصل سوريا لا يُقرأ مرة واحدة، الواقع العربي بشفافية تامة قرأته من خلاله، كيف تكمّم الأفواه قبل أن تُفتح، هذا الصمت المفروض على الجميع، الحقيقة التي تؤمن كل سلطة عربية "يضع يده على فمه إشارة ألا يتكلم بأي شيء هنا". فصل سوريا بأحداثه وحواراته يُقرأ أكثر من مرة، الصديق "فهد غانم" كان بطل هذا الفصل، ثبات شخصية فهد غانم مقابل تطور أغلب الشخصيات الأخرى في الرواية منح النص توزانا،ً ولمن هم على علاقة معه أماناً ممكن العودة إليه والانطلاق منه مرة أخرى، الوعي الذي كان يراه العواد "نقيضه الذي يتمنى أن يتعرف عليه عن بُعد من دون أن يلامسه أو يتماس معه". حتى الاسم المستخدم له "فهد غانم" اسم ثنائي مركب يوحي بثقل هذه الشخصية وتأثيرها على أحداث الرواية وعلى حياة صاحبه العوّاد.
العوّاد.. العوّاد
سلبيته في الكويت وسوريا، كل ما فعله كان ردة فعل لكل ما يحدث حوله، العاطفة قراره الوحيد، خذلانه لعمه في موقف يُفترض أن يكون قويا فيه، لم أر العوّاد يتخذ قراراته ويعيش حياته إلا في كندا، أحيانا يجب أن تكون وحيدا كي تتعرف على ذاتك.
مشهد التحول الكبير في شخصيته "نظر في مرآة السيارة المعلقة أمامه. كان فهد غانم ينظر إليه ويبتسم"هذا المشهد يذكّرني بدوريان جراي في رائعة أوسكار وايلد (صورة دوريان جراي). مشهد النهاية حين رأى اللوحة التي تشوّه جمالها بسبب أفعاله الشريرة في حين احتفظ هو بالشباب والجمال، لكن المفارقة أن هذا المشهد في كاليسكا كان بداية التطور الأكبر في شخصية العوّاد "الزمن الذي يحوّل القبيح إلى حسن والحسن إلى قبيح"
المرأة.. عواطف/ رشا/ ستيفاني. الشجاعة والإرادة التي تتخطى بها الرجل بمراحل "ليتَ أمّي رجلاً". العاطفة التي أثرت فصول الرواية بقوتها ورقتها في آنٍ واحد.
تبقى السجون في البلدان الثلاثة التي تنقّل بها العوّاد المرآة الأنقى لتلك البلدان، الظلام في سجون الكويت/ صرخات التعذيب في سوريا/ مباراة الهوكي في أوتاوا. السجن وتكرار وجوده في فصول الرواية كدلالة على حبس أنفسنا داخل فكرة/ انتماء/ جماعة. جميعنا نبحث عن الحرية في الوقت الذي يُصادِرها الآخر منّا، ولا نلتفت لأنفسنا التي تقتل هذه الحرية كل يوم بأفكار متوارثة.
كاليسكا.. عمل قيّم من روائي صاحب فكر وقضية، يطرح نرد الفكرة بمهارة يمتلكها من يحترم فن الرواية موضوعاً ولغةً، يحترم قراءه بتقديمه لهم عمل مُتقن فنيّاً وبنائيّاً..
"كاليسكا" هي ثاني جزء - مستقل - من ثلاثية الجهراء بعد الرائعة "الصهد"
إذا كانت سمة "الصهد" رحلة تاريخية اجتماعية فسمة "كاليسكا" هي البدائع السردية، وليست تقنيات سرد، تلك التي استخدمها ناصر فيها ليحكي غربة "فهد العواد" بطل الرواية. التبويبات في حقيقتها تجريب بلغ به ناصر ذروة الإبداع.
القصة كلاسيكية في ما كان يدور في الكويت، حداثية في ما يدور في كندا، كأن ناصر يريد بهذا تجسيد الواقع الاجتماعي في كلا البلدين واسقاطهما على حال البطل "فهد العواد" اللغة التي يكتب بها ��لظفيري أشبه بالوردة، لا تخلو مباهجها من شوكة توخز القارئ بمقدار متفاوت من الألم على بعض المواقف المحزنة.
أنتظر بشوق عمله القادم، خاتمة الثلاثية، وانتمني أن يكون قريب.
من الكتب التي من المهم قرائتها و وقوف عند طلاسم شخوصها تفوق الظفيري على ذاته في كاليسكا الذي اثمر عمل متكامل باسلوب سرد مشوق جداً فحرارة الصهد تلتهب من جديد في جهراء في حلقة جديدة لا تختلف نتائجها و ان تغير اسم جلادها فالجرح هو .. هو و يبقى الرحيل سيد المطاع .. و الانتماء من رابع مستحيلات الزمان
الجميل فيما يكتبه العزيز Naser Al Zafiri ، أن لغته السردية تأسرك حتى وإن كان الحدث متوقعاً من قبل القاريء إلا أنه يظل متشوقاً لمعرفة ما سيحدث لاحقاً ...
عمل لو لم تقرأ اسم المؤلف على غلافه ستعرف أنه للروائي ناصر الظفيري. برع ناصر في توظيف الزمن وتداخله بين الفصول، رسم الشخصيات بدقة شديدة، والتحكم بصوت الراوي العليم. الجزء المتعلق بكندا كان مشوقا كنت أتمنى المزيد من السرد في الثلث الاخير من العمل.خاصة أن العنوان والغلاف يرسخان لذلك! النهاية كانت صادمة. رغم اغترابات البطل التي لا تنتهي، اختار لنفسه مصيرا بائسا، حياته بدت سلسلة انكسارات محكمة منذ الطفولة، اليتم، الحب المستحيل، الظلم، الغربة، السجن، الألحان الهاربة، الجريمة، الاضاءة الوحيدة في حياته علاقته برشا وفهد غانم! حالات الحزن، الذل، الضعف نجح الكاتب في ايصالها للمتلقي، التركيز على جيلين في العمل كان موفقا، حتى ستيفاني/كاليسكا الكندية الباحثة عن جذورها كان هناك مكان لوالديها في السرد. موضوع العمل مطروق في الأدب كما في السينما العربية، رجل الأمن الذي يستغل وظيفته في تصرفات فردية تدمر حياة أبرياء ألقاهم حظهم العاثر أمامه. في الأدب المحلي في الفترة الأخيرة أكثر من عمل تناول الموضوع من زوايا مختلفة (ذكريات ضالة) و (لا تقصص رؤياك). لناصر صوت مختلف في كتاباته الحدث لديه متأني، الشخصيات ترسخ في ذاكرة القارئ، المكان يتم الاحتفاء به، البطولة المطلقة للمهمشين والبسطاء والضحايا، أتمنى أن يحظى العمل بما يستحقه من انتشار ونجاح وتداول.
عن اي جهراء يتحدث المؤلف؟ هذا ما فكرت فيه وانا اتجرع الروايه ببطئ خفت ان يقتلني. وصف كندا بروعه ودقة ووصف دمشق وسوريا ووصف بلدان اخرى لكن الجهراؤ موضوع الروايه كتبها بدون وصف! باص ومرهش وناس لا احد يعرفهم. شخصيات فقيره وقصه حب معتادهه ودايما البطل فحل. لا ادري هل الكاتب من نفس اافئة البدون ام هو كويتي. لان فيه حقد مرير على الكويتيين فقط. وعلى الحضر تحديدا وهذا امر غريب لان العنصرية ليست محصوره في ناس من البشر. كل الجنسيات الاخرى بطله وانسانيه. ويوزع مدح ببلاش للسوريين والفلسطينيين وكل الناس الا الكويتيين لايوجد فيهم طيب! البطل كل البنات يحبونه ويقعون في دباديبه. قد يريد الكاتب تعويض نقص يحس فيه. الكلام وايد عن هذه الروايه التي اشتريتها لاني احب الجهره ولأنها ممنوعه. ثم اكتشفت انها كشاي الوزه بدون وزه. تصفحت الجزء الاول منها واسمها الصهد فعرفت ان لايوجد رابط كشخصيات وقصة لذلك مافاتني شئ كما ضننت . القهوة الشعبية والتفجير وجودها مجاني ولا يوجد اي فايده منها. كتبت كل هذا الكلام بسبب الغثا الذي جاني بسببها. ولا اقول انها قراأه غير مفيده استفدت في معررفه كندا. والناس الطيبين هناك. ارجو ان يسميها ثلاثيه كنده ابرك مليون مره.
كاليسكا في مجتمع بدأ يتكون حديثاً دون جذور سابقة في الأرض من الطبيعي جداً أن تكون للمهن وللحرف، وللعاهات أيضاً ما يكنى به الناس ويُعرفوا ويتمايزوا فيما بينهم.. ولكنهم جميعاً هنا لا يريدون أن يتذكروا أين كان آباءهم. يواصل ناصر الظفيري الطرق على ثيمة الثأر في رواية كاليسكا في تبادل أدوار المطاردة ما بين القيوط والغزال. فالقيوط هنا (كصورة رمزية) في الكاف الأولى يصبح غزالاً في الكاف الثانية. والغزال في الكاف الأولى أصبح قيوطاً في الكاف الثانية. وفي كلتا الحالتين نتساءل بعيداً عن تلك المطاردة وأدوارها التبادلية، هل كان القيوط ليصبح قيوطاً لولا الدفع النفسي غير الواعي في حالته الأولى (اليزاز) والدفع القسري في حالته الثانية (العواد). سنطارد نحن بدورنا كل تلك الدوافع عبر أكبر عمل درامي (من وجهة نظري) في المنجز السردي للروائي ناصر الظفيري.
الأبعاد النفسية لبطلي الحكاية العواد / اليزاز.
العواد. شخصية العواد في الرواية شخصية مسالمة، فهو غير ساخط على المجتمع ولا توجد لديه مشكلة مع لقب العائلة، أما لقب العواد المستهجن من المجتمع في بيئة بدوية محافظة كبيئته فيمكنه التغلب عليه بشهادة الهندسة. كما لا يوجد لديه ثأر سابق مع أحد قبل أن يدفعه العقيد اليزاز دفعاً نحو ثأر أخذ يكبر ويتعاظم مع تصاعد أحداث الرواية. فكان رغم ذلك محافظاً على شخصيته من السقوط في فلك الثأر. فنجده حتى عندما اختلى بحبيبته (شقيقة العقيد اليزاز) ليتزوجها ويضعه أمام الأمر الواقع كحل أخير؛ نجد أنه خشي أن يتذكره في نفس تلك اللحظة فيشعر أنه ينتقم منه.
العقيد عبدالرحمن اليزاز. شخصية ساخطة على المجتمع بسبب وضاعة أصل الأب كحلاق خراف فقير قادم من بلد مجاور طلباً للرزق (بمفهوم الجد التاجر) وفساد الأم ومداراة فضيحتها وزواجها من الأب صالح اليزاز ثم تحللها بعد ذلك من كل الأعراف الاجتماعية التي كان يرى أنها تضر بسمعته، بالإضافة إلى كون العقيد عبدالرحمن أحد الذين لا يريدون أن يتذكروا أين كان آباؤهم. فحاول بالإضافة إلى سلطة المال، كما يصفها جده "مالك سلطتك الوحيدة" أن يحصل على سلطة أخرى.. سلطة النفوذ الوظيفي وممارسة الوصاية الصارمة على والديه وشقيقته من بعد، ساعده في ذلك تربية جده التاجر عبدالرحمن وحكاية زواج والديه كما تشي بذلك الدلالات اللغوية في العمل، مثل: "الحكاية التي لا يرغبون بذكر تفاصيلها "(ص80 كاليسكا) أو كما تقول الأم "لو بيده لأنكرني وتبرأ من والده" (ص121 كاليسكا). كل ذلك جعله شخصاً موتوراً شكاكاً ناقماً. لقد زرع فيه الجد نزعة الثأر والانتقام دون أن يعي أنه كان يدفعه دفعاً باتجاه الشعور بعقدة النقص فحاول أن يغطي نقصه بالمال والسلطة والنفوذ الوظيفي فخلقت له هذه المحاولة أزمة نفسية عميقة عندما تعلق الأمر بشكل مباشر بشرفه الشخصي وكأنما وضعه القدر ليوقف تكرار فضيحة أخرى. ولكن "الأمور التي لا تستقيم في بداياتها لا تستقيم أبداً" كما يقول السارد العليم في الفصل الثاني من الكتاب الأول.
الصراع بدأ الصراع عندما رفض العقيد زواج العواد من شقيقته وأهان والده وهدده على انفراد وطلب منه أن يبتعد عن شقيقته وعندما لم يفعل استدعاه ووالده لمبنى إدارة الجنسية وأسقط جنسيته لأنه كان قد اكتسبها عن طريق عمه الذي رباه لا عن طريق والده الذي توفي في حادث وهو طفل صغير. وعندما أوضح المحقق أن هذا الإجراء حسب القانون قال والد العواد "لماذا لا يطبق قانونك على هذا الرجل ابن حلاق الخراف في جنوب العراق".. لطمه العقيد على وجهه، فكان بهذا الفعل يشعل كل حرائق الثأر الممكن إشعالها في قلب العواد.. العواد الذي شعر بعد إسقاط جنسيته بأنه لا أحد، لقد ألغى العقيد وجوده تماماً. ورغم كل هذا التوهان والقلق؛ ما كان يؤلمه هو صوت الكف الذي ضُرِب به والده. (ص132 كاليسكا). فهل كان ما ينوي العواد القيام به هو دفاع عن حبه كوسيلة وحيدة للإبقاء عليه، أم هو انتقام همجي لا يقل بربرية عن دفاع العقيد عن أخته وسمعة عائلته من رجل طارئ خارج ميزانه الاجتماعي، ذلك الدفاع / الانتقام الذي بلغ ذروته في تلفيق اتهام العواد بتفجير المقهى الشعبي ومن ثم التعذيب الجسدي في أقبية السجون تسبب له بعاهة مستديمة مما استدعى في النهاية إلى تسوية هذه القضية بالموافقة على ترحيله لإنهاء عذاباته، بينما في الحقيقة كان ترحيله خلاصاً للعقيد اليزاز بعدما ألقي القبض على الجناة في حادث تفجير المقهى الشعبي. كانت عاهة العواد وصوت كف العقيد اليزاز على وجه والده يلازمانه أبداً، "يسقيان بذرة الانتقام التي تنمو بداخله غصناً أحمر بوردتين من نار" وحين وصلت رشا إلى أوتاوا "كانت شجرة انتقامه تنتصب قائمة بداخله" فخطط جيداً لإحضار العقيد اليزاز إلى أوتاوا للقصاص العادل منه، القصاص العادل كما يراه هو.. كما عاشه وعايشه ذلاً وألماً وعاهةً وغربةً: "منحتني فرصة لكي أعيش ليس رغبة في حياتي وإنما خوفاً عليك، وسأمنحك فرصة لتعيش ليس رغبة في حياتك وإنما خوفاً من إثم دمك وعقابه" (ص338 كاليسكا). فصفعه صفعة واحدة وهو يذكره "هذا هو ثأري الوحيد منك، هذه لوالدي وليست لي". فتركه يواجه مصيره بنفسه تماماً مثلما واجه العواد مصيره رغم يقينه بأنه لن ينجو. ولم يفكر وهو يرسله إلى حتفه بغير الحقد الذي ملأه عليه حتى أعمى كل ما هو إنساني داخله "ليس لي أن أغفر له فأنا لستُ إلهاً ولا نبياً. لستُ سوى موسيقي بائس تحولت بسببه إلى قاتل أكثر بؤساً منه. (ص339 كاليسكا). لقد أنهى مهمته، ولا تهمّه القيامة التي بدأت الآن أو ما سيرويه في المحكمة. وبدوره، تركها الكاتب كنهاية مفتوحة بعد أن ترك أمر علاقة العواد برشا وستيفاني لهما يحددانها بنفسيهما.
هذا ليس نفس الروائي الذي كتب سماء مقلوبة ... عندما قرأت رواية الصهد ظننت انها لم تعجبني كثيرا ولكن الان اعتقد ان الصهد كانت جيده بالمقارنة مع كاليسكا . الرواية جزء من ثلاثية و لكن لم أرى فيها اي علاقة مع الصهد وليست جزء ثاني منها ... وإذا كانت تسمية ثلاثية الجهراء لان الجهراء هي الرابط فأنا لم اشعر بوجود الجهراء كمكان في كاليسكا ولا اعتقد ان صاحب البقال السوري او باص رقم ١٠٣ يعطي اي شعور بالخصوصية لمنطقة ثرية ومختلفة كالجهراء
لدي ملاحظات كثيرة منها
لم يعجبني الإشارة الى الضابط السوري و وصفه انه علوي ... كان يستطيع ان يقول انه بعثي مثلا
بعض التشبيهات كانت ساذجة مثل : الأخبار تنتشر بسرعة حتى تكاد تنتشر بين الدجاج ... وتشبيهات اخرى لم استسيغها مثل وصف نعومة الجسد بالزجاج البلجيكي واشياء اخرى غريبة
النهاية اقرب إلى فيلم اكشن
احبطتني الرواية خصوصا اني كنت انتظر شيء يمثل الجهراء الغائبة في الكتابات الأدبية الكويتية
اشعر ان الروائي استعجل في نشر الرواية فقط للحاق بمعرض كتاب الكويت
على من يريد أن يكتب عن البدون أن يكون منهم عاش في بيوت الصفيح والعشيش وعانى الرفض والاهمال ، أو على الأقل يجب أن يفهم نفسياتهم بشكل أعمق من ما ظهرت عليه شخصية بطل الرواية . الظفيري في كاليسكا لا يشعرك بأنه مخلص لقضية إنسانية حساسة كما يبدو للقارئ من الوهلة الأولى . بطل الرواية إنسان مزور متلاعب على القانون وحصل على الجنسية بصورة غير شرعية وإن تم إسقاط الجنسية لأسباب أخرى كيدية . السؤال هل هذه هي صورة البدون التي اختزلت في إنسان نسب نفسه إلى عمه زورا للحصول على الجنسية ؟ !!! قضية البدون أكثر نبلا من أن يتم التلاعب بها واستغلالها لصناعة مجد شخصي للكاتب ، حياة البدون أغنى وأكثر ثراءا وأشد معاناة وقهر من حياة ضيقة في حانة أوليفرز الكندية . شخصيا أرى أن الشعر هو الذي أنصف قضية البدون خصوصا جيل التسعينات من شعراء الكويت المنتمين لهذه الفئة
قد يبدو عنوان رواية (كاليسكا) لناصر الظفيري، غير جاذب للوهلة الأولى. ولكن معناه بلغة الهنود الحمر، وهو (القيّوط يطارد غزالاً)، قد يفتح في ذهن القاريء الدهاليز المعتمة حول المغزى، ثم حول الإسقاطات التي أرادها الكاتب على واقع أبطاله. فهل القيّوط ، وهو مزيج الكلب والذئب، هو عبدالرحمن اليزّاز في الرواية؟ وهل الغزال هو محمد العوّاد؟ وهل ما دار في الرواية من أحداث ما هو إلا تفاصيل لتلك المطاردة المضنية بين قيّوط وغزال؟ إلى أن تنعكس الآية في نهاية المطاف، ليرى القيوط نفسه وقد أصبح مطارَداً وليس مطارِداً، حين يستدرجه غريمه إلى حتفه في غابة ثلجية نائية من غابات كندا؟ يحيك ناصر الظفيري أحداث روايته من معين الضيم الذي يعانيه فاقدو الوية الوطنية والإنسانية، وهم أولئك الذين أصطُلح على تسميتهم (البدون)، أو من يقاربهم في الوية المتزعزعة. ومحمد الأسود أو الملقب بالعوّاد لإجادته فن العزف على العود، لم يكن في البدء من هذه الفئة. فقد نجح عمه أن يضمه إليه في ملف التجنيس كولده، بعد وفاة والديّ العواد في حادث مأساوي. ولكن وقوعه في حب فتاة من طبقة أرقى فتح عليه أبواب الجحيم، بعد صراع مع أخيها الذي فتّش في ملفه، وأعاده إلى خانة حرجة أدخلته في مكابدات مضنية على شتى الأصعدة. تدور الحكاية حول قضية الوية الإنسانية، وأثرها البالغ في التكوين النفسي، وفي تشكيل الرؤية الخاصة للذات وللآخر. الصراع الذي تدور رحاه في الرواية نابع من هذا الإحساس العميق بمعنى الوية، والخوف من كل ما يزعزع إطارها أو يخدش جوهرها. فعبدالرحمن اليزّاز أخو الفتاة، يركن إلى صيت جدّه لأمه، الرجل الوجيه والتاجر المعروف، الذي حضنه منذ طفولته. منه استمد الهويّة والنفوذ والمركز الاجتماعي والوظيفي. ولكنه في ذات الوقت يعاني الضعف والهشاشة من جهة أبيه: صالح اليزّاز، طبقاً للنظرة التقييمية لمجتمع يقيس قيمة الإنسان بنسبه وعشيرته. وصالح هذا كان مجرد صبي عامل عند الجدّ، فرّ في صباه من البصرة تجنباً للفقر وشظف العيش. ثم اضطر التاجر الوجيه أن يزوجه من ابنته التي أغوته، منعاً للفضيحة. وهكذا نجد الإثنين ضحيتين لقلق الوية. اليزّاز يخشى أن ينكشف في جانبه الأضعف، فيتمسك بمظاهر السطوة والجاه التي وفّرها جدّه لأمه، ثم يستميت في الدفاع عن هذه المكتسبات برفض تزويج أخته من طبقة اجتماعية ستجرّهم إلى الحضيض. بل يتحول الرفض إلى حرب طاحنة إزاء كل ما يهدد هويّته العائلية، فيرتكب الكثير من المآثم في حق العوّاد، مدجّجاً بموقعه العسكري الرفيع في أمن الدولة، منها حرمانه من التجنيس، ثم إهانة عمه علناً، ثم تعريضه للضرب والسجن، وأخيراً ترحيله عن البلاد عنوة. في المقابل اختار العوّاد أن يخوض هذه الحرب إلى نهايتها. في البدء كان الأمر دفاعاً عن حبه للفتاة، ثم أخذت الأمور تنحو نحو الانتقام، والرغبة في الدفاع عن الكرامة المهدورة. وهكذا يتقلص الحب ويضطرب ويأخذ العوّاد نحو انعطافات أخرى، والدخول في علاقة سهلة مع رفيقته في السكن (ستيفاني) أو (كاليسكا) وهو اسمها الثاني، وذلك بعد ترحيله لاجئاً إلى كندا. حين بروز اسم (كاليسكا) في هذه المرحلة من السياق، يمكن للقاريء أن يفهم الإسقاط المراد من وراء توظيف اسم الفتاة عنواناً للرواية. ولكن ربط اسم كاليسكا، ومعناه الذي يشير إلى (القيوط يطارد غزالاً)، يبدو لي ضعيف الصلة بمجريات الأحداث الماضية والآتية التي عاناها البطل. إذ ما علاقة (ستيفاني) أو (كاليسكا) بماضي العوّاد المؤلم أو نهايته المأساوية؟ وخاصة أن علاقته بها بدت هشّة ومضطربة وشابها الكثير من سوء الفهم والفجوات الثقافية. تنتهي الحكاية باستدراج اليزاز إلى حتفه، وردّ الإهانة، وبقاء أوزار الهويات القاتلة وجروح الكراهية تنزّ دماً. فقد انتهى الحب، ومات اليزّاز، وبقي العوّاد هائماً على وجهه في غابات كندا، يطارد أشباح ماضيه ومستقبله المظلم. اشتغل الكاتب على تقنية الأزمنة المتقاطعة، وعوّل في ترتيبها على يقظة القاريء وفهمه للسياقات. كذلك أزحم الرواية بالتقسيمات إلى فصول وأجزاء وعناوين، ومعظم هذه الجهود لم تشكل مداميكاً صلبة لبنية الرواية. فقد سارت الرواية بشكل سلسل ومطّرد سواءً بوجود هذه التقسيمات والعناوين أو بدونها. أما اللغة فقد اجتهدت أن تكون بمستوى واقعية الأحداث، وإن غلبت عليها طلاوة المشاعر في بعض المواقع التي تستدعي ذلك. فأتت مزيجاً مقنناً بين الواقعية والحلمية المتقشفة.
قد يبدو عنوان رواية "كاليسكا"، لناصر الظفيري، غير جاذب للوهلة الأولى، لكن معناه بلغة الهنود الحمر، وهو "القيّوط يطارد غزالاً"، قد اراد الكاتب هذا التشبيه بالقائد الضابط المتحكم في عائلته وبالأخص أخته رشا التي أحبت العواد الإنسان البسيط من الجهراء والذي واجه الموت بسبب حبه لرشا وسلطة أخيها في البلد. ينقل لنا الكاتب قصة مرتبطة بمعاناة البدون في الكويت ولكن الحبكة والأحداث بحد ذاتها ضعيفة ولم تطيب لي ربط أكثر من 350 صفحة بأحداثها حول قصة قد أراها اعجاب بين طالب فقير وطالبة لم ترى الحياة بعد. الرواية الأولى لثلاثية الجهراء أجمل بكثير من كاليسكا
هل هي رواية رومنسية.... أم رواية سياسية.... أم رواية اجتماعية...؟
في الحقيقة كنت متلهف لقراءة هذه الرواية منذ فترة طويلة، ولم يخب ظني بها حقاً، الإنتقال بين الفصول وطريقة ربط الأحداث والتشويق كله جميل. قصة تحمل في طياتها الكثير من الألم الذي تعيشه الطبقة السفلى من الناس وإستعلاء الطبقة العليا بالمنصب واستغلاله لأغراض شخصية. وجاءت كذلك لتحكي معنات «البدون»فئة من سكان الكويت لا تحمل جنسية أي دولة حتى الكويتية.
رواية رشيقة في سردها وتنقلاتها الباحثة عن الوية والإختلاف والعتمة الإنسانية وانبلاجاتها من العاطفة الفكرة والمرساة العقلية والقلبية عبر تضاريس وبيئات تتجلى فيها السطوة والحب والحرمان والعطاء والأمان والغربة رحمك الله يا ناصر كأنها أنت
رواية جميلة سهلة القراءة أخرجت كاتبها لحد كبير من وصاية إسلوب اسماعيل الفهد لكنه لم تخرجه من تكرار معالجة موضوع الوية وغربة الأوطان التي تطرق لها بأغلب أعماله الأدبيه.
أتفهّم تماما حرص الاستاذ الظفيري على التطرق لموضوع الهويه وتبنيه لها لوعيه التام بالأبعاد النفسية العميقة للموضوع كونه يعايش مرارتها. لكن الكاتب المتبني لقضية واحده مكررة يخاطر بتقييد إبداعه الأدبي وحصره في زاوية.
استغربت إصرار الكاتب ب "كاليسكا" على الإشارة عبر النماذج المعالجة كما أشار برواية "الصهد" بوضوح على أن كل ما هو كويتي أو عربي متعال قاسٍ وأن كل ما هو كندي رحيم متسامح، وفي هذا التعميم تجنٍ يفقد النص طابعه الديمقراطي الحيادي المفترض.
يحسب للروايه خلوها من الشوائب السردية المطوّلة إلا أن نهاية الرواية جاءت سينمائية أكثر من الازم لكنها قد تستهوي شريحة معينة من القرّاء المبتدئين. جاءت العديد من المواقف الرئيسية مستهلكة كرفض الشقيق للزواج واضطهاده للعشيق ومشاهد التوقيف والتحقيق لكنه تغلّب على رتابتها بمناورات لغوية بارعة .
"كاليسكا" -رغم الملاحظات السابقة- رواية تستحق القراءة بلا شك.
شاءت الأقدار أن يكون كتاب كاليسا خاتمة لثلاثية الجهراء، وأن تكون جزء من قراءته وسط الثلوج. تلك الثلوج التي كانت المحطة الأخيرة لكاتبها، في أرض لا تشبه، لكن لعلها تطفئ تلك الحرارة المستعرة الأليمة المنعكسة بكتاباته.
سرد عظيم لا يمل، وألم أعظم يجعلك بحيرة من قدرة بعض الناس على الاستمرار، يخبرك عن ضعفك أمام قوتهم. أنصح بهذه الثلاثية لكل من يحب أن يقرأ أدبا حقيقيا
خطأي عندما اصطحبت كتاب واحد في السفر رواية ينقصها التشويق و التعاطف مع الابطال الفقرة الاولى في الصفحة الاولى هي السبب لإقتنائي الرواية ولكن حماسي للقراءة خف تدريجيا الى ان فقدت القصة جاذبيتها في الربع الاول اعجبتني اللغة والغلاف
الرواية التي تستحق ٥ نجوم بجدارة! ناصر الظفيري تفوق على نفسة بهذا الصرح الأدبي والشخصيات التي تعيش بيننا ولا نعلم خباياها لا أستطيع انتظار الإصدار الاخير من ثلاثية الجهراء حتى اكمل هذا الصخب بكل فخر