ŷ������

..

"تذكر يا صديقي أن تحرق هذا الكتاب بعد أن تقرأه" ..

هذه الرواية باختصار عبارة عن خلاصة الجهل والخرافات منسوجة في رداء روائي جيد .. إنها ببساطة مرجع منمق ومترابط لحفنة من الأساطير البلهاء التي لا يزال عدد كبير من البشر يؤمنون بها للأسف .. ومزيج غير متجانس من بعض الأساطير القديمة وقصص الأنبياء بتصرف وحلقات سلسلة قادمون مع الكثير من اليهود الأشرار وبعض دروس الدين التي سمعناها ألف مرة ،،

:بعض الملاحظات على نقاط معينة استفزتني بصفة خاصة

-1-
يخصص الكاتب صفحات كاملة لنقد العقيدة اليهودية والمسيحية من وجهة نظر إسلامية بحتة .. لا جديد في تلك النظرة وذلك النقد الذي يتردد على مسامعي منذ طفولتي بنفس الكلمات والتعبيرات .. درس دين مكرر سمعناه آلاف المرات من قبل شعرت بملل شديد واستخفاف لا يستهان به بعقل القارئ الذي من المفترض أن يصدق أن هذا على لسان شيطان وساحر كافر؟
فيتضح جلياً أن الكاتب يدس قناعاته الشخصية ويفرضها على القارئ دون ترك مساحة حرية للشخصيات لتتحدث بلسانها الخاص وتعبر عن نفسها ..

-2-
يقول الكاتب في صفحة 111 على لسان بطله الساحر:

وهنا يمكنني أن أقول بصدق أن عقل البهيمة الحقيقي هو من يكتب هراء محضاً ينضح بجهل مطبق فيقرؤه بعض الجهلاء الآخرين لصدقوا على صحته ببساطة! وتصبح نظرية علمية بوزن وقوة نظرية التطور مجرد مؤامرة ماسونية صهيونية حلزونية ومخطط تاريخي من شياطين العالم السفلي!

-3-
لن أعلق على الكلام الذي تناول الخلاف بين علي ومعاوية وملاحظات الشيطان على الشيعة .. أعترف أني كنت أضحك حقاً وأنا أقرأ هذا الجزء .. إن صديقنا الشيطان سني أكثر منا نحن شخصياً على ما يبدو!

-4-
الرواية غارقة في الماسونية .. غارقة بالمعنى الحرفي للكلمة .. غارقة بطريقة مستفزة ومكررة كأنها تفريغ لحلقات The arraivals
أعترف أن كل الصفحات التي تتحدث عن الماسونية فوتُها بالكامل دون قراءة كلمة واحدة! كل تلك العيون والأهرامات والخطط السرية والتواريخ المدبرة والثورات التي تدار في الخفاء .. رباه! ألن يكتفوا أبداً من هذا الهراء؟

-5-
هل كان الهنود الحمر يعيشون في نظام ملكي أم كانوا قبائل متفرقة؟ لست متأكدة .. لكن بدا غريباً لي بعض الشيء وصف "الملك" الذي تحتم عليه التقاليد أن يتزوج امرأة من كل "قرية" لكي يسري "الدم الملكي"!! .. لا أعلم لكن ثمة خطأ ما هنا .. وخاصة مع "البيض اللطفاء" و "الإله الوسيم" والفتاة التي خالفت أوامر الزعيم وأنقذت الأوروبي وكأنه أمر عادي .. شعرت أن الجو العام لهذه القصة لم يمكن يكن مقنعاً .. بدا أن مصدره فعلاً هو فيلم ديزني ..

-6-
المزيد من اليهود الأشرار الذين يديرون العالم في الخفاء وتتسبب خططهم بشكل مباشر في صناعة أهم الأحداث في تاريخ الشعوب .. حسناً لن أعلق ..

-7-
البشر لم يخترعوا أجهزة الكومبيوتر والاتصال والانترنت .. إنها الشياطين هي التي اخترعتها لنا تمهيداً لقدوم الأخ أنتيخريستوس
....

المغزى النهائي من الرواية .. نحن دمى غبية بأيدي شياطين وكيانات من عوالم أخرى تحركنا كيفما شاءت!
أسلوب الكاتب جيد جداً ولغته الأدبية معقولة ويوجد كم لا بأس به من المعلومات .. رغم أنه بالنسبة لي على الأقل أعتبر تلك المعلومات بائتة وقد قرأتها في كتب عديدة من قبل ..



..