محمد سعيد العريان (1905 -1964) أحد كبار كتاب مصر، تخرج من دار العلوم سنة 1930 وكان أول دفعته، واشتغل بالتدريس ثم انتقل إلى وزارة المعارف، شارك في تحرير عدد كبير من المجلات وفي قصص الأطفال وفي تحقيق الكتب المخطوطة. تعتمد شهرته على ما أصدر من روايات تاريخية. أضخم جهد قام به في مجال الطفل بإصداره مجلة سندباد أوائل سنة 1952، وظل يرأس تحريرها لأكثر من سنوات عشر وكانت طرازا لم يسبق ولم يلحق في مجلات الأطفال.
في مجال التربية أسهم خلال عمله في وزارة التربية والتعليم بتصميم وإنشاء المكتبة المدرسيه في مصر وإنشاء المراكز العامة في الخارج التي تتضمن الكتب العربية من أجل نشر المعلومه، كما عمل جاهدا على إزالة الحواجز أمام تصدير الكتاب العربي ونشره في خارج مصر.
يبدو أن تناول عصر المماليك ثمة غالبة لدي معظم من يكتب الرواية التاريخية في مصر الرواية بشكل عام أكثر من رائعة وتعرض لنهاية حقبة تاريخية طويلة ومثيرة للجدل من تاريخ مصر، حقبة المماليك بكل انتصارتهم وفتوحاتهم المذهلة، وظلمهم وتماديهم في الطغيان أيضاً ميزة العمل في موضوعيته الشديدة، لم يحور الكاتب الأحداث التاريخية لخدمة الحبكة الروائية كما يقدم معظم كتاب الرواية التاريخية، أو يقدم معلومات خاطئة كما هو الحال في كتابات جرجي زيدان مثلاً، المقدمة أيضاً لعميد الأدب العربي طه حسين أضافت للعمل كثيراً لم يعجبني كثرة الشخصيات الثانوية في العمل وكثرة الأسماء، وأيضاً التطويل في بعض أقسام الرواية مما يخرج القارئ عن تركيزه أحياناً، لكن الرواية بشكل عام ممتعة ومكتوبة بلغة رائعة و سلسة وبسيطة وتحكي التاريخ بأسلوب مشوق
"كتاب من هذه الكتب النادرة التي تخرج بين حين وحين. كتاب لم يخرجه صاحبه إلا بعد جهد و استقصاء وعناء لا يحب أن يتحمل بعضه كثير من كتابنا الذين يحبون الطرق المطروقه و السبل المألوفة" كان ذالك تعليق طه حسين عن الكتاب وكفي بها شهادة.
هو حقاً كنز مغمور لن تجده علي أرفف الكتب الأكثر مبيعاً في عصرنا هذا. للأسف لم أكن اعرف عن محمد سعيد العريان من قبل و اشتريت الكتاب بصورة غريبة، ذهبت للمكتبة و قررت انني سأشتري كتاب قديم غير مشهور و لكاتب لا أعرفه وبدون الرجوع للتقيم، أردت أن أجرب شئ مختلف بعيدا عن المسار العام .. ثم كان هذا الكنز و الحمد لله.
الرواية تتحدث عن نهاية الدولة المماليك في مصر، وهي تنقل التاريخ دون تزيف و بتحقيق يستحق كل تقدير.
تارةً أثير غيظي وحنقي حتى كاد دمي أن يغلي وتارةً ابتسمت لعجب الأقدار وتارةً كرهت وسببت الخونة الذين لم يحفظوا حق الأرض التي عاشوا عليها، وفي الأخير بكيت! واختمتها بالدعاء لشهداء مصر الذين دافعوا عنها ولم يخونوها ولطومان باي ولجميع حكام مصر الذين ما استكانوا وما خضعوا وأحبوا بلادهم حتى النخاع. الرواية من أفضل ما قرأت، تجربتي الثانية للكاتب وسأكللها بأخريات.
رواية تاريخية.. جيدة من ناحية التاريخ، عادية في أسلوب السرد لم تجذبني ولم أشغف بها، غير أني يجب أن أؤكد أنه بدا لي في الفترة الماضية أن ذوقي "مختلف / مرتفع" عن عامة قراء الروايات، لقد اكتشفت أن قليلين جدا هم من يسحرونني منهم مثلا علي أحمد باكثير.. فمن هذه الجهة يمكن أن تكون الرواية جيدة لكن ذائقتي لم تهضمها.
ومن هذا المنطلق أعطيها "نجمتين" لما حققته من إجادة في سرد التاريخ فقط
يصف ابن إياس «بدائع الزهور في وقائع الدهور» مشهد شنق طومان باي: «كان الناس في القاهرة قد خرجوا ليلقوا نظرة الوداع على سلطان مصر، وتطلع طومان باي إلى قبو البوابة فرأى حبلاً يتدلى فأدرك أن نهايته قد حانت فترجل وتقدم نحو الباب بخطى ثابتة ثم توقف وتلفت إلى الناس الذين احتشدوا حول باب زويلة وطلب منهم أن يقرأوا له الفاتحة ثلاث مرات ثم قرأها معهم وقال للجلاد: اعمل شغلك، فلما شنق وطلعت روحه صرخ عليه الناس صرخة عظيمة وكثر عليه الحزن والأسف» ويصف ابن زنبل الرمال يوم شنق طومان باي بقوله: «كان ذلك اليوم على أهل المملكة أشأم الأيام وبكت عليه الأرامل والأيتام»
لمُحبّي الروايات التّاريخية: رواية جميلة .. ورائعة .. وبسيطة .. بتفكّرني بروايات الدّراسة " وآه إسلاماه , طموح جارية " بصراحة هي رواية حَقيقة بأنّها تُدَرّس .. " كَم معلومات .. والتّاريخ فيها دقيق ومن غير تزييف .. (y) رواية : لمّت فترة " نهاية العصر المملوكي وإيه إللي أدّى لسقوطها " بشكل بديع .. ومن غير إسهاب أو حَشو يُؤدّي إلى ملل .. أو تلخيص يؤدي إلى خلل .. أسلوب سعيد العريان : بسيط جدًااا فيها ... وسلس ... وفيه وَداعة .. " ولكن إللي معجبنيش .. كان بيكّرر فقرات .. في كذا موضع , كمان كثرة الأسماء في الرّواية .. لازم يكون معاك زي قلم أو هاي ليتر .. حُط علامة ع الاسم عشان تعرف هو مين .. وإيه وظيفته .. عشان متّهش .. (y) أنا مش عارفة ليه يا جدعان .. الروايات دي مبتخدش حقّها ,, ع عكس روايات تانية والله ما فيها أي إفادة .. " للأسف هي النّاس النظيفة كده ملهاش نصيب " .. أعجبتني مُقدمة " طه حسين " للرواية .. بصراحة .. كيّفتني .. (y) وعلى غير العادة .. حاجة لطه حسين تكيّفني .. " مبحبّش أسلوبه, تحس إن أسلوبه فيه رخامة :D ولكن أنا محتاجة حد يكون قارئ في التاريخ كويّس جدًاا .. محتاجة أستفسر عن حاجات كتير .. ليه كميّة الدم دي والقتل , في تاريخنا .. " ولا هي سياسة " طاب إيه المُبرر ..!!.. الخيانة , والظُّلم .. !! اضّطهاد الشّعب .. ولا ده شيء أساسي لأي حاكم .. !! ولا مينفعش تبقى حاكم لو معملتش كده ..!! محتاجة .. كتاب تاريخي ثقة ودقيق , بيحكي عن الفترة دي بالتّفصيل وياريت بالتّحليل و الشّرح والتّوضيح .. #رواية_تاريخية , جديرة بالقراءة
على باب زويلة للمصري محمد سعيد العريان. قصة تحمل في طياتها معاني الشرف و أخلاق الفرسان يمثلها بطل الرواية طومان إبن أركماس و نور كلدي. تروي القصة كيف عاش طومان مع أمه في سهوب بين القبج و القفقاس حيث تعيش قبائل الجركسالذين خبروا تجار الرقيق. يسرقون القتيان و الجواري لتباع في أسواق حلب و حمص و القاهرة و هذا ما حدث مع الفتى طومان الذي ساقه القدر إلى قاتل جده و ساقه أيضا لملاقاة أبيه بعد أن أيقن موته. تروي أيضا الألاعيب التي مارسها أمراء المماليك للجلوس على تخت مصر و العسف الذي ساهوم أواخر دولتهم لعامة الناس في أرض الكنانة. يعجبني حقا أن للإمام دورا في الرواية مهما دق.
لغة الرواية جزلة متينة مع تقنيات سرد تشد القارئ و تدفعه بسلاسة لآخر الكتاب. غير أن طريقة كتابة الياء في النسخة التي عندي تغيضني و تنغص علي. فهي تكتب، على عادة المصريين، ألفا مقصورة.
علي باب زويلة محمد سعيد العريان ---------------هي احدي الروايات المهمه بين الروايات العربية زمان صدورها عام ١٩٥٠،و قد تحولت الي مسلسل تلفازي بالأبيض و الأسود في بداية السبعينيات،و حسب ما قرأت نال المسلسل حظوة جماهيرية أكثر مما هو متوقع لمسلسل تاريخي،و حيث أن الرواية فن حديث في الأدب العربي رأينا ان الروايات التي تعتمد علي التاريخ كانت أكثر رواجا في المراحل الاولي للرواية،مع اختلاف في مستوياتها الفنية،فمن روايات التاريخ الاسلامي لجرحي زيدان الي روايات محمد سعيد العريان الأربع التي هذه احدها،الي روايات محمد فريد ابو حديد و غيرهم،و قد ساهمت السينما في إشهار بعض الروايات التاريخية كرواية واسلاماه لعلي احمد باكثير و هذه الرواية،و لقد بلغ من جاذبية الرواية التاريخية ان روايات نجيب محفوظ الثلاث الاول كانت عن التاريخ الفرعوني. حظيت هذه الرواية لاهميتها في عصرها بمقالة نقدية مشيدة كتبها عنها العميد طه حسين في مجلته الكاتب و قد أشار فيها الي ما تحتاجه مثل هذه الروايات من أناة و صبر للتعمق في التاريخ قد لا يتأتي للكثيرين من أمثال كاتب هذه الروايه،و تاريخية الرواية لا تمنع من أن الفائدة التي يجنيها قارءها هي معرفة سَنن الحياة الاجتماعيه،فأنت تري مثلا في هذه الرواية أن المماليك الذين كانوا ارباب السيف،حولتهم غواية القوة من أرقاء- جُلبوا ليتدربوا علي فنون القتال فيحاربوا باسم الخليفة،و يتفرغوا لحماية البلاد -الي أوصياء علي الخليفة ثم الي حكام،و رغم انهم تمكنوا في مطلع عصرهم من إنهاء الحملات الصليبية و إنقاذ العالم من المغول الا أن إغراء القوة و السلطة جعلهم يتنازعون السلطان و يتداولون الحكم و يتداولون الزوجات اللواتي ينتقلن من مملوك أمير الي مملوك وزير الي وال،و تثأر إحداهن من ضرائرها بإيغار صدر زوجها علي زوج الاخري و تزيين الصراع علي الحكم له،و هكذا....و في غمرة انشغالهم يمتصون دماء الشعب و يلغون وجوده فهو لا يشارك في السلطة و لا في ادارة البلاد و لا يجد بابا يفتحه لينتصف من ظلامه،و العلاقة بينه و بين حاكمه هي فيما يدفعه من ضرائب يجنيها وكيل الحاكم الذي يلتزم بمبلغ يدفعه فيغالي في الظلم،و حين يثري الوكيل بالحرام يقوم السلطان بخلعه و إعدامه و مصادرة ماله لا ليعيده الي المظلومين من أبناء شعبه،بل يصادرها لنفسه و يعين وكيلا اخر أكثر قسوة و ظلما و ��كذا،لم يشذ عن هذه القاعدة الا طومان اخر من ولي مصر من المماليك فحاول التخفيف عن الناس و اقامة العدل و لكن ذلك كان في الوقت الضائع،إن سقوط مصر و الشام بأيدي بني عثمان لم يكن رغم كل ذلك عن ضعف في المماليك،و لم يكن فقط لأن بني عثمان يستخدمون البارود بينما يستخدم المماليك السيف،و لكن التظالم بين المماليك الحكام أنفسهم و بينهم و بين شعبهم جعل اخلاص جيوشهم في الحرب مشوبا بالخيانة،منهم خائر بك أو خاين بك و هكذا...و الجيش الذي يشعر انه يحارب ليستبدل مملوكا منهزما بآخر منتصرا ما كان لينتصر،و الشعب الذي لا يشعر أن الدولة له ما كان له أن يتفاني في حروبها،و وجود حاكم صالحفي لحظة زمنيه فارقة لم يكن كافيا ليطمئن الشعب فلا ضمانة الا ينقلب من العدل الي الظلم....انها نفس معادلة السلطة الغاشمة و الشعب المغلوب علي امره و نهازي الفرص من السياسيين و الأفاقين التي تأسرنا اليوم ...و هكذا تسير سنة الله في الحياة فتنتصر الدول بالعدل حتي و لو لم تكن مسلمه و تنهزم بالظلم مهما كانت تدعي نسبا الي شرع الله. يشكل المماليك ظاهرة في التاريخ .......فمنذ بداية اعتماد الدولة علي أمثالهم ايام المعتصم تحول أفراد الجيش من أناس من الشعب قادرين علي حمل السلاح كما كانوا في بدايات الاسلام الي جند مدربين علي الحرب اصلهم أرقاء تم استجلابهم لهذه الغاية،ثم و مع الزمن تراوحوا بين مفهوم الجند المرتزقة و مفهوم جيش الدولة،تري ذلك في المماليك و في الانكشارية،ظاهرة تحولت بالتدريج الي مفهوم الجيوش الحديثة التي تستقطب أبناء الوطن، و هكذا تحولت دولنا مرارا من دول الشعب الي دول الجيش كما نراه عند المماليك .....وحتي في عصرنا......ها نحن نري منذ بداية الانقلابات العسكرية في العالم العربي ان اكثر الدول العربية هي جيوش لها أنظمة،و الفرق بينها و بين المماليك ان جيوشنا حين تتحول الي السياسة يخلع المتسيسون بزة العسكر،بينما يبقي الحاكم المملوكي فارسا مقاتلا. من اللطيف ان مطالعة هذه الرواية اليوم تريك كيف تتطور اللغة فتسقط الفاظ من التداول علي جمالها و بلاغتها و هي في هذه الرواية كثيرة،كما أن تقنية الكتابة الروائية تختلف،فأنت تري أن خيوط الرواية لا بد أن تبقي مجتمعة في كثير من الاحيان بفعل الصدف التي يصعب حشدها في الواقع،فالفتي الذي سرقه النخاس من أمه ،يعيش في ظل قاتل جده،و علي مقربة من أبيه الذي تشير الرواية الي مقتله بينما ينجو و يتبدل شكله و يجتمع مع ابنه دون ان يتعارفا و يجتمع مع زوجته ،و يقرر ان يوصلها الي ابنهما ثم ينسحب من حياتهما ندما علي اخذه ثأر ابيه في الوقت غير المناسب ،الامر الذي كسر دولة كان من الممكن ان يكون ولده حاكمها بسلطانه و بعدله،و الطفلة التي ياخذها النخاس مع البن طومان و التي تتزوج أربع سلاطين تظل مثارا للحقد بين رفيقها طومان و رفيق الطريق خاير ،رفيق الطريق الذي اجتمعا به و قد قدم به والده و هو حر ليتم استرقاقه عند مماليك مصر عله يصبح اميرا او ملكا...و من هذا في الرواية كثير ما لو كان بهذه الوفرة في روايات اليوم لربما عُدعيبا،و لكن الامساك بخطوط الرواية في عصرها جعلها مقبولة و لست متأكدا من صحة هذه النسب تاريخيا،و لكنها بإغنآئها السرد بالمتعة تجاوزت ان تكون منقصة. و ان عدت لما كتبه طه حسين عنها فقد اشاد بقدرتها علي حشد شخصياتها دونما اثقال علي القارئ بل انها لتخلق عند كل قارئ ببديع تصويرها مشاعر و عواطف نحو كل شخصية،كما رأي ما اسماه كثرة الإنات التي يسرف بها الكاتب علي نفسه و قرآءه،الامر الذي لم استوعب ماذا أراد به العميد حتي قرأت في فقرة من عشرة اسطر استخدام إن سبع مرات في كثرة مثقٍلة تبقي الرواية مهمه و مثيرة و مجالا لاستنباط حكمة الحياة التي لا تزال تنقصنا،و هي جاذبة لكافة القراء و من كافة الإعمار لكن قيمها تجعلها بخاصة مفيدة جدا للاجيال الناشئة.
بالرغم من كوارث المماليك طوال الرواية والجرائم المتوالية ضد الشعب المصري إلا أن الكاتب تحول فجأة - مع بدء ذكر الجيش العثماني - لنعت جيش المماليك بالجيش المصري وأنه يحمي البلاد والأعراض من الجيش العثماني. الموضوع يحتاج للبحث والتنقيب لفهم ما حدث في تلك الفترة وهل دخل الجيش العثماني القاهرة بترحيب من المصريين أم بالخديعة وبغير رغبة الشعب وهل دافع المماليك عن أعراض المصريين أم عن مملكتهم
عن السلطان المملوكي طومان باي بن أركماس رواية ممتعة بأسلوب كلاسيكي ولغة قوية. الكاتب متحري الدقة في التفاصيل وبارع جدًا في نسج المشاهد لدرجة تعيّشك في المشهد وتخليك تلمس تفاصيل الحكاية.
حكاية أم اختطف ابنها منها وهو صبي، لا تكل البحث عنه لأكثر من عشرين عام إلى أن تأخذه في حضنها في النهاية ولكن وهو معلق (على باب زويلة)
لحظة نهاية دولة المماليك يمثلها المؤلف تمثيلًا رمزيًا من خلال طالب الثأر الذي جاب الأرض ليدرك ثأره من رجل قتل كي يثبت رجولته، وآخر يختطف من أقصى الأرض ليباع عبدًا يصبح سلطانًا. نموذج للأدب الروائي التاريخي العربي.
بسم الله .. أما قبل: فشتان بين ما يطلق عليه روايات في الغالب، وبين أمثال هذه الرواية. فهذه الرواية من طراز فريد، لا يهدف الكاتب من ورائه إلى إثارة غرائز، ولا إلى تشويه مفاهيم، ولا إلى تزوير تاريخ، وهو ما يليق بكاتبٍ بهذه القامة والمكانة الأدبية.
لكنّا لا نعدِم أمثلة لهذا النمط الراقي من خلال الكتابة بين الأُدباء القدماء والمعاصرين، فمن القديم نسبيًّا ومن زمن يُقارب زمن كاتب هذه الرواية هناك رواية بنت قسطنطين التي ترجمها خليل مطران، ومن المعاصر نجد رواية الحدقي للكاتب الموريتاني أحمد فال ولد الدين، وكتابات أيمن العتوم وخولة حمدي، وهذا على سبيل ضرب المثال لا الحصر.
وأما بعد: فلُغة الكتاب بليغة رائعة، وهي إلى ذلك ليست مُتكلِّغة في الوصف، بل يصِف الأحداث وصفًا دقيقًا بعبارة سهلة، وبلغة مؤثرة في نفس الوقت. لكنها مع سهولتها قد تصعُب بعض الشيء على القارئ الذي لم يعتد قراءة الفصحى؛ وهو مع الأسف حال أكثر شباب هذا الجيل، فحتى الذين يقرأون أكثرهم يقرأون ترجمات عادية.
وأما سرد الكاتب للأحداث فأعجبني جدًا وصفه لكل التفاصيل كأننا نرى ونسمع ونُحس، وإن كانت الأسماء كثيرة بطبيعة الحال لكونه يروي أحداثًا تاريخية، فيحتاج القارئ أن يُسجل الأسماء لكي يستطيع أن يربط الأحداث ببعضها بيُسر.
أيضًا وصفه لدواخل النفوس وإشارته للعِبَر من الحوادث من لطائف الكتاب، حيث إنه مع كل شخصية يذكُر عوامل نشأتها وتطور الأحداث بها وما آلَت إليه من عاقبة.
ومع ذلك كله فإن أسلوب الرواية جذاب حيث يتشوّق القارئ لمعرفة ما سيحدُث، ورغم معرفة أغلب المصريين بنهاية الرواية المتوقعة -نهاية طومان باي- إلا أن الأسلوب النفسي الذي اعتمده الكاتب يجعلك رغمًا عنك تتأثر عند بلوغ النهاية.
في هذه الرواية نعيش حبًا وحربًا، وألمًا وسرورًا، ونرى كيف يبلُغ بالمرء الحب حتى لَيتخلّى عن حظ نفسه ليُسعد أحبابه، وفي المقابل نرى كيف يبلُغ بالبعض الانحطاط حتى يبيعون أوطانهم مع سبق العمد والإصرار، يُدبّرون المكائد ويَحيكون الدسائس ويُفسدون ما يُفسدون ويسفِكون ما يسفِكون، وكل ذلك في سبيل القوة والسلطة، وهذا ما يَؤولُ إليه حال مَن يترك لنفسه الحبل على الغارب فتفسَد أيّما فساد، وتنحط إلى مراتبٍ أدنى من حال الأنعام، نسأل الله السلامة.
*يُلحظ على الكتاب فقط كثرة الأخطاء الإملائية في هذه الطبعة. ** أنصح من ينوي قراءة هذه الرواية ألا يقرأ المقدمة كلها في البداية لأن فيها حرق للأحداث؛ لعل أول صفحة فقط تكفي.
عندما تقرأ كتاب 'ليون الإفريقي' وتتبعه بهذا الكتاب، تقع في فخ كبير. ففي ليون الإفريقي يسافر حسن الى مصر في حقبة المماليك، ويشهد سقوط حكم قلنصوة الغوري، وبطولة طومان باي وقوة شكيمته وتصديه لسليم بن بايزيد العثماني حتى شنقه على باب زويلة.. وكيف أنه أصبح بطلا معروفا .. كل هذا باختصار شديد، وحماس مستعر إنما عندما تقرأ على باب زويلة، فإن الحكاية تبدأ قبل ذلك بكثير. من اختطاف طومان من والدته حتى تبنيه من الغوري وحتى مصرعه بطلا على باب زويلة. ولكن الأحداث على كثرتها غير مهمة في أغلبها، أسلوب تشويق بسيط حتى لأن القارىء يتنبأ بمصير ا��أحداث بعد ذلك. أهم ما استفدته هو جزء من تاريخ مصر في تلك الحقبة، صراع المماليك على الحكم وتشتتهم، وتاريخ الخيانات المخزية التي أنهت حكمهم وسلمت بلادهم الممتدة على الشام ومصر وبلاد الحرمين إلى الحكم العثماني.
طريقة سرد لأحداث تاريخية واقعية أكثر من رائعة، تجعل القارئ يندمج مع الشخصيات و الأحداث و حتى الحوارات (والتي على الأغلب هي من خيال الكاتب، إذ لا يمكن قطعا إسناد حوارات دارت في الخفاء بين شخصين إلى مرجع تاريخي) و التي تصب في نفس سياق الوقائع بما يضفي على الرواية جانب من الحياة و الدراما، و يبرز للجاهل بهذه الحقبة أهم الشخصيات التي واكبتها و إن كانت على ذكر طفيف كأمثال الشعراء و الشيوخ و حتى على ذكر جانب من الحياة الإجتماعية السائدة، لغة سهلة و بسيطة و متمكنة أخاذة،مع أسلوب تشويق يجعلك تريد أن تضطلع على ما يلي في لهفة و إصرار، و هو ما سبقنا إليه أستاذنا الكبير طه حسين في الإثناء على الكاتب و الكتاب في آن واحد، يا حبذا لو رأينا أكثر من رواية معاصرة تشتمل على هذا الكم من المعلومات و الحقائق التاريخية.
رجل يفارق زوجه ليدرك ثأره، وأم يخطف وحيدها نخاس حقير، هكذا بدأت القصة التي تدور أحداثها في عصر المماليك. ستتنازعك عواطف شتى وأنت تقرؤها: شفقة وغيظ، ودهشة وإعجاب، حزن وسرور. ستنكشف لك بعض خبايا القصور، وسترى كيف تذل الشهوات أعناق الرجال، وكيف يخلب هوى امرأة لب الرجل فتسيره كيف شاءت، تشحذ همته وتذكي عزمه، ويستبسل لينال رضاها وإعجابها.
سترى عجائب الأقدار! عز بعد ذل وذل بعد عز، واجتماع بعد فرقة، وأحوال تتبدل.
وستدرك أن الطباع والأخلاق أرزاق مقسمة، فلا تعجبن من نبل الكريم، ولا من خسة اللئيم.
أجاد العريان-رحمه الله- أيما إجادة في رواية الأحداث، بأسلوبه الفصيح السلس البديع، وعرض لنا صورا مقربة لواقع الناس في مصر آنذاك.
الرواية التاريخية هي رواية للكاتب المجتهد الذي أخذ من البحث في أغوار التاريخ مجالا خصبا لكى يكتب روايته ويحتاط دوما ان يخطيء في الأحداث وهذا هو حال مؤلف هذه الرواية الذى ابدع فيها من خلال تناوله لفترة من اشد فترات التاريخ حرجا وهى انهيار دولة المماليك بعد صراعاتهم على السلطة ودخول العثمانيين مصر وذلك في خط موازي للأحداث الفردية والثأر الذي فر منه قنصوة الفورى في بلاد الكرج ليجده دوما خلفه أينما ذهب حتى نهايته بعد ذلك بسنوات والأم الصبورة التي جابت الأرض بحثا عن ابنها الطفل الذى اختطفه نخاس تاجر رقيق من أحضانها لتقضي سنوات عمرها في اقتفاء اثره وبعد سنوات تعرف ان ابنها هى السلطان طومان باي وتلتقي به اخيرا عند باب زويلة ولكنه يكون معلقا على حبل المشنقة مقتولا
رواية تحكي عن آخر لحظات المماليك في حكم مصر وسقوطها في يد العثمانيين شكليا فقط لأن المماليك ظلوا يحكمون ويتحكمون في مصر حتى محمد علي ، المعارك والحروب التي دارت بين دولتين مسلمتين ولكنه الرغبة في التوسع والسيطرة علي البلاد جعلت العثمانيين يأتون إلى مصر لحكمها ولخوفهم من أن يضربوا من الخلف وقت أن كانوا يحاربون الصفويين في أرض فارس وللعلم أيضاً في ذلك الوقت كان يوجد بلاد الأندلس تؤخذ قطعة قطعة ولا منجد لها وهؤلاء بقوتهم يحاربون بعضهم بدلاً من أن ينقذوا الأندلس من القشتاليين ، ولكن هكذا كان الواقع وهكذا كانت الأحداث.
أما عن المؤلف محمد سعيد العريان تلميذ وصاحب الرافعي صاحب اللغة الجميلة والأسلوب الرائع فستلاحظ كذلك لغة العريان القوية والجميلة جداً جداً
أن تقرأ مسار أحداث على علم مسبق به ليس أمرًا مثيرًا، لكن إبداع محمد سعيد العريان حوَّل المسار الذي نعرفه جميعًا، على الأقل الإطار العام لقصة سلطاننا طومان باي، إلى أمر مثير لا تكاد أن تنتهي من صفحة حتى تتلهف لمعرفة ما سيحدث في الصفحة التالية!
حبي للقراءات التاريخية، خاصة الموضوعة في إطار سردي قصصي مثل هذه الرواية، قد ازداد أضعافًا!
إنها المرة الأولى التي أقرأ فيها لمحمد سعيد العريان، لكنها لن تكون الأخيرة.. وعرفت الآن لمَ تحدث طه حسين في مقدمة هذه الرواية عنه هذا الحديث!
محمد سعيد العريان لم يكتب الكلمات ويرصها بجوار بعضها، لا؛ وإنما غزلها غزلًا، أمسك بريشة من ألوان من نور ورسم مشاهدها.. وهذا هو الإبداع في حد ذاته.. تستحق النجوم الخمس من دون أي مبالغة.
لم أقاوم إغراء كلمات طه حسين وهو يصف الكتاب في تقدمه له بأنه رائع، وقررت قراته رغم كوني عادة لا أحبذ هذا النوع من الكتابات، لكنّي لم أندم البتة، بالفعل كان عملا رائعا وسرحت لساعات أطالعه بنهم، حيث وضعني في صورة لما عاشته مصر وبعض الدول العربية في نهاية عهد المماليك وبداية عهد العثمانيين... لغة الكاتب ممتازة وعبارات بلاغية كثيرة تستحق أن تقتبس وتنشر، وأكثر ما علق في ذهني هو تشابه حال مصر اليوم بحالها قبل خمسة قرون، حيث الاستبداد والتسلط وسرقة أموال الناس تحت مسمى الضرائب وبحجة حمايتهم من العدو الخارجي...
من اجمل الروايات ليا الروايات الي ليها خلفيه تاريخيه.. فلما تكون الروايه عن نهاية غصر المماليك بشخصياتها الكثيرة المثيرة للجدل و بقلم سعيد العريان ولغته الفخيمه فالرواية بتكون احلى و احلى.. الروايه بتبدأ باختلاف طومان باي و رحلته و تدرجه في المناصب حتى و صوله لداودار السلطان قنصوة الغوري و رحلة السلطان قنصوة نفسه و دهاؤه حتى وصوله للعرش و بتنتهي باعدام السلطان طومان باي على باب زويله و احتلال العثمانيين للقاهرة... العيب الوحيد بالنسبه لي كان التطويل في بعض الاماكن و السرعه في بعض الاماكن الي كانت محتاجه وصف و إيضاح اكتر
رواية تاريخية عظيمة،تقتحم فترة مهمة في تاريخ مصر المُغتصبة منذ أزمان ،و تُظهر عدة جوانب تاريخية مهمة : - دولة المماليك كانت دولة ظلم وطغيان و احتقار للشعب المصري المغلوب ع أمره . - أنهم ورغم ذلك حافظوا ع مصر كدولة مستقلة ذات شأن . - أنهم أهل خيانة و غدر . -أن طومان باي المملوك الجركسي الأصل،أخلص وأحب المصريين فأحبوه و افتقدوه . -أن طومان باي رجلا يستحق أن يُحيي المصريون ذكراه .
لم تقتحم الرواية العثمانيين ، ولم تذكر لهم شئ سوي أنهم و كغيرهم أهل خيانة و غدر و طغيان .
هذه هى قراءتى الثانية للرواية الرائعة للكاتب العَلَم الاستاذ محمد سعيد العريان الذى اشتهر بأمانته فى نقل الاحداث التاريخية فى رواياته فهو يكتب التاريخ فى شكل رواية، بل يفسر سلوك وتصرفات بعض شخصياتها وكذلك سكان المناطق التى دارت بها الاحداث، هى رواية ممتعة كثيرة الاحداث واضحة الشخصيات، قدم لها أ.طه حسين وأشاد بها. قرأتُها هذه المرة على موقع وتطبيق هنداوي -مؤسسة غير ربحية- وهو عمل جليل جميل الاخراج يستحق كل تقدير كما يستحق ان يورث للأجيال.
لم أتمني أبداً ألا تنتهي رواية أمسكتها يداي كما تمنيت ألا تنتهي هذه الرواية عشت فيها بكل وجداني عرفت منها أن التاريخ يعيد نفسه كطبعة واحدة نفس المحتوى و لكن تختلف الزخارف قيمت الرواية بخمسة نجوم و ندمت على كل ما قيمته في حياتي من قبل فهيهات هيهات أساءني سوق طه حسين في مقدمته الجميلة للرواية بعض التفاصيل و لكنه كان يعلم أنها تدخل لنا الكثير ... الكثير من التشويق و الإبداع و ...... الأحزان أيضاً شكراً محمد سعيد العريان