وحفظُ القرآن عبر الجمع بهذه الصورة من أعظم تجليات عبودية الصحابة لربهم، وحفظ القرآن في الصدور والمصاحف بعد ذلك إلى يومنا هذا هو باب آخر جليل من أبواب تجليات العبودية للملك الجليل سبحانه، وحيث وجد أناس تقذف بهم الأماني ودُّوا لو جمع القرآن مكتوبًا على عين رسول الله صلى الله عليه وسلم= يوجد آخرون تقذف بهم الأماني ودوا لو نزلت أحكام الله قطعية كلها مجموعة في كتاب لا تحوج لنظر واجتهاد، وكل أولئك يغفلون عما في التسبب لحفظ الدين قرآنًا وأحكامًا بعمل الأمة واجتهادها من حكم جليلة، ويغفلون عن أن جذوة الدين لا تبقى حية في النفوس؛ إلا بمثل هذا الاجتهاد والعمل، وللساعة التي يقضيها زيدُ في الجمع، وللساعة يقضيها فقيهان في طلب حكم الله = من الأثر في حفظ الدين وبقاء جذوته مشتعلة ما لا يعلمه إلا مَنْ فَقِهَ فأحسن الفقه، ونظر فأحسن النظر.
باحث علمي في التراث والفكر والفلسفة والثقافة،اشتهر باسمه المستعار الذي كان يكتب به في المنتديات الحوارية (أبو فهر السلفي).
ولد عام 1981 مـ الموافق لعام 1401 هـ في مدينة بورسعيد بشمال جمهورية مصر العربية.
معروف بنهمه للقراءة الذي صاحبه منذ السابعة من عمره،واقترب أكثر من القراءات الدينية والتراثية منذ الحادية عشرة من عمره.
له عدد من الكتب والتحقيقات القديمة كانت فيها بعض العجلة أو عدم الاستيفاء للأدوات لذلك ذكر أن ما يرضاه منها هو :
معجم التعريفات والفوائد والتقسيمات الاعتقادية في مصنفات ابن عثيمين - نشر : دار الكيان.
التعليقات المفيدة على منهج الأشاعرة في العقيدة - نشر : دار الكيان.
السبل المرضية لطلب العلوم الشرعية - والذي يقوم بإصداره كل خمس سنوات للتعديل فيه والإضافة، الإصدار الأول منه من نشر مكتبة التوحيد، والإصدار الثاني من نشر دار الفاروق بالمنصورة ثم الإصدار الثالث من نشر مركز تفكر للبحوث والدراسات.
شرح مسائل الجاهلية للألوسي- نشر : دار الكيان.
رياض الجنة شرح أصول السنة - نشر : مكتبة التوحيد. وقال عنه : ((باستثناء أني تراجعت عن الشدة وبعض العبارات التي غيرها أولى منها وبعض الحجج التي احتججت بها ولا أراها الآن صحيحة والتي في مبحث الإيمان وسط مناقشتي للشيخ ياسر،مع بقاء الرأي العلمي كما هو)).
أما كتبه الجديدة التي نشرت من بعد 2011 مـ
كتاب ((الدولة المدنية مفاهيم وأحكام)) والصادر عن المكتبة العصرية فقد اعتنى بها وخلت من أكثر عيوب تصانيفه السابقة.
كتاب ((واقع المسلمين بين فقه الاستضعاف وفقه التمكين )) عن المركز العربي للدراسات الإنسانية.
كتاب ((اختلاف الإسلاميين)) وهو كتاب فريد صدر عن مركز نماء للبحوث والدراسات ثم طبعة مصرية عن مركز تفكر، وهو أول كتاب يرصد اختلافات الإسلاميين في مصر بشكل مفصل وشامل.
كتاب ((صورة الإسلاميين على الشاشة)) صدر عن مركز نماء للبحوث والدراسات وقد قال عنه المؤلف أنه أحب مؤلفاته إلى قلبه.
كتاب ((جدل الدين والسياسية )) وهو من جمعه وتقديمه صدر عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر.
كتاب ((ما بعد السلفية)) بالاشتراك مع الشيخ عمرو علي بسيوني وهو الكتاب الذي أثار جدلًا كبيرًا في الساحة السلفية بشكل خاص والساحة الإسلامية بشكل عام وما يزال الجدل حوله مستمرًا، والصادر عن مركز نماء للبحوث والدراسات.
كتاب ((جمع القرآن)) الصادر عن مركز تفكر للبحوث والدراسات وهو من أعما ل المؤلف القديمة وقد كان مطبوعًا في الكويت وأعاد نشره في معرض القاهرة للكتاب عام 2016.
كتاب مهم في بابه؛ فمسألة جمع القرآن من المسائل التي يثيرها الملحدون واللا دينيون في هذه الأوقات.. جاء الكتاب بسيطًا ومنظمًا، على هيئة سؤال وجواب، لا تشعر القارئ بالتشتت والصعوبة.. تحدث في البداية عن ماهية القرآن وبعض المسائل المتعلقة به، ثم القرآن في عهد النبي ولمَ لم يجمع بين دفتين في عهده صلى الله عليه وسلم، ثم تكلم عن الجمع الأول في عهد أبي بكر -رضي الله عنه-، ثم الجمع الثاني والأخير في عهد عثمان -رضي الله عنه-، ورضي الله عن صحابة نبينا محمد أجمعين وجزاهم عنا خير الجزاء. تحدث في ثنايا الكتاب عن مسألة الأحرف السبعة، وتلك لم أفهمها كثيرًا بعد، وسأعود لها بإذن الله، وتكلم أيضًا في مسألة رفض عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- تسليم مصحفه أثناء جمع عثمان، وحكه للمعوذتين من المصحف، وتلك أيضًا مسألة مهمة جدًا يستغلها الطاعنون في القرآن الكريم. عمومًا، الكتاب جيد وبسيط نوعًا ما، لكن بعض المسائل تحتاج إلى تركيز وتكرار.
من الكتب الجميلة والرائعة على الحقيقة ،عبارة عن سؤال وجواب حول قضية مهمة من القضايا الإسلامية وهي قضية جمع القرآن خلال عهدي الصديق وعثمان بن عفان رضي الله عنهما. معلومات رائعة وتصحيح مغالطات تهم كل مسلم بلاشك.
كعادة أبي فهر ، يفتح أبواباً توشك أن تهجر من قلة طارقيها ،على شدة الحاجة إليها ، فجزاه الله عنا خيراً : ليس لدي أدنى شك في أمانة نقله أو سعة اطلاعه ، وخاصة في عرضه لمسألة الأحرف السبعة واختلاف الأئمة فيها، وتوقفه عن القطع برأي يسد به باب الاختلاف أو يقارب ذلك حتى وحسبه وصفه لها بـ"المسألة العظيمة من مسائل العلم " ، لكن حديثه ذكرني بما سبق للرافعي الحديث عنه ،وهو البلاغة النبوية في بيان إعجازها قائلا في تاريخ آداب العرب : " ..فإن علماءنا ورواتنا رحمهم الله لو يوقعوا الكلام في أماليهم وكتبهم على حالة اللغة لعهد النبي صلى الله عليه وسلم تعيينا ، ولا دلوا على ما كان له من الأثر في أوضاعها وتقليبها ، وعلى جاء من قِبَله في ذلك مما كان من قِبَل سواه ، وعلى ما صارت إليه اللغة بعد استفاضة الإسلام واجتماع العرب على المُضَرية إلى ما يداخل ذلك من أبواب التاريخ اللغوي . وإنما اكتفوا بأنهم إجماع واحد ، وبقينٌ لا تحلل منه بأنه صلى الله عليه وسلم أفصح العرب ..ثم تركوا أن يتوسعوا في تفصيل ما أجمعوا عليه ، وأن يعتلوا له بأسبابه ويعرضوا له من وجوهه " وألقى تبعة ذلك على علماء الغريب إذ " لم يتعرضوا له ، ولم يقولوا فيه قولاً مع أنه مبنى علمهم ، وجهة تأليفهم .. بل اجتزءوا عفا الله عنهم ببيان لفظ الغريب وتفسيره وصرفوا أكبر همهم إلى الإكثار من الجمع وصحة المعنى وجودة الاستنباط وإشباع التفسير وكثرة الفقه وإيراد الحجة وذكر النظائر وتخليص المعاني .."
- وهاهنا يتبدى أثر المشكلة التي أثارها الكاتب ولم يجب عنها أو يتعرض لها وهي أثر الاختلاف في مسألة الأحرف السبعة على مباحث الإعجاز وفي الأصل منها وهو "الإعجاز البياني " باختلاف الآراء في كنهها أو في وجودها وبقائها ولا أجد أجمع لما في نفسي من تتمة كلام الرافعي في المسألة وإن كان الحديث عن غيرها : "وما ننكر أن هذا كله حظ النقل والرواية ، ؛ ولكن أين حظ الرأي والدراية ؟ وأين مذهب الحجة وفائدة التاريخ ؟ وأين دليل الفصاحة من اللغات وأين أدلة اللغات من أهلها ؟ وهذه فنون لو أن الرواية امتدت بها أو بعضها من عصر النبي ، وكان لعلمائنا رأي محصد في هذا الأمر وحسبة حسنة ونظر وتدبير - لقد كان الله ارتاح لنا برحمة عملهم من كثير لا نبرح نضطرب فيه إلى آخر الدهر ...وقد كان هذا الشأن قريباً منهم لو أرادوه ، وذلك الأمر موطأ لهم لو اعتزموا فيه ، ولكنه فوتٌ قد فات وعمل قد مات ، وأمل لزمته هيهات ..فلم يبق لنا من بعدهم إلا أن نصنع كما صنعنا فنأخذ بالجملة دون تفصيلها ... "
- فمهما حملت الأحرف السبعة على أي تفسير شئت من حيث ماهيتها وبالأخص ما يشمل اختلاف الألفاظ وتغاير المباني، ستظل المشكلة القائمة باستمرار هي : كيف لي أن أحكم على الوجه الذي وصلني إما بالرواية أو عن المصاحف المكتوبة بأنه "معجز " على خلاف وجه آخر لعله وجد ولم يصلني ، ولذلك أمثله أذكر بعضا مما عرض لي منها
- في كتاب التعبير القرآني للاستاذ صالح السامرائي يتناول على طول الكتاب مسألة الإعجاز البياني في لغة القرآن ويرتب لذلك أبوابا فيقول مثلاً في التقديم والتأخير :"إن القرآن يقدم الألفاظ ويؤخرها حسب ما يقتضيه المقام فقد يكون متدرجا حسب القدم والاولية في الوجود كمثل (وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فخلق الجن قبل خلق الإنس ،..ونحو قوله تعالى (لا تأخه سنة ولا نوم ) فالسنة تسبق النوم.." واسترسل في ذكر الأمثلة والأغراض بنفس الأسلوب ، فإن قلنا ما بال قراءة ( وقاتلوا وقتلوا ) وقد قرئت ( وقتلوا وقاتلوا ) أو (وجاءت سكرة الموت بالحق ) وقد قرئت ( وجائت سكرة الحق بالموت ) وهي وجوه قرائية صحيحة وصلت إلينا كيف يمكن متابعة ذكر الحكم والأغراض ؟ وماذا إن قرئت ( نوم ولا سنة ) و ( الإنس والجن ) وكان له وجه في القراءة في حرف لا نعلمه قد نسخ أو أهمل العمل به كيف لمثل هذا التحكم أن يتابع ؟!
- ومما أورد أيضا ما نقل عن كتاب البرهان للكرماني في الذكر والحذف : "إنما خصت سورة النحل بحذف النون موافقة لما قبلها (إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين ) وأن هذه الآية نزلت تسلية للنبي حين قتل عمه حمزة ومثل به فقال صلى الله عليه وسلم لأفعلن به ولأصنعن فأنزل الله تاعالى (ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون ) ليكون ذلك مبالغة في التسلي وجاء في النمل على القياس (ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون ) لأن الحزن هناك دون الحزن هنا والله أعلم " .. وعلى نفس النهج فكيف وقد قرأنا (تجري من تحتها الأنهار) و( تجري تحتها الأنهار ) أو (وما عملت أيديهم) و(ما عملته أيديهم) لنفس الآية كيف يجمع بين الحكمة في الحذف والذكر معاً ؟
- وفي الشابه والاختلاف : ما ذكره بين كلمتي أجرا ومالا فقال : "من ذلك قوله تعالى على لسان نوح ( وياقوم لا أسألكم عليهم مالاً إن أجري إلا على الله ) في سورة هود ، وفي سورة يونس على لسان نوح أيضاً (فإن توليتم فما أسألكم عليه أجراً ) وفي سورة الشعراء ( وما أسألكم عليه من أجر ) .. وسبب ذلك أنه في الموضع الذي ذكرت فيه كلمة مال وقعت بعدها كلمت خزائن ولفظ المال بالخزائن أليق .." وذكر أيضا الفارق بين كلمتي أشد وأكبر في قوله تعالى ( والفتنة أشد من القتل ) و(الفتنة أكبر من القتال ) وعلل ذلك بأن السياق يتحدث عن الكبائر من قوله تعالى ( قل قتال فيه كبير ..) فناسب ذكر أكبر " ومثل هذا كيف يقال بقراءة ( كالعهن المنفوش ) إذا قرئت ( كالصوف المنفوش ) أو ( فاسعوا إلى ذكر الله ) و(فامضوا إلى ذكر الله ) وما شابهها
- وكيف ينسجم ما ذكره ابن القيم في فواصل الآي في التفسير القيم : " وتأمل حكمة القرآن كيف جاء بالاستعاذة من الشيطان الذي نعلم وجوده ولا نراه بلفظ (السميع العليم ) في الأعراف وحم السجدة . وجاءت الاستعاذة من شر الإنس الذين سؤنسون ويرون بالأبصار بلفظ (السميع البصير ) في سورة حم المؤمن ..لأن أفعال هؤلاء معاينة بالبصر ، وأما نزغ الشيطان فوساوس وخطرات يليقيها في القلب يتعلق بها العلم ، فأمر بالاستعاذة بالسميع العليم فيها . وأمر بالاستعاذة بالسميع البصير في باب ما يري بالبصر ويدرك بالرؤية والله أعلم ." - أقول كيف ينسجم مع ما ورد في الحديث الصحيح بما روي عن أبي بكرة وأبي بن كعب : " قرأت آية وقرأ ابن مسعود خلافها فأتيت النبي ، فقلت ألم تقرئني آية كذا وكذا " قال : بلى ، وقال ابن مسعود : ألم تقرئنيها كذا وكذا ، قال : بلى ، كلاكما محسن مجمل !.. وفي ختام الحديث : " "حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شافٍ كاف، إن قلت غفوراً رحيماً ، قلت سميعاً عليما أو قلت : عليماً سميعاً ، فالله كذلك ! مالم تختم آية عذابٍ برحمة أو رحمةٍ بعذاب ."
- والأمثلة على هذا كثير مما ثبتت روايته وقريء به في قراءات مختلفة أو نص عليه في أخبار صحيحة عن أوجه للقراءة لم تصلنا ، وماذكرت إلا وجهاً واحداً أو وجهين من تفسير الأحرف السبعة وهو حصر أنواع الاختلافات القرائية ، وأما أمر اختلاف اللغات فمتسع ويضيق بي جهلى عن التحدث به لكنه يحيل إلى ما أوردته في مفتتح الكلام على لسان الرافعي ، فلو كان في القرآن ألفاظ من لغة قريش وهذيل وثقيف وتميم ، وغيرها مما يحتمل النص القرآني في لغات العرب ، واعتبارها - إن حصرت في سبعة - أفصح قبائل العرب لغة وأوسعها انتشارا ، وأتمها بلاغة وبيانا ؛ولذلك اقتصرت الأحرف عليها دون سواها من لغاتهم مما لم يستوف تلك الشروط - فأنى لنا علم ذلك وقد درست تلك اللغات وما بيان علوها على ما عداها ومن أين لنا الحكم على لة أنها أفصح من أختها مالم يصلنا بيان ذلك اللهم إلا " أخذ ذلك جملةً دون تفصيل " ..
- وتكون غاية ما جهد المفسرون كالأمثلة المذكورة في بيان حكمة ألفاظه وإعجاز نظمها من باب الاستئناس لا التحقق والقطع بأنه صورة من صور الإعجاز اللغوي ، وإلا لزم من ذلك الإحاطة بكل حرفٍ نزل به الكتاب ثم مقارنتها جملة بما عداها من الفاظ ونسج للعبارة وبناء للحرف وترجيحها عليها بما عن للمفسر من أدوات ترجيح ومنهج للتذوق وخبرة بالبيان
- هذا فيم استقر وجوده وعلم الاختلاف فيه ، لكن ما لم يصلنا بيانه أو كان بيانه مجملاً مما لم يكلفنا الله حمله من بقية الأحرف : فسواءٌ نسخ منها ما نسخ وبقي ما بقي في العرضة الأخيرة أو أسقطها عثمان رضي الله عنه في الجمع الثاني ، وألزم الأمة بالعمل على حرف واحد ، أو ضمنت كلها - كقول ابن الجزري - في الرسم العثماني حيث حذف الشكل والنقط لكي يحتمل كل الأوجه السبعة للقراءة ، وأسقط ما عداها مما شذ من القراءة أو علم نسخه تلاوة ورسما من المصحف أو كان من زيادة زادها الكتبة .. فكل ذلك على أنا كفيناه بعمل من كان قبلنا ، وما رأواه لعلة من العلل - ولها من الوجاهة وحسن القصد والتدبير ما لها - وهي جمع الناس بعد ان رأوا تفرقهم واكفارهم وتبرؤهم من قراءة بعضهم البعض : يجعل الكلام عن الاعجاز في ترتيب الالفاظ واختلاف صورها ومعانيها كلام حذر ومقيد إلى حد بعيد ، لا أدري إن جاز أن يقال أنه من جملة المسائل التي يأثم من قال فيها برأيه وإن أصاب ! الله أعلى وأعلم
- مآل ذلك الأمر أن شطراً من الإعجاز البياني والذي هو لب الحديث عن الإعجاز يمكن أن يقال عنه أنه "توقيفي " لا نتناوله نحن إلا تقليدا لمن سبق ، ولا يتحدث فيه إلا أهل لسان فصيح ممن نزلت فيهم الرسالة أو أهل علم لا بلغات العرب واختلافها وحسب وإنما علم بالأوجه القرائية ما تواترمنها وما شذ فلا تعدم صحته كذلك ...
ولعلي لا أبالغ كثيراً إن قلت أنه مع فوات العلم بذلك يرفع الله بفواته شطراً من علم القرآن في الصدور إلى أن يأذن الله برفعه كلية قبل يوم الساعة يوم يفصل الله بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون .. ونختم بقول صاحب إعجاز القرآن بما يبين عن قربه لهذا المعنى حين قال : " وذلك فيما نرى إنما هو وجه الحكمة في نشأة هذا الدين عربياً ، واختصاص العرب بالقرآن دون غيرهم ، من الأمم ، وإفراد قريش بذلك دون غيرها من العرب ، ومن يقرأ صدر التاريخ في الإسلام ويعتبر حوادثه ويتدبر آثار القرآن في قبائل العرب ، ير أن شدة الإيمان كانت عند شدة الفصاحة ، وأن خلوص الضمائر كان يتبع خلوص اللغة ، ، وأن القائمين بهذا الدين والذين أفاضوه وصرفوا إليه جمهور العرب وقاتلوهم عليه وجمعوا ألفتهم وقوموا أَوَدهم ، إنما كانوا أهل الفصاحة الخالصة من قريش إلى ـــ البادية ، وأن الفتن استطارت في الجزيرة استطارة الحريق فيمن وراء هؤلاء إلى أطراف اليمن ،؛ فكانوا قوماً مدخولين منقوصين ، وما كان ضعف اعتقادهم إلا في وزن الضعف من لغتهم .وقد أسلفنا في غير هذا الموضع أن غربة الدين لا تزال تتبع غربة العربية !" فلله الأمر من قبل ومن بعد .
كتاب استعرض فيه أحمد سالم مسألة جمع القرآن فجمعها من أطرافها ولخصّها في صيغة سؤال وجواب. وقضية جمع القرآن فيها لبس وإشكالات عديدة -وإن كانت معظم الإشكالات لا تمس قضية حفظ القرآن من التحريف- فقد أحسن المؤلف في صياغتها بهذا الأسلوب. يعيب الكتاب أن المؤلف ينقل عن كتب أخرى ككتاب المقدمات الأساسية في علوم القرآن للجديع دون أن ينبه. فتظن أن الكلام للمؤلف وهو في الحقيقة مقتبس! أعجبني إهداء الكاتب كتابه للشيخ مساعد الطيار. ومعظم مسائل هذه القضية سهلة ومتوسطة إلا قضية الأحرف السبعة فقد اختلف فيها لعشرات الأقول وقد أجاد الكاتب في تلخيص أهم الأقوال فشرحها وذكر الاعتراضات عليه وفي النهاية لم يرجح ولا أعيب الكتاب لذلك فالقضية عسيرة
ينصح بلا تردد في قراءته للمشتغلين في التفسير وعلوم القرآن وكذلك الدفاع عن الإسلام وينصح بقراءة كتاب حديث الأحرف السبعة لعبد العزيز القارئ لمن يريد التفصيل في هذه القضية.
على المستوى الشخصي يؤرقني هذا الموضوع من أيام دراستي في الكلية، والذي أراه أن أكبر إشكال يواجه المتخصصين في علوم القرآن عند دراسة هذا الموضوع= هو قلة النصوص والأدلة التي يمكن الاستناد إليها في تحقيق مسائله.
ولذلك فإن قصارى ما يستطيع الناظر في قضية الجمع فعله هو تثوير ودراسة الاحتمالات المختلفة والاستعانة بالأدلة القليلة في بناء تصور معقول ومتسق عن هذا الموضوع، ولكن الأمر اليقيني هنا هو أننا -كمتخصصين في علم القراءات- لن نصل إلى أجوبة نهائية فيما يخص الجمع القرآني، وهنا يأتي دور اليقين والتسليم بقول الله سبحانه: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)؛ فالبحث العلمي المحض لن يصل بك لنتائج مطمئنة تماما، وبالتالي لا بد هنا من حضور العنصر الإيماني والعقدي في هذه القضية الحساسة للغاية.
الملفت للنظر أنه لا يوجد كتاب يعالج قضية الجمع بشكل معمق ودقيق، وهذا أمر غريب جدا وتقصير شديد لاسيما وأن القرآن هو أعظم وثيقة ونص عندنا نحن المسلمين.
اسم الكتاب : جمعُ القرآن .... مدخل في سؤال وجواب اسم المؤلف : أحمد سالم نشر : مركز تفكر للبحوث والدراسات المراجعة والتلخيص : بدايةً كان دافعي الرئيس لقراءة ذلك الكتاب وذاك الموضوع هو مسألة الأحرف السبعة التي كنتُ قد قرأتُ عنها ضمن مباحث في علوم القرآن في كتاب للشيخ مناع القطان يحمل اسم ( مباحث في علوم القرآن ) ، وكنتُ قد أُصبتُ بدهشة بالغة حينما قرأتُ رأي الشيخ مناع القطان في الأحرف السبعة ؛ حيث كان قد رأى أنها سبعُ لغات في اللفظ الواحد ، يقرأ نفسَ المعنى كلٌّ حسب لغته كأن يقرأ بدلًا من هلمّ يقرأها تعال ، وليت الشيخ قد اكتفى بهذا بل قال أن هذا الاختلاف من صنيع البشر أنفسهم ، وأن الصحائف التي كانت قد جمعها سيدُنا أبو بكر _ رضي الله عنه _ كانت قد احتوت على كل تلك الأحرف السبعة ، ولكن لما اختلف الناسُ في القراءة على عهد سيدنا عثمان بن عفان _ رضي الله عنه _ رأى لمصلحةٍ جمعَ الناس على لغة واحدة هي لغة قريش ! ..... وما زاد من اندهاشي هو ذكر الشيخ أن هذا رأيُ جماعة من كبار أهل العلم كابن جرير الطبري وابن عبد البر وغيرهما !..... مما دفعني للقراءة في تلك المسألة بعينها دون سائر مباحث علوم القرآن ... ولحسن حظي وقعتُ على ذلك الكتاب وهو متناوِلٌ مسألةَ جمع القرآن دون سائر المسائل ، وبالتبعية فهو متضمِّنٌ لمسألة الأحرف السبعة ، وقرأتُ فيه رأيَا نقله المؤلف عن الشيخ مساعد الطيار حيث نفيا كلاهما صحةَ الرأي المذكور آنفًا ، وزاد المؤلفُ أن هذا يزيد من مساحة تصرف البشر في القرآن الذي تكفل اللهُ بحفظه _ وهذا ما كنتُ أراه _ وذكر قصةً حدثت بين صحابيَّين حول قراءة من القراءات فكان أن اختلفا ، وكلاهما يزعم أنه الحق دون صاحبه وأنه سمعها هكذا من سيدنا رسول الله _ صلى اللهُ عليه وسلم _ ، فاحتكما إلى النبي _ عليه الصلاة والسلام _ فأقرّهما كليهما وقال _ عليه الصلاة والسلام _ : هكذا أُنزلت _ بضم الهمزة أي بناء الفعل للمجهول _ ، مما يفيد أن تلك الأحرف نزلت هكذا من عند الله دون تدخل من البشر ولا تصرفَ لهم فيها . ولكن يبرز سؤال هو : ما الفرق يبن جمع سيدنا أبي بكر وجمع سيدنا عثمان _ رضي الله عنهما _ ؟ ..... فيجيب أن هناك من رأى أنه كانت هناك بعض القراءات قد نُسخت في العرضة الأخيرة ولم يشهدها بعضُ الصحابة ولم يعلم بها ، فرأى سيدُنا عثمان جمعَهم على ما لم يُنسخ ، ومن العلماء _ ومنهم الإمام الباقلاني _ مَنْ يرى أنه كانت هناك بعض الأحرف على ألسنة الناس وكانت مما لم ينزل فرأى سيدُنا عثمان جمعَ الناس على الثابت منها... وسواءٌ أكان هذا الرأي هو الأصوب أم سابقه فإنه يبقى خيرًا من القول برأي من قال أن الأحرف السبعة هي سبع لغات في اللفظ الواحد ، كلٌّ ينطق حسب لغته !.... وغفر اللهُ لأئمتنا جميعًا. #مراجعاتقارئ
بحث مهم عن القرآن بين يدي شهر القرآن ،يتضمن معلومات قيمة عن كتاب الله وكيفية وأسباب جمعه زمن الخليفتين أبي بكر الصديق و عثمان ذي النورين رضي الله عنهما .مع الإسهاب في ذكر أقوال العلماء عن الأحرف السبعة للقرآن ، كل هذا على شكل سؤال و جواب وذاك أحرى أن يستوعبه القارئ دون أن يشعر بالملل ،فجزى الله الكاتب خيرا وجعلنا وإياه من أهل القرآن.
كتاب نافع، من ناحية الأسلوب (سؤال وجواب) كان ممتازا بحيث تنتظم أفكار القارئ ولا يتشتت ذهنه خاصة مع موضوع شائك كجمع القرآن الكريم، أعجبني كذلك تنظيم الأفكار وتبسيطها واستقراء أقوال العلماء بشكل جيد جدا، لكن مع كل هذا إلا أنني وجدت أنه لا يشفي الغليل في بعض المسائل لكن هذا لا يعيب الكاتب لأن الكتاب كُتب ليكون مدخلا كما هو واضح من عنوانه وبالتالي فالكتاب أدى الغرض.
هذا الكتاب عبارة عن أسئلة وأجوبة حول جمع القرآن، عميق جدًا وفيه تفصيل لأقوال كثيرة ثم محاولة تجريح قول على قول، تحدث كثيرًا عن موضوع "الأحرف السبعة"، الحقيقة خرجت ضائعًا مشتتًا في هذا الموضوع بعد أن لم أكن أعرف عنه إل القليل.
ربما هناك كتب أفضل لتناول هذا الموضوع، أو أن هذا الكتاب للمتقدمين.
كتاب جيد كمقدمة تعريفية في المسألة لكن كان من الأفضل وهو كتاب تعريفي التركيز أولا على اليقينيات والثوابت في مسألة جمع القرآن وصحة وصوله إلينا قبل مناقشة الأمور التي لا نعرفها على وجه القطع وبيان أن عدم معرفتنا بوجه القطع لماهية الأحرف السبعة لا يؤثر في صحة نقل القرآن وجمعه
كشخص لم يقرأ شيئا في علوم القرآن قبل هذا الكتاب، وجدته ماتعا غنيا بالمعلومات(مع صغر حجمه)، ومع ذلك لم يكن مملا. وتقسيم الكتاب على طريقة السؤال والجواب تقسيم بديع وله فائدة.
كتاب مركزي الأهمية، رائع الصياغة والعرض.. سد أمامي ابواب من التساؤلات حول قضية جمع القرآن وفتح أبوايًا أخرى تحفزني للتوسع في المسألة وتعميق النظر والبحث فيها خاصة وهي تقع ضمن اهتماماتي العلمية.
كانت هنا أولى معرفتي بقصة جمع القرآن في عهدي أبي بكر وعثمان رضي الله عنه ، وبالفرق بين الجَمعتين واختلاف اسبابها ، وبقضية أحرف القرآن السبعه التي لم أكن سمعت عنها من قبل. ميزة الكتاب هو تقديمه لكل ما ورد في الكتب والمراجع عن كل ما يخص قضية الجمع القرآن ، ولكنها في نفس الوقت تعتبر من سلبياته إذ قد تأخذ القارئ في حيرة من أمره واستشكاله عما هو صحيح منها في آخر الأمر ، لكن الكاتب طوى هذا الموضوع في خاتمه الكتاب التي لخصت ما أراد ان يصل لنا في نهاية الأمر.
أنهيتُ الليلة قراءة هذا الجمع اللطيف في قضية: جمع القرآن، للأخ: أ.أحمد سالم، وقد جعل مضمونه في سؤال وجواب، وقد جعله في أربعة فصول: أما الأول: فجعله في مقدمات تأسيسية، عرّج فيه عن مفهوم الجمع، وأقوال أهل العلم في الأحرف السبعة - دون ترجيح خاص فيها -، ثُم بيّن المقصود بالعرضة الأخيرة، وعلاقتها بقضية جمع القرآن. . وأما الثاني: فجعله في بيان حال القرآن قبل جمع أبي بكر - رضي الله عنه -، وذكر بأنَّ الأصل جمع القرآن في صدور الرجال؛ ولذلك لم تكن هناك حاجة تدعو إلى جمعه في كتاب واحد، على أنَّه كان مكتوبًا مفرقًا في العُسب واللِّخاف. . وأما الثالث: فجعله في بيان الجمع البَكْري، وذِكر سببه، ومَنٍ جمعه؟، وما منهج الجمع؟، ومباحث أخرى مهمة. . وأما الرابع: فجعله في بيان الجمع العثماني، وأنه وقع بعد مُضي سنة واحدة من خلافته - رضي الله عنه -، وقد ذكر سبب الجمع الثاني وطبيعته، حيث اقتصروا على ما ثبت متواترًا، مع ترتيب السور - خلافًا للجمع البَكْري -، مع تجريدها من كل ما ليس قرآنًا؛ كالذي كُتِب شرحًا لمعنى أو بيانًا لناسخ ومنسوخ، ثُم بيّن موقف الصحابة - رضي الله عنهم - لهذا الجمع، وموقف عبدالله بن مسعود وعلي بن أبي طالب - رضي الله عنهما - على وجه الخصوص؛ فالأول لما صح من معارضته له، والثاني لإقامة الحجة على موقف بعض الفرق المعارض لهذا الجمع ممن يدعي محبته - رضي الله عنه -. . وإذا ضُم إليه كتاب: "العرضة الأخيرة دلالتها وأثرها" للدكتور: ناصر بن سعود القثامي، فهو خير وحسن.
جميل بأسلوب السؤال و الجواب.علمت من خلاله بمعلومات جديدة كمسألة الحروف السبعة و اختلاف العلماء فيها.والضوابط التي حرص عليها الصحابة رضوان الله عليهم حين جمعهم للقرآن. و غيرها أنصح بقراءته
كتاب صغير وسهل وجيد .. به تكرار رغم صغره قد كنت أمّلت أن أجد فيه جديدا لما رأيت ما كُتب عنه هنا من مدح وأنه لا يصلح للمبتدئ وأنا أظن أنه لا يصلح إلا للمبتدئ.
تحس في بعض الأبواب أنه ممتاز كمنهج لطلاب الصف الأول الابتدائي، وفي أماكن أخرى تحس أنك تحتاج لدكتوراه في علوم القرآن حتى تستوعب مقصده، الكتاب ممتاز كمدخل لبعض المسائل لكنه متفاوت جدا بطريقة العرض
مختصر وواضح ومرتّب، ولكن هنالك مشكلة وهي أن الشيخ اختار في مسألة الأحرف السبعة أن يسرد أهم أقوال الأيمّة فيها ثم أن يقدّم اعتراضاته عليها كلّها دون أن يبتّ في المسألة -إذ ليس لديه ترجيح خاص بها- ثم واصل البحث، وهذا يجعل القارئ يحمل ثقل الإشكال على طوال الكتاب لارتباط فهم كثير من مسائله بالقول في تلك المسألة. في الكتاب أيضا تكرار، ولكنه مناسب وفي موضعه لارتباط الكلام أحيانا بأكثر من مبحث الكتاب مهم، وخصوصا الاعتراضات على أقوال العلماء في الأحرف السبعة يجب أن تتناول بالاهتمام وتمحّص لمعرفة الحق في هذه المسألة الكبيرة والمهمّة.