What do you think?
Rate this book
النبأ العظيم
تكمن أهمية الكتاب في أن مؤلفه استطاع أن يثبت بالأدلة العقلية والتاريخية والحالية بأن القرآن كلام الله , وأنه يستحيل أن يكون مكذوبا أو مختلقا أو محرفا .
- يشعر القارئ لهذا الكتاب بأنه أمام مشروع عقلي ضخم لا يجد أمامه إلا التسليم بقوة أدلته وصرامة منهجيته .
- وهو بحق من أبدع ما كتبه المعاصرون , ومن أقوى ما يؤسس القناعة بصدق القرآن ومن أشد ما يبدد الشكوك حول مصدره وصدقه .
المواضيع التي تناولها:
- البحث الأول "في تحديد معنى القرآن".
- المعنى اللغوي والاشتقاقي لكلمتي: "قرآن" و"كتاب".
- سر التسمية بالاسمين جميعًا.
- سر اختصاص القرآن بالخلود وعدم التحريف، دون الكتب السابقة.
- هل يمكن تحديد القرآن تحديدًا منطقيًّا؟
- عناصر التعريف المشهور للقرآن.
- البحث الثاني: "في بيان مصدر القرآن".
- تمهيد.
- تحديد الدعوى أخذًا من النصوص القرآنية.
- طرف من سيرته بإزاء القرآن.
- فترة الوحي في حادث الإفك.
- مخالفة القرآن لطبع الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وعتابه الشديد له في المسائل المباحة.
- توقف الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -أحيانًا- في فهم مغزى النص حتى يأتيه البيان.
- موقف الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من قضية المحاسبة على النيات.
- مسلكه في قضية الحديبية.
- منهجه في كيفية تلقي النص، أول عهده بالوحي.
- طرف من سيرته العامة.
- يشعر القارئ لهذا الكتاب بأنه أمام مشروع عقلي ضخم لا يجد أمامه إلا التسليم بقوة أدلته وصرامة منهجيته .
- وهو بحق من أبدع ما كتبه المعاصرون , ومن أقوى ما يؤسس القناعة بصدق القرآن ومن أشد ما يبدد الشكوك حول مصدره وصدقه .
المواضيع التي تناولها:
- البحث الأول "في تحديد معنى القرآن".
- المعنى اللغوي والاشتقاقي لكلمتي: "قرآن" و"كتاب".
- سر التسمية بالاسمين جميعًا.
- سر اختصاص القرآن بالخلود وعدم التحريف، دون الكتب السابقة.
- هل يمكن تحديد القرآن تحديدًا منطقيًّا؟
- عناصر التعريف المشهور للقرآن.
- البحث الثاني: "في بيان مصدر القرآن".
- تمهيد.
- تحديد الدعوى أخذًا من النصوص القرآنية.
- طرف من سيرته بإزاء القرآن.
- فترة الوحي في حادث الإفك.
- مخالفة القرآن لطبع الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وعتابه الشديد له في المسائل المباحة.
- توقف الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -أحيانًا- في فهم مغزى النص حتى يأتيه البيان.
- موقف الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من قضية المحاسبة على النيات.
- مسلكه في قضية الحديبية.
- منهجه في كيفية تلقي النص، أول عهده بالوحي.
- طرف من سيرته العامة.
211 pages, Hardcover
First published January 1, 1933
611 people are currently reading
8,061 people want to read
About the author
محمد عبد الله دراز
29books706followersعالم فقيه ومفكر وأكاديمي مصري من أبرز أعلام القرن العشرين. وُلد في بيت علم ودين، وأتمَّ حفظ القرآن قبل بلوغ العاشرة، ودرس في الأزهر الشريف حتى نال شهادة العالميَّة عام 1916م. وقد اشتغل بالتدريس حتى ابتُعِثَ إلى فرنسا عام 1936م، حيث مكث اثنتي عشرة سنة (حتى 1948م) نال إبَّانها درجة الليسانس ثم درجة الدكتوراه من السوربون، ثم اختير عضوًا في هيئة كبار العلماء عقب عودته مباشرة (1949م). وقد خلَّف عدَّة كتب في العلوم الإسلاميَّة، أهمها إنتاجُهُ الفذُّ في الدراسات القرآنية.
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 30 of 584 reviews
April 20, 2020
عن السؤال:
في رمضان 2015 كانت بدايتي مع التغيير.
تغيير في صفاتي، طباعي، أخلاقي، والأهم التزامي الذي كان شكليًا فقط. وكان قراري أن أبدأ رحلتي الخاصة بحثًا عن اجابة سؤال من ثلاث كلمات:
لماذا أنت مسلم؟
عن الرحلة:
من العقاد للشعراوي
من السقّار إلى قطب مرورًا بالقرضاوي وحتى ضفاف إمامنا الغزالي
كل كتاب كان يتحدث عن إجابة السؤال، كل كتاب كان يستفيض في شبهات الإسلام وأباطيل المُلحدين سعيت خلفه لأقرأه
عددتُ نفسي من البداية مُشككًا، وأقسمت لأكونن مسلمًا عن اقتناع ويقين، لا لأن (هذا ما وجدت عليه آبائي وأجدادي). في أعماقي عرفتُ أن هذا الدين لو لم يصمد أمام شكوكي وحيرتي وأسئلتي فإنه الفراق بيني وبينه للأبد وليحدث ما يحدث
عن الإجابة:
الآن وبعد عام، هل اقتنعتُ؟ نعم، مائة بالمائة يقين واقتناع وثبوت على الإسلام
السؤال الذي قد تطرحه الآن: هل أتساوى برحلة سنة واحدة مع من يقضي عمره كله باحثًا عن إجابة؟ هل كانت عبقريتي أكبر من أعظم العقول التي بحثت وماتت دون أن تهتدي؟
إجابتي لك الصادقة التي لا تسعى لإقناعك: نعم، أتساوى بل وأزيد
الفكرة ليست في منهج البحث بقدر ما في رغبتك أنت في الإهتداء لإجابة شافية! هل تبحث لتنقد الدين فحسب؟ هل تبحث لتطرح شكوكًا وتُلقي بأسئلةٍ ثم تصمُّ أذنيك عن إجاباتها؟ هل أنت تائه حقيقي، أم مزيف تريد الشهرة؟ والأهم: هل تبحث حقًا عن الله، أم تبحث عن وسيلة تعفيك من أحكامه وأوامره ونواهيه؟
حتى تقف بين يديه لتقول: يارب بحثتُ فاختلطتْ عليَّ الدروب!
إن سعيت وأنت تريد فعلًا أن تهتدي فسيهدينَّك الله ولو بعد حين. ما من مخلوق على وجه هذه الأرض يسعى لله ولا يجد يده تمتد إليه. ما من إنسان خُلق أو حتى في رحم أمه ينوي صادقًا أن يبحث عن الله وعن دين الله الحقيقي ويضل طريقه
ثقتي بالله عمياء ويقيني به لا نهائي، فلئن ضللتَ الطريق فسامحني إذن.. في أعماقك، أنت لم تقصد فعلًا أن تجده، فكان حقًا عليه أن يعميك عنه
عن الكتاب:
النبأ العظيم كان الحلقة الأخيرة - حتى حين - في سلسلة (لماذا أنت مسلم؟)
يا الله على هذا الجمال!
إبداعٌ فائق، سحرٌ مترع بالنور الإلهي، ويقينٌ يفيض من جنبات الكتاب حتى لتتلمسه أنت بنفسك ينتقل إليك لا شعوريًا، وتجد روحك في نهاية الكتاب تستشعر ثباتًا وخفّة كأنك وجدتَ كل إجاباتك على أسئلة الكون
يتحدث الكتاب عن القرآن الكريم فحسب، عن لغته وسحره وكماله، عن إعجازه اللغوي وإحكامه البياني واستحالة صدوره من مخلوقٍ مهما ارتقت فصاحته وعظمت بلاغته
عن منظومة كاملة أحكمها رب السماوات والأرضين لا تجد بها منفذًا ولا مدخلًا لشك
حتى أني في نهاية الكتاب تساءلت:
إن كان (النبأ العظيم) الذي يحكي فقط عن كتاب الله، ويدحض مزاعم النقد وأمارات الشك فيه
إن كان - وهو كتاب بشري يشوبه النقصان - ووالله لم أجد فيه ثغرة أتسلل منها أو حجة أغلبها عليه
أعجزني..
فماذا عمّن يسوقه شيطانه ويوهمه بثغرة في كتاب الله نفسه؟ كيف يواتيه الجنون على هذا؟!!!
عن الكاتب:
ماذا يُقال فيك يا ابن دراز؟ أفحمتني وألجمت لساني. كأني بك رافعي جديد وشكيب أرسلان آخر
لغتك قوية، وحججك ناصعة، وتبيانك فريد مُعجِز لمن أراد تمثيله، مُنهِك لمن أراد انتقاصه
كأني بالرجل أشبه بلورد إنجليزي يشبك ساقًا على أخرى، ويتحدث بلهجة فخيمة راقية، لهجة الواثق العتيد الذي يعرف أي حائطٍ صلب يستند عليه ويستحيل خدشه حتى
يردُّ بقلمه على الغرّ المساكين - مثلي - الذين يحسبون أنهم وجدوا ما يُمكن أن يؤخذ على دين الله أو كتاب الله
رحمك القدوس يا أمير البيان الجديد وجعل كلماتك في ميزان حسناتك وإيانا يارب
عني:
أعترفُ أني استفضت في الحديث وأثرتُ مللك، لكني أشهد الله أن هذا الكتاب سحرني أيما سحر، وجعلني مع كل حرفٍ أزداد يقينًا في الإسلام ورب الإسلام
وأشهد من جديد بقلبي ولساني وقلمي أمام الملأ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله
وعنكم:
اقرأوا الكتاب
لا تفوتوه بحق الله؛ يستحق كل دقيقة تُقضى فيه وبصحبته
والسلام على من اتبع الهدى
للتحميل:
حسام عادل
09.06.2016
في رمضان 2015 كانت بدايتي مع التغيير.
تغيير في صفاتي، طباعي، أخلاقي، والأهم التزامي الذي كان شكليًا فقط. وكان قراري أن أبدأ رحلتي الخاصة بحثًا عن اجابة سؤال من ثلاث كلمات:
لماذا أنت مسلم؟
عن الرحلة:
من العقاد للشعراوي
من السقّار إلى قطب مرورًا بالقرضاوي وحتى ضفاف إمامنا الغزالي
كل كتاب كان يتحدث عن إجابة السؤال، كل كتاب كان يستفيض في شبهات الإسلام وأباطيل المُلحدين سعيت خلفه لأقرأه
عددتُ نفسي من البداية مُشككًا، وأقسمت لأكونن مسلمًا عن اقتناع ويقين، لا لأن (هذا ما وجدت عليه آبائي وأجدادي). في أعماقي عرفتُ أن هذا الدين لو لم يصمد أمام شكوكي وحيرتي وأسئلتي فإنه الفراق بيني وبينه للأبد وليحدث ما يحدث
عن الإجابة:
الآن وبعد عام، هل اقتنعتُ؟ نعم، مائة بالمائة يقين واقتناع وثبوت على الإسلام
السؤال الذي قد تطرحه الآن: هل أتساوى برحلة سنة واحدة مع من يقضي عمره كله باحثًا عن إجابة؟ هل كانت عبقريتي أكبر من أعظم العقول التي بحثت وماتت دون أن تهتدي؟
إجابتي لك الصادقة التي لا تسعى لإقناعك: نعم، أتساوى بل وأزيد
الفكرة ليست في منهج البحث بقدر ما في رغبتك أنت في الإهتداء لإجابة شافية! هل تبحث لتنقد الدين فحسب؟ هل تبحث لتطرح شكوكًا وتُلقي بأسئلةٍ ثم تصمُّ أذنيك عن إجاباتها؟ هل أنت تائه حقيقي، أم مزيف تريد الشهرة؟ والأهم: هل تبحث حقًا عن الله، أم تبحث عن وسيلة تعفيك من أحكامه وأوامره ونواهيه؟
حتى تقف بين يديه لتقول: يارب بحثتُ فاختلطتْ عليَّ الدروب!
إن سعيت وأنت تريد فعلًا أن تهتدي فسيهدينَّك الله ولو بعد حين. ما من مخلوق على وجه هذه الأرض يسعى لله ولا يجد يده تمتد إليه. ما من إنسان خُلق أو حتى في رحم أمه ينوي صادقًا أن يبحث عن الله وعن دين الله الحقيقي ويضل طريقه
ثقتي بالله عمياء ويقيني به لا نهائي، فلئن ضللتَ الطريق فسامحني إذن.. في أعماقك، أنت لم تقصد فعلًا أن تجده، فكان حقًا عليه أن يعميك عنه
عن الكتاب:
النبأ العظيم كان الحلقة الأخيرة - حتى حين - في سلسلة (لماذا أنت مسلم؟)
يا الله على هذا الجمال!
إبداعٌ فائق، سحرٌ مترع بالنور الإلهي، ويقينٌ يفيض من جنبات الكتاب حتى لتتلمسه أنت بنفسك ينتقل إليك لا شعوريًا، وتجد روحك في نهاية الكتاب تستشعر ثباتًا وخفّة كأنك وجدتَ كل إجاباتك على أسئلة الكون
يتحدث الكتاب عن القرآن الكريم فحسب، عن لغته وسحره وكماله، عن إعجازه اللغوي وإحكامه البياني واستحالة صدوره من مخلوقٍ مهما ارتقت فصاحته وعظمت بلاغته
عن منظومة كاملة أحكمها رب السماوات والأرضين لا تجد بها منفذًا ولا مدخلًا لشك
حتى أني في نهاية الكتاب تساءلت:
إن كان (النبأ العظيم) الذي يحكي فقط عن كتاب الله، ويدحض مزاعم النقد وأمارات الشك فيه
إن كان - وهو كتاب بشري يشوبه النقصان - ووالله لم أجد فيه ثغرة أتسلل منها أو حجة أغلبها عليه
أعجزني..
فماذا عمّن يسوقه شيطانه ويوهمه بثغرة في كتاب الله نفسه؟ كيف يواتيه الجنون على هذا؟!!!
عن الكاتب:
ماذا يُقال فيك يا ابن دراز؟ أفحمتني وألجمت لساني. كأني بك رافعي جديد وشكيب أرسلان آخر
لغتك قوية، وحججك ناصعة، وتبيانك فريد مُعجِز لمن أراد تمثيله، مُنهِك لمن أراد انتقاصه
كأني بالرجل أشبه بلورد إنجليزي يشبك ساقًا على أخرى، ويتحدث بلهجة فخيمة راقية، لهجة الواثق العتيد الذي يعرف أي حائطٍ صلب يستند عليه ويستحيل خدشه حتى
يردُّ بقلمه على الغرّ المساكين - مثلي - الذين يحسبون أنهم وجدوا ما يُمكن أن يؤخذ على دين الله أو كتاب الله
رحمك القدوس يا أمير البيان الجديد وجعل كلماتك في ميزان حسناتك وإيانا يارب
عني:
أعترفُ أني استفضت في الحديث وأثرتُ مللك، لكني أشهد الله أن هذا الكتاب سحرني أيما سحر، وجعلني مع كل حرفٍ أزداد يقينًا في الإسلام ورب الإسلام
وأشهد من جديد بقلبي ولساني وقلمي أمام الملأ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله
وعنكم:
اقرأوا الكتاب
لا تفوتوه بحق الله؛ يستحق كل دقيقة تُقضى فيه وبصحبته
والسلام على من اتبع الهدى
للتحميل:
حسام عادل
09.06.2016
October 17, 2016
بسم الله الرحمن الرحيم
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا
أظن أن الكتاب كله يندرج تحت تدبر هذه الاية العظيمة ؛ ف"النبأ العظيم " ليس كتابا تأخذه وتقرأه على عجالة أو تقرأ بعضا من سطوره ثم تقرأ غير كتاب معه ؛ بل هو كتاب يجبرك على التمسك به وقراءته وأن تبتعد عن كل صخب يدور حولك ؛ فلو أنك لم تعمل بهذا ، لضاعت عليك
الفكرة ورجعت صفر اليد كأنك لم تقرأ شيئا .
مكتوب بلسان عربي فصيح ؛ تظنه قصة في تشابيهه وصوره ،
ولكن بنفس الوقت ؛ يكتب أفكارا عملاقة قد لا تخطر على بالك وقد تفاجأ بها .
فهو يأتي في مقدمة الكتاب يوضح ببساطة أشياء عادية ؛ فتظن أنه كتاب كأي كتاب فكر ، لكنك ما ان تقلب بضع صفحات منه، فيأتي بالشبهات فينسفها نسفا ،
من أي وجه كان ، ثم يهدأ قليلا ويبدأ بالحديث عن جمالية القرآن ويشرح شرحا فائضا
ويفتح عينك على علوم ما كنت مبصرها ، ويقضي على أي شك كان في قلبك ، فتتجلى في عينك صدق الآية الكريمة : " ذلك الكتاب لا ريب فيه "
لقد حسبت في بادئ الأمر أن هذا الكتاب خفيف لكونه مؤلف من 200 صفحة .
ولكن أخطأت التقدير واستيقنت أن الكتب لا توزن بالصفحات . فرب كتاب تحسبه خفيفا يكون أشد فكرا وأهمية من كتب الموسوعات !
أما الكاتب فرحمه الله ، لقد كان خير منبه لي ؛ فلقد أعاد نظري الى القرآن ،
جعلني أدرك أن الذي بين أيدينا ليس أي كتاب ؛ انما هو كتاب الله ؛ كتاب لو كتبت عنه ألف الكتب والعبارات ما استوفيت حقه .
أما رأيت أصحاب الديانات الأخرى يحاولون عبثا نسب القرآن العظيم الى كتبهم ؟
أما آن لنا أن ندرك أهميته ؟
لقد غاب عنا أهميته ولكن هم علموا أهميته فما زالوا يكتبون الكتب ويخترعون النظريات لرد القرآن الى كتابهم المقدس ؛ حتى إني رأيت بعضا من الهندوس يقولون أن أصل القرآن من الفيداس .
لقد كنت ناصحا لي وانت ميت ؛ لقد نبهتني وانا أدب على الارض وانت تحت الثرى فرحمة الله عليك .
والناس صنفان موتى في حياتهم **** وآخرون ببطن الأرض أحياء
أما بعد ، فاني ان شاء الله سأكمل قراءتي في الفقه الاسلامي ولكن هذا الكتاب سيكون له جلسات أخرى معي ؛فإني ما أظن أن كتابا مثل هذا تقرأه مرة ثم تنساه بل هو من الكتب الذي يجب ان يكون بجانبك دوما ، نظرا لروعته وفائدته ..
والحمدلله رب العالمين ....
September 22, 2017
نسمع كثيرًا عن الإعجاز القرآني. أحيانًا نقرأ أخبارًا فردية، أو محاولات بحثية قصيرة. وكثير منها قد تكون مخيّبة للآمال. بعكس هذا الكتاب الذي يعتبر من أقوى ما قرأتْ في إثبات حجيّة نبوّة حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام، وفي إثبات حجيّة القرآن، وفي شرح الإعجاز اللغوي للقرآن.
وبرغم أن الكتاب ألَّف قبل الحرب العالمية الأولى، إلا أنّ أغلب ما قرأت كان جديدًا تمامًا بالنّسبة لي. استطاع الكاتب أن يسلّط ضوءًا جديدًا على العديد من الآيات والسور التي كنت أمر عليها مرور الكرام.
الكتاب مكون من عدة مباحث
1. تحديد معنى القرآن والفرق بينه وبين الحديث القدسي والنبوي
2. بيان مصدر القرآن وإثبات أنه من عند الله
3. بيان أن القرآن لا يمكن أن يكون إيحاءً ذاتيًا من نفس محمد عليه الصلاة والسلام
4. تخصيص فقرة في شرح مفهوم الإعجاز اللغوي للقرآن
الكتاب لا يتعمّق في أي مجال من مجالات إثبات حجية القرآن، ولكنّه يقدّم مجموعة من المفاتيح في كل باب مع عدّة نماذج.
في فصول بسيطة شاب الكتاب نقصٌ في هيكلته، فلم أستطع معرفة ترتيب أو تراتب بعض النقاط. ولكن هذا لا يقلل من قيمة الكتاب الذي أعطيه خمسة من خمسة.
لمن يبحث عن كتاب يغيّر علاقته بالقرآن ونظرته إليه، فقد وصلتْ.
وبرغم أن الكتاب ألَّف قبل الحرب العالمية الأولى، إلا أنّ أغلب ما قرأت كان جديدًا تمامًا بالنّسبة لي. استطاع الكاتب أن يسلّط ضوءًا جديدًا على العديد من الآيات والسور التي كنت أمر عليها مرور الكرام.
الكتاب مكون من عدة مباحث
1. تحديد معنى القرآن والفرق بينه وبين الحديث القدسي والنبوي
2. بيان مصدر القرآن وإثبات أنه من عند الله
3. بيان أن القرآن لا يمكن أن يكون إيحاءً ذاتيًا من نفس محمد عليه الصلاة والسلام
4. تخصيص فقرة في شرح مفهوم الإعجاز اللغوي للقرآن
الكتاب لا يتعمّق في أي مجال من مجالات إثبات حجية القرآن، ولكنّه يقدّم مجموعة من المفاتيح في كل باب مع عدّة نماذج.
في فصول بسيطة شاب الكتاب نقصٌ في هيكلته، فلم أستطع معرفة ترتيب أو تراتب بعض النقاط. ولكن هذا لا يقلل من قيمة الكتاب الذي أعطيه خمسة من خمسة.
لمن يبحث عن كتاب يغيّر علاقته بالقرآن ونظرته إليه، فقد وصلتْ.
May 2, 2020
كل كتاب نقرأه هو حكاية :
تبدأ كيف وجدناه و حين نقرأه و بعد القراءة .
لذلك دَعوني أُخبركم حكايتي مع هذا الكتاب♥️.
الحقيقة لا أدري كيف أضفته الى قائمتي:
هل كانت نتيجة ترشيح ؟ أم إثر مراجعة أحد أصدقاء ؟
لكن أتذكر انني أضفته و لم اكن انوي قرائته في أجل قريب
فلقد كانت لي كتب أهم في نظري.
ثم هذه السنة و قبل أيام من رمضان قررت ان أُقرب موعد القراءة بعد ان لاحظت ان الجميع أثنوا عليه.
لكن دون تحديد موعد.
و لأنني أعتقد ان الكتب تفرض وقت قراءتها .
كان نفس شئ مع هذا الأخير.
اتصفح في الموقع فوجدت أستاذ "محمد" يقرأه و الصديقة" هبة" كتبت تعليق أن تفسيره هذا لسورة البقرة جميل جدا.
تحمستُ لمحبةِ لهذه السورة و بدأت من فوري ثاني ليلة من رمضان.
كانت الفصول الاولى جميلة و استمعت بها لكن مع التقدم في القراءة . كنت أشعر بملل و سؤال يَلح عليَ:
أنا اعرف أن القرآن الإعجاز الإلهي فما حاجتي لهذه الادلة و هذه الحجج.؟.
و قرأت كتاب سريعا كي أصل الى هدفي: التفسير.
لكن تغير كل شئ اثر موقف حصل معي :
في نفس الليلة ذهبت الى المسجد و بدا القارئ يقرأ من
سورة آل عمران.
و كان حسن الصوت و متقن لقواعد التجويد.
فوجدتني دون وعي مني تطفو بذاكرتي كلام الكاتب
حول الظاهرة اللغوية في القرآن.
و بدات أستشعر إعجاز مع مختلف قواعد التجويد.و
أتذكر ان هذا القرآن حفظه الله من كل الحروب التي خاضها المسلمون.
بل أكثر من ذلك لانني أقر في السيرة و بالتحديد في فصل بعث النبي صلى الله عليه و سلم و شدة الوحي على الرسول صلى الله عليه و سلم حتى ان راحلته تَبرك و يتصبب عرقا .
كانت كل تلك الصور تاتي في قلبي :
هذا القرآن الذي حفظه الله .
هذا القرآن الذي نزل على قلب الرسول صلى الله عليه و سلم.و ما يعتري الرسول حين ينزل.
صدقا كانت شعوري مختلف لكانني اسمعه اول مرة.�
فقررت أن أعود الى كل الصفحات التي قراءتها على عجل بعد ان نافصت الكتاب و لم أندم.
و سعدت به بل كنت انتظر موعد القراءة كي اكتشف خفايا اخرى للقرآن
و جمال اعجاز فيه و كيف ان سورة البقرة مثلا:
انزلت اياتها على 9 سنوات رغم ذلك حين تقرءها ترى كأنها نزلت مرة واحدة.
و المعاني التي اكتشفتها في تفسيره لن تجدها في اي كتاب.
جميل جدا و تبرز ذكاءه و فطنته وعلمه رحمه الله .
نصل الى جزء أخير من الحكاية.😊
الى كل أصدقاء و الزملاء هنا الذين أعرفهم و لا اعرفهم اشجع على قراءته.
لاننا حفظ أغلبنا الحديث الذي روي عن عبد الله بن مسعود حول ثواب قراءة القرآن و الحرف بعشر امثاله
و نعلم منذ الصغر أن القرآن معجزة النبي صلى الله عليه و سلم.
لكن صدقا ستشعر ما معنى معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الا بعد قراءة هذا الكنز .
رحمه الله الكاتب و أختم بكلامه :.
أقبل بنفسك على تدبر هذا النظم الكريم لتعرف:
بأي يد صنع بنيانه؟
و على أي عين صنع نظامه؟
حتى كان كما وصفه الله 🍃قرآنا عربيا غير ذي عوج🍃
5/رمضان/1440
10//19🌸🌸
تبدأ كيف وجدناه و حين نقرأه و بعد القراءة .
لذلك دَعوني أُخبركم حكايتي مع هذا الكتاب♥️.
الحقيقة لا أدري كيف أضفته الى قائمتي:
هل كانت نتيجة ترشيح ؟ أم إثر مراجعة أحد أصدقاء ؟
لكن أتذكر انني أضفته و لم اكن انوي قرائته في أجل قريب
فلقد كانت لي كتب أهم في نظري.
ثم هذه السنة و قبل أيام من رمضان قررت ان أُقرب موعد القراءة بعد ان لاحظت ان الجميع أثنوا عليه.
لكن دون تحديد موعد.
و لأنني أعتقد ان الكتب تفرض وقت قراءتها .
كان نفس شئ مع هذا الأخير.
اتصفح في الموقع فوجدت أستاذ "محمد" يقرأه و الصديقة" هبة" كتبت تعليق أن تفسيره هذا لسورة البقرة جميل جدا.
تحمستُ لمحبةِ لهذه السورة و بدأت من فوري ثاني ليلة من رمضان.
كانت الفصول الاولى جميلة و استمعت بها لكن مع التقدم في القراءة . كنت أشعر بملل و سؤال يَلح عليَ:
أنا اعرف أن القرآن الإعجاز الإلهي فما حاجتي لهذه الادلة و هذه الحجج.؟.
و قرأت كتاب سريعا كي أصل الى هدفي: التفسير.
لكن تغير كل شئ اثر موقف حصل معي :
في نفس الليلة ذهبت الى المسجد و بدا القارئ يقرأ من
سورة آل عمران.
و كان حسن الصوت و متقن لقواعد التجويد.
فوجدتني دون وعي مني تطفو بذاكرتي كلام الكاتب
حول الظاهرة اللغوية في القرآن.
و بدات أستشعر إعجاز مع مختلف قواعد التجويد.و
أتذكر ان هذا القرآن حفظه الله من كل الحروب التي خاضها المسلمون.
بل أكثر من ذلك لانني أقر في السيرة و بالتحديد في فصل بعث النبي صلى الله عليه و سلم و شدة الوحي على الرسول صلى الله عليه و سلم حتى ان راحلته تَبرك و يتصبب عرقا .
كانت كل تلك الصور تاتي في قلبي :
هذا القرآن الذي حفظه الله .
هذا القرآن الذي نزل على قلب الرسول صلى الله عليه و سلم.و ما يعتري الرسول حين ينزل.
صدقا كانت شعوري مختلف لكانني اسمعه اول مرة.�
فقررت أن أعود الى كل الصفحات التي قراءتها على عجل بعد ان نافصت الكتاب و لم أندم.
و سعدت به بل كنت انتظر موعد القراءة كي اكتشف خفايا اخرى للقرآن
و جمال اعجاز فيه و كيف ان سورة البقرة مثلا:
انزلت اياتها على 9 سنوات رغم ذلك حين تقرءها ترى كأنها نزلت مرة واحدة.
و المعاني التي اكتشفتها في تفسيره لن تجدها في اي كتاب.
جميل جدا و تبرز ذكاءه و فطنته وعلمه رحمه الله .
نصل الى جزء أخير من الحكاية.😊
الى كل أصدقاء و الزملاء هنا الذين أعرفهم و لا اعرفهم اشجع على قراءته.
لاننا حفظ أغلبنا الحديث الذي روي عن عبد الله بن مسعود حول ثواب قراءة القرآن و الحرف بعشر امثاله
و نعلم منذ الصغر أن القرآن معجزة النبي صلى الله عليه و سلم.
لكن صدقا ستشعر ما معنى معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الا بعد قراءة هذا الكنز .
رحمه الله الكاتب و أختم بكلامه :.
أقبل بنفسك على تدبر هذا النظم الكريم لتعرف:
بأي يد صنع بنيانه؟
و على أي عين صنع نظامه؟
حتى كان كما وصفه الله 🍃قرآنا عربيا غير ذي عوج🍃
5/رمضان/1440
10//19🌸🌸
March 15, 2019
رائع في مجاله .
أشعر بأن الكاتب لديه الكثير وهذا الموضوع حقا مجاله واسع ويستحق كتابا أضخم ودراسات أوسع ولن تفيه ، بالنسبة لما يحتويه الكتاب ولمن يهتم بقراءته فقد رتبه دراز ترتيبا موضوعيا رائعا كالتالي:
١-تحديد معنى القرآن والفرق بينه وبين الحديث القدسي والنبوي
٢-سر تسمية القران بالقران والكتاب
٣- بيان مصدر القرآن وأنه من الله بأدلة عقلية ونقلية وبالتالي رد شبهات من يقول بعكس ذلك
٤- ظاهرة الوحي وتحليل عوارضها مستأنسا بالعلم الحاضر
٥- نواحي الإعجاز في القرآن والرد على الشبهات التي أتت لدحض القول بإعجازه
٦-خصائص القرآن البيانية
٧- جمع القرآن للفضائل على تباعد أطرافها كإقناع العقل وإمتاع العاطفة ، القصد في اللفظ والوفاء بحق المعنى ، البيان والإجمال .. إلخ
٨- ميل المؤلف إلى كون القرآن كله موجزا مع الإثبات بالدليل
٩- ثم أنهى الكاتب بحثه بأنموذج على تماسك بنيان القرآن وإحكامه وذلك من خلال سورة البقرة وقد كان حسن استنباطه واستخراجه للمقاصد التي أرادها من سورة البقرة جميلا وموجزا..
هذا ما ورد إجمالا في هذا الكتاب وضع في ذهنك بأنه يتفرع عن كل نقطة نقاط أجاد دراز بحسن استعراضها وسردها..
أشعر بأن الكاتب لديه الكثير وهذا الموضوع حقا مجاله واسع ويستحق كتابا أضخم ودراسات أوسع ولن تفيه ، بالنسبة لما يحتويه الكتاب ولمن يهتم بقراءته فقد رتبه دراز ترتيبا موضوعيا رائعا كالتالي:
١-تحديد معنى القرآن والفرق بينه وبين الحديث القدسي والنبوي
٢-سر تسمية القران بالقران والكتاب
٣- بيان مصدر القرآن وأنه من الله بأدلة عقلية ونقلية وبالتالي رد شبهات من يقول بعكس ذلك
٤- ظاهرة الوحي وتحليل عوارضها مستأنسا بالعلم الحاضر
٥- نواحي الإعجاز في القرآن والرد على الشبهات التي أتت لدحض القول بإعجازه
٦-خصائص القرآن البيانية
٧- جمع القرآن للفضائل على تباعد أطرافها كإقناع العقل وإمتاع العاطفة ، القصد في اللفظ والوفاء بحق المعنى ، البيان والإجمال .. إلخ
٨- ميل المؤلف إلى كون القرآن كله موجزا مع الإثبات بالدليل
٩- ثم أنهى الكاتب بحثه بأنموذج على تماسك بنيان القرآن وإحكامه وذلك من خلال سورة البقرة وقد كان حسن استنباطه واستخراجه للمقاصد التي أرادها من سورة البقرة جميلا وموجزا..
هذا ما ورد إجمالا في هذا الكتاب وضع في ذهنك بأنه يتفرع عن كل نقطة نقاط أجاد دراز بحسن استعراضها وسردها..
April 19, 2023
الكتاب حقيقي عظيم جداً...عرضه للشبهات والرد عليها بمنطق وحجة بليغة كان أكثر من رائع...وواضح جدا في رده وأسلوبه مدي تأثره بالقرآن،والمجهود المبذول في الكتاب...
علي الرغم إن الكتاب ليس بكبير نسبياً ولكن محتواه جدا غني وأفكاره ضخمة، أخذت وقت كبير فيه، يحتاج للتآني في قراءته...
اعتقد إنه من الكتب التي حتماً سوف أعيد قراءتها...
الكتاب يندرج تحت بند ضروري ومهم جداً....ويستحق أن يُقرأ أكثر من مرة.
بارك الله في كاتبه وجزاه الله خير الجزاء.
علي الرغم إن الكتاب ليس بكبير نسبياً ولكن محتواه جدا غني وأفكاره ضخمة، أخذت وقت كبير فيه، يحتاج للتآني في قراءته...
اعتقد إنه من الكتب التي حتماً سوف أعيد قراءتها...
الكتاب يندرج تحت بند ضروري ومهم جداً....ويستحق أن يُقرأ أكثر من مرة.
بارك الله في كاتبه وجزاه الله خير الجزاء.
May 8, 2020
" الحمد لله الذي فضلنا بالقرآن على الأمم أجمعين ، وآتانا به ما لم يؤت أحدا من العالمين "
الكتاب مؤلف من بحثين : البحث الأول في تعريف القرآن ، والبحث الثاني في مصدر القرآن ، وتفنيد زعم القائلين بأنه من عند النبي محمد ، وتبيان بعض صور الإعجاز فيه ، وينتهي بدراسة مفصلة لسورة البقرة وهدفها وتوضيح كيفية تسلسل وترابط موضوعاتها وآياتها ..
الكتاب رغم أنه يمثل مقدمة للدخول في علوم القرآن فقط ، إلا أنه يحوي الكثير من الأجوبة التي يحتاجها المشككون فيه - الكتاب موجه لهم بشكل رئيسي - لذلك أدعو من يبحث منهم عن إجابات ومن حقا منهجه العلم - لا مجرد الإعتراض الأعمى - لقراءته
أما الذين وفقهم الله للإيمان بكتابه الكريم فسيجدون في الكتاب تثبيتا لقلوبهم ، فكلنا يزيد إيمانه وينقص ونحتاج بين وقت وآخر ما يفتح أبصارنا وبصائرنا ويردّنا إلى الحق .. ومن جهة أخرى من الواجب علينا التثقف في هذا المجال للرد على افتراءات المشككين ، فإن من أكثر ما يسوءنا كمسلمين أنه حين يتعرض ديننا للإتهامات لا يرد معظمنا إلا بالسِباب والشتائم ! علينا أن نواجههم بسلاحهم .. أليسوا ينادون بالولاء للعلم وحده ، فلنأتِهم بالعلم الذي يريدون ونضع أمام أعينهم البرهان على بطلان إدعاءاتهم
- لدي ملاحظة واحدة على الكتاب وهي التكلّف في الخطاب والإعتناء بجمال الأسلوب إعتناءا مبالغا فيه ، كان عليه أن يكون مبسطا أكثر ليسهل فهمه على الجميع ، فالغاية هنا إيصال الرسالة وليس إبداع عمل أدبي
* اللهم رقق قلوبنا بالقرآن وللقرآن
" لعمري لئن كانت للقرآن في بلاغة تعبيره معجزات ، وفي أساليب تربيته معجزات ، وفي نبوءاته الصادقة معجزات ، وفي تشريعاته الخالدة معجزات ، وفي كل ما استخدمه من حقائق العلوم النفسية والكونية معجزات ومعجزات ، لعمري إنه في ترتيب آية على هذا الوجه لهو معجزة المعجزات "
الكتاب مؤلف من بحثين : البحث الأول في تعريف القرآن ، والبحث الثاني في مصدر القرآن ، وتفنيد زعم القائلين بأنه من عند النبي محمد ، وتبيان بعض صور الإعجاز فيه ، وينتهي بدراسة مفصلة لسورة البقرة وهدفها وتوضيح كيفية تسلسل وترابط موضوعاتها وآياتها ..
الكتاب رغم أنه يمثل مقدمة للدخول في علوم القرآن فقط ، إلا أنه يحوي الكثير من الأجوبة التي يحتاجها المشككون فيه - الكتاب موجه لهم بشكل رئيسي - لذلك أدعو من يبحث منهم عن إجابات ومن حقا منهجه العلم - لا مجرد الإعتراض الأعمى - لقراءته
أما الذين وفقهم الله للإيمان بكتابه الكريم فسيجدون في الكتاب تثبيتا لقلوبهم ، فكلنا يزيد إيمانه وينقص ونحتاج بين وقت وآخر ما يفتح أبصارنا وبصائرنا ويردّنا إلى الحق .. ومن جهة أخرى من الواجب علينا التثقف في هذا المجال للرد على افتراءات المشككين ، فإن من أكثر ما يسوءنا كمسلمين أنه حين يتعرض ديننا للإتهامات لا يرد معظمنا إلا بالسِباب والشتائم ! علينا أن نواجههم بسلاحهم .. أليسوا ينادون بالولاء للعلم وحده ، فلنأتِهم بالعلم الذي يريدون ونضع أمام أعينهم البرهان على بطلان إدعاءاتهم
- لدي ملاحظة واحدة على الكتاب وهي التكلّف في الخطاب والإعتناء بجمال الأسلوب إعتناءا مبالغا فيه ، كان عليه أن يكون مبسطا أكثر ليسهل فهمه على الجميع ، فالغاية هنا إيصال الرسالة وليس إبداع عمل أدبي
* اللهم رقق قلوبنا بالقرآن وللقرآن
" لعمري لئن كانت للقرآن في بلاغة تعبيره معجزات ، وفي أساليب تربيته معجزات ، وفي نبوءاته الصادقة معجزات ، وفي تشريعاته الخالدة معجزات ، وفي كل ما استخدمه من حقائق العلوم النفسية والكونية معجزات ومعجزات ، لعمري إنه في ترتيب آية على هذا الوجه لهو معجزة المعجزات "
July 21, 2017
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ [1] عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ [2] الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ [3] كَلَّا سَيَعْلَمُونَ [4] ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ [5]
يا الله.. بأي قلم خُط هذا الكتاب؟ أي قلب وعى القرآن واستلهم من قبسه شعلة أضاءت له طريق الحق ليكتب كتاباً كهذا؟ عن ماذا أحدثكم, عن جمال الحرف, أم عن قوة الحجة, أم عن تناسق الأفكار وترتيبها, أم عن تساقط العبرات مع كل الفقرات.. ؟
صدقني بعد أن تقرأ هذا الكتاب ستجد نفسك تبتسم رضاً بنعمة الله الذي اصطفاك وجعلك من أمة هذا النبي صلوات ربي وسلامه عليه.. وأنه أنعم عليك بنعمة القرآن الكــــــــريم..
ربما قد مر في خاطرك يوما ما، شك أو هاجس, من أن هذا القرآن الذي بين يدينا ربما يكون من الكتب التي خطتها يد بشر, وربما قلت: لمَ لا يكون محمد صلى الله عليه وسلم –وحاشا� أن يفعل ذلك وهو الصادق- هو من خط هذا الكتاب بيمينه ثم قال هذا من عند الله؟
هل من الممكن أن يكون هذا الكتاب بشري المصدر ؟
لا تخف الشيخ عبد الله الدراز رحمه الله, قد نذر قلمه ليطُمئن قلبك, ويزيل هذه الوساوس عن ذهنك بالحجة والبرهان الدامغيين الذين لا يدعان مجالا للشك �
ثم تراه يطوف بك في شتى علوم القرآن, بحرف جميل وبيان مبين لا يخرج إلا من شخص قد تشرب حلاوة القرآن بحق...
وخير ختام مع المفاجأة السارة التي كنت قد قرأت عنها في واحد من كتب الغزالي, حين تكلم عن التفسير الموضوعي للقرآن الكريم, فهاهو الشيخ عبد الله يتحفنا بتفسير موضوعي هو خيرة ما قرأت من التفاسير لأطول سور القرآن الكريم, سورة البقرة.
اللهم جازه خير الجزاء واجعله مع الصدقيين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
09/09/2016
يا الله.. بأي قلم خُط هذا الكتاب؟ أي قلب وعى القرآن واستلهم من قبسه شعلة أضاءت له طريق الحق ليكتب كتاباً كهذا؟ عن ماذا أحدثكم, عن جمال الحرف, أم عن قوة الحجة, أم عن تناسق الأفكار وترتيبها, أم عن تساقط العبرات مع كل الفقرات.. ؟
صدقني بعد أن تقرأ هذا الكتاب ستجد نفسك تبتسم رضاً بنعمة الله الذي اصطفاك وجعلك من أمة هذا النبي صلوات ربي وسلامه عليه.. وأنه أنعم عليك بنعمة القرآن الكــــــــريم..
ربما قد مر في خاطرك يوما ما، شك أو هاجس, من أن هذا القرآن الذي بين يدينا ربما يكون من الكتب التي خطتها يد بشر, وربما قلت: لمَ لا يكون محمد صلى الله عليه وسلم –وحاشا� أن يفعل ذلك وهو الصادق- هو من خط هذا الكتاب بيمينه ثم قال هذا من عند الله؟
هل من الممكن أن يكون هذا الكتاب بشري المصدر ؟
لا تخف الشيخ عبد الله الدراز رحمه الله, قد نذر قلمه ليطُمئن قلبك, ويزيل هذه الوساوس عن ذهنك بالحجة والبرهان الدامغيين الذين لا يدعان مجالا للشك �
ثم تراه يطوف بك في شتى علوم القرآن, بحرف جميل وبيان مبين لا يخرج إلا من شخص قد تشرب حلاوة القرآن بحق...
وخير ختام مع المفاجأة السارة التي كنت قد قرأت عنها في واحد من كتب الغزالي, حين تكلم عن التفسير الموضوعي للقرآن الكريم, فهاهو الشيخ عبد الله يتحفنا بتفسير موضوعي هو خيرة ما قرأت من التفاسير لأطول سور القرآن الكريم, سورة البقرة.
اللهم جازه خير الجزاء واجعله مع الصدقيين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
09/09/2016
May 20, 2018
و شكراً للإخوة القائمين على برنامج صناعة المحاور في نسخته الرابعة
لجعلهم هذا الكتاب من ضمن المنهج المقرر فإن قراءة مثل هذه الكتب
ودراستها هي الغاية والهدف الذي يجب أن تصبوا إليه النفوس
وفقهم الله وجزاهم الله عنا كل خير .
مراجعتي منشورة على موقع منارة الشرق للثقافة والإعلام :
الرابط هنا :
.
�
______
الشك واليقين في النبـأ العـظيم
يقول الإمام الغزالي رحمه الله إن للإسلام عدوّا من الخارج ،هو أقل خطرا كالمشركين والوثنيين .. وعدوّا من الداخل هو أشدّ خطرا كمسلم جاهل لايفهم دينه، ويتعصّب لجهله وضلاله ..�
في زمن كثرة فيه " ترهات " و " شطحات " المشككين حول حقيقة مصدر القرآن الكريم ، وفي زمن قل ارتباط بعض المسلمين في كتابهم فأصبح التأثير عليهم هين وسهل وفي زمن " ينعق " البعض بما لا يفقه ويعلو صوته في هجمات تشكك بالدِّين و بركائزه المهمة ومصادره التأسيسية منتجاً دعوات شاذة لاقت قبولاً في نفوس جمع من المسلمين لا يستهان به تأتي العودة إلى الكتب الشرعية بمصادرها الموثوق حاجة وضرورة ملحة فهي للمؤمن حرز ووقاية وللمشكك هداية ونور بإذن الله تعالى .
ومن هذه الكتب التي وفقني الله لقرائتها كتاب "النبأ العظيم" للدكتور محمد عبدالله دراز الكتاب الذي يخاطب العقل بدلائله ويخاطب المنطق والنفس ذاتها حول حقيقة مصدر القرآن الكريم فلا تجد ثغرة واحدة أو سؤال تطرحه نفس المشكك إلا وكان بين دفتي هذاالكتاب إجابة شافية كافية .
قسم دراز الكتاب إلى عدة بحوث مرتبة ترتيباً موضوعياً حيث بدأفي الحديث عن معنى القرآن الكريم موضحاً كذلك الفرق بين الحديث القدسي والنبوي كاشفاً سر تسمية القرآن بهذا الإسم و بالكتاب والسر في اختصاصه بالخلود ثم تطرق في البحث الثاني إلى مصادر القرآن الكريم نافياً أن يكون مصدره النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام كما فند دراز شبهات عديدة كالقول بوجود معلم بشري للنبي عليه أفضل الصلاة والسلام مُبيناً بعد ذلك ظاهرة الوحي ودلالتها على مصدر القرآن ثم تحدث في المرحلة الرابعة من الكتاب عن جوهر القرآن الذي يكشف به عن مصدره الحقيقي وأنه كلام الله بما فيه من معجزات .
ويختم الدكتور محمد عبدالله دراز الكتاب بنموذج خاص يثبت به نظام القرآن والوحدة الموضوعية في سوره عن طريق مثال واحد كان الحديث فيها شيق وعظيم وهو الحديث عن سورة البقرة .
الكتاب ليس بالمعقد ، ولا هو بالصعوبة التي لا يمكنك بها إدراك خباياه ، بل على العكس به من السهولة والأسلوب العلمي البسيط ما يجعله ��ريبًا للقلب والنفس محقاً بذلك المعادلة التي يفتش عنها القراء دائماً بما يقرأون وهي المتعة والفائدة .
إن كتاب النبأ العظيم _نظرات جديدة في القرآن الكريم _ يعتبر نقطة تلاقي بين ما طرحته الثقافة الغربية وبين الثقافة الإسلامية الأزهرية التي تنبع من شخصية كاتبه الدكتور محمد وسيرته التربوية والتعليمية ولعل هذا من أهم الأسباب التي أعطت الكاتب قوة لم نجدها في غيره من حيث طرح الشبهات والتساؤلات والإجابة عليها بهذا الأسلوب المبسط الذي يمكن به مخاطبة عامة الناس على إختلاف مستوياتهم في الثقافة الدينية ، الغريب إن كل هذه الشبهات التي أجاب عنها الدكتور لازالت قائمة تظهر بين حين وآخر والغريب أكثر إن البعض منا لم يكلف نفسه عناء البحث عن إجاباتها .
إن من يؤمن بالله عزوجل كخالق مبدع لهذا الكون لا يسعه إلا أن يؤمن بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام وإن الإيمان بهذا النبي الصاد�� الأمين لا يمكن إلا أن يقود صاحبه
نحو الإيمان والتسليم بأن القرآن الكريم كلام الله عزوجل .
القارئ والمتأمل المشكك في مصدر القرآن الكريم إن جرد نفسه من كل المؤثرات وأعطى لها المجال بأنه تقوده وحدها دون أدنى تأثير منه إلى الحقيقة حتماً ستقوده إلى قول الحق ، إذ أنه هذه الدقة والإحكام والإعجاز شيء يعجز العقل البشري عن الإتيان بمثله "الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ".
قبل القراءة كنت مؤمنة بأن القرآن الكريم كلام الله عزوجل وبعد قراءة هذا الكتاب إزداد يقيني بذلك وشعرت بالحزن على عقول أتعبها أصحابها بجدال عقيم في حق واضح وصريح .
الحمدالله على نعمة الإيمان ، الحمدالله على نعمة القرآن ،
والحمدالله على نعمة النبأ العظيم الذي قطعنا به الشك باليقين .
#أبجديةفرح
تقيمي 5/5
لجعلهم هذا الكتاب من ضمن المنهج المقرر فإن قراءة مثل هذه الكتب
ودراستها هي الغاية والهدف الذي يجب أن تصبوا إليه النفوس
وفقهم الله وجزاهم الله عنا كل خير .
مراجعتي منشورة على موقع منارة الشرق للثقافة والإعلام :
الرابط هنا :
.
�
______
الشك واليقين في النبـأ العـظيم
يقول الإمام الغزالي رحمه الله إن للإسلام عدوّا من الخارج ،هو أقل خطرا كالمشركين والوثنيين .. وعدوّا من الداخل هو أشدّ خطرا كمسلم جاهل لايفهم دينه، ويتعصّب لجهله وضلاله ..�
في زمن كثرة فيه " ترهات " و " شطحات " المشككين حول حقيقة مصدر القرآن الكريم ، وفي زمن قل ارتباط بعض المسلمين في كتابهم فأصبح التأثير عليهم هين وسهل وفي زمن " ينعق " البعض بما لا يفقه ويعلو صوته في هجمات تشكك بالدِّين و بركائزه المهمة ومصادره التأسيسية منتجاً دعوات شاذة لاقت قبولاً في نفوس جمع من المسلمين لا يستهان به تأتي العودة إلى الكتب الشرعية بمصادرها الموثوق حاجة وضرورة ملحة فهي للمؤمن حرز ووقاية وللمشكك هداية ونور بإذن الله تعالى .
ومن هذه الكتب التي وفقني الله لقرائتها كتاب "النبأ العظيم" للدكتور محمد عبدالله دراز الكتاب الذي يخاطب العقل بدلائله ويخاطب المنطق والنفس ذاتها حول حقيقة مصدر القرآن الكريم فلا تجد ثغرة واحدة أو سؤال تطرحه نفس المشكك إلا وكان بين دفتي هذاالكتاب إجابة شافية كافية .
قسم دراز الكتاب إلى عدة بحوث مرتبة ترتيباً موضوعياً حيث بدأفي الحديث عن معنى القرآن الكريم موضحاً كذلك الفرق بين الحديث القدسي والنبوي كاشفاً سر تسمية القرآن بهذا الإسم و بالكتاب والسر في اختصاصه بالخلود ثم تطرق في البحث الثاني إلى مصادر القرآن الكريم نافياً أن يكون مصدره النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام كما فند دراز شبهات عديدة كالقول بوجود معلم بشري للنبي عليه أفضل الصلاة والسلام مُبيناً بعد ذلك ظاهرة الوحي ودلالتها على مصدر القرآن ثم تحدث في المرحلة الرابعة من الكتاب عن جوهر القرآن الذي يكشف به عن مصدره الحقيقي وأنه كلام الله بما فيه من معجزات .
ويختم الدكتور محمد عبدالله دراز الكتاب بنموذج خاص يثبت به نظام القرآن والوحدة الموضوعية في سوره عن طريق مثال واحد كان الحديث فيها شيق وعظيم وهو الحديث عن سورة البقرة .
الكتاب ليس بالمعقد ، ولا هو بالصعوبة التي لا يمكنك بها إدراك خباياه ، بل على العكس به من السهولة والأسلوب العلمي البسيط ما يجعله ��ريبًا للقلب والنفس محقاً بذلك المعادلة التي يفتش عنها القراء دائماً بما يقرأون وهي المتعة والفائدة .
إن كتاب النبأ العظيم _نظرات جديدة في القرآن الكريم _ يعتبر نقطة تلاقي بين ما طرحته الثقافة الغربية وبين الثقافة الإسلامية الأزهرية التي تنبع من شخصية كاتبه الدكتور محمد وسيرته التربوية والتعليمية ولعل هذا من أهم الأسباب التي أعطت الكاتب قوة لم نجدها في غيره من حيث طرح الشبهات والتساؤلات والإجابة عليها بهذا الأسلوب المبسط الذي يمكن به مخاطبة عامة الناس على إختلاف مستوياتهم في الثقافة الدينية ، الغريب إن كل هذه الشبهات التي أجاب عنها الدكتور لازالت قائمة تظهر بين حين وآخر والغريب أكثر إن البعض منا لم يكلف نفسه عناء البحث عن إجاباتها .
إن من يؤمن بالله عزوجل كخالق مبدع لهذا الكون لا يسعه إلا أن يؤمن بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام وإن الإيمان بهذا النبي الصاد�� الأمين لا يمكن إلا أن يقود صاحبه
نحو الإيمان والتسليم بأن القرآن الكريم كلام الله عزوجل .
القارئ والمتأمل المشكك في مصدر القرآن الكريم إن جرد نفسه من كل المؤثرات وأعطى لها المجال بأنه تقوده وحدها دون أدنى تأثير منه إلى الحقيقة حتماً ستقوده إلى قول الحق ، إذ أنه هذه الدقة والإحكام والإعجاز شيء يعجز العقل البشري عن الإتيان بمثله "الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ".
قبل القراءة كنت مؤمنة بأن القرآن الكريم كلام الله عزوجل وبعد قراءة هذا الكتاب إزداد يقيني بذلك وشعرت بالحزن على عقول أتعبها أصحابها بجدال عقيم في حق واضح وصريح .
الحمدالله على نعمة الإيمان ، الحمدالله على نعمة القرآن ،
والحمدالله على نعمة النبأ العظيم الذي قطعنا به الشك باليقين .
#أبجديةفرح
تقيمي 5/5
March 13, 2015
مع هذا الكتاب قرأت سورة البقرة كما لم أقرأها من قبل.
October 25, 2021
بالحجة الدامغة وبالبرهان القاطع يرد د. عبد الله دراز على الزاعمين ببشرية القرآن .. يعرض شبهاتهم ثم يفندها بكل منطق وقوة وإقناع .. ويعرض أوجه من الإعجاز اللفظي والبياني والعلمي للقرآن .. ذلك الإعجاز القرآني الذي يتحدي أي انسان مهما أوتي من قوة العقل أو عمق البيان أن يأتي ولو بآية واحده من مثله ..
{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} .. الإسراء ٨٨
{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} .. النساء ٨٢
.
{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} .. الإسراء ٨٨
{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} .. النساء ٨٢
.
April 25, 2024
النبأ العظيم للدكتور محمد عبد الله دراز كتاب قد يبدو صغير الحجم - ٢٠٩ صفحة - ولكن فيه من المعاني ما يحتاج لاستيعابه تكرار قراءته مرات ومرات.
الكتاب يتحدث عن معنى القرآن وبيان مصدره وظروف الوحي ويبحث في جوهر القرآن نفسه ونواحي إعجازه ويمحو الشبهات التي حامت حوله، كل ذلك في أسلوب سلس متخم بالمعاني ومثير للتفكير.
لكن على أي حال قد نكون تعرضنا لهذه المعاني في كتب أخرى بشكل أو بآخر.
لكن الجزء الإبداعي من وجهة نظري والذي لم أرى له مثيلا من قبل هو الجزء الخاص بسورة البقرة فالكاتب يرى أن كل سورة من سور القرآن هي وحدة متكاملة وليست مجموعة من المعاني المتجاورة يقول "إنك لتقرأ السورة الطويلة المنجمة يحسبها الجاهل أضغاثا من المعاني حشيت حشوا ، وأوزاعا من المباني جمعت عفوا؛ فإذا هي لو تدبرت بنية متماسكة قد بنيت من المقاصد الكلية على اسس وأصول وأقيم على كل أصل منها شعب وفصول، وامتد من كل شعبة منها فروع تقصر أو تطول؛ فلا تزال تنتقل بين أجزائها كما تنتقل بين حجرات وأفنية في بنيان واحد قد وضع رسمه مرة واحدة، لا تحس بشيء من تناكر الأوضاع في التقسيم والتنسيق.
لا، بل تلتحم المعاني كما تلتحم الأعضاء في جسم الإنسان".
ثم يختار أطول سورة في القرآن لنرى كيف يثبت لنا ذلك.
يقول عن نظام عقد المعاني في سورة البقرة إجمالا وتفصيلا أنها تتألف من مقدمة وأربعة مقاصد وخاتمة.
المقدمة: بشأن التعريف بشأن القرآن الكريم، وبيان أن ما فيه من الهداية قد بلغ حدا من الوضوح لا يتردد فيه ذو قلب سليم.
المقصد الأول: في دعوة الناس إلى اعتناق الإسلام.
المقصد الثاني: في دعوة أهل الكتاب دعوة خاصة إلى ترك باطلهم والدخول في الحق.
المقصد الثالث: في عرض شرائع هذا الدين تفصيلا.
المقصد الرابع: ذكر الوازع والنازع الديني الذي يبعث على ملازمة تلك الشرائع وينهى عن مخالفتها.
الخاتمة: في التعريف بالذين استجابوا لهذه الدعوة الشاملة لتلك المقاصد، وبيان ما يرجى لهم في آجلهم وعاجلهم.
ثم يبدأ الكاتب في شرح كل مقصد من هذه المقاصد على حده ونرى كيف تربط الآيات ببعضها وكيف توضع كل آيه في مكانها المناسب.
سبحان الله العظيم كأنها عقد من اللؤلؤ المنثور.
الكتاب لا توفيه المراجعة حقه ألبته، رحم الله المؤلف ورزقنا فهم القرآن وتدبره.
"إن سورة الفاتحة هي السورة الوحيدة التي وضعت أول الأمر لا على لسان الربوبية العليا، ولكن على لسان البشرية المؤمنة. تعبيرا عن حركة نفسية جماعية متطلعة إلى السماء، بينما سائر السور تعبر عن الحركة المقابلة، حركة الرحمة المرسلة من السماء إلى الأرض، وهكذا حين تنظر إلى القرآن في جملته تراه يتمثل أمامنا في صورة مناجاة ثنائية، الفاتحة أحد طرفيها، وسائر القرآن طرفها الآخر. الفاتحة سؤال، وباقي القرآن جواب، الفاتحة هي طلب الهدى، والباقي هو الهدى المطلوب".
الكتاب يتحدث عن معنى القرآن وبيان مصدره وظروف الوحي ويبحث في جوهر القرآن نفسه ونواحي إعجازه ويمحو الشبهات التي حامت حوله، كل ذلك في أسلوب سلس متخم بالمعاني ومثير للتفكير.
لكن على أي حال قد نكون تعرضنا لهذه المعاني في كتب أخرى بشكل أو بآخر.
لكن الجزء الإبداعي من وجهة نظري والذي لم أرى له مثيلا من قبل هو الجزء الخاص بسورة البقرة فالكاتب يرى أن كل سورة من سور القرآن هي وحدة متكاملة وليست مجموعة من المعاني المتجاورة يقول "إنك لتقرأ السورة الطويلة المنجمة يحسبها الجاهل أضغاثا من المعاني حشيت حشوا ، وأوزاعا من المباني جمعت عفوا؛ فإذا هي لو تدبرت بنية متماسكة قد بنيت من المقاصد الكلية على اسس وأصول وأقيم على كل أصل منها شعب وفصول، وامتد من كل شعبة منها فروع تقصر أو تطول؛ فلا تزال تنتقل بين أجزائها كما تنتقل بين حجرات وأفنية في بنيان واحد قد وضع رسمه مرة واحدة، لا تحس بشيء من تناكر الأوضاع في التقسيم والتنسيق.
لا، بل تلتحم المعاني كما تلتحم الأعضاء في جسم الإنسان".
ثم يختار أطول سورة في القرآن لنرى كيف يثبت لنا ذلك.
يقول عن نظام عقد المعاني في سورة البقرة إجمالا وتفصيلا أنها تتألف من مقدمة وأربعة مقاصد وخاتمة.
المقدمة: بشأن التعريف بشأن القرآن الكريم، وبيان أن ما فيه من الهداية قد بلغ حدا من الوضوح لا يتردد فيه ذو قلب سليم.
المقصد الأول: في دعوة الناس إلى اعتناق الإسلام.
المقصد الثاني: في دعوة أهل الكتاب دعوة خاصة إلى ترك باطلهم والدخول في الحق.
المقصد الثالث: في عرض شرائع هذا الدين تفصيلا.
المقصد الرابع: ذكر الوازع والنازع الديني الذي يبعث على ملازمة تلك الشرائع وينهى عن مخالفتها.
الخاتمة: في التعريف بالذين استجابوا لهذه الدعوة الشاملة لتلك المقاصد، وبيان ما يرجى لهم في آجلهم وعاجلهم.
ثم يبدأ الكاتب في شرح كل مقصد من هذه المقاصد على حده ونرى كيف تربط الآيات ببعضها وكيف توضع كل آيه في مكانها المناسب.
سبحان الله العظيم كأنها عقد من اللؤلؤ المنثور.
الكتاب لا توفيه المراجعة حقه ألبته، رحم الله المؤلف ورزقنا فهم القرآن وتدبره.
"إن سورة الفاتحة هي السورة الوحيدة التي وضعت أول الأمر لا على لسان الربوبية العليا، ولكن على لسان البشرية المؤمنة. تعبيرا عن حركة نفسية جماعية متطلعة إلى السماء، بينما سائر السور تعبر عن الحركة المقابلة، حركة الرحمة المرسلة من السماء إلى الأرض، وهكذا حين تنظر إلى القرآن في جملته تراه يتمثل أمامنا في صورة مناجاة ثنائية، الفاتحة أحد طرفيها، وسائر القرآن طرفها الآخر. الفاتحة سؤال، وباقي القرآن جواب، الفاتحة هي طلب الهدى، والباقي هو الهدى المطلوب".
May 26, 2018
أتممت نصفه الأول خلال دراسة المستوى الأول من برنامج صناعة المحاور، وأجلت نصفه الثاني إلى رمضان. النصف الأول يشرح لماذا كان القرآن هو النبأ العظيم حقًا، والنصف الثاني تطبيق عملي على سورة البقرة بشكل مجمل.
هذا الكتاب العظيم لا تكفيه والله قراءة واحدة. أرجو من الله أن يسعدني بالعودة إلى قراءته مرارًا.
أحمد الديب
رمضان 1439
مايو 2018
هذا الكتاب العظيم لا تكفيه والله قراءة واحدة. أرجو من الله أن يسعدني بالعودة إلى قراءته مرارًا.
أحمد الديب
رمضان 1439
مايو 2018
April 26, 2023
لعمري لئن كانت للقرآن في بلاغة تعبيره ،معجزات وفي أساليب تربيته معجزات وفي نبوءاته الصادقة معجزات، وفي تشريعاته الخالدة معجزات، وفي كل ما استخدمه من حقائق العلوم النفسية والكونية معجزات ومعجزات لعمري إنه في ترتيب آية على هذا الوجه لهو معجزة المعجزات!
قال الدكتور محمد محمد أبو موسى يتحدث عن الكتاب: لا يجوز لمشتغل بالتفسير أن لا يحفظ هذا الكتاب، فالشيخ عاش للتفسير ولم يعش بالتفسير. وفيه تحليل لآيات لم أقرؤه لا في كتب التفسير ولا في كتب البلاغة ولم أسمعه من أحد، وكنت أعتقد أن الشيخ دراز وهو يحلل هذه الآيات إنما يكتب منائح الله له؛ لأنه فيه من التذوق البلاغي ما ليس في كتب البلاغة.
بهذا الكنز الثمين أتممت قراءة مئة كتاب بفضل الله، وكان الختام مسكا، من أفضل ما قرأت إن لم يكن أفضل ما قرأت.
لو كان للشيخ تفسير لكل السور على هذا النسق لكان من أعظم ما أُلِّف في التفسير قديما وحديثا. رضي الله عن الشيخ ورحمه.
برنامج البناء الفكري
المستوى الثاني
المرحلة الثانية
قال الدكتور محمد محمد أبو موسى يتحدث عن الكتاب: لا يجوز لمشتغل بالتفسير أن لا يحفظ هذا الكتاب، فالشيخ عاش للتفسير ولم يعش بالتفسير. وفيه تحليل لآيات لم أقرؤه لا في كتب التفسير ولا في كتب البلاغة ولم أسمعه من أحد، وكنت أعتقد أن الشيخ دراز وهو يحلل هذه الآيات إنما يكتب منائح الله له؛ لأنه فيه من التذوق البلاغي ما ليس في كتب البلاغة.
بهذا الكنز الثمين أتممت قراءة مئة كتاب بفضل الله، وكان الختام مسكا، من أفضل ما قرأت إن لم يكن أفضل ما قرأت.
لو كان للشيخ تفسير لكل السور على هذا النسق لكان من أعظم ما أُلِّف في التفسير قديما وحديثا. رضي الله عن الشيخ ورحمه.
برنامج البناء الفكري
المستوى الثاني
المرحلة الثانية
June 18, 2023
القراءة الأولى ٢٠١٥
الثانية ٢٠٢١
الثالثة ٢٠٢٣
:))
الكتب تروح وتيجي ويظل لهذا الكتاب أثره في نفسي وهيبته.. ربما من كتاب الله وصدق كاتبه، علمنا الله وهدانا وإياكم بالقرآن يارب..
الثانية ٢٠٢١
الثالثة ٢٠٢٣
:))
الكتب تروح وتيجي ويظل لهذا الكتاب أثره في نفسي وهيبته.. ربما من كتاب الله وصدق كاتبه، علمنا الله وهدانا وإياكم بالقرآن يارب..
June 2, 2020
"ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس"
الحمد لله أنهيت الكتاب في ثالث محاولة لقراءته في العقد الأخير، وما فشلت السابقتان لعلة في الكتاب ولا قصور فيه، ولكن لحرماني، فالحمد لله أولا وآخرا.
هذا الكتاب لا أبالغ إن قلت أنه من أفضل الكتب التي قراتها في حياتي على الإطلاق، ولا عجب، فموضوعه هو النبأ العظيم.
أبدع الشيخ محمد عبد الله دراز رحمه لله وأجزل عنه المثوبة في الحديث عن كتاب الله تعالى، بادئا بإثبات أنه كلام رب البشر، فما هو بكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا تعلمه من أحد إلا من الله عز وجل بواسطة جبريل عليه السلام.
ثم بيان الكيفية والملابسات،
ثم انتقل إلى الجزء الأعظم من الكتاب وهو البحث في جوهر القرآن عن حقيقة القرآن.
وهنا أبدع وأمتع في تحليل القرآن كما أبدع في بيان مصدره.
ولا أقول إلا أن نظرته وتحليله لسورة البقرة غيرت نظرتي لهذه السورة تماما.
“تل� هي سورة البقرة.. أرأيت وحدتها في كثرتها؟ أعرفت اتجاه خطوطها في لوحتها؟ أرأيت كيف التحمت لبناتها من غير ملاط يمسكها، وارتفعت سماؤها بغير عمد تسندها؟ أرأيت كيف انتظم من رأسها وصدرها وأحشائها وأطرافها، لا أقول أحسن دمية، بل أجمل صورة حية. كل ذرة في خليتها، وكل خلية في عضوها، وكل عضو في جهازه، وكل جهاز في جسمه، ينادي بأنه قد أخذ مكانه المقسوم، وفقًا لخط جامع مرسوم، رسمه مربي النفوس ومزكيها، ومنور العقول وهاديها، ومرشد الأرواح وحاديها.. فتالله لو أن هذه السورة رتبت بعد تمام نزولها، لكان جمع أشتاتها على هذه الصورة معجزة، فكيف وكل نجم منها -كسائر النجوم في سائر السور- كان يوضع في رتبته من فور نزوله، وكان يحفظ لغيره مكانه انتظارًا لحلوله؛ وهكذا كان ما لم ينزل منها معروف الرتبة محدد الموقع قبل أن ينزل؟ ثم كيف وقد اختصت من بين السور المنجمة بأنها حددت مواقع نجومها لا قبل نزولها بعام أو بعض عام، بل بتسعة أعوام؟
لعمري لئن كانت للقرآن في بلاغة تعبيره معجزات، وفي أساليب تربيته معجزات، وفي نبوءاته الصادقة معجزات، وفي تشريعاته الخالدة معجزات، وفي كل ما استخدمه من حقائق العلوم النفسية والكونية "معجزات" ومعجزات، لعمري إنه في ترتيب آية على هذا الوجه لهو معجزة المعجزات!�
مهما تكلمت لن أستطيع أن أوفي الكتاب حقه، ولكن يكفي أن أقول أن الكتاب إذا قرأته منجما وجدت نفسك في كل مرة تحتاج أن تعود من البداية لتتأمل وتتفكر في سر هذا التحليل الجميل والتسلسل البديع في الاستدلال والبيان.
وإذا قرأته مرة واحدة وجدت نفسك مقصرا في تأمله والتفكر فيه وأنك ولابد قد فوت من المعاني المتراكمة في طيات الكتاب الكثير.
فالكتاب يحتاج لقراءتت أخرى ولا بد.
“وبع� فما بنا -علم الله- حب الخلاف ولا شهو� الإغراب� ولكنها أمانة العلم والنصيحة لكتاب الله تعالى حملتنا على أن نقول فيه أحسن ما نعلم، ثم شجعتنا على أن نسجل بالقلم هذا الذي قلناه بالفم، لنعرضه في الطرس على أنظار القارئين، كما عرضناه في الدرس على أسماع الطالبين لعل هؤلاء واجدون فيه من مواضع النقد والتمحيص ما لم يجده أولئك. وهذا الباب من أبواب البحث والاستنباط الذي لا يمس أصلًا من أصول الدين ولا يحل حرامًا أو يحرم حلالًا لن يزال مفتوحًا لكل مسلم أعطاه الله فهمًا في كتابه، على شريطة القصد والأناة في سير العقل، ومع الاستضاءة في هذا السير بمصباحين من اللغة والشرع، على الحد الذي وصفنا، والمنهج الذي رسمنا. وبالله التوفيق.�
كانت هذه قراءة رمضانية متأخرة في رحلة ثانية مع الدكتور محمد عبد الله دراز رحمه الله بعد كتاب
ولأذهب لأستكمل الرحلة الثالثة مع
الحمد لله أنهيت الكتاب في ثالث محاولة لقراءته في العقد الأخير، وما فشلت السابقتان لعلة في الكتاب ولا قصور فيه، ولكن لحرماني، فالحمد لله أولا وآخرا.
هذا الكتاب لا أبالغ إن قلت أنه من أفضل الكتب التي قراتها في حياتي على الإطلاق، ولا عجب، فموضوعه هو النبأ العظيم.
أبدع الشيخ محمد عبد الله دراز رحمه لله وأجزل عنه المثوبة في الحديث عن كتاب الله تعالى، بادئا بإثبات أنه كلام رب البشر، فما هو بكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا تعلمه من أحد إلا من الله عز وجل بواسطة جبريل عليه السلام.
ثم بيان الكيفية والملابسات،
ثم انتقل إلى الجزء الأعظم من الكتاب وهو البحث في جوهر القرآن عن حقيقة القرآن.
وهنا أبدع وأمتع في تحليل القرآن كما أبدع في بيان مصدره.
ولا أقول إلا أن نظرته وتحليله لسورة البقرة غيرت نظرتي لهذه السورة تماما.
“تل� هي سورة البقرة.. أرأيت وحدتها في كثرتها؟ أعرفت اتجاه خطوطها في لوحتها؟ أرأيت كيف التحمت لبناتها من غير ملاط يمسكها، وارتفعت سماؤها بغير عمد تسندها؟ أرأيت كيف انتظم من رأسها وصدرها وأحشائها وأطرافها، لا أقول أحسن دمية، بل أجمل صورة حية. كل ذرة في خليتها، وكل خلية في عضوها، وكل عضو في جهازه، وكل جهاز في جسمه، ينادي بأنه قد أخذ مكانه المقسوم، وفقًا لخط جامع مرسوم، رسمه مربي النفوس ومزكيها، ومنور العقول وهاديها، ومرشد الأرواح وحاديها.. فتالله لو أن هذه السورة رتبت بعد تمام نزولها، لكان جمع أشتاتها على هذه الصورة معجزة، فكيف وكل نجم منها -كسائر النجوم في سائر السور- كان يوضع في رتبته من فور نزوله، وكان يحفظ لغيره مكانه انتظارًا لحلوله؛ وهكذا كان ما لم ينزل منها معروف الرتبة محدد الموقع قبل أن ينزل؟ ثم كيف وقد اختصت من بين السور المنجمة بأنها حددت مواقع نجومها لا قبل نزولها بعام أو بعض عام، بل بتسعة أعوام؟
لعمري لئن كانت للقرآن في بلاغة تعبيره معجزات، وفي أساليب تربيته معجزات، وفي نبوءاته الصادقة معجزات، وفي تشريعاته الخالدة معجزات، وفي كل ما استخدمه من حقائق العلوم النفسية والكونية "معجزات" ومعجزات، لعمري إنه في ترتيب آية على هذا الوجه لهو معجزة المعجزات!�
مهما تكلمت لن أستطيع أن أوفي الكتاب حقه، ولكن يكفي أن أقول أن الكتاب إذا قرأته منجما وجدت نفسك في كل مرة تحتاج أن تعود من البداية لتتأمل وتتفكر في سر هذا التحليل الجميل والتسلسل البديع في الاستدلال والبيان.
وإذا قرأته مرة واحدة وجدت نفسك مقصرا في تأمله والتفكر فيه وأنك ولابد قد فوت من المعاني المتراكمة في طيات الكتاب الكثير.
فالكتاب يحتاج لقراءتت أخرى ولا بد.
“وبع� فما بنا -علم الله- حب الخلاف ولا شهو� الإغراب� ولكنها أمانة العلم والنصيحة لكتاب الله تعالى حملتنا على أن نقول فيه أحسن ما نعلم، ثم شجعتنا على أن نسجل بالقلم هذا الذي قلناه بالفم، لنعرضه في الطرس على أنظار القارئين، كما عرضناه في الدرس على أسماع الطالبين لعل هؤلاء واجدون فيه من مواضع النقد والتمحيص ما لم يجده أولئك. وهذا الباب من أبواب البحث والاستنباط الذي لا يمس أصلًا من أصول الدين ولا يحل حرامًا أو يحرم حلالًا لن يزال مفتوحًا لكل مسلم أعطاه الله فهمًا في كتابه، على شريطة القصد والأناة في سير العقل، ومع الاستضاءة في هذا السير بمصباحين من اللغة والشرع، على الحد الذي وصفنا، والمنهج الذي رسمنا. وبالله التوفيق.�
كانت هذه قراءة رمضانية متأخرة في رحلة ثانية مع الدكتور محمد عبد الله دراز رحمه الله بعد كتاب
ولأذهب لأستكمل الرحلة الثالثة مع
April 13, 2023
النبأُ العظيم | نظرات جديدة في القُرآن الكريم | د. مُحمَّد عبدالله درَاز.
هذا الكِتاب علامةٌ فارقة في حياتي، ولا أُبالغ بقولي أنني لم أعد كِنان الذي كُنتهُ قبل قراءتهِ!
صدقَ القائلُ أنهُ لا يحتاجُ إلى تعريف، إذ كيف تُعرِّف إشراقة النور التي تجتاحُ كُل ذرةٍ في كيانك؟
فبقراءةِ هذا الكِتاب لمرَّة واحدة سيصبحُ وقع كلام الله تعالى على سمعكَ وقلبك لهُ آثرٌ عجيب! وسطوةٌ فريدة ما كُنت تدري قبل مُطالعتهِ ما الكِتاب وما الإيمان!
فيهِ من البلاغةِ ما يُطربك وتهشُّ لهُ ذائقتك ويلتذُّ به قلبك وتأنسُ إليه روحك، وفيهِ من قوة الحجة ما تخضعُ لهُ رقبتك، وتثبت بهِ فؤادك، فلا تنقضي صفحاتهُ إلّّا وقد تاقت نفسُك لإعادتهِ محاولًا أن تسكبَ معانيهِ في جوفك، وتحفظَ مبانيهِ بعقلك، لتُدركَ مرارةَ نقصكَ بمعرفةِ كتابِ الله سُبحانهُ!
وتطؤكَ حوافرُ الحسرةِ والندامة على ما فرّطت في جنبِ كلامِ الله سُبحانهُ.
والكِتاب كما ذكرَ مؤلفهُ رحماتُ الله عليه تترى: حديثٌ يبدأ من نُقطة البدأ، لا يتطلبُ من قارئهِ انضواء تحت راية معينة، ولا اعتناقاً لمذهبٍ مُعين، ولا يفترضُ فيه تخصصاً في ثقافة معيّنة، ولا حصولًا على مؤهلٍ معيند بل إنه يناشده أن يعود بنفسهِ صحيفة بيضاء، إلا من فطرةٍ سليمة وحاسةٍ مُرهفة، ورغبةٍ صادقة في الوصول إلى الحق في شأنِ هذا القُرآن، وإنهُ إذا لواصل إن شاء الله.
وتعظمُ ضرورة قراءة هذا الكِتاب أننا في أعظمِ أيام السنة، الشهر الذي أُنزلَ فيه القرآن هُدى للنَّاس.
وإني أنصحكَ أن لا ينقضي هذا الشهر إلا وأنت قارئ لهذا الكِتاب وإني لكَ ناصحٌ آمين، فإنهُ الله قد غسل الظُلمة عن قلبي.
_ أذكرُ أنني سمعتُ عن الكِتاب قبلَ ثلاثةِ أعوام من خلالِ مُحاضرة مدخل إلى علوم القُرآن للشيخ أحمد السيد جزاهُ الله عني خيرًا، ثُم بدأ يترددُ اسم الكِتاب كثيرًا في بطونِ الكُتب وفي أصداء المُحاضرات العلمية المُتعلقة بالقُرآن الكريم، وكتبَ الله لي قراءتهُ مع البناء الفكري وهو مُقرر شهرُ رمضان.
_ تتميزُ هذهِ النُسخة بتقديم الشيخ عمرو الشرقاوي حفظهُ الله وقد خدم الكِتاب خدمة عظيمة واعتنى بهِ بمُنتهى الإخلاص، فقد قدم عرضًا لمقاصد الكِتاب وقام بتدعيم الحُجج التي ذكرها الدكتور وفسَّر بعضها وصدَّر بيان إجماع الفرق الإسلامية على نفي التحريف عن القُرآن وأبان عن مُبررات الإيمان بسلامةِ النص القرآني، مع ذكرهِ لنماذج عناية الأمة بالقُرآن.
تمَّ بحمدِ الله.
هذا الكِتاب علامةٌ فارقة في حياتي، ولا أُبالغ بقولي أنني لم أعد كِنان الذي كُنتهُ قبل قراءتهِ!
صدقَ القائلُ أنهُ لا يحتاجُ إلى تعريف، إذ كيف تُعرِّف إشراقة النور التي تجتاحُ كُل ذرةٍ في كيانك؟
فبقراءةِ هذا الكِتاب لمرَّة واحدة سيصبحُ وقع كلام الله تعالى على سمعكَ وقلبك لهُ آثرٌ عجيب! وسطوةٌ فريدة ما كُنت تدري قبل مُطالعتهِ ما الكِتاب وما الإيمان!
فيهِ من البلاغةِ ما يُطربك وتهشُّ لهُ ذائقتك ويلتذُّ به قلبك وتأنسُ إليه روحك، وفيهِ من قوة الحجة ما تخضعُ لهُ رقبتك، وتثبت بهِ فؤادك، فلا تنقضي صفحاتهُ إلّّا وقد تاقت نفسُك لإعادتهِ محاولًا أن تسكبَ معانيهِ في جوفك، وتحفظَ مبانيهِ بعقلك، لتُدركَ مرارةَ نقصكَ بمعرفةِ كتابِ الله سُبحانهُ!
وتطؤكَ حوافرُ الحسرةِ والندامة على ما فرّطت في جنبِ كلامِ الله سُبحانهُ.
والكِتاب كما ذكرَ مؤلفهُ رحماتُ الله عليه تترى: حديثٌ يبدأ من نُقطة البدأ، لا يتطلبُ من قارئهِ انضواء تحت راية معينة، ولا اعتناقاً لمذهبٍ مُعين، ولا يفترضُ فيه تخصصاً في ثقافة معيّنة، ولا حصولًا على مؤهلٍ معيند بل إنه يناشده أن يعود بنفسهِ صحيفة بيضاء، إلا من فطرةٍ سليمة وحاسةٍ مُرهفة، ورغبةٍ صادقة في الوصول إلى الحق في شأنِ هذا القُرآن، وإنهُ إذا لواصل إن شاء الله.
وتعظمُ ضرورة قراءة هذا الكِتاب أننا في أعظمِ أيام السنة، الشهر الذي أُنزلَ فيه القرآن هُدى للنَّاس.
وإني أنصحكَ أن لا ينقضي هذا الشهر إلا وأنت قارئ لهذا الكِتاب وإني لكَ ناصحٌ آمين، فإنهُ الله قد غسل الظُلمة عن قلبي.
_ أذكرُ أنني سمعتُ عن الكِتاب قبلَ ثلاثةِ أعوام من خلالِ مُحاضرة مدخل إلى علوم القُرآن للشيخ أحمد السيد جزاهُ الله عني خيرًا، ثُم بدأ يترددُ اسم الكِتاب كثيرًا في بطونِ الكُتب وفي أصداء المُحاضرات العلمية المُتعلقة بالقُرآن الكريم، وكتبَ الله لي قراءتهُ مع البناء الفكري وهو مُقرر شهرُ رمضان.
_ تتميزُ هذهِ النُسخة بتقديم الشيخ عمرو الشرقاوي حفظهُ الله وقد خدم الكِتاب خدمة عظيمة واعتنى بهِ بمُنتهى الإخلاص، فقد قدم عرضًا لمقاصد الكِتاب وقام بتدعيم الحُجج التي ذكرها الدكتور وفسَّر بعضها وصدَّر بيان إجماع الفرق الإسلامية على نفي التحريف عن القُرآن وأبان عن مُبررات الإيمان بسلامةِ النص القرآني، مع ذكرهِ لنماذج عناية الأمة بالقُرآن.
تمَّ بحمدِ الله.
April 1, 2019
كنت قد اطلعت على كتب تفاسير عدة قبل قرائتي لهذا الكتاب، ولكن بعد أن قرأته أشعر أنه لا يقارن بشيء من سابقيه، وأني لم أكن أعرف شيئا عن القرآن من قبل
لا أعتقد أنه بإمكاني قول شيء ما قد يفي هذا الكتاب حقه، إنه بالفعل أعظم ما كتب حول أدلة إعجاز القرآن الكريم، جزى الله كاتبه كل خير، وأسكنه فردوسه الأعلى
لم أر مثله في بلاغة الأسلوب، وحذاقة التشبيهات، والسهولة الممتنعة في العرض والتفصيل لجميع الشبهات صغيرها وكبيرها التي أثيرت حول القرآن منذ نزول الوحي على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم
كتاب يكتنز ويقرأ لمرات ومرات دون كلل أو ملل
لا أعتقد أنه بإمكاني قول شيء ما قد يفي هذا الكتاب حقه، إنه بالفعل أعظم ما كتب حول أدلة إعجاز القرآن الكريم، جزى الله كاتبه كل خير، وأسكنه فردوسه الأعلى
لم أر مثله في بلاغة الأسلوب، وحذاقة التشبيهات، والسهولة الممتنعة في العرض والتفصيل لجميع الشبهات صغيرها وكبيرها التي أثيرت حول القرآن منذ نزول الوحي على نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم
كتاب يكتنز ويقرأ لمرات ومرات دون كلل أو ملل
February 22, 2018
دراز اكتشافٌ مذهلٌ لي، أبدعَ في هذا الكتابِ فأيَّ بلاغة هنا!. فكرتُه رئيسة واحدة من أول الكتاب لآخره وهو إثباتُه للمشككين أن هذا الكتابَ هو من عندِ الله
December 28, 2020
قُل لَّئِنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِمِثۡلِ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٖ ظَهِيرٗا (88) وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٖ
فَأَبَىٰٓ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا كُفُورٗا (89
July 15, 2021
القرآن معجزة لغوية
المؤلف يكتب
من كان عنده شيء من الشك في هذه القضية فليأذن لنا أن نستوضحه
فيم الشك أذن؟
هل حدثته نفسه بأنه هو يستطيع أن يأتي بكلام في طبقة البلاغة القرآنية؟
أم هو قد عرف عن نفسه القصور عن تلك الرتبة ولكنه لم يعرف عن الناس ما عرفه عن نفسه؟
أم علم أن الناس جميعا قد سكتوا عن معارضة القرآن ولكنه لم يعلم أن سكوتهم عنه كان عجزا ولا أن عجزهم جاء من ناحية القرآن ذاته؟
أم علم أنهم عجزوا عنه وانه هو الذي أعجزهم ولكنه لم يعلم أن أسلوبه كان من أسباب عجزه؟
أم أنه يوقن بأن القرآن الكريم كان ومازال معجزة بيانه لسائر الناس ولكنه لا يوقن بأنه كان معجزا كذلك لمن جاء به؟
أم أنه يؤمن بهذا كله ولكنه لا يدري ما اسراره وما أسبابه؟
هذه وجوه سته لكل وجه منها علاج يخصه وسنعالجها على الترتيب
هكذا يطرق المؤلف كل باب للشك مع المتشكك فهو يأخذ بيد المتشكك الى كل طرق الشك والريبة حول القرآن ويبدد تلك الشكوك واحدا تلو الاخر وما فعله مع المعجزه اللغوية للقرآن فعله مع غيرها.
لابد أن نعي شيئا مهما هو أن العرب قبل الأسلام كانت صنعتهم اللغة يحبون الرجل المفوه الفصيح ويكون له بينهم مكانة وعزة حتى وإن لم يكن له مال وجاه ولكنه كما يقولون صاحب رأي وخطابة، وكان العرب إذا وفد بعضهم على بعض تناشدوا بالشعر والخطب البليغة ترحاب وإحتفالا باللقاء الجميل فكان رجل من القوم يقف ليقول كلمته أو قصيدته ولابد للقبيلة الآخرى أن تندب رجل ليرد عليه مثل مقاله بل أكثر من ذلك أنهم كانوا يتنافسون في بلاغة القول وطلاقة اللسان في اسواقهم فكانت كالمسابقات الأدبية فتجد الرجال والنساء يلقون قصائد معدة سابقا ثم يرتفع المستوى حيث يقف الرجل يرتجل الشعر في وقته وكذلك يتنافسون في البلاغة والبيان فجاءهم القرآن فأعجزهم فهم أهل اللغة ولكنهم لم يستطيعوا أن يتحدوه وجاءهم على لسان رجل منهم عاش بينهم أمدا طويلا وكانوا يمحونه بحسن الخلق والأمانة ولكنهم لم يعلمو عنه هذا المستوى من البلاغة من قبل فإن كان النبي قد أوتي مجامع الكلم فنظرة بسيطة على كلامه تجد الفرق واضح وضوح الشمس في يوم مشرق فبلاغة القرآن من نوع خاص لا يرقى إليها أحدا من البشر.
المؤلف رحمه الله يمشي مع المؤمنين والمتشكيين على حد سواء ويطرق بهم كل أبواب الشك
فمثلا الشكوك حول مصدر القرآن من أن يكون مصدره بشري وإن كان قد جاء به النبي أو كان قد علمه أحدا من البشر ويحصر الكاتب كل أنواع الشكوك على اختلافها ثم يسير بك الى طريق الحق عن طريق العقل والمنطق فهذا الرجل يغوص بك في عرض المحيط ويعلم أنه ناج بك ومرجعك الى بر الأمان مجددا.
ثم يبين الكاتب رحمه الله بيان اعجاز القرآن في وقعه على الأذن وبيان كيف أن القرآن نزل على فترات طويلة وترى كل سورة وحدة واحدة كالسبية التي لا تشوبها شأبة ويأخذ مثالا على ذلك لا في صورة قصير بل في أطول سور القرآن سورة البقرة فالمؤلف رجل جسور لا يخشى شيء فهو من الراسخون في العلم إن شاء الله، يبين المؤلف وحدة البنيان في سورة البقرة ويبين ترابط اياتها ومقاصدها وربط أولها بسوطها بأخرها فيبين لك أنها بنيان شامخ لا تستطع إلا أن تقف مشدوها أمام هذا البنيان الواحد المتكامل وتعلم أن سورة البقرة نزلت مقطعت على مدار تسع سنوات فأي أعجاز هذا.
عندما أقرأ كتب في محاورة الملحدين أو المتشككين ترى دائما صاحب الكتاب يضع الملحد في ركن في الحائط ويكيل له الضربات لإسكاته فهو يتخيل أن هذا الملحد لن يرد عليه بل يوهمنا بعض الكتاب أن حجج الملحدين واهية جدا جدا وبالطبع فإن اغلبها واهية ولكنك تجد بعض الكتاب يعامل الملحد كانه تلميذ ليس له عقل على خلاف ذلك فصاحب هذا الكتاب يأخذ بيد الملحد أو المتشكك في قلب متاهات الشك بل قلب الدوامات حتى تموج رأسه بشكوك لم تخطر على باله ثم يخرج بنا الكاتب من تلك المتاهات بالحجج العقلية ةالمنطقية التي لم أر مثل براعتها حتى الآن.
اللهم اهدنا سبيل الرشاد
المؤلف يكتب
من كان عنده شيء من الشك في هذه القضية فليأذن لنا أن نستوضحه
فيم الشك أذن؟
هل حدثته نفسه بأنه هو يستطيع أن يأتي بكلام في طبقة البلاغة القرآنية؟
أم هو قد عرف عن نفسه القصور عن تلك الرتبة ولكنه لم يعرف عن الناس ما عرفه عن نفسه؟
أم علم أن الناس جميعا قد سكتوا عن معارضة القرآن ولكنه لم يعلم أن سكوتهم عنه كان عجزا ولا أن عجزهم جاء من ناحية القرآن ذاته؟
أم علم أنهم عجزوا عنه وانه هو الذي أعجزهم ولكنه لم يعلم أن أسلوبه كان من أسباب عجزه؟
أم أنه يوقن بأن القرآن الكريم كان ومازال معجزة بيانه لسائر الناس ولكنه لا يوقن بأنه كان معجزا كذلك لمن جاء به؟
أم أنه يؤمن بهذا كله ولكنه لا يدري ما اسراره وما أسبابه؟
هذه وجوه سته لكل وجه منها علاج يخصه وسنعالجها على الترتيب
هكذا يطرق المؤلف كل باب للشك مع المتشكك فهو يأخذ بيد المتشكك الى كل طرق الشك والريبة حول القرآن ويبدد تلك الشكوك واحدا تلو الاخر وما فعله مع المعجزه اللغوية للقرآن فعله مع غيرها.
لابد أن نعي شيئا مهما هو أن العرب قبل الأسلام كانت صنعتهم اللغة يحبون الرجل المفوه الفصيح ويكون له بينهم مكانة وعزة حتى وإن لم يكن له مال وجاه ولكنه كما يقولون صاحب رأي وخطابة، وكان العرب إذا وفد بعضهم على بعض تناشدوا بالشعر والخطب البليغة ترحاب وإحتفالا باللقاء الجميل فكان رجل من القوم يقف ليقول كلمته أو قصيدته ولابد للقبيلة الآخرى أن تندب رجل ليرد عليه مثل مقاله بل أكثر من ذلك أنهم كانوا يتنافسون في بلاغة القول وطلاقة اللسان في اسواقهم فكانت كالمسابقات الأدبية فتجد الرجال والنساء يلقون قصائد معدة سابقا ثم يرتفع المستوى حيث يقف الرجل يرتجل الشعر في وقته وكذلك يتنافسون في البلاغة والبيان فجاءهم القرآن فأعجزهم فهم أهل اللغة ولكنهم لم يستطيعوا أن يتحدوه وجاءهم على لسان رجل منهم عاش بينهم أمدا طويلا وكانوا يمحونه بحسن الخلق والأمانة ولكنهم لم يعلمو عنه هذا المستوى من البلاغة من قبل فإن كان النبي قد أوتي مجامع الكلم فنظرة بسيطة على كلامه تجد الفرق واضح وضوح الشمس في يوم مشرق فبلاغة القرآن من نوع خاص لا يرقى إليها أحدا من البشر.
المؤلف رحمه الله يمشي مع المؤمنين والمتشكيين على حد سواء ويطرق بهم كل أبواب الشك
فمثلا الشكوك حول مصدر القرآن من أن يكون مصدره بشري وإن كان قد جاء به النبي أو كان قد علمه أحدا من البشر ويحصر الكاتب كل أنواع الشكوك على اختلافها ثم يسير بك الى طريق الحق عن طريق العقل والمنطق فهذا الرجل يغوص بك في عرض المحيط ويعلم أنه ناج بك ومرجعك الى بر الأمان مجددا.
ثم يبين الكاتب رحمه الله بيان اعجاز القرآن في وقعه على الأذن وبيان كيف أن القرآن نزل على فترات طويلة وترى كل سورة وحدة واحدة كالسبية التي لا تشوبها شأبة ويأخذ مثالا على ذلك لا في صورة قصير بل في أطول سور القرآن سورة البقرة فالمؤلف رجل جسور لا يخشى شيء فهو من الراسخون في العلم إن شاء الله، يبين المؤلف وحدة البنيان في سورة البقرة ويبين ترابط اياتها ومقاصدها وربط أولها بسوطها بأخرها فيبين لك أنها بنيان شامخ لا تستطع إلا أن تقف مشدوها أمام هذا البنيان الواحد المتكامل وتعلم أن سورة البقرة نزلت مقطعت على مدار تسع سنوات فأي أعجاز هذا.
عندما أقرأ كتب في محاورة الملحدين أو المتشككين ترى دائما صاحب الكتاب يضع الملحد في ركن في الحائط ويكيل له الضربات لإسكاته فهو يتخيل أن هذا الملحد لن يرد عليه بل يوهمنا بعض الكتاب أن حجج الملحدين واهية جدا جدا وبالطبع فإن اغلبها واهية ولكنك تجد بعض الكتاب يعامل الملحد كانه تلميذ ليس له عقل على خلاف ذلك فصاحب هذا الكتاب يأخذ بيد الملحد أو المتشكك في قلب متاهات الشك بل قلب الدوامات حتى تموج رأسه بشكوك لم تخطر على باله ثم يخرج بنا الكاتب من تلك المتاهات بالحجج العقلية ةالمنطقية التي لم أر مثل براعتها حتى الآن.
اللهم اهدنا سبيل الرشاد
April 15, 2021
كتاب عظيم، شعرت بنقلة إيمانية لمستها في نفسي بعد قراءته.
March 28, 2019
بسم الله،
على عجالة، كتاب عظيم جدا، وينبغي لأي إنسان أن يقرأه، فهو يدل دلالة قاطعة على إعجاز كلام الله سبحانه وتعالى الذي أحاط بكل شيء علما.
لكن يحتاج تركيز وتأني وتأمل وصبر، فلو تأملته لتبين لك أن القرآن محال أن يؤلفه بشر، وأنه كلام الله حقا وصدقا، (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)!
فعلا لا تجد أمامك إلا التسليم التام واليقين أن هذا تنزيل من رب العالمين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد.
تكلم عن سر اختصاص القرآن بالخلود وعدم التحريف، وتكلم عن مصدر القرآن ودلائل ذلك مع أمثلة رائعة منها:
- عدم نزول القرآن وتأخره في أحيان كثيرة مع شدة الاحتياج إليه، مثلما حصل في حادثة الإفك.
- مخالفة القرآن لشخصية أو طابع رسول الله - صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
- مخالفة هذا القرآن في أنماطه كل ما سبق من أنواع الكلام من شعر أو نثر أو نحو ذلك، بتفرد عجيب.
- عظم الدعوى والثقة في نشرها بدون تردد تدل على تأييد إلهي منقطع النظير.
- اعتراض القرآن وإنكاره على النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من المواقف بحيث يحال أن يكون المرء يؤلف كلاما ينكر فيه على نفسخ بهذه الطريقة.
- توقف النبي صلى الله عليه وسلم عن تفسيره حتى نزول الوحي مرة أخرى.
وغير ذلك الكثير ..
ولكن أكثر ما لفت انتباهي وأعجبني جدا جدا كلامه عن نزول القرآن مفرقا منجما وأن هذا فيه من الحكم والإحكام ما يعجز عنه الإنس والجن مجتمعين، وأن الآيات كانت تزل بحسب الحوادث المتتالية في 23 سنة ثم النتيجة النهائية كانت بناءً متناسق ليس له مثيل ووضح ذلك وبينه بيانا شافيا، فقلب عليهم شبهتهم وجعلها من الأدلة القطعية على كون هذا القرآن محكم ومن أحكم آياته هو علام الغيوب!
وفي الربع الأخير من الكتاب حلل سورة البقرة تحليلا موضوعيا مبدعا كمثال لما سبق من وجوه الإعجاز.
يستحق القراءة مرة أخرى :)
فرحم الله الشيخ ورضي عنه وجزاه الله عنا خيرا.
والحمد لله رب العالمين.
على عجالة، كتاب عظيم جدا، وينبغي لأي إنسان أن يقرأه، فهو يدل دلالة قاطعة على إعجاز كلام الله سبحانه وتعالى الذي أحاط بكل شيء علما.
لكن يحتاج تركيز وتأني وتأمل وصبر، فلو تأملته لتبين لك أن القرآن محال أن يؤلفه بشر، وأنه كلام الله حقا وصدقا، (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)!
فعلا لا تجد أمامك إلا التسليم التام واليقين أن هذا تنزيل من رب العالمين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد.
تكلم عن سر اختصاص القرآن بالخلود وعدم التحريف، وتكلم عن مصدر القرآن ودلائل ذلك مع أمثلة رائعة منها:
- عدم نزول القرآن وتأخره في أحيان كثيرة مع شدة الاحتياج إليه، مثلما حصل في حادثة الإفك.
- مخالفة القرآن لشخصية أو طابع رسول الله - صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
- مخالفة هذا القرآن في أنماطه كل ما سبق من أنواع الكلام من شعر أو نثر أو نحو ذلك، بتفرد عجيب.
- عظم الدعوى والثقة في نشرها بدون تردد تدل على تأييد إلهي منقطع النظير.
- اعتراض القرآن وإنكاره على النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من المواقف بحيث يحال أن يكون المرء يؤلف كلاما ينكر فيه على نفسخ بهذه الطريقة.
- توقف النبي صلى الله عليه وسلم عن تفسيره حتى نزول الوحي مرة أخرى.
وغير ذلك الكثير ..
ولكن أكثر ما لفت انتباهي وأعجبني جدا جدا كلامه عن نزول القرآن مفرقا منجما وأن هذا فيه من الحكم والإحكام ما يعجز عنه الإنس والجن مجتمعين، وأن الآيات كانت تزل بحسب الحوادث المتتالية في 23 سنة ثم النتيجة النهائية كانت بناءً متناسق ليس له مثيل ووضح ذلك وبينه بيانا شافيا، فقلب عليهم شبهتهم وجعلها من الأدلة القطعية على كون هذا القرآن محكم ومن أحكم آياته هو علام الغيوب!
وفي الربع الأخير من الكتاب حلل سورة البقرة تحليلا موضوعيا مبدعا كمثال لما سبق من وجوه الإعجاز.
يستحق القراءة مرة أخرى :)
فرحم الله الشيخ ورضي عنه وجزاه الله عنا خيرا.
والحمد لله رب العالمين.
December 18, 2016
أما الله رب العالمين فهو الذي لا يشغله شأن عن شأن. وهو القادر على أن يخاطب العقل والقلب معًا ﴿الرَّحْمَن� ` عَلَّمَ الْقُرْآنَ ` خَلَقَ الإِنْسَانَ ` عَلَّمَهُ البَيَانَ� وأن يمزج الحق والجمال معًا يلتقيان، وأن يخرج من بينهما شرابًا خالصًا سائغًا للشاربين، وهذا ما تجده في كتابه الكريم حيثما توجهت.
July 13, 2019
سأعيد قرائته مرة أخري حتي أستطيع أن أوفيهُ حقه لأني قرأته علي فترة طويلة للغاية وكانت قراءتي متقطعة...
April 28, 2023
قراءة ثانية بعد سنتين.. ولا زلت أشعر بالعجز عن استيعاب كل موضوعه، اللهم فهمنا وافتح علينا
___________
لقد كنت غافلة عن هذا الكنز --
تحديث: محاولة مراجعة
_____
عن هذا الكتاب الاستثنائيّ ..
يبدأ الدكتور محمد عبد الله دراز كتابه بتبرير عجز كل محاولة لوضع تعريف منطقيّ للقرآن الكريم، «لأنّ أجزاء التعاريف المنطقية كليات، والكلي لا يطابق الجزئي مفهومًا» في إشارة إلى اختصاصه عمّا عداه من الكتب، بصفةٍ عامّة، والكتب السّماوية المنزلة من قبل بصفة أخصّ.. وإن كان لابدّ من تعريف تحديديّ فهو إشارتك إليه مكتوبا في الصحف وقولك: هو ما بين الدفتين..
كلامٌ دقيق للغاية، في مقابل ما ألفنا من سهولة وضع تعريف لكلّ شيء، وأيّ شيء !
ومع ذلك، فمن أجل تمييز القرآن الكريم عن النّصوص الدينية الأخرى.. لابدّ من تقييد يقرب المعنى فنقول:
"القرآن هو كلام الله تعالى، المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، المتعبّد بتلاوته"
فإضافة الكلام إلى الله يخرجه من شبهة أن يكون مضافًا لغيره من الملائكة أو الجنّ.. وكونه منزّلا، يصرفه عن كلمات الله التي استأثر بها في علم الغيب عنده، وتنزيله على محمّد صلى الله عليه وسلم يميّزه عن باقي الكتب السماوية المنزلة من قبله على رسلٍ أوائل، وأخيرًا فهو متعبّدٌ بتلاوته، دون باقي النّصوص من السنّة القولية لرسول الله صلى الله عليه وسلم والأحاديث القدسية التي يرويها عن ربه جلّ وعلى.
وفي الجزء الثّاني من الكتاب، وهو أطول البحثين، يسعى الكاتب لبيان مصدر القرآن الكريم، وإثبات أنه من عند الله بلفظه ومعناه عبر مراحل أربعة فصّل في كلّ منها الشّبهات التي يمكن أن تثار عن صحّة وظروف تنزيله وتلقيه..
ففي المرحلة الأولى، يسوق الكاتب أمثلة وشواهد تاريخية من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتاريخه مع قومه قبل بداية الدعوة وبعدها تثبت أنه لا يمكن له بمقتضى سيرته العلمية أن يأتي بمثل تلك المعاني القرآنية العظيمة، وقد كان يعمل راعيًا ثمّ تاجرًا في مجتمع تندر فيه حلقات العلم والعلماء، ويشار لمن يحسن الكتابة منهم بالبنان.. وبينما كانت أخبار الأمم والأقوام البائدة من قبلهم الواردة في سطور القرآن قد نُقلت وتوارثتها الأجيال، فلا عجب أن يجهلها أحد ولو كان أميّا، فإنّ بعض الفوائد النفيسة في بطون الآيات والسور القرآنية لم تكن تُتداول إلا بحرصٍ شديد من المتّقين من أهل الكتاب، الذين لم يغيّروا ولم يحرّفوا، وهم على ما كانوا عليه من البعد المكانيّ عن أهل مكّة، ومن التّرفع عليهم بما أوتوا من العلم.
وفي المرحلة الثانية، انطلق الدكتور محمد دراز في الدفاع عن الحجة القائلة أنه "لا يمكن لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يكون قد أخذ القرآن عن معلّم بشريّ"، فلم يكن له معلم من قومه لأنه كان أميا، ولم يجلس إلى عالم من العلماء يأخذ من علمه ما قبل النبوة، وما كان من شأن لقائه بالرّاهب بحيرى وورقة بن نوفل فقد كان أبعد عن السّر المخفيّ عن قومه، ولو كان ذلك لاتخذت قريش مثل هاتين الحادثتين سلاحًا تواجهه بهما حين أعلن عن دعوة الإسلام، إضافة إلى تمسّك أهل الكتاب بعلومهم وضنّهم بها على غيرهم ممن سمّوهم بالأميين.. وأما تلك الدعوى الهزيلة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ علمه عن حدّاد روميّ أعجميّ اللسان لم يكن متفرّغا إلّا إلى مطرقته وسندانه ولم يكن له نصيب من دراسة العلم ومذاكرته فضلا عن أن يحوز لقب الأستاذية الذي نُسب إليه -سُخفًا وعدوانًا- بعد ثلاثة عشر قرنًا..
وها هي المرحلة الثّالثة، حيث غاص المؤلّف عميقًا في ظروف نزول الوحي وملابسات تلقّي رسول الله صلى الله عليه وسلم له، وأن ما بلغنا من التفاصيل التي كانت تطرأ على وجهه وجسده، بقوّتها وقهرها وفجاءتها دليلٌ على أنّه لم يكن له يدٌ فيها يتصنّعها متى شاء، ولا أنّها من العوارض الطبيعيّة كالصرع والغيبوبة التي «تصفرّ فيها الوجوه، وتبرد الأطراف، وتصطكّ الأسنان، وتتكشّف العورات، ويحتجب نور العقل...» فمن ذلك كلّه، يصل محمّد درّاز أن هذه القوة لا تكون إلّا من مصدرٍ نورانيّ لملكٍ كريم. ولا ينبغي لأيّ أحد أن يشكك في قدرة الإنسان على الاتصال بقوة غير مرئيّة أعلى أو أدنى منها، وقد شهدنا تجارب التنويم المغناطيسي، ووسائل الاتصال بما يلغي المسافات ويقرّب الصّور والأصوات.
ثمّ في هذه المرحلة الرّابعة، وهي أشبه بتقديم لأهمّ محاور الكتاب، فقد وصل الدّكتور محمد دراز إلى البحث في جوهر القرآن نفسه، بعد أن درس محطّات السّبيل التي جاء منها، وأنه «يأبى بطبيعته أن يكون من صنع البشر». وقد رسم خطّة للبحث عن ثلاثة أوجه من الإعجاز.. لكنه اكتفى فيما بقي من الكتاب بالإعجاز اللغوي وحده واستفاض فيه حتى غطّى أغلب جوانبه أو كاد.
ولتأكيد إعجاز القرآن اللغوي، أفرد الدكتور محمد دراز ما يقرب من ثلثي الكتاب للتفصيل في موضوعات الإعجاز والشبه التي أثيرت وقد تثار حوله، فإن كان غرٌ ناشئ قد توهّم في نفسه أو في غيره من فحول الأدب واللغة القدرة على محاكاة القرآن، فليأت بخير ما عنده بعد أن يتروّ فيه ويتقن بقدر ما تطيقه ملكته اللغوية، وإلا فليتعبر ممن سبقه ممن أخذه جهله إلى هذا الميدان حيث حكم على نفسه بالخذلان قبل بدئه. وأما إن قيل إن عدم معارضة العرب لأسلوب هذا الذكر الحكيم كان لانصراف همّهم عنه فإنّ أخبار التاريخ تكذّب ذلك حين تروي لنا عن انشغال العرب بدعوة محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن الذي أوحي إليه ما يثبت لنا أنهم كانوا مهمومين بذلك وأن محاولاتهم لم تخرج للعلن لأنها كانت -بتقييمهم هم- أدنى من أن تضارع بلاغة القرآن وإعجازه.
فإن تجاوز المشتبه موضوع اللغة وإعجازه وزعم أن القرآن أبهر العرب لغير بلاغته، فما تخرج مفرداته وألفاظه عمّا يستعملونه في كلامهم، فقد وصل بشبهته هذه بيت القصيد.. فمن حيث لا يدري أقرّ أن عظمة القرآن هي في استعماله وحداتٍ بنائية من حروف وألفاظ لا تبتعد كثيرًا عما يجري على الألسنة والأقلام ثم تشييده لصرحٍ لغويّ شامخ روحًا ووحيًا من عند الله؛ وحتى إن عقّب أحدهم على هذا الرّد بقوله أن اختصاص كل ذي قلم بأسلوب صورةً عن نفسه يزيد من الاشتباه، فلا يكون الرّد حينها إلا بالتأكيد أن ما يُطلب حين يتحدّى أحدنا من يعارض القرآن أو يكذّب به ليس أن يأتي بمثل القرآن مثلا متطابقا، فهذا من التعجيز الذي لا مرية فيه، وإنما يطلب هو كلامٌ يكون قريبا منه بمقياس الفضيلة البيانية أيا كان نمطه ومزاجه، مراعاةً لاختلاف أمزجة المتنافسين وصورهم.. تماما كما يُراعى اختلاف مسارات المتسابقين في حلبة سباقٍ وتتّحد غايتهم ونقطة وصولهم.
ومن جلال القرآن، أنه موجزٌ إيجازًا «يؤدي المعنى بأكمله، بـأصله وحليته على حسب ما يدعو إليه المقام من إجمال أو تفصيل، بغير إجحاف ولا إسراف» وهو تعريف أصيلٌ اقترحه الدكتور ليجعل من القرآن وسيلة لتقييد الإيجاز وقياس غيره عليه دون العكس.
وكانت نهاية هذه الدّراسة الماتعة، تطبيقٌ لـ "نظام عقد المعاني إجمالا وتفصيلًا" في أطول سورة في القرآن: سورة البقرة، ودون أن يغوص عميقًا بحيث يتشتت من يقرأ ومن يحاول أن ينظم صورة كبرى، اعتمادا على خارطة سير من مقدمة وخاتمة وأربع مقاصد تضمّنتها هذه السّورة.. وإن كان هذا الفصل من أمتع ما قرأت، فمن الواضح أنه يلزمه مراجعة مستقلة لحاله.
الحمدُ لله الذي وفّقني لقراءة هذا الكنز..
___________
لقد كنت غافلة عن هذا الكنز --
تحديث: محاولة مراجعة
_____
عن هذا الكتاب الاستثنائيّ ..
يبدأ الدكتور محمد عبد الله دراز كتابه بتبرير عجز كل محاولة لوضع تعريف منطقيّ للقرآن الكريم، «لأنّ أجزاء التعاريف المنطقية كليات، والكلي لا يطابق الجزئي مفهومًا» في إشارة إلى اختصاصه عمّا عداه من الكتب، بصفةٍ عامّة، والكتب السّماوية المنزلة من قبل بصفة أخصّ.. وإن كان لابدّ من تعريف تحديديّ فهو إشارتك إليه مكتوبا في الصحف وقولك: هو ما بين الدفتين..
كلامٌ دقيق للغاية، في مقابل ما ألفنا من سهولة وضع تعريف لكلّ شيء، وأيّ شيء !
ومع ذلك، فمن أجل تمييز القرآن الكريم عن النّصوص الدينية الأخرى.. لابدّ من تقييد يقرب المعنى فنقول:
"القرآن هو كلام الله تعالى، المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، المتعبّد بتلاوته"
فإضافة الكلام إلى الله يخرجه من شبهة أن يكون مضافًا لغيره من الملائكة أو الجنّ.. وكونه منزّلا، يصرفه عن كلمات الله التي استأثر بها في علم الغيب عنده، وتنزيله على محمّد صلى الله عليه وسلم يميّزه عن باقي الكتب السماوية المنزلة من قبله على رسلٍ أوائل، وأخيرًا فهو متعبّدٌ بتلاوته، دون باقي النّصوص من السنّة القولية لرسول الله صلى الله عليه وسلم والأحاديث القدسية التي يرويها عن ربه جلّ وعلى.
وفي الجزء الثّاني من الكتاب، وهو أطول البحثين، يسعى الكاتب لبيان مصدر القرآن الكريم، وإثبات أنه من عند الله بلفظه ومعناه عبر مراحل أربعة فصّل في كلّ منها الشّبهات التي يمكن أن تثار عن صحّة وظروف تنزيله وتلقيه..
ففي المرحلة الأولى، يسوق الكاتب أمثلة وشواهد تاريخية من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتاريخه مع قومه قبل بداية الدعوة وبعدها تثبت أنه لا يمكن له بمقتضى سيرته العلمية أن يأتي بمثل تلك المعاني القرآنية العظيمة، وقد كان يعمل راعيًا ثمّ تاجرًا في مجتمع تندر فيه حلقات العلم والعلماء، ويشار لمن يحسن الكتابة منهم بالبنان.. وبينما كانت أخبار الأمم والأقوام البائدة من قبلهم الواردة في سطور القرآن قد نُقلت وتوارثتها الأجيال، فلا عجب أن يجهلها أحد ولو كان أميّا، فإنّ بعض الفوائد النفيسة في بطون الآيات والسور القرآنية لم تكن تُتداول إلا بحرصٍ شديد من المتّقين من أهل الكتاب، الذين لم يغيّروا ولم يحرّفوا، وهم على ما كانوا عليه من البعد المكانيّ عن أهل مكّة، ومن التّرفع عليهم بما أوتوا من العلم.
وفي المرحلة الثانية، انطلق الدكتور محمد دراز في الدفاع عن الحجة القائلة أنه "لا يمكن لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يكون قد أخذ القرآن عن معلّم بشريّ"، فلم يكن له معلم من قومه لأنه كان أميا، ولم يجلس إلى عالم من العلماء يأخذ من علمه ما قبل النبوة، وما كان من شأن لقائه بالرّاهب بحيرى وورقة بن نوفل فقد كان أبعد عن السّر المخفيّ عن قومه، ولو كان ذلك لاتخذت قريش مثل هاتين الحادثتين سلاحًا تواجهه بهما حين أعلن عن دعوة الإسلام، إضافة إلى تمسّك أهل الكتاب بعلومهم وضنّهم بها على غيرهم ممن سمّوهم بالأميين.. وأما تلك الدعوى الهزيلة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخذ علمه عن حدّاد روميّ أعجميّ اللسان لم يكن متفرّغا إلّا إلى مطرقته وسندانه ولم يكن له نصيب من دراسة العلم ومذاكرته فضلا عن أن يحوز لقب الأستاذية الذي نُسب إليه -سُخفًا وعدوانًا- بعد ثلاثة عشر قرنًا..
وها هي المرحلة الثّالثة، حيث غاص المؤلّف عميقًا في ظروف نزول الوحي وملابسات تلقّي رسول الله صلى الله عليه وسلم له، وأن ما بلغنا من التفاصيل التي كانت تطرأ على وجهه وجسده، بقوّتها وقهرها وفجاءتها دليلٌ على أنّه لم يكن له يدٌ فيها يتصنّعها متى شاء، ولا أنّها من العوارض الطبيعيّة كالصرع والغيبوبة التي «تصفرّ فيها الوجوه، وتبرد الأطراف، وتصطكّ الأسنان، وتتكشّف العورات، ويحتجب نور العقل...» فمن ذلك كلّه، يصل محمّد درّاز أن هذه القوة لا تكون إلّا من مصدرٍ نورانيّ لملكٍ كريم. ولا ينبغي لأيّ أحد أن يشكك في قدرة الإنسان على الاتصال بقوة غير مرئيّة أعلى أو أدنى منها، وقد شهدنا تجارب التنويم المغناطيسي، ووسائل الاتصال بما يلغي المسافات ويقرّب الصّور والأصوات.
ثمّ في هذه المرحلة الرّابعة، وهي أشبه بتقديم لأهمّ محاور الكتاب، فقد وصل الدّكتور محمد دراز إلى البحث في جوهر القرآن نفسه، بعد أن درس محطّات السّبيل التي جاء منها، وأنه «يأبى بطبيعته أن يكون من صنع البشر». وقد رسم خطّة للبحث عن ثلاثة أوجه من الإعجاز.. لكنه اكتفى فيما بقي من الكتاب بالإعجاز اللغوي وحده واستفاض فيه حتى غطّى أغلب جوانبه أو كاد.
ولتأكيد إعجاز القرآن اللغوي، أفرد الدكتور محمد دراز ما يقرب من ثلثي الكتاب للتفصيل في موضوعات الإعجاز والشبه التي أثيرت وقد تثار حوله، فإن كان غرٌ ناشئ قد توهّم في نفسه أو في غيره من فحول الأدب واللغة القدرة على محاكاة القرآن، فليأت بخير ما عنده بعد أن يتروّ فيه ويتقن بقدر ما تطيقه ملكته اللغوية، وإلا فليتعبر ممن سبقه ممن أخذه جهله إلى هذا الميدان حيث حكم على نفسه بالخذلان قبل بدئه. وأما إن قيل إن عدم معارضة العرب لأسلوب هذا الذكر الحكيم كان لانصراف همّهم عنه فإنّ أخبار التاريخ تكذّب ذلك حين تروي لنا عن انشغال العرب بدعوة محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن الذي أوحي إليه ما يثبت لنا أنهم كانوا مهمومين بذلك وأن محاولاتهم لم تخرج للعلن لأنها كانت -بتقييمهم هم- أدنى من أن تضارع بلاغة القرآن وإعجازه.
فإن تجاوز المشتبه موضوع اللغة وإعجازه وزعم أن القرآن أبهر العرب لغير بلاغته، فما تخرج مفرداته وألفاظه عمّا يستعملونه في كلامهم، فقد وصل بشبهته هذه بيت القصيد.. فمن حيث لا يدري أقرّ أن عظمة القرآن هي في استعماله وحداتٍ بنائية من حروف وألفاظ لا تبتعد كثيرًا عما يجري على الألسنة والأقلام ثم تشييده لصرحٍ لغويّ شامخ روحًا ووحيًا من عند الله؛ وحتى إن عقّب أحدهم على هذا الرّد بقوله أن اختصاص كل ذي قلم بأسلوب صورةً عن نفسه يزيد من الاشتباه، فلا يكون الرّد حينها إلا بالتأكيد أن ما يُطلب حين يتحدّى أحدنا من يعارض القرآن أو يكذّب به ليس أن يأتي بمثل القرآن مثلا متطابقا، فهذا من التعجيز الذي لا مرية فيه، وإنما يطلب هو كلامٌ يكون قريبا منه بمقياس الفضيلة البيانية أيا كان نمطه ومزاجه، مراعاةً لاختلاف أمزجة المتنافسين وصورهم.. تماما كما يُراعى اختلاف مسارات المتسابقين في حلبة سباقٍ وتتّحد غايتهم ونقطة وصولهم.
ومن أجل ذلك كلّه، «لا عجب أن نجعل مردّ هذه الحيرة أخيرا إلى أنه ضربٌ من السحر، لأنه جمع بين طرفي الإطلاق والتقييد في حد وسط: فكان له من النثر جلاله وروعته، ومن الشعر جماله ومتعته»
ومن جلال القرآن، أنه موجزٌ إيجازًا «يؤدي المعنى بأكمله، بـأصله وحليته على حسب ما يدعو إليه المقام من إجمال أو تفصيل، بغير إجحاف ولا إسراف» وهو تعريف أصيلٌ اقترحه الدكتور ليجعل من القرآن وسيلة لتقييد الإيجاز وقياس غيره عليه دون العكس.
وكانت نهاية هذه الدّراسة الماتعة، تطبيقٌ لـ "نظام عقد المعاني إجمالا وتفصيلًا" في أطول سورة في القرآن: سورة البقرة، ودون أن يغوص عميقًا بحيث يتشتت من يقرأ ومن يحاول أن ينظم صورة كبرى، اعتمادا على خارطة سير من مقدمة وخاتمة وأربع مقاصد تضمّنتها هذه السّورة.. وإن كان هذا الفصل من أمتع ما قرأت، فمن الواضح أنه يلزمه مراجعة مستقلة لحاله.
الحمدُ لله الذي وفّقني لقراءة هذا الكنز..
August 7, 2020
الكتاب مهم جدا وعميق المعنى في الحديث عن موضوع إعجاز القرآن اللغوي والبلاغي والخطابي، وإثبات أنه لا يمكن أن يكون إلا وحيا من عند الله نزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
لغة الكتاب كانت لغة أدبية راقية، بالنسبة لي كانت ثقيلة نوعا ما وغير عصرية، لكن هذا لا ينقص شيئا من روعة هذا الكتاب وأهميته
اتضح لي بشكل قاطع بعد قراءة الكتاب أهمية اللغة العربية وعلومها في استيعاب موضوع إعجاز القرآن، خاصة أن نزوله كان في عصر فطاحلة اللغة الذين قالوا عن القرآن - بالرغم من بلاغتهم وجودة لغتهم - أنه ليس بكلام بشر، وليس بشعر، ووصفوه بالسحر
فإذا كان معظمنا في هذا العصر غير متذوق للغة العربية حتى يستشعر ويستوعب بلاغة القرآن ولغته السامية، فإنه يكفينا كدليل قوي على قوة حجته شهادة أهل الخبرة وقت نزوله في إث��ات دهشتهم من سحره وأسلوبه وعجزهم عن الإتيان بسورة من مثله
وقول الوليد بن المغيرة لمشركي قريش بعد سماعه القرآن هو أكبر شاهد على ذلك، حيث يقول: فوالله ما فيكم رجل أعلم مني بالشعر، لا برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجن. والله ما يشبه الذي يقوله شيء من هذا، ووالله إن لقوله لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمنير أعلاه، مشرق أسفله، وإنه ليعلو ولا يعلى، وإنه ليحطم ما تحته
الكتاب في جزئه الأول يتحدث عن القرآن ولغته وخطاباته المتنوعة، وإثبات أنه لا يمكن أن يكون قد قاله أو كتبه بشر، فضلا عن أن يكون هذا البشر هو النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من عند الله
فالقرآن تحدث عن بعض أخبار الماضي التفصيلية بحيث لا يتصور أن يكون النبي قد أتى بالكلام من عنده، خاصة وأنه كان أميا يعيش بين ظهراني قومه، لا صلة له بالعلم والعلماء بحيث يتصور أنه درس على يد أحدهم
(وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون)
(قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون)
(تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا)
وقد تحدث القرآن عن أخبار المستقبل بطريقة يقينية لا مجال فيها للشك، فمن أين لشخص بشري أن يتحدث عن الكثير من الأخبار المستقبلية بهذا الجزم القاطع؟ إذن لسوف يتبين كذبه ولو بعد حين، لذلك فهذا القرآن لا يمكن أن يكون إلا من عند العليم الحكيم
فمنذ زمن قريش إلى يومنا هذا لم يستطع أحد أن يكذب شيئا مما تنبأ به القرآن
(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)
ونحن نرى إلى اليوم القرآن محفوظا بنصه تلاوة وكتابة لم يتعرض لأي تحريف
(قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)
هذا وعلى زمن قريش كان العرب أقحاحا وكانت أمامهم الفرصة لقبول هذا التحدي فلم يستطيعوا رغم محاولاتهم المستمرة في الإتيان بأي طريقة للقضاء على الإسلام والرسول والقرآن
(فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا)
أسلوب نفي مؤبد بحيث لن يستطيع أحد أن يأتي بأي سورة من مثل القرآن في المستقبل، وأي محاولة لتقليد أسلوب القرآن البلاغي المعجز سيتضح فورا تهافتها وضعفها وركاكتها وأسلوبها الغير متناسق (مثل محاولة مسيلمة الكذاب وبعض المحاولات في العصور المتأخرة ممن يظن أنه يستطيع الإتيان بمثل القرآن وهو غير ضليع بداية بعلوم اللغة العربية من الأساس)
وهناك أمثلة كثيرة عن أخبار المستقبل التي جاءت في القرآن بطريقة يقينية لا مجال فيها للشك:
(غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين)
(لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون)
(سيهزم الجمع ويولون الدبر)
(وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض)
(وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون)
وغيرها الكثير من الأمثلة والمناسبات والسياقات التي لا مجال لذكرها هنا، وإنما يتم الرجوع إليها في الكتاب
وبعد كل هذا، يتبين أن هذا القرآن لا يمكن أن يكون إلا من عند الله العليم الحكيم، الذي عنده علم الماضي والحاضر والمستقبل
ولن يتبق بعد كل ما سبق إلا أسلوب الجحد والإنكار من غير دليل. ويتضح هذا الأمر من خلال تخبط قريش وغيرهم في القديم والحديث في اطلاق الاتهامات على النبي والقرآن بحيث يستبين للمطلع عليها أنهم لا يستطيعون أن يتمسكوا بتهمة واحدة ثابتة، بل هم يتنقلون من تهمة إلى تهمة وكأنهم تائهون
فتارة ينسبون القرآن إلى تعليم البشر للنبي، وتارة يزعمون أنه شعر أو جنون أو أضغاث أحلام أو غيرها
(ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر)
(بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر)
(وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا)
(كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم)
(فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون)
(انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا)
وأكبر دليل على هذا التخبط هو آيات سورة المدثر التي تتحدث عن أسلوب الوليد بن المغيرة الذي قال ما قاله بعد كل ما ذكره عن القرآن، قاله بعد جهد جهيد ناكرا لفطرته نزولا عند إرادة قومه: (كلا إنه كان لآياتنا عنيدا * سأرهقه صعودا * إنه فكر وقدر * فقتل كيف قدر * ثم قتل كيف قدر * ثم نظر * ثم عبس وبسر * ثم أدبر واستكبر * فقال إن هذا إلا سحر يؤثر * إن هذا إلا قول البشر)
أما الجزء الثاني من الكتاب، فهو التطبيق العملي لهذه المعجزة اللغوية، فقد انتقل الكاتب إلى الحديث عن الأساليب البلاغية في القرآن من حيث الإيجاز والبيان وغيرها، مع الوفاء بالمعنى بحيث لا يكون هناك إطناب ممل ولا إيجاز مخل، وتطبيق ذلك كمثال على سورة البقرة
في النهاية أحب أن أستشهد بمقولة تنسب لابن تيمية يقول فيها: ليست المعجزة هي الشرط الأوحد للنبوة، فمدعي النبوة إما أن يكون أصدق الصادقين أو أكذب الكاذبين، ولا يلبس هذا بهذا إلا على أجهل الجاهلين
لغة الكتاب كانت لغة أدبية راقية، بالنسبة لي كانت ثقيلة نوعا ما وغير عصرية، لكن هذا لا ينقص شيئا من روعة هذا الكتاب وأهميته
اتضح لي بشكل قاطع بعد قراءة الكتاب أهمية اللغة العربية وعلومها في استيعاب موضوع إعجاز القرآن، خاصة أن نزوله كان في عصر فطاحلة اللغة الذين قالوا عن القرآن - بالرغم من بلاغتهم وجودة لغتهم - أنه ليس بكلام بشر، وليس بشعر، ووصفوه بالسحر
فإذا كان معظمنا في هذا العصر غير متذوق للغة العربية حتى يستشعر ويستوعب بلاغة القرآن ولغته السامية، فإنه يكفينا كدليل قوي على قوة حجته شهادة أهل الخبرة وقت نزوله في إث��ات دهشتهم من سحره وأسلوبه وعجزهم عن الإتيان بسورة من مثله
وقول الوليد بن المغيرة لمشركي قريش بعد سماعه القرآن هو أكبر شاهد على ذلك، حيث يقول: فوالله ما فيكم رجل أعلم مني بالشعر، لا برجزه ولا بقصيده ولا بأشعار الجن. والله ما يشبه الذي يقوله شيء من هذا، ووالله إن لقوله لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمنير أعلاه، مشرق أسفله، وإنه ليعلو ولا يعلى، وإنه ليحطم ما تحته
الكتاب في جزئه الأول يتحدث عن القرآن ولغته وخطاباته المتنوعة، وإثبات أنه لا يمكن أن يكون قد قاله أو كتبه بشر، فضلا عن أن يكون هذا البشر هو النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من عند الله
فالقرآن تحدث عن بعض أخبار الماضي التفصيلية بحيث لا يتصور أن يكون النبي قد أتى بالكلام من عنده، خاصة وأنه كان أميا يعيش بين ظهراني قومه، لا صلة له بالعلم والعلماء بحيث يتصور أنه درس على يد أحدهم
(وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون)
(قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون)
(تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا)
وقد تحدث القرآن عن أخبار المستقبل بطريقة يقينية لا مجال فيها للشك، فمن أين لشخص بشري أن يتحدث عن الكثير من الأخبار المستقبلية بهذا الجزم القاطع؟ إذن لسوف يتبين كذبه ولو بعد حين، لذلك فهذا القرآن لا يمكن أن يكون إلا من عند العليم الحكيم
فمنذ زمن قريش إلى يومنا هذا لم يستطع أحد أن يكذب شيئا مما تنبأ به القرآن
(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)
ونحن نرى إلى اليوم القرآن محفوظا بنصه تلاوة وكتابة لم يتعرض لأي تحريف
(قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)
هذا وعلى زمن قريش كان العرب أقحاحا وكانت أمامهم الفرصة لقبول هذا التحدي فلم يستطيعوا رغم محاولاتهم المستمرة في الإتيان بأي طريقة للقضاء على الإسلام والرسول والقرآن
(فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا)
أسلوب نفي مؤبد بحيث لن يستطيع أحد أن يأتي بأي سورة من مثل القرآن في المستقبل، وأي محاولة لتقليد أسلوب القرآن البلاغي المعجز سيتضح فورا تهافتها وضعفها وركاكتها وأسلوبها الغير متناسق (مثل محاولة مسيلمة الكذاب وبعض المحاولات في العصور المتأخرة ممن يظن أنه يستطيع الإتيان بمثل القرآن وهو غير ضليع بداية بعلوم اللغة العربية من الأساس)
وهناك أمثلة كثيرة عن أخبار المستقبل التي جاءت في القرآن بطريقة يقينية لا مجال فيها للشك:
(غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين)
(لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون)
(سيهزم الجمع ويولون الدبر)
(وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض)
(وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون)
وغيرها الكثير من الأمثلة والمناسبات والسياقات التي لا مجال لذكرها هنا، وإنما يتم الرجوع إليها في الكتاب
وبعد كل هذا، يتبين أن هذا القرآن لا يمكن أن يكون إلا من عند الله العليم الحكيم، الذي عنده علم الماضي والحاضر والمستقبل
ولن يتبق بعد كل ما سبق إلا أسلوب الجحد والإنكار من غير دليل. ويتضح هذا الأمر من خلال تخبط قريش وغيرهم في القديم والحديث في اطلاق الاتهامات على النبي والقرآن بحيث يستبين للمطلع عليها أنهم لا يستطيعون أن يتمسكوا بتهمة واحدة ثابتة، بل هم يتنقلون من تهمة إلى تهمة وكأنهم تائهون
فتارة ينسبون القرآن إلى تعليم البشر للنبي، وتارة يزعمون أنه شعر أو جنون أو أضغاث أحلام أو غيرها
(ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر)
(بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر)
(وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا)
(كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم)
(فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون)
(انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا)
وأكبر دليل على هذا التخبط هو آيات سورة المدثر التي تتحدث عن أسلوب الوليد بن المغيرة الذي قال ما قاله بعد كل ما ذكره عن القرآن، قاله بعد جهد جهيد ناكرا لفطرته نزولا عند إرادة قومه: (كلا إنه كان لآياتنا عنيدا * سأرهقه صعودا * إنه فكر وقدر * فقتل كيف قدر * ثم قتل كيف قدر * ثم نظر * ثم عبس وبسر * ثم أدبر واستكبر * فقال إن هذا إلا سحر يؤثر * إن هذا إلا قول البشر)
أما الجزء الثاني من الكتاب، فهو التطبيق العملي لهذه المعجزة اللغوية، فقد انتقل الكاتب إلى الحديث عن الأساليب البلاغية في القرآن من حيث الإيجاز والبيان وغيرها، مع الوفاء بالمعنى بحيث لا يكون هناك إطناب ممل ولا إيجاز مخل، وتطبيق ذلك كمثال على سورة البقرة
في النهاية أحب أن أستشهد بمقولة تنسب لابن تيمية يقول فيها: ليست المعجزة هي الشرط الأوحد للنبوة، فمدعي النبوة إما أن يكون أصدق الصادقين أو أكذب الكاذبين، ولا يلبس هذا بهذا إلا على أجهل الجاهلين
April 10, 2022
� الله أعلم بأسرار كلامه ، و لا علم لنا إلا بتعليمه�
سبحان من علّم و ألهم الشّيخ رحمه الله ليكتب هذا الكنز وفير النفع عظيم الفائدة .
أقول: بعض الكتب لا تراجع هي تقرأ و فقط ، هذا الكتاب أحدها.
فصل " نظام عقد المعاني في سورة البقرة " تليق به أكثر من قراءة واحدة ، عساني أعود إليه يوما يكون فيه ذهني أكثر صفاءًا لأتعلّم أكثر و أستقي منه المعاني علّ القلب يخشع .
--
الحمد لله اليوم أتممت إعادة قراءة فصل { نظام عقد المعاني في سورة البقرة } و كأن بصورة تامة الأركان محكمة البناء قد تكونت في ذهني عن هذه السورة و كم هو جهل منا أن نعتقد أنها مقسمة لمواضيع مختلفة جمعت لبناتها و شكل منها سورة دون حبل ناظم أو معنى موحد و غاية
اقتباس : " فتالله لو أن هذه السورة رتبت بعد تنمام نزولها ، لكان جمع أشتاتها على هذه الصورة معجزة ، فكيف و كل نجم منها كان يوضع في رتبته فور نزوله ... "
٩ رمضان | ١٠ أفريل ٢٠٢٢
--
سبحان من علّم و ألهم الشّيخ رحمه الله ليكتب هذا الكنز وفير النفع عظيم الفائدة .
أقول: بعض الكتب لا تراجع هي تقرأ و فقط ، هذا الكتاب أحدها.
فصل " نظام عقد المعاني في سورة البقرة " تليق به أكثر من قراءة واحدة ، عساني أعود إليه يوما يكون فيه ذهني أكثر صفاءًا لأتعلّم أكثر و أستقي منه المعاني علّ القلب يخشع .
--
الحمد لله اليوم أتممت إعادة قراءة فصل { نظام عقد المعاني في سورة البقرة } و كأن بصورة تامة الأركان محكمة البناء قد تكونت في ذهني عن هذه السورة و كم هو جهل منا أن نعتقد أنها مقسمة لمواضيع مختلفة جمعت لبناتها و شكل منها سورة دون حبل ناظم أو معنى موحد و غاية
اقتباس : " فتالله لو أن هذه السورة رتبت بعد تنمام نزولها ، لكان جمع أشتاتها على هذه الصورة معجزة ، فكيف و كل نجم منها كان يوضع في رتبته فور نزوله ... "
٩ رمضان | ١٠ أفريل ٢٠٢٢
--
July 17, 2012
الكتاب جميل صراحة ؛ بلاغياً وفكرةً وكل شيء، أعجبتني فيه حججه لكل الشكوك تقريباً بمداراة وحكمة .. شيء من الإيمان يسكن هذا الكتاب، صدقوني
June 25, 2016
النبأ العظيم - نظرات جديدة في القرآن للراحل الدكتور محمد عبد الله دراز -رحمة الله عليه. الكتاب جميل وفيه الكثير من نفائس التأملات في القرآن الكريم وإعجازه. أنصح به قبل الدخول في رمضان.
Displaying 1 - 30 of 584 reviews
Can't find what you're looking for?
Get help and learn more about the design.