يعتبر هذا "الكتاب واحداً من أهم الكتب العربية التي صدرت في هذا القرن، فالمؤلف فيلسوف بارز ومفكر رائد هو الدكتور عبد الرحمن بدوي، أما الصفحات فرحلة علمية شيقة تضيء أكثر الجوانب إظلاماً في تاريخنا الإسلامي، ألا وهو "تاريخ الإلحاد في الإسلام" من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب، ومن هنا تبرز قيمته كبحث نادر يتحول في هدوء بين أروقة التاريخ كاشفاُ الأستار عن كثير من الحقائق والمواقف والشخصيات التي بقيت دائماً في طي الظلمة والنسيان، بل لعله الكتاب الأول الذي يناقش بمثل هذه الدقة وتلك الموضوعية ظاهرة "الإلحاد في الإسلام"، معتبرا لأصولها ومبرزاً لتطورها ودارساً لأهم أعلامها، بداية من الزنادقة الأوائل، وانتهاءً بعالم كابن حيان أو فيلسوف كابن بكر الرازي، فمن خلاله يتوضح للقارئ ما دار حول إعدام ابن المقفع وأسبابه الكامنة في زندقته، كما يعثر على شذرة لابن الرواندي أشهر ملاحدة الإسلام، لذا فالكتاب جمع مادته من هنا وهناك فجاء جامعاً شارحاً ومفسراً لتلك الظاهرة وتلك قيمته الكبرى.
هذا هو الإلحاد، تلك النتيجة اللازمة لحالة النفس التي استنفدت كل إمكانياتها الدينية، فلم يعد في وسعها بعد أن تؤمن. بهذه الرؤية يفتتح الفيلسوف البارز والمفكر الرائد د.عبد الرحمن بدوي كتابه، وبهذه الكلمات يبدأ رحلته الشيقة التي تضيء أكثر الجوانب إظلاماً في تاريخنا الإسلامي، ألا وهو تاريخ الإلحاد في الإسلام. ويمضي الكتاب راصداً حركة الإلحاد، بدايةً من الزنادقة الأوائل وانتهاءً بأشهر الملاحدة كابن الراوندي وابن حيان والرازي، وهو في رصده لهذه الحركة يفسر أولاً خصوصية الروح العربية والإلحاد العربي، ثم يطرح بعد ذلك معنى "الزندقة" كاشفاً عن أصولها وعلاقتها بالمذهب " المانوي"، ثم ينتهي أخيراً إلى أعلام الإلحاد مُتتبعاً أطروحاتهم الفكرية المختلفة.
الكتاب إذن يتحرك داخل المنطقة الملغومة المحاصرة، والتي كانت من ثم دائماً مجهولةً غامضةً في وعينا العربي، ولعل صدوره الآن يشكّل إضافة مهمة في ذلك المنعطف الخطير من تاريخنا المعاصر
أحد أبرز أساتذة الفلسفة العرب في القرن العشرين وأغزرهم إنتاجا، إذ شملت أعماله أكثر من 150 كتابا تتوزع ما بين تحقيق وترجمة وتأليف، ويعتبره بعض المهتمين بالفلسفة من العرب أول فيلسوف وجودي مصري، وذلك لشده تأثره ببعض الوجوديين الأوروبيين وعلى رأسهم الفيلسوف الألماني مارتن هايدجر. أنهى شهادته الابتدائية في 1929 من مدرسة فارسكور ثم شهادته في الكفاءة عام 1932 من المدرسة السعيدية في الجيزة. وفي عام 1934 أنهى دراسة البكالوريا (صورة شهادة البكالوريا)، حيث حصل على الترتيب الثاني على مستوى مصر، من مدرسة السعيدية، وهي مدرسة إشتهر بأنها لأبناء الأثرياء والوجهاء. إلتحق بعدها بجامعة القاهرة، كلية الآداب، قسم الفلسفة، سنة 1934، وتم إبتعاثه إلى ألمانيا والنمسا أثناء دراسته، وعاد عام 1937 إلى القاهرة، ليحصل في مايو 1938 على الليسانس الممتازة من قسم الفلسفة. بعد إنهائه الدراسة تم تعينه في الجامعة كمعيد ولينهي بعد ذلك دراسة الماجستير ثم الدكتوراه عام 1944 من جامعة القاهرة، والتي كانت تسمى جامعة الملك فؤاد في ذلك الوقت. عنوان رسالة الدكتوراة الخاصة به كان: "الزمن الوجودي" التي علق عليها طه حسين أثناء مناقشته لها في 29 مايو 1944 قائلا: "أشاهد فيلسوفا مصريا للمرة الأولى". وناقش بها بدوي مشكلة الموت في الفلسفة الوجودية والزمان الوجودي. [عدل] عمله الجامعي عين بعد حصوله على الدكتوراه مدرسا بقسم الفلسفة بكلية الاداب جامعة فؤاد في ابريل 1945 ثم صار أستاذا مساعدا في نفس القسم والكلية في يوليو سنة 1949. ترك جامعة القاهرة (فؤاد) في 19 سبتمبر 1950، ليقوم بإنشاء قسم الفلسفة في كلية الآداب في جامعة عين شمس، جامعة إبراهيم باشا سابقا، وفي يناير 1959 أصبح أستاذ كرسى. عمل مستشارا ثقافيا ومدير البعثة التعليمية في بيرن في سويسرا مارس 1956 - نوفمبر 1958 غادر إلى فرنسا 1962 بعد أن جردت ثورة 23 يوليو عائلته من أملاكها. وكان قد عمل كأستاذ زائر في العديد من الجامعات، (1947-1949) في الجامعات اللبنانية، (فبراير 1967 - مايو 1967) في معهد الدراسات الاسلامية في كلية الاداب، السوربون، بجامعة باريس، (1967 - 1973) في بالجامعة الليبية في بنغازى، ليبيا، (1973-1974) في كلية "الالهيات والعلوم الاسلامية" بجامعة طهران، طهران و(سبتمبر سنة 1974-1982) أستاذا للفلسفة المعاصرة والمنطق والاخلاق والتصوف في كلية الاداب، جامعة الكويت، الكويت. أستقر في نهاية الأمر في باريس
اخيرا انتهيت من هذا الكتاب المرهق بعد كمية من الكافيين لم يسبق أن تناولتها أثناء قراءة كتاب قط حتى الآن :D
ونقول بداية بدأ عبدالرحمن بدوي بحثه الرائع من خلال تعريف معنى كلمتي الالحاد والزندقة وتطور استعمال الكلمتين خلال العصور الاسلامية وخصوصا القرنين الثالث والرابع الهجريين ، فكلمة زنديق تطلق في العموم على كل مختلف في الاراء الفكرية الدينية وتطلق أيضا على عدد كبير من الشعراء مثل بشار بن برد وغيرهم بينما كلمة ملحد استعملت لتصف منكري الالوهية أو النبوة ثم تناول بالطرح الفرق بين الالحاد الغربي والشرقي ؛ فالالحاد في الغرب طعن بداية في وجود الخالق وبالتالي في كل ما يلي ذلك من نبوة وعناية إلهية بينما الشرقي تناول إلحاده جانبي النبوة والعناية الإلهية فقط بينما كان أغلبهم مؤمنين بالخالق مقرين بقدرته كما يتضح لاحقا .
ثم تناول أمثلة على ملحدين العصر الاسلامي وأغلبهم يقع في بداية العصر العباسي بداية بابن المقفع .
ما يميز تلك المرحلة هو شيئين أولا الحاق فكار الكتاب أنفسهم بغيرهم من المؤلفين والدعوى بأنها مترجمة كما فعل ابن المقفع في نسبة أفكاره إلى البراهمة ثانيا عدم وضوح الفكرة الالحادية بأغلب أفكارها مع هدوء حذر في طرح الفكرة في الكتابات خوفا من سلطة المجتمع ورجال الدين .
ثم يتناول الكاتب ابن الراوندي الذي كان في اواخرالقرن الثالث الهجري وقد ظهرت ملامح افكاره وتبلورت تماما كما طُرحت كما هي في مناظرات وسجالات مشهورة في ذلك الزمان وضد عديد الشخصيات من تيارات فكرية مختلفة لعل أبرزهم الاسماعيلية . ما يميز ذلك الجزء من الكتاب هو تركيزه الشديد على شخصية ابن الراوندي ربما لأنه أول من ظهر فيه الفكر الالحادي واضحا في عصره ، كما يميزه عديد النصوص التي وردت في الكتاب سواء من كتاب ابن الراوندي " الزمرذة" أو الرد عليه من كتاب المجالس المؤيدية ، نصوص ربما يعيبها قليلا تكرارها فالنص ورد في الرد ثم أورده لاحقا كمثال على نصوص ابن الراوندي .
ثم انتقل المؤلف إلى شخصيتين أخرتين وهما جابر بن حيان وأبوبكر الرازي ، عرض ربما يعيبه اختصارهما الشديد وخصوصا في عرض جابر بن حيان فملامح فكره غير واضحه تماما خصوصا أنه أهتم بارائه العلمية أكثر من آرائه الفلسفية وهي ما تهمني هنا في بحثنا هذا ، أما أبوبكر الرازي فهو يعد صاحب الصوت الأعلى في نشر أفكاره ولم يتوان في مهاجمة الاسلام والديانات عموما في أكثر من كتاب في عصره هذا !!! هذا الكتاب جعلني أفكر كثيرا في مدى الحرية المتاحة في ذلك العصر آنذاك هي وبلا شك أعلى من نظيرتها حاليا !!
كمجمل للكتاب الكتاب رائع جدا في عرضه هو علمى قُح لا تستطيع أن تفوت منه جزء قصير وإلا فاتك الكثير ، ربما علميته الشديدة تلك هي سبب صعوبته فالكتاب ليس لهواة القراءة وإنما هو للمتخصص أكثر منه. المراجع الكثيرة التي وردت في الكتاب لم تفدني كثيرا ربما يرجع السبب لكونها كما قلت للمتخصص أكثر . الكتاب مثال رائع للبحث المدقق المستوفى شروطه فمراجعه عديدة منوعة لم يتوان الكاتب عن ترجمة العديد منها من مجلات ودوريات وكتب عالمية كثيرة ليقف على المحقق من الأخبار كما أن غوصه في كتب التراث رائع بحق .
شاید اسم کتاب کمی گمراه کننده باشد و گمان خواننده را به سمت تاریخ ارتداد یا کفر در جامعه اسلامی بکشاند. اما واقعیت این است که این کتاب در باب روشنفکری و شاید دگراندیشی در تمدن اسلامی است. توضیح آنکه ملحد اگرچه در ذهنیت عوام برابر با کافر گرفته می شد، اما درواقع نه به معنای کافر و خداناباور، بلکه به کسی اطلاق می شد که در برخی اصول دینی، تز جدیدی متفاوت با تفسیر سنتی ارائه دهد. یعنی فرد ملحد به خدا باور داشته (کافر و مشرک نبوده) اما به دین و اصول دینی یا باورهای دینداران نقدهای جدی وارد می کرده است.
مطالب کتاب در سه فصل اصلی به ترتیب به سه اندیشمند مسلمان که متهم به الحاد بوده اند، اختصاص دارد: ابن مقفع (د. 142ق)، ابن راوندی (د. حدود 250ق) و محمد بن زکریای رازی (د. 313ق). نکته جالب اینجاست که هر سه نفر فوق ایرانی و به ترتیب زاده فیروزآباد فارس، راوند کاشان و ری هستند.
نویسنده در این کتاب توضیح می دهد که چگونه روحیات شعوبی و ضد عربی ایرانیان در قرن دوم باعث شکل گیری جریانی شد که با تکیه بر مانویت به انتقاد از اسلام پرداختند. رفته رفته این جریان تبدیل به یک جریان فکری و اندیشه محور می شود که با تاکید بر فردگرایی و عقلگرایی، به نقد کلیت دین و اصل نبوت می پردازند.
نقد اصلی آنها به نبوت این است که وقتی خدا به همه انسانها عقلی برابر داده، پس لزومی ندارد که عده ای را بر دیگران برتری دهد تا آنها راه درست را به مردم نشان دهند. از نظر رازی و ابن راوندی عقل بشری برای تشخیص درست و نادرست کافی است. لذا نیازی به پیامبران نیست.
حسناً ! ...لم تكن تلك غايتي!!..فلطالما رأيت الملحد كشخصٍ قرر يوماً أن يلقي بإيمانه على قارعة الحياة ليكمل سيره أعزل....وكنت أسأل: ماذا ترك لأيام البؤس وألآم المرض؟؟ ....ألم يلكزه الزكام ولو مرةً ليفترض أنه أضعف من ذبابةٍ في الهواء؟؟ وأن العالم أقسى من أن يواجهه عارالقلب وحده ؟؟ وإن حدث و كسرت له الدنيا إحدى ذراعيه فإلى من سيمد الأخرى بالرجاء ؟؟ ....من أجل ذلك كان بي شغفٌ لاقتفاء هذه اللحظة الحالكة من أعمار أشهر الملحدين بالإسلام......لحظة القرار!! ...وكان بودّي لو تتبع دكتور(عبد الرحمن بدوي ) خطاها النفسي في أقدارهم ..شخصياتهم ومبادئهم ..أحبتهم وذويهم ..ويظل بالشواهد يقصّ أثرها فيهم حتى حواف القبور ..أردت صورة إنسانية حية من القرار إلى القرار ... علّها تساعدني لأن أتهادى متواضعة من علياء يقينٍ بالقلب لا أملك من فضله إلا القدر الذي يملكه الحيّ فينا من استمرار نبضه...فأراهم من بعد ذلك برفق الناظر إلى المبتور يداه ..وكنت سأقتبس حينها صادقة لا مدّعية تعريفه الحاني للإلحاد قائلاً: ((أنه نتيجة لازمة لحالة النفس التي استنفذت كل إمكانياتها الدينية فلم يعد بوسعها أن تؤمن بعد )) وأن أرى في حالي أكثر منهم انعكاسا للآية الجليلة ((أفرأيت الذي اتخذ إلهه هواه ))....أردت لنفسي قلباً سمحاً لا يرتدي مسوح الملائكة حين يشكر الله إيمان قلبه ويرجوه صادقاً لسواه...فلم أجد!!
ورغم أنف ما أردت وما لم أجد ...فأعدك أنك بإزاء تحقيقٍ دقيقٍ لكل الوثائق التي ضمنت حجج أشهر الملحدين في الإسلام ..أسماء الكتب التي خلّفوها ومقاطع من المناظرات التي أوردوها ..والملل التي انتسبوا إليها ثم سبّوها ..ومدى صحة نسبة هذا كله إليهم ..يتخلل هذا كله هوامش لها من السمنة أحيانا مالا تتجاوزه عين قارئ ..وتحوي أسماء الكثير من المراجع لمؤرخين عرب ومستشرقين عجم لكل مهتم ببحثٍ هو أبعد منالاً عما أورده (عبدالرحمن بدوي ) في كتابه هذا... ولن تستطيع إلا أن توقر هذه الدقة في نفسك ....غير أن ميله الغريب لإيراد أرقام الصفحات المقتبسة ومواقع المقاطع المحددة في النص الأساسي أيضا فضلاً عن هامشه، جعل الأمر يبدو كخريطة وثائقية عن الإلحاد....وأظنني لست بحاجة لتذكيرك بأن رحلتك هنا لا تشمل الاستمتاع فلا تفتقده ...ويكفيك أن تعلم أن (باول كروس) وهو أشهر المستشرقين الذين حللوا هذه الوثائق قد انتحر قبل أن يتم جزء بحثه الثاني .. ..فكل الطرق حول الإلحاد وإليه موحشة!
يشير الدكتور (عبدالرحمن بدوي) في أكثر من موضع إلى هذه المقارنة التي لاحظها بين ملحدي الشرق والغرب فيقول: ((إذا كان الإلحاد الغربي بنزعته الديناميكية هو ذلك الذي عبّر عنه نيتشه حين قال : ((لقد مات الله)) وإذا كان الإلحاد اليوناني هو الذي يقول : ((إن الآلهة المقيمين في المكان المقدس قد ماتت)) فإن الإلحاد العربي وهو الذي يعنينا هنا في هذا الكتاب هوالذي يقول : ((لقد ماتت فكرة النبوة والأنبياء))..)) على اعتبارأنهم عليهم السلام يمثلون الواسطة بين الله وعباده وهي الفكرة التي رفضها كل الملحدين العرب وعلى هذا فإن الإلحاد (العربي) ((كان يتجه إلى القضاء على هذه الفكرة التي تكوّن عصب الدين وجوهره ..وهذا يفسر لنا السر في أن الملحدين في الروح العربية إنما اتجهوا جميعا إلى فكرة النبوة وإلى الأنبياء وتركوا الألوهية... ولا فارق في الواقع للنتيجة النهائية بين كلا الموقفين .. فبإنكار الاله اللامتناهي عند الغربي ينتفي الدين وبإنكار النبوة والأنبياء عند العربي تزول الأديان ))
ثم جمع النزعات الفكرية التي سادت بهذه الفترة التاريخية والتي عُرفت (بعصر التنوير) فدفعت ببعض مفكريها إلى السقوط بهذه الهاوية فقال واصفا إياها: (( وكان شأنها شأن كل نزعة تنوير تقوم دائما على تمجيد العقل وعبادته بحسبانه الحاكم الأول والأخير وهي نزعة عقلية متطرفة)) وسادت في حضارات أخرى كاليونانية والأوروبية وعلى رأسها (فولتير) ..أما أشهرها من العرب فهم (ابن راوندي وابن زكريا الرازي). .
أما النزعة الثانية فتقوم على ((التقدم المستمر للإنسانية وهي الفكرة التي أكدها (جابر ابن حيان) وكانت تمثل اتجاها مضادا للاتجاه السنني الخالص والذي يرى كل شئ من العلم إلى النبي ويرى كل تباعد عن عهد النبي تقهقرا في العلم وبالتالي في الحضارة والتمدن وهذا يفسر لنا السر في ترتيب العلم ترتيبا تنازليا من عهد النبي فنازلا من الصحابة إلى التابعين ثم تابعي التابعين وهكذا في طبقات تنازلية يقل حظها من المكانة والعلم والتقدير كلما بعدت عن عهد الرسول (ص))) وهو ما رفضه جابر بن حيان وأمثاله من مفكري عصر التنوير ودفعهم من بعد ذلك إلى رفض فكرة النبوة كلها لكل الأنبياء فهم ينظرون إلى ((الإنسانية على أنها تتقدم باستمرار في خط يسير قدماً بغض النظر عن البعد أو القرب من الرسل والأنبياء)).
أما النزعة الثالثة فهي ((ترمي إلى الإرتفاع بالقيم الإنسانية الخالصة في مقابل القيم الإلهية والنبوية )) مثل الشعراء الذين عُرفوا ((بعصابة المجّان)) وأشهرهم ( أبو نواس) ((وما ينسب إليهم من عبث وشك إنما يقصد به السمو بكل ما هو إنساني أرضي حسي وإلى الحط من كل ما هو فوق أرضي فالإنسان كائن حي عيني يريد أن يعبّ من كأس الحياة ويلتصق بالأرض أمه الحنون الحقيقية وليس خيالا كاذبا أو هيكلا نورانيا مزعوما ينزع إلى الموت ويشيح بوجهه عن الحياة كما يدعي المتدينون))
تحدث من بعد ذلك عن الزندقة واتساع مفهومها اللفظي حتى شمل الملحدين ��لمنكرين بالكلية إنتهاء بالعصاة الماجنين ...مما جعل في الأمر خلط في تأريخ بعض الشخصيات التي لم يكن لها كتب صريحة بهذا الشأن أمثال (ابن المقفع) والذي نُسب إليه مخطوطة تدعى (باب برزويه) والتي تتضمن ((بغض ممزوج بالشك اتجاه الإسلام الذي اعتنقه ظاهريا وقلة احترام للقرآن))كما نُسب إليه إبطان عقيدة انتشرت في تلك السنين تدعى (المانوية ) ثم يضيف في موضع آخر ((وقد رأينا من قبل خلو كتبه (كليلة ودمنة ) و(الأدب الكبير) من كل عنصر للتدين الإسلامي والتقوى ولم نجده يؤكد إلا مطالب الأخلاق والجماعة الإنسانية )) وهو ربما ما حدا به إلى اعتناق هذه الديانة كما أثبت بعض المؤرخين على اعتبار أتها دين سامي يحقق له ذلك ...وهو الوحيد الذي ساق (عبد الرحمن بدوي) نهايته المحزنة بأن قُتل ومّثل بجثته من قبل (سليمان ابن معاوية ) والذي قال من بعدها : ((ليس في المثلة بك حرج لأنك زنديق قد أفسدت الناس)) ثم يضيف عبد الرحمن بدوي مستهجناً : ((كما لو كان في ذلك إراحة لضمير قاتليه ولو أني لا أعتقد في أن اتهامه بالزندقة كان الباعث الحقيقي على قتله))
أما أوجّ الإلحاد فكان القرن الثالث والرابع الهجري ومما ستلحظه لا شك هو هذا التحضر الذي حدا بكتّاب أمثال (ابن الراوندي) وكاتب مسيحي يدعى (الكندي) إلى تأليف كتب كاملة وصريحة لدحض فكرة النبوة وتكذيب الأنبياء جميعهم ..ثم تجد في المقابل علماء المسلمين من كل الطوائف السنية (كابن الجوزي) والشيعية والإسماعيلية والأشعرية (كأبو الحسن بن إسماعيل مؤسس المذهب) والمعتزلة ك(أبوبكر الزبيري) يردون عليهم بمناظرات وكتب أخرى دون أن يمس أحد منهم الآخر بسوء ..بالرغم مما ورد بكتاب (الزمرد) لابن الراوندي على سبيل المثال من مقاطع ستجد فيها تهكماً صريحاً واجتراءاً قبيحاً على القرآن لفظاً ومعنى وعلى الأنبياء كلهم رسائل ومعجزات حتى وصل إلى دحض الإيمان بالملائكة عليهم السلام ....والحقيقة لا أجد في سرد شيئاً من هذه المقاطع حاجة ها هنا إلا أن الفكرة الباعثة على التأمل بالنسبة لي هي هذه الحريات الفكرية التي تنعم بها هؤلاء جميعاً في عصر له هذا القدم.. للدرجة التي تدفع بملحد آخر يدعى (أبو عيسى الوراق) لأن يتنازع الملكية الفكرية لكتاب (الزمرد) مع (ابن الراوندي) ولا يجد أحداً في الأمر شيئاً غريباً .
وبالرغم من أن (عبد الرحمن بدوي) ابتعد في تأريخه عن تحليل شخصيات مشاهير الملحدين أو سرد وقائع حياتهم ... إلا أن شيئا ما في حديثه عن (جابر بن حيان) يجعله قريباً من القلب ..فهو يبدو كهذا الرجل العالم الذي قد يدفعه جهل مجتمعه إلى مخالفتهم بينما لم تختلف أي من الوثائق على ما كان له من روح راقية النزعة ونفسا حسنة الخلق ...أما أبغض الشخصيات إليّ فكانت للفيلسوف الطبيب (أبوبكر الرازي) حيث تبدو نبرة الغرور عالية جدا في فلسفته الرافضة للنبوة والكتب السماوية جميعها وكان يرى أن أسباب زيادة عدد المؤمنين مقارنة بالمنكرين مثله لا ترجع إلا إلى هذه الأسباب (( أولها التقليد وثانيها السلطة وثالثها المظاهر الخارجية للتدين والتي تبهر عثقول البسطاء ورابعها التعود)) وغير ذلك من الأفكار التي دوّنها بكتابيه (العلم الإلهي) و (مخاريق الأنبياء)..ولو كان له أن يختار قبلة إليها يصلي لاختار العقل ..وعقله هو دون سواه.
أن تصدق ما تقرّه حواسك ويرتضيه منطقك فأنت عاقل ولا فضل لك ....بينما تكون مؤمنا فقط حين تصدق ما اطمئن إليه فؤادك على ما خفي فيه من إدراكك....وإلا ما نفعها الجنة والنار إن لم تكن أنت (أبابكر) يخبره صديقه ذات صباح في ملأ أن أُسري بي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وعرجت منه إلى السماء بلا برهان فيقول (صدقت) ....أبقى الله طيفاً ضبابياً شاحباً أبد الدهر بين التصديق والإيمان ...نغمتان إنسانيتان من نفس المقام غير أن الأولى عزف عقل أما الأخرى ففعل قلب ..من أجل ذلك ربما كان إليه نظرالرب....والله الغني ونحن الفقراء.
""لعن الله اللغه ..كم هي واسعه و فضفاضه"" محمد المنسي قنديل ...قمر على سمرقند
تتحقق من صدق المقوله السابقه عندما تتردد على أسماعك كلمات تحمل أكثر من مفهوم ...يختلف تبعا للشخوص وتبعا للعصور .
من تلك الكلمات لفظ زنديق و ملحد ... من هو الزنديق ومن هو الملحد ... وهل الزندقه اليوم هي الزندقه أمس ...
في هذا الكتاب يتطرق عبدالرحمن بدوي لمفهوم الزندقه والالحاد على مر العصور الاسلاميه مشيرا الي قصص وحكايات بعض من أتهموا بذلك .. أفاض في قصتي المقفع و ابن الراوندي والادله التي أتخذها البعض على ألحادهم و ذلك بعرضه لبعض مقالات المستشرقين و أبحاثهم ...
كتاب يبدو واضحا وجليا ما بذل فيه من مجهود وبحث ...وفي أعتقادي أنه على جانب كبير من الاهميه...
يبحث بدوي في هذا الكتاب عن جانب مغفل من التاريخ العربي الإسلامي؛ فمحاولة البحث واستكشاف آراء الملحدين (أو الزنادقة) هي منطقة بحث حرجة ولاشك. يبدأ الكتاب ببحث المقصود بال"حضارة العربية" ثم تفصيل عن مصطلح الزندقة، وبعدها يتجه إلى أشهر هؤلاء الملحدين: ابن المقفع، وابن الراوندي (أشهرهم على الإطلاق، وأطول فصل في الكتاب)، ويختم الكتاب بفصلين قصيرين عن أبي بكر الرازي وجابر ابن حيان. طريقة كتابة بدوي أكاديمية بحتة، وموجهة إلى المتخصصين بالدرجة الأولى؛ فالقارئ العادي سيواجه نوعاً من العسرة والصعوبة في القراءة.
بعض مما لخصته من الكتاب:
- بدوي يقول بأن معنى الإلحاد حالياً يختلف عن معنى الإلحاد في الحضارة الإسلامية؛ لأن الإلحاد في الحضارة الإسلامية كان يتجه بشكل خاص نحو فكرة النبوة، وهذا لا يختلف عليه اثنان، لكن بدوي يؤكد على أن النتيجة واحدة في النهاية؛ فإنكار النبوة سيؤدي إلى أنكار الدين ثم إلى إنكار الألوهية (ص2) لكن أظن بأن هذا غير صحيح تماماً؛ فكما نرى في الكتاب نفسه فإن أبي بكر الرازي وغيره يؤمنون بإله، بل حتى بعض حججهم تكون مبنية على فكرة الإله (كما نرى ذلك في كلام ابن الراوندي مثلاً ص 74)ا. - "الكثير من نظريات مذهب كمذهب المعتزلة لا يمكن أن يُفهم بدون معرفة هذه الخصومات الكثيرة العنيفة التي كانت تقوم بين كبار المعتزلة وبين الزنادقة، والتي كان يثيرها هؤلاء الأخيرون فيضر أصحاب الاعتزال إلى أن يتخذوا موقفاً بإزائها" ص24. - يرجح بدوي أن الزندقة المقصودة في زمن المهدي والهادي ( 153 - 170 ) هي المانوية، ثم اتسعت مدلولات هذا المصطلح بعد ذلك. ص34. - حصر طوائف الزنادقة في ثلاث طوائف، هي: ما يسميهم صاحب الفهرست "رؤساء المنانية في الإسلام"، والطائفة الثانية طائفة المتكلمين (منهم ابن الراوندي) و الطائفة الثالثة طائفة الأدباء، أو كما سمّاهم أبو نواس "عصبة المُجّان" الذي هو واحد منهم كما يقول بدوي! - ابن الراوندي ينسب إلى البراهمة إنكارهم للنبوة، لكن النوبختي يذكر أن البراهمة يثبتونها. مع هذا، الكثير من العلماء المسلمين يقولون أن البراهمة ينكرون النبوات، ويرجح بدوي أن هؤلاء العلماء نقلوا هذا الرأي عن طريق مباشر من كتاب الزمرذ لان الراوندي نفسه، أو عن طريق غير مباشر من خلال ردّ الجبّائي على ابن الراوندي، الذي أخذه عنه ابن عقيل، وأخذ ابن الجوزي عن ابن عقيل. ص146، وهامش ص 155. - يرى المؤلف بأن عقيدة إعجاز القرآن تكونت نتيجة هجمات زنادقة كابن الراوندي عليه، ولايمكن فهم أهمية مكانة هذه المسألة في علم الكلام، دون فهم خلفية هذه الهجمات. ص 114.
كتاب صعب, كتاب مرهق, كتاب رائع. عبد الرحمن بدوي أو كما وصفوه بآخر الفلاسفة الوجوديين العرب, أظهر لنا وجه لا يجرأ أهم الكتاب حاليا على خوض غماره, إقتحم تاريخ الإلحاد في الإسلام من أوسع أبوابه و اخطرها, تاريخ مشاهير الملحدين و الزنادقة في العالم الإسلامي, من الأشياء التي لفتت نظري في الكتاب هو إشارة بدوي بشكل دائم إلى مصادر أجنبية و بان المؤلفين الأجانب و المستشرقين قد سبقو العرب في الدخول في هذا المجال الخطير, من ابن المقفع لابن الراوندي لجابر بن حيان و ليختم بكتابه بأبو بكر الرازي, و أقتبس منه هذه النهاية:
" ولا يسع المرء إلا أن يمتلئ إعجابا بهذا الجو الطليق الذي هيأه الإسلام للفكر في ذلك العصر; مما يدل على ما كان عليه العقل الإسلامي في ذلك العصر من خصب و نضوج. أترى يتحقق مثل هذا الجو مرة أخرى في حضارتنا العربية التي نأمل في إيجادها"
من بين معظم الحضارات البشرية التي لمعت في تاريخ البشرية, كانت الحضارة الإسلامية هي الوحيدة التي انكسرت تراجعيا في التطور الحضاري و لم تعد تنهض ولا بأي شكل كان, في تسائله بدوي هنا يطرح إشكالية كبيرة تشكل جوهر الصراع الذي نعيشه الآن, جوهر تطور العقل و الوعي البشري الطبيعي نحو الأمام, نحو التنوير و الفكر الحر, لن يعود العقل الإسلامي كمان كان في نهاية القرن الثاني عشر إطلاقا, و لكن نأمل بأن تجد الأجيال العربية الجديدة, صيغة حضارية نستطيع من خلالها أن نلحق الركب الحضاري حتى لو كنا في آخر ذلك الركب, فأن تصل متأخرا خير من أن لا تصل أبدا.
كثيرا ما تراودنى افكار الالحاد والملحدين وسبب تشتت العقل وتتوارى الأسألة على رأسى وتجعلتى ابحث فى تاريخ الملاحدة وافكارهم وطبيعتهم وحين وجدت الكتاب وجدت ضالتى فيه واجوبة كثيرة مما راودتنى وكثيرا من التحاليل الفكرية والنفسية كما استشفتها من بعض ما قرأت عن الملاحدة .. اكثر ما ذكره عبد الرحمن البدوى من المراجع المذكورة عن بعض الامثلة الواردة هى ايمانهم بالعقل وليس سواه نبى ولا رسول .. وكما ان هؤلاء المدعين الرسالة السماوية ومدعين المعرفة دون غيرهم فمشكلة متبعوهم انهم لا يستخدمون عقولهم كما استخدمها هؤلاء ولو اعترفوا بها ما كان هناك رسل ... ومن امثلة الملاحدة فى التاريخ : بن الرواندى- جابر بن حيان - ابو بكر الرازى - بن المقفع وكلهم من كانت إبمانيتهم تتوجه الى العقل وان البشر سواء فى الخليقة وكفروا بالرسل والكتب السماوية وايمانهم بالله هو ايمان جزئى عند بعضهم ومنفى عند الاخر
هذا كتاب مهم .. أو هكذا ظننته! حيث يستعرض د. عبد الرحمن بدوي تاريخ بعضاً من ملحدي الإسلام الأوائل. عاب الكتاب من وجهة نظرى طريقة الإستعراض تلك .. فالمقدمة جاءت مكدسة بالمعلومات ، ولم يستوعب الكاتب أنها من الممكن أن تكون المرة الأولى للقارىء فى هذا الموضوع .. فجاءت اللغة دسمة مليئة بالمصطلحات الأكاديمية والأحداث التاريخية أيضاً . الفصل الخاص بابن الراوندى جاء مثالاً بشعاً لذلك ، فالملحوظات والإشارات إلى مراجع أخرى كان أكبر حجماً من الصفحة نفسها، وعابه الترتيب ، ولم يعلق الكاتب بشىء .. فقط المقولة من كتاب كذا والرد عليها من كتاب كذا .. بدون إيضاح .. فصل "جابر ابن حيان" انتهى سريعاً ربما لغموض ما كُتب عنه وقلة ما وُجد من مؤلفاته. فصل "محمد أبو بكر الرازى" كان يستحق ذكر معلومات أكثر .. الخلاصة أننى أُعجبت بطريقة تفكير هؤلاء العلماء ولم أجد الردود عليهم بمثل قوة تفكيرهم فى مواضع كثيرة .. ففى محاورة مثلاً بين أبى حاتم الرازى وأبى بكر الرازى قام ببتر الرد لأنه لا يعنيه الآن!! ختاماً : الكتاب جيد وان كان الطرح والأسلوب سىء .
بإيجاز يعرض عبدالرحمن بدوي في هذا الكتاب لأشهر الملاحدة والزنادقة في الإسلام كإبن المقفع وابن الراوندي الذي تحدث عنهم بإسهاب وجابر بن حيان ومحمد بن زكريا الرازي بشكل اوجز من سابقهما بالإستعانة بدراسات المستشرقين ومقالاتهم ومؤلفاتهم في هذا الصدد.
من خلال الكتاب نجد ان أوج الإلحاد والزندقة في الإسلام كان في القرنين الثالث والرابع الهجري تهمة كتهمة الزندقة بالرغم من اتساع معناها نجد مثلا كإبن المقفع الذي اتهم بإنه مازال يضمر "المانوية" برغم إسلامه ولكن كتبه ومؤلفاته تنحو تأثره بها وحنينه لهذا العهد وربما هذا كان مألوف في هذا العهد مع وجود الشعوبية. ونجد الزندقة ايضا تطلق ع الماجنين من الشعراء والكتاب كبشار بن برد و أبي نواس او تهمة يلحقها الخصوم بمعارضيهم للتخلص منهم وغيرها من المعاني فقد اتسع مدلولها في هذا العصر.
نجد ان الإلحاد في الشرق يختلف عن نظيره في الغرب، في حين أن الغرب لا يعترف بوجود إله إلا ان أشهر الملاحدة في الشرق يعترفون بوجود الله ويعظمونه ويقرون له بالقدرة ولكن تكمن الفكرة في النبوة ونفيهم فكرة الأنبياء واعتراضهم ع المعجزات المورودة عنهم حيث يرون أن عقل الإنسان كفيل بتمييز حكمة الله من الخير والشر اذا فلم يكن هناك داعي من إرسال رسل تتمايز عن الناس بإدعائهم معرفة مالا يعرفون وفي نفس الوقت يصرون على بشريتهم وعدم تمايزهم عن الناس.
من الكتاب ايضا نرى انه من الواضح ان بدايات الإلحاد او الزندقة كانت تتوارى خلف ساتر ككتابات ابن الراوندي الذي نسبها للبراهمة بينما هي فكره وإدعائه، على العكس نجد أن كتابات الرازي شديدة الوضوح والثقة ومعرف عن نفسه فيها بدون خوف او تواري.
الكتاب غني جدا حقا ، مليء بالمعلومات لكنه يعيبه تعدد المصادر وذكرها جميعا والرجوع إليها مع تزامن القراءة مما عمل على التشتت بأسماء ومصادر لن تعلق بذاكرة القارئ إلا من كان متخصص وعلى دراية واسعة بها.
كم نحن بحاجة إلى كُتّاب موضوعيين ومتمكنين مثل عبدالرحمن بدوي. الكتاب هذا جاء في وقته, وأعطاني أفضل صورة كنت قد حاولت أن أتخيلها عن الإلحاد والملحدين المسلمين, بعيداً عن مبررات الشيوخ والفقهاء وبعيداً عن العاطفة والكذب! الكتاب طاف حول أغلب الأسماء المشهورة في التاريخ الإلحادي للإسلام ولكنه كان له وقفات تستحق الذكر عند كل من ابن المقفع وابن الراوندي واخيراً الرائع محمد بن زكريا الرازي, الذي يستحق الإحترام في رأيي وهو لم يكن ملحداً بالله ولكن ملحد بالأديان والأنبياء. وما شد إنتباهي هو أن أغلب الملحدين في الإسلام كانت لهم خلفية معتزلية وهو سبب أفهمه جيداً, ولكن عندما تكثر التناقضات للعقل يستعصي عليك أن تقوم بتبريرها وعندما تكون صادقاً مع نفسك مثل هؤلاء, هناك ترى نفسك مضطراً بأن تلحد وتكفر بهذه المفاهيم التي لم يستسيغها فهمك. وانا مع إنّي من فئة من يُحكّمون العقل في كل شيء الا أني أحياناً أتساءل هل الإيمان يوجب توقيف العقل أو أنه شيء فوق العقل ولا يناقض العقل؟ وتستمر المعاناة ....
:اختتم الكتابُ بهذه السؤال "ولا يسع المرء إلا أن يمتلئ إعجابا بهذا الجو الطليق الذي هيأه الإسلام للفكر في ذلك العصر؛ مما يدل على ما كان عليه العقل الإسلامي في ذلك العصر من خضب ونضوج.
أتُرى يتحقق مثل هذا الجو في حضارتنا العربية التي نأملُ في إيجادها؟"
يعرض عبد الرحمن بدوى النضوج والجو الطليق الذى هيأه الاسلام للفكر فى ذلك العصر واسباب الالحاد منها من كان لتعصب قبلى ومنها مجرد لهو فكرى ومجون شكى بن المقفع جابر بن حيان الكيميائي الشهير محمد بن زكريا الرازى الذى يقول تمر الايام وفعل العادةواغترارهم بلحى التيوس المتصدرين المجالس يمزقون حلوقهم بالاكاذيب والخرافات وحدثنا فلان عن فلان وبرواياتهم الاخبارالمتناقضة كل يزعم انه على حق وغيره على باطل
بحث جيد ومتخصص يُفرق فيه الكاتب بين الزندقة والالحاد بشئ من تفصيل فكر ابن المقفع وابن الراوندى ثم يختتمه بالرازى هذا الطبيب الفيلسوف الكيميائى الذى يندرج عقائديا تحت "اللادينيه" ويؤمن بالالوهية
توقعت ان الكتاب سيكون افضل من ذلك بكثير او اعمق لكن كثرة الهوامش والمراجع يصعب علي الالمام بها ومراجعتا
كتاب ترجم فيه الدكتور عبدالرحمن بدوي بحوث لكبار المستشرقين عن الشخصيات التي اتخذت اتجاه الإلحاد والزندقة - حسب رأي المؤلفين - في التاريخ الإسلامي . الكتاب يستحق القراءة خصوصاً لدارسي هذه الاتجاهات .
رغم مرور أكثر من ثلاثة أرباع قرن على نشر هذا الكتاب، إلا أنه كتاب ما زال محافظًا على مكانته وأهميته من حيث الموضوع والطرح، ناهيك عن الأهمية الفائقة لمؤلفه نفسه، الدكتور عبدالرحمن بدوي، الرجل الذي كان من نوابغ الفكر واللغات الذين عزّ لهم نظيرٌ، سواءً في عصره أو حتى في سائر العصور! فالرجل، بإتقانه لعدة لغات أوروبية، واطّلاعه الموسوعي الهائل على كلا التراثين، الشرقي والغربي، ناهيك عن إنتاجه الغزير، تأليفا وترجمةً، قد كان استثنائيا بكل معنى الكلمة، وهذا مما يسبغ المزيد من الأهمية على هذا الكتاب، الذي وظّف بدوي فيه اطّلاعه العميق، وإتقانه للغات أوروبية عديدة، للكتابة عن "تاريخ الإلحاد في الإسلام".
يبتدئ بدوي كتابه بالحديث عن معنى الإلحاد أولا في الحضارة العربية الإسلامية، مع تبيان خصائص هذه الحضارة أولا وطبيعتها (أو روحها، حسب تعبيره)، للوصول، أو للنفاذ إلى عمق مفهوم الإلحاد فيها. فهو يبين أن "الروح العربية" ترى أن الصلة بين الله والعبد على أنه "صلة افتراق وبعد كامل"، ولذلك فإنه لا بد من وجود الكلمة، أو الوسيط، بين الله والعبد، وهذا الوسيط هو النبي. ولذلك، فإن "الروح العربية" تعتبر أن النبوة هي صلب الإيمان، وأن الإلحاد، في تاريخ الإسلام، كان يعني نفيها أو الطعن فيها، وذلك بعد أن تطور هذا المفهوم (أي مفهوم الإلحاد، أو الزندقة)، من كونه يعني اتّباع المانوية أو الزرادشتية، إلى كونه يعني إنكار النبوات والأديان.
ويتتبع بدوي تطور المفهوم، جنبا إلى جنب، مع التسلسل التاريخي للشخصيات الإلحادية الرائدة، بدءًا بابن المقفع (الذي أظهر الإسلام وأبطن المانوية)، ومرورًا بعصابة المجّان (أي الشعراء الفسقة الذين كانوا يريدون التحلل من الدين)، وانتهاءً بذروة الإلحاد حيث إنكار النبوات والطعن في الأديان، كما لدى ابن الراوندي ومحمد بن زكريا الرازي.
الكتاب جميل ومهم جدا لفهم التطور الروحي والفكري في الحضارة العربية الإسلامية، ولا أنكر أيضا أن في طرحه شيئا من الجرأة، سيما في إيراد إشكالات مثل تلك التي طرحها الرازي وابن الراوندي على النبوات، بل وحتى على القرآن الكريم، مثل إشكالات الرازي. إلا أن مأخذي على الكتاب يكمن في أسلوب الطرح الذي كثيرا ما بدا إليّ، في بعض المواضع على الأقل، مبهمًا! فتحت عنوان "باب برزويه (في كليلة ودمنة)، لباول كراوس" مثلا، وحتى في العنوان الذي بعده، المنسوب إلى كرلو ألفونسو نلينو، ضاعت لدي البوصلة في بعض المواضع بحيث لم أدرِ ما إذا كان الذي جاء تحت هذين العنوانين مترجمًا من قبل بدوي، أم هو مجرد تلخيص منه لما جاء به باول كراوس أو ألفونسو نلينو.
فهرسة الكتاب تعاني من خلل، وأعتقد بأنه كان ثمة طرق أخرى أكثر تنظيما كان لبدوي أن يسلكها في تأليفه، بحيث تجعله أكثر سلاسةً ووضوحا، سيما في تمييز المواضع المترجمة نصًّا عن المواضع الملخصة بالمعنى أو المضمون!
مؤاخذة أخرى أيضا على حشر بدوي لجابر بن حيان في "تاريخ الإلحاد في الإسلام"، بينما أقر، في هذا الكتاب نفسه، بأن جابرا قد كان مسلما إسماعيليا!
إلا أن مؤاخذتيّ لا تعنيان أبدا التقليل من أهمية هذا الكتاب والقيمة الكبرى إليه. وأرى أنه من واجب البحاثة والمختصين في المجالات المشابهة أن يكملوا ما بدأه بدوي في هذا الكتاب، في البحث والتنقيب عن مثل هذه النزعات في ��لإسلام، ليتسنى لنا فهم تاريخنا وحضارتنا بشكل أوسع وأعمق.
كتاب جيد جدا و عميق في اطروحته وبحثه وتحقيقه حول نشأة الفكر الالحادي في الوسط الاسلامي .. حيث يبدأ الفيلسوف عبدالرحمن بدوي في مقدمته وتمهيده في شرح مقومات الحضارات المختلفة والعناصر المشتركة بينهم ، وهذا مما قاده الى وضع تحقيق في شخصيات المتهمة في الالحاد في العصر العباسي ، فقد بدأ في تناول شخصية ابن المقفع وابو علي رجاء و ابن ابي العوجاء و بدأ في الاسهاب في شخصية ابن الراوندي والذي كان له الدور الاكبر في ظهور الالحاد على السطح وطرح الافكار النافية للنبوة و المعجزات النبوية ، وكان الفيلسوف بدوي يستند على في كل جملة واستشهاد على مصادر اجنبية وعربية بالارقام والصفحات والكتب ، فعلا انه تحقيق يستحق القراءة .. من ثم ينتقل الى شخصية الكندي و من بعده ابن حيان الذي كان له دور كبير في ظهور فكرة "التكوين " او نشاة الخلق عن طريق الكيمياء الحديثة ونسب الكمية للعناصر العضوية .. ثم تناول شخصية االرازي .... مما شد انتباهي في جميع الاطروحات الالحادية لكل الشخصيات التي مرت في الكتاب ، انه لا يوجد منذ النشأة القديمة فكرة انكار وجودالرب والخالق انما كانت الافكار تدور حول النبوة والمعجزات و نشأة الخلق والعالم الروحاني .. واعتقد ان الفيلسوف بدوي لو كان يعيش الى وقتنا الحاضر لكان وجد تطور في الافكار الالحادية خصوصا بعد الانفتاح وتبادل الافكار الحر بين مختلف الثقافات حول العالم . قد يعاب على الكتاب ، اسلوبه البحث العلمي المحض .. ولكني اجده يتناسب مع فكرة التحقيق افضل من ان يكون طرحه انشائيا.
استفدت الكثير في هذه الصفحات على الرغم من انه اخذ مني الوقت الطويل في قرائته
مبدئيا انا مخلصتش الكتاب تقريبا وصلت لنصه بس حاسة انى مش عاوزة اكمله مش لانه وحش"وعلى فكرة يستاهل اكتر من 3نجوم" بس الفكرة انه متخصص قوى يعنى انا معرفتش اقراه الاتب فى كل معلومة بيستعين باكثر من مرجع على القارىء انه يرجعله علشان يفهم معنى الكلام المكتوب ويبقى ذهنه حاضر معاه يمكن لو حد قرأ كتير عن الموضوع مش شرط متخصص او باحث فى الموضوع يعنى اكيد هيكون الكتاب ده مفيد بالنسباله ده رأيى من الحاجات اللى عرفتها من الكتاب اشهر الزنادقة والملاحدة فى التاريخ الاسلامى وكمان الفرق بين الزنديق فى كل عصر وتعريف الكلمة نفسها كتاب يستحق القراءة لمن يحب ان يتبحر فى موضوعه
كتاب جيد يعرض لجانب غامض في تاريخ الحضارة الإسلامية و هو من رفضوا الإسلام أو الأديان عامة. يعيب الكتاب بعض التفكيك و افتراض أن القارئ على معرفة بالخلفية التاريخية لهذه الصراعات.
أهم ما يبينه الكتاب هو وجود حضارة تسمح لمخالفها بالحياة بدون أن يخشى على حياته و للأسف فقد خمدت روح التسامح و حل محلها بالتدريج سبح التعصب و ضيق الأفق
مبديئا الكتاب في المجمل كتاب جيد .. لو هاتكلم عليه هايبقى من وجهتين :المضمون والاسلوب .. عن المضمون ,, الكتاب في اول فصل كان بيحكي عن الحضارة العربية وتعريف نطاقها بعد كده في الفصول المتوالية حكى عن اعلام الملحدين في الدولة الاسلامية واهم افكارهم ومراحل التطور في الفكر الالحادي .. اسهب الكلام عن ابن الراوندي من خلال بحث مترجم واتكلم برده عن ابن المقفع و جابر بن حيان و ابو بكر الرازي .. كنت منتظرة يبقى في نبذات عن اشخاص تانية معروف عنهم الالحاد لكن الكاتب اكتفى بالكلام عن السالف ذكرهم مع بعض السابقين لابن الراوندي .. اتكلم في نقطة تاني :هي فكرة حرية الفكر اللي كانت موجودة في العصر ده واللي اتاحت لهؤلاء سرد افكارهم بدون خوف ,, بس اللي حيرني ان مش ده كان الحال دائما مع كل ما يخالف فكره فكر ائمة السلطان,, فمينفعش نعمم الفكرة دي .. عن الاسلوب ,, حسيته غير منظم تنظيم وافي ,خاصة وان الجزء اللي كان بيتكلم عن ابن الراوندي كان عبارة عن بحث مترجم .. هاتيجي عند نقطة ما مش هاتبقى عارف مين صاحب العبارات اللي بتقراها ,, ده غير ان في اجزاء مكررة جداا .. وفي افكار كانت محتاجة توضيح اكتر .. اغلب الكلام كان معتمد على ابحاث المستشرقين فكان في اغلبه سرد تاريخي بعيدا عن فلسفة معينة ..
تكمن أهمية الكتاب في أسلوبه الراقي المحايد الذي يميل للتقصي التاريخي، حيث لا يوجد في الكتاب أثر لرأي الكاتب في موضوع الكتاب بل يكتفي بتقصي فكر وتاريخ من عني بدراستهم.
الكتاب يبدأ بمقدمة رائعة عن الإلحاد بشكل عام والإلحاد العربي الإسلامي بوجه خاص، ثم يتناول ابن الراوندي بالتفصيل مترجما عدة مقالات لمستشرقين، ولكنه بد ذلك يتناول جابر بن حيان باختصار شديد ثم الرازي باختصار مع بعض التفاصيل.
i was going to give it only two stars but it earned another one after the last section , although overall it's a very specialized book not recommended for light reading or people looking for general outlines in this matter
too many footnotes and references in the pages , makes it hard to read and focus on the main subject and mainly directed for researchers or persons already interested and familiar with these references and citations
overall gives a fine idea about the faith and beliefs of such famous scholars but does not satisfy a casual reader
كتاب هايل بصراحة .... لما تقراه تحس أد إيه إن ما أشبه الليلة بالبارحة ؛ هتعرف ان في ذنادقة كتيير حوالينا بدعوى التحرر و الليبرالية الفكرية .... او كما قال عبد الرحمن بدوي : ”نو� من العبث الفكري و المجون الشكي و العبث بعقائد الناس�
كتاب رائع! يعرض فيه أراء المُلحدين عبر التاريخ الإسلاميّ وأراءهم التي كانوا يُبدونها بُمطلق الحُريّة! أكثر ما جذبني هو الرّازي, تفكيره وحُججه وما وصل إليه فعلاً يستحقّ الالتفات إليه ودراسته حتى اليوم .. كتاب غنيّ ودسم بعض الشّيء, ومُمل أحياناً.
يضعك الكتاب في مواجهة مع عدة صدمات تاريخية أبرزها المقاومة الشديدة التي لاقاها الإسلام حتى بعد قرون من وفاة الرسول (ص)..بدأت عصبية قبلية مع قريش في حياة الرسول.. استمرت في الأمصار المفتوحة حيث الهوس بالقومية وأن الإسلام فتح بلادهم لطمس ملامحها.. وأخذت بعدا دينيا من أتباع ديانات أرضية كالمانوية والمزدكية ..والاصطدام الحضاري مع الآخر نتيجة الفتوحات.. والذي كما أعطى تنوعا فكريا كان سببا في انتشار أفكار مشوهة ومتطرفة لا تزال حاضرة إلى الآن..
ألمح ال��ؤلف إلى وجود عامل المصلحة الفكرية والبعد المذهبي والغيرة في من وقفوا في وجه والملاحدة.. ولكنه صرح واستدرك ذلك قبيل نهاية الكتاب.. فالملحدون في تلك الفترة وربما الآن يتحدثون باسم طوائفهم الدينية والمذهبية.. ابن الراوندي مثالا.. وإن كان المؤلف يرى ولأسباب لا نعرفها أن إلحاده كان عقليا..
يتطرق المؤلف أن الإلحاد وقتئذ انحصر في نقض النبوة وليس فيما هو أبعد وهذا يكاد يكون محل شك كبير.. كما في تجربتي محمد ابن الرازي وجابر بن حيان..
ويزعم المؤلف ضمنا أن ملاحدة تلك الفترة كانوا منتصرين للمبادئ الأخلاقية الإنسانية في بداية الكتاب.. وهذا كلام فارغ..
مجمل التجربة الإلحادية وقتئذ لم يكن له أدنى علاقة بالعدل والقيم الإنسانية.. فصوتهم في مواجهة الفساد الذي استشرى في مراحل مختلفة منهم.. وساعدهم ذلك على الاحتفاظ بحريتهم ..مجمل التجربة انتقادي وليس نقديا ..فكرة (انتو غلط) دون تقديم حل.. مدفوعة بالدوافع المبينة في أول الريفيو في معظمها.. وأصحابها لم يعملوا عقلهم ولم يشكوا ..كل منهم أخذ قراره ويفكر بقراره لا بحثا عن الحقيقة..
تبقى ملاحظتان ..
الأولى أن المؤلف لم يعطي وزنا للمواجهة الفكرية مع الإلحاد.. لو عاش بضع سنوات أخرى فسيعرف ما أعنيه ..
الثانية استعانة المؤلف بهذا الرتل من المستشرقين في بحثه.. متناسيا أن موضوعية كثير منهم محل شك.. لعله رأى أنهم أكثر كثبا في دراسة الكتب والآثار الفكرية للإسلام.. لكن تبقى تلك الاستعانة هي علامة الاستفهام الأخيرة في الكتاب..
كل عام أنتم بخير.. ودمتم بكل ود
المنصورة يوم الثلاثاء 10 رمضان 1435 - 8 يولية 2014