يتناول المؤلف قصص التعذيب في تاريخ الإسلام ومواقف الفئات المختلفة منه وآراء الفقهاء فيه. ويبحث أيضاً ي المقتربات الدينية للتعذيب كاشفاً من خلالها عن دور الأديان في هذه الظاهرية الجنائية.
هادي العلوي، ( 1933 - 27 سبتمبر 1998، مفكر شيوعي عراقي إهتم بالتراث العربي وقرأه قراءة ماركسية. كان مهتما بالحضارة الصينية أيضا.
توفي عام 1998 في دمشق التي دفن فيها. من مؤلفاته
* شخصيات غير قلقة في الاسلام * موسوعة معرفية في مجالات سياسية وإجتماعية * من تاريخ التعذيب في الإسلام * الإغتيال السياسي في الاسلام * ديوان الهجاء * المرئي واللامرئي في الأدب والسياسة * فصول عن المرأة * المعجم العربي الجديد المقدمة * شخصيات غير قلقة في الإسلام * كتاب التاو * خلاصات في السياسة والفكر السياسي في الإسلام * فصول من تاريخ الإسلام السياسي * المعجم العربي المعاصر: قاموس الانسان والمجتمع
اعتمد هادى العلوى المنهج الأكثر انصافا فى كتابة هذا البحث.
فقد استعرض تاريخ التعذيب و منهجه ثم اقوال النبى فى ذلك و رأى الفقهاء ثم دراسة مقارنة لتاريخ التعذيب فى الأمم الأخرى تليها مقارنة شخص الحجاج بشخص هتلر اجتماعيا و سياسيا.
استمتعت كثيرا بالكتاب كدراسة نقدية عميقة لم يتطرق لها أحد بهذا الشكل.
تاريخ التعذيب في الإسلام كتاب للمؤرخ والكاتب العراقي هادي العلوي الذي له العديد من المؤلفات والدراسات في التاريخ والسياسة...
يتكون الكتاب من قسمين ..القسم الأول بيتكلم فيه علي أنواع التعذيب في العصور الإسلامية سواء تعذيب لأغراض سياسية او لأغراض أخري مثل التعذيب للأعتراف أو للعقوبة و غيرهم...كما أشار الكاتب لفنون التعذيب المستخدمة مثل قطع الرؤوس، الضرب،الجلد، سلخ الجلود ،الاعدام حرقاً و تقطيع الأوصال مثل قطع اليدين والرجلين واللسان ! الكتاب إتكلم عن الكثير من حوادث التعذيب اللي حصلت للعديد من الأشخاص في العصور المختلفة ومنهم قتل ابن المفقع صاحب كتاب كليلة ودمنة الذي أُعدم حرقاً بأمر سفيان بن معاوية و جلد أبو حنيفة مؤسس المذهب الحنفي مئة سوط بأمر الحاكم العراقي الأموي عمر بن هبيرة لرفضه عرضاً بالعمل في إدراته!
القسم الثاني من الكتاب بيتكلم عن جذور التعذيب حتي من قبل الإسلام وبيحاول يكشف عن دور الأديان في هذه الظاهرة الجنائية و في نهاية الكتاب كان في مقارنة رائعة بين هتلر و بين الحجاج بن يوسف الثقفي الذي اشتهر بدمويته المنفلتة..
كتاب مهم..بيتكلم عن حاجات كتير مسكوت عنها،مهم إننا نقرأها عشان نعرف تاريخنا كويس بكل مميزاته وعيوبه...و هو أكيد فيه عيوب كتيرة مش زي ما بيحاولوا يعلمونا في المدارس! ينصح به... (عرفت الكاتب و الكتاب من كتاب فتح بطن التاريخ لبلال فضل..ودايماً ترشيحات بلال فضل بتكون جامدة)
كتاب جيد لكن يعاب عليه العنوان المستفز، فالتعذيب تاريخياً كان حاضر بقوة في كل الممالك والدول الكبرى التي تحكم بالحديد والنار، حتى في أوروبا، ولا يمكن أن نطلق على كل خلافة اتخذت من الاسلام قناعاً، كالخلافة الاموية والعباسية على سبيل المثال، مصطلح خلافة اسلامية ونربط قصص التعذيب في تلك العصور بالاسلام
لقد كان المؤمنون يطلبون الأجر بالمساهمة في رجم الزناة ويلاحقون المرجوم إذا هرب ليحصلوا منه على شدحة في رأسه تسجل لهم نقطة إيمان إضافية, ولازالت هذه الهواجس عالقة حتى الآن في نفوس المؤمنين الذين يكرّسون أوقات فراغهم لمهاجمة وإغلاق صفحات الفيسبوك المخالفة, ليتحصّلوا منه على تلك المشاعر الحميمية التي تنتابهم عند الرجم.
تاريخ من التعذيب باسم الله مرات, ومرات أخرى تعذيب على استحياء لأنه مغالاة فيما شرّع الله !!
** للمزيد من التفصيل عن محتويات الكتاب, أرشّح لكم مراجعة أيمن عجور /review/show...
عندما بدأت في قراءة هذا الكتاب شممت رائحة غريبة من ورائه وعندما بحثت عن سيرة الكاتب وجدت انه شيوعي من أنصار الفكر الماركسي وبالتالي كل كلامه عن التعذيب وإن صح في بعضه إلا أن هدفه الأساسي هو تشويه الدين الإسلامي ، وهو كمن يضع السم في العسل ، حيث يشعر القارئ غير المتمكن من أن الكاتب يتحدث بموضوعية وشفافية وحيادية عن تاريخ التعذيب في الاسلام ولكني والحمدلله لم اقع في الفخ الذي نصبه الكاتب للقارئ ، حيث شعرت بمدى التجني على الإسلام من قبل الكاتب حيث هناك الكثير من المعلومات المغلوطة عن تاريخ الخلفاء الراشدين ، كما أنه ذكر أحداث مشكوك في أمرها من قبل المؤرخين أنفسهم ، كما أنه أشار في بعض الفقرات إلى أن النبي محمد صلوات الله عليه قد أمر بتعذيب بعض الناس وكذلك فعل أبو بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما
كتاب رائع أقرب لدراسة علمية منهجية عن تاريخ التعذيب فى الإسلام وأنواعه وطرقه مع بعض الأمثلة.
قيمته بأربعة نجوم
الخلاصة للخروج من هذا النفق المظلم هو لزوم تأسيس دولة مدنية علمانية حديثة. إن حقوق العباد مبناها على الشح وحقوق الله مبناها على السعة، وحقوق الله هى أفعال الفرد لنفسه كشرب الخمر وترك الصلاة والزنا وما أشبه، والحساب على هذه يسير لأن ضررها لا يصل إلى الناس.
- الصحابى سَمُرة بن جندب - بفتح السين وضم الميم - أصبح والى البصرة والكوفة بناء على اختيار زياد بن أبيه - أشهر قائد عسكرى فى عهد معاوية - بيقول الذهبى فى كتابه "سير أعمال النبلاء" إنه سمرة قتل 70 ألف- راجل نبيل يعنى من نبلاء الإسلام والمسلمين -، وقال الطبرى فى "تاريخ الأمم والملوك" إنه سمرة قتل فى الكوفة فقط 8 آلاف إنسان ولما سألوه إنه ممكن يكون قتل أبرياء، قالهم "والله لو قتلت مثلهم ما خشيت". خلى بالك سمرة ده من الصحابة اللى شافوا النبى وعاشروا النبى !
- زياد بن أبيه قطع إيدين ورجلين الصحابى رشيد الهجرى وقطع لسانه وصلبه لأنه كان مقرب من على بن أبى طالب.
- الخليفة هشام بن عبد الملك قطع إيدين ورجلين غيلان الدمشقى وصلبه على باب دمشق بسبب آراءه فى القدرية ( تولى الخلافة - بعد عمر - هشام بن عبد الملك أراد ان يحقق وعده السابق بالانتقام من غيلان، فاعتقله، و في مجلس الخلافة زعق فيه: مد يدك، فمدها غيلان، فضربها الخليفة بالسيف فقطعها، ثم قال: مد رجلك، فمدها، فقطعا الخليفة بالسيف الباتر .. و بعد أيام مر رجل بغيلان و هو موضوع أمام بيته بالحي الدمشقي الفقير، و الذباب يقع بكثرة على يده المقطوعة، فقال الرجل ساخراً: يا غيلان، هذا قضاءٌ و قدر! فقال له: كذبت، ما هذا قضاء و لا قدر .. فلما سمع الخليفة بذلك، بعث إلى غيلان من حملوه من بيته، و صلبه على احدى أبواب دمشق).
- خالد القسرى والى الخليفة هشام بن عبد الملك فى الكوفة قطع رأس الجعد بن درهم يوم عيد الأضحى عقب خطبة العيد تحت المنبر فى المسجد ( أخذ الجعد ينشر تعاليمه بالكوفة، فتعلم منه الجهم بن صفوان الترمذي الذي تنسب إليه الجهمية .. و في عام ( 105 هـ/724 م ) استلم الحكم في دمشق هشام بن عبد الملك الذي عين خالد بن عبد الله القسري والياً على الكوفة، فقبض على ابن درهم، و في أول يوم من أيام عيد الأضحى من ذلك العام قال خالد و هو يخطب خطبة العيد: أيها الناس ضحُّوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضحٍّ بالجعد بن درهم؛ إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما .. ثم نزل فذبحه في أصل المنبر .. و قد لاقى خبر قتله إستحساناً من العامة و من علماء السنة، و منهم الحسن البصري المتوفى 110 هـ).
- إعدام الداعية المغيرة بن سعيد حرقا فى عهد الخليفة هشام بن عبد المل��.
=============================
�#″عرف_تاريخك�
إختراع إسلامى مية فى المية، مش كمبيوتر ولا لابتوب ولا سيارة ولا قطار ولا دواء لعلاج مرض ما ولا قاعدة الحمام الأفرنجى ولا جهاز طبى .. الاختراع إنه فى مرة من المرات الخليفة العباسى المعتضد قاعد كده اخترع طريقة جديدة للتعذيب وقتل المعارضين اسمها "إخراج الروح من طريق آخر" ووضع قواعد - أومال هيا سبهللة لا ده علم يا مؤمن إنت وهو وليه أصوله - وقالك فى طريقتين :
1- يحفروا حفرة ويحطوا فيها الإنسان برأسه ويردموا عليه ويبقى نصه التحتانى ظاهر فتخرج الروح من مؤخرته أو دبره. 2- ياخدوا الإنسان يكتفوه ويحطوا القطن فى أذناه وأنفه وفمه وينفخوه من مؤخرته أو دبره لحد ما يتنفخ وبعدين يشقوا العرقين اللى فوق الحاجبين علشان الروح تخرج منهما.
كلمنى أكتر عن الخلافة الإسلامية :))
==============================
لولا مخافة بشر أو عقوبته أو يُنوَّط فى كفى مسمار إذن لعطلت ثغرى ثم زرتكم إن المحب لمن يهواه زَوّار.
بشر هو بشر بن مروان أخو الخليفة عبد الملك بن مروان كان حاكم العراق ، كان بيقطع رأس الجندى اللى يتخلف عن الجيش، والثغر هو الجبهات على الحدود.
==============================
�#″عرف_تاريخك�
أقيمت وليمة قرشية حضرها هشام بن عبد الملك حين كان أميراً، ووجيه يُدعى عمارة الكلبى. واقتضى ترتيب الوليمة أن يجلس عمارة فوق (فى المنزلة) هشام، فاستكثرها هشام وآلى على نفسه أن يعاقبه متى فضت إليه الخلافة. فلما استخلف أمر أن يؤتى به وتقلع أضراسه وأظافر يديه. ففعلوا به ذلك. وكان يقول - عمارة الكلبى - فيما بعد يندب نفسه :
- مسلم بن عقبة المرى، كان أحد قادة يزيد بن معاوية، حصل عصيان فى المدينة المنورة، خرج على رأس جيش الخلافة ودخلوا المدينة واستباح جنوده المدينة 3 أيام قتلاً ونهباً واغتصاباً للنساء، لدرجة إنه عدد المغتصبات فى المدينة قد بلغن 7000 امرأة.
- الحجاج بن يوسف الثقفى - والى العراق فى عهد الخليفة عبد الملك بن مروان - قتل 120 ألف إنسان.
- يوسف بن عمر الثقفى ده قريب الحجاج وكان سفاح زيه فى عهد الخليفة هشام بن عبد الملك، ولكن أبواب الشهرة اتفتحت للحجاج واتقفلت فى وش يوسف رغم إنه الاتنين كانوا فى نفس المرتبة فى القتل والتعذيب، فالسفاحين كتير طوال عهد الخلافة بس الشهرة حظوظ.
- أبو مسلم الخرسانى - أحد كبارة القادة فى عهد الخلافة العباسية - قتل ما يُقارب 600 ألف إنسان.
- الخليفة العباسى المهدى - أبو هارون الرشيد - قتل كتير من المثقفين والمفكرين وعلى رأسهم شاعر الحكمة والزاهد صالح بن عبد القدوس بشطر جسده نصفين وعلق الجثة المشقوقة نصفين فى أحد ساحات بغداد.
==============================
يتناول الجزء الأخير مقارنة بين الحجاج بن يوسف الثقفى وأدولف هتلر، فتجد أن الحجاج كان فقيهاً وخطيباً مفوهاً لدرجة إنه الحسن البصرى كان بيقول "ما سمعت الحجاج يخطب إلا وظننت أن أهل العراق يظلمونه !"، وتكتشف أن الحجاج بنى سجناً فى الكوفة اختلف المؤرخون فى عدد المسجونين الذين وجدوا به يوم وفاة الحجاج الذى توفى عن عمر يناهز الخامسة والخمسين، فالبعض قال كان به 30 ألف سجين، ووصل ابن عساكر إلى أن عدد المساجين به كان قد وصل إلى 80 ألف إنسان من بينهم 30 ألف امرأة. آخر ضحايا الحجاج هو الفقيه سعيد بن جُبير الذى توفى الحجاج فى نفس العام الذى قتله فيه.
============================== بعض الاسكرين شوتات :
خلاصة القول فى سيكولوجية المتدين وأصل الحدود :
�#″عرف_تاريخك�
مسلم بن عقبه المرى أحد قادة جيش الخليفة يزيد بن معاوية الذى قاد جيش الخلافة لحصار المدينة المنورة ودخل المدينة وأباحها جنوده ثلاثة أيام : قتلاً ونهباً واغتصاباً للنساء.
ويروى أن المغتصبات بلغن 7000 امرأة.
image:
الخليفة العباسى المهدى والد هارون الرشيد :
image:
الخليفة العباسى هارون الرشيد :
image:
الخليفة العباسى المأمون والخليفة العباسى والمعتصم :
يُلاحظ كلما ابتعد الحاكم عن السلفية واقترب من المعتزلة (طائفة أقرت بتقديم العقل على النقل)، كلما كان الحاكم أقل إرهاباً وتعذيباً للآخر ودموية.
من تاريخ التعذيب في الإسلام للمفكر العراقي هادي العلوي في القسم الأول من هذا الكتاب يروي الكاتب بعض قصص التعذيب التي وقعت في التاريخ الإسلامي � وتحديدا الأموي والعباسي � ويعرض لاحقا رأي أهل الفقه والدين منها ولعل أفضل ما في هذا الكتاب هو اعتماده على مصادر مهمة في التاريخ الإسلامي ولمؤرخين كبار منهم � الطبري / ابن كثير / البلاذري / اليعقوبي / ابن الأثير / وغيرهم � مما يعطي ثقة كبيرة فيما يورده الكاتب في هذا الكتاب الجزء الأول من الكتاب يحكي بعض قصص التعذيب التي وقعت في فترة الحكم الأموي والعباسي وهي على النحو الأتي : استخدم التعذيب عبر التاريخ الإسلامي لغرضين رئيسيان أولهما التعذيب لأغراض سياسية : وفي هذا النوع من التعذيب تتولى الدولة مهمة الإشراف على عمليات التعذيب ويكون التعذيب في هذه الحالة انعكاس للصراع الطبقي في المجتمع ومحاولة الحفاظ على السلطة .. وقد كان أول تطبيق لهذا النوع من التعذيب في التاريخ الإسلامي على يد معاوية بن أبي سفيان لعدة أسباب كان أبرزها : 1 � موقف جمهور المسلمين الذين اعتادوا على حكم الخلفاء الراشدين المنوط بتطبيق الشريعة الإسلامية والذي تجاوزه معاوية بإقامة سلطة فردية 2 � العرب الذين لم يعتادوا الخضوع لسلطة ولاسيما سلطة مستبدة 3 � معارضة أهل العراق لحكم معاوية � وهم الموالون لعلي وأولاده � كل هذه الأسباب أدت إلى لجوء معاوية إلى استخدام العنف في فرض سلطته على المجتمع الإسلامي .. فقد ولى المغيرة بن شعبة � احد دهات العرب � على العراق ولما فشل في التخفيف من حدة المعارضة لحكم بني أمية ولى من بعده زياد ابن أبيه والذي ابتكر عدة أساليب قمعية للقضاء على أي معارضة لحكم بني أمية فقد طبق منع التجول و القتل بالتهمة وقتل البريء لإخافة المذنب ويورد الطبري في تاريخ الملوك - 4 / 176 � أن سمرة بن جندب وكيل زياد على البصرة أعدم ثمانية ألاف من أهلها تطبيقا لمبدأ زياد في القتل ويذكر ابن الأثير في التهذيب � 2 / 85 � أن زياد أمر بقطع لسان رشيد الهجري وصلبه لأنه تكلم بالرجعة إن مثل هذه الأساليب التي كانت منتجهة أنذك في التعذيب تدل على السرعة التي تقدمة بها الدولة الإسلامية كمؤسسة تعذيبية قمعية وقد أنشأ الحجاج ابن يوسف الثقفي سجين الديماس والذي بلغ عدد السجناء فيه عند وفاته 10 الأف سجين من الرجال والنساء, وكان القتل السائد عند الحجاج هو القتل بالكيفية � بالتهمة � وذلك بقطع رأسه بالسيف , ثم أضاف الصلب لمن كان لهم وزن خاص في حركة المعارضة لحكم بني أمية وكان من ضحايا هذا النوع من التعذيب ميثم الثمار أحد المقربين لعلي بن أبي طالب وفي عهد الخليفة عمر ابن عبد العزيز استراح التعذيب لفترة قصيرة ما فتئت أن عادت على يد هشام ابن عبد الملك وفي عهده كانت السمة البارزة للتعذيب هي تقطيع الأيدي والأرجل من خلاف ومن ضحايا هذا النوع من التعذيب كان غيلان بن مسلم الدمشقي بتهمة القول بالقدر وبنفس التهمة أعدم خالد القسري الجعد بن درهم وقد نفذ الإعدام فيه ذبحا � في يوم عيد الأضحى -. وطبق شقيقه أسد حاكم خرسان طريقة قطيع الأيدي والأرج من خلاف والصلب على أتباع الحارث بن سرح الثائر على حكم الأمويين في المشرق , ويذكر الطبري أن الحرق في عهد هشام بن عبد الملك كان قد استخدم في بعض الحالات فقد استخدم كوسيلة اعدام لأحد غلاة الشيعة وهو المغيرة بن سعيد العجلي
التعذيب في العهد العباسي واجه العباسيون بعد وصولهم إلى الحكم معارضة شديدة حيث ظهرت العديد من حركات المعارضة للحكم العباسي كالشيعة الزيدية والإسماعيلية و المعتزلة والخوارج والقرامطة وغيرهم . الأمر الذي دفع حكام بني العباس للجوء إلى نفس الأسلوب القمعي الذي إنتهجه من قبل حكام بني أمية مع تطوير الأساليب القمعية لمراعاة التطور الذي استحدثه الثوار في ثوراتهم ضد الحكم العباسي . ويذكر أبو الفرج الأصفهاني � روايات الطالبين ص 228 � أن أبو جعفر المنصور كان قد قتل بعض العلوين بدفنهم وهم أحياء, وقد تم تطوير شتى أنواع التعذيب المستخدمة فقد تطور قطع الأوصال فبدلا من تقطيعها دفعتا واحدة صارت تقطع إلى عدة أجزاء وقد أبلغها الرشد أربعة عشر قطعة وكان ذلك مرفقا بتطور الوسيلة المستخدمة في التعذيب حيث استخدمت المديدة الغير حادة عوضا عن السيف � الطبري تاريخ الملوك 6 / 526 � . حيث بلغ القتل والتعذيب أشنع حالاته في العصر العباسي الأول ومرد ذلك إلى الوضع العام للمجتمع الإسلامي الذي عاش مع ظهور الإسلام مخاضات التدرج و الانتقال من حالة البداوة إلى المجتمع المدني الحضري.
أما النوع الثاني من أنواع التعذيب فهو التعذيب لأغراض أخرى � غير سياسية � ومنها التعذيب للاعتراف : تطرق إلى ذكره أبو يوسف في كتاب الخراج وتشكى منه بمرارة مما يدل على انتشاره الواسع وكان يستهدف نزع الاعتراف من المتهم في القضايا العادية ونظرا لعدم وجود أي مساس بأمن الدولة في هذه التهم فلم تستخدم أساليب تعذيب خارقة وكان يكتفا بالضرب بالهراوة او السوط , ولعل ما خفف من ذلك أيضا اختصاص القضاة بالحكم والفصل في هذه القضايا بشكل مستقل وهناك أيضا التعذيب للجباية : وكان يسته��ف الحصول على الجزية أو الخراج من الفلاحين و أهل الذمة, وقد انتشر هذا النوع من التعذيب في عهد الصحابة حسب رواية عن هشام بن حكيم بن حزام لكن دونما تحديد ما إذا كانت قد حصلت في عهد خليفة راشدي أو أموي فقد كان حكام بني أمية أيضا صحابة. على أي حال فقد تفاقم تعذيب الخاضعين للجزية والخراج في زمن بني أمية مع شيوع الامتناع عن الدفع نتيجة معارضة الناس للحكم الأموي ومعظم وقائع التعذيب لهذا الغر ض ترجع إلى زمن الحجاج � الأبهشي في المستطرف 1 / 110 ) ويذكر الأستاذ أحمد أمين في فجر الإسلام أن الحجاج كان قد اخذ الجزية من مسيحين دخلوا الإسلام لما صار هذا رائجا كحل للهرب من ا��جزية وقد كان يتم حلق شعر من لا يدفع بغية إرغامه على الدفع وصدر في عهد عمر بن عبد العزيز نهي عن استخدام التعذيب لأي غرض كان وقد حقق ذلك بعض النجاح أنهاه فترة حكمه القصيرة ورحيله العاجل
وسائل التعذيب في الإسلام تعددت وسائل التعذيب التي استخدمها الحكام المسلمون لفرض سلطتهم وحكمهم أو لأسباب أخرى جئنا على ذكرها فيما سبق 1 � حمل الرؤوس المقطوعة : وتدخل هذه العقوبة بباب التمثيل وقد بدأ استخدامها في عهد معاوية وكان أول من حمل رأسه في الإسلام عمرو بن الحمق أحد أتباع علي بن أبي طالب والذي قتله زياد بن أبيه ومن الحوادث المشهورة في هذا الباب حادثة حمل رؤوس الحسين وصحبه في يوم كربلاء حيث حملة رؤوسهم على الرماح بعد قطعها من كربلاء إلى الكوفة ولم يتكرر استخدام هذه الوسيلة من التعذيب كثيرا في عهد بني العباس إلا أنها انتشرت بكثرة في الأندلس في الفترة التي حكم فيها ملوك الطوائف وكان المعتمد بن عباد صاحب اشبيلية أكثر من لجأ لها حيث أقام في قصره حديقة لزرع الرؤوس المقطوعة
2 � الضرب والجلد : وهدف هذه العقوبة بالدرجة الأولى إهانة الشخص أكثر منه ايلامه , وقد استخدمها عمر بن الخطاب حيث كان يمشي في الأسواق وبيده الرقعة , واستبدلها عثمان بالسوط وكان ذلك من أسباب النقمة عليها وقد استخدم السوط أيضا في جلد مالك بن أنس على يد والي المدينة لأنه أفتى بعدم جواز بيعة المنصور لأنها أخذت كرها, ولم يتم الالتزام بالتحديد الشرعي في تطبيق عقوبة الجلد وهو 100 جلدة حيث كان يتم الجلد حسب أهواء الحكام والأمراء وكان يؤدي في بعض الحالات إلى الموت كما حدث مع بشار بن بردة بعد أن هجا المهدي 3 � تقطيع الأوصال : نص الإسلام على أنواع وحالات محددة تطبق عليها هذه العقوبة كقطع يد السارق و تقطيع أيدي وأرجل قطاع الطرق , إلا أن الحكام المسلمين بعد العهد الراشدي توسعوا في هذا الباب فظهر تقطيع اللسان و صلم الأذان وجدع الأنوف , وكان المقطوع يترك حتى يموت من تلقاء نفسه فإن لم يمت قطع رأسه بالسيف , وأقدم طريقة لهذا الصنف من العذاب كان ما وقع على عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب حيث أعدم ببتر يديه ورجليه ولسانه ثم قطع رأسه � الدينوري في الأخبار الطوال ص 217 / ابن الأثير في أسد الغابة 4 / 385 - .
4 � سلخ الجلود : وتعبر هذه العقوبة من أشد أنواع العقوبات فتكا حيث تستلزم نزعة سادية حتى تطبق , وقد وجدت بعض الحالات في التاريخ الإسلامي تم السلخ فيها , فقد سلخ المعتضد بالله أحد قادة الخوارج يدعى محمد بن عبادة كمل تسلخ الشاه - الكامل في التاريخ 7 / 151 - . ومن حالات السلخ ما روي عن حصار السلاجقة بقيادة السلطان محمد بن ملكشاه لقلعة أصفهان الإسماعيلية وكان يختبأ فيها احد قادة الخوارج عليهم يدعى احمد بن عبد الملك بن عطشان فسلخ جلده وتم حشوه بالتبن � الكامل في التاريخ 10 / 151 � والغرض من ذلك التشهير والتخويف وكان الفاطميون قد قبضوا على الفقيه الدمشقي أبو بكر النابلسي بعد أن قال لو أن معي عشرة أسهم لرميت تسعة على المغاربة � الفاطميين � وواحدا على الروم , واعترف بقوله هذا فجلد وسلخ جلده وتم حشوه بالتبن � ابن الأثير 2 / 330 -. 4 � الإعدام حرقا : كان أبو بكر قد أحرق رجلا اتهم بممارسة اللواط يدعى الفُجاءة السلمي وهذا من الأمور التي لم يعتدها العرب في جاهليتهم وفي الإسلام. وفي حرب الردة كان أبو بكر قد أوصى بالحرق � الطبري 2 / 488 و 490 و 491 -, كما أن خالد ابن الوليد أحرق بعض المرتدين بعد أن أسرهم فذهب بعض الصحابة يشتكون ذلك إلى أبو بكر فردهم قائلا : ما كان لي أن أشهم سيفا سله الله على الكفار � البلاذري � فتوح البلدان -. وقد استخدم الأمويين الحرق كما ذكرنا سابقا في قصة خالد القسري عندما أحرق أحد غلاة الشيعة � أبن النديم / الفهرست ص 178 - . ولاحقا طور العباسيون هذا الصنف من صنوف العذاب فلم يكتفا بالإحراق وإنما كان يتم شي من تقع عليه هذه العقوبة وهذا ما فعله المعتضد بحق محمد بن الحسن حيث ربط على خشبة وتم شيه وقطع رأسه لاحقا � الطبري 8 / 165 � ابن النديم ص 19 - . ويذكر أبن كثر في البداية والنهاية انه وجد نصراني يشرب الخمر مع مسلمة في نهار رمضان فتم إحراق النصراني وجلد المسلمة � حوادث 687 هـ - . وهناك العديد من الوسائل التي لا محل لذكرها هنا منها القتل بالطشت المحمى وهو ما فعله السفاح مع عبد الحميد الكاتب و التعذيب بالمقدحة حيث ورد عن النبي في سيرة ابن هشام يوم وقعة خيبر أن النبي طلب من الزبير تعذيب كنانة بن الربيع, وهناك أيضا النفخ بالنمل والتعطيش � الطبري � 5 /369 � و التبريد بعد الجلد وقد ذكر في ذلك الغزالي في إحياء علوم الدين أن عبد الملك بن مروان عذب سعد بن المسيب بهذا لرفضه تزويج ابنته لابنه , والتكسير بالعيدان الغليظة وهو ما وقع على خالد القسري بعد عزله , وقرض اللحم � المقريزي اتعاظ الحنفاء ص 221 - .
وفي القسم الثاني من الفصل الأول يعرض لنا الكتاب جملة أراء أهل الفقه في التعذيب , فمنهم من أجازه في بعض الحالات ومنهم من حرمه فحرم التعذيب دون القتل واعتبر الفقهاء ما صدر عن الخلفاء � بعد الراشدين � حرام شرعا وخالف للشريعة فهو استهدف التعذيب بالدرجة الأولى لأغراض شخصيه. وقد وقع الفقهاء في الحيرة في بعض المواقف منها أنه القران والنبي كان قد أجاز التعذيب في بعض الحالات منها تقطيع يد السارق والأيدي والأرجل من خلاف و الرجم وفي أحاديث أخر حرمه وحرم التمثيل ويرجع بعض الفقهاء والمستشرقين هذا الأمر إلى أن بعض الثائرين على حكم الخلفاء احتاجوا إلى حجه شرعية تحرم التعذيب والقتل الذي كان يقع عليهم فكانوا يضعون الأحاديث بحرمته والتي تعارض بعض أفعال النبي الخ
أما الفصل الثاني فيضعه الكاتب للمقارنة بين أساليب التعذيب عند المسلمين وعند غيرهم من الشعوب السابقة لهم أو اللاحقة و يقر الكاتب بأن أساليب التعذيب التي أبتركها الأوروبيين كانت اشد قسوة و وطئة � وهذا يدل على مدى الوحشية التي يمكن أن يصل إلها الإنسان في بعض الأحيان سؤال في سبيل حفاظه على سلطته أو في سبيل الوصول إليها - . ويضع فصل أخير في تبيان أثر المعتقدات الدينية في تكريس مثل هذه الأفعال الوحشية � لو ظل متسمع كاف للكلام عنها ساوردها مع تعليقي عليها - ĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶ * اعاب البعض على الكتاب - في بعض التعليقات - من غير وجه حق عدم ذكره للمصادر واعتماده على روايات ضعيف ولكن الكتاب على العكس من ذلك تماما فكما يظهر في الاعلى عدد الروايات التي اعمد الكتاب عليها وهذا في مجمله غيض من فيض فالكتاب في هذه الناحية ممتاز * واعاب البعض الاخر على الكاتب انه ماركسي المذهب فقرأته للتاريخ لا يؤخذ بها ؟ ولا افهم السبب في ذلك فالكاتب لم يزد على انه جمع الروايات في كتب التاريخ الاسلامي ووضعها في هذا الكتاب شيئ ؟ فهو لم يحلل كثيرا ويفسر ؟ والاعجب من ذلك ان نجد البعض يقول لا انصحكم بقراءة هذا الكتاب ؟ وان هذا لهو بمثابة الهروب من الحقيقه ؟ والبقاء في القوقعه التي لا يسمح بالخروج منها ابدا , في نهاية الامر هذا أحد جوانب التاريخ الاسلامي والتاريخ الاسلامي مثله مثل باقي التواريخ تاريخ فيه السيء وفيه الجيد وهذا من الكتب التي تزيل تلك الهالة المقدسه - والتي صنعناها نحن بغير وجه حق - عن التاريخ الاسلامي
هذه مراجعة مقتضبة ومختصرة حول هذا الكتاب الذي أعده قيماً ولا بأس به. ولن أورد الكثير من الروايات التي وردت فيه. فهذه مراجعة لأفكار عامة. وسأحاول أن أكون موضوعي قدر الإمكان. بداية الكتاب بالفعل فظيعة وبالفعل تذكرني بأول كتاب قرأته حول السلوك الإنساني المتوحش الذي تخطى السلوك الحيواني في الإيذاء. لقد ذكرني هذا الكتاب بكتاب لا أتذكر اسمه قرأته في فترة مراهقتي عن محاكم التفتيش وكنت آنذاك حائر بين التصديق أم التكذيب لما تدعى محاكم التفتيش. ولكن مع مرور الوقت وتزايد الشواهد والكثير من القراءة أيقنت أن هذا السلوك الإنساني الوحشي واقع تشهد به كتب أدب السجون وكتابات ديستويفسكي وتحليلات ممدوح عدون لحيونة الإنسان وغيرها. فالأذى البشري يبدأ من الجانب النفسي كما في تصورات كافكا وحتى الأذى الجسدي الذي عبقت به كتابات أدب السجون. في هذا الكتاب استعراض للأذى الإنساني الذي يحصل بدوافع دينية وسياسية. وقد حصر الكاتب نفسه بثقافة دينية واحدة هنا وهي الثقافة الإسلامية. وربما يمهد هذا الأمر الطريق للاحتجاج على عنوان الكتاب فبدلاً "من تاريخ التعذيب في الإسلام" كان من الممكن للكاتب أن يكون أكثر موضوعية لو قال "من تاريخ التعذيب في الثقافة الإسلامية"! حيث من الموضوعي فصل الدين وتعاليمه عن الثقافة التي يشكلها المتدينون. حاول الكاتب أن يتقمص الموضوعية قدر الممكن ولكنه لم يستطع طالما أنه تمسك بالإطار الماركسي لرؤية الأمور(أذكر مثال واحد: الكاتب لم يمدح أي من الشخصيات أو الأعلام المذكورين في كتابه سوى "ماركس" حيث قال عنه في إحدى الهوامش فيلسوف العصر!) فبمجرد أن تقرأ العنوان تصبح لديك فكرة واحدة هي أن الدين وحده لا غير هو الباعث على التعذيب. ولكن مجمل الوقائع من الثقافة الإسلامية والتي أوردها الكاتب كان سياسية بصورة صارخة ولكن تم وضعها ضمن إطار ديني. وقد ذكر الكاتب نفسه أن هنالك تضارب بين الناحية النظرية من الدين وممارسات متبعيه للتعذيب. وقد أورد الكاتب -وهذا يحسب له - شواهد من ثقافات دينية أخرى سواء سماوية كانت أم وثنية على التعذيب ضمن أطرها. كان الاستعراض لشتى أنواع وأشكال التعذيب مرهق على كل المستويات النفسية والاجتماعية والدينية! بمجرد قراءة الوصف كافي لتشعر بذلك الكم من الشر الكامن في النفس البشرية! أما بخصوص الروايات الإسلامية في الكتاب، فإنها بحاجة إلى مزيد من البحث والتحقق لا سيما في ظل غياب مصادر يعتبرها المسلمون بعد القرآن أقصد بالطبع (الصحيحين) عند سرد الروايات. هذا في النهاية يعتبر بحث هام سواء كنت مؤمناً أم ملحداً وهو ذي قيمة طالما استند إلى الطريقة العلمية في التقصي للحقائق. فهذا بحث يحتاج إلى بحث بلا ريب. ويمكن لأي من الباحثين في مجال الثقافة الإسلامية والمدافعين عنها الرد على هذا الكتاب بما يفند الروايات ويصنفها من حيث قوتها أو ضعفها رغم أن الرواية الأقوى وهي تسميل العيون المنسوبة للنبي وردت في كتاب يعتد به وهو للطبري. (يذكرني هذا بما استند إليه تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في إحراق طيار من التحالف الغربي في سوريا، حيث كانت هذه الرواية بالذات من الأدلة الشرعية التي استند إليها التنظيم في قتل الطيار إضافة إلى أربعة روايات أخرى منسوبة للرسول وأبو بكر وخالد بن ��لوليد). اعجبتني المقارنات والمقاربات بين شخصيتين ساديتين من ثقافتين مختلفتين. حيث قارن وقارب الكاتب بين الحجاج وهتلر من حيث دمويتهما. وكان البحث حولهما متعلق بالخلفية النفسية والاجتماعية والعقائدية والسياسية التي أدت لظهور هذا القدر من الدموية لديهما. يستحق القراءة ويستحق البحث أكثر. ثلاث نجوم تكون لمستوى الكتابة والسرد والمنهج العلمي. أما مصداقية الروايات بحاجة لمزيد من التبحر!
التعذيب في الأصل هو أحد أشكال القمع الاجتماعي الذي تسلطه الطبقات على بعضها، فهو محكوم بنفس الدوافع إلى القمع،ولو أنه ليس جزءاً ضرورياً منه لأن القمع تتعدد أشكاله ووسائله تبعاً للظروف والهيئات والأفراد. والتعذيب صدر ويصدر عن فئات وطبقات شتى ومورس ويمارس في أطوار تأريخية ومواقع جغرافية شتى كما تختلط دوافعه الاجتماعية بملابسات نفسية وايديولوجية يمكن أن تعطيه صورة ودرجات متفاوتة تتراوح مابين التعذيب الهمجي البحت، الذي ينصب على الجسد، والتعذيب النفسي الذي ينصب على كرامة الضحية أو شرفه الشخصي أو يطال معتنقاته الخاصة به.
والتعذيب في الاسلام لايخرج عن هذا التصميم. أي أنه ليس ممارسة منعزلة خاضعة لبواعث مخصوصة فوق تأريخية. لكنه يتميز بإطاريته الناجمة عن العلاقة بالدين، ولابد بالتالي من أن يبعث على تساؤلات تحمل على النظر والتوقف، من قبيل: هل صدر الجلادون المسلمون في اقترافاتهم عن مسلك ديني؟.
إنَّ دوافع التعذيب في الإسلام بعد عصر الخلفاء الأربعة كانت دوافع سياسية أكثر من كونها دينية فكُلّ أوجه التعذيب التي كانت في العصر الأموي والعباسي تقريباً كانت موجهة لأولئك المعترضين على سلطة الخليفة سواء الأموي أو العباسي...
من يقرأ ويطالع هذا الكتاب "من تاريخ التعذيب في الاسلام" لايستغرب ماتفعله داعش اليوم ، فالتاريخ العربي والاسلامي كما يرى الراحل الفذ"هادي العلوي" هو تاريخ متداخل لامتعاقب، ماحدث بالامس يحدث اليوم وغدا.
لو كان الكلام عن التعذيب فقط لكانت دراسة قيمة اما ربط التعذيب بالاسلام فظلم بين ...حتى تصرفات حكام الامويين او العباسيين فلا اعتبرها دليل على الاسلام ولكنها تصرفات دولة مثل اى دولة بالخارج لها ما لها وعليها ماعليها
الكثير من الأخبار مغلوطة، وغير موثقة، وتدل على انحياز كبير من المؤلف لوجهة نظر معينة.. خبر واحد مغلوط عمدًا، كفيل بإفساد غالب الأخبار المذكورة في الكتاب.. كما يتضح عدم التأدب عند الكلام عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعن الصحابة رضوان الله عليهم..
العنوان غير مريح لي ولكنه أثار فضولى للتعرف على ماجاء بهذا الكتاب .. أتمنى ان لا يتم الحكم على الاسلام وتعاليمه من خلال تعصب بعض الأشخاص الذين يتكلمون باسم الله وهم أبعد الناس عنه .. واتمنى أن لا يتخذ الكاتب أفعال مثل هؤلاء سببا فى مهاجمة الدين .. إلى قراءة قريبة
طبعة دار المدى تحتاج إلى مراجعة، إذ فيها العديد من الأخطاء اللغوية ناهيك عن عدم وجود أبيات الشعر التي يستشهد بها الكاتب في مواضع مختلفة من الكتاب حيث تجد أنه يتكلم عن البيت ثم يشرح عنه دون وجود البيت نفسه وذلك خطأ مطبعي أرجو الانتباه له. التعذيب في الإسلام جزء من تاريخ التعذيب الإنساني الأكبر وهو وصمة عار في جبين الإنسانية ككل وقد كان تحليل هادي العلوي من ناحية ربط الأساليب التعذيبية مع المعتقدات الدينية للوصول إلى أعماق النفس جيداً لكنه لم يكن كاملاً وافياً، فالمسألة تحتاج إلى غوص أكبر في النفس البشرية لأن المعتقدات هي نفسها وليدة تلك النفس فهي وإن كانت سبباً في مراحل تاريخية معينة فهي نتيجة أيضاً في مراحل قبلها. ما يؤخذ على هادي تجاهله الكلي للتعذيب الذي حدث في الحقبة السوفيتية أو في الصين الشيوعية عندما تناول شخصية هتلر وحللها، فستالين لم يقل إجراماً عن هتلر وكذلك حفلت ما يسمى بالثورة الثقافية في الصين بفضائع لا تقل عما ذكر في الكتاب وتجاهلها هادي رغم أنه عاش هناك، ربما لتعاطفه الآيدولوجي مع الشيوعية وتلك نقطة مهمة في النفس البشرية تحتاج إلى البحث في المستقبل وهي كيف يتغاضى الشخص عن أبشع الأمور التي يرتكبها من يتوافق معهم آيديولوجيا. بعض الأخطاء التاريخية وردت في الكتاب أيضاً منها على سبيل المثال ذكره بأن الحجاج استحدث في الإسلام الصلب وكان من ضحايا هذه العملية ميثم التمار حسب ما ذكر، والمعروف أن ميثم التمار صلب بأمر عبيد الله بن زياد الذي كان والياً على الكوفة قبل الحجاج بسنوات عدة، فكيف يستحدث الحجاج أمراً يكون من ضحاياه من ماتوا قبل تولي الحجاج أي منصب حكومي!
من جُملة ما قرأت لم أشعر بشعور الخوف والرهبة إلا مع بعض الكتب: الطريق الى عتليت،، ذكريات مع صدام، وهذا الكتاب كذلك، أصبت بالتقزز والقرف حديثه عن جرائم بعض بني أمية والعباس وطغاتهم احتل نصيبا كبيرا من الكتب وتلك وسائل العذاب التي كانوا يستعملونها في تصفية خصومهم، إلا أنه مع نظرته هذه أساء بعض الاخبار والروايات التي لا نعلم مدى صحتها في الطعن بشخص النبي بما اعتبره نوعا من التعذيب والتمثيل لبعض الاقوام. الكتاب جميل في وصف صنوف التعذيب المتبعة، لكنه لم يوفق في ربطية العلاقة بين العذاب والدين
قُسّم الكتاب إلى قسمين : القسم الأول يتحدث عن التعذيب كتعريف وكفنون وأساليب لأغراض سياسية وغيرها ، استخدمت في الدولة الإسلامية وبالأخص في الدولتين الأموية والعباسية سواء كحدود شرعية أو استحداث أساليب للتنكيل بالمعارضين لم تكن معهودة في عهد الرسول والخلفاء الراشيدين من بعده. على سبيل المثال ما فعله زياد بن أبيه في عهد الدولة الأموية ، تولى ولاية كل من البصرة والكوفة ، فرض ما هو اشبه اليوم بحظر التجول ، استخدم عقوبة قطع اللسان ، عمل على ضرب البريء لإرهاب المذنب ، استخدم ما يسمى بالقتل الكيفي ( أي التعرض لأقارب المتهم من ليس لهم ذنب ) كما انه عمل على التنكيل بالنساء .. مع تطوّر المدنية اتخذت الأساليب أشكال أكثر بشاعة للتعذيب ، فيذكر ان الدولة العباسية كانت أبشع من سابقتها الأموية فكان لا يأمن بالإضافة أعدائها ومعارضيها بل أيضا رجال الدولة على أنفسهم نظرا لما كان يحاك من مؤامرات داخلية فكان الجميع موضع شك وكان القتل حينذاك ينفذ أيضا لمجرد الشك.
بالنسبة لأشكال التعذيب المختلفة فالقسم الأول مليء بها سواء كانت ممارسات في الدولة الإسلامية أو ممارسات للكنيسة في العصور الوسطى أو ما كان يفعله الإستعمار بالأخص البريطاني على حسب ما ذكره أو أساليب اتبعت في الصين. تلك الأساليب والتي لو وصفت بالحيوانية لظلمنا الحيوان لعدم اتيانه بمثل بشاعتها. وهي ممارسات يمتلئ بها التاريخ القديم والحديث على حد سواء.
القسم الثاني يتحدث عن منشأ أصل فكرة التعذيب في الديانات وخاصة السماوية والتي قامت على ثلاثة. الأولى هي تقديم القربان البشري ثم ايضا مع تطور المدنية وتغير السلوك الإجتماعي أصبحت فكرة الفداء أو الأضحية من ذبح حيوان والغرض لم يكن في العموم إطعام الفقراء ولكن هو إسالة الدم. وموروث الثقافة الشعبية تجاه تلك الفكرة التي تعزز العنف عندما غُرست كسلوك. فأصبح للفكرة بعد روحاني كفداء لإبعاد الشر والسوء.
الثانية كما أطلق عليها (فكرة الإبادة الجماعية) أو (المهابدة) الفكرة تعني القتل للتخلص بالجملة. نفذتها بعض الحكومات، كما انها ايضا نفذت في الأديان السماوية بأمر إلهي لا رجعة فيه كإبادة قوم لوط ، وكطوفان نوح . فعندما يتنزل الغضب الإلهي على قوم لا يبقي لهم أثر في حين أن العذاب الأخروي قائم على فكرة الفردية ، كل فرد يتحمل نصيبه وحده فقط لا غير عن أموره التي اقترفها. وأيضا صنوف العذاب (في النار) في الآخرة للكافر والمذنب ، هذا العذاب الأبدي الذي لا يتناسب مع فكرة (الإنسان) في حد ذاته ككيان محدود بزمان ومكان في اتيانه افعاله ، ومدى قسوة الوصف التي تثير مخيلة أي إنسان.
الثالثة من حيث تطبيق الحدود من قطع يد السارق ورجم الزاني وقطع أوصال قاطع الطريق إلخ
فمن من منطلق هذه المقومات الثلاثة شريطة الإيمان والتي لابد أن يسلم بها المؤمن حتى وإن لم يراها تطبق أو باشر بالفعل فإنه من عقيدته التسليم والقبول بها فبالتالي لا يستهجن الفعل ولا مرتكبه. ونجد أن من احدى العوامل كذريعة لما يقوم به مدعي تطبيق الشريعة اتيانهم على النص بدون مراعاة أي تغيّر في تطور المدنية والحضارة وما يعد مقبول في الوقت الراهن وما يأمله الناس في حكم يقوم بالمساواة والإنسانية. بل تصر بعض الحكومات _لا استطيع ان أقول باستحضار روح الجاهلية حيث استحداث انواع تعذيب لم تكن فعلا موجودة في الجاهلية والبداوة_ ، الإصرار يتضح في ضرب الخصوم السياسيين وإستبقاء حكمهم وليس للأمر علاقة بتطبيق شرع لا من قريب ولا من بعيد.
“إ� شخصية الفرد تتكيف بمعاييره الأخلاقية المستمدة من وسطه الاجتماعي والروحي أكثر مما هي بالمبادئ القانونية المفروضة عليه من فوق وعليه فان قدرا ملحوظا من الانفصام بين الأخلاق والقانون لا يمكن ان يخلو منه اي مجتمع حيث نجد ان القيم الاخلاقية تساهم احيانا في تخفيف قسوة القانون واحيانا اخرى تشديده. � .
من منطلق السياق تروى قصة عن سيدنا عمر بن الخطاب في طبقات بن سعد ، سيدنا عمر كان يكاتب الولاة حين يكون هناك حكم لتنفيذ الحدود ��ينظر فيها بنفسه. كاتبه والي ان هناك رجلا دخل على زوجته وجدها مع رجل آخر قفتلهما فكتب للوالي علنيا أن يقتله ثم كاتبه سرا بأن يأخذ من الرجل الدية ويتركه ، فكان الأمر العلني للزجر وعدم التهاون ولكن اخذته الرأفة في تطبيق الحد ، لأنه كان أدرى بشؤون رعيته. وكذلك كان سيدنا علي بن ابي طالب في مكتاباته مع الولاة بان يعاملوا الرعية بمبدأ الإنسانية في المقام الأول وأن يرفقوا بهم.
لو نظرنا لما يحدث الآن من استطياب القتل بالجملة والتحفيذ عليه والتلذذ بأخبار سماع قتل أيا من الجانب الآخر للخصوم على حد سواء. نجد وصف الكاتب في محله تماما فهو يقول : � أما المعاصرون فقد توفرت لهم وسائل جديدة لتطمين هذا الهاجس بعد أن تمت إلى حدود معينة تنحية الإيمان الديني لصالح الإيمان السياسي �
فالناس تصفق للأحكام المغالية في حق الصف الآخر ، تحفز على القتل والإنتقام ، تشوه خصومها. وإذا حدثتها عن تطبيق حدود شرعية لثارت ثائرتها. فالأمر لم يعد منظومة إيمانية بل البعد السياسي –الإجتماع�- النفسي في خلل وإلتباس.
عبارات تثير حفيظتي كالإسلام الوسطي أو المغالي أو نوعية الخطاب الديني الموجه من خلال البرامج التلفزيونية الشبابية أو التي ترتكز كما اراها على " ما يود الناس سماعه في الفترة الحالية بعد التخلص من الإخوان أو ما كان الإخوان ذات انفسهم يصدروه لنا حتى ينفوا عن ذاتهم شبهة الإرهاب ". هو أمر لا أطيقه إطلاقا . حالات ترويج الدين كسلعة فهو تارة متسامح وتارة مغالي ، حكم فقهي مشدد وآخر متساهل ، رواية صحيحة ، رواية مكذوبة ، كل من يريد أن يبرر لنفسه سيجد النص الذي يحتويه.
هناك تعبير للفيزيائي ستيفن واينبرج اسلم بصحته المطلقة حيث يقول : � إن النغمة الروحية للدين تستفيد من الروح الأخلاقية للعصر أكثر مما تستفيد الروح الأخلاقية للعصر من الدين �
ربما الكاتب كمركسي يثير حفظية البعض للشك لكن الكتاب لم يغالي ولم يناقش أفكار لا تستحق التأمل والوقوف على جديتها
يقسم هذا الكتاب إلى قسمين: القسم الأول يروي الكاتب بعض قصص التعذيب في تاريخ الإسلام بالإضافة إلى آراء ومواقف الفقهاء آنذاك.
أما في القسم الثاني فيبحث الكاتب في المقتربات الدينية للتعذيب، حيث يدرس دور الأديان وخاصة السماوية منها في ظاهرة التعذيب.
إن ذلك الكتاب كان مجرد عرض لبعض حالات التعذيب في الإسلام أكثر مما كان دراسة موضوعية لظاهرة التعذيب في الإسلام، حيثكانت تلك الدراسة قاصرة تفتقر إلى العديد من العناصر وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها أو الاستناد إلى نتائجها.
من تاريخ التعذيب في الاسلام / هادي العلوي . * يتآلف الكتاب من قسمين ، الأول أختص بقصص التعذيب في تاريخ الاسلام ومواقف الفئات منه واراء الفقهاء فيه ، بينما القسم الثاني ركز على دراسة البعد الديني للتعذيب في الاديان ولا سيما السماوية . * التعذيب اشتقاق حديث تقابله ثلاثة إصلاحات قديمة : العذاب والبسط والمُثلة ، وقد استعمل الأولون في العصور الإسلامية بمعنى واحد يشير إلى إيلام الأسير أو المتهم على سبيل الانتقام أو الحصول منه على الاعتراف بشيء ما . والبسط يتعدى بعبارة ( عليه ) وهو بهذا المعنى مستعمل في دارجة بغداد ولكن متعدياً بنفسه فيقال بسطه بمعنى ضربه والمبسوط هو المضروب خلافاً للمراد منه في بعض اللهجات العربية حيث يعني المبسوط المستريح والمسرور وهو اشتقاق من الانبساط بمعنى الانشراح . أما المُثلة فهي تشويه الشخص حياً أو ميتاً . * التعذيب هو أحد أشكال القمع الاجتماعي الذي تسلطه الطبقات على بعضها فهو محكوم بنفس الدوافع إلى القمع ، حيث يقسم إلى قسمين عريضين هما : التعذيب لأغراض سياسية والتعذيب لأغراض أخرى . - التعذيب لأغراض سياسية هو الاسبق ظهوراً في الدولة ويرتبط ذلك بظاهرة الصراع الطبقي الذي تتولى الدولة ادارته . ويوجه القمع أساساً ضد الطبقات المنتجة مستهدفاً غرضين ، ادامة الإنتاج ومنع المنتجين من الوصول إلى السلطة ، حيث تلجأ السلطة إلى القمع السياسي عندما لا تملك قاعدة شعبية تكفيها لتثبيت حكمها . واعتماد وسائل التعذيب في هذه الحالة يخطط له كوسيلة معوضة عن عزل الحكام بقصد توفير الرادع الذي يمنع المقت الشعبي من أن يتحول إلى تحرك يهدد سلطة الحاكم . * يعد معاوية بن ابي سفيان أول من طبق هذا النوع من التعذيب والذي كان يملك قاعدة متينة في الشام لكن استقلاله بالسلطة بعد تنازل الحسن بن علي أثار في وجه أشكالات منها موقف المسلمين الذين اعتادوا حكم الخلفاء المقيد بالشرع وموقف العرب الذين لم يتعودوا الخضوع للسلطة ولاسيما المستبدة ، وكذلك اهل العراق المتمسكين بالولاء لعلي ابن ابي طالب واولاده . * التعذيب السياسي ظل مقتصراً على الصراع الداخلي دون العلاقات الخارجية الا في النادر ، وكان هناك تمييز ملحوظ في المعاملة بين أسرى الحرب من الكفار وأسرى الحرب من المسلمين وكان الأسير الكافر يسترق أو يفادى أو يقتل بالوسائل الاعتيادية ولم تجر العادة على قتله تحت التعذيب . * بالنسبة للتعذيب لأغراض أخرى يشمل : - التعذيب للاعتراف حيث يستهدف انتزاع الاعترافات من المتهم في القضايا كالقتل الشخصي والسرقة وانتشر خلال الحقبة العباسية الأولى حيث يضرب المتهم باليد أو الهراوة او السوط وبالنظر لعدم مساس هذه الجرائم بأمر الدولك والمصالح المباشرة للطبقة الحاكمة لم تستخدم فيه أساليب خارقة للعادة كالتي استعملت في التعذيب السياسي . وهناك التعذيب للجباية حيث وجه لاستحصال الخراج أو الجزية من الفلاحين والتعذيب على سبيل العقوبة والذي تتضمن بعض العقوبات المنصوص عليها في الشريعة وهي الجلد للسكران والزاني غير المحصن والرجم للزاني المحصن ، واخيراً التعذيب المقابلة بالمثل . * اما القسم الثاني الذي ركز على البعد الديني للتعذيب فقد اقترن الدين منذ بواكير المجتمع الطبقي بالقربان وقد تبوأ هذا المنسك مكانة خاصة في مختلف الاديان وثنية وسماوية كما ظهر في بعض المذاهب شبه الدينية . كان القربان في الطور البدائي مقتصراً على الحيوانات ثم ظهرت مع انتقال إلى المجتمع الطبقي سنة ذبح الانسان التي زاولتها مختلف الاديان في الشرق والغرب والذي يشمل احياناً عبيد وجواري الملك المقدس لكي يدفنوا معه . * عندما ظهرت الأديان السماوية كان ذبح الانسان قد توقف من زمان بعيد مع التقدم في سلم الوعي الانساني ، وقد تمسكت بمنسك القربان وأضفت عليه قداسة أشد اقترنت بالتوسع في ذبح الحيوان . ونشأت على هامش القربنة في الأديان عقيدة الفداء ويرجع أصلها إلى أسطورة إسحق بن ابراهيم بعد ان تلقى ابراهيم أمراً بأن يقربن ولده إسحق لربه ، فلم يتردد الوالد لكن الله أسرع فأرسل كبشاً ليذبح بدلاً من إسحق ، وربما كان لهذه الخرافة تعلق ما بإصلاح أخناتون الذي منع القرابين البشرية . * علي غضبان مُشكل .
عودة الكاتب في بعض المواضع لأصول بعض الشخصيات وخلفياتهم الاجتماعية في تبيان سلوكهم دفعني مع انهاء آخر صفحات الكتاب أن أبحث عن انتماءه الثقافي والاجتماعي والعائلي ، وهو أمر أتجنبه في ، فحكمي ومراجعتي على محتوى الكتاب لا على تجربة الكاتب وخلفيته. من المهم معرفة أن الكاتب ماركسي عربي من الهاشميين عراقي ،عاش منفياً في سوريا الى حد وفاته ، كان بتارا ً كالسيف حاداً، مباشراً، على صغر الكتاب وحجم المبحث الا أنه من الواضح قد بذل جهدا ً مهماً في مقاطعة المصادر ، يحتمل الكتاب 400 صفحة ببساطة ويحتاج إسهاباً اكثر ، لم يكتف الكاتب بالقص التاريخي للسير ،لا بل اعتمد على تحليلات سيكلوجية أحيانًا واجتماعية احيانا ً وكانت لغته في بعض الأحيان عميقة علمية أكاديمية تدل على قدرة تعبيرية فيها تجريد واضح وإصابة للأفكار آلتي يريدها بأقل عدد من الكلمات /لغة باحثين/. ذكر الكاتب اساليب التعذيب واهدافها ومستوياتها والمتضررين منها ووضعها جميعها في سياقها ، قدم تحليلات نفسية أحياناً اجتماعية احياناً اخرى ، ذكر خلفيات الاشخاص المرتكبين لجرائم التعذيب واستدل بها على ارتباطها لربما بما فعلوه ،ربط التدين او المغالاة فيه بالرغبة الشديدة في التعذيب للمناوئين وتدرج في ذكر الامثلة من أقلها قساوة حتى اكثرها اجراماً . الكتاب بالنسبة للإنسانيين سيكون جيدا، للمتدينين سيعتبر اجحافا. يستحق القراءة .
دراسة جريئة تقتحم أبواب مغلقة مسكوت عنها في الحقبة الاسلامية ، المؤلف المنحدر من عائلة شيعية تخلص من قيود المذهبية و كتب بمنهج علمي دون الاكتراث بتبعيته المذهبية الشيعية ، لكنه لم يتخلص من تبعيته الحزبية الأيدلوجية ، حيث يأثر الاستشهاد بفلاسفة الشيوعية مثل أنجل و ماركس و يتخذ من طبقات المجتمع مدلولاً ، و الغريب يشير الى تحرير التبت عام ١٩٥١ بكل صراحة متبنياً صراحة و بشكل علني الفكر الشيوعي نبراساً لعلمه.
الدراسة جاءت متوازنة من حيث ايراد القصص التي تزخر بها أمهات كتب التراث ( الطبري ) و (المسعودي) و ( ابن الأثير )، قصص الفتك بالانسانية في فترات الراشدين و الأمويين و العباسيين ، ركز على شخصية الحجاج و قارنها بشخصية هتلر النازي ، و أشار الى ابو مسلم الخراساني من باب السلام . كان من الاجدر ان تأتي المقارنة ما بين الحجاج في الفترة الأموية و بين ابو مسلم الخرساني في القوة العباسية و ليس ما بين الحجاج و أدوات هتلر .
ثلاثة نجوم ونصف كتاب جرئ يتحدث فيه هادي العلوي عن حوادث التعذيب التي مارسها المسلمون بداية من صدر الإسلام حتي نهاية الدولة العباسية. سيطرت علي الكاتب نزعته الشيوعية وظهر ذلك بين السطور خصوصاً عندما ذكر في إحدي الهوامش أن (ماركس) هو فيلسوف العصر!. الكتاب مفيد؟ نعم مفيد. مفيد عندما سرد لنا حوادث عديدة من مصادر موثوقة كتاريخ الطبري ومروج الذهب وغيرهما. بالنسبة لي فالكتاب أمدني بالكثير من المعلومات والحوادث التي أقرأها لأول مرة، وهو فرصة للبحث والتعمق عن طريق مصادر أخري. في آخر الكتاب يورد لنا الكاتب مقارنة مثيرة بين شخصية الحجاج بن يوسف الثقفي وأدولف هتلر. أوجه الشبه والاختلاف بينهما. أعجبني في الكتاب تنظيمه والمصادر والتعليقات.
يستحق القراءة بلا أدنى شك ، كتاب مرهق على المستوى الديني والنفسي والإنساني , ولا يجوز البتة أن تقرأ فيه وأنت تتناول الطعام مثلا , تحتاج وأن تتناوله إلى أن تغلقه لتتخلص من الأثر الذي يحدثه فيك إيراده لسير التعذيب وتفاصيلها وأشكالها . أختلف مع الكاتب كثيرا , ومن بين هذه الإختلافات هي عدم تركيزه لأثر السلطة كعامل رئيسي بل كالعامل الرئيسي في ارتكاب العنف , ومع هذا فإن دراسته للأثر الذي يحدثه الدين كوعاء للعنف ومحرض عليه في كثير من الاحيان أمر يستحق الدراسة والوقوف عنده مطولا يقول هادي علوي في كتابه هذا وفي حاولته لاستعراض الأساس الذي حصل منه الدين على التعذيب ما يلي : أن الدين اقترن دوما بالقربان , وبعد ان كان القربان حيوانيا تطور الأمر لاحقا ليصبح القربان إنسانا أو أكثر ثم تطور الأمر لنشوء عقيدة الفداء وحادثة بني الله إبراهيم كانت المؤسسة لهذا الفعل وإن كان الفداء الأول كبشا , فقد تطور لاحقا ليصبخ الفداء إنسانا بإنسان ويقول في موضع متقدم على هذا ما معناه أن النزعة الدموية في الأديان السماوية مردها إلى عدة أمور أهمها : مبدأ الإبادة الجماعية - العشوائية "المهابدة" عقيدة العقاب الأخروي قانون العقوبات صدور الدين عن أب سماوي مطلق الوجود ويقول في معرض حديثه عن استفاضة الدعاة في وصف النار : لجهنم أوصاف كدسها الوعاظ تصدر عن خيال إرهابي مفرط . ومنها ها الحديث الي يورده الغزالي في إحياء علوم الدين والذي فيما أعلم هو حديث ضعيف إن اللَّه تعالى لما خلق جهنم أوقد عليها ألف سنة فأجمرت ، ثم أوقد عليها ألف سنة فابيضت ، ثم أوقد عليها ألف سنة فاسودت ، فهي سوداء مظلمة لا ينطفئ لهبها ولا جمرها ، والذي بعثك بالحق لو أن مثل خرم إبرة فتح منها لاحترق أهل الدنيا عن آخرهم من حرها ، والذي بعثك بالحق لو أن ثوباً من أثواب أهل النار علق بين السماء والأرض لمات جميع أهل الأرض من نتنها وحرها عن آخرهم لما يجدون من حرها ، والذي بعثك بالحق نبياً لو أن ذراعاً من السلسلة التي ذكرها اللَّه تعالى في كتابه وضع على جبل لذاب حتى يبلغ الأرض السابعة ، وبعد إيراد هذا الحديث يخبرنا علوي عن أثر قبول موضوع العذاب الأخروي على نفسية المؤمن فيقول : ومع ان القبول بهذه الأحكام يرد على سبيل التعبد غير المقترن بالممارسة ما دامت الشريعة قد حرمتها على الإنسان ، فإن عدم تعارضها مع المنظور الأخلاقي للمؤمن يمكن أن يخلق لديه الاستعداد النفسي للتعامل مع هكذا أفعال حين تصدر عن الإنسان ولو على سبيل الخرق للقانون " وبالنسبة لرأيي المتواضع في هذه الجزئية فانا لا أوافق عليها أبدا , فالحب غير السوي للعنف موجود في الإنسان وربما يقول الكثير أنه نزعة حيوانية إجرامية موجودة في جوف الإنسان يدل عليها ما سجله التاريخ من احداث ومجازر حقيقية كانت تقع أمام ناظر المواطنين في ساحات المصارعة التي كانت الأباطرة يقيمونها تسلية لأنفسهم ولرعيتهم عبر التاريخ , كما ان تجارة العنف المقنن منها كالمصارعة وغير المقنن كالماارسات الجنسية التي يعجزالخيال السوي عن تصورها ربما تكون دليلا محترما على دقة ما أذهب إليه على كل صار وقت السحور وللحديث بقية .
هادي العلوي ماركسي يجب أن يقرأ بحذر , يؤمن بماركس وأنجلز أكثر مما يؤمن بشريعة الاسلام
التناول والعرض التاريخي يظهره للوهلة الأولي أنه محايد شديد الحياد والموضوعية لكن بعد البحث والتقصي ستجد أن هادي العلوي من هؤلاء الذين يعتمدون في مروياتهم علي الروايات الضعيفة لخدمة أفكارهم التي دائما ما ترى في الدين الابتلاء الأعظم الذي ابتليت به البشرية !
الكتاب مكون من قسمين القسم الأول يتحدث عن التعذيب كتعريف وكفنون وأساليب لأغراض سياسية وغيرها ، استخدمت في الدولة الإسلامية وبالأخص في الدولتين الأموية والعباسية سواء كحدود شرعية أو استحداث أساليب للتنكيل بالمعارضين لم تكن معهودة في عهد الرسول والخلفاء الراشيدين من بعده
القسم الثاني يتحدث عن منشأ أصل فكرة التعذيب في الديانات وخاصة السماوية والتي قامت على ثلاثة
دايما نسمع عن القائد الفلاني وشجاعه حكمه القائد الفلاني بانزال اقصى صنوف العذاب بمناوئيه بس سؤال شنو سووا مناوئيه وصدك استحقوا هاي صنوف العذاب. هادي العلوي يسوي سكج عل صنوف التعذيب الي جانت متبعه عل مدار فتره طويله من الزمن. مرت مدة طويله عن الفتره الي قدمها الكتاب بس ماكو شي تغير ونفس الاساليب بعدهي متبعه. هادي العلوي اكد نقطه مهمه وهي دور العقل البشري الي نتفاخر ان يميزنا عن الحيوان بالتفنن برسم صنوف العذاب. هادي العلوي " و لعل فلاسفه الصين عندما اعتبروا المائز بين الانسان و الحيوان هو الاحساس بالعدل و ليس العقل كانوا ينظرون الى افاعيل العقل التي لا نظير ".لها عند الحيوان غير العاقل
كتاب قيّم جداً .. في البداية ظننت أن الكتاب هو فقط سرد لمواقف التعذيب في التاريخ الإسلامي، خاصة الفترة الدموية منه التي بدأت مبكراً منذ بداية العصر الأموي، وهو ما فعله وسرده الكتاب بالفعل، وحتى أني كنت أتوقع إختزال وتحامل على الفترة الإسلامية ككل، ولكنّي وجدت بحثاً "رصيناً" و"علمياً" يفصل بين التعذيب لأغراض سياسية، والتعذيب ذو الجذور الدينية، كما أنني وجدت كتاب "محايداً" يفرق بين النصوص وآراء الفقهاء الأوائل ورغبات الجلادين، كما أنني لم أتوقع أن أقرأ كتاباً يتحدث عن التعذيب بهذا "العمق" والتحليل النفسي الدقيق..
عرض الكاتب طرق التعذيب و القتل. أشار لأسباب سياسية. فرق بين الحدود و أسباب تطبيقها مثل الرجم> عرض بوسائل التعذيب لدى الأمويين ثم العباسيين. و مر على الخلفاء الراشديين في فقرات قليلة. ركز في تذييله على الحجاج ثم قارنه بهتلر. اضطررت عند القراءة للمرور سريعا على وسائل التعذيب لبشاعتها. أصابني الكتاب بالخوف و القلق.
كتاب مزعج عن اشكال وانواع التعذيب في العصور الاسلامية التفاصيل الدقيقة لاشكال وانواع التعذيب المستخدمة من قبل الخلفاء في صدر الاسلام وفي العصور اللاحقة الاموي والعباسي تحديداً
في اخر الكتاب يصل الكاتب الى مقاربة عجيبة وهي ان الخلفاء والامراء الاكثر تديناً غالباً ما يكونون أكثر تطرفاً وتلذذاً بالتعذيب