ŷ������

مثال آخر على مدى سطحية الكتابات "الشبابية" في العصر الحديث..

بعد انتهائي من أي كتاب يتردد سؤالي الأثير.. ما الذي استفدته؟!
هنا.. المفترض أن تكون الإجابة هى الضحك باعتبار الكتاب كتابا هزليا.. (بالتاكيد لا أتوقع حكمة طاوية أو فلسفة أرسطية!)..

هل نجح الكتاب في هدفه؟
لا.. لم أبتسم طوال صفحات الكتاب المتخطية مائتين سوى مرة واحدة! و حتى في تلك المرة لم يكن بسبب كلمات عمر طاهر نفسه و لكنها حادثة عن برنامج تلفيزيوني شاهده!

تحدث عن كل موبقات الكتابات الشبابية الحديثة..
تحدث عن لغة ضحلة تماما.. هل يكتب بالعامية؟؟ للأسف يحاول الكتاب ألا يفعل هذا إلا عندما يسرد حوارا حدث .. أو في جمل اعتراضية .. و فيما عدا ذلك فالكتاب مكتوب بالفصحى -أو يدعى هذا على الأقل!-.. و بالنظر قليلا نجد كمية الأخطاء النحوية و اللغوية فادحة للدرجة التي جعلتني أشعر أنني استاذ للغة العربية و انا نفسي ألحن كثيرا!!! أخطاء فادحة لا تمر علي أي شخص لديه حد أدنى من التعليم.. لا أعرف هل هذا دليل على فشل التعليم في مصر .. أم على "استسهال" عمر طاهر؟؟ أم على سوء مستوى القارئ الذي سيقرأ مثل هذا الكتاب!!

تحدث عن "أفيهات" جنسية تحتل نصف الكتاب تقريبا... و هو ما يليق بفيلم درجة ثالثة و ليس بكتاب محترم.. أو على يدعى الاحترام!!! لكن فيما يبدو أن أسهل طرق الدعابة هى الدعابة الجنسية.. و أصعبها هى الدعابة النظيفة..

تحدث عن الحشر الدائم لفكرة "أنا مؤمن جدا" طوال صفحات الكتاب.. كأنني أعبأ بكون الكاتب مؤمنا أم لا!! كأنني أهتم لو كان يعبد الله أو يهوه أو آتون أو الشيطان! لكنه عادة أصبحت لدى العديد من الرموز الشبابية بأن تحشر كلمات الإيمان في جملها من أجل الحصول على شعبية طاغية لدى الفتيات (و اللائي بالمناسبة على نفس القدر من إدعاء الإيمان!)

تحدث عن تفاهة الصور و الألوان التي تمتلئ بها صفحات الكتاب .. مما يجعلني أشعر كأنني أقرأ كتاب تلوين للأطفال و ليس مجموعة مقالات! و يبدو أنه هناك تصورا أن الاخراج الفني "المصور" سيتناسب مع "روح الكتاب الهزلية"... و هو تصور يوضح لنا تماما عقلية قراء هذه النوعية من الكتب!


أما عن قيمة المعلومات المغلوطة التي يحفل بها الكتاب فحدث ولا حرج!! كنت أريد أن اتحدث عن تلك المعلومات التي توضح تماما مدى ثقافة كاتبها.. لكن بعد تفكير وجدت الموضوع لا يستحق... فلأحاول أن أعتبر هذه المعلومات المغلوطة من قبيل محاولة الإضحاك .. مثلما يبالغ البلياتشو في ألوانه.. أو مثلما كان أبو لمعة يكذب في أحادثه.. و ساتقبلها على سبيل الدعابة - و التي بالمناسبة لم أجدها !! - .. و كما ان الكتاب لا يحاول أن يكون جادا -أو هو يحاول هذا؟!- فأنا أيضا لن أخذه على محمل الجد!

باستثناء بضعة فقرات في المقالة الأولي في الكتاب فبقية الكتاب لا يستحق ثمن الورق.. و من الجيد أنني استعرت الكتاب من المكتبة و لم أدفع ثمن الورق!