وطننا العربي يقع في خانة أكتر الشعوب عجزاً عن ملاحقة مسيرة الحضارة، وهو موقع لا مبرر للشكوي منه، سوي أن الحضارة يأسرها ولدت أصلاً في وطننا، وأن السفن والأسلحة التي ارتاد بها الأروبيون قارات العالم الجديد كانت في أيدينا، قبل أن يعرفها الأوربيون بثلاثة قرون علي الأقل
فلماذا يحدث الذي لا يحدث؟
وكيف يمشي وطن وناسه إلي الوراء ؟
ثمة إجابة وهي اجابة محددة وصحيحة وجادة وسهلة وخالية من اهواء الفلسفة لكن مشكلتها انها مكتوبة بلغة عربية أخري لم ينسها العرب فقط بل تعلموا بدلاً عنها لغة عربية جديدة مما يجعل مهمة الترجمة صعبة بعض الشئ وأحياناً - ايضا - صعبة ومفاجئة.
إن هذا الحديث هو الخطوة التي لابد منها لارتياد اجابة غائبة علي الاسئلة المطروحة الآن في واقعنا.
وهي إجابة طمرتها الادارة السياسية في ثقافتنا العربية منذ أربعة عشر قرناً وراء اجابة مزورة عمداً في ثقافة عربية أخري.
ولد الصادق النيهوم في مدينة بنغازي عام 1937. درس جميع مراحل التعليم بها إلى أن انتقل إلي الجامعة الليبية، وتحديدا بكلية الآداب والتربية - قسم اللغة العربية، وتخرج منها عام 1961 وكان ينشر المقالات في جريدة بنغازي بين عامي 1958-1959 ومن ثم عُين معيداً في كلية الآداب.
أعدَّ أطروحة الدكتوراه في " الأديان المقارنة" بإشراف الدكتورة بنت الشاطيء جامعة القاهرة، وانتقل بعدها إلى ألمانيا، وأتم أطروحته في جامعة ميونيخ بإشراف مجموعة من المستشرقين الألمان، ونال الدكتوراه بامتياز. تابع دراسته في جامعة أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية لمدة عامين.
درَّس مادة الأديان المقارنة كأستاذ مساعد بقسم الدراسات الشرقية بجامعة هلنسكي بفنلندا من عام 1968 إلى 1972.
يجيد، إلى جانب اللغة العربية، الألمانية والفنلندية والإنجليزية والفرنسية والعبرية والآرامية
تزوج عام 1966 من زوجته الأولى الفنلندية ورُزق منها بولده كريم وابنته أمينة، وكان وقتها مستقراً في هلسنكي عاصمة فنلندا، انتقل إلى الإقامة في جنيف عام 1976 وتزوج للمرة الثانية من السيدة (أوديت حنا) الفلسطينية الأصل.
توفي في جنيف يوم 15 نوفمبر 1994 ودُفن بمسقط رأسه مدينة بنغازي يوم 20 نوفمبر 1994.
كتب لصحيفة الحقبقة الليبية حينها، نشر أول مقالاته (هذه تجربتي أنا) مع بداية الصدور اليومي لصحيفة الحقيقة كما نشر بها :
- الكلمة والصورة
- الحديث عن المرأة
- عاشق من أفريقيا
- دراسة لديوان شعر محمد الفيتوري
نشر سنة 1967 مجموعة دراسات منها (الذي يأتي والذي لا يأتي) و(الرمز في القرآن)، وأصبح في هذة الفترة يمثل ظاهرة أدبية غير مسبوقة، وأخذ يثير اهتمام القراء، وكانت أطروحاته وأفكاره تتضمن أسلوباً مميزاً يشهد له الجميع بالحيوية والانطلاق،
وفي عام 1969 كتب دراسة (العودة المحزنة للبحر)، ونشر عدد من قصص الأطفال، وأهداها إلي طفله كريم، ونشر عام 1970 رواية (من مكة إلي هنا)، وفي 1973 صدر له كتاب (فرسان بلا معركة) و(تحية طيبة وبعد)، وأقام من 1974 إلي 1975 في بيروت، وكتب أسبوعيا بمجلة الأسبوع العربي، وأشرف على إصدار موسوعة (عالمنا -صحراؤنا -أطفالنا - وطننا - عالمنا)، ومن ثم صدرت رواية (القرود).
انتقل إلي الإقامة في جنيف عام 1976 وأسس دار التراث، ثم دار المختار، وأصدر سلسلة من الموسوعات أهمها(موسوعة تاريخنا - موسوعة بهجة المعرفة)، وعمل بجامعة جينيف أستاذاً محاضراً في الأديان المقارن حتى وفاته.
عام 1986 صدرت له رواية (الحيوانات)، وفي 1987 صدر له كتاب (صوت الناس)، وعام 1988 بدأ الكتابة في مجلة الناقد منذ صدور الأعداد الأول منها في لندن. استمر بالكتابة بها إلي أن وافته المنية في عام 1994، ص
ماذا حدث لإدارة الدولة الإسلامية منذ معاوية بن أبي سفيان؟ أين ذهب مبدأ الحكم الجماعي كأساس لاتخاذ القرار؟ لماذا يبحث العربي عن أفكار وأيديولوجيات لا تناسب تجربته؟ لماذا تحول الجامع بكل ما تحمله كلمته من معنى اجتماع المسلمين إلى "مسجد".. فتساوى بذلك مع كل بقاع الأرض التي يمكن اعتبارها مسجدا للصلاة؟
يطرح الصادق النيهوم الكثير من هذه الأسئلة والأفكار، ليحاول معرفة أسباب ما نعيشه من غياب لصوت الإنسان العربي وتزوير ثقافته، وتغييب مقومات حضارته الإسلامية على مدار سنوات طويلة، تمتد لأيام الدولة الأموية، وما زامنها من الإغراق في المسائل الشكلية من الدين والابتعاد عن نص القرآن والاتجاه لاستحداث علم الفقه والحديث لإيجاد ثغرات تناسب طموحات الخلفاء، وتفرقت كلمة المسلمين بين المذاهب الفقهية والجماعات والفرق المنقسمة داخليا على نفسها..
ينتقد الكاتب ما حدث من نقل للتجربة الغربية تحديدًا البيزنطية، في الإدارة والحكم والسياسة دون النظر لعيوبها، وعدم ملائمتها لعالم عربي مسلم أصبح نتيجة لذلك يعيش حياتين مزدوجتين بين دين ونظام إدارى غربي..
كان تمسك الفقهاء والمؤرخين في الدولة الإسلامية بالمظهر الخارجي لتعاليم الدين وترك الجوهر أمر ملائم لرغبات الخليفة الذي يحب لعن شارب الخمر والكاذب دون التطرق لمن يفسد في الأرض أو يستبد بالأمر وهذا الابتعاد عن الحكم الجماعي هو ما ضيع الأندلس، منح المغول فرصة تدمير بغداد، وجعل عالم جديد من ثلاث قارات يُفتح بسفن عربية ولكن تحمل أوروبيون..
من قرأ للمفكر علي عزت بيجوفيتش سيجد نقاط التقاء كثيرة مع مؤلف هذا الكتاب، ويحسب للصادق النيهوم تركيزه على فكرة محددة بالتحليل وأيضا البساطة الشديدة في أسلوبه مقارنة بعلي عزت.
كتاب رائع ويناقش أفكاراً ومسلمات الثقافة الإسلامية من منظور جديد بعيد عن التبعية والتقليد. مايطرحه الكتاب قد يكون موجوداً في بال أي منا لكن أحدنا قد لايجرؤ على طرحها على الملأ فمابالك بوضعها في كتاب. أعيب على النيهوم رحمه الله عدم تفصيله لكيفية تطبيق بعض الأفكار التي طرحها لكنه يظل ثائراً من ثوار الفكر الإسلامي. لاأنسى طبعاً أن أشير لتعلقي الشديد بهوامش الكتاب التي تكاد تكون موسوعة بذاتها. من أروع ماقرأت. أنصح بالبدء به ثم "الإسلام في الأسر" لنفس الكاتب.
بطبيعة الحال أنحاز لمن يؤكد على ضرورة العودة للإسلام وتعاليمه لإيماني بأن هذا هو الطريق الحق وأن تشاريع الإسلام هي التشاريع التي تضمن الحقوق والتي تضمن للمرء حياة حرة كريمة وهذا مايقوله النيهوم في كتابه هذا وفي مقالاته لا أنكر أنه صاحب فكر وتوجه سليم بغض النظر عن مخالفتنا لبعض مايقول لأي سبب اطلاعه واسع وقضيته نبيلة وأمنيته للأسف الشديد صعبة التحقيق بسبب مجريات الزمن وتصاريف القدر التي أراد لها الرب أن تسير بهذه الكيفية ولا أسثتني طبعا تخاذلنا وكوننا السبب الأول لما وصل إليه وضعنا وثقافتنا. بالطبع أنصح بقرائته وإن كنت ستعاني من تكرار أفكاره في مذا مقال
" منها أن وطننا العربي، يملك 22 شركة طيران، تخسر سنويًا أكثر من مليار دولار، لكنه لا يملك شركة واحدة لصيد الأسماك. ورغم أن وطننا العربي ممتد على سواحل أربعة بحار، هي البحران الأبيض والأحمر وبحر العرب والخليج، بالإضافة إلى شواطئ المغرب وموريتانيا المطلة على المحيط، فإن حصة المواطن العربي من السمك تقل بمقدار النصف عن حصة مواطن في بلد من دون بحار، مثل سويسرا. وتقل بمقدار 72% عن حصة مواطن في بلد صغير مثل اليونان "
لا أعلم السبب الحقيقي وراء عدم شعبية كتب رائعة كهذا الكتاب مثلًا الكتاب يتحدث عن فكرة بديعة لطالما غابت عن طرح كل المثققين العرب والمسلمين وغيرهم.
أعجبني ونال رضائي ارتباط العنوان بمحتوى الكتاب فعلا وعدم الحياد عنه، فالصادق أوضح كيف أن هناك الكثير من المصطلحات التي نستخدما -ونحسب أننا مثقفين - هي في الحقيقة وفي ظل الشرع الاسلامي تعني أشياء أخرى لا أهمية لها ، والعكس بالعكس ، كيف ابتعدت معاني أوجدها الشرع وضاق جدا مدلولها
شرح الكتاب مواقف زمنية تاريخية ولعله ركز على زمن معاوية وبداية الفتنة وعلق بمصداقية محايدة على أغلب المواقع
طرح أيضا الكتاب قضايا معاصرة ولعلها كرر في أكثر من موضع مرحلة المراهقة وإن كنت أعترضت على بعض النقاط
أحببت جدا حين تحدث عن (جحا) وما اللذي يعنيه هذا الرمز في سياسة الدولة (الخلافة)
بغض النظر عن النقاط التي لم أتفق فيها مع الكاتب ، إلا أن مجمل الكتاب رائع جدا وطرح قضايا بأسلوب لعل أول ما يقال عنه (محايد)
محنة ثقافة مزورة. خمس نجوم. ولو كان لي أن أضيف ما هو أكثر لما ترددت ... كتاب يُثري قاموسك "الفهمي" ويعيد تحليل الكثير من الأمور بمنظور يتجاوز الاعتيادية المكررة، ويتغاضى عن الحفظ الأعمى للنصوص الإسلامية، ويضع حلولاً حقيقية تطرق العقل بمعاول المنطقية المؤثرة .. ولا أعرف إن تمت ترجمته لكنه يستحق نشره على أوسع مدى على الصعيدين العربي والغربي .. فكر النيهوم يبدو كما لو أنه اندثر أو تقلّص في نتاج الكتب المعاصرة، وجاء محله تبعية عقلية الفقهاء الجامدة والموروث الديني متهالك الصحة ما بين المفنّدين والمؤكدين وتفسير الحديث والفتاوي على مقاس الأزمات وبتجاهلٍ فاضح للُبّ الأزمة.
خالفته الرأي، أو لنقل التصديق ببعض ما جاء في باب تفاسير النصوص القرآنية.. ولكن العلم عند الله وحده.
النيهوم أبهرني، باطلاعه وسعة أفقه وتحليلاته الدقيقة وثقافته الشاسعة.. واستطاع أن يقرع روابط ذهني بسلامة ترتيبه، وسلاسة سرده، دون ان تتكاثر الصفحات بمخزونٍ مكرر، واستبدّ بي التوقُ لرؤيا ما جيء في سياق توصيفه لأمة تحيا تحت شرع (السلطة الجماعية)، بعدالة وارفة، وحقوق محفوظة، وواجبات مكفولة. رغم أن شسوع خيالي قد ضُيّق وأردت أن أجد تفاصيل أكثر إشباعا في كيفية التطبيق بحذافيره، فليس الموضوع يخص رهطاً بعينهم بل هو تبشير بتغيير عالمي، واجتثاث جذري للأفكار المهترئة في عالم العرب.
وكيف تراه يكون التطبيق الفعلي في مجتمع تتحول فيه كل المحادثات الى معارك كلامية؟ فالنقاش خصام، والحوار جدال، والكلمات لكمات تسددها الألسن على بعضها بعضاً، ولا تنتهي فيه اي مبادرة للوصول إلى اتفاق الا على عدم اتفاق ..
أعتقد ان أطروحات النقد التي تناولها النيهوم تصلح ان تكون منهجاً تعليمياً ًتسييرياً لجيلٍ تالٍ ، لا لجيلٍ فاته ركب الإطلاع ونال من تفكيره الصدأ ..
كتاب يُقرأ ، ثم يُقرأ لتتشرّبه مجدداً. علّ حال المستقبل يجيء أفضل مما نحنُ به اليوم . رحمة الله عليه.
كتاب جميل .. م��اولة انعاش اللغة والعودة إلى أصول المصطلحات الثقافية التي زوّرها الاستبداد والمؤسسات الدينية وسواها العاملة لمصلحته .. في بعض المقاطع تشعر أنه يجنح إلى بعض المثالية وفي البعض الآخر إلى عدم الاقناع .. الهوامش كانت غنية ومهمة .. من المهم قرائته ..
كتاب هدم وبناء من الدرجة الأولى ،مفاهيم تمثل أبجديات هويّتنا الإسلامية لكنها اندثرت وجٌردت من معانيها فى ظل ثقافة كلامية بحتة أصولها اللغوية لا تعود للقرآن الكريم ولكن لمصطلحات غربية جٌلبت عمداً لنا لتطمس الثقافة الإسلامية ، يطرح الكتاب قضايا اجتماعية واقتصادية مرتبطة بالهوية الإسلامية تكلم عن الفرق بين المسجد والجامع وكيف تم تغييب دور الجامع وحصره فى مجرد مكان للصلاة خلافاً لما كان عليه وقت الرسول عليه والخلفاء الراشدين،وفرّق بين مفهوم الشورى والديمقراطية والفرق بينهما عملياً الكتاب دسم حقاً ويحتاج لأكثر من قراءة واحدة لكن النيهوم لم يطرح حلولاً واقعية لهذه المحنة أو بالنسبة لى على الأقل فما إن انتهيت من قراءته قلت أن الكلام رائع حقاً لكن هيهات أن يحدث على الأرض
اقتباساتى : انقلب تفسير المفهومات، فلم يعد الكافر، هو فرعون الذي طغى فى البلاد، بل أصبح المواطن الذي يخرج عن طاعته. وقد اتفقت مذاهب الفقه، على إهدار دم الخارج على السلطان، بحجة أنه خارج على الجماعة، من دون أن يهدر احد دم السلطان نفسه الذي استباح حق الجماعة بأسرها ~~~~ إن الصبر دون مقاومة كلمة لا علاقة لها بمعنى الصبر في الاسلام , فالمسلم عليه أن يقاوم بيده ولسانه وقلبه. ومن دون عنصر المقاومة , لا يسمي الاسلام الناس الساكتين باسم "الصابرين" بل يسميهم الناس الذين شهدوا على أنفسهم بالباطل
~~~
تستطيع الايديولوجية أن تعيش في لغة الجماعة , من دون أن تلمس واقعها وان تكون أفكار مضيئة في وطن مظلم وبديلا من الأمان في وطن خائف وبديلا من العدل في وطن مقهور ... ان الايديولوجية تستطيع ان تتكلم بينما جميع الناس ساكتون وذلك للاسف ما حدث للاسلام في غياب شرعه الجماعي ~~~~ رجل يريد أن يقول أن المسلمين خسروا ثلاث قارات وخسروا أرضهم نفسها لأنهم لم يتمسكوا بدينهم ولم يؤدوا الشعائر ولم يكونوا مسلمين حقاً كما كانوا ذات مرة فى عصر هارون الرشيد وهو تشخيص حكومى يتعمد أساساً أن ينسى ما حدث فى عصر هارون الرشيد نفسه
اعتقد ان مايقدمه هذا الكتاب هنا يمكن اعتباره نوع من الاعجاز السياسي على غرار الاعجاز العلمي الذي يقدمه زغلول النجار..يحاول الكاتب تقديم افكاره السياسية الخاصة على انها الافكار الاسلامية المقصودة في القرآن بدون ادلة من التاريخ الاسلامي تدعم اقواله، محاولة لتجميل التاريخ وتحميله اكثر مما يحتمل،بعض الحلول المثالية التي يقدمها الكتاب جميلة ورومانسية وتجعلك تحلم باليوتوبيا الاسلامية كما يتخيلها النيهوم لكنها كغيرها من المدن الفاضلة سواء اليسارية او الاصولية لاوجود لها الا في خيال اصحابها
الكتاب يناقش سبب تخلف المسلمين و يفسر النكسة اللي صارتلنا من منظور تاريخي بس يضع اللوم علي الحكومات و القادة (معاوية بشكل خاص) ، طبعا هم جزء كبير أو السبب الأكبر في اللي نحن فيه لكن هل نحن أبرياء فعلا؟ الكاتب ينادي بتطبيق الشريعة و يتغني بشرع الجماعة لكن كل هذه الأفكار تدخل في نطاق الأحلام الوردية لأنه لم يعطي خطة أو حتي رأس فكرة لكيفية تطبيق شرع الجماعة. وقائع التاريخ التي سردت في الكتاب، دليلاً دامغ على ضرورة الفصل، وعلى خطورة الوصل، وعلى سذاجة المتنادين بتطبيق الشريعة أو كما اسماه الكاتب شرع الجماعة
بعد قراءة كتاب "الحقيقة الغائبة" لفرج فودة يصعب تقبل فكرة تطبيق الشريعة "إننا نقبل منطق الصواب والخطأ في الحوار السياسي، لأن قضاياه خلافية، يبدو فيها الحق نسبياً، والباطل نسبياً أيضاً، ونرفض أن يدار الحوار السياسي على أساس الحلال والحرام، حيث الحق مطلق والباطل مطلق أيضاً، وحيث تبعة الخلاف في الرأي قاسية لكونه كفراً، وتبعة الاتفاق والمتابعة قاسية أيضاً لمجرد كونها في رأي أصحابها حلالاً، حتى وإن خالفت المنطق، بل حتى وإن خالفت "الحلال ذاته، ولم تكن أكثر من اجتهاد غير صائب تسانده سلطة الحاكم باسم الدين، ويؤازره سلطان العقيدة في ساحة غير ساحتها بالقطع
كان فيه حشو و تكرار واجد و أيضا لم يعجبني توظيف الكاتب لبعض الأيات لخدمة أيدولوجية معينة الكتاب ما كنش علي مستوي توقعاتي، يعني الجزء اللي عجبني و يستحق خمس نجمات هو خسرنا المحيط أما الباقي كله كان عادي و أقل من عادي
كتاب تلعق بعده الأصابع، يُقرأ على الأقل مرة واحد لتتشرّب بمعانيه وبنوده كما ينبغي.. لا يسعني سوى أن أحمَد الله أن اهتديت إلى هذا الكاتب العظيم المشحوذ الفكر، النّيّر البصيرة، الموسوعيّ الثقافة، الألمعيّ الحصيف السديد الرأي "الصادق النيهوم". صاحت عقيرة ضميره في زمن استشرى فيه داء خرس الضمائر فكان خطابه قاطعا لقول كل خطيب وتاجر دين وفقيه ومؤرخ باعوا ذممهم في سوق النخاسة، المدهش حقا أنّه يضع إصبعه تماما على موضع السّقم من جسد الأمة ثم يضع الحلّ الحقيقي العمليّ لمعالجته بعيدا عن أهواء الفلسفة وتفسير الماء بالماء، وأنه يخاطبنا جميعا بعيدا عن الإثنية والطائفية والانتماءات بدءا من السنة والشيعة وانتهاء إلى الرجل والمرأة والطفل... إنه يدافع على الإسلام كما ينبغي، بدفاعه على الرهان الرباني الأول "أن الانسان أصبح موكلا بنفسه" ومهمة الاصلاح والافساد هي بيد الانسان فقط ..فلا عذاب ولا أنبياء بعد الرسالة المحمدية الجامعة. إنها الأمانة التي استنكفت عنها السماوات والأرض والجبال، إنها الانسانية العصاميّة في ظل الجماعة والشورى التي غُيبت من عهد الأمويين. آمل أن يصل هذا الكتاب إلى أبعد مدى فهوامشه لوحدها أثمن من عشرات الكتب الغثة التي نقرأها اليوم، وأن يترجم إلى لغات عدة وأن تؤخذ الحلول العملية لمشاكل نتخبط فيها منذ قرون بعين الاعتبار وتطبق على أرض الواقع، فهي تستحق على الأقل المحاولة، كما يحدوني توق عظيم إلى التهام باقي مؤلفات الكاتب. مآخذي عليه تختصر في الإجياز المُخّل فيما يتعلق بالحلول، تمنيت لو أطال فيها أكثر وعرج على التفاصيل العملية، كما أخالفه في المبالغة في ربط شيزوفرينيا الثقافة العربية بمحض تلاعبات في ترجمة مصطلحات، اللغة لها دور عميق في نحت الكيان الثقافي أجل لكن هنالك عوامل أخرى كثيرة أهملت.. وأتحفظ على بعض آرائه السياسية أيضا. اقتباس: "القرن التاسع عشر.. كل شيئ نتعرف به قبل أن نعرف اسمه، من الجورنال و البرلمان والتومي جن والشمان دي فار، إلى الديمقراطية والكامباني. من الخارج تبدو لغتنا شبه ميتة، في الواقع لم يكن ثمة لغة ماتت قبل أن يموت أهلها. إننا نقف على بعد ثلاثة عشر قرنا من عصر معلوية الذي أبطل نظام الإدارة الجماعية بحجة إنقاذ دولة الإسلام، فنجد دولة الإسلام تدخل التاريخ المعاصر في "جبة سلطان تركي" يدعوه الأوربيون رسميا باسم الرجل المريض، ونجد الإسلام نفسه، قد خسر السباق على القارات وخسر المحيط بأسره، وانزوى في عالم موبوء بالفقر والجهل، تحت حراسة فقهاء عزل، يتعرضون للإبادة على يد نابليون." #Achwak ❤️🎼
بعد كتاباته الصحفية الإجتماعية الساخرة والذكية، يظهر النيهوم هنا برداء غريب، كاتب ذو منحى "إسلامي" يقدم تنظيرات حول قضايا التنمية في العالم العربي، بمناحيها السياسية والإقتصادية والإجتماعية. .لكن كعادته، لم يقدم النيهوم هنا طرحاً إسلامياً تقليدياً، بقدر ما قدّم "إسلاماً نيهومياً" فريداً من نوعه وغير قابل للتطبيق في الحقيقة اختط النيهوم هنا للمسلمين طريقاً ثالثاً يبتعدون فيه عن معسكريْ الرأسمالية والشيوعية، هذا الطريق يرتكز على ما أسماه "الشرع الجماعي" واستعادة وظيفة الجامع، الذي بواسطته سيتمكن المجتمع المسلم من تولي زمام أمره بنفسه، دون الحاجة لنظام الدولة، وما يتبعها من مؤسسات ومقولات سياسية واقتصادية وحقوقية اعتبرها النيهوم غريبة على المسلم، ومناقضة للغته، ذات المصطلحات الواضحة، والدلالات المحددة. بالرغم من ملاحظاته المهمة، وأسلوبه الممتع السلس (وهما ما استحق عليه النجمتين) إلاّ أن النيهوم هنا أغرق في الطوباوية والتنظيرات المثالية، كما أسرف في عرض التنظيرات التي أجدها غير قابلة للتطبيق واقعياً، ولربما النيهوم هنا وقع فيما وقع فيه كثير من المثقفين الذين أُحبطوا من حجم التخلف الذي يعانيه العالم العربي، فانطلق كل واحد منهم يشرح أسباب التخلف، .ويعرض وصفته الخاصة التي يعتبرها تحمل الإجابة الشافية للداء
.نحن كنا ومازلنا في حاجة لأطروحات واقعية عملية، تجعلنا نأخذ مكاننا بين الأمم، دون أن نكون بمعزل عن الآخرين، ودون أن نتذرع بخصوصية متوهمة
عشقت هذا الكتاب بجنون ; فهو يعيد النظر في كل مفاهيمنا من زاوية اخرى ربما نعرفها ولكن لا نفهمها ابداً وأكاد ان أجزم بأنها الزاوية الاكثر من صحيحة ; فهي كمفتاح سحري لكل الابواب المغلقة امام تقدمنا وازدهارنا ,
للأسف ثقافتنا مزورة فعلاً ! .. وعلينا العودة إلى الاصل الصحي�� _القرآن الكريم , دستور حياتنا _ لننقذ انفسنا من جهل التخلف وضياع المستقبل
-نجمة او نجمة ونصف لاكون منصفا -يتضح بعد بضع صفحات فقط مايحاول النيهوم فعله هنا الاسلام بعيون ماركسية هذا هو كل مايتمحور حوله الكتاب للاسف ومع ان النيهوم يستنكر هذا ويقول ان ماركس هو الذي نقل عن الاسلام دون ان يدري وكرر كلامه هذا اكثر من مرة !! -اغلب النصوص تفتقد لاي تركيب منطقي. -فكرة الجامع المثالية والخيالي. -القومية والبكاء علي الماضي ومحاولة التذكير بالامجاد وكيف كنا في زمن العظمة نجوب البحار وكيف كانت سفن الشام تقطع البحر الاحمر وتصل الي الهند ... مع ان قناة السويس لم تكن انشئت حينها. احسست بان المصداقية مفقودة والهوامش الكبيرة لم تكن سوي مساحة اخري لحشو الكلام -انتظرت ان يقدم الكاتب لمحة تاريخية حول متي كانت فكرة الجامع هذه تطبق فلم اجد شيئا -نعم هناك اشياء جيدة في هذا الكتاب لاكنك بحاجة للتنقيب جيدا لتجدها وربما تحتاج للقص والتعديل ايضا لتتحول الي احد الاقتباسات التي نراها للنيهوم في كل مكان اليوم بينما في سياقها لاتساوي شيئا في الغالب -اظن ان هذه ستكون اخر قراءة ساقوم بها لنصوص النيهوم وماسيحدد هذا هو اذا ماكانت كتاباته هنا مجرد خربشات وكشكول ام ان افكاره بقت علي حالها ولم تتغير -الكفرة التي استند عليها هنا وهي تطويع الاسلام والتعامل معه كعجينة اطفال ربما هي نفسها التي استند اليها الامويين حينما حكموا شريعة بيزنطه حسب النيهوم ربما حينها استطاعو رؤية الاسلام بنظارة بيزنطية وقالو ان بيزنطة نقلت عن الاسلام دون ان تدري ..من يدري
بالرغم من عدم اتفاقي جايز بنسبة 70% مع الكتاب إلا إن أهميته تتركز في ولوجه باب آخر وجديد ولم أقترب منه قبلاً الفكرة الرئيسية بتدور حول أن الإسلام لايقوم على الفقهاء ولكنه يقوم على صوت المسلمين جميعا والذي قزم دورهم معاوية من بعد توليه الحكم ولكن لا يذكر كيفيه الإستفادة أبداً أو تنظيم حكم الناس لبعضها .. يشرح نظريته ويفسرها ويعضدها ولكن تبقى في النهاية مجرد نظرية غير قابلة للتطبيق في رأيي... طوباوية أكثر منها واقعية !!!
كعادة الصادق النيهوم ... مبدع ، مجموعة من المقالات عن الثقافة الإسلامية ،، كانت الامتع بالنسبة لي >> (هوامش) اسلوب مميز ، وافكار قوية ، تحتاج فعلا للنظر فيها ودراسته
قراءة الصادق النيهوم في قراءة في عالم آخر، ينسف كل قاناعاتك ويخليك تفكر بطريقة مغايرة. ندمت إني للتو فقط تعرفت على هذا الكاتب، وأحببت تأبين إبراهيم الكوني له في كتابه "وطني صحراء كبرى".
مقتطفات من كتاب محنة ثقافة مزورة للكاتب الصادق النيهوم ---------------------- اصل كلمة سياسية من " ساس الحصان " اي قاد الى موقع الماء وهي اشتقاق حسن اذا كان الحصان يريد ان يشرب اما اذا كان السايس هو الذي يرغب في نقل بعض البراميل فإن كلمة السياسة تكون مشتقة من كلمة الويل للحصان ! ---------- الناس من دون شرع الجماعة اسرى في المدن تحت رحمة الاقطاع و من دون ادارة على الاطلاق وهم قبائل تهيم على وجهها في الصحراء ---------- كلمة دولة تعني ان تكون للدولة حدود .. وتكون لها هوية ونشيد قومي .. وعلم مرفوع فوق سارية وقائد يبايعه الناس على القيادة وهي شروط تتوفر لكل دولة في العالم ما عدا الدول العربية بالذات التي ترفع فيها اصوات المؤذنين خمس مرات كل يوم من اعلى مواقع في المدن والقرى معلنة ولاءها لدولة خفية لا تعترف بحدود او نشيد قومي او علم او قيادة --------- مشكلة الادارة العربية من دون غيرها من الادارات في الشرق والغرب وفي جميع العصور انها ملزمة بالتعايش مع نص القرآن وهي مشكلة تشبه ان يضطر لص سيء الحظ الى ان يسرق ناقوساً فلغة القرآن لغة لإدارة اسلامية ضائعة سرقتها الادارة السياسية لكنها لم تعرف اين تخفيها لأنها تعيش حية في لغة الناس --------- الجامع ليس هو المسجد .. وليس مدرسة لتلقين علوم الدين بل جهاز اداري مسؤول عن تسيير الادارة جماعيا بموجب مبدأين اساسيين في جوهر العقيدة الاسلامية ..الاول : ان الاسلام لا يعترف بشرعية الوساطة فلا احد يشفع لاحد ولا احد ينوب عن احد او يتولى تمثيله في حزب او مؤسسة وهو تشريع تفسيره في لغة الادرة ان يصبح كل مواطن مسؤولا شخصياً عما تفعله أجهزة الادارة .. الثاني : ان الاسلام لا يبطل بقية الاديان بل يحتويها ويلتزم بالتعايش الايجابي معها مما يتطلب جهازا اداريا قادرا على جمع طوائف مختلفة واجناس مختلفة تحت ادارة جماعية واحدة ----------- ان الشرع الجماعي هو كنز الناس وملاذهم الوحيد من الظلم والفقر وطريقهم الوحيد الى الرخاء العام -------- الشرع الجماعي وحده يضمن حق السعي للجميع ويضمن عدالة الانفاق ويضمن التمييز الواضح والمستمر بين ابتغاء فضل الله وبين ابتغاء فضل سواه -------- ان مشكلة العمل الجماعي التي يصعب حلها هي انه عمل من دون مقابل محسوس .. لا يطال المواطن من ورائه كسباً شخصياً ولا يرى عائداته على مستوى الجماعة ولا يلتزم به حقا حتى يعرف ما عند الله في حجج الغيب .. ويكتشف ان الادارة الجماعية هي ضمانته الحقيقية الوحيدة التي تضمن عنقه شخصياً وتضمن رزق عياله في وطن محرر من مراكز القوى ومن دون هذا الاكتشاف لا يصبح المواطن مؤهلا للعمل الجماعي ولا يرى ابعد من مكاسبه الشخصية في ميدان اللهو والتجارة ! -------- المجاهد يقاتل فقط في سبيل الله والمستضعفين في الارض من الرجال والنساء والولدان وهي قائمة لا تضم الامبراطور ولا تفرق بين لون وآخر او بين دين وآخر لأن الجهاد حرب مشروعة للدفاع عن حق الناس في ادارة واحدة وليس مذبحة بين الادارات ! ------------ الاسلام هو الشرع الجماعي نفسه وليس ما يقوله الفقهاء عن هذا الشرع .. انه ليس معلومات في الكتب عن دين عادل .. بل نظام اداري موجه لتحقيق العدل في ارض الواقع بإخضاع الادارة لسلطة الاغلبية ! ومن دون هذه السلطة يختفي الاسلام فجأة من واقع الناس وتبدو الحاجة ملحة لتعويضهم بإسلام لا يلمس واقعهم وهي مهمة استدعت دائما ان يصبح الفقهاء هم مصدر الشرعية وان يظهر على المسرح رجال يتولون الفتوى في شؤون الادارة نيابة عن جميع الناس وهذا لب الخطأ ! ----------- رغم ان الاسلام لا يعتبر الوعظ حرفة ولا يجيز الاكتساب منها ولا يعترف اصلا بشرعية رجال الدين فإن التاريخ لم يعرف ديناً ازدحم فيه الوعاظ والفقهاء كما حدث في تراث الاسلام ----------- الاسلام لا يعوض الناس من خسائرهم .. بل يحاسبهم بقدر ما قدمت أيديهم ------------ الاسلام طرح مفهوم الحياة بعد الموت في ثلاث قواعد جديدة .. الأولى : ان الحياة بعد الموت ليست تعويضاً عما خسره الناس في هذه الحياة لان الجنة ليست للفقراء بل للصالحين .. الثاني : عمل الانسان وليس ما يقوله او يقرأه هو الذي يقرر اين يريد ان يذهب الانسان سواء في هذه الحياة او في الحياة الآخرة ... الثالث : ان عالم ما بعد الموت هو عالم الغيب ولا يجوز لأحد ان يدعي معرفته سواء باسم العلم او باسم الدين ------------ ان لغة الاسلام تتحول على يد الفقه الى لغة تتحدث عن عالم الغيب فقط وتصبح بذلك لغة غائبة لا تقول شيئاً له علاقة بالواقع المعاصر وتصبح ثقافة خرساء ------------ لم يعد الدين هو الطريق الى العدل في واقع الناس على الارض بل اصبح هو الطريق لتعويضهم في حياة غائبة أُخرى ----------- في ظل الحضارة الغربية المعادية ولدت ثقافتنا العربية التي نعرفها ثقافة عربية جديدة لا تعادي تراثنا فقط بل تشترط ان نلغيه من ذاكرتنا بحجة انه سبب الكارثة من اولها وهي نصيحة تشبه ما يروى عن جحا الذي قال للطبيب ناصحاً " ان المريض اذا غير اسمه لا يصبح شخصياً هو المريض " ------------- اصبح الاسلام ايديولوجية تتكلم عن واقع وتعيش في واقع مختلف وهذه المفارقة القاسية تتصاعد الى مستوى المحنة في عقل المواطن المسلم وثقافته ----------- ان ثقافتنا العربية تنقسم على نفسها بين جبهتين .... الاولى : جبهة يقاتل عليها مثقف عربي مفتون بما حققه رأس المال في غرب أوروبا ولا يهمه بعد ذلك ان العرب انفسهم لا يقعون غرب اوروبا ولم يرتادوا المحيط ولم يشاركوا في استعمار قارته وليس لديهم ما يكفي من رأس المال لردع نظام الاقطاع البدائي الذي يشكو منه ... الثانية : جبهة يقاتل عليها مثقف عربي يعيش في عصر الصليبين ويعتبر كل ما يصدر عن الأوروبيين عدواناً صليبياً ضد الاسلام ولا يهمه بعد ذلك ان المسلمين انفسهم ليسوا مسلمين جداً وان غياب الشرع الجامعي من دستور الاسلام يضطرهم الى النقل حرفيا من شرع الصليبين ... وهكذا فنحن نملك ثقافتين بدلاً من واحدة وهذا لا يجعلنا في صفوف المثقفين إطلاقاً ----------- الدين اسمه دين - وليس سياسة - لأنه ملتزم بقضية صعبة ومعقدة وغير سياسية وغير خالية من الاخطار وهي قضية الدفاع عن حقوق المستضعفين ومن دون هذا الالتزام لا يتغير شيء في قانون الغابة القائل بأن البقاء للأقوى ولا يعرف احد ماذا يفعل بالدين سوى ان يسخره لملوك الغابة نفسها ----------