What do you think?
Rate this book
227 pages, Paperback
First published January 1, 300
أنا إذا تكلمت بالكلمة ملكتني وإذا لم أتكلم بها ملكتها
ĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶ
ليس أحدٌ بأعلم بما في نفس الموجعِ الحزينِ ممّن ذاق مثل ما به
ĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶ
لا تلتمس تقويم ما لا يستقيم
� ولا تعالج تأديب من لا يتأدب�
ĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶ
اثنان لا ينبغي لهما أن يحزنا: المجتهد في البر كل يوم، والذي لم يأثم قط
� اثنان لا ينظران: الأعمى والذي لا عقل له
اثنان هما الفرحان: البصير والعالم
ĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶ
الفأس يقطع به الشجر فيعود ينبت �
السيف يقطع اللحم ثم يعود فيندمل
� واللسان لا يندمل جرحه ولا تؤسى مقاطعه. �
والنصل من السهم يغيب في اللحم ثم ينزع فيخرج
وأشباه النصل من الكلام إذا وصلت إلى القلب لم تنزع ولم تستخرج �
ĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶ
فإن الحجر المانع الذي لا ينقطع لا تجرب عليه السيوف
والعود الذي لا ينحني لا يعمل منه القوس �
ĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶ
...
�*القرود والطائر والرجل*�
زعموا أن جماعة من القردة كانوا ساكنين في جبل. فالتمسوا في ليلة باردة ذات رياح و أمطار نارا فل� يجدوا. فرأوا يراعة تطير كأنها شرارة نار , فظنوها نارا و جمعوا حطبا كثيرا , فألقوه عليها , و جعلو� ينفخون بأفواههم و يتروحون بأيديهم طمعا في أن يوقدوا نارا يصطلون بها من البرد . و كان قريب� منهم طائر على شجرة ينظرون إليه و ينظر إليهم, وقد رأى ما صنعوا فجعل يناديهم و يقول: لا تتعبو� أنفسكم فإن الذي رأيتموه ليس بنار. فلما طال ذلك عليه عزم على القرب منهم, لينهاهم عما هم في�, فمر به رجل فعرف ما عزم عليه فقال له: لا تلتمس تقويم ما لا يستقيم, فإن الحجر الصلب الذي ل� ينقطع لا تجرَب عليه السيوف , و العود الذي لا ينحني لا تعمل منه القوس , فلا تتعب. فأبى الطائ� أن يطيعه و تقدم إلى القردة ليعرفهم أن اليراعة ليست بنار, فتناوله أحد القردة , فضرب به الأر� فمات .�
�*ابن آوى والأسد والحمار*�
زعموا أنه كان أسد في أجمة* , و كان معه ابن آوى* يأكل من فضلات طعامه . فأصاب الأسد جر� و ضعف شديد, و جهد* فلم يستطع الصَيد.فقال له ابن آوى: ما بالك يا سيد الأسباع قد تغيرت أحوال� ؟ قال: هذا الجرب الذي قد جهدني و ليس له دواء إلا قلب و حمار و أذناه . قال له ابن آوى م� أيسر هذا, و قد عرفت بمكان جمار مع قصار* يحمل عليه ثيابه, وأنا آتيك به. ثم دلف إلى الحمار �, فأتاه و سلم عليه و قال له : ما لي أراك مهزولا ؟ قال : لسوء تدبير صاحبي , فإنه لا يزال يجيع بطن� و يثقل ظهري , و ما تجتمع هاتان الحالتان على جسم إلا أنحلتاه* و أسقمتاه . فقال له: كيف ترض� المقام معه على هذا ؟ قال: مالي حيلة للهرب منه , فلست أتوجه إلى جهة إلا أضر بي إنسان �, فكدَني وأجاعني.�
قال ابن آوى: فأنا أدلَك على مكان معزول عن الناس لا يمر به إنسان, خصيب المرعى, فيع قطيع م� الحمر ترعى آمنة مطمئنة.�
قال الحمار : و ما يحبسنا عنها فانطلق بنا إليها . فانطلق به نحو الأسد, وتقدم ابن آوى, و دخل الغابة عل� الأسد, فأخبره بمكان الحمار. فخرج إليه و أراد أن يثب عليه, فلم يستطع لضعفه, و تخلص الحما� منه فأفلت هلعا*.فلما رأى ابن آوى أن الأسد لم يقدر على الحمار قال له: يا سيد الأسباع أعجز� إلى هذه الغاية ؟ فقال له: إن جئتني به مرة أخرى فلن ينجو مني أبدا ً. فمضى ابن آوى إلى الحما� فقال له: ما الذي جرى عليك ؟ إن أحد الحُمر* رآك غريبا فخرج يتلقاك مرحَباً بك , و لو ثبت� لآنسك و مضى بك إلى أصحابه .�
فلما سمع الحمار ذلك, ولم رأى أسدا قط َ, صدَق ما قاله ابن آوى و أخذ طريقه إلى الأسد. فسبقه ابن آو� إلى الأسد و أعلمه بمكانه و قال له: استعدَ له فقد خدعته لك, فلا يدركـنـَك الضعف في هذه النوب�, فإن أفلت فلن يعود معي أبدا ً, و الفرص لا تصاب في كل وقت.�
فجاش جأش الأسد* لتحريض ابن آوى له, و خرج إلى موضع الحمار , فلما بصر به عاجله بوثبة افترس� بها , ثم قال: لقد ذكرت الأطباء أنه لا يؤكل إلا بعد الاغتسال و الطهور , فاحتفظ به حتى أعو� , فآكل قلبه و أذنيه , و أترك لك ما سوى ذلك قوتــًا لك .�
فلما ذهب الأسد ليغتسل عمد ابن آوى إلى الحمار, فأكل قلبه و أذنيه رجاء أن يتطير الأسد منه فلا يأك� منه شيئا. ثم إن الأسد رجع إلى مكانه فقال لابن آوى: أين قلب الحمار و أذناه ؟ قال ابن آوى: أل� تعلم أنه لو كان له قلب يعقل به, و أذنان يسمع بهما لم يرجع إليك بعدما أفلت و نجا من التهلكة ؟
�*الناسك وابن عرس*�
زعموا أن ناسكاً من النساك بأرض جرجان وكانت له امرأة جميلة، فمكثا زمناً لم يرزقا ولداً ثم حمل� منه بعد الإياس فسرت المرأة وسر الناسك بذلك فحمد الله تعالى وسأله أن يكون الحمل ذكراً وقا� لزوجته: أبشري فإني أرجو أن يكون غلاماً لنا فيه منافع، وقرة عين، أختار له أحسن الأسماء وأحض� له سائر الأدباء. فقالت المرأة: ما يحملك أيها الرجل على أن تتكلم بما لا تدري أيكون أم لا؟ وم� فعل ذلك أصابه ما أصاب الناسك الذي أراق على رأسه السمن والعسل. قال لها: وكيف ذلك؟ قال�: زعموا أن ناسكاً كان يجري عليه من بيت رجل تاجر، في كل يوم رزق من السمن والعسل وكا� يأكل منه قوته وحاجته ويرفع الباقي ويجعله في جرة، فيعلقها في وتد في ناحية البيت حتى أمتلأ� فبينما الناسك ذات يوم مستلق على ظهره والعكاز في يده والجرة معلقة على رأسه، تفكّر في غلا� السمن والعسل، فقال: سأبيع ما في هذه الجرة بدينار وأشتري به عشرة أعنز، فيحبلن ويلدن في ك� خمسة أشهر بطناً، ولا تلبث قليلاً حتى تصير غنماً كثيرة إذا ولت أولادها، ثم حرر على هذا النح� بسنين فوجد ذلك أكثر من أربعمائة عنز، فقال: أنا أشتري بها مائة من البقر، وأشترى أرضاً وبذراً� وأستأجر أكرة وأزرع على الثيران، وأنتفع بألبان الإناث ونتاجها فلا يأتي على خمس سنين أل� وقد أصبت من الزرع مالاً كثيراً، فأبني بيتاً فاخراً وأشتري إماء وعبيد، وأتزوج امرأة جميلة ذات حسن� ثم تأتي بغلام سري نجيب، فأختار له أحسن الأسماء، فإذا ترعرع أدبته وأحسنت تأديبه وأشدد علي� في ذلك، فإن يقبل مني، وإلا ضربته بهذه العكازة وأشار إلى الجرة فكسرها، فسال ما كان فيها عل� وجهه وإنما ضربت لك هذا المثل لكي لا تعجل بذكر ما لا ينبغي ذكره، وما لا تدري أيصح أم ل� يصح فاتعظ الناسك بما حكت زوجته. ثم إن المرأة ولدت غلاماً جميلاً ففرح به أبوه وبعد أيام حان له� أن تتطهر. فقالت المرأة للناسك: اقعد عند ابنك حتى أذهب إلى الحمام فأغتسل وأعود ثم إنها انطلق� إلى الحمام، وخلفت زوجها والغلام فلم يلبث أن جاءه رسول الملك يستدعيه ولم يجد من يخلف� عندابنه غير ابن عرس داجن عنده كان قد رباه صغيراً فهو عنده عديل ولده فتركه الناسك عند الصب� وأغلق عليهما البيت وذهب مع الرسول. فخرج من بعض أحجار البيت حية سوداء فدنت من الغلا� فضربها ابن عرس ثم وثب عليها فقتلها ثم قطعها وا متلأفمه من دمها... ثم جاء الناسك وفتح البا� فالتقاه ابن عرس كالمبشر له بما صنع من قتل الحية. فلما رآه ملوثاً بالدم وهو مذعور طار عقل� وظن أنه قد خنق ولده ولم يتثبت في أمره ولم يتو فيه حتى يعلم حقيقة الحال ويعمل بغير ما يظن م� ذلك ولكن عجل أبن عرس وضربه بعكازه كانت في يده على أم رأسه فما. ودخل الناسك فرأى الغلا� سليماً حياً وعنده أسود مقطع. فلما عرف القصة وتبين له سوء فعله في العجلة لطم على رأسه. وقا�: ليني لم أرزق هذا الولد ولم أغدر هذا الغدر ودخلت امرأته فوجدته على تلك الحال. فقالت له: ماشأن� فأخبرها بالخبر من حسن فعل ابن عرس وسوء مكافأته له. فقالت: هذه ثمرة العجلة فهذا مثل م� لا يتثبت في أمره بل يفعل أغراضه بالسرعة والعجلة.�