ŷ������

و شكراً للإخوة القائمين على برنامج صناعة المحاور في نسخته الرابعة
لجعلهم هذا الكتاب من ضمن المنهج المقرر فإن قراءة مثل هذه الكتب
ودراستها هي الغاية والهدف الذي يجب أن تصبوا إليه النفوس
وفقهم الله وجزاهم الله عنا كل خير .

مراجعتي منشورة على موقع منارة الشرق للثقافة والإعلام :
الرابط هنا :



.
��


______


الشك واليقين في النبـأ العـظيم




يقول الإمام الغزالي رحمه الله إن للإسلام عدوّا من الخارج ،هو أقل خطرا كالمشركين والوثنيين .. وعدوّا من الداخل هو أشدّ خطرا كمسلم جاهل لايفهم دينه، ويتعصّب لجهله وضلاله ..��

في زمن كثرة فيه " ترهات " و " شطحات " المشككين حول حقيقة مصدر القرآن الكريم ، وفي زمن قل ارتباط بعض المسلمين في كتابهم فأصبح التأثير عليهم هين وسهل وفي زمن " ينعق " البعض بما لا يفقه ويعلو صوته في هجمات تشكك بالدِّين و بركائزه المهمة ومصادره التأسيسية منتجاً دعوات شاذة لاقت قبولاً في نفوس جمع من المسلمين لا يستهان به تأتي العودة إلى الكتب الشرعية بمصادرها الموثوق حاجة وضرورة ملحة فهي للمؤمن حرز ووقاية وللمشكك هداية ونور بإذن الله تعالى .

ومن هذه الكتب التي وفقني الله لقرائتها كتاب "النبأ العظيم" للدكتور محمد عبدالله دراز الكتاب الذي يخاطب العقل بدلائله ويخاطب المنطق والنفس ذاتها حول حقيقة مصدر القرآن الكريم فلا تجد ثغرة واحدة أو سؤال تطرحه نفس المشكك إلا وكان بين دفتي هذاالكتاب إجابة شافية كافية .

قسم دراز الكتاب إلى عدة بحوث مرتبة ترتيباً موضوعياً حيث بدأفي الحديث عن معنى القرآن الكريم موضحاً كذلك الفرق بين الحديث القدسي والنبوي كاشفاً سر تسمية القرآن بهذا الإسم و بالكتاب والسر في اختصاصه بالخلود ثم تطرق في البحث الثاني إلى مصادر القرآن الكريم نافياً أن يكون مصدره النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام كما فند دراز شبهات عديدة كالقول بوجود معلم بشري للنبي عليه أفضل الصلاة والسلام مُبيناً بعد ذلك ظاهرة الوحي ودلالتها على مصدر القرآن ثم تحدث في المرحلة الرابعة من الكتاب عن جوهر القرآن الذي يكشف به عن مصدره الحقيقي وأنه كلام الله بما فيه من معجزات .

ويختم الدكتور محمد عبدالله دراز الكتاب بنموذج خاص يثبت به نظام القرآن والوحدة الموضوعية في سوره عن طريق مثال واحد كان الحديث فيها شيق وعظيم وهو الحديث عن سورة البقرة .

الكتاب ليس بالمعقد ، ولا هو بالصعوبة التي لا يمكنك بها إدراك خباياه ، بل على العكس به من السهولة والأسلوب العلمي البسيط ما يجعله قريبًا للقلب والنفس محقاً بذلك المعادلة التي يفتش عنها القراء دائماً بما يقرأون وهي المتعة والفائدة .

إن كتاب النبأ العظيم _نظرات جديدة في القرآن الكريم _ يعتبر نقطة تلاقي بين ما طرحته الثقافة الغربية وبين الثقافة الإسلامية الأزهرية التي تنبع من شخصية كاتبه الدكتور محمد وسيرته التربوية والتعليمية ولعل هذا من أهم الأسباب التي أعطت الكاتب قوة لم نجدها في غيره من حيث طرح الشبهات والتساؤلات والإجابة عليها بهذا الأسلوب المبسط الذي يمكن به مخاطبة عامة الناس على إختلاف مستوياتهم في الثقافة الدينية ، الغريب إن كل هذه الشبهات التي أجاب عنها الدكتور لازالت قائمة تظهر بين حين وآخر والغريب أكثر إن البعض منا لم يكلف نفسه عناء البحث عن إجاباتها .

إن من يؤمن بالله عزوجل كخالق مبدع لهذا الكون لا يسعه إلا أن يؤمن بنبوة محمد عليه الصلاة والسلام وإن الإيمان بهذا النبي الصادق الأمين لا يمكن إلا أن يقود صاحبه
نحو الإيمان والتسليم بأن القرآن الكريم كلام الله عزوجل .

القارئ والمتأمل المشكك في مصدر القرآن الكريم إن جرد نفسه من كل المؤثرات وأعطى لها المجال بأنه تقوده وحدها دون أدنى تأثير منه إلى الحقيقة حتماً ستقوده إلى قول الحق ، إذ أنه هذه الدقة والإحكام والإعجاز شيء يعجز العقل البشري عن الإتيان بمثله "الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ".

قبل القراءة كنت مؤمنة بأن القرآن الكريم كلام الله عزوجل وبعد قراءة هذا الكتاب إزداد يقيني بذلك وشعرت بالحزن على عقول أتعبها أصحابها بجدال عقيم في حق واضح وصريح .


الحمدالله على نعمة الإيمان ، الحمدالله على نعمة القرآن ،
والحمدالله على نعمة النبأ العظيم الذي قطعنا به الشك باليقين .

#أبجدية��فرح
تقيمي 5/5