سارة شهيد's Reviews > اليوميات
اليوميات
by
by

في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ظهر ما يعرف بالدانديزم dandyism وهو أسلوب أدبي وفني، ويعنى بإيجاد "الداندي" أي الكائن الأسمى.
وقد عرفنا نيتشه كأهم فيلسوف يمكن أن ندرجه في عداد أولئك الذين كرسوا نتاجهم الفكري لأجل هذا السوبرمان، لكننا بهذا نكون قد أغفلنا شارل بودلير الشاعر الفرنسي الذي لا يقل أهمية أو تأثيراً في هذا المجال.
بودلير شاعر التناقض الأوركسترالي، يرى أن الإنسان الداندي ليس هو الإنسان الخيّر فقط، وإنما هو الإنسان الأسمى رغم تناقضاته التي لا يمكن تصور أي إنسان دونها، أي أن بودلير يرى أن الإنسان الأسمى أو الداندي هو كالأوركسترا تماماً والتي تنتج عن مجموع الأصوات الموسيقية المتناقضة لكن محصلتها السامية هي الأوركسترا.
في هذا الكتاب أي اليوميات نستطيع ملامسة بودلير أكثر من أي كتاب آخر، كما لا ننسى بأن هذا الكتاب تحديداً بأسلوب كتابته الشذري أو الكتابة المقطعية كان ملهماً ومؤثراً على الفيلسوف الفرنسي إميل سيوران الذي أعتمد أسلوب الكتابة الشذري في كثير من كتاباته.
وهذه بعض من الشذرات البودليرية والتي راقت لي:
الأمم لا تنجب العظماء إلا مرغمة، شأنها في ذلك شأن العائلات.
وغالباً ما تعمل قدر جهدها كي لا يكون لها عظماء. هكذا، يحتاج الرجل العظيم كي يكون، إلى قوة هجومية أكبر من قوة التصدي الناشئة عن تضافر جهود ملايين الأفراد.
يبدو الشيء جامداً ما لم يشُبهُ قليل من التشويه.
لذلك فإن عدم الانتظار، أي اللامتوقع والمفاجئ والمدهش، هو جزء من عناصر الجمال الجوهرية، وعلامته المميزة.
لو طلب شاعر من الدولة الحق في أن يضع بعض البرجوازيين في إسطبله، لأثار الاستغراب. لكن لو طلب برجوازي قليلاً من لحم الشعراء "مشوياً"، لبدا ذلك أمراً طبيعياً جداً.
لا أملك قناعات كما يفهمها أهل عصري، لأني لا أملك طموحاً.
لا توجد داخلي قاعدة لأي قناعة.
......
ومع ذلك فإن لديّ بعض قناعات، بمعنى أكثر سمواً، من الصعب فهمه على أهل عصري.
إحساس بالعزلة منذ الطفولة على الرغم من العائلة، وخاصة وسط الرفاق.
إحساس بالعزلة كمصير أبدي، ومع ذلك ذلك رغبة شديدة في الحياة وفي المتعة.
الإيمان بالتقدم مذهب الكسالى، إنه الفرد معوّلاً على جيرانه كي يقوموا بالعمل.
لا يمكن أن يوجد تقدم (حقيقي، أي أخلاقي) إلا داخل الفرد وبواسطة الفرد نفسه.
لكن العالم مصنوع من بشر لا يفكرون إلا مجتمعين في عصابات.
كل جريدة من أول سطر إلى آخر سطر، ليست سوى نسيج فظائع.
حروب، جرائم، سرقات، فواحش، تعذيب، جرائم أمراء، جرائم أمم، جرائم أفراد، عربدة فظاعة كونية.
ذلك هو فاتح الشهية المقزز الذي يصحب به الإنسان المتحضر فطوره كل صباح، كل شيء في هذا العالم ينضح بالجريمة: الجريدة، الجدار ووجه الإنسان.
ولا أفهم كيف ليد طاهرة أن تلمس جريدة، دون أن تعتريها قشعريرة تقزز.
وقد عرفنا نيتشه كأهم فيلسوف يمكن أن ندرجه في عداد أولئك الذين كرسوا نتاجهم الفكري لأجل هذا السوبرمان، لكننا بهذا نكون قد أغفلنا شارل بودلير الشاعر الفرنسي الذي لا يقل أهمية أو تأثيراً في هذا المجال.
بودلير شاعر التناقض الأوركسترالي، يرى أن الإنسان الداندي ليس هو الإنسان الخيّر فقط، وإنما هو الإنسان الأسمى رغم تناقضاته التي لا يمكن تصور أي إنسان دونها، أي أن بودلير يرى أن الإنسان الأسمى أو الداندي هو كالأوركسترا تماماً والتي تنتج عن مجموع الأصوات الموسيقية المتناقضة لكن محصلتها السامية هي الأوركسترا.
في هذا الكتاب أي اليوميات نستطيع ملامسة بودلير أكثر من أي كتاب آخر، كما لا ننسى بأن هذا الكتاب تحديداً بأسلوب كتابته الشذري أو الكتابة المقطعية كان ملهماً ومؤثراً على الفيلسوف الفرنسي إميل سيوران الذي أعتمد أسلوب الكتابة الشذري في كثير من كتاباته.
وهذه بعض من الشذرات البودليرية والتي راقت لي:
الأمم لا تنجب العظماء إلا مرغمة، شأنها في ذلك شأن العائلات.
وغالباً ما تعمل قدر جهدها كي لا يكون لها عظماء. هكذا، يحتاج الرجل العظيم كي يكون، إلى قوة هجومية أكبر من قوة التصدي الناشئة عن تضافر جهود ملايين الأفراد.
يبدو الشيء جامداً ما لم يشُبهُ قليل من التشويه.
لذلك فإن عدم الانتظار، أي اللامتوقع والمفاجئ والمدهش، هو جزء من عناصر الجمال الجوهرية، وعلامته المميزة.
لو طلب شاعر من الدولة الحق في أن يضع بعض البرجوازيين في إسطبله، لأثار الاستغراب. لكن لو طلب برجوازي قليلاً من لحم الشعراء "مشوياً"، لبدا ذلك أمراً طبيعياً جداً.
لا أملك قناعات كما يفهمها أهل عصري، لأني لا أملك طموحاً.
لا توجد داخلي قاعدة لأي قناعة.
......
ومع ذلك فإن لديّ بعض قناعات، بمعنى أكثر سمواً، من الصعب فهمه على أهل عصري.
إحساس بالعزلة منذ الطفولة على الرغم من العائلة، وخاصة وسط الرفاق.
إحساس بالعزلة كمصير أبدي، ومع ذلك ذلك رغبة شديدة في الحياة وفي المتعة.
الإيمان بالتقدم مذهب الكسالى، إنه الفرد معوّلاً على جيرانه كي يقوموا بالعمل.
لا يمكن أن يوجد تقدم (حقيقي، أي أخلاقي) إلا داخل الفرد وبواسطة الفرد نفسه.
لكن العالم مصنوع من بشر لا يفكرون إلا مجتمعين في عصابات.
كل جريدة من أول سطر إلى آخر سطر، ليست سوى نسيج فظائع.
حروب، جرائم، سرقات، فواحش، تعذيب، جرائم أمراء، جرائم أمم، جرائم أفراد، عربدة فظاعة كونية.
ذلك هو فاتح الشهية المقزز الذي يصحب به الإنسان المتحضر فطوره كل صباح، كل شيء في هذا العالم ينضح بالجريمة: الجريدة، الجدار ووجه الإنسان.
ولا أفهم كيف ليد طاهرة أن تلمس جريدة، دون أن تعتريها قشعريرة تقزز.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
اليوميات.
Sign In »
Reading Progress
Started Reading
August 31, 2015
– Shelved
August 31, 2015
– Shelved as:
read-in-2015
August 31, 2015
– Shelved as:
philosophy
August 31, 2015
–
Finished Reading