BookHunter M ُH َM َD's Reviews > عودة الروح
عودة الروح
by
من أعمق الروايات الكلاسيكية المصرية للمعنى الفلسفى الذى كان الشعب بحاجة اليه فى منتصف الثلاثينات عند صدور الرواية فاستدعى الكاتب روح ثورة 1919 و جذور الحضارة المصرية ليجمع شمل الأسرة المصرية فما أحوجنا اليوم إلى عودة الروح
01
والحقيقة أن المصرية أمهر امرأة تدرك بالغريزة ما في النظرة الواحدة من وقع وتأثير! لذا هي لا تنظر إلي محادثها كثيرًا ولا تبخس نظراتها ولا تقلبها جزافًا كما تفعل الفرنجية الجريئة النزقة بل إنها تحتفظ بنظراتها وتحفظها بين أهدابها المرخاة كما يحفظ السيف في الغمد إلى أن تحين الساعة المطلوبة فترفع رأسها وترشق نظرة واحدة تكون هي كل شئ.
02
إن هذا الشعب الذي نحسبه جاهلا ليعلم أشياء كثيرة ولكنه يعلمها بقلبه لا بعقله. إن الحكمة العليا في دمه ولا يعلم والقوة في نفسه ولا يعلم. هذا شعب قديم جئ بفلاح من هؤلاء وأخرج قلبه تجد فيه رواسب عشرة آلاف سنة من تجاريب ومعرفة رسب بعضها فوق بعض وهو لا يدري...
نعم هو يجهل ذلك ولكن هناك لحظات حرجة تخرج فيها هذه المعرفة وهذه التجاريب فتسعفه وهو لا يعلم من أين جاءته. وهذا يُفسر لنا تلك اللحظات من التاريخ التي نرى فيها مصر تطفر طفرة مدهشة في قليل من الوقت وتأتي بأعمال عجاب في طرفة عين. كيف تستطيع ذلك إن لم تكن هي تجاريب الماضي الراسبة قد صارت في نفسها مصير الغريزة تدفعها إلى الصواب وتسعفها في الأوقات الحرجة وهي لا تدري. لا تظن أن هذه الآلاف من السنين التي هي ماضي مصر قد انطوت كالحلم ولم تترك أثرا في هؤلاء الأحفاد...
نعم هو يجهل ذلك ولكن هناك لحظات حرجة تخرج فيها هذه المعرفة وهذه التجاريب فتسعفه وهو لا يعلم من أين جاءته. هذا ما يفسر لنا -نحن الأوربيين- تلك اللحظات من التاريخ التي نري فيها مصر تطفر طفرة مدهشة في قليل من الوقت !... وتأتي بعمل عجاب في طرفة عين !...
كيف تستطيع ذلك إن لم تكن هي تجاريب الماضي الراسبة قد صارت في نفسها مصير الغريزة تدفعها إلي الصواب وتسعفها في الأوقات الحرجة وهي لا تدري !...
03
لا تستهين بهذا الشعب - المصري - إن القوة كامنة فيه ولا ينقصه إلا شئ واحد... المعبود. نعم ينقصه ذلك الرجل منه الذي تتمثل فيه كل عواطفه وأمانيه ويكون له رمز الغاية... عند ذاك لا تعجب لهذا الشعب المتماسك المتجانس المستعذب والمستعد للتضحية إذا أتى بمعجزة أخرى غير الأهرام...
by

من أعمق الروايات الكلاسيكية المصرية للمعنى الفلسفى الذى كان الشعب بحاجة اليه فى منتصف الثلاثينات عند صدور الرواية فاستدعى الكاتب روح ثورة 1919 و جذور الحضارة المصرية ليجمع شمل الأسرة المصرية فما أحوجنا اليوم إلى عودة الروح
01
والحقيقة أن المصرية أمهر امرأة تدرك بالغريزة ما في النظرة الواحدة من وقع وتأثير! لذا هي لا تنظر إلي محادثها كثيرًا ولا تبخس نظراتها ولا تقلبها جزافًا كما تفعل الفرنجية الجريئة النزقة بل إنها تحتفظ بنظراتها وتحفظها بين أهدابها المرخاة كما يحفظ السيف في الغمد إلى أن تحين الساعة المطلوبة فترفع رأسها وترشق نظرة واحدة تكون هي كل شئ.
02
إن هذا الشعب الذي نحسبه جاهلا ليعلم أشياء كثيرة ولكنه يعلمها بقلبه لا بعقله. إن الحكمة العليا في دمه ولا يعلم والقوة في نفسه ولا يعلم. هذا شعب قديم جئ بفلاح من هؤلاء وأخرج قلبه تجد فيه رواسب عشرة آلاف سنة من تجاريب ومعرفة رسب بعضها فوق بعض وهو لا يدري...
نعم هو يجهل ذلك ولكن هناك لحظات حرجة تخرج فيها هذه المعرفة وهذه التجاريب فتسعفه وهو لا يعلم من أين جاءته. وهذا يُفسر لنا تلك اللحظات من التاريخ التي نرى فيها مصر تطفر طفرة مدهشة في قليل من الوقت وتأتي بأعمال عجاب في طرفة عين. كيف تستطيع ذلك إن لم تكن هي تجاريب الماضي الراسبة قد صارت في نفسها مصير الغريزة تدفعها إلى الصواب وتسعفها في الأوقات الحرجة وهي لا تدري. لا تظن أن هذه الآلاف من السنين التي هي ماضي مصر قد انطوت كالحلم ولم تترك أثرا في هؤلاء الأحفاد...
نعم هو يجهل ذلك ولكن هناك لحظات حرجة تخرج فيها هذه المعرفة وهذه التجاريب فتسعفه وهو لا يعلم من أين جاءته. هذا ما يفسر لنا -نحن الأوربيين- تلك اللحظات من التاريخ التي نري فيها مصر تطفر طفرة مدهشة في قليل من الوقت !... وتأتي بعمل عجاب في طرفة عين !...
كيف تستطيع ذلك إن لم تكن هي تجاريب الماضي الراسبة قد صارت في نفسها مصير الغريزة تدفعها إلي الصواب وتسعفها في الأوقات الحرجة وهي لا تدري !...
03
لا تستهين بهذا الشعب - المصري - إن القوة كامنة فيه ولا ينقصه إلا شئ واحد... المعبود. نعم ينقصه ذلك الرجل منه الذي تتمثل فيه كل عواطفه وأمانيه ويكون له رمز الغاية... عند ذاك لا تعجب لهذا الشعب المتماسك المتجانس المستعذب والمستعد للتضحية إذا أتى بمعجزة أخرى غير الأهرام...
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
عودة الروح.
Sign In »
Reading Progress
Started Reading
April 1, 1992
–
Finished Reading
February 27, 2015
– Shelved