مِن كتب الإمام جمال الدين يوسف بن عبد الهادي الحنبلي المعروف بابن المبرد (ت909هـ) رحمه الله، كتاب محرر في الفقه سماه "مغني ذوي الأفهام عن الكتب الكثيرمِن كتب الإمام جمال الدين يوسف بن عبد الهادي الحنبلي المعروف بابن المبرد (ت909هـ) رحمه الله، كتاب محرر في الفقه سماه "مغني ذوي الأفهام عن الكتب الكثيرة في الأحكام"، قال عنه كمال الدين الغزي: "كتاب جليل احتوى على مهمات مسائل الدين في المذاهب الأربعة..."، وقال ابن حميد النجدي: "له تصانيف في غاية التحرير منها مغني ذوي الأفهام عن الكتب الكثيرة في الأحكام مجلد في الفقه ويشير إلى الإجماع والوفاق والخلاف بنفس الألفاظ على طريقة مجمع البحرين، ودرر البحار للحنفية، بديع الوصف في ذكر الراجح عند أهل المذهب".
وحوى هذا الكتاب الفقهي مقدمة رائعة ذكر فيها أربعة أبواب: 1- باب ما يجب على الإنسان معرفته في أصول الديانات. 2- باب معرفة الإعراب. 3- باب قواعد أصول الفقه التي يعلم منها حاله. 4- باب ما يستعمل من الأدب.
وشرح الكتاب عبد المحسن بن ناصر آل عبيكان وسمى شرحه: (غاية المرام شرح مغني ذوي الأفهام)، لكنه ترك مقدمة ابن المبرد دون شرح؛ "لأنها تشتمل على أنواع من العلوم بعضها لا يتعلق بموضوع الكتاب"، كما قال.
والحديث هنا عن الباب الثالث من مقدمته (قواعد أصول الفقه التي يعلم منها حاله)، فإنه أخصر كتب ابن المبرد الأصولية، بل أخصر ما كتب في هذا الفن عند الحنابلة.
وقال الأستاذ محمد آل جدعان في شرحه (تنوير العقول): "ويظهر أن هذا الكتاب الذي بين أيدينا مختصر من كتاب المؤلف نفسه "غاية السول" الذي اختصره من "مختصر ابن اللحام" الذي اختصره من "أصول الفقه" لابن مفلح، الذي اختصره من "مختصر" ابن الحاجب، الذي اختصره من "الإحكام" للآمدي، فهذه المقدمة تعتبر زبدة مسائل الأصول المأخوذة من الكتب المعتبرة عند الأصوليين.
وقد أُفرِد الكتاب بالنشر وشُرح شروحا متعددة منشورة على الشبكة، وأقدم شروحه الشرح الموسوم بـ(الزهور البهية في الحديقة الوردية في أصول العلوم الفقهية) لابن كنان الحنبلي (ت1153هـ)، ويظهر أنه أول من أفرد هذه المقدمة الأصولية، وسماها (مجمع الأصول)، وقال في مقدمة شرحه: "فهذا شرح لطيف على رسالة (مجمع الأصول)، للحافظ المتقن جمال الدين يوسف بن عبد الهادي المقدسي الصالحي، فلم أر أخصر منها كتابا في هذا الفن، وأوضح تبيانًا، فاق في حلاوته على الماذ والمن، لخصته من كلام الأصوليين، مشتملًا على زبد الفوائد، منتظمًا من عقود هذا الفن بما هو أحسن من الفرائد، وجعلته مبدأً لمن رام علم الأصول، ووصلة للشارع فيه لغاية المطلوب والمأمول". وطُبِع شرحه هذا طبعة حديثة من دار ركائز بتحقيق الدكتور سعد عبيد الشمري، وأصل عمله رسالة ماجستير، وثمَّ شرح لطيف مكتوب للشيخ أحمد سالم انتفعت به، مع شرح الدكتور محمد العجمي، وشرح الدكتور أحمد السويلم.
ونظمَ مجمع الأصول الدكتور محمود محمد الكبش، وفيه يقول: للحنبلي الشهير بابن المبرد أفضل متن في أصول أحمد