ŷ

Ibrahim's Reviews > حمارى قال لي

حمارى قال لي by Tawfiq Al-Hakim
Rate this book
Clear rating

by
20359308
's review

really liked it
bookshelves: read-in-2015, أدب-نصوص-مقالات, توفيق-الحكيم

يقول الحكيم علي لسان حماره فى واحد من الأحاديث التى قامت بينهما - والحمار هنا هو شخصية افتراضية وضعها الحكيم أمامه ليقوم بينهما الحديث وينشأ الحوار، وهو بعد لا يعدو كونه غير الحكيم ذاته ولكن فى فكرته المعارضة ورأيه المناقض المخالف وحدسه الفلسفي الكاشف ورؤيته وبصيرته الظاهرة الجليَّة الواضحة - يقول :

"لا بد للإنسان من عبادة الأصنام ... لم يستطع طوفان الماء (وطوفان الماء هو الطوفان العظيم الذى أغرق الله به الأرض أيام نبي الله نوح بعد أن أمره بأن يصنع السفينة لينجو هو ومن معه من الصالحين)، ولا طوفان الدماء (والمقصود الحروب)، أن يُغرق الأصنام التى يصنعها الانسان لنفسه !... إن الإنسان غير قدير ولا جدير بعبادة الله ... لأن الله لا يميز بين جنس وجنس، ولا فصيلة وفصيلة ... هو النور العام الذى يضئ كل الكائنات ... وهو الحب العام الذى يربط كل شئ بكل شئ ... ولكن الانسان لا يفهم ذلك ... إنه لا يري إلا ما تصنع له يده من صور نفسه الجشعة الأثرة المتعجرفة العمياء ... كلا ... إن الله بعيد ... بعيد عن الإنسان ... وإنه أرفع وأعلي وأعمق من أن يتصل به الإنسان" .

ويقول فى جزء أخر من حوار أخر :

"لا شئ يثبت فى الأرض وينبت الثمار الصالحة الخالدة غير البذرة الطيبة التى يلقيها فى نفوس البشر رجل يحب الإنسانية كافة .. هذا هو المجد الذى ليس بعده مجد لإنسان !."

"النصر الحقيقى هو لذلك الذى يستطيع أن يسير بالبشرية ولو خطوة ... ويسعدها ولو لحظة ... إن كلمة نبي، أو ترنيمة شاعر، أو تغريدة موسيقي، لأبقي علي الدهر من صيحات الظفر وطبول النصر فى أكبر معركة حربية !."

العظيم يجب أن يثور على أوضاع بيئته وأمته وعصره، لينشر تعاليمه التى تنفع الإنسانية كافة ... هكذا فعل المسيح ومحمد، لقد كان كل منهما يجاهد وحده ضد وطنه وزمانه ليبذر فيهما المثل الأعلي الإنساني ... وقد اضطهدا وعذبا فى سبيل ذلك، وقد انتصرا آخر الأمر ذلك الانتصار الخالد على الزمان وما بعد الزمان ... إن الخلود هو لمن يعمل لخير الإنسانية كلها ولرفعة الجنس البشري كله ."



لم يعجبني فى الكتاب حديثه الأخير فيه "عن الجنة والنار"، وتخيله لوضعه فيه، وما سيصير إليه أمره، شعرت فى الحديث بتجرأ لم يروق لي،
تحدث عن الملل الذى يصيب أهل الجنة !
ما استدعى الصحفى (الصاوي) إلي تفكيره فى إصدار مجلة لتسلية أهل الجنة !
ثم حديث الصحفي مع سيدنا رضوان حارس الجنة،
ثم طلبه الاذن فى الذهاب نصف ساعة إلي النار للقاء الأدباء الأربعة (العقاد وطه حسين وهيكل والحكيم) ليشرب القهوة معهم ويعد حديثاً صحفياً ينشره في المجلة،
ثم لقائه إياهم وحالة التبرم والغضب التى وجدهم عليها - لا لدخولهم النار - ولكن لافتقاد كل واحد منهم للشئ المحبب لنفسه فى الحياة الدنيا .

التخيل كله فيه من التجرأ ما لا أفهمه ولا أستسيغه وأصابنى ببعض إحباط !

أقصى ما نأمله ونتمناه على الله هو أن ينعم علينا بدخولنا الجنة ... وهناك حيث (ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر) هناك ليس لنا أن نتصور - وأنَّى لنا التصور وهو الغيب كله - كيف تكون الحياة بهذه التفاصيل الدقيقة وهذه الحوارات السخيفة !... ثم أنه ليس لنا أن ننظر فنرى من يدخل الجنة ممن يدخل النار ! ... فلما هذه الجرأة غير المحمودة ولا الطيبة إطلاقاً ؟!.

الكتاب يحوى مجموعة مقالات فلسفية تضم أراء الحكيم فى مواضيع عدة من مناحى الحياة .


2 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read حمارى قال لي.
Sign In »

Reading Progress

May 12, 2015 – Shelved
Started Reading
May 13, 2015 – Finished Reading
October 10, 2015 – Shelved as: read-in-2015
October 10, 2015 – Shelved as: أدب-نصوص-مقالات
October 10, 2015 – Shelved as: توفيق-الحكيم

No comments have been added yet.