ŷ

 

 (?)
Quotes are added by the ŷ community and are not verified by ŷ.
خيري الذهبي

“1) ولدت في مدينة دمشق مصادفة و ربما كان يمكن لأسرتي أن تكون من حيفا أو أنطاكيا أو حلب أو بيروت، لكنني ولدت في دمشق في مصادفة قدرية حيث كان والدي و والدتي يخططان للانتقال من المدينة للعمل، و مصادفة كذلك ولدت في ذات السنة التي ولدت فيها سوريا كبلد مستقل جديد، ناصع، تحت مسمى الجمهورية السورية، لذلك فإن سيرتي الشخصية تتقاطع مع سيرة الجمهورية الجديدة بكل خيباتها و فرحها القليل و اضطرابها و سكونها، من أجل هذا أشعر بالفعل أنني إن لم أكن شاهداً على مسيرة هذا البلد فأنا على الأقل في حالة توأمة معه، هذه البلاد التي ولدت في قلبها وفي عاصمتها، البلاد التي تنافرت و تجاذبت وتخاصمت وتصالحت مع كل الدول فيما حولها، وبالتالي لم تكن حياتي هذه إلا مرآة لما يحصل، كان كل شيء جديد على حياتي الشخصية هو جديد على هذا البلد، التلفزيون و الراديو و الانقلابات و الرواية و التكنولوجيا، كنا أنا والجمهورية السورية نكبر سوية، ونتعلم سوية ، نرتكب الأغلاط و نتصالح و نتخاصم، في البداية، ولعل مصائرنا متشابهة، فأنا لم أعش مراهقة طائشة، بل كانت طفولتي و مراهقتي وشبابي متزنة ومستقرة تخللها الكثير من العمل والأمل، مثل الجمهورية تماماً، وإنما بدأت مرحلة الاضطراب متأخرة كما هو حال البلد بعد الوحدة والانفصال الذي اثر بنا سوية عميقاً، و حتى خوفنا المشترك من الانقلابات وانتظار المجهول القادم منها، وصولاً إلى سكونية الانقلاب الأخير الذي استمر حتى يومنا هذا، وبعثر حياتنا أنا و الجمهورية خصوصاً في العشرية الأخيرة، بعد أن تركت بلادي وتلك أطول مدة نفترق فيها أنا و الجمهورية السورية بعضنا عن بعض، ولا أقول أنا إلا لأنني ابن وديع لهذا البلد لا أريد له إلا الازدهار و الخير والديمقراطية التي ستبني قبة من حديد تحمينا جميعاً أسفلها..”

خيري الذهبي, الجنة المفقودة - من القنوات إلى كفرسوسة
Read more quotes from خيري الذهبي


Share this quote:

Friends Who Liked This Quote

To see what your friends thought of this quote, please sign up!

0 likes
All Members Who Liked This Quote

None yet!



Browse By Tag