ŷ

Abdulrahman F's Reviews > جمع القرآن مدخل في سؤال وجواب

جمع القرآن مدخل في سؤال وجواب by أحمد سالم المصري
Rate this book
Clear rating

by
U 50x66
's review

really liked it

كعادة أبي فهر ، يفتح أبواباً توشك أن تهجر من قلة طارقيها ،على شدة الحاجة إليها ، فجزاه الله عنا خيراً :
ليس لدي أدنى شك في أمانة نقله أو سعة اطلاعه ، وخاصة في عرضه لمسألة الأحرف السبعة واختلاف الأئمة فيها، وتوقفه عن القطع برأي يسد به باب الاختلاف أو يقارب ذلك حتى وحسبه وصفه لها بـ"المسألة العظيمة من مسائل العلم " ، لكن حديثه ذكرني بما سبق للرافعي الحديث عنه ،وهو البلاغة النبوية في بيان إعجازها قائلا في تاريخ آداب العرب : " ..فإن علماءنا ورواتنا رحمهم الله لو يوقعوا الكلام في أماليهم وكتبهم على حالة اللغة لعهد النبي صلى الله عليه وسلم تعيينا ، ولا دلوا على ما كان له من الأثر في أوضاعها وتقليبها ، وعلى جاء من قِبَله في ذلك مما كان من قِبَل سواه ، وعلى ما صارت إليه اللغة بعد استفاضة الإسلام واجتماع العرب على المُضَرية إلى ما يداخل ذلك من أبواب التاريخ اللغوي . وإنما اكتفوا بأنهم إجماع واحد ، وبقينٌ لا تحلل منه بأنه صلى الله عليه وسلم أفصح العرب ..ثم تركوا أن يتوسعوا في تفصيل ما أجمعوا عليه ، وأن يعتلوا له بأسبابه ويعرضوا له من وجوهه "
وألقى تبعة ذلك على علماء الغريب إذ " لم يتعرضوا له ، ولم يقولوا فيه قولاً مع أنه مبنى علمهم ، وجهة تأليفهم .. بل اجتزءوا عفا الله عنهم ببيان لفظ الغريب وتفسيره وصرفوا أكبر همهم إلى الإكثار من الجمع وصحة المعنى وجودة الاستنباط وإشباع التفسير وكثرة الفقه وإيراد الحجة وذكر النظائر وتخليص المعاني .."

- وهاهنا يتبدى أثر المشكلة التي أثارها الكاتب ولم يجب عنها أو يتعرض لها وهي أثر الاختلاف في مسألة الأحرف السبعة على مباحث الإعجاز وفي الأصل منها وهو "الإعجاز البياني " باختلاف الآراء في كنهها أو في وجودها وبقائها
ولا أجد أجمع لما في نفسي من تتمة كلام الرافعي في المسألة وإن كان الحديث عن غيرها : "وما ننكر أن هذا كله حظ النقل والرواية ، ؛ ولكن أين حظ الرأي والدراية ؟ وأين مذهب الحجة وفائدة التاريخ ؟ وأين دليل الفصاحة من اللغات وأين أدلة اللغات من أهلها ؟ وهذه فنون لو أن الرواية امتدت بها أو بعضها من عصر النبي ، وكان لعلمائنا رأي محصد في هذا الأمر وحسبة حسنة ونظر وتدبير - لقد كان الله ارتاح لنا برحمة عملهم من كثير لا نبرح نضطرب فيه إلى آخر الدهر ...وقد كان هذا الشأن قريباً منهم لو أرادوه ، وذلك الأمر موطأ لهم لو اعتزموا فيه ، ولكنه فوتٌ قد فات وعمل قد مات ، وأمل لزمته هيهات ..فلم يبق لنا من بعدهم إلا أن نصنع كما صنعنا فنأخذ بالجملة دون تفصيلها ... "

- فمهما حملت الأحرف السبعة على أي تفسير شئت من حيث ماهيتها وبالأخص ما يشمل اختلاف الألفاظ وتغاير المباني، ستظل المشكلة القائمة باستمرار هي : كيف لي أن أحكم على الوجه الذي وصلني إما بالرواية أو عن المصاحف المكتوبة بأنه "معجز " على خلاف وجه آخر لعله وجد ولم يصلني ، ولذلك أمثله أذكر بعضا مما عرض لي منها

- في كتاب التعبير القرآني للاستاذ صالح السامرائي يتناول على طول الكتاب مسألة الإعجاز البياني في لغة القرآن ويرتب لذلك أبوابا فيقول مثلاً في التقديم والتأخير :"إن القرآن يقدم الألفاظ ويؤخرها حسب ما يقتضيه المقام فقد يكون متدرجا حسب القدم والاولية في الوجود كمثل (وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) فخلق الجن قبل خلق الإنس ،..ونحو قوله تعالى (لا تأخه سنة ولا نوم ) فالسنة تسبق النوم.." واسترسل في ذكر الأمثلة والأغراض بنفس الأسلوب ، فإن قلنا ما بال قراءة ( وقاتلوا وقتلوا ) وقد قرئت ( وقتلوا وقاتلوا ) أو (وجاءت سكرة الموت بالحق ) وقد قرئت ( وجائت سكرة الحق بالموت ) وهي وجوه قرائية صحيحة وصلت إلينا كيف يمكن متابعة ذكر الحكم والأغراض ؟ وماذا إن قرئت ( نوم ولا سنة ) و ( الإنس والجن ) وكان له وجه في القراءة في حرف لا نعلمه قد نسخ أو أهمل العمل به كيف لمثل هذا التحكم أن يتابع ؟!

- ومما أورد أيضا ما نقل عن كتاب البرهان للكرماني في الذكر والحذف : "إنما خصت سورة النحل بحذف النون موافقة لما قبلها (إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين ) وأن هذه الآية نزلت تسلية للنبي حين قتل عمه حمزة ومثل به فقال صلى الله عليه وسلم لأفعلن به ولأصنعن فأنزل الله تاعالى (ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون ) ليكون ذلك مبالغة في التسلي وجاء في النمل على القياس (ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون ) لأن الحزن هناك دون الحزن هنا والله أعلم " .. وعلى نفس النهج فكيف وقد قرأنا (تجري من تحتها الأنهار) و( تجري تحتها الأنهار ) أو (وما عملت أيديهم) و(ما عملته أيديهم) لنفس الآية كيف يجمع بين الحكمة في الحذف والذكر معاً ؟

- وفي الشابه والاختلاف : ما ذكره بين كلمتي أجرا ومالا فقال : "من ذلك قوله تعالى على لسان نوح ( وياقوم لا أسألكم عليهم مالاً إن أجري إلا على الله ) في سورة هود ، وفي سورة يونس على لسان نوح أيضاً (فإن توليتم فما أسألكم عليه أجراً ) وفي سورة الشعراء ( وما أسألكم عليه من أجر ) .. وسبب ذلك أنه في الموضع الذي ذكرت فيه كلمة مال وقعت بعدها كلمت خزائن ولفظ المال بالخزائن أليق .." وذكر أيضا الفارق بين كلمتي أشد وأكبر في قوله تعالى ( والفتنة أشد من القتل ) و(الفتنة أكبر من القتال ) وعلل ذلك بأن السياق يتحدث عن الكبائر من قوله تعالى ( قل قتال فيه كبير ..) فناسب ذكر أكبر " ومثل هذا كيف يقال بقراءة ( كالعهن المنفوش ) إذا قرئت ( كالصوف المنفوش ) أو ( فاسعوا إلى ذكر الله ) و(فامضوا إلى ذكر الله ) وما شابهها

- وكيف ينسجم ما ذكره ابن القيم في فواصل الآي في التفسير القيم : " وتأمل حكمة القرآن كيف جاء بالاستعاذة من الشيطان الذي نعلم وجوده ولا نراه بلفظ (السميع العليم ) في الأعراف وحم السجدة . وجاءت الاستعاذة من شر الإنس الذين سؤنسون ويرون بالأبصار بلفظ (السميع البصير ) في سورة حم المؤمن ..لأن أفعال هؤلاء معاينة بالبصر ، وأما نزغ الشيطان فوساوس وخطرات يليقيها في القلب يتعلق بها العلم ، فأمر بالاستعاذة بالسميع العليم فيها . وأمر بالاستعاذة بالسميع البصير في باب ما يري بالبصر ويدرك بالرؤية والله أعلم ." - أقول كيف ينسجم مع ما ورد في الحديث الصحيح بما روي عن أبي بكرة وأبي بن كعب : " قرأت آية وقرأ ابن مسعود خلافها فأتيت النبي ، فقلت ألم تقرئني آية كذا وكذا " قال : بلى ، وقال ابن مسعود : ألم تقرئنيها كذا وكذا ، قال : بلى ، كلاكما محسن مجمل !.. وفي ختام الحديث : " "حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شافٍ كاف، إن قلت غفوراً رحيماً ، قلت سميعاً عليما أو قلت : عليماً سميعاً ، فالله كذلك ! مالم تختم آية عذابٍ برحمة أو رحمةٍ بعذاب ."

- والأمثلة على هذا كثير مما ثبتت روايته وقريء به في قراءات مختلفة أو نص عليه في أخبار صحيحة عن أوجه للقراءة لم تصلنا ، وماذكرت إلا وجهاً واحداً أو وجهين من تفسير الأحرف السبعة وهو حصر أنواع الاختلافات القرائية ، وأما أمر اختلاف اللغات فمتسع ويضيق بي جهلى عن التحدث به لكنه يحيل إلى ما أوردته في مفتتح الكلام على لسان الرافعي ، فلو كان في القرآن ألفاظ من لغة قريش وهذيل وثقيف وتميم ، وغيرها مما يحتمل النص القرآني في لغات العرب ، واعتبارها - إن حصرت في سبعة - أفصح قبائل العرب لغة وأوسعها انتشارا ، وأتمها بلاغة وبيانا ؛ولذلك اقتصرت الأحرف عليها دون سواها من لغاتهم مما لم يستوف تلك الشروط - فأنى لنا علم ذلك وقد درست تلك اللغات وما بيان علوها على ما عداها ومن أين لنا الحكم على لة أنها أفصح من أختها مالم يصلنا بيان ذلك اللهم إلا " أخذ ذلك جملةً دون تفصيل " ..

- وتكون غاية ما جهد المفسرون كالأمثلة المذكورة في بيان حكمة ألفاظه وإعجاز نظمها من باب الاستئناس لا التحقق والقطع بأنه صورة من صور الإعجاز اللغوي ، وإلا لزم من ذلك الإحاطة بكل حرفٍ نزل به الكتاب ثم مقارنتها جملة بما عداها من الفاظ ونسج للعبارة وبناء للحرف وترجيحها عليها بما عن للمفسر من أدوات ترجيح ومنهج للتذوق وخبرة بالبيان

- هذا فيم استقر وجوده وعلم الاختلاف فيه ، لكن ما لم يصلنا بيانه أو كان بيانه مجملاً مما لم يكلفنا الله حمله من بقية الأحرف : فسواءٌ نسخ منها ما نسخ وبقي ما بقي في العرضة الأخيرة أو أسقطها عثمان رضي الله عنه في الجمع الثاني ، وألزم الأمة بالعمل على حرف واحد ، أو ضمنت كلها - كقول ابن الجزري - في الرسم العثماني حيث حذف الشكل والنقط لكي يحتمل كل الأوجه السبعة للقراءة ، وأسقط ما عداها مما شذ من القراءة أو علم نسخه تلاوة ورسما من المصحف أو كان من زيادة زادها الكتبة .. فكل ذلك على أنا كفيناه بعمل من كان قبلنا ، وما رأواه لعلة من العلل - ولها من الوجاهة وحسن القصد والتدبير ما لها - وهي جمع الناس بعد ان رأوا تفرقهم واكفارهم وتبرؤهم من قراءة بعضهم البعض : يجعل الكلام عن الاعجاز في ترتيب الالفاظ واختلاف صورها ومعانيها كلام حذر ومقيد إلى حد بعيد ، لا أدري إن جاز أن يقال أنه من جملة المسائل التي يأثم من قال فيها برأيه وإن أصاب ! الله أعلى وأعلم

- مآل ذلك الأمر أن شطراً من الإعجاز البياني والذي هو لب الحديث عن الإعجاز يمكن أن يقال عنه أنه "توقيفي " لا نتناوله نحن إلا تقليدا لمن سبق ، ولا يتحدث فيه إلا أهل لسان فصيح ممن نزلت فيهم الرسالة أو أهل علم لا بلغات العرب واختلافها وحسب وإنما علم بالأوجه القرائية ما تواترمنها وما شذ فلا تعدم صحته كذلك ...

ولعلي لا أبالغ كثيراً إن قلت أنه مع فوات العلم بذلك يرفع الله بفواته شطراً من علم القرآن في الصدور إلى أن يأذن الله برفعه كلية قبل يوم الساعة يوم يفصل الله بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون .. ونختم بقول صاحب إعجاز القرآن بما يبين عن قربه لهذا المعنى حين قال : " وذلك فيما نرى إنما هو وجه الحكمة في نشأة هذا الدين عربياً ، واختصاص العرب بالقرآن دون غيرهم ، من الأمم ، وإفراد قريش بذلك دون غيرها من العرب ، ومن يقرأ صدر التاريخ في الإسلام ويعتبر حوادثه ويتدبر آثار القرآن في قبائل العرب ، ير أن شدة الإيمان كانت عند شدة الفصاحة ، وأن خلوص الضمائر كان يتبع خلوص اللغة ، ، وأن القائمين بهذا الدين والذين أفاضوه وصرفوا إليه جمهور العرب وقاتلوهم عليه وجمعوا ألفتهم وقوموا أَوَدهم ، إنما كانوا أهل الفصاحة الخالصة من قريش إلى ـــ البادية ، وأن الفتن استطارت في الجزيرة استطارة الحريق فيمن وراء هؤلاء إلى أطراف اليمن ،؛ فكانوا قوماً مدخولين منقوصين ، وما كان ضعف اعتقادهم إلا في وزن الضعف من لغتهم .وقد أسلفنا في غير هذا الموضع أن غربة الدين لا تزال تتبع غربة العربية !" فلله الأمر من قبل ومن بعد .
3 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read جمع القرآن مدخل في سؤال وجواب.
Sign In »

Reading Progress

Finished Reading
December 21, 2016 – Shelved as: to-read
December 21, 2016 – Shelved

Comments Showing 1-5 of 5 (5 new)

dateDown arrow    newest »

message 1: by Amr (new)

Amr helmy طب قولنا يا عم انك قرأته او بتقرأه او اي حاجة يعني
عموما كلام الدكتور السامرائي للأسف كلام مرسل وفيه من التحكم ما فيه وكثير من الكتابات في تحقيق الإعجاز في القرآن وما يتصل بذلك من إبانة عن الشعر وتحقيق وجوه البلاغة فيه والإبانة إنما هو قائم على التخيل والتوهم والاسترسال مع العبارات الحسنة السبك والتي لا طائل تحتها ومعيار ذلك برأيي أنها مقصورة على صاحبها فلا يستطيع أن يمدك بالمقياس أو القواعد السليمة التي تستطيع بها أن تبصر أنت أيضا تلك الوجوه من الييان والإعجاز ...ورحم الله شاكر وعفا عن عبد الصبور شاهين فلولا صنيع الأخير لقدكان مما يتيسر لنا أن نبصر كتاب الأستاذ في ذلك الباب وقد انصرف إليه انصرافا وحقق فيه القول تحقيقا وأشبعه ولكنه على عادته لم يتمه وهناك أيضا رسالة دكتوراه الأستاذ النفاخ والتي لم تخرج للنور وتركها بعد أن أنهاها واستفرغ فيها القول ....أما ما انتهى إلينا مما يحقق معنى الجهد الضخم فكتاب الدكتور عضيمة في الحروف والأدوات فهو كتاب ضخم جليل جدا استقصى فيه ما ورد في القرآن كله من تلك الدقائق وفصل فيها القول بما يجعله مادة للدارس ...وهناك التفسير البياني للدكتورة عائشة عبد الرحمن ...وهناك وهناك وهناك ...ولا يتوقف الأمر على كتاب الدكتور السامرائي فله أيضا كتاب ضخم بسط فيه نظريته في التركيب في النحو تقريبا في اربعة مجلدات ..أما الوقوف على إعجاز القرآن وبيانه فلا أظنه بالمستحيل بل أرى أن استيعاب البيان العربي في الشعر خاصة ولاسيما الجاهلي منه وقد انتهى إلينا الآن منه ما لم يحلم به الرافعي نفسه رحمة الله عليه وقد طبعت الدواوين وحققها أهل العلم وبذلوا فيها الوسع وطبعت لها الشروح الجليلة فالرافعي لم يشهد مثلا شرح المفضليات للمرزوقي ولا التبريزي إنما كان هناك يومها شرح ابن الانباري فقط على جلالته وكذلك طبعت الحماسة وشروح لها وتعليقات عليها ورحم الله شاكر فقد رعى حركة إحياء الدواوين وقام عليها وخاصة الدواوين القديمة وقلما تجد ديوانا محققا تحقيقا علميا إلا وتجد صاحبه يزجي الثناء لشاكر على أياديه الجمة على هذا العمل ، وقد شغلت قضية البيان والإعجاز الجرجاني رحمه الله حتى أفرغ لها كتابيه الجليلين ولا سيما الدلائل ففيه خلاصة رؤيته لهذا الباب وقد طبعت أيضا في عصرنا عدد من الكتب القائمة على تبيين وجوه الإعجاز للقدماء فاعتقد انه يجب إعادة النظر من المتأدبين ممن يملكون الطبع القوي والموهبة لابد من إعادة النظر في ذلك التراث الهائل من الشعر القديم والعكوف عليه وتحرير وجوه البلاغة فيه وأبواب الصنعة البيانية ثم يعاد على أساس من ذلك وأساس من التفاسير المطبوعة مؤخرا والكتب البلاغية التي لم تتيسر لأسلافنا ..يعاد على أساس من ذلك النظر في إعجاز القرآن وتجليته للناس ومحاولة تقنين ذلك وصبه في صورة علم راسخ الأسس واضح المحجة بين الصوى لمن يرومه وقد رمى إلى ذلك شاكر رحمه الله واعتقد أن ذلك كان حلم حياته وقد كشف عن ذلك في مقالاته عن المتنبي في الجمهرة وكتاب المدخل ولكن لم يسعفه الدهر أو لم تسعفه النفس
أما أمر رفع القرآن بالعجمة المنتشرة فليس ببعيد على أني لا اعتقد بذلك إذ أن مبنى الإعجاز القرآني ومعقده إنما هو على البيان ونحن اليوم إنما في عقابيل تدهور عام وفي ثنايا ظروف تاريخية قضت بذلك الوضع بسبب من الاستعمار والطغيان الداخي والتغريب وأمور أخرى ولعل بانتهاء تلك الأمور يعود الأمر إلى ما كان عليه من اتصال الدراية بالقرآن ووجوه البيان فيه على مد قرون عشرة سبقتنا
أما رفع القرآن فأظنه رفع العمل به وهذا أقرب إلى إقامة الحجة أي تعلمه النفوس وتوقن ببيانه وتبصر ذلك ثم لا تنصرف إلى العمل به فيصبح القرآن موجودا غير موجود وتحق الحجة والتبعة على التاركيه ....أخيرا هناك يا صديقي أبو فهر واحد مع احترامي للأستاذ أحمد سالم
:)


Abdulrahman F كانت بدايتي أصلا مع هذا السؤال في كتاب دلائل الإعجاز ، وكيف أنشأ فصولاً ينفي فيها ما توهم أنه يمثل الإعجاز في نظم القرآن فإذا به ينفي ما كنت أحسبه أنا أصلا من وجوه إعجازه ، وتوقفت عند هذا الحد ولا أدري كم مر على ذلك وكم بعد بنا العهد به بين صور أخرى مما سماه الناس إعجازاً ، ورحم الله أبا فهر صاحبك إذ كان أول من حرر لدي هذا المصطلح واستوعب المقصود منه .. ولست أقصد بذلك إلى الإيهام بالاطلاع على علم هؤلاء القوم ولست له بأهل ، وإنما هو سؤال عادني زماناً وأحب أن أجدده في نفسي كل حين حتى إذا ما اشتد عودي في المسألة وحسن اطلاعي وجدت له جواباً وإن لم يكن شافياً فيكون مبلغ جهدي فيه ، وعلى الله قصد السبيل .. ولا تكنوا بكنيتي كانت للرسول الله خاصة فلا يضيق صدرك بالرجل :)


message 3: by Amr (new)

Amr helmy محدش جاب سيرة التكثر بذكر الكتب يا مولانا فلا تثور العجاج ثم تنفضه!


message 4: by Amr (new)

Amr helmy ولكن ذكرت الجرجاني خاصة لأنه عانى ما نعانيه من أولئك الذين يسترسلون مع العبارات ووجد أن فعلهم هذا وكتاباتهم لا تعين على إدراك الإعجاز وغاية أمرها أن تكون انطباعات شخصية غير قابلة التعميم وكما وقع في حيرة ضخمة إذ ما هي الفصاحة وما الفرق بينها وبين البلاغة وكيف يمكن امتلاك العدة الثابتة التي متى استقل بها أحدهم استطاع تبين ذلك وأشرت لكتاب الشيخ عضيمة لأنه اعتنى باختلاف القراءات في كتابه وكذلك استقصاه فلم يقع في أسر الأوهام وهذا ما عاب كثيرا من استشهادات من مثلت بهم فهم إنما يقصرون دون التعميم أو يقعون في الوهم أو يسترسلون مع التخيلات والتحكمات وذكرت كتاب السامرائي واختلط علي الأمر فالاخر فاضل السامرائي وهو عالم نحوي وأخيرا فأمر الكنية فليتكن من شاء بما شاء لكن النفس تنصرف لشاكر حين تقرأ أبا فهر وله قصد في تسميته بهذا الاسم فيما استظهر وقد كان فهر جد العرب فمابالك بأبي فهر وللرجل خصوصيات استقل بها فمزاحمته فيها توشك أن تكون تشبعا وقد تكنى أحمد سالم أكرمه الله أولا بأبي الأشبال وآخرا بأبي عمر وهي أحب كناه إلى نفسه كما أخبر فتأمل! وأخيرا أخيرا ليتك تشركنا في الخير يا اخ فالقرآن القرآن ونحن هاجرون له فلم استقللت بالطريقة دوننا هذا محزن علم الله فإنا لا نلبث حتى نشاركك القضايا والهموم وذلك كان العهد والهم بارك الله في علمك وعملك يا سيدنا


Abdulrahman F جزاك الله خيرا .. دمت لنا مفتاحا لابواب العلم والخير . ويسر الله لك ما يسرت لنا مما تقاصارنا عنه .. وعسى ان يكون مع كتاب الدكتور عبد الخالق عضيمة وقفة تعيننا على ما سألنا ، وهو كتاب جليل ما علمته قبل ذكرك اياه فهو في ذلك دليل ومرشد ان شاء الله تعالى ..


back to top