ŷ������

في كل مرة اقرأ فيها رواية عن الصوفيه اتأكد بأن الاشخاص هم من يفسدون معاني الأشياء.. الصوفيه لا تقتصر علي الدراويش الذين يهزون رؤوسهم و اتباع الطرق المختلفه و التمسح بأولياء الله الصالحين و بمقامهم .. التصوف مدرسة تقوم علي البحث عن البعد الروحي في التجربة الدينية .. هو الحب و عشق كل شئ خلقه الله .. الصوفية هي غاية للوصول له .. الله .. لتنقية روحك من كل الذنوب العالقه به حتي تصل لمرحلة الحقيقة .. و لتصل لمرحلة العشق لابد من المرور بالمقامات المختلفه :
مقام التوبة
مقام الانكسار
مقام التواضع
مقام الزهد
مقام الرضا
مقام الطمأنينة
مقام العشق


رواية تدل ان ليس كل الفقراء تعساء .. ذلك يتوقف علي مدي الضوء الالهي الذي يملأ قلبهم .. ان بإمكان اي شخص مهما كان ان يصبح سعيداً وذو بال مرتاح ،لأن كل هذا لا يتوقف علي النقود او العز و الجاه .. بل علي الرضا بما قسمه الله .. و اليقين بأن الله لن يظلمك و سيجازيك خيرا



الرواية :

تتحدث الرواية عن نادر منصور الروائي المعروف .. الذي تتصدر رواياته المبيعات في كل المكتبات .. و سعرها اغلي من بقيتها و تبيع اكثر .

تلك المكانة التي وصل إليها لمدير دار نشر أماندا .. جعلت منه شخصاً مغرورا .. يتصور نفسه إلها في الارض .. يحتقر كل شخص غيره، لأنه يعتقد أنه الافضل .. نرجسية وصلت للحد الأقصي .. مغالاته في الاهتمام بنفسه من انواع برفانات ماركات عالمية الي بدل من احدث موضة الي تصفيف الشعر .. فقط لكي يلتفت له كل شخص .. ليثير انتباه من حوله .. فلو دققنا النظر لهذه الشخصية المريضه لعلمنا انه يعاني من عقدة نقص أثرت علي كل افعاله

كل من حوله يهتم به .. كيف لا يهتم و هو الاله ( استغفر الله العظيم) ..حتي كانت الشوكة التي قصمت ظهره .. فتاة مشهورة بالتدوينات علي الفيسبوك اظهرت عدم اهتمامها به !!.. كيف تجرؤ تلك الفتاه ان تفعل !!! .. حاول مهاجمتها كي تدافع عن نفسها و تظهر بعض الاهتمام و لكنها كانت غير مبالية به و لا بكلامه و كأنه غير موجود اصلا !!!! .. ثار جنونه و اقسم ان يضمها لصف حريمه .. حاول الوصول لها بكل الطرق .. اهمل عمله بسببها .. اهمل حياته و زوجته .. الي ان وصل لديها لمكانة الصديق ..( هذا ما يثبت لأي فتاة ما يفعله الفتي فقط ليصل لها ثم يصاب باللامبالاة فور ان يحصل علي ما يريد).

احب رِهام او بمعني اصح احب صورته في نظرها.. احب الكبر الخاص به .. لكنه اكتشف انها تحب و من اعز اصدقاؤه .. كيف لم يلحظ هذا!!!! .. حبه هذا الذي تسبب له في الكثير من المتاعب و تعريض سمعته للخطر .. و اهماله لعمله الذي تسبب في خسارته لذلك العمل الذي كان يستند عليه في كل حياته .. و في نفس الوقت يكاد ان يخسر طفله الوحيد بسبب حبه ذلك الذي سيكتشف لاحقا انه ليس حبا و لا يرتقي لهذه المكانه ابدا ، انما هو أشباع غروره ليس إلا .

ليلتقي في هذا المنعطف بعزيز .. الذي انشأ طريقة جديدة للصوفيه و اراد لنادر ان يجربها ، لأن رائحة الكبر و الغرور تفوح منه عن بعد او ما يسميه ب ( الإيجو ) ، ليبدأ رحلة روحانية تطهر نفسه مما علقت بها من متاع الدنيا الزائلة و يعلمه التواضع و الانكسار و ان تعتبر اي شخص هو اعلي مكانة منك مهما كان سنه و نوعية عمله . . لنري ماذا فعل نادر ليصل لمرحلة الانكسار تلك .. عن طريق انضمامه لأطفال الشوارع و اكتشافه بمدي ضآلة حجمه امام مشاعرهم الغير محدودة ، تلك المشاعر التي شعر معها كم كان حقيرا .


رواية تسمو بالمشاعر الايجابيه في حياتنا .
رحلة تطهير هدفها توطيد علاقتك بالله .. في إطار روائي شيق .. أنصح بقرائتها .