Araz Goran's Reviews > الآن هنا.. أو شرق المتوسط مرة أخرى
الآن هنا.. أو شرق المتوسط مرة أخرى
by
by

Araz Goran's review
bookshelves: أدب, حكايات-السجون, روايات, عبد-الرحمن-منيف, ادب-سوداوي
Oct 01, 2017
bookshelves: أدب, حكايات-السجون, روايات, عبد-الرحمن-منيف, ادب-سوداوي
كلما أنتهي من رواية في أدب السجون أقول لنفسي هذه الأخيرة وأعقل يا ولد ولا تعذب نفسك بقراءة المزيد من هذا العالم الحديدي المتوحش ، وإذا بي مرة أخرى أقع في مصيدة جديدة تبتلع روحي لأيام بعد القراءة وترغم ماتبقى مني على محاولة نسيان التعذيب النفسي الذي لحق بي جراء القراءة لهذا النوع الروائي ..
أدب السجون ليس مشابهاً لبقية الروايات التي قد تقرأها ، إنه أشبه بدهليز قذر تكتوي فيه روحك بقراءة كل سطر، ويتزايد الألم المختزن في داخلك، أضطرب أحياناً وأتوقف وأستنشق بعض الهواء النقي وأشعر بأنني مازلت في هذا العالم ..
قصة " طالع العريفي " و " عادل الخالدي " في هذه الرواية لا تختلف كثيراً عما قرأناه في أدب السجون، جنون السجون والعذابات التي لا تنتهي وقسوة الجلاد اللانهائية والإقتصاص من كل ما في الإنسان من كرامة ووجدان، قصتان متباعدان تشتركان في تحميل المسؤولية على الوطن والناس (عبر الصمت والصبر المزيف) مسؤولية هذه السجون وتراكمها على أرض قد أصبحت مهمتها الوحيدة تعذيب وسلخ مواطنيها تحت ستار الوطنية والشعارات الكاذبة، يأخذنا منيف الى رحلتين في منافي السجون، حين قصة "طالع العريفي" الأشد قسوة وألماً، تجاوزت سطوراً بأكملها ، وتتابعت لعناتي فوق رأس كل ظالم أعرفه في الدنيا، من أين أتت للإنسان هذه القسوة، أي شيطان قد تجسد في صورة هؤلاء الجلادين، يا الله، لا أمتلك تفسيراً لما قرأته ولن أحاول إيجاد أي تفسير مُمل، لأنه في نهاية التفكير قد يقودني العقل الى إيجاد مبرر ما لأقنع نفسي بما حصل هناك حتى لا أنهار أمام تلك السادية الجهنمية، ولا رغبة لدي في إيجاد التبريرات السخيفة..
الرواية ذكية ومتنقة جداً في وصف السجون وفي رسم ملامح السجانين والضحايا في أبشع مكان قد يتصوره العقل البشري في هذا العالم، أجاد منيف سرد كل تلك العذابات من دون أن يهبط الى مستوى كسب شفقة القارئ، وهذا لعمري عبقرية روائية يندر أن تجدها عند من يكتبون أو يتحدثون عن هذه المواضيع الحساسة وخاصة الروائيين العرب الذين يجيدون إستمالة العاطفة والشفقة عن القارئ وبذلك تضييع الهدف من الرواية نفسها وخيانة الرسالة المراد توجيهها للقارئ والمثقف..
وبهذه الفقرة وبهذا التساؤل الجوهري عبر فيها منيف عن هذه النقطة بالذات حيث يقول بلوم وحرقة شديدة :
" ولا أريد أن أبتزكم لأستدر عواطف الشفقة عندكم، فأنا بمقدار ما أكره السجن أكره الشفقة ، لأن هذه العاطفة ، ثم الخوف الذي يليها ، من الأسباب القوية التي جعلت السجن يستمر حتى الآن، فواحدكم ،بعد أن يحزن، وقد يذرف الدموع، يضع رأسه على الوسادة وينام ، متوهماً أنه أدى واجبه، وأنه نجا، وقد يشعر بالسعادة التي تصل درجة الغبطة ، لأنه لم يكن الضحية! "
أدب السجون ليس مشابهاً لبقية الروايات التي قد تقرأها ، إنه أشبه بدهليز قذر تكتوي فيه روحك بقراءة كل سطر، ويتزايد الألم المختزن في داخلك، أضطرب أحياناً وأتوقف وأستنشق بعض الهواء النقي وأشعر بأنني مازلت في هذا العالم ..
قصة " طالع العريفي " و " عادل الخالدي " في هذه الرواية لا تختلف كثيراً عما قرأناه في أدب السجون، جنون السجون والعذابات التي لا تنتهي وقسوة الجلاد اللانهائية والإقتصاص من كل ما في الإنسان من كرامة ووجدان، قصتان متباعدان تشتركان في تحميل المسؤولية على الوطن والناس (عبر الصمت والصبر المزيف) مسؤولية هذه السجون وتراكمها على أرض قد أصبحت مهمتها الوحيدة تعذيب وسلخ مواطنيها تحت ستار الوطنية والشعارات الكاذبة، يأخذنا منيف الى رحلتين في منافي السجون، حين قصة "طالع العريفي" الأشد قسوة وألماً، تجاوزت سطوراً بأكملها ، وتتابعت لعناتي فوق رأس كل ظالم أعرفه في الدنيا، من أين أتت للإنسان هذه القسوة، أي شيطان قد تجسد في صورة هؤلاء الجلادين، يا الله، لا أمتلك تفسيراً لما قرأته ولن أحاول إيجاد أي تفسير مُمل، لأنه في نهاية التفكير قد يقودني العقل الى إيجاد مبرر ما لأقنع نفسي بما حصل هناك حتى لا أنهار أمام تلك السادية الجهنمية، ولا رغبة لدي في إيجاد التبريرات السخيفة..
الرواية ذكية ومتنقة جداً في وصف السجون وفي رسم ملامح السجانين والضحايا في أبشع مكان قد يتصوره العقل البشري في هذا العالم، أجاد منيف سرد كل تلك العذابات من دون أن يهبط الى مستوى كسب شفقة القارئ، وهذا لعمري عبقرية روائية يندر أن تجدها عند من يكتبون أو يتحدثون عن هذه المواضيع الحساسة وخاصة الروائيين العرب الذين يجيدون إستمالة العاطفة والشفقة عن القارئ وبذلك تضييع الهدف من الرواية نفسها وخيانة الرسالة المراد توجيهها للقارئ والمثقف..
وبهذه الفقرة وبهذا التساؤل الجوهري عبر فيها منيف عن هذه النقطة بالذات حيث يقول بلوم وحرقة شديدة :
" ولا أريد أن أبتزكم لأستدر عواطف الشفقة عندكم، فأنا بمقدار ما أكره السجن أكره الشفقة ، لأن هذه العاطفة ، ثم الخوف الذي يليها ، من الأسباب القوية التي جعلت السجن يستمر حتى الآن، فواحدكم ،بعد أن يحزن، وقد يذرف الدموع، يضع رأسه على الوسادة وينام ، متوهماً أنه أدى واجبه، وأنه نجا، وقد يشعر بالسعادة التي تصل درجة الغبطة ، لأنه لم يكن الضحية! "
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
الآن هنا.. أو شرق المتوسط مرة أخرى.
Sign In »
Reading Progress
March 5, 2015
– Shelved
March 5, 2015
– Shelved as:
to-read
September 23, 2017
–
Started Reading
September 23, 2017
– Shelved as:
أدب
September 23, 2017
– Shelved as:
حكايات-السجون
September 23, 2017
– Shelved as:
روايات
September 23, 2017
– Shelved as:
عبد-الرحمن-منيف
September 23, 2017
–
2.63%
"" إن الإنسان وهو يعثر على نفسه في الآخرين، ويحدد ما هو قوي ومشترك بينه وبينهم، يتحول الى طفل كبير ""
page
14
September 23, 2017
–
3.57%
"" يجب أن تعرف، أيها السيد، أن ذوي الأصوات العالية ليسوا دائماً على حق ""
page
19
September 24, 2017
–
5.45%
"" قلت في نفسي : في أحيان كثيرة الكلمة تُحيي وتُميت، وأغلب الناس لا يدركون ذلك ""
page
29
September 24, 2017
–
7.14%
"" أحس الآن أني أولد من جديد، وتتراءى لي صورة الطفل الذي كنته قبل وقت طويل، ربما قبل أكثر من ثلاثين سنة ... الله كم كانت أياماً جميلة ، في ذلك الوقت كنا نجمع النجوم طوال الليل ، وفي اليوم التالي نوزعها بيننا بالتساوي ، وكنا نركض ولا نتعب، وكانت أحلامنا كبيرة، أما الآن...... ""
page
38
September 24, 2017
–
16.92%
"" إنها الحياة، هذه الزانية ، التي لا تخلو قط من فتنة وطيبة وروعة..
ووجدت صوتي يهدر وتخرج الكلمات رغماً عني : وكم فيها من قسوة وخسة ""
page
90
ووجدت صوتي يهدر وتخرج الكلمات رغماً عني : وكم فيها من قسوة وخسة ""
September 25, 2017
–
18.05%
"" قال حكيم قديم : إن الحاضر لا يعنيني، أما المستقبل فيحزنني غاية الحزن، لأني أرى فيه إشتعال الكون ودماره .. إني لأذرف الدموع غزيراً لعدم رؤيتي لأي شيء ثابت، فكل شيء متداخل بعضه في بعض ، قاللذة تختلط بالألم، والمعرفة بالجهل ، والكبير بالصغير، والرفيع بالوضيع، وإنها لحلقة لا تبرح شخوصها تتعاقب في لعبة الزمن.. ""
page
96
September 25, 2017
–
24.25%
"" من أعطاني الحق في أن أكون قاسياً، أو أن أسيء للذين أعطوني أنبل ما يملكون : الثقة والحب ""
page
129
September 26, 2017
–
35.71%
"" قلت لنفسي : أيدي الفقراء والوحيدين تكون باردة في الشتاء ! ""
page
190
September 26, 2017
–
37.59%
"" الحياد، في أي شيء، أكذوبة كبيرة .. فالإنسان يحب ويكره، يفرح ويحزن ""
page
200
September 28, 2017
–
53.38%
"" فسوف أقول لجميع الناس، بصوت عالي، وربما ببعض القسوة واللوم : الجلاد لم يولد من الجدار، ولم يهبط من الفضاء ، نحن الذين خلقناه، نعم نحن الذين فعلنا ذلك، وبإصرار أبله ""
page
284
September 28, 2017
–
54.7%
"" يجب أن أتوقف، أن أخترع وسيلة للتعبير، جديدة ومختلفة عن كل ماهو موجود ، لأن اللغة، هذه العاهرة التي يتداولها الجميع، لا تسعفني، لا تقول أبداً، ماحصل ""
page
291
September 29, 2017
–
58.08%
"" لستُ متأكداً ماذا ستصنع الأيام القادمة ، أريد أن أبقى عنيداً، وإذا مت فأجمل موت أن يموت الإنسان واقفاً ، والأفضل أن يفعل ذلك وهو يبتسم بسخرية أيضاً ""
page
309
September 29, 2017
–
58.46%
"" ستبقى السجون وسوف تتسع إذا ظل الناس في بلادنا يفخرون بصبرهم وإحتمالهم ""
page
311
October 2, 2017
–
Finished Reading
April 24, 2018
– Shelved as:
ادب-سوداوي
Comments Showing 1-1 of 1 (1 new)
date
newest »

message 1:
by
Sabreen
(new)
-
rated it 5 stars
Jan 29, 2020 11:55AM

reply
|
flag