سالم غانم's Reviews > اخلع حذاءك
اخلع حذاءك
by
by

للوهلة الاولى اعتقدت أني لمحت على رف الكتب الأكثر مبيعاً في مكتبة كينوكونيا كتاب بعنوان "اخلع سروالك" فشعرت أنني أتعرض للتحرش من أحد هؤلاء الذين يبحثون في المكتبات عن ضحية تتغذى على الكتب.
لكنني وفور أن قرأت بقية العناوين التي تحتل الصدارة خلف كتاب ياسر حارب - الذي تبين أنه بعنوان اخلع حذاءك - تبين لي أن أكثر المتحرشين وقاحة لن يجرؤ على اختيار هذا الجانب من المكتبة فكم من كتاب وصل إلى هذا الرف وهو في حقيقته مثبط طبيعي مثل الكافور لأي رغبة في الحياة فما بالكم بالتحرش، قررت شراء الكتاب دون أن أخلع الحذاء، رغم توقعي أنني سأفعل ذلك بعد قراءته وأرمي به رأس الناشر، في الواقع قام هذا الكاتب الإماراتي بعملية إنقاذ حقيقية وحفظ شيئاً من ماء الوجه الذي كاد أن يجف بسبب أولئك الكتاب الإماراتيين، أتمنى أن تفرض الدولة ضريبة على كل كاتب يرتكب جريمة في حق المجتمع ويقرر كتابة رواية كتلك الروايات التي قرأتها مسبقاً ثم رميت بها في صناديق التدوير البيئي ليتم إعادة استخدام الورق في شيء آخر قد يفيد المجتمع.
في مقدمة باولو كويلو يقول ما معناه:
ياسر شاب جيد وملهم ولكنه يفتقد للتركيز أي أنه (بتاع كله).
وفي الحقيقة فإن ياسر حارب يمثل رأس حربة في المشهد الثقافي في الإمارات ويتصدر هذا المشهد بسلاحه وذلك لنشر معاني التسامح والتعايش كذلك فهو أحياناً يسبح عكس التيار ويوجه نقده للخطاب الديني المتصدر في المنطقة ورغم ذلك إلا أنه يعزز في مقالاته من قيم الاعتدال والتسامح المستمدة من ثقافتنا العربية والإسلامية.
في مقدمة الكاتب أشار إلى أن هذا الكتاب موجه لأولئك الذين لا تستهويهم الروايات إلا أنه مازال متعلقاً بفكرة كتابة الرواية، نصيحتي للكاتب أن يزيل هذه الفكرة من رأسه ويرسلها مع أول مسبار إلى المريخ.
أعود للكتاب نفسه:
- قصة الإسكافي كانت ملهمة لي، ذكرتني بتجار العقار والنصابين أيام الطفرة الاقتصادية الذين كانوا يعدون ببناء المدن في الصحاري.
-في مقال بعنوان:العابرون المسرعون، أورد الكاتب عبارة أن "الفن يحتاج إلى وقت وهدوء وصمت" أصابتني هذه العبارة في مقتل، ولفرط جمالها كتبتها بخط الثلث وعلقتها فوق سرير الزوجية، حتى أتذكرها قبل ممارسة أي فن.
-القصة القصيرة:أعشاب جدتي، تنتمي لأدب الطفل وفحواها: سو خير وعقه بحر.
- المقال المعنون بـ: كيف تبلغ المدينة الفاضلة؟ لم يعجبني، لسببين الأول أنه حشو وتكرار لنفس الفلسفات العربية، والثاني أن لاس فيغاس هي المدينة الفاضلة التي يكون فيها الإنسان على حقيقته دون نفاق.
-قصة البعير بلال جميلة رغم أن فكرتها مكررة ولن أقول مسروقة حيث أنها تناولت قضية الأصل والنسب وعلاقته بالإنجاز، وهي نفس القصة القصيرة التي كتبها القصاص الفرنسي موبسان، غير أن ياسر استبدل كلب موبسان بالبعير، في كل الأحوال قد يكون التشابه في التركيب العقلي لدى الكاتبان موبسان وياسر هو سبب تكرار نفس القصة دون قصد، وللعلم أصيب موبسان بالجنون في آخر حياته ومات في مصح نفسي.
خمسة نجوم للكتاب لكنني قررت التنازل عن نجمة حتى يتنازل الكاتب عن فكرة كتابة الرواية.
وأخيراً أشكر الكاتب على هذا الكتاب والذي تعلمته منه أن الهمزة توضع على السطر في جملة (اخلع حذاءك) بعد سنوات طويلة كنت أكتبها (حذائك).
لعنة الله وغضبه على أيام الهروب من حصص الإملاء!
لكنني وفور أن قرأت بقية العناوين التي تحتل الصدارة خلف كتاب ياسر حارب - الذي تبين أنه بعنوان اخلع حذاءك - تبين لي أن أكثر المتحرشين وقاحة لن يجرؤ على اختيار هذا الجانب من المكتبة فكم من كتاب وصل إلى هذا الرف وهو في حقيقته مثبط طبيعي مثل الكافور لأي رغبة في الحياة فما بالكم بالتحرش، قررت شراء الكتاب دون أن أخلع الحذاء، رغم توقعي أنني سأفعل ذلك بعد قراءته وأرمي به رأس الناشر، في الواقع قام هذا الكاتب الإماراتي بعملية إنقاذ حقيقية وحفظ شيئاً من ماء الوجه الذي كاد أن يجف بسبب أولئك الكتاب الإماراتيين، أتمنى أن تفرض الدولة ضريبة على كل كاتب يرتكب جريمة في حق المجتمع ويقرر كتابة رواية كتلك الروايات التي قرأتها مسبقاً ثم رميت بها في صناديق التدوير البيئي ليتم إعادة استخدام الورق في شيء آخر قد يفيد المجتمع.
في مقدمة باولو كويلو يقول ما معناه:
ياسر شاب جيد وملهم ولكنه يفتقد للتركيز أي أنه (بتاع كله).
وفي الحقيقة فإن ياسر حارب يمثل رأس حربة في المشهد الثقافي في الإمارات ويتصدر هذا المشهد بسلاحه وذلك لنشر معاني التسامح والتعايش كذلك فهو أحياناً يسبح عكس التيار ويوجه نقده للخطاب الديني المتصدر في المنطقة ورغم ذلك إلا أنه يعزز في مقالاته من قيم الاعتدال والتسامح المستمدة من ثقافتنا العربية والإسلامية.
في مقدمة الكاتب أشار إلى أن هذا الكتاب موجه لأولئك الذين لا تستهويهم الروايات إلا أنه مازال متعلقاً بفكرة كتابة الرواية، نصيحتي للكاتب أن يزيل هذه الفكرة من رأسه ويرسلها مع أول مسبار إلى المريخ.
أعود للكتاب نفسه:
- قصة الإسكافي كانت ملهمة لي، ذكرتني بتجار العقار والنصابين أيام الطفرة الاقتصادية الذين كانوا يعدون ببناء المدن في الصحاري.
-في مقال بعنوان:العابرون المسرعون، أورد الكاتب عبارة أن "الفن يحتاج إلى وقت وهدوء وصمت" أصابتني هذه العبارة في مقتل، ولفرط جمالها كتبتها بخط الثلث وعلقتها فوق سرير الزوجية، حتى أتذكرها قبل ممارسة أي فن.
-القصة القصيرة:أعشاب جدتي، تنتمي لأدب الطفل وفحواها: سو خير وعقه بحر.
- المقال المعنون بـ: كيف تبلغ المدينة الفاضلة؟ لم يعجبني، لسببين الأول أنه حشو وتكرار لنفس الفلسفات العربية، والثاني أن لاس فيغاس هي المدينة الفاضلة التي يكون فيها الإنسان على حقيقته دون نفاق.
-قصة البعير بلال جميلة رغم أن فكرتها مكررة ولن أقول مسروقة حيث أنها تناولت قضية الأصل والنسب وعلاقته بالإنجاز، وهي نفس القصة القصيرة التي كتبها القصاص الفرنسي موبسان، غير أن ياسر استبدل كلب موبسان بالبعير، في كل الأحوال قد يكون التشابه في التركيب العقلي لدى الكاتبان موبسان وياسر هو سبب تكرار نفس القصة دون قصد، وللعلم أصيب موبسان بالجنون في آخر حياته ومات في مصح نفسي.
خمسة نجوم للكتاب لكنني قررت التنازل عن نجمة حتى يتنازل الكاتب عن فكرة كتابة الرواية.
وأخيراً أشكر الكاتب على هذا الكتاب والذي تعلمته منه أن الهمزة توضع على السطر في جملة (اخلع حذاءك) بعد سنوات طويلة كنت أكتبها (حذائك).
لعنة الله وغضبه على أيام الهروب من حصص الإملاء!
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
اخلع حذاءك.
Sign In »
Reading Progress
Comments Showing 1-24 of 24 (24 new)
date
newest »

message 1:
by
Fatma Almarzooqi
(new)
Mar 04, 2015 08:31PM

reply
|
flag


لاعدمنا أمثالك.. تحياتي

انا هنا لانني أردت ان اعرف رأي الاخرين فيه؛ هل هم متحمسون مثلي؟ :)
حسنًا.. أحببت تعليقكم.. رسمت ابتسامة! وقد أعطيتني فكرة ان أسجل العبارات التي تعجبني في دفتر خاص لانني اقرأ النسخ الالكترونية للكتب.
وأخيرًا.. أريد أن أتباهى قليلاً بعدم تفويتي لحصص الإملاء والنحو: اخلع انت حذاءك، حذاءك هو مفعول به منصوب بالفتحة، الهمزة على السطر لأن عليها فتحة وما قبلها مد بالفتحة. فالهمزة تحب المقارنة وتتبع الحركة الاقوى.
