ŷ

Jump to ratings and reviews
Rate this book

حارس التبغ

Rate this book
عنوان الرواية مأخوذ من ديوان (دكان التبغ) لـ(بيسوا)، حيث تلتبس حياة واحدة بثلاث شخصيات مختلفة، أما (حارس التبع) فإنها تروي حياة الموسيقار العراقي كمال مدحت، الذي اختكف وقتل في العام 2006 على خلفية عامضة، وتكشف عن شخصياته الثلاث: فهو الموسيقار اليهودي يوسف صالح الذي هاجر إلى إسرائيل في الخمسينات، ولم يطق العيش ناك، فهرب إلى إيران بشخصية حيدر سلمان التي عاش بها في بغداد حتى نهاية السبعينيات، حيث تم تهجيره مرة أخرى من طهران لكونه من التابعية ألإيرانية، فزيف شخصية ثالثة هي شخصية الموسيقار كمال مدحت، ودخل بغداد ليصبح، فيما بعد، أحد أهم الموسيقيين في المنطقة، ولم تكن شخصيته وحدها لعبة من ألأقنعة المتغيرة والأسماء المستعارة مثل قصيدة بيسوا، إنما حياة برمتها هي لعبة من الهويات المنتحلة والأقنعة المتغيرة. تنطلق أحداث هذه الرواية من المنطقة الخضراء في بغداد، حيث يكلف أحد الصحفيين بالتحقيق في مقتل الموسيقار، وأثناء عملية البحث يتم الكشف عن أسرار المافيات السياسية والعصابات والميليشيات، كما إنها تكشف عن العوالم السرية لحياة الصحفيين والمراسلين وأسمائهم المستعارة. تنتهي هذه الرواية إلى أدب ما بعد الكولونيالية في تكذيب سرديات الهوية، والسرديات الاستعمارية، وتستخدم تقنيات الرواية التسجيلية والميتافكشن وأدب الرحلات.

360 pages

First published January 1, 2008

47 people are currently reading
2,042 people want to read

About the author

Ali Bader

19books169followers
Ali Bader (Arabic: علي بدر) is an award winning Arabic novelist and a Filmmaker. He studied philosophy and French literature at Baghdad University. He worked as a journalist and war correspondent covering the Middle East for a number of newspapers and magazines.

His writes novels, theatre, essays and poetry.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
148 (27%)
4 stars
185 (34%)
3 stars
142 (26%)
2 stars
42 (7%)
1 star
23 (4%)
Displaying 1 - 30 of 125 reviews
Profile Image for Tahani Shihab.
592 reviews1,136 followers
September 10, 2020
“ف� عام 1950 صدر قانون إسقاط الجنسية العراقية عن اليهود. أطلقت عملية عزرة ونحمية، حيث تم السماح لمجاميع كبيرة من العائلات اليهودية بالهجرة إلى إسرائيل، بعد الاستيلاء على عقاراتهم ومصادرة أموالهم�.


في عام 1980 بدأت الحرب العراقية الإيرانية، وتم إعلان إسقاط الجنسية العراقية عن المواطنين العراقيين من التبعية الإيرانية وتم تسفيرهم إلى إيران، بعد مصادرة أملاكهم وتصفية الشباب بين الخامسة عشرة والأربعين.


تخيّل أن يتم تهجيرك من وطنك ليس لأنك خائن، أو مجرم، أو عميل. بل بسبب معتقدك الديني. أنتَ لا تعرف وطنًا غير وطنك. لا تعرف جيرانا غير جيرانك. ولا أصدقاء سوى أصدقائك الذين عاشرتهم في وطنك. الرواية عن الموسيقار اليهودي العراقي سامي صالح، منذ ترحيله مع عائلته من العراق إلى إسرائيل، إلى أن يتم العثور عليه مقتولا في بغداد.

الرواية عبارة عن قطعة سيمفونية باذخة، تحتوي على معلومات وأحداث مهمة عن تاريخ العراق وإيران. وأسباب الحرب التي اندلعت بينهما. عن التهجير القسري والشتات الذي أصاب المواطن العراقي. والحرفة المقيتة التي امتهنتها الأنظمة القمعية على الشعب بكل فئاته ومعتقداته.

رواية متخيلة جميلة ومؤثرة جديرة بالقراءة.


اقتباسات..



“ك� جماعة وهي تفقد جذورها في الزمان فإنها تعمد إلى استعادة أفقها المفقود، ولا يمكن استعادته إلا من خلال السرد والخيال�.

“البلا� رايتر، وهو كاتب يذهب إلى المناطق الخطرة لكتابة تقرير صحفي عن موضوعة ساخنة، لكن التقرير ينشر باسم أحد الصحفيين الكبار في الصحيفة، أما الصحفي المحلي فلا يتقاضى سوى ثمن أتعابه�.

�1950 إصدار قانون إسقاط الجنسية العراقية عن اليهود. أطلقت عملية عزرة ونحمية، حيث تم السماح لمجاميع كبيرة من العائلات اليهودية بالهجرة إلى إسرائيل، بعد الاستيلاء على عقاراتهم ومصادرة أموالهم�.

1980 بدأت الحرب العراقية الإيرانية، وتم إعلان إسقاط الجنسية العراقية عن المواطنين العراقيين من التبعية الإيرانية وتم تسفيرهم إلى إيران، بعد مصادرة أملاكهم وتصفية الشباب بين الخامسة عشرة والأربعين.

“الفر� بين حارس التبغ والبلاك رايتر واضح، حارس التبغ هو كما يقول فيرناندو بيسوا في داخل كل واحد منا كائنان. الأول، الحقيقي، ذاك الذي يتبدى في رؤانا وفي أحلامنا. والثاني، الزائف، المتجلي في التمظهرات، وفي خطاباتنا، وأفعالنا، وكتاباتنا. بينما البلاك رايتر هو نوع من السلب، نوع من التجريد، وهو شكل من أشكال النصية الاستعمارية التي تقوم على الامتصاص والنبذ�.

“واقع� الاستعمار عمليًا تسحق الناس سحقًا، تجوفهم من الداخل، وتصنع داخلهم صورة مهشمة لشخصيتهم الأولى�.

“الموسيق� لا دين لها�.

“م� إن نعطي شرعية للسلاح حتى يدور دولاب الدم ولا يتوقف�.

“الوجو� التي شوهها الحب وتلقت فاتحة أفواهها بصورة مقززة، هي ذاتها الوجوه التي شوهها الغضب والسخط وهي تقتل وتسحل وتشنق باسم الثورة الجديدة�.

“بالموسيق� يمكنني أن أكتشف الأماكن، أن أرى ألوان البعد والعمق، أتحرّر من الخوف وأصل إلى مجاهل الحياة. بالموسيقى أتخلص من قذارة الجسد. ولكن ما هو الجسد إن لم يكن بحثًا عن الانتماء إلى العناصر الأولية، والرغبة المحمومة في الخلاص�.

“الخمين� مثل صدام كلاهما كان يعتمد في صناعة السياسة على الحشود التي تخرج بقوة الكاريزما. الشعب، الجمهور، الحشد، يخرج ويهتاج ويصيح حتى يغيب عن الوعي�.

“الإنسا� الكائن الوحيد على الأرض الذي يتمتع بالقدرة على تعذيب بني جنسه، هو الوحيد الذي يجيد تدمير نفسه، وربما خياله المفرط، والذي يتجاوز الطبيعة هو الذي مكّنه من إنتاج تصورات التعذيب. آلاف من النساء والرجال الذين ينتزعون من أرضهم، من منازلهم وأملاكهم، ويذهبون إلى أرض غريبة عليهم بالكامل. أكثرهم بالكاد يعرف أن يحدّد إيران على الخريطة�.

“الك� سيذهب إلى التراب ويختفي، وتبقى الطبيعة قاسية صامتة خالدة ومستمرة. النظر إلى الطبيعة فيها شفاء وحزن. لأنها وحدها خالدة، وحدها التي تستأثر بالاستمرار�.

“كثيرً� ما نتوهم أننا ندير اللعبة غافلين عن أنّها هي التي تديرنا. وكثيرا ما نتوهم أننا ننتج قيمًا مضادة لتلك التي نشأنا أو أنشأنا أنفسنا على معارضتها. ولكنا في الواقع نستسلم لها�.

“إ� طلب الموت هو شيء حقيقي لا يمكن تجاهله. إنه من داخل الإنسان لا من خارجه. بإرادته وباقتناعه وبقبوله يمتص الموت من فضائه الكوني، يدعوه، يجتذبه، وهو يأتي�.

“يتحدثو� أحيانًا عن حرب مصالح دول متعددة لا تحدث إلا في شوارع بغداد. من يستطيع أن يقول لنا من يقاتل من؟ شيعة يقتلون شيعة، سنة يقتلون سنة، ولا يستعمل هذا القتل إلا لنخر ذاكرتنا الوطنية الضعيفة؟�
Profile Image for Odai Al-Saeed.
930 reviews2,819 followers
May 14, 2012
إنتهيت من قراءة الرواية ويأبى ذهولي أن ينتهي وتنتابني حالة قنوط من الظلم الإعلامي لهذه الروائع ...لم أك أعلم أن علي بدر ذلك الروائي المبدع هو أحد المراسلين الذين عتقتهم نذور الحروب ووبال الغربة فلم يترك غمار حدث الا وخاضه بثراء فاحش مستحق ،ومن هول التجارب المصقولة كتب سيرته قبل أن يكتب سيرة كمال مدحت....هذا المراسل الذي رهن وجوده ونتاج عمله المهني الشاق ليناله شخص آخر من أجل لقمة العيش .....أبدع في النص والرواية والحدث والسياق الدرامي والقيمة الثقافية وكل شي ..........
.بحق إنها من أبدع ما قرأت
Profile Image for Sura ✿.
284 reviews477 followers
April 29, 2016
دكان التبغ هي قصيدة للشاعر و الفيلسوف البرتغالي فرناردو بيسو كتبت عام 1928 وهي من روائع الشعر في القرن العشرين , تحتاج ان تقرأ لعدة مرات لما فيها من تناقضات و بعد انساني . يمكن الاطلاع عليها مترجمة للعربية من الرابط ادناه



على وحيها هي و تاريخ العراق و حاضره انتج علي بدر روايته الرائعة هذه .
بدأت بقراءة هذه الرواية مع مجموعة من الصديقات العراقيات في اوائل شهر ابريل , لكن بسبب انشغالي و مروري ببعض الظروف , اضافة الى الاجواء الخانقة المملة في بداية الرواية جعلتني ابتعد عن هذه الرواية و عن اي كتاب اخر , كانت قراءتي بطيئة متقطعة و فكرت في تركها اكثر من مرة , لكن تقييم احدى القارءات التي اثق بذوقها جداً جعلني اعدل عن قراري بتركها .
الرواية هي نسيج من الفلسفة العميقة العبقرية المتعمقة في نفس الفرد العراقي وتاريخه المتقلب . هي نظرة ناضجة حيادية لطالما احتاجها - وما زال يحتاجها - الساسة و الافراد العراقيون لتجاوز و تفادي الكثير من الازمات التي مر و ما زال يمر بها العراق .
هي تحليل منطقي لاسباب الامس و نتيجة اليوم .
,جواد سليم , حيدر سلمان ,كمال مدحت ماهو الا العراق باديانه المختلفة و اطيافه السياسية و الفكرية , يهودي ,شيوعي, شيعي تبعي ايراني , ليصل اخيراً الى اللا انتماء .. هو حال العراقي الوطني المسالم لا ينتمي الى اي جهة او حزب , يلتزم الصمت و لا يتفاعل مع الجماهير .
استهل الرواية برواية احداث على لسان الصحفي , و كانت بداية مملة ثم بدأ برواية معاناة فئات محتقرة من المجتمع التبعية و اليهود وكيف تعاطف معهم بحيادية , وجسد فيهم الروح الوطنية المحبة للعراق رغم ما عرف عنهم من اتهامات بالخيانة .

قالت :( اريدك ان تدفنني نا .. اريد ان ادفن في العراق لا في ايران )

فلليهودي والتبعي عراقة ايضاً و الوطنية لا تقاس بالاغلبية و لا بالشعارات و الخطب الرنانة !
و النتيجة الاخيرة , عودة ابناءه ما هي الا استعارة عبقرية عن وضع العراق ,
فتفكك و تشتت ابناءه و اختلافهم ليس بصدفة مذهلة , انما هي نتيجة اسباب الامس , ف مئير المبهور بالغرب و ايمانه بديمقراطية امريكا , وثورته على اصله , حسين المتدين الذي يعلن بكل صراحة انتماءه الايراني وتأُثره الديني و السياسي الشديد بايران , و عمر السني و انتماءه العربي , كلها استعارة عن حال العراق بعد 2003 , فهي لم تأت من العدم , اتت من تخبطات و اخطاء غرست في الاجيال السابقة و هاهي تنمو و تكبر بهذا الشكل المتناقض المفاجىء . فما بطل الرواية الا العراق في القرن العشرين ومال ابناءه الثلاثة الا العراق بعد 2003 .
و كيف كان البطل فنان , ذكي , جامح ,ذو كريزما ساحرة و مكانة محترمة بين الناس , و كيف اصبح هامشاً ,كناية عن عراق الامس و اليوم .
.هي عادية كرواية , لكنها جميلة كسجل تاريخ , كدرس فلسفي مزج بين الموسيقى و الفن و الجموح و المنطق و الوطنية بمفهومها الحقيقي , مفهومها الغير متعارف عليه .
ذكر فيها تفاصيل يجهلها الكثير عن معاناة يهود العراق , و التهجير للعراقيين الشيعة بحجة التبيعة الايرانية , و تفاصيل عن المنطقة الخضراء .
كنت سانتقد الرواية لانها طويلة ومملة في نصفها الاول لكن النهاية جعلتني اغض الطرف عن البداية
عبقري يا علي بدر .. اود ان اقرأ له المزيد لكن اخشى ان لا تكون رواياته الاخرى بهذا العمق و العبقرية .
فرصة سعيدة للتعرف على روائي عراقي يختلف عن الكثير من معاصريه .

*القراءة السادسة مع مجموعة IGRs
Profile Image for Iqbal Al-Zirqi.
64 reviews322 followers
June 20, 2013
من أجمل الروايات التي قرأتها لفترة طويلة! علي بدر مميز و كتاباته جديدة من نوع آخر ! الأحداث عجيبة مشوقة و كأنك تشاهد فيلما سبنمائبا غربياعن شخصية غامضة و ثرية بالعمق! الشخص الذي غير اسمه و هويته 3 مرات ومع هذا التغيير تغيرت شخصيته كما تغير أطفاله المختلفين! فعلا الهوية كذبةو نحن ضحية وهم الهوية. العراق يسكن بطل الرواية كما يسكن الكاتب الى العمق! مع هذا ورغم ان يوسف اليهودي تحول الي حيدر الشيعي ثم في النهاية الى كمال السني ، الا أن الوطن لم يتغير كذلك مهنته في الموسيقى!ألا يعتبر هذا جرء من الهوية؟ في الواقع بالنسبة لي يوسف لم يتغير كثيراً. أجمل مافي الرواية وصف الكاتب الأسود الذي يبيع كتابته لغيره ، و وصف بغداد المنطقة الخضراء و الحمراء في عهد الأمريكان! الرواية ممتازة في توثيق الأحداث التاريخية في العراق و في منطقة الخليج من العشرينيات ايام الملكية الى الاربعينيات وقت تهجير اليهود مع اعلان دولة اسرائيل الى انقلاب قاسم 1958 ومقتله في 1963 و توالي البعث و صدام قي السبعينيات و الثمانينات، و الحرب مع اايران و تهجير التبعية الأيرانية، و غزو الكويت في 1990، ثم الجحيم في الأحتلال الأمريكي! الفترة الأولى ليوسف اليهودي كانت في نظري الأجمل و الأغنى وألأصدق ربما لأنها الشخصية الأصلية و الأصيلة و ربما لأنني تعلمت أشياء جدثدة عن فترة لم أعرفها! اكتشفت أيضا أن اليهود عوملوا معاملة سيئة في البلاد العربية وأن العرب بتهجير اليهود المواطنين القسري ساهموا في تاسيس اسرائيل! لا أنكر اني أحسست بالخيبة في النهاية لان الكاتب تهرب من وضع حل للغز مقتل البطل بصورة غامضة! أيضا الأحداث أصبحت مبتسرة و سريعة في النهاية و كأنني أحس ان علي بدر كان في مأزق(توهق في الخليجي!
نقطة أخرى لاحظتها ان الكاتب لا يستخدم علامة النقطة في جمله الكثيرة لكنه يحب الفاصلة كثيرا! هذا الشئ أزعجني قليلا لأني شعرت أن كثير من الجمل يجب أن تنتهي بالنقطة !

هذه الرواية راثعة انسانيا و تاريخيا ، و تصلح لكل الأذواق! أتمني أن يشتهر علي بدر أكثر لأنه فعلا كاتب مختلف!
Profile Image for الزهراء الصلاحي.
1,600 reviews639 followers
June 6, 2021
أستطيع الآن أن أقول بأن "علي بدر" أحد اكتشافات هذا العام.

بعد قراءتي ل"بابا سارتر" قلت بأن هذا العام عام الاكتشافات المميزة؛ فأنا لم أسمع عن الكاتب من قبل وأحببت قلمه وقررت أن تكون لي تجربة ثانية معه.
وها أنا ذا مع تجربتي الثانية "حارس التبغ" والتي كانت أتقن وأمتع من سابقتها!

مع عنوان مأخوذ من قصيدة بيسوا (دكان التبغ)،
وبطل بثلاث شخصيات،
يحاول أحد الصحفيين تتبع حياة الموسيقار العراقي "كمال مدحت" الذي قُتل في ظروف غامضة ليكتب عنه كتاب مما يجعله يكشف الغطاء عن المافيات السياسية ومحاولة الموسيقار لانتحال شخصيات مختلفة للتخفي والهرب من بلد لآخر للنجاة بحياته.

رواية مربكة،
جعلتني أتابع الأحداث بشغف ومع ذلك أتحير من شعوري نحوها!
لكن ما أنا متأكدة منه هو إعجابي بأسلوب الكاتب وأفكاره
ومؤكد سيكون لي تجارب أخرى معه.

تمت
٦ يونيو ٢٠٢١
Profile Image for محمد ذهني.
Author6 books149 followers
July 21, 2023
أعترف أنني أنحاز دائماً للمشاريع الروائية فكثير من الكتابات العربية صارت أشبه بالطبخ. مجموعة مقادير لمكونات معينة يعرفون أن قارئ معين يريدها ثم تدخل الفرن وتقدم ساخنة. لذلك تشعر بأن الكاتب لا ينسج رواية ولا يبني رواية بل يضيف ويقلب .
وأعترف ايضاً بأنني مقصر مع الكتاب العرب. رغم أن تجاربي القليلة كانت ناجحة: الطيب صالح- زيد مطيع دماج- غسان كنفاني- منيف. وهذه أول مرة أقترب من الأدب العراقي. جعلتني رواية بريد بغداد لخوسيه ميجل باراس أعشق الكتابات عن العراق.
الرواية تخبرك بالنهاية منذ أول صفحة فالبطل قتل في 2006 والبطل عاش بثلاث شخصيات . يوسف صالح اليهودي العراقي وله ابن أمريكي إسرائيلي في المارينز اسمه مائير وزوجة في تل ابيب هي زوجته الأولى وحب حياته. يوسف صالح هاجر إلى إسرائيل بعد قرار إسقاط الجنسية العراقية عن اليهود ومصادرة أملاكهم� هرب إلى إيران عن طريق موسكو بجواز سفر مزور باسم حيدر سلمان (شيعي)، وتزوج وأنجب ابنه حسين، ودخل بغداد مع عائلته في العام 1958، وبقي في بغداد حتى العام 1980 حيث تم تهجيره في حرب الخليج الأولى إلى طهران كونه من التبعية الإيرانية، وقد توفيت زوجته أثناء التهجير، وسجن ابنه حسين في سجون العراق.
عاش حيدر سلمان في طهران أكثر من عام لاجئاً، ثم استطاع الهرب إلى دمشق بجواز عراقي مزور باسم كمال مدحت(سني)، وتزوج من زوجة كمال مدحت الحقيقي وأنجب ابنه السني عمر، ودخل بغداد وظل ناك حتى اجتياح أمريكا للعراق ونا تحدث المهزلة الكبرى. زاره أبناؤه الثلاثة. الأمريكي غازياً من المارينز. الشيعي عائداً بحثاً عن إيران أخرى في العراق والسني حالما باستعادة مجد السنة والقومية.

يجد الراوي وهو صحفي بلاك رايتر وهي شخصية الكاتب نفسه . يجد لدى كمال ديوان دكان التبغ لبيسوا وفيه يجد كمال أنه مثل شخصيات الديوان. ثلاثة في جسد واحد. أحدهم "يوسف صالح" (حارس القطيع) إنسان حساس موهوب يرى في الموسيقى خلاصه وفي العراق وطنه دون قيود دينية ولا مجتمعية حتى يحدث حادث الفرهود وهو هجوم على منازل اليهود ونهبها وحرقها فيدرك مدى قبح الجماهير. الثاني حيدر سلمان (المحروس) إنسان منطقي واقعي يتجنب الألم بأي شكل . ثم كمال مدحت "حارس التبغ" شخصية حسية تبحث عن اللذة باي ثمن. وبين هؤلاء تدور حياته في العراق وطهران ودمشق و موسكو . والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا؟ هل يضحي الإنسان بزوجته وولده ليعود للوطن بهوية جديدة؟ هل ينسى لبنه السجين وزوجته الميتة ويعود ببساطة ليضاجع أخريات بشخصية جديد؟ كل هذا من أجل العراق أم من أجله هو نفسه؟ الواضح أنه حب الوطن � النوستالجيا تربطه بالوطن بخيط لا ينقطع حتى في أصعب لحظات حياته وأكثرها خطراً.
لم أستطع هضم تلك الفكرة لولا أن شخصية "حارس التبغ" الحسية الأنانية ظهرت لي على أنها الشخصية الأصلية التي تعيش عالة على الأخريين. نعم هو حارس التبغ الذي ينسى أي شخص أو عاطفة مقابل أن يعيش في مكانه الأثير. هو الذي يضاجع خادمة وزوجته تحتضر ثم يرتمي على جثة الزوجة باكياً. هو الذي ينحني أمام صدام الذي قتل زوجته الثانية وسجن ابنه.
ولكن كيف يغير هويته؟ تذكرت حينها رفعت الجمال/ رأفت الهجان. وكيف كان الموضوع سهلاً أن تصير شخصاً جديداً في نفس البلد والمدينة ولن يتعرفك أحد حيث لم تكن ناك كاميرات محمولة ولا وسائل اتصال ولا قواعد بيانات.

مشكلتي في الرواية التي كتبت بالطريقة الماركيزية : النهاية أولاً ثم ربطك بالحدث رغم أنك تعلم بالنهاية. هذه البداية جعلتني غير مشتاق للقراءة كما ينبغي لرواية رائعة مثل هذه. بل إن أكثر الأجزاء تشويقاً لم يكن قصة كمال مدحت بل حياة البلاك رايتر .

أجاد الكاتب الوصف والغوص في الشخصية ولو أنني تمنيت استعراض الخطابات التي ظل يرسلها لفريدة زوجته الأولى في إسرائيل. لكنه برع في جعلك تعيش المكان في بغداد وطهران ودمشق و المنطقة الخضراء والحمراء والاحتلال الأمريكي وحياة الصحفيين . ناك شيء دامي تركته في تلك الرواية. حسرة على العرب جميعاً . نحن الذين يسحقنا الطغاة .نحن الشعوب والغوغاء الذين يحولهم الإعلام لوقود يحرق من يريد. كان يصف الحركات الجماهيرية فأرى وضع مصر الآن وهي تحارب الجميع ولا طواحين الهواء في نزعة قومية بغيضة. الجماهير تظن نفسها الأعظم والأعرق والأذكى وأن النصر لها وأن الموت للأعداء والمعارضين وللضعفاء. نحن وطن رسمت حدوده بالدم وملئ تاريخه بالطين ولم نحظ في النهاية إلا بالتراب المشبع بحمرة الدم ودموع المظاليم والعاشقين لأوطانهم.
Profile Image for HuDa AljaNabi.
332 reviews358 followers
February 4, 2015
وكأننا قطعنا الف ميل بعد "حارس التبغ" لا أعني فقط كـ رواية، بل كتأريخ العراق المختصر نا.

ما أردت معرفته عن يهود العراق قُدّر لي القليل منه، ليس كافياً ليروي التفاصيل لكنه يعني، يعني ليّ الكثير.

لديّ ما يكفي نا ليشعرني بالندم عن تأخري في القراءة لـ علي بدر، عراقنا وهو مملكة، يهودنا، تسننا وتشيعنا، حروبنا الأهلية، وما بعد 2003، ان ارافق إمتداد الهجرة التأريخية التي تدور في حلقة مغلقة، منذ آشور وحتى اليوم، نحن نشهد ذات الانعطافة في كل مرة، هجرة واحدة لطوائف مختلفة على مرّ العصور.

الرواية كانت أقرب إلى حدث توثيقي منه إلى جسد أضع نفسي مكانه وأتنقل في تفاصيله، فشخصية البطل او لنقل شخوصه المتعددة ، كانت بلا إنسانية وبلا معاناة صادقة، لم اتعاطف معه مطلقاً في أي شخصٍ تقمّصه، كان تعاطفي مع اليهود وإيران ما قبل الثورة، وبغداد !

ولم أجد شيئاً منطقياً في رسائله لزوجته اليهودية الاولى طوال تلك السنين، ربما وجد فيها كِسرة حنين تبرر تواصله، لكن لم يكن ناك داعٍ لذكر تفاصيل مغامراته الجنسية لها!

وإبنه "حسين" الذي أصبح شيعياً قادماً من إيران، لنتسعيد التفاصيل، أجبر هو وزوجته طاهرة على مغادرة العراق لكونهما من التبعية الايرانية، وتم اخذ الشباب من عمر 15-40 ، وقد أخذوا ابنهم حسين في إحدى السيارات وماتت طاهرة لانها لم ترد ترك ابنها خلفها ودفنت في العراق، طيب كيف عاش حسين، وكيف ذهب الى ايران وهو محكوم بالموت، لنقل ان تغيبراً قد حدث او أنّي فوّتُّ شيئاً من الاحداث، لكن كيف لحيدر سلمان ان يكون متأكداً من ان إبنه على قيد الحياة!


لم يأسرني هذا الفنان، لكن علي بدر أبدع بجعل القصة حقيقية وتثير فيك الشكوك حول ما اذا كانت واقعية وذلك لإرتباطها بشخصيات واماكن وأحداث حقيقية، حاولت جاهدة البحث عن احدى شخصيات بطل الرواية في الگوگل لكنّي فشلت ولست متأكدة اذا ماكان لأي تفصيل منها وجود حقيقي، وهذه نقطة كبيرة تُحسب للكاتب، بالإضافة لإسلوبه ، تسلسل أحداثه ، فرناندوا بيسوا وصورة الغلاف!

أتفق مع أن الرواية هي عدة استنساخات لروايات أخرى بتفاصيل شخوصها كرواية التشيلي خوسيه ميجيل باراس "بريد بغداد" او رواية "ريكاردو ريس" حيث اقتبس الصفات الفيزيائية، ناك ايضا روايات عربية هامة استفادت من روايات عالمية مسبوقة، وهذا لا يعيبها أو يتنقص منها، لكنّنا كنا بحاجة لروحَ حقيقية في الرواية تأسرنا معها، وتمكنني من إعطاء خمسة نجوم بلا تفكير.

كانت رواية ممتعة بلا شك، تجربتي الاولى مع علي بدر ولن تكون الاخيرة.
Profile Image for Jawad.
69 reviews43 followers
October 13, 2016
اول رواية اقرأها لعلي بدر واعجبتني كثيرا.
تروي قصة رجل بثلاث شخصيات , عاش ثلاث حيوات يعني ثلاث ديانات وثلاث زوجات وثلاث اولاد , جاب البلاد ليرجع لبلده العراق ليعيش بقية عمره في وطنه الى ان يقتل في ظروف غامضة بعد الاحتلال الامريكي .
هذا ليس حرق للرواية فمن نا تبدأ القصة , وهي التحقيق في ملابسات مقتله لمعرفه الجناة .
فهل ياترى يتم التعرف على قتلته في ضل الفوضى والقتل على الهوية ؟
اترك لكم متعة استكشاف الحقيقة .
Profile Image for Maryam   Same.
634 reviews191 followers
May 22, 2017
ثاني روايه اقراها للاستاذ علي بدر و ايضا بطلها عازف
تتحدث الروايه عن العازف كمال مدحت
الذي قتل بعد سقوط صدام و عاش ب3 شخصيات مختلفه
لاسباب سياسه و امنيه كان يبدل في كل مره اسمه \ هويته \ تاريخه و تنقله بين العراق \ايران \ سوريا
نقرا في الروايه عن العراق و التحولات السياسيه \ الاجتماعيه \ الاقتصاديه \ الثقافيه خلال 80 سنه تقريبا من ايام الملكيه الى سقوط صدام
الروايه جميله جدا وفيها رمزيه وتأريخ لحقبه طويله ومهمه من تاريخ المنطقه
Profile Image for Nada Elshabrawy.
Author3 books9,199 followers
June 25, 2016
القصة جيدة لكن المعالجة أفسدتها, تخلل الرواية مواضع مملة كتير و لكنها في المجمل ليست الأسوء
Profile Image for دايس محمد.
196 reviews210 followers
March 17, 2013
من النادر ألا تتماهي مع شخوص علي بدر و تشعر تجاهها بتناقضات كثيرة ، هو لا يحيّد مشاعرك و لا يحاول هذا الأمر إنما يرغب أن يجعلك جزءا ً من عمله الروائي ، هذه هي قيمة الرواية أن يصبح الإنسان القارئ جزءا ً من العمل الروائي جزءا ً من الحالة الإنسانية المكتوب عنها ، بالإضافة إلى هذا هو يحاول أن يخلق شخوصا ً حية ً قابلة للتصديق ، و مستعدة بنسبة ٍ عالية ٍ أن تجعلك تفكّر بمدى واقعية هذه الشخوص هل هي حقيقية هل هي أسطورة متى و أين و كيف هل هذا الأمر واقعي فعلا ً إلخ .
كما في مجمل أعماله فإن علي بدر يستوحي شخصياته و تطوراتها الروائية من خلال تيار فكري أو أدبي أو سياسي ، هذه المرة من خلال ديوان لبيسوا ، الشخصية الرئيسة في الرواية الموسيقار كمال مدحت المتحوّل من شخصيته الأولى يوسف صالح اليهودي إلى حيدر سلمان المسلم الشيعي إلى كمال مدحت المسلم السنّي كل هذه الشخصيات متناقضة و مختلفة ً تماما ً إلا في إطار الموسيقى و هي النظرة تجاه الكون ، أو محاولة تطويع الكون للفن أو محاولة تطويع الكون لكتابة نوتة موسيقية ، الشخصية الرئيسة الأخرى الغير متحدثة الصامتة على الدوام و المستقبلة للحديث هي شخصية فريدة روبين زوجة الشخصية الأولى يوسف صالح اليهودي و هي شخصية صامتة جدا ً لكن كأن الأمر كله يتعلّق بها في الأساس يعلّق بحياتها و مدى الحيّز الذي كانت تشغله من حياة الموسيقار لماذا تحضر دائما ً في الرسائل و اليوميات لماذا يكون الالتزام بكتابة رسائل عن العشيقات و الموسيقى و السفر و العذاب إلخ لها .

صوت الراوي و هو الصحفي الذي يبحث في سيرة الموسيقار ، يحاول أن يجد تفسيرا ً منطقيا ً عن الحالة التي عاشتها بغداد منذ بداية الملكية حتى الآن ، هذا الغليان المتكرر و الغير مستقر عمليات القتل و السحل عمليات الحركة الغير منضبطة للجموع ، في الحديث عن هذه الحالة كأن علي بدر يتحدث عن معزوفة سيمفونية مستمرة منذ قرن لا تتوقف و لا يمكن لها أن تتوقف و يتوقع منها الإنسان مجمل الأصوات النغمية على اختلافها ، لا يمكن أن يكون ناك حالة هدوء لأن الحدث دائم و غير مستقر مطلقا .
Profile Image for فيّ السياب.
Author2 books31 followers
November 10, 2019
هل من المعقول أن يوجدَ ابداعٌ مظلومٌ مثل هذا الابداع..
لا أعرف كيف يقيمون الاعمال الروائية عن جد!
كُثر هي الروايات التي اقتنيها ولا استطيع ان اتجرع ساعة واحدة في متابعة احداثها..
علي بدر عبقري كان يشعر بكل تفصيلة
استطاع خلق هذه التراجيديا من تاريخ وحاضر ومستقبل..
لن اقول أنها رواية مليئة بالاعجاز اللغوي لا
إنها رواية مليئة بالاعجاز الفكري..
Profile Image for Sayaf.
103 reviews221 followers
July 2, 2011
قبل يومين كنت قد إنتهيت من ثلاثة أرباع الرواية ، و كنت أتجول في شبكة � تمبلر � الإجتماعية ، و إذا بأحد من أتبعهم يضع هذه الموسيقى . تذكرت مباشرةً الموسيقار كمال مدحت في رواية حارس التبغ الذي تقلبت حياته ما بين الهجرة من بغداد و العودة إليها. الهجرة ليست فقط من المكان ، بل من الذات من الشخصية ذاتها ، فيشبهه صاحب الرواية علي بدر بشخصيات ديوان دكات التبغ الثلاثة لـ بيسوا. فـ تنقل الموسيقار بين الثلاث شخصيات مبتدءً بـ يوسف صالح الذي هاجر إلى إسرائيل بعد المناوشات التي حصلت في بغداد بين المسلمين و اليهود و لكنه لم يطق العيش ناك فإنتقل إلى طهران في إيران بإسم حيدر سليمان، ثم عاد إلى بغداد وحيث إنتهى به المطاف مغتالاً بإسم كمال مدحت في سنة ٢٠٠٦ في العراق.

الموسيقى و النساء لعبت الأدوار الأساسية في الثلاث شخصيات ، لم أجد الإختلاف في الشخصيات الثلاثة التي تنقل بها هذا الموسيقار على عكس الكاتب الذي يجد أن ناك إختلافات بين الشخصيات الثلاث !، فهو عاشق للموسيقى ينفّس عن صدره بفوليونه الذي يجدها الآله الوحيدة لتلك المصائب التي تصيب بغداد التي لطالما أحبها. من إقتتال بين اليهود و المسلمين في الخمسينات ، و مروراً بـ الثورة ، ثم إنقلاب صدام و أعوانه على الحاكم فيأخذ الحكم لنفسه ، مروراً بعدها بحرب إيران و العراق ، ثم بحرب الخليج ، إنتهاءً بدخول الأمريكان لبغداد. جميع الأحداث التي كانت تأكل بغداد كانت تأكل كامل مدحت ، حبه و إنتماءه لـ بغداد و إصراره على العيش فيها ، جعل الثورات و الحروب هي ثورات و حروب لكمال مدحت بين النساء فـ قد أحب الكثير من النساء بجميع أشكالهن و نوعياتهن ، فأحب الشيوعية و السنية و الشيعية و عاش الحروب و الثوراث ذاتها في محيطن ، فتزوج أكثر من مرة ، و عشق أكثر من إمرأة ، و تسبب في إنفصال أزواج لعدة مرات. شخصية كمال مضطربة ، متوترة دائمآً ، مرهفه بحب المكان و السلام ، فكان مدحت يموت مع كل يوم يمر من حرب إيران و العراق ، حتى كان يجد نفسه متعباً من مناقشة المثقفين الذين يعرفهم من المناصرين للحرب ضد إيران ! كانت الامور السياسية ترتبط بشكل لا مباشر مع علاقته بالموسيقى و النساء. فـ قد عزف أمام صدام حسين لثلاث مرات تقريباً ، يصف الكاتب عزف كمال في أمام صدام في أحد المرات :

� وقف كمال مدحت وهو يرتدي بذلته التوكسيدو السوداء المتهدله من الخلف. وقف نحيفاً بوجهه الأسمر و عينيه اللامعتين ، و قف في الضياء- المعتم قابضاً على قوسه و كمانه ، صمت قليلاً من الوقت ، ثم بدأ مع أول حركة راسماً في الهواء قوس نجوم وسط الصالة ، نوتات متعددة في فضاء صامت كلياً ، و كانت وداد قابضة على طرف آلة التشيلو في الجانب الأيمن من الجلسة، جالسة على كرسيها ، فيما الآلة ممدة على جسدها، كمعشوقة أبدية ، و كان كمال مدحت ينظر و هو يعزف إلى المايسترو دوماً، ينظر إلى طرف عصاه ، و إلى عينيه أيضاً ، فيما كان نالك أكثر من أربعين عازفاً يعزفون كونشيرتو الأفيون مع كمال مدحت. و كان الرئيس جالساً في المقدمة يحيط به جمع من الحراس. حين إنتهى العزف، عاد كمال مدحت فجأة إلى الوعي ، عاد إلى الوعي على تصفيق الرئيس و ابتسامته الجانبية التي تخرج بقوة من تحت شواربه،�(١)

تدور الرواية في فلك كمال مدحت و حياته ، حيث بدأ علي بدر بالعمل كـ � بلاك رايتر � و هذه الوظيفة هي أن تكون كاتباً لتقارير و أخبار و وثائقيات لما يحدث في العراق مقابل مبلغ مالي معين و ينشر بإسم أشهر الصحفيين في الولايات المتحدة. كلف علي بالبحث عن حياة كامل مدحت فنشر الرسائل التي كان يرسلها كمال لزوجته فريدة ، حيث كان يواصل إرسال ما يحدث له و يشعر به طوال إنتحاله الشخصيات الثلاث. و كان علي قد سافر إلى بغداد للسؤال عن كمال ، و أخذ المعلومات من من كان يعتقد أنهم يملكون بعض المعلومات عن كمال مدحت أو شاهدوه و تحدثوا معه. تستحق الرواية القراءة لهذه الشخصية المثقفة التي عاشت صراعات كثيرة بروح لطيفة أتعبتها كثرة الأحداث التي مرت على بغداد و العراق. النهاية كانت رمادية ، فاترة ، باردة ، كما هي نهاية كمال مدحت.

أنتهي بإقتباس الكاتب من دكان التبغ :

� كلي الشوكلاته يا صغيرة ،
كلي الشوكلاته !
لا توجد ميتافيزيقيا تضاهي الشوكلاته،
و الديانات لا تُعلّم أكثر مما تعلمه المقِشدة،
كُلي أيتها الصغيرة القذرة كلي!�



—ĔĔ�
صفحة ٢٩٤
Profile Image for Noor Sabah.
122 reviews118 followers
April 15, 2016
الرواية تحوي معلومات تاريخية مهمة لتاريخ العراق المعاصر وخاصة ماحدث للطائفة اليهودية فيما عرف بفرهود ١٩٤١
لكن كلما تذكرت انها ماخوذة كفكرة عن قصيدة لبيسوا في قصيدته " حارس التبغ" يجعل من حبكة الرواية وكانها بعيدة عن الواقع العراقي.
علي بدر روائي مثقف بامتياز...
Profile Image for Hala Ghattas.
118 reviews31 followers
September 20, 2016
من اجمل ما قرأت منذ عقود. لكن عليك التسلح ضد الاحباط لما كانت عليه بغداد وما آلت اليه عقب الاحتلال الامريكي. كانب عبقري للغاية
Profile Image for Katia N.
672 reviews989 followers
September 28, 2018
This book is “Doctor Zhivago� of the Middle East. It is a story of the one human being facing the turmoil of the 20th century in the region. It might not possess the Pasternak’s musicality of the language or the complexity of his love story. But it is at least as powerful in respect of historicity of the time and space; its impact on an individual.

It is told in a form of a meta-narrative. A journalist has been contracted to write a book about the famous local composer who has been murdered during the American occupation of Iraq. The text we are reading is a mixture of this book and the reflections of the journalist on the past and present of the Middle East. He visits Iraq from Lebanon and stays in the Green Mile for his investigation. His language, elegant and thoughtful without unnecessary gloss made me stop and think many times during my reading.

It was refreshing to read about the Iraq post-war from the perspective a writer from the Middle East. His observations of the clash of the cultures during the occupation and it is far from the self-evident. For example:

“That’s always some misunderstanding. The translators who are mostly graduates of English or American literature, think American soldiers and officers will have some knowledge of literature and culture. But when they discover that those Americans are illiterate in every sense, it leads to friction. The Americans, for their part, believe everyone is ignorant or illiterate, and are then shocked to find that these people know more about their own culture than they do. While the Iraqis who used to think Americans would know who Walt Whitman and John Steinbeck were, now realise they are only a bunch of ignoramuses whose knowledge is limited to porn mags and sports news. Thats how the conflict starts.�

He also very vividly depicts the mood in Iraq’s elite early at Sadam’s era:

“Amjad believed that the Arab nation had an immortal message, which was the spiritual development of the world. The statement made Kemal burst into laughter. Kamal found i mind-blogging that this talented artist could be a convinced Baathist and an extremist Iraqi, who read Nietzsche and Fichter and admired Chamberlain, especially his book The Foundations of the 19th century. Amjad also read the literature of the Baath party influenced by Gustave Le Bon’s ideas that race and nation were identical. Amjad believed that Arbs where surrounded by inferior races who were created for barbarity and savagery. Kemal wasn’t capable of making fun of these ideas because he was scared. But he realised that nationalist ideology in Baghdad gave the oppressed people a sense of false grandeur and led them to believe that Iraq stood alone and isolated�. Martyrdom therefore was a necessity.�

As far as the main narrative is concerned, the protagonist is assuming 3 very different identities during the course of his long life. He was born as a Jew, then became a Shia Muslim and lived in Iran and, later assumed the role of a Sunny Muslim in Iraq. The strongest part of this novel for me was the author’s reflections on what is identity. Early at the narrative, the young Yousef, a Jew, a talented musician, is trying to rebel against how other people define him:

”Do not put me in a tight corner, do not place me in a little box. When you treat me like a Jew, you suffocate me.� � As a Jew, Yousef was required to play the role of a Jew and wear the Jewish mask, in the same way that Muslims and Christians had to play their respective roles and wear their respective masks. Masks make it easy for individuals to live in society. Rejecting the mask made the artist an alien forever, even through music, art and beauty refused to narrow the individual into a role. Yourself was a stranger to everything around him. Everybody urged him to conform to his role. But he wished only to conform to music, for music had no religion.�

But later he surrenders: “But he had to wear a mask, because the mask made it possible for him to regain his self-confidence. It calmed his fears, expelled his demons and quelled the violent cries in the depths of his heart, the depths that told of hell.� Moreover, he goes much farther than any of us would go and physically recreates himself as another person changing the name, his wife, likely even his system of beliefs� He manages to have 3 lives instead of one...

However the author warns:

“We must not forget ourselves entirely, even if we surrender to a role we’ve invented, even when it is incompatible with our personalities, because we have chosen to play a role. But I see that others, instead of playing their roles, are played by them...We often imagine that we control the game unaware that it actually controls us. We often imagine that we uphold values contrary to those we were raised to uphold. But in truth we are only surrendering to them.�

Quotes:

Constructing identity:

“Kemal life shows that identity is always closely allied to a narrative standpoint. A life is a story that is fabricated, formalised or narrated at a completely random moment, a localised historical instant when others turn into the “other� into strangers, foreigners and even outcasts. The story of this artist shows that identity is a process of adaptation; no sooner has in located itself in one particular historical moment that it changes into a different moment. All these imaginary communities begin with a fabricated invented narrative which denies that identities blend."

Iran and Iraq preparing for the war:

"Both word and image were debased. Iraq used images to create impact by presenting the thronging crowds raising their hands mechanically and shouting. The revolution depended on the image of the masses. Iran on the other hand, turned popular phrases into poetry and vulgarity verse� There was anarchy in both countries. Each confronted the other with an artificial system that was eloquent and ridiculous. Pure chaos merged with raucous anarchy and old romantic babble. Each country went back to its heritage. Arab Baghdad went back to poetry and words, to spellbinding rhetoric that Arabs mastered. It went back to the undiminished magical power of prose, but with an additional strain of chaos and obscurantism. It was like being lulled to sleep by words without meaning."


Profile Image for Marwa Mageed.
72 reviews12 followers
September 11, 2019
إلى متى يبقى الإنسان خائفاً؟
كم يصبح عمره كي يتخلص من الخوف؟، ها أنا في الخمسين، وإلى الآن أشعر بالخوف، مثلما كنت أشعر به حينما كان عمري عشرة أعوام، مثلما كان عمري في العشرين، كم يصبح عمري كي أنا بلا كوابيس، بلا بكاء، بلا خوف؟
Profile Image for Fatima Al-Quwaie.
497 reviews99 followers
August 30, 2017
هل تكون "الهوية" مجرد واقعة سردية؟ .. مجرد حكاية؟

يسأل علي بدر في روايته حارس التبغ .. وكيف لا يكون ذلك وسط واقع هش ملتبس باستمرار؟ .. ما الذي يحفظ للكائن الحي كيانه الكامل المتصل بماضيه والذي يتماهى مع حقوقه وكرامته، في ظل واقع يتم فيه التلاعب بكل شيء وفق مقتضيات مزاجية تخضع لمتنفذ وحيد؟ .. فسامي اليهودي أو حيدر المسلم الشيعي أو كمال المسلم السني، هو امتداد سردي لتاريخ العراق وما يحيط به في الفترة الممتدة بين 1922 ـ 2006، كل الهويات فيها مجرد حالة استكمال لما تتطلبه المرحلة السياسية التي توظف كل ما حولها كمجرد "إكسسوارات" لمواكبة الحالة .. وحيث الكائن الحي بكل ما ابتدعه من فنون، هو مجرد قطعة أخرى من قطع الإكسسوار .. وحيث كل هوية تفتت ما قبلها لتصنع هوية منفلتة طارئة .. تحول الشعوب معها إلى مجرد مُسوخ آدمية منفصلة عن كل شيء، إلا رغبة التدمير لتحقيق البقاء اللحظي فقط .. في شيء يشبه العودة إلى عالم الغاب الأول.

العمل أيضاً يشبه معزوفة موسيقية جديدة .. فحقيقة أن البطل في شخصياته الثلاث كان موسيقياً شغوفاً .. جعلتني أشعر أن ناك دائماً نغمات موسيقى خفية في خلفية كل صفحة .. تتصاعد بجنون أحياناً حتى تكاد تأكل ما حولها من كلمات، وتذوي في أحيان برتم موغل في الوحشة .. محولةً المشهد السردي إلى حالة أسى متكاملة، تستولي على حواس القارئ معها .. كل ذلك بالكلمات فقط .. بتلاعب علي بدر باللغة، مؤكداً فكرة "في البدء كانت الكلمة" .. ثم محاولات مجاراتها الأخرى من معزوفات وسينما ومسرح وغيرها.

الرواية عبارة عن وخزة تحذير دقيقة لكل السائرين في الطريق الذي يصل بمكان الحضارة البكر إلى مكان همجي مروّع .. فكلما احترت أمام ظاهرة ما .. لك أن تعود إلى تلك الحكاية لكأنها مرجع للمعرفة .. متأملاً في فرضيات الحشود المدمرة والهويات الهشة، وما يتولد عن الهدر الدائم للقيم .. وحق الإنسان في اختبار أسئلة الإيمان الحقيقي وطرق الوصول للمعرفة الصافية والإبداع غير المشروط.
Profile Image for Ahmed Faiq.
366 reviews109 followers
September 21, 2020
احسب نفسي على المعجبين بعلي بدر، وذلك بعد قراءة اول صفحات من اول رواية قراتها له (صخب ونساء وكاتب مخمور)، احسست بجودة طينته الادبية، او بدون تفلسف احسست بجمال شخصيته ومرحه وفطرية اسلوبه الساخر الممتع، الذي اوصلني الى الضحك بقوة من كل قلبي، وتكرر ذلك في (بابا سارتر) وكانت اول رواية كتبها وهوفي بداية مشواره، كل ذلك مع العمق التعبيري في اماكن اخرى وذخيرة ادبية واضحة يجيد استخدامها، لكني تفاجأت في حوار ثقافي مع شاعر كهل ذو ذوق ادبي رفيع، واطلاع واسع على الاف الروايات ربما؛ ان سمى علي بدر "افضل روائي عراقي" و "ملك السخرية" فعرفت انني لست وحدي....
لكن هذه الرواية مختلفة قليلا، كانت اولا اطول من الاخريات، ثانيا قصتها فيها شيء من التشويق المفترض، لكن الحبكة لم تكن محبوكة جيدا وفيها الكثير من التكلف والاستزادة، ففقدت كثيرا من فطرية علي بدر، وكانت الاحداث كثيرة ومبالغا فيها واصبحت الشخصية شخصية ماركيزية في بيئة عراقية مختلفة جدا، فكان ناك تنافر كبير بين كثير من الوقائع واصبحت مملة في احيان كثيرة.
مع كل ذلك تبقى لمسات الكاتب واضحة، وابدع كعادته في وصف عراق التسعينات والضروف السخيفة التي كانت البلد قد وصلت اليها، وكان وصفه للاوقات الاكثر قدما ايضا دقيقا ومرتبا.
من الجدير بالذكر تشابه الحبكة مع رواية (مقتل بائع الكتب)، التي كتبت بعدها بسنوات.
Profile Image for سوسن الموسى.
114 reviews23 followers
December 7, 2017
رواية عظيمة بلا شك , و كاتب ذكي لدرجة تبهرك .

تتحدث الرواية عن صحفي موكل بالبحث في مقتل غامض لموسيقار عراقي
الذين عاش بثلاث شخصيات مختلفة .
و يروي الكاتب الأحداث التي أدت إلى تقمص هذه الشخصيات ..
" يهودي - شيعي - سني " .
لا أودُ أفساد الرواية , كما فعل الكاتب و كتب بيوغرافيا صغيرة في مقدمة الكتاب .
لذا أنصح بشدة ألا يقرأها من يود فعلاً أن ينبهر و يستمتع بالقراءة .

هذا ما أفسد الرواية فقط , أما دون ذلك , فمذهل !

و بالنسبة لأسلوب السرد , بسيط و سلس , يتخلخه أراء الموسيقار أتجاه الموسيقى و صداها في الكون و الناس ونفسه .. أخيراً أتفق مع الكاتب في كُرهه للنزعة الجماهيرية .


أنصح بها :)
Profile Image for Noor.
307 reviews42 followers
May 4, 2016


هذه الرواية عظيمة
وسعيدة بتسلسلها الذي جاء بعد كتاب الهويات القاتلة

يستهويني دائما موضوع الزمن في رواياته وتقديم رؤيا مختلفة
عن ماقرأناه حسب كل "نظام" مر على هذ البلد .
Profile Image for Hameed Younis.
Author3 books452 followers
February 19, 2017
العمل تاريخي سردي
وهو العمل الثاني الذي اقرئه لعلي بدر ولا ينال كامل اعجابي
طريقة ربط الرواية بقصيدة بيسوا ذكية جدا
الاستاذ علي بدر كاتب مقتدر واتمنى ان اجد روايات اجمل مما قرأت في المستقبل
Profile Image for ميساء منصور.
Author1 book311 followers
January 25, 2021
في العام ١٩٥٠ أُسقطت الجنسيّة العراقيّة عن اليهود في العراق، وأُجبر اليهود على الهجرة إلى إسرائيل.
في العام ١٩٨٠، بدأت الحرب العراقيّة الإيرانيّة، وأُسقطت الهويّة العراقيّة عن المسلمين الشّيعة، وأُلبسوا رغمًا عنهم الرداء الإيرانيّ، وتمّ تهجيرهم قصرًا إلى الحدود الإيرانيّة.
في عام ١٩٩٠، تم غزو الكويت على يد صدّام حسين، واشتعلت بغداد تحت طائل الغزو، وتحوّلت إلى مدينةٍ بدائيّة من طين وغبار وأشلاء.
في بداية الألفيّة، سقط صدام حسين، وبدأت الحرب الأمريكيّة على العراق تحت ذرائع متعددة.

هذه الرّواية تتبع سيرة كمال مدحت، الّذي تمكّن من العيش داخل ٣ شخصياتٍ في حياته، وبنى هذه الشّخصيات بناءً على الوضع السّياسيّ في العراق.

يسير كمال مدحت وهو يحمل بغداد بين عينيه، ويحبّها، ليس حبّ الوطنيين، ولا حبّ المدّعين، بقدر ما هو الحبّ الفطريّ الّذي ولد فوجده يتسرّب إليه من شوارعها وأزقّتها.
هذه الرّواية هي سيرة ذاتية، ولكنها سيرة بغداد أيضًا، سيرة العراق.

علامات كاملة للسّرد والبناء والحبكة والشّخصيات، رواية بديعة وآسرة، وتحمل تلخيصًا شاملًا لبلدٍ ما زال يعاني حتى اليوم من الانقسام والحرب.
Profile Image for Maha.
592 reviews
February 28, 2013
رواية ليست بالمشوقة و أظن تحتاج لقراءة ما بين السطور لفهم ما يريد الكاتب ان يوصله للقارئ. لذلك فالقارئ المتعود على على القراءات سيمل بسرعة. أعجبني في الروا��ة التفاصيل ... الحياة في بغداد قبل الثورة ثم من الثورة إلى حرب الخليج و من ثم من حرب الخليج إلى زمن الاحتلال الأمريكي عام ٢٠٠٣ . هذه التفاصيل قد تبدو مملة لكنها تكون مادة غنية للتعرف على الحياة في تلك الأزمان. الرواية مكتوبة بأسلوب صحفي و كأنها توثق عملية جمع المعلومات و فهمها و من ثم حياكة القصة من قبل الصحفي. نرى ان الصحفي له دور كبير في صناعة الحكاية من المعلومات الشحيحة التي يحصل عليها. الرواية يمكن مناقشتها في إطار قصيدة بيسوا التي أشير إليها مرات عديدة في متن الرواية و لو أني لم اقتنع بأطروحات الكاتب. ربما احتاج إلى قراءة متأنية للقصيدة لأصل إلى ذلك. أتطلع إلى مناقشة الكتب و أتوقع ان يفتح النقاش أبوابا أخرى لفهم الرواية.
Profile Image for Islam.
Author2 books549 followers
April 11, 2012
الريفيو لاحقا
ĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶĶ
أحببت أن أقول أن الرواية رائعة، وعلى بدر روائى لم يأخذ حقه من التقدير
Profile Image for Zahraa Alzaabi.
227 reviews35 followers
June 21, 2019
رواية خارجه عن المألوف من اروع ما قرات. لي علي بدر و قررت بعدها ان اقراء جميع روايتها.
Profile Image for صالحة حسن.
Author10 books117 followers
December 2, 2015
تَدخُل رواية «حارس التبغ» .. للروائي والصحافي العراقي «علي بدر»، بتصور مسبق ينسجم مع ديوان الشاعر البرتغالي «فرناندو بيسوا» .. «دكان التبغ» بشخصياته الثلاث التي يشتق منها العمل الثيمة الرئيسة .. لكنك مع تجذرك فيها فصلاً بعد آخر ترى أنك تتوه .. وذلك بالمعنى الإيجابي للتوهان نوعاً ما .. توهان الدهشة والسؤال عما بعد معاً .. فأنت تدخل العمل، من بوابة الصحافي الباحث عن مادة للكتابة .. تظن أنك أمام مقدمة يصوغها «علي بدر» نفسه، حول الشخصية المحورية للعمل «كمال مدحت»، لتدرك بعد أن تقطع شوطاً لا بأس به من القراءة، أنك أمام حبكة ذكية جداً ورطتك في العمل، وأنك في أول فصول الرواية، من دون أن تحس بذلك فعلياً ..

فالتمهيد هو حكاية أولى بطلها الصحافي الذي يتحضر من أجل الدخول إلى عالم بطل «حارس التبغ» .. الملغز والمرعب في آن .. لتستكشفان معاً، أنتَ وهوَ، لماذا كان ناك «سامي صالح» ثم «حيدر سلمان» وأخيراً «كمال مدحت»، الموسيقار العراقي الذي قتل أخيراً في ظروف غامضة .. وكيف انفجرت تلك الشخصية الأولى «سامي» لتفرز ثلاث شخصيات مختلفة .. وعلى عكس مرضى الفصام، الذين تجهل كل شخصية فيهم وجود شخصية جديدة بحياة كاملة .. فإن بطل «حارس التبغ» كان مدركاً لكل شخصياته التي تتناقض جذرياً فيما يميزها من صفات، إلا شغفها العميق بالموسيقى وما حولها.


هل تكون «الهوية» مجرد واقعة سردية؟ .. مجرد حكاية؟ يسأل «علي بدر»..؟ وكيف لا يكون ذلك وسط واقع هش ملتبس باستمرار؟ .. ما الذي يحفظ للكائن الحي كيانه الكامل المتصل بماضيه والذي يتماهى مع حقوقه وكرامته، في ظل واقع يتم فيه التلاعب بكل شيء وفق مقتضيات مزاجية تخضع لمتنفذ وحيد؟ .. فسامي اليهودي أو حيدر المسلم الشيعي أو كمال المسلم السني، هو امتداد سردي لتاريخ العراق وما يحيط به في الفترة الممتدة بين 1922 ـ 2006، كل الهويات فيها مجرد حالة استكمال لما تتطلبه المرحلة السياسية التي توظف كل ما حولها كمجرد «إكسسوارات» لمواكبة الحالة .. وحيث الكائن الحي بكل ما ابتدعه من فنون، هو مجرد قطعة أخرى من قطع الإكسسوار .. وحيث كل هوية تفتت ما قبلها لتصنع هوية منفلتة طارئة .. تحول الشعوب معها إلى مجرد مُسوخ آدمية منفصلة عن كل شيء، إلا رغبة التدمير لتحقيق البقاء اللحظي فقط .. في شيء يشبه العودة إلى عالم الغاب الأول.


العمل أيضاً يشبه معزوفة موسيقية جديدة .. فحقيقة أن البطل في شخصياته الثلاث كان موسيقياً شغوفاً .. جعلتني أشعر أن ناك دائماً نغمات موسيقى خفية في خلفية كل صفحة .. تتصاعد بجنون أحياناً حتى تكاد تأكل ما حولها من كلمات، وتذوي في أحيان برتم موغل في الوحشة .. محولةً المشهد السردي إلى حالة أسى متكاملة، تستولي على حواس القارئ معها، مهما كان الوسط الخارجي الذي يقرأ فيه العمل .. كل ذلك بالكلمات فقط .. بتلاعب علي بدر باللغة، مؤكداً فكرة الكلمة التي تأتي في البدء .. ثم محاولات مجاراتها الأخرى من معزوفات وسينما ومسرح وغيرها.


«حارس التبغ» بشكل عام هو «حيلة العاجز» .. قدرته على إيجاد عبارات محكمة وتحليلات شديدة العقلانية، لا تنفصل عن الإنسان الذي يتشارك وإياه ذات الحيرة، تلخص له واقعاً ملتبساً، حول الهوية العربية بالمجمل، بما لا يخص بذلك العراق وحده .. إنه وخزة تحذير دقيقة لكل السائرين في الطريق ذاته، الذي وصل بمكان الحضارة البكر إلى مكان همجي مروّع .. فكلما احترت أمام ظاهرة ما .. لك أن تعود إلى تلك الحكاية لكأنها مرجع للمعرفة .. متأملاً في فرضيات الحشود المدمرة والهويات الهشة، وما يتولد عن الهدر الدائم، للقيم .. وحق الإنسان في اختبار أسئلة الإيمان الحقيقي وطرق الوصول للمعرفة الصافية والإبداع غير المشروط.
Profile Image for Hassan Bin Salem.
350 reviews113 followers
December 11, 2017
،
،
،
،
" علينا أن لا ننسى أنفسنا تماماً ، حتى ونحن نستسلم للدور الذي نخترعه ، حتى ذلك الدور الذي يناقضنا ، ذلك لأننا لا نريد أن نلعبه . في حين أني نرى الآخرين وهم يلعبهم الدور بدلاً من أن يلعبوه . إني أريد أن أجد لنفسي دوراً آخر وأكف عن لعب نفسي . فكثيراً ما تتوهم أننا ندير اللعبة غافلين عن أنها هي التي تديرنا ، وكثيراً ما تتوهم أننا ننتج قيماً مضادة لتلك التي نشأنا أو أنشأنا أنفسنا على معارضتها ، لكنا في الواقع نستسلم لها "
،
،
#حارسالتبغ
#عليبدر
،
،
يستلهم الكاتب ديوان " دكان التبغ "
للشاعر البرتغالي بيسوا في رسم أحداث و شخصيات روايته " حارس التبغ " .
بدأت أحداث الرواية بمقتل الموسيقار العراقي كمال مدحت يهودي الديانة..... !؟ الذي تقمص عدة شخصيات لكي يعود لوطنه بعد أن تم إبعاده لانه يهودي .
اعتمد الكاتب على الأسلوب التقريري في سرد وقائع الرواية مما قد يسبب الشعور بالملل لدى القارئ ،،، لا أخفيكم بأن للكاتب لغة جميلة جداً 👌🏻✨�
Displaying 1 - 30 of 125 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.