“يا أيها الناس إن نفوسكم لشريفة عالية, وأرواحكم طاهرة باهرة, وعقولكم سامية فاضلة. وقدرتكم تزيل الجبال, وترفع الحصون, وتذلل الصعاب, أرواحكم مطلقة فقيدتموها, ومقدرتكم واسعة فضيقتموها. ولئن وسعت المادة سائر الأشكال, من الظلمات والنور, والظل والحرور, والإنسان والجماد, والبحر والبر, فإن نفوسكم أعظم اتساعًا وأوفر اقتدارًا, وأعلى منارًا. وإذا كان الهواء يرتقى إلى أن يحمل الحكمة بسائر أنواعها في حروف هجائية, فالأرواح الإنسانية أجل منه مقامًا, وألطف بهاء, وأوسع جاهًا, وأبهى جمالًا, وأبهر حسنًا وكمالا.
مالي أرى أخلاقكم نازلة, وسياساتكم, وحكوماتكم ناقصة, مشوهة. ؟!”
―
طنطاوى جوهري,
أين الإنسان