الكتابة هي نعمة الحياة للنفس البشريّة، بالكتابة ظهر أول دليل على وجود الزمان والمكان والإنسان. ربما لو اكتفى الإنسان باكتشاف النار لانتهت الحياة على هالكتابة هي نعمة الحياة للنفس البشريّة، بالكتابة ظهر أول دليل على وجود الزمان والمكان والإنسان. ربما لو اكتفى الإنسان باكتشاف النار لانتهت الحياة على هذا الكوكب بحريق هائل يلتهم الأخضر واليابس، ولكن بنمو عقل الإنسان عبر التاريخ قرر أن تدوين القصص والأفكار هو السبيل الوحيد للسفر في الزمن. والجميل في كتابة سمر هنا هو قدرتها على التماهي مع روح الزمان والمكان فتمكّنت من خلق حالة من العِشرة والتوحد مع الشخصية وعالمها منذ الصفحات الأولى، أمر جميل وممتع أن تجلس على كرسيك وتجد نفسك تتجول داخل شخصية مختلفة تمامًا عنك، ترى بعينيها وتشعر بأناملها وتجري دموعها الدافئة على وجنتيك. رواية "بدون فصل أخير" هي رواية تشبه الحياة، متشابكة وتدور في دوائر مفرغة لا يمكن أن نقف عند نقطة فيها لنقول أنها طرف الخيط الأول أو الأخير، كل ما نشعر به هو أننا في خضم شيء ما، بداخل قصة ما، ينتابنا شعور ما.. وخلال قراءة هذه الرواية وحتى بعد انتهائي من قراءتها شعرت بالتورط مع تلك الفتاة، حتى أنني بعض الأحيان كنت أريد أن أصرخ في وجهها مستنكرًا عليها الانهيار في هذا الموقف أو ذاك، غضبت كثيرًا منها من فرط تعاطفي، حتى أنني كنت أحاول أحيانًا أن أفقد تعاطفي معها.. ولكن هيهات. رواية مختلفة ومميّزة ذات سرد بسيط وحقيقي وصادق شكرًا د.سمر علي...more