قراءات's Reviews > تطور المتع البشرية: رغبات وقيود
تطور المتع البشرية: رغبات وقيود
by
.
تناول الطبيب النفسي الفرنسي كورنريخ أربع موضوعات أساسية (متعة الغذاء، متعة تربية الأطفال، متعة التنافس والتعاون، متعة الجنس). ناقش أولاً فكرة المتعة، ورمزيتها، وإشكالية التعود، ثم افتتح فصولاً مستقلة للموضوعات السابقة
في كل فصل تقريباً يقدم تأريخ عام للموضوع، وتحولاته في السياق البشري العام والعوامل المؤثرة فيه، وهو يراوح في ذلك بين الأنثروبولوجيا والتاريخ والاقتصاد وعلوم الاجتماع وتخصصه: علم النفس
ويعيب طرحه عموماً ارتكازه على الفكرة التطورية/النشوئية في قراءة أنماط المتع عبر المنظور التاريخي، حتى في تحليلاته (مثلاً لما تحدث عن تضخم المشاكل النفسية في العقود الأخيرة أشار لكون ذلك ربما يكون بسبب التسارع الكبير الذي لا يوازيه تطور كافي على مستوى الأنظمة العضوية/الفيزيولوجية للإنسان!)، فهو ينطلق من الأبحاث التي أجريت على القرود وأنواع الغوريلا والفئران لفهم طبيعة التركيب الداخلي لسيوكلوجية وسسيولوجية المتع البشرية، باعتبار أن الانسان متحدر من تلك السلالات العليا، وهذا شأن معتاد عند الباحثين التطوريين، وبرغم احتواء هذه الأبحاث على جملة من الحقائق العلمية (وبعض الأساطير أيضاً) إلا أن التوظيف الآلي لها في فهم الحالة الإنسانية يمثل حالة كسل وتسطيح للظاهرة البشرية وتعقيداتها المذهلة
بالعموم الكتاب لا بأس به، وهو يقع في 325 صفحة، وترجمته متوسطة، ولكن المترجم وقع في تحذلقات تدل على ضعف الخبرة، فقد ترجم أحد المصطلحات الفرنسية الدالة على امتداد بعض خصائص الطفولة إلى مرحلة البلوغ بـ"تدعمص"!، وهذه ترجمة غبية فيما أظن، لاسيما مع عدم شرحها بصورة واضحة. ومعنى (دُعموص) في اللغة دويبة تكون في الماء لا تفارقه. وفي الحديث الصحيح قال �: (صغارهم دعاميص الجنة) أي أن الولد الصغير الذي يموت للمؤمن في الجنة لا يفارقها، كما لايفارق الدعموص الماء، ذكره النووي. وهذه فائدة لطيفة استطراداً.
.
.
.
عبد الله بن عبد الرحمن الوهيبي
by

.
تناول الطبيب النفسي الفرنسي كورنريخ أربع موضوعات أساسية (متعة الغذاء، متعة تربية الأطفال، متعة التنافس والتعاون، متعة الجنس). ناقش أولاً فكرة المتعة، ورمزيتها، وإشكالية التعود، ثم افتتح فصولاً مستقلة للموضوعات السابقة
في كل فصل تقريباً يقدم تأريخ عام للموضوع، وتحولاته في السياق البشري العام والعوامل المؤثرة فيه، وهو يراوح في ذلك بين الأنثروبولوجيا والتاريخ والاقتصاد وعلوم الاجتماع وتخصصه: علم النفس
ويعيب طرحه عموماً ارتكازه على الفكرة التطورية/النشوئية في قراءة أنماط المتع عبر المنظور التاريخي، حتى في تحليلاته (مثلاً لما تحدث عن تضخم المشاكل النفسية في العقود الأخيرة أشار لكون ذلك ربما يكون بسبب التسارع الكبير الذي لا يوازيه تطور كافي على مستوى الأنظمة العضوية/الفيزيولوجية للإنسان!)، فهو ينطلق من الأبحاث التي أجريت على القرود وأنواع الغوريلا والفئران لفهم طبيعة التركيب الداخلي لسيوكلوجية وسسيولوجية المتع البشرية، باعتبار أن الانسان متحدر من تلك السلالات العليا، وهذا شأن معتاد عند الباحثين التطوريين، وبرغم احتواء هذه الأبحاث على جملة من الحقائق العلمية (وبعض الأساطير أيضاً) إلا أن التوظيف الآلي لها في فهم الحالة الإنسانية يمثل حالة كسل وتسطيح للظاهرة البشرية وتعقيداتها المذهلة
بالعموم الكتاب لا بأس به، وهو يقع في 325 صفحة، وترجمته متوسطة، ولكن المترجم وقع في تحذلقات تدل على ضعف الخبرة، فقد ترجم أحد المصطلحات الفرنسية الدالة على امتداد بعض خصائص الطفولة إلى مرحلة البلوغ بـ"تدعمص"!، وهذه ترجمة غبية فيما أظن، لاسيما مع عدم شرحها بصورة واضحة. ومعنى (دُعموص) في اللغة دويبة تكون في الماء لا تفارقه. وفي الحديث الصحيح قال �: (صغارهم دعاميص الجنة) أي أن الولد الصغير الذي يموت للمؤمن في الجنة لا يفارقها، كما لايفارق الدعموص الماء، ذكره النووي. وهذه فائدة لطيفة استطراداً.
.
.
.
عبد الله بن عبد الرحمن الوهيبي
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
تطور المتع البشرية.
Sign In »
Reading Progress
Finished Reading
June 15, 2015
– Shelved
Comments Showing 1-1 of 1 (1 new)
date
newest »

message 1:
by
أسيل
(new)
-
rated it 3 stars
Dec 15, 2016 02:14AM

reply
|
flag