“ثمة في داخلي ما راح ينفتح، راغباً في المزيد من الاتصال، كأن نوبة بكاء واحدة كانت كافية لتنقلني إلى هذه المنطقة الرخوة من الوجود. لكني لطالما كنت أفتقر لهذه القدرة على التواصل، حتى مع الله. وانغلاقي هذا لم يكن عفوياً تماماً، بسبب طبيعتي وحدها، بل تطلّب إصراراً من جهتي للمداومة عليه. لقد ولدت منطوياً، ثم كافحت بكل غرائزي الدفاعية، عاماً بعد عام، كي أعزل نفسي أكثر. درّبت نفسي على الاستغناء، وأقصيتها بحائط من الجفاء عن الآخرين، وكأنما سأحميها بهذا من مسببات التأثر. ولا أدري أي قوة ظننت أني أجنيها بهذا طيلة تلك الأعوام، فالحياة لم تكن خفيفة أبداً ولا خالية من الهشاشات، والأشياء ظلت تتراكم على القلب كالرّان، خصوصاً أشدها ضآلة.”
―
عزيز محمد,
.الحالة الحرجة للمدعو ك