“لو تجرّأ أحدكم
قبل سبعة وعشرين عاماً
وسألني عن أمنيتي
لم تكن الأمور لتصل إلى هذا الحدّ
كنتُ يومها ..
سأفكِّر في أن أصير طيّاراً,
لفرط ما سمعت عن "الطيران من الفرح"
ولم أره
أو نجّاراً محترفاً ..
لقسوةِ يد أبي
وهي تدفع الباب نحو وجهي
مهندساً ..
للمرّاتِ التي تهدَّم فيها البيت
على رأس أمي
وضاقت بها غرفه.
كنتُ سأختارُ أن أكونَ على الأقل
صانع أقفال
لأعيد غلق الصناديق التي أسرقها
أو معلِّماً وقوراً
لا يضطرُّ للوقوف في الفصل
ممسكاً أذنيه
رافعاً رجله
قرب صندوق الزبالة
كنتُ سأفكِّر في أن أصير
أشياء كثيرة ومهمة
كعاملٍ في محطة بنزين
أو رجل مرور
أو مذيع في النشرة الجويّة
هؤلاء مثلاً يحرِّكون شيئاً حقيقياً
على اتساع هذا العالم.
بينما بعد سبعة وعشرين عاماً
أجلس في غرفتي
لا أحرِّك سوى مجموعة دمى
بمقبض البلاي ستيشن”
―
جعفر العلوي,
للتوضيح فقط