ŷ������

بدايةً :
اشتريت الكتاب من معرض الكتاب الدولي في الرياض لعام 2015 دونَ تخطيطٍ مسبق ،
مررت بجانب دور النشر وقرأت عنوانه ، شدّني ، وعجبتُ إذ لم أسمع ضجيجًا حول الكتاب ،
كيف ينشر د. سلمان العودة كتابًا ، ولا يحوز ضجيجًا ؟!
مررت بجانب الدور مرور الكرام ،
ثم خرجت من المعرض ، عندما اجتمعنا خارج المعرض كنَّا كُمَّلًا غيرَ واحد ،
فتطوعت للعودة والبحث عنه ، عدت إلى المعرض وبدأت البحث ، كنتُ أركض ركضًا ،
ثمَّ نسيت صاحبنا ، ورحت أبحث عن كتبٍ أخرى ، نسيته قرابة الربع ساعة ،
وأخيرًا ، عادت بي قدماي لجناح دور النشر التي نشرت الكتاب ، فاقتطفته يدي ،
ودفعت ثمنه ، بسرعةٍ لاحظتها فيما بعد ، ثمَّ عثروا علي .. صرت أنا الضائع !!
هل كان قدري أن آخذه ؟!

< زنزانة > مفتاحك للخروج من زنزانتك المصطنعة .
كلٌّ منا يعيش في زنزانةٍ خاصةٍ به ،
تختلف مساحتها من شخصٍ لآخر ، كما تختلف مقوماتها ،
مهما كبُرَت ،
ومهما كان مستوى الرفاهية فيها ،
فما زالت زنزانة .
زنزاناتنا التي اصطنعناها لا سُجَّان خلف قضبانها ،
كما أن مفاتِحها بإيدينا ونصب أعيننا كذلك ،
لكنها ما زالت تحكمنا .
تتحكم بتصرفاتنا ، ومعاملاتنا ، وسلوكياتنا ، وكل ما يعنينا بذات الوقت ،
زنزاناتنا هي عاداتنا .
العادات مكوّناتٌ تركّب بعضها بعضًا ،
لتكملَ نفسها ،
عادةٌ تلوَ عادة ، تتلوها عادة وعادة ،
لتكون أنت ..
تركيبٌ متجانسٌ من العادات .
ما رأيته غريبًا في الكتاب قبل بدئي بقراءته أنه يتحدث عن كلمةٍ واحدة ( عادة ) ،
لم أفهم كيف تُكتب أكثر من ٤٠٠ صفحة عن كلمةٍ واحدة !!
بعد ذلك فهمت ،
العادة ليست شيئًا يسيرًا ينحصر في أربعة أحرف ،
بل هي حياة ،
مشاعرنا ، وتفكيرنا ، وعبادتنا ، وكلامنا ... إلى آخره ، كلها عادات .
تتبلور حول بعضها لتعكسنا نحن .
عاداتنا نصنعها ثم تصنعنا ،
نضبط ساعاتنا ، ثم نسألها عن الوقت !!
لنعتمدَ عليها في شؤوننا كلها ،
نعوّل عليها ،
ونلومها إن أخطأت .
هل العادة حاجةٌ إنسانية ؟
نبحث عنها كلما مللنا من صنع أشياء جديدة ،
أو من المحاولة في تغيير أمرٍ ما ؟
هل نحب أن نعوّلَ ولا يُعوَّل علينا ؟!
كي نسير على طريقٍ رسمناه لأنفسنا ،
تجنُّبًا لمشقَّة البحث عن الطريق خطوةً بخطوةً ؟
من أجمل الفصول التي قرأتها : ( عادة وعبادة ) :
< اجعل كل عادة عبادة ، وكل عبادة عادة > .
شعرت أحيانًا ببعثرة الجمل ،
ربَّما اعتاد الكاتب على أحكام ( تويتر ) !!
عندما أقفلت صفحته الأخيرة ، فقدتُ صديقًا .
كنتُ أفتقده منذ زمن .
ختامًا : تحرر من زنزانتك .